تاريخ علم الأمراض في إيران
يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. (فبراير 2016) |
علم الأمراض (Aseeb Shenasi بـاللغة الفارسية) كعلم اكتشاف الأسباب وراء مرض ما قد اجتذب اهتمام الأطباء منذ العصور القديمة. وتحتوي بردية إدوين سميث (Edwin Smith) المصرية (1700 قبل الميلاد)، التي تُعتبر أقدم وثيقة طبية معروفة، على مراجع لآليات وأسباب الأمراض المختلفة بما في ذلك أورام الثدي والتئام الجروح والعدوى. على الرغم من هذا الاهتمام الموجود منذ فترة طويلة، لم يتحقق تقدم كبير في فهمنا لعلم الأمراض (الباثولوجيا) إلا في الربع الأخير من الألفية الثانية، وهي الفترة التي أصبحت فيها الاستكشافات التشريحية متاحة وتميزت بظهور الأعضاء. وفي وقت لاحق، سهل التشريح المرضي التعرف على الخصائص العيانية للعضو أو النسيج المريض، الأمر الذي مكن علم الأمراض من أن يصبح أداة جديدة للتعرف على الأمراض وتفسيرها. وفي وقت لاحق، وخلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي، أصبح علم الأنسجة المرضية معروفًا للأطباء، بما في ذلك رودولف فيرشو (Rudolf Virchow)الذي أُلهم لصياغة النظرية الخلوية للأمراض، وأصبح علم الأمراض، كعلم سريري، هيكلاً قويًا لتشخيص وإدارة الأمراض.[1]
ومنذ بداية الحقبة الجديدة في التعليم الطبي الإيراني، كان علم الأمراض جزءًا لا يتجزأ من تعليم وتدريس الطب. وتطور علم الأمراض من مجرد المحاضرات النظرية لأداة فعالة في تعلم الأمراض وآلياتها وسلوكها، وإدارتها ومراقبتها.
علم الأمراض في بلاد فارس
على الرغم من التوسع الكبير والفهم الأفضل للعلوم الطبية في بلاد فارس، وخاصة خلال الفترة الإسلامية، إلا أننا لا نعرف إلا القليل جدًا عن النهج المتبع في علم الأمراض في هذه الفترة. وهناك أدلة جديدة على الأوصاف الإجمالية لأمراض مثل تليف الكبد والسل الرئوي والانصباب الجنبي وغيرها من الأمراض في النصوص الطبية الإيرانية الشهيرة مثل «القانون» لابن سينا و«الحاوي» للرازي.
ومع ذلك، لا توجد بيانات متاحة عن كيفية حصول هؤلاء العلماء الفارسيين الأوائل على هذه المعرفة نظرًا لأنه كان يُحظر تشريح الجسم البشري للميت خلال تلك الفترة. ويُعتقد أن هذه الدرجة من المعرفة لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال الفحص البدني أو الجراحة أو ملاحظات ما بعد الوفاة.[2]
علم الأمراض في إيران الحديثة
يعود تاريخ علم الأمراض في إيران إلى أوائل القرن العشرين الميلادي عندما أسس البروفيسور مصطفى حبيبي (Mostafa Habibi) علم التشريح السريري في إيران.
قبل عام 1933م، لم يكن علم الأمراض موجودًا في المناهج القياسية في كليات الطب في إيران. ومع ذلك تم إدراج علم الأنسجة وعلم التشريح في منظومة التعليم الطبي في إيران. وفي عام 1934م، قام البروفيسور علي فلاتي (Ali Falati) بتدريس أول مقرر في علم التشريح السريري في جامعة طهران. وفي وقت لاحق سار على دربه مصطفى حبيبي الذي ترأس في ذلك الوقت قسم علم الأنسجة وعلم الأجنة في كلية الطب بطهران.
وفي عام 1974م مات البروفيسور حبيبي بشكل غير متوقع بسبب نوبة قلبية. وظلت رئاسة قسم علم الأمراض في جامعة طهران شاغرة لمدة ست سنوات. ثم بدأ اثنان من أفضل تلاميذ حبيبي وهما البروفيسور أرمين (Armin) ورحماتيان (Rahmatian) حياتهما المهنية كمحاضرين في علم الأمراض. وأنشأ البروفيسور رحماتيان مع زميلته شمسة أول مختبر لعلم الأمراض في مستشفى هيزار تاخت خواب (Hezar Takhtekhabi) عام 1953م. وتم تجهيز المختبر بمجهر إلكتروني وكان به قسم التشريح المرضي وقسم الباثولوجيا الخلوية. وفي نفس الوقت قاما بإنشاء قسم للسرطان في كلية الطب بجامعة طهران. وقام المختبر بتدريب العديد من علماء الطب الإيرانيين وكذلك الكثير من الناس من دول الشرق الأوسط، مثل تركيا وباكستان وكذلك مصر.
وبالتوازي مع إنشاء مختبر علم الأمراض في المستشفى، أنشأ البروفيسور أرمين مختبرًا لعلم الأمراض في حرم جامعة طهران.
وعمل هذان المختبران على تدريب الكثير من الطلاب الذين التحقوا لاحقاً بكليات طب أخرى في جميع أنحاء البلاد.
ومن بين الرموز البارزة الأخرى التي كان لها تأثير كبير على مكانة علم الأمراض في إيران هو مسلم بهادوري (Moslem Bahadori). وبذل بهادوري، الذي كان خبيرًا في الطب السريري وعلم الأمراض الجزيئية، محاولات كبيرة لإقامة جسر بين الأطباء وعلم الأمراض الجزيئية والفيزيولوجيا المرضية. كما دعم البحوث في هذا المجال وأجرى بحوثًا عالمية في كلية الطب بطهران.
اقتباس
سوف نحاول أن نطور لدى الطلاب شعورًا مثاليًا بالتفاني وحب الوطن والانضباط وتبجيل العلم والمعلم والكلية وكذلك شعورًا بمساعدة المساكين والمرضى. (مقتبسة من الخطاب الافتتاحي للبروفيسور مصطفى حبيبي في كلية الطب في تبريز عام 1947م)
انظر أيضًا
- العلوم في إيران
- جامعة طهران
- طب
- علم الأمراض