حصار لينينغراد

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 07:14، 10 يوليو 2023 (بوت: إصلاح أخطاء فحص أرابيكا من 1 إلى 104). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حصار لينينغراد
блокада Ленинграда
جزء من الجبهة الشرقية للحرب العالمية الثانية
أدولف هتلر مع المارشال كارل غوستاف رئيس أركان الجيش الفنلندي و‌ريستو روتي رئيس جمهورية فنلندا في إيماترا الفنلندية 200 كم شمال غرب لينينغراد في 4 يونيو 1942.
معلومات عامة
التاريخ 8 سبتمبر 1941 - 27 يناير 1944
الموقع لينينغراد،  الاتحاد السوفيتي
النتيجة انتصار السوفييت
المتحاربون
 ألمانيا النازية


 فنلندا
 إسبانيا (متطوعون)

 الاتحاد السوفيتي
القوة
725,000 930,000
الخسائر
125,000 الجيش الأحمر:
332,059 قتيل
24,324 قتلى غير قتالية
111,142 فقيد
المدنيون:
16,470 قتلى المعارك
641,000 أثناء الحصار
360,000 أثناء الإجلاء

حصار لينينغراد (بالروسية: блокада Ленинграда)، هي عملية عسكرية فاشلة من قِبل قوات دول المحور للاستيلاء على مدينة لينينغراد (الآن سانت بطرسبرغ) أثناء الحرب العالمية الثانية.[1][2][3] استمر الحصار من 9 سبتمبر 1941، إلى 18 يناير 1943 عندما استطاع السوفييت فتح معبر بري إلى المدينة. رُفعَ الحصار تمامًا في 27 يناير 1944، أي بعد 872 يومًا من بدء الحصار. كانت المدينة هي الهدف الأيدولوجي للعملية «بارباروسا» وكذلك هي مهد الثورة الشيوعية. وقد كان هناك تجاهل للقتلى من الطرفين، وكانت نهاية الحصار من نقاط التحول في مسار الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء وبداية النهاية لجيوش المحور التي كانت قبل عامين على مشارف عاصمة السوفيت موسكو، حيث تم القضاء على الجيش السادس الألماني في ستالينغراد وبدأ منها الزحف نحو برلين.

خلفية

كان إسقاط لينينغراد واحدًا من ثلاثة أهداف إستراتيجية لعملية بارباروسا الألمانية والهدف الرئيسي لمجموعة الجيوش الشمالية. وكان الدافع وراء استهدافها الوضع السياسي للينينغراد باعتبارها العاصمة السابقة لروسيا والعاصمة الرمزية للثورة الروسية، وأهميتها العسكرية بصفتها قاعدة رئيسية لأسطول البلطيق السوفياتي، وقوتها الصناعية، إذ ضمت الكثير من مصانع الأسلحة. بحلول 1939، كانت المدينة تساهم بنحو 11% من إجمالي الإنتاج الصناعي السوفياتي.[4][5]

أفادت الأنباء أن أدولف هتلر كان واثقًا جدًا من السيطرة على لينينغراد لدرجة أنه طبع دعوات لحضور احتفالات النصر التي ستقام في فندق أستوريا في المدينة.[6]

ناقشت نظريات مختلفة خطط ألمانيا المتعلقة بلينينغراد، منها جعل المدينة عاصمة مقاطعة إنجرمانلاند الجديدة للرايخ في جنرالبلان أوست، لكن نية هتلر كانت واضحة ألا وهي سحق المدينة وسكانها بالكامل. ووفقًا لأوامر أرسلت إلى مجموعة الجيوش الشمالية في 29 سبتمبر، «بعد هزيمة روسيا السوفياتية، لا يمكن أن يكون هناك مصلحة باستمرار وجود هذا المركز الحضري الكبير. [...] بعد تطويق المدينة، تُرفض طلبات التفاوض على الاستسلام، لأن مشكلة نقل السكان وإطعامهم لا يمكن أن نحلها وعلينا ألا نفعل ذلك. في هذه الحرب من أجل وجودنا بحد ذاته، لا يمكن أن يكون في مصلحتنا الحفاظ ولو على جزء من هذا العدد الكبير جدًا من السكان الحضر».

أرادت خطة هتلر في النهاية سحق لينينغراد تمامًا وإعطاء مناطق شمال نهر نيفا للفنلنديين.[7][8]

التحضيرات

خطط الألمان

تقدمت مجموعة الجيوش الشمالية بقيادة المارشال فيلهلم ريتر فون ليب إلى لينينغراد، هدفها الرئيسي. وبحلول أوائل أغسطس، تمادت مجموعة الجيوش الشمالية في تقدمها وبلغت حدًا خطيرًا، بعد تقدمها على جبهة آخذة في الاتساع وتوزيع قواتها على عدة محاور متقدمة. وقدر ليب أنه يحتاج إلى 35 فرقة لجميع مهماته، بينما لم يملك سوى 26 فرقة. استؤنف الهجوم في 10 أغسطس لكنه واجه فورًا مقاومة قوية حول لوغا. وفي مكان آخر، تمكنت قوات ليب من الاستيلاء على كينغيسيب ونارفا في 17 أغسطس. ووصلت مجموعة الجيوش إلى تشودوفو في 20 أغسطس، ما أدى إلى قطع خط السكك الحديدية بين لينينغراد وموسكو. سقطت تالين في 28 أغسطس.[9][10]

تواجدت القوات العسكرية الفنلندية في شمال لينينغراد، في حين احتلت القوات الألمانية أراضٍ في الجنوب. كان هدف القوات الألمانية والفنلندية تطويق لينينغراد والحفاظ على محيط منطقة الحصار، وبالتالي قطع كل الاتصالات مع المدينة ومنع المدافعين من تلقي أية إمدادات - اقتصرت المشاركة الفنلندية في الحصار بشكل رئيسي على استعادة الأراضي المفقودة في حرب الشتاء. اعتمدت خطة الالمان على قطع الغذاء باعتباره السلاح الرئيسي ضد المواطنين; وقدّر العلماء الألمان أن المدينة ستصل إلى المجاعة بعد بضعة أسابيع فقط.[11][12][13][14][15]

المنطقة المحصنة في لينينغراد

في يوم الجمعة، 27 يونيو 1941، شكل مجلس نواب لينينغراد «مجموعات الاستجابة الأولى» من المدنيين. وفي الأيام التالية، أبلغ المدنيون في لينينغراد بالخطر وحُشد أكثر من مليون مدني لبناء التحصينات. وبنيت عدة خطوط دفاع على طول محيط المدينة لصد القوات المعادية التي تقترب من الشمال والجنوب بالاعتماد على المقاومة المدنية.[16]

في الجنوب، امتد خط التحصين من مصب نهر لوغا إلى تشودوفو، وغاتشينا، وأوريتسك، وبولكوفو، ثم عبر نهر نيفا. ومر خط دفاع آخر عبر بيترهوف إلى غاتشينا وبولكوفو وكولبينو وكولتوشي. وفي الشمال، أُبقي على خط الدفاع ضد الفنلنديين، في منطقة كاريليان المحصنة، في الضواحي الشمالية للينينغراد منذ ثلاثينيات القرن السابق، وأعيد استخدامه حينها. ما مجموعه 306 كم (190 ميل) من المتاريس الخشبية، 635 كم (395 ميل) من الأسلاك الشائكة، 700 كم (430 ميل) من الخنادق المضادة للدبابات، 5000 من التحصينات الترابية الخشبية ومواقع الخرسانة المسلحة و25,000 كم (16,000 ميل) من الخنادق المفتوحة التي بناها أو حفرها المدنيون. حتى المدافع من طرادات أورورا أزيلت عن السفينة لاستخدامها في الدفاع عن لينينغراد.[17][18]

تشكيل الحصار

أخذت مجموعة بانزر الرابعة من شرق بروسيا بسكوف بعد تقدم سريع ووصلت إلى نوفغورود بحلول 16 أغسطس. بعد الاستيلاء على نوفغورود، واصلت مجموعة بانزر الرابعة التابعة للجنرال هويبنر تقدمها نحو لينينغراد. شق الجيش الثامن عشر – على الرغم من تخلف نحو 350,000 رجل – طريقه إلى أوستروف وبسكوف بعد انسحاب القوات السوفيتية للجبهة الشمالية الغربية نحو لينينغراد. وفي 10 يوليو، سقطت أوستروف وبسكوف ووصل الجيش الثامن عشر إلى نارفا وكينغيسب، واستمر التقدم نحو لينينغراد من خط نهر لوغا. وأدى هذا إلى تشكيل مواقع حصار من خليج فنلندا إلى بحيرة لادوغا، بهدف عزل لينينغراد من جميع الجهات في النهاية. وكان من المتوقع بعد ذلك أن يتقدم الجيش الفنلندي على طول الشاطئ الشرقي لبحيرة لادوغا.[19][20]

قطع آخر اتصال بالسكك الحديدية مع لينينغراد في 30 أغسطس، حين وصلت القوات الألمانية إلى نهر نيفا. في أوائل سبتمبر، كان ليب واثقًا من أن لينينغراد على وشك السقوط. وبعد تلقي تقارير عن إجلاء المدنيين والسلع الصناعية، اعتقد ليب والقيادة العليا للجيوش النازية أن الجيش الأحمر يستعد للتخلي عن المدينة. وبناء على ذلك، تلقى ليب في 5 سبتمبر أوامر جديدة، تضمنت تدمير قوات الجيش الأحمر في جميع أنحاء المدينة. وبحلول 15 سبتمبر، كان من المقرر نقل مجموعة بانزر الرابعة إلى مركز مجموعة الجيوش كي تتمكن من المشاركة في هجوم جديد على موسكو. لم يحدث الاستسلام المتوقع رغم الهجوم الألماني الجديد الذي قطع اتصالات المدينة بحلول 8 سبتمبر. ونظرًا لافتقاره إلى القوة الكافية لتنفيذ عمليات كبرى، اضطر ليب لقبول أن مجموعة الجيوش قد تكون غير قادرة على الاستيلاء على المدينة، واستمر القتال العنيف رغم ذلك على طول جبهة ليب خلال أكتوبر ونوفمبر.[21][22]

تشكيل المعركة

دافع الجيش الرابع عشر للجيش الأحمر السوفيتي عن مورمانسك ودافع الجيش السابع عن لادوغا كاريليا؛ وبالتالي لم يشاركا في المراحل الأولى من الحصار. كان الجيش الثامن في البداية جزءًا من الجبهة الشمالية الغربية وتراجع عبر البلطيق. ونُقل إلى الجبهة الشمالية في 14 يوليو عندما أخلى السوفييت تالين.

وفي 23 أغسطس، انقسمت الجبهة الشمالية إلى جبهة لينينغراد والجبهة الكاريلية، وأصبح من المستحيل على مقر الجبهة السيطرة على كل شيء بين مورمانسك ولينينغراد.

يقول جوكوف: «شُكلت عشر فرق متطوعة (أوبولشيني) في لينينغراد في الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، بالإضافة إلى 16 كتيبة مدفعية ورشاشات منفصلة من الأوبولشيني».[23]

قطع خطوط الاتصال

في 6 أغسطس، كرر هتلر أمره: «لينينغراد أولًا، وحوض دونيتسك ثانيًا، وموسكو ثالثًا». من أغسطس 1941 حتى يناير 1944، كل ما حدث بين المحيط المتجمد الشمالي وبحيرة إلمن كان متعلقًا بعمليات الفيرماخت وحصار لينينغراد. أوصلت قوافل القطب الشمالي التي استخدمت الطريق البحري الشمالي الإعارات الأمريكية وإمدادات الغذاء والعتاد الحربي البريطانية إلى رأس سكة حديد مورمانسك (على الرغم من أن الجيوش الفنلندية قطعت خط السكك الحديدية إلى لينينغراد شمال المدينة مباشرة)، بالإضافة إلى مواقع أخرى في لابلاند.[16][24]

انظر أيضًا

المراجع

  1. ^ "И вновь продолжается бой..." Андрей Сомов. Центр Политических и Социальных Исследований Республики Карелия. (بالروسية). Politika-Karelia. 28 Jan 2003. Archived from the original on 2007-11-17. Retrieved 2007-09-25.
  2. ^ "Approaching Leningrad from the North. Finland in WWII (На северных подступах к Ленинграду)" (بالروسية). Archived from the original on 2018-10-19.
  3. ^ Tysk-italiensk gästspel på Ladoga 1942, Tidskrift i Sjöväsendet 1973 Jan.–Feb., pp. 5–46. نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Carell 1963[بحاجة لرقم الصفحة]
  5. ^ Saint Petersburg-The Soviet Period,"Saint Petersburg." Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica, 2011. Web. 19 July 2011. نسخة محفوظة 2014-10-08 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ Orchestral manoeuvres (part one), The Guardian; 25 November 2001. نسخة محفوظة 2021-05-18 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ In a conversation held on 27 November 1941, with the Finnish Foreign Minister Rolf Witting, Hitler stated that Leningrad was to be razed to the ground and then given to the Finns, with the River Neva forming the new post-war border between the German Reich and Finland. However, there was a command of Mannerheim in Finland for the country not to participate in the siege of Leningrad.
  8. ^ Hannikainen، Olli؛ Vehviläinen (2002). Finland in the Second World War: between Germany and Russia. Palgrave Macmillan. ص. 104. ISBN:978-0-333-80149-9.
  9. ^ Klink 1998، صفحات 631–634.
  10. ^ Klink 1998، صفحات 635–637.
  11. ^ Baryshnikov 2003[بحاجة لرقم الصفحة]
  12. ^ Brinkley & Haskey 2004، صفحة 210
  13. ^ Wykes 1972، صفحات 9–21
  14. ^ Higgins 1966[بحاجة لرقم الصفحة]
  15. ^ Willmott, Cross & Messenger 2004
  16. ^ أ ب Carell 1966، صفحات 205–210
  17. ^ Bidlack، Richard (2013). The Leningrad Blockade. New Haven: Yale University press. ص. 41. ISBN:978-0300198164.
  18. ^ Ermengem, Kristiaan Van. "Aurora, St. Petersburg". A View on Cities (بEnglish). Archived from the original on 2020-02-07. Retrieved 2020-03-02.
  19. ^ Carruthers، Bob (2011). Panzers at War 1939–1942. Warwickshire: Coda books. ISBN:978-1781591307.
  20. ^ Хомяков, И (2006). [ru:История 24-й танковой дивизии ркка] (بрусский). Санкт-Петербург: BODlib. pp. 232 с https://web.archive.org/web/20210322224008/https://www.soldat.ru/force/sssr/24td/24td-4.html. Archived from the original on 2021-03-22. {{استشهاد بكتاب}}: |trans-title= بحاجة لـ |title= أو |script-title= (help) and |مسار أرشيف= بحاجة لعنوان (help)
  21. ^ Klink 1998، صفحات 637–642.
  22. ^ Klink 1998، صفحات 646–649.
  23. ^ Zhukov، Georgy (1974). Marshal of Victory, Volume I. Pen and Sword Books Ltd. ص. 399,415,425. ISBN:9781781592915.
  24. ^ Higgins 1966، صفحات 151