السلوك العدواني عند الطفل

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 01:47، 11 مارس 2023 (بوت: إصلاح التحويلات). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السلوك العدواني عند الطفل (بالإنجليزية: Spoiled child)‏ هو سلوك غير مرغوب فيه يصدر عن الأطفال بطرق مختلفة منها الضرب أو العض أو يقوم بإيذاء الآخرين نفسيا كإطلاق الكلام البذيء. والعدوانية هي عبارة عن الطريقة التي يعبّر عنها الطفل بردّة فعله لموقف معين وتكون ردة الفعل طبيعية لأنّ بذلك يقوم الطفل بحماية نفسه من الأطفال أو الكبار الآخرين. وأيضاً تعتبر العدوانية سلوك مكتسب لدى الطفل نتيجة للملاحظة والتقليد.

السلوك العدواني

هو تصرف سلبي يقوم به الطفل الذي قد يكون تصرف مقصود أو غير مقصود نتيجة عدم الرّضا عن الشخص المقابل أو الذي يتم التعامل معه. وهو أحد صور العنف لدى الأطفال. والعدوان كسلوك يقصد به تعمد إيذاء الآخرين، وقد عرف العدوان من قبل العديد من علماء النفس وتطلق صفة العدوان على أشكال محددة من السلوك (كالضرب والصدم) أو على أشكال معينة مثل الحوادث الانفعالية أو كليهما معا أو على الظواهر المرافقة للحوادث الاجتماعية (كالغصب والكره) أو على مضامين دافعية (كغريزة الدافع). ويشير إلى أنواع السلوك التي تستهدف إيذاء الآخرين أو تسبب القلق عندهم. كما أنه قد يشير إلى استخدام القوة لإضرار وإيقاع الأذى بالأشخاص والممتلكات فعلى المستوى الوصفي يشير المفهوم إلى القوة المستخدمة للأضرار وعلى المستوى الأخلاقي يشير إلى استخدام قوة غير مقبولة لإيقاع الأذى بالأشخاص والممتلكات. ويوصف الطفل المنحرف (العدواني) الذي يتسم بالعنف أنه غير سعيد وضعيف الإنجاز والمشاكسة، كما يرفض التدليل والمداعبة، ويحدث هذا السلوك في معظم الأحيان بسبب سوء الرعاية المنزلية والتفرقة بين الأبناء، كأن يدلل واحد أو تجاب كل احتياجاته ويعامل الآخر بصرامة وتتجاهل احتياجاته، ومن المألوف أن يبدأ ذلك بعد ولادة مولود جديد، ويعبر الطفل عن استيائه من تلك التفرقة.

أشكال العدوان عند الأطفال

يتِّخذ العدوان بين الأطفال أشكالًا عديدة، فقد يدافع الطفل عن نفسه ضدَّ عدوان أحد أقرانه، أو يعارك الآخرين باستمرار لكي يسيطر على أقرانه، أو يقوم بتحطيم بعض أثاث البيت عند الغضب، ولا يستطيع السيطرة على نفسه.

وتشير ريتا مرهج في كتابها "أولادنا من الولادة حتى المراهقة إلى تلك المشكلة فتقول: ابتداء من العام الأوَّل، نلاحظ أنّ العديد من الأطفال يلجئون إلى العنف من وقت إلى آخر، وقد تكون العدوانية وظيفية عندما يرغب الطفل في شيء ما بشدة، فيصرخ أو يدفع أو يعتدي على أي إنسان أو شيء يقف في طريقه. وقد تكون العدوانية متعمَّدة عندما يضرب الطفل طفلًا آخر بهدف الأذى.

عند حوالي عمر أربع سنوات، تخفُّ العدوانية الوظيفية بشكل ملحوظ مع تطور القدرات الفكرية والنطق عند الطفل، بينما تزداد العدوانية المتعمّدة بين أربع وسبع سنوات، علمًا بأنّ نسبة حدوث العدوانية خلال احتكاكات الأطفال قليلة مقارنة بنسبة المبادرات الإيجابية التي تحصل بينهم.

أنواع العدوان عند الأطفال

للعدوان نوعين؛ المُكتسب من البيئة المحيطة (الأُسرة، المدرسة، الشارع) كالمواقف التي يمر بها الطفل التي تؤدي إلى استخدام العدوان لحماية نفسه، ثم العدوان الوراثي والذي يطلق عليه هذا الاسم نتيجة لكيفية تعامل الوالدين داخل المنزل مع الطفل.

أسباب العدوان

  • الاضطراب أو المرض النفسي أو الشعور بالنقص، فيلجأ الطفل إلى الانتقام أو كسر ما يقع تحت يديه، وذلك بأسلوب لاشعوري، فيشعر باللذَّة والنشوة لانتقامه ممن حوله.
  • الشعور بالذنب أو عدم التوفيق في الدراسة، خاصة إذا عيّره أحد بذلك، فيلجأ إلى تمزيق كتبه أو إتلاف ملابسه أو الاعتداء بالضرب أو السرقة تجاه المتفوق دراسيًا.
  • القسوة الزائدة من الوالدين أو أحدهما ممَّا ينتج عنها الرغبة في الانتقام، خصوصًا عندما يحدث ذلك من زوج الأم، أو زوجة الأب، بعد وقوع الطلاق أو وفاة أحد الوالدين.
  • وقد تؤدي العائلة دورًا رئيسيًا في تطوير العدوانية عند الطفل، فعندما يهدِّد الوالدان الطفل وينتقدانه ويضربانه يؤدِّي ذلك إلى رفضه إطاعة أوامرهما، ويثابر في رفضه هذا حتى يعودا ويستجيبا لمطالبه.
  • محاولة الابن الأكبر فرض سيطرته على الأصغر واستيلائه على ممتلكاته فيؤدِّي بالصغير إلى العدوانية.
  • محاولة الولد فرض سيطرته على البنت واستيلائه على ممتلكاتها، وللأسف نجد بعض الآباء يشجعون على ذلك فيؤدِّي بالبنت إلى العدوانية.
  • كبت الأطفال وعدم إشباع رغباتهم، وكذلك حرمانهم من اكتساب خبرات وتجارب جديدة باللعب والفك والتركيب وغيرها، فيؤدِّي بهم ذلك إلى العدوانية لتفريغ ما لديهم من كبت.
  • الثقافات التي تمجّد العنف وتحبّذ التنافس تُؤثِّر على دعم سلوك العدوان لدى الأطفال.
  • مشاهدة العنف بالتلفزيون أو من خلال أية وسيلة أخرى تشجِّع الأولاد على التصرف مشاهدة العنف بالتلفزيون أو من خلال أية وسيلة أخرى تشجِّع الأولاد على التصرف العدواني، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ برامج الرسوم المتحركة المخصصة للأطفال تحتوي على أعلى نسبة من مشاهد العنف مقارنة بأي برامج أخرى.

وقد اتضح من دراسة أُجريت على أطفال في التاسعة من أعمارهم لمعرفة مقدار شغفهم بالأفلام المرعبة: أنّ الذين كانوا من المولعين بمشاهدة ذلك النوع من الأفلام قد أصبحوا بعد عشرة أعوام ممَّن يتّصفون بالميول العدوانية.

العوامل المؤثرة على العدوان

1- الإهمال.

2- الانتقام.

3- هرمون ذكري؛ نسبةً العدوان عند الذكور أعلى من الإناث.

4- وسائل الاعلام.

دور الأهل في التعامل مع السلوك العدواني عند الأطفال

دعم الأطفال وإعطاءهم كم هائل من الاهتمام والدعم النفسي، عدم تركه وحده لمواجهة الأمور الصعبة بل توجيهه بأن يكون في الطريق الصحيح، ومحاولة عدم جعل الطفل يفكر في هذه الأُمور بشكل كبير من خلال وضع مشتتات، وعدم تركه في البكاء لفترة طويلة حتى لا تتراكم الصدمة لديه وتشجيعهم في الحديث عن مشاعرهم. وعلى الوالدين مراقبة تصرفات أطفالهم وإعطاء الطفل الثقة بالنفس ومحاولة عدم تغير أُسلوب البيئة المحيطة بقدر المستطاع.

أساليب تعديل السلوك العدواني

  • التعزيز، اللعب، والعقاب هي إحدى أساليب تعديل السلوك العدواني عند الأطفال وذلك لتحقيق تغيرات إيجابية على سلوك الطفل ولمحيطين به .
  • بعض الأساليب الإرشادية للوقاية من السلوك العدواني، فالسلوك العدواني سلوك خطير على الطفل بحد ذاته وله أضرار خطيرة جدًّا على طريقة بناء شخصية الطفل، فإن طريقة تعديل هذا السلوك ستنقذ حياة الطفل، قد تكون هذه العدوانية سلوك غريزي نتيجة لأسباب تحدثنا عنها سابقا. فعلينا أن نتوجه نحو تهذيب هذا السلوك بطرق متعددة منها:

1- توفير علاقات بيئية مليئة بالحب والمساواة والتسامح والتعاون مع توفير جو اسري سليم.

2- إشباع حاجات الطفل الفيسيولوجية.

3- التعامل مع السلوك العدواني عند الطفل بهدوء دون اتباع أُسلوب الغضب والعنف.

4- تجنب إحساس الطفل بالفشل الزائد وعدم استخدام أُسلوب الاستهزاء .

5- عدم استخدام أسلوب التدليل الزائد في توفير جميع مطالب الطفل، ولكن إمكانية تأجيل مثل هذه المطالب لوقت آخر مع الانتباه بالقيام بها لعدم إحساس الطفل بالإهمال.

6- يجب على الآباء تدريب أنفسهم على ضبط النفس أمام الأطفال لأنه الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة يعتمدون التقليد في بناء شخصيتهم.

7- عدم التدخل في جميع شؤن الطفل لعدم جعله بالإحساس بالضغط من قبل الاهل.

8- استخدام أسلوب المساواة والتسامح والعدل مع جميع الأطفال في المنزل لعدم الشعور بالتميز.

9- تجنب مشاهدة الطفل لأيّ نماذج حول العدوان.

10- تدريب الطفل في التعبير عن نفسه لإحساسه بالثقة.

وسائل لمعالجة السلوك العدواني

1- تصحيح المفاهيم الخاطئة الراسخة بذهن الطفل.

2- الحرص في تشجيع الطفل في التعامل مع الأطفال الجيدين سلوكيا واستخدام أسلوب التوجيه الصريح.

3- استخدام العقاب من أجل تصحيح الأخطاء التي يقوم بها الطفل.

4- اختيار برامج تلفزيونية مناسبة لعمر الأطفال.

5- استخدام أسلوب الحوار داخل الأُسرة كأســس التربية في المنزل.

6-استخدام أسلوب التعزيز للطفل اثناء قيامه بسلوك مرغوب فيه أو نجاحه باختبار معين .

7- قيام الأهل بإشراك رياضة الأطفال بسلوك الطفل وتوثيق ذلك في بيئة الروضة للانتباه لسلوك الطفل الاجتماعي واحتوائه.

نصائح للآباء والمربين تجاه العدوان عند الأطفال

  • احترام ممتلكات الطفل الخاصة من اللعب والأدوات ولا تأخذ منها شيئا دون إذنه وردها إليه حين يطلبها منك ولا تماطل في الاستجابة برد هذه اللعب.
  • إذا وجدت ان الطفل يرتكب مخالفة ما كأن يحاول الوصول إلى إحدى الخزانات المرتفعة بالتسلق على الكراسي أو المناضد أو الجدران فوجهه برفق وأفهمه ما يعرض نفسه له من أخطار وما قد ينتج عن محاولته من إضرار بالتحف أو الأثاث.
  • لا تترك الفرصة لطفل ليشعر بأنك تسلك بطريقة عدوانية إزاءه فلا تترك الغضب يستند بك إزاء تصرفاته فلا تسبه ولا تمتد يدك إليه بالعقاب البدني ولا تأخذ ما بيده غصبا حتى لو كان شيئا يخصك.
  • تسامح مع طفلك واستجب لطلباته التي لا تكلفك الكثير فقد يسألك هل أنت بحاجة إلى ورقة معينة أو قلم أو ممحاة أو صندوق ولسوف يفرح الطفل كثيرا عندما يجد منك التسامح
  • اعدل بين الأخوة في المعاملة ولا تترك فرصة لكي يشعر أحدهم بأنه يعامل معاملة أدنى من غيره وإذا اختصصت أحدهم بعطية فأعط الآخرين مثلها أو ما يوازيها حتى لا تترك الفرصة لتولد المشاعر العدوانية لديهم.
  • تجنب إثارة أو مناقشة الخلافات العائلية أمام طفلك وناقش تلك الأمور بهدوء مع الطرف الآخر بعيدا عن مسمع ومرأى الأطفال.
  • وفر لطفلك الفرصة للتنفيس عن مشاعره العدوانية المكبوتة من اشراكه في الأنشطة الرياضية الجماعية ولا تقف عقبة دائما في منعة من ممارسة نشاطه العضلي الحر.

مراجع

مصادر

1- جليل وديع شكور-العنف و الجريمة، الدار العربية للعلوم، بيروت، 1997

2- الإمام الشرازي، إلى حكم الإسلام، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1984

3- قاموس الفكر السياسي، ج1، مجموعة من المخصين، ترجمة أنطوان حمصي، منشورات وزارة الثقافة - دمشق 1994

4- مصطفى التير - العنف العائلي، مطابع أكاديمية نايف، الرياض 199،[1]

  1. ^ السلوك العدواني عند الطفل / الدكتور خالد عز الدين