مراحل النمو النفسي الاجتماعي
مراحل النمو النفسي الاجتماعي عبارة عن نموذج تحليل نفسي وضعه عالم النفس إريك إريكسون وبيّن فيه أن الإنسان يمر بثمان مراحل نمو في حياته.
تُعرف مراحل النمو النفسي الاجتماعي كما عبر عنها إيريك إريكسون بالتعاون مع جون إريكسون في النصف الثاني من القرن العشرين أنها نظرية تحليل نفسي شامل تحدد سلسلة مؤلفة من ثمان مراحل يجب على الفرد الذي يتطور بشكل سليم أن يمر بها من مرحلة الرضاعة حتى سن اليفع.
تصور نظرية مراحل إريكسون تقدم الفرد عبر مراحل حياته الثمان أنه عملية تفاوض بين قوتين، الحيوية والاجتماعية الثقافية. تتصف كل مرحلة بأزمة نفسية اجتماعية ترتبط بهاتين القوتين المتنازعتين. إذا وَفّق الشخص بالفعل بين هاتين القوتين (مفضلًا الميزة الأولى الواردة في الأزمة) سيخرج من المرحلة حاملًا ميزةً مشابهة لها. على سبيل المثال، إذا دخل رضيع في مرحلة الدارج (مرحلة الاستقلال مقابل الشعور بالخزي والشك) حاملًا إحساسًا أكبر بالثقة بدلًا من الشعور بالارتياب، سيحمل فضيلة الأمل في مراحل حياته الباقية.
إذا لم يكتمل تحدي المراحل بنجاح قد نتوقع عودة هذه المشاكل في المستقبل. رغم أن السيطرة على مرحلة ما لا تمنع الانتقال إلى المرحلة التالية لها. لا تدوم نتيجة المرحلة الواحدة دائمًا، ويمكن تعديلها عند خوض تجارب لاحقة.
المراحل
العمر التقريبي |
الفضائل |
الأزمة النفسية الاجتماعية[1] |
العلاقة المميزة[2] |
السؤال الوجودي[3] |
أمثلة[2]
|
الرضاعة
0-2 سنة |
الأمل | الثقة الأساسية مقابل عدم الثقة | الأم | هل يمكن أن أثق بالعالم من حولي؟ | الرضاعة (الإطعام)، الهجران |
الطفولة المبكرة
2–4 سنة |
الإرادة | الاستقلالية مقابل الخجل والشك | الوالدان | هل من الجيد أن أكون أنا كما ينبغي أن أكون؟ | النظافة الشخصية، ارتداء الملابس دون مساعدة |
مرحلة قبل المدرسة
4–5 سنة |
الغاية | المبادرة مقابل الذنب | العائلة | هل من الجيد بالنسبة لي أن أفعل وأن أتحرك وأن أتصرف؟ | الاكتشاف، استخدام الأدوات أو القيام بأعمال فنية |
مرحلة المدرسة
5–12 سنة |
الكفاءة | الجد مقابل الدونية | الجيران، المدرسة | هل يمكن أن أنجز في عالم الناس والأشياء من حولي؟ | المدرسة، الرياضة |
المراهقة
13–19 سنة |
الإخلاص | الهوية مقابل التشوش في فهم الدور في الحياة | الأقران، القدوة | من أنا؟ من ممكن أن أكون؟ | العلاقات الاجتماعية |
البلوغ المبكر
20–39 سنة |
الحب | العشرة مقابل الانطوائية | الأصدقاء، الشركاء | هل يمكن أن أحب؟ | العلاقات الرومانسية |
البلوغ المتأخر
40–64 سنة |
الرعاية | الإبداع مقابل الركود | أهل البيت، زملاء العمل | هل من الممكن أن أجعل حياتي ذات قيمة؟ | العمل، الأبوة/الأمومة |
النضوج
65-الموت |
الحكمة | تكامل الشخصية مقابل اليأس | البشرية، نسلي | هل كان الجيد أن أكون على ما كنت عليه؟ | الانطباعات عن الحياة |
الأمل: الثقة مقابل انعدام الثقة (أو الارتياب) (الإحساس الفموي، مرحلة الرضاعة، عمر أقل من سنتين)
- السؤال الأساسي: هل أستطيع أن أثق بالعالم؟
تركز المرحلة الأولى من نظرية إيريك إريكسون على تلبية الوالدين لحاجات الرضيع الأساسية وكيف يؤدي هذا التفاعل إلى الشعور بالثقة أو الارتياب. يعرف إريكسون الثقة أنها «ثقة حقيقة بالآخرين، إضافةً إلى الشعور الأساسي أن الشخص جدير بالثقة».
يعتمد الرضيع على الوالدين، وخاصة الأم، للحصول على الدعم والراحة. يأتي فهم الطفل النسبي للعالم والمجتمع من والديه وتفاعلهما معه، ودائمًا ما يكون أول من يثق به الطفل أحد والديه أو مقدم الرعاية أيًا يكن، لكن مقدم الرعاية يصنف ثانيًا لأن نظر الطفل يقع على والديه في البداية. إذا عرض الوالدان طفلهما للدفء، والاستقرار، والتعلق الجدير بالاعتماد، سيتطلع الطفل للعالم بنظرة ثقة. عند فشل الوالدين بمنح البيئة الآمنة وتأمين الاحتياجات الأساسية لطفلهما سينتج إحساس بعدم الثقة. يقود تطور هذا الشعور إلى الإحساس بالخيبة والشك والعزلة ونقص الأمان.[4][5]
وفقًا لإيريك إريكسون، تكمن المهمة التطورية الأهم عند الرضيع في تمييز الناس الذين يلبون احتياجاته الأساسية بشكل منتظم، وخاصةً مقدمي الرعاية. إذا كان مقدمو الرعاية مصدرًا مستمرًا للطعام والراحة والعاطفة، يتعلم الطفل أن يثق أن الآخرين جديرون بالاعتماد والثقة. إذا كان هؤلاء مهملين في حقه، أو ربما يصل الأمر بهم إلى اضطهاده، سيتعلم الطفل عندها الشك أو عدم الثقة، فيرى العالم مكانًا غير قابل للاعتماد، وغير متوقع، وأنه قد يكون مكانًا خطيرًا.[5]
يسمح اختبار الطفل لبعض التجارب مع شعوره بانعدام الثقة أن يكتسب فهمًا أكبر لم يعد موقفًا خطيرًا يواجهه لاحقًا في حياته، وطالما هو في مرحلة الرضيع أو الدارج، من الأفضل عدم تركه في مواقف مطولة من عدم الثقة: فرغبة الطفل الأولى هي الشعور بالأمان، والراحة، والعناية الجيدة به.
الإرادة: الاستقلالية مقابل الخزي والشك
- السؤال الوجودي: هل من الجيد أن أكون أنا؟
عندما يكتسب الطفل القدرة على التحكم بوظائف الإطراح والقدرات الحركية، يبدأ باكتشاف محيطه. يستمر الآباء في هذه المرحلة بمنحه قاعدة قوية من الحماية يستند عليها أثناء مغامرته بالخروج تأكيدًا على إرادته.
يساعد صبر الوالدين وتشجيعهما على دعم استقلالية الطفل. يحب الأطفال في هذا السن اكتشاف العالم حولهم ويتعلمون باستمرار عن بيئتهم المحيطة. يجب أخذ الحذر في هذا العمر إذ قد يكتشف الأطفال أشياءً خطيرة على صحتهم وسلامتهم.
يطور الأطفال في هذا العمر اهتماماتهم الأولى. على سبيل المثال، قد يميل الطفل الذي يستمتع بالموسيقى إلى العزف مع الراديو. قد يهتم الأطفال الذين يستمتعون باستكشاف الخارج بالحيوانات والنباتات.
يميل الآباء الحريصون إلى غرس الشعور بالشك في أطفالهم، والنفور من الوقوع في تحديات جديدة.
أثناء اكتساب الدارجين تنسيقًا عضليًا متزايدًا وقدرات حركية أكبر، يصبحون أقدر على تلبية بعض احتياجاتهم الشخصية. يبدأ هؤلاء الأطفال بإطعام أنفسهم، والاغتسال وارتداء الثياب لوحدهم، واستخدام الحمام دون مساعدة.
إذا شجع مقدم الرعاية الدارج على سلوك الاكتفاء الذاتي، سيطور شعورًا بالاستقلالية، وهو الإحساس بالقدرة على التعامل مع مشاكل عديدة بنفسه. ولكن إذا طلب مقدم الرعاية تقدمًا كبيرًا من الدارج في وقت قصير، أو رفض ترك الطفل يؤدي مهامه القادر عليها، أو تهكم على محاولاته الأولى بالاكتفاء الذاتي، قد يطور الأطفال شعورًا بالخزي والشك بقدرتهم على معالجة المشاكل.
الغاية: المبادرة مقابل الذنب (مهارات الانتقال-الأعضاء التناسلية، مرحلة الطفولة المبكرة، بين 5 إلى 8 سنوات)
- السؤال الوجودي: هل يمكنني أن أفعل وأتحرك وأتصرف؟
تضيف المبادرة للاستقلال الذاتي ميزة التخطيط للمهام، وأدائها، والشروع بها، بغرض أن يكون الفرد فعالًا ويحرز تقدمًا.
يتعلم الطفل التحكم بالعالم من حوله، ويتعلم المهارات الأساسية ومبادئ الفيزياء. فيدرك أن الأشياء تسقط إلى الأسفل، وليس إلى الأعلى. والأشياء المدورة تتدحرج. يتعلم الأطفال كيف يسحبون سحاب ستراتهم ويربطون العقد، ويتعلمون العد والتكلم بأريحية. في هذه المرحلة، يريد الأطفال بدء وإنهاء أفعالهم الخاصة لغاية محددة.
يشكل الشعور بالذنب الإحساس المربك الجديد في هذه المرحلة. قد يشعر الأطفال بالذنب عند قيامهم بأشياء لا تسبب هذا الشعور منطقيًا. فقد يشعرون بالذنب عندما لا ينتج عن مبادرتهم نتائج مرغوبة.
ما يميز الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة (بين عمري الثالثة والسادسة) عن المجموعات العمرية الأخرى هو تطور الشجاعة والاستقلالية. يواجه الأطفال الصغار في هذا العمر تحدي المبادرة مقابل الذنب. كما يصف كتاب بي وبويد عام 2004، يواجه الطفل في هذه المرحلة تعقيدات في التخطيط وتطوير الإحساس بالتقدير. يتعلم الأطفال خلال هذه المرحلة أخذ المبادرة، يتحضرون للقيادة وأدوار تحقيق الغايات. قد تشمل النشاطات التي يسعى الطفل للقيام بها في هذه المرحلة العمرية سلوكيات تتطلب المخاطرة، كعبور الشارع وحيدًا أو ركوب الدراجة دون ارتداء خوذة، يملك كلا هذين المثالين حدودًا ذاتية.
في الحالات التي تتطلب المبادرة، قد يطور الطفل أيضًا سلوكيات سلبية. تنتج هذه السلوكيات عن تطور شعور الطفل بالإحباط لعدم قدرته على تحقيق الهدف كما هو مخطط، وقد يدخل في سلوكيات سلبية تبدو للوالدين عدوانية وهمجية وحازمة بإفراط. تعد السلوكيات العدوانية مثل رمي الأشياء، والضرب، والصراخ، سلوكيات ملحوظة في هذه المرحلة.
تزداد قدرة الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة على إتمام المهام بأنفسهم ويقدرون على اكتشاف مجالات جديدة. ومع هذا الاستقلال المتزايد تتوافر خيارات عديدة حول نشاطات يمكن البدء بها.
يأخذ الأطفال أحيانًا على عاتقهم مشاريع يمكنهم إتمامها بسرعة، ولكن في أحيان أخرى، يؤدون مشاريع تتجاوز مقدرتهم أو تتداخل مع خطط الناس ونشاطاتهم. إذا شجع الوالدان والمعلمون الأطفال في سن ما قبل المدرسة ودعموا جهودهم، إضافةً إلى مساعدتهم على انتقاء خيارات واقعية ومناسبة، سيطور الأطفال ميزة المبادرة، والمبادرة تعني الاستقلالية في التخطيط والقيام بالنشاطات. ولكن، في الحالة المعاكسة، عندما يقوم البالغون بإحباط الأطفال عند قيامهم بنشاطاتهم المستقلة، أو نبذ هذه النشاطات واعتبارها سخيفة ومزعجة، سيطور الأطفال شعورًا بالذنب حول احتياجاتهم ورغباتهم.[6]
انظر أيضًا
المراجع
- ^ Erikson Tutorial Home Page نسخة محفوظة 27 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ أ ب "PSY 345 Lecture Notes - Ego Psychologists, Erik Erikson" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2014-06-11. اطلع عليه بتاريخ 2009-08-11.
- ^ Macnow، Alexander Stone، المحرر (2014). MCAT Behavioral Science Review. New York City: Kaplan Publishing. ص. 220. ISBN:978-1-61865-485-4.
- ^ "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 2012-11-27. اطلع عليه بتاريخ 2012-04-16.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: الأرشيف كعنوان (link) - ^ أ ب Bee، Helen؛ Boyd، Denise (مارس 2009). The Developing Child (ط. 12th). Boston, MA: Pearson. ISBN:978-0-205-68593-6.
- ^ Axia College Materials (2010)