محمد بن مقرن بن سند

محمد بن مقرن بن سند بن علي بن عبد الله بن فطاي بن سابق بن حسن الودعاني الدوسري قاضي، ومن أعلام الحنابلة في القرن الثالث عشر الهجري. ذكره عبد الرحمن العاصمي في كتابه الدرر السنية في الأجوبة النجدية، وعبد الرحمن آل الشيخ في كتابه مشاهير علماء نجد وغيرهم، [1] وبكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه علماء الحنابلة من الإمام أحمد إلى تمام القرن الرابع عشر، [2] وعبد الله البسام في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون، وله ترجمة حافلة في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد لعثمان بن بشر.

محمد بن مقرن بن سند
معلومات شخصية
مكان الميلاد الصفرات -  الدولة السعودية الأولى
الوفاة 1267 هـ
القرينة -  الدولة السعودية الثانية
الحياة العملية
المهنة قاضي وفقيه حنبلي

نسبه

قال المؤرخ عثمان بن بشر في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد في معرض حديثه عن محمد بن مقرن بن سند بن علي بن عبد الله بن فطاي الودعاني الدوسري: «وكان من بيت حسب ونسب، يجتمع نسبه مع عشيرته أهل الصفرة في فطاي بن سابق، وهم يجتمعون مع أهل بلد الشماسية المعروفة في القصيم في سابق بن حسن، ثم هم يجتمعون مع الحمدات أهل بلد العودة المعروفة في سدير الذين يقال آل شماس مع أهل الشماس المعروف عند بلد بريدة في القصيم في جد واحد، ويجتمع الجميع مع قبيلة الوداعين في غانم بن ناصر بن ودعان بن سالم بن زايد، وهو الذي تنسب إليه قبائل آل زايد الدواسر».[3]

وكان جدة يشار اليه في الصفرة، ملك فيها عقارات كثيرة أكثرها من غرسة، وأبنائه هم مقرن، زومان، سلطان وعلي.[4]

سيرته

تربى محمد بن مقرن في كنف والده، وقرأ القران وحفظه تجويداً ثم حفظه عن ظهر قلب.[5] فلما شبّ انتقل هو وأبناء عمه إلى القرينة فأنشأها وذلك عام 1222 هـ وفيها نشأ، واللتي تقع شمال غرب مدينة الرياض، ذكر ابن بشر في كتابة «فلما كان على رأس المئتين بعد الالف هجرية ظهر أولاد سند المذكورين في قرية دقلة المعروفة، فغرسوها واحكموا بنائها، وكان ماؤها يفور في سنين الجدب فلما نشأ الشيخ وكبر وكان له فطنة ومعرفة منذ صغره أشار على بني عمه بغرس قرية القرينة المعروفة عن بلد حريملاء فظهر فيها هو وعمة سلطان وبنوه وبنو أعمامه علي وزومان واخوتة زامل وعبد العزيز وحمد وذلك في سنة اثنين وعشرين ومائتين والألف، فغرسوها وأحكموا سورها ونزلها الشيخ ونزلوها معه».[4]

ثم رحل إلى الدرعية والوشم وغيرها، لطلب العلم فقرأ على علماء نجد.

شيوخه

وكان من أشهرهم:

وغيرهم من علماء الدرعية والوشم وغيرهما.[5][6]

وفي عهد الإمام سعود بن عبد العزيز بعد اتساع وتمدد الدولة، قام الإمام سعود بأرسال الشيخ محمد بن مقرن إلى عُمان إلى البريمي التي تعتبر القاعدة الرئيسية للدولة في تلك المنطقة، لتعليم الناس أمور دينهم.[7]

ولايته للقضاء

استعمله الإمام سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد آل سعود قاضيًا في بلدان إقليم المحمل والشعيب، فصار تارة يأتيه الخصوم في قريتة وتارة يأتونه إلى حريملاء[8]، وكذلك ارسله قاضياً إلى عُمان ونفع الله به وأصلحهم الله على يدية بعد خلاف نشب بسنهم. ثم أرسله قاضياً إلى عسير عند عبد الوهاب أبونقطة[9]، وارسله أيضاً إلى غير ذلك. ثم في ولاية الإمام تركي أرسل إليه وأقامه عنده قربة وجعله من مرافقيه ومستشاريه الخاصين، ثم جعله قاضيًا في ناحية المحمل وحريملاء في عام 1240 هـ.[10] ، ثم لما ولي عبد الله بن ثنيان إمارة نجد أقام عنده، وصار أحد مستشارية وخاصته. لما استتدب الأمر للإمام فيصل، وذهب الشقاق الذي حدث بين أمراء نجد، أكرمه وأرسله قاضيًا على الأحساء في وقت الموسم، فمرض بحمى ولم يزل محمومًا حتى توفي.

تلاميذه

كان له مجلس في حريملاء لتعليم الناس، ويجلس عنده حلقة أول في النهار وأخرى وسط النهار وانتفع به عدد كثير من طلاب العلم وأخذ عنه العلم جماعة من أهل نواحي نجد وأهل المحمل[11] أشهرهم:

  1. عبد الرحمن بن عدوان، من قضاة الإمام فيصل في الرياض، وقد قرأ على الشيخ محمد بن مقرن ولازمه وأخذ عنه التوحيد والتفسير والحديث والفقه والفرائض وعلوم العربية[12]، وكان ينوب عن الشيخ محمد بن مقرن في حال غيابة.[12]
  2. عبد الرحمن بن عزاز، قاضي الإمام فيصل على الغزو الذي بعثة إلى عُمان.
  3. عبد العزيز بن حسن بن يحيى، وقد لازم الشيخ محمد بن مقرن وانتفع بعلمه وقرأ عنده كثيراً من كتب المذهب، وخلفه على قضاء المحمل والتدريس والوعظ فيه.
  4. حمد بن عبد العزيز العوسجي، وقد قرأ على الشيخ محمد بن مقرن ولازمة في فترة من الفترات، وقد ولي القضاء على سدير في عهد الامام فيصل وابنه ثم ولي القضاء على الوشم، ثم خلف الشيخ عبد العزيز بن حسن بعد وفاته على القضاء في بلدان الشعيب والمحمل.[13]

وغيرهم ممن لم يتولوا القضاء، وله أجوبة في العقيدة والفقة.[14]

غزواته

في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز

شهد الشيخ محمد بن مقرن وكان مع الجيش الذي ذهب لإخضاع حمود بن محمد الخيراتي الملقب بأبي مسمار في المخلاف السليماني وذلك في عام 1224هـ

عهد الإمام تركي بن عبد الله

شهد الشيخ محمد بن مقرن حروب بلدان سدير وحصار المجمعة وذلك في عام 1239هـ، قال ابن بشر «استنفر الامام تركي أهل بلدان المحمل فنفروا معة وركب معهم الشيخ العالم التقي القاضي محمد بن مقرن»[15]

عهد الإمام عبد الله بن ثنيان

لما أراد الإمام عبد الله بن ثنيان بأجلاء الأتراك عن نجد قرب الشيخ محمد بن مقرن، وجعلة مستشاراً فحظي عنده، وصار لايسلك جهة إلا وهو معة، ولا يقطع أمراً دونه.[16]

عهد الإمام فيصل بن تركي

شهد الشيخ محمد بن مقرن مع الإمام فيصل في غزوه لبلاد الأفلاج عام 1261 هـ

الشعر

ذكر محمد القاضي في مجمل حديثة عن الشيخ محمد بن مقرن وقال «وكان نسابة وشاعراً بارعاً وكان في مطلع عمره يميل إلى الشعر النبطي» [17]، فإنه لما عزم على التوجة إلى عسير ليتولى منصب القضاء فيها انشد قول الشاعر:

مع السلامه يالقدوع
والعود الأزرق و اللحم
بشر عيونك بالدموع
من كثر تنفيخ الفحم

وكان على لسانه دائماً بعض الحكم فكان مما يردده قول الشاعر:

إذا كان حب الهائمين من الورى
بليلى وسلمى يسلب اللب والعقلا
فما ذا عسى أن يصنع الهائم الذي
سرى قلبه شوقاً إلى العالم الأعلى

مخطوطات

يوجد في مكتبة الملك عبد العزيز العامة مخطوطتين نسخت بيد الشيخ محمد بن مقرن:

وفاته

عاد الشيخ محمد بن مقرن من قضاء موسم القطيف محموماً، فلم يزل به المرض حتى توفي في مطلع عام 1267 هـ.

قال ابن بشر في عنوان المجد في حوادث عام 1267 هـ [20]

«وفي أول هذه السنة توفي العالم الفقية اليقظ النبية ذو العقل الفائق والرأي الصائب مفيد الطالبين، وأحد الفقهاء المدرسين ، من قد اشتهر فضله وسيرته وترجع ملوك عصره إلى مشورته ، الشيخ القاضي محمد بن مقرن بن سند بن علي بن عبدالله بن فطاي الودعاني الدوسري رحمه الله تعالى وعفا عنه برحمته ، واسكنه بحبوحة جنتة امين»

وذكر الشيخ محمد القاضي في كتابة[21]

«فهو عالم جليل واسع الاطلاع ثاقب الرأي ذو مكانة مرموقة بين الناس والولاة وله محبة في قلوبهم وكلمة نافذة عندهم صداعاً باالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ولم تزل هذه حالته حتى وافاه أجلة»

أبنائه

توفي وقد خلف أربعة أبناء وهم:

  1. عبد المحسن، وقد تناسلوا وكثروا وهم آل عبد المحسن من عائلة آل مقرن أهل القرينة
  2. عبد العزيز
  3. عبد الله
  4. عبد الرحمن

المراجع

  1. ^ عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ (1394 هـ). مشاهير علماء نجد وغيرهم (الطبعة الثانية). السعودية - الرياض. دار اليمامة للبحث والنشر والترجمة صفحة 243
  2. ^ فهارس محتويات الكتب علماء الحنابلة الدرر السنية. وصل لهذا المسار في 16 نوفمبر 2016 نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ الحمدات في تاريخ ابن بشر د.عبد العزيز بن محمد الفيصل صحيفة الجزيرة 20 سبتمبر 2013. وصل لهذا المسار في 16 نوفمبر 2016 نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ أ ب عثمان بن عبدالله بن بشر (1403 هـ). عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الثاني (ط. الرابعة). الرياض: دارة الملك عبدالعزيز. ص. 288. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  5. ^ أ ب محمد بن عثمان بن صالح بن عثمان القاضي (1400 هـ). روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين الجزء الثاني (ط. الأولى). (د.ن). ص. 186. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  6. ^ 24 قاضياً تولوا القضاء بحريملاء فكانوا أنموذجاً أمثل للعدل والحكمة صحيفة الرياض 12 مايو 2013. وصل لهذا المسار في 16 نوفمبر 2016 نسخة محفوظة 21 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ د.محمد مرسي عبدالله (1978). إمارات الساحل وعمان والدولة السعودية الأولى (ط. الاول). القاهرة: المكتب المصري الحديث للطباعة والنشر. ص. 226.
  8. ^ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام (1419 هـ). علماء نجد خلال ثمانية قرون الجزء السادس (ط. الثانية). الرياض: دار العاصمة. ص. 395. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  9. ^ عثمان بن عبدالله بن بشر (1403 هـ). عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الثاني (ط. الرابعة). الرياض: دارة الملك عبدالعزيز. ص. 287. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  10. ^ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام (1419 هـ). علماء نجد خلال ثمانية قرون الجزء السادس (ط. الثانية). الرياض: دار العاصمة. ص. 396. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  11. ^ عثمان بن عبدالله بن بشر (1403 هـ). عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الثاني (ط. الرابعة). الرياض: دارة الملك عبدالعزيز. ص. 289. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  12. ^ أ ب إبراهيم عبدالله ال ابراهيم (1989). تاريخ قضاه حريملاء (ط. الأولى). الرياض: دار الوطن. ص. 21.
  13. ^ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام (1419 هـ). علماء نجد خلال ثمانية قرون الجزء الثاني (ط. الثانية). الرياض: دار العاصمة. ص. 82. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  14. ^ الدرر السنية في الأجوبة النجدية المكتبة الشاملة. وصل لهذا المسار في 16 نوفمبر 2016 نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ عثمان بن عبدالله بن بشر (1403 هـ). عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الثاني (ط. الرابعة). الرياض: دارة الملك عبدالعزيز. ص. 32. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  16. ^ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام (1419 هـ). علماء نجد خلال ثمانية قرون الجزء السادس (ط. الثانية). الرياض: دار العاصمة. ص. 397. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  17. ^ محمد بن عثمان بن صالح بن عثمان القاضي (1400 هـ). روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين الجزء الثاني (ط. الأولى). (د.ن). ص. 188. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  18. ^ مخطوطات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ، مخطوطة رقم 4579
  19. ^ مخطوطات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ، مخطوطة رقم 4576
  20. ^ عثمان بن عبدالله بن بشر (1403 هـ). عنوان المجد في تاريخ نجد الجزء الثاني (ط. الرابعة). الرياض: دارة الملك عبدالعزيز. ص. 286. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  21. ^ محمد بن عثمان بن صالح بن عثمان القاضي (1400 هـ). روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين الجزء الثاني (ط. الأولى). (د.ن). ص. 189. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)