محمد أفندي البديري

محمد أفندي البُدَيري (1747 - 19 نوفمبر 1805) (1160 - 27 شعبان 1220) عالم مسلم ومتصوف فلسطيني عثماني، عالم أزهري، وشيخ الطريقة الخلوتية، وأحد أعلام القدس البارزين في إبان حملة نابليون. تولى التدريس والإرشاد وإحياء الأذكار في الأقصى، وفي بيته الملاصق لسور الحرم من الجهة الغربية، عند باب المجلس. هو مؤسس عائلة البديري في القدس وفلسطين عامة. [1]

محمد أفندي البُدَيري
معلومات شخصية
الميلاد 1747
القدس
الوفاة 19 نوفمبر 1805
القدس
الحياة العملية
العصر العثماني
مجال العمل الفقه والتصوف

سيرته

هو محمد بدير بن سيرين، الشهير بابن حبيش الشافعي المقدسي. هاجرت عائلته من المغرب واستوطنت بيت المقدس، كما يبدو، في النصف الأول من القرن الثامن عشر. ولد في حدود سنة 11160 هـ/ 1747 م وقدم والده به إلى مصر وهو ابن سبع سنين، فقرأ القرآن وحضر دروس الشيخ عيسى البراوي فتفقه عليه. وأمضى في القاهرة أعواماً كثيرة يدرس في الأزهر وفي غيره من دور العلم، على مشايخه مثل: الترزي والأجهوري والدمنهوري والفارسكوري، وغيرهم. واتصل بالشيخ محمود الكردي الكوراني، شيخ الخلوتية، فلقنه الذكر ولازمه مدة حتى ألبسه التاج، على قول الجبرتي، وجعله من حملة خلفاء الخلوتية، وأمره بالتوجه إلى بيت المقدس، فقدم إليها وسكن في الحرم. [1]

واتهمه أحد أعيان القدس بالسحر والتسبب في حرق بيته، وهدده بالقتل، فلازم داره ولم يخرج منها مدة طويلة. وتوسط أهل القدس بالصلح بينهما، وكتب محمد أفندي رسالة طويلة يدافع بها عن نفسه وينفي التهمة. وفي أثناء إقامته في القدس تولى التدريس والإرشاد في مختلف العلوم، وعقد حلقات الذكر في داره. وكان حاد الذهن وله فهم جيد في ما يدرس، فأقبل الناس عليه وصار له القبول عند الأمراء والوزراء. وقبلت شفاعته عندهم مع الابتعاد عن قبول المناصب الرسمية، لكن أحواله المادية تحسن بسرعة كما تثبت ذلك حجج البيع والشراء والوقفيات في سجلات المحكمة الشرعية.[1]

وحج من بيت المقدس سنة 1193 هـ/ 1779م ، وأصيب في العقبة بجروح في عضده، وسُلب ما عليه. ومن الحجاز رجع لمصر واستقام مدة ورجع للقدس. واستمر محمد أفندي في مزاولة التدريس وإقامة الأذكار في الحرم القدسي وما حوله، فذاع صيته، وعلى قول تلميذه حسن الحسيني : «فإن رمت الحديث والتفسير فهو في ذلك المفرد التحرير وأما فقه المذاهب الأربع، ففي مسائله المشكلة رتع، وأما علم الفلك، فله قد ملك. وهو البحر في كل العلوم والمفرد في المنطوق والمفهوم.» وفي وصف تواضعه يقول: «ليس له ادعاء بل ينسب نفسه بالتحقير ويتواضع للصغير والكبير. إن وعظ أحيا قلوب السامعين وألان القلوب القاسين». على الرغم من عدم تسلمه المناصب الحكومية الرسمية،‌أن الفرمانات والأوامر أيام الحملة الفرنسية كانت توجه إلى القدس وهي تحمل اسمه مع أسماء المفتي حسن أفندي الحسيني، ومحمد أبو السعود. [1]

وفاته

وقد بقي محمد أفندي في القدس يدرّس ويعظ ويرشد ويقيم الأذكار حتى توفي في 27 شعبان 1220/ 19 نوفمبر 1805، فدفن في داره التي بقيت مسكناً لأفراد العائلة وزاوية للصوفية أجيالاً كثيرة.[1]

مؤلفاته

ولمحمد أفندي تآليف كثيرة منظومة ومنثورة لكنها بقيت مخطوطة. ومن نظمه قصيدة في هزيمة نابليون في عكا تتألف من 157 بيتاً من بحر البسيط مأخوذة من معاني قصيدة نظمها صاحبه السيد علي الرشيدي، المدرس في جامع الأنوار في عكا، ومطلعها:[1]

الله أكبر دين الله قد نصرا
وأشرق النصر في الآفاق وانتشرا
وكان هذا بفضل الله منتظرا
بنصر أحمد باشا سيد الوزرا

مراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح عادل مناع (1995). أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني (1800 - 1918) (ط. الثانية). بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية. ص. 58.