الماكانيون هم مجموعة إثنية من شرق آسيا نشأت في ماكاو في القرن السادس عشر، تتألف من أشخاص معظمهم من الكانتونيين والبرتغاليين بالإضافة إلى الملايو، واليابانيين، والإنجليز، والسنهاليين، والهنود.[1][2][3][4]

صورة لسيدة من الماكاونيون في لباسها التقليدي، إلتقطت الصورة في القرن العشرين

الثقافة

أفضل توصيف للثقافة الماكانية هي أنها ثقافة صينية لاتينية. تاريخيًا، تكلم الأفراد من أصل ماكاني لغة باتوا، وهي لغة مختلطة برتغالية في الأساس وقد انقرضت الآن تقريبًا. كثيرون يجيدون البرتغالية والكانتونية. حافظ الماكانيون على مطبخ مميز خاص بثقافتهم.

تاريخ

البرتغال والفترة الاستعمارية

أسست ماكاو في حوالي سنة 1557 على يد تجار برتغاليين بإذن من حاكم الكانتون الصيني ولاحقًا من الإمبراطور. منذ بدايتها، لم يتم احتلال ماكاو وحتى هجمات الهولنديين في عام 1604، لم يكن لديها حاميات عسكرية. تهيمن الثقافة البرتغالية على الماكانيين، إلا أن الأنماط الثقافية الصينية تتسم بأهميتها أيضًا. شكل مجتمع الماكانيين حلقة وصل بين المستوطنين التجاريين البرتغاليين أو الحكومة الاستعمارية الحاكمة -البرتغاليين الذين لا يعرفون إلا القليل عن الصينيين- والأغلبية الصينية (التي تشكل 90% من السكان) الذين لا يعرفون إلا أقل القليل عن البرتغاليين. يملك بعض الماكانيين إرثًا برتغاليًا من آبائهم. كان بعضهم جنودًا برتغاليين متمركزين في ماكاو كجزء من خدمتهم العسكرية. وبقي العديد منهم في ماكاو بعد انتهاء مدة خدمتهم العسكرية، وتزوجوا من نساء فيها.[5][6][7][8][9][10]

نادرًا ما تزوجت النساء الصينيات بالبرتغاليين؛ بدايةً، تزوجت النساء الغوانيات، والسنهاليات (السيلانيات من سري لانكا)، ونساء الهند الصينية، والملايو، واليابانيات من رجال برتغاليين في ماكاو. اختار الرجال البرتغاليون نساءً عبيدًا من الهنود والإندونيسيات والملايو واليابانيات عبدات لهم. اشتروا أيضًا نساء يابانيات في اليابان. وصل إلى ماكاو دفق من العبيد الأفارقة، والعبيد اليابانيين، وكذلك العبيد الكوريين المسيحيين الذين اشتراهم البرتغاليون من اليابانيين بعد تعرضهم للأسر خلال الغزو الياباني لكوريا بين عامي 1592 و1598 في عهد هيده-يوشي. منذ عام 1555 وما بعد، تلقت ماكاو ماكاو نساء مستعبدات من أصل تيموري، فضلًا عن نساء من أصل أفريقي، ومن ملقا والهند. سمح بومبال لماكاو بتلقي دفق من النساء التيموريات. أصبح العديد من الصينيين ماكاويين بمجرد اعتناقهم الكاثوليكية، ولم تكون لهم أية أصول برتغالية، واندمجوا في مجتمع ماكاو بعد أن رفضهم الصينيون غير المسيحيين. كانت أغلبية الزيجات بين البرتغاليين والسكان الأصليين تتم بين رجال برتغاليين ونساء من شعب تانكا، الذين كانوا يعتبرون أدنى فئة من السكان في الصين ولديهم علاقات مع المستوطنين والبحارة البرتغاليين، أو نساء الصينيات من الطبقة الدنيا. كان الرجال الغربيون مثل البرتغاليين يتعرضون للرفض من قبل النساء الصينيات من الدرجة العليا، الذين لم يتزوجوا الأجانب. تمحور الأدب في ماكاو حول علاقات الحب بين نساء تانكا والرجال البرتغاليين، مثل «إيه-تشان، أيه تاكاريرا» بقلم إنريكي دي سينا فرنانديس.[11][12][13][14][15][16]

علاوة على ذلك، خلال وسط فترة تجارة مانيلا غاليون، استقر عدد صغير من اللاتينيين في موانئ ماكاو في الصين وتيرنيت في إندونيسيا، اللذان كانا يربطان بشكل ثانوي بين العقد التجارية والطريق التجاري الرئيسي بين مانيلا والفلبين وأكابولكو في المكسيك؛ تزاوج أولئك المستوطنون مع مع مستوطنين برتغاليين ومستوطنين آسيويين مختلفين؛ كان معظم الأمريكيين اللاتينيين الآسيويين من أصل مكسيكي، وبدرجة أقل، من الكولومبيين والبيروفيين الذين شقوا طريقهم إلى آسيا (إلى بصفة رئيسية) في القرن السادس عشر، أما الأمريكيون اللاتينيون الذين أرسلوا الفلبين وماكاو من المستعمرات الإسبانية في أمريكا فكانوا في كثير من الأحيان من المولاتويين، والمستيزو، والشعوب الأمريكية الأصلية. في أعقاب تمرد شيمابارا في عام 1638، تم ترحيل نحو 400 مسيحي ياباني بشكل رسمي إلى ماكاو أو إلى الفلبين الأسبانية، فضلًا عن الضغط على آلاف آخرين بغية تحريضهم على الاغتراب الطوعي.[17]

خلال أواخر القرن التاسع عشر، وعلى نحو متزايد أثناء حكم سالازار بنظامه الفاشي استادو نوفو (الدولة الجديدة)، نشأ معظم الماكانيين على خطى الثقافة البرتغالية، إذ التحقوا بمدارس برتغالية، وشاركوا في الخدمة العسكرية الإلزامية (وقاتل بعضهم في أفريقيا)، واعتنق بعضهم الكاثوليكية. في الثمانينات، لم يحصل معظم سكان جزر ماكاو على تعليم مدرسي صيني رسمي، وبالتالي لم يكن بمقدورهم التحدث باللغة الصينية أو قراءتها أو كتابتها. كانت اللغة الكانتونية المحكية مألوفة إلى حد كبير، وتحدث البعض منهم اللغة بلهجة محلية - المكتسبة إلى حد كبير من أمهاتهم أو مربياتهم.

نظرًا للحضور الكاثوليكي القوي خلال فترة الاستيطان البرتغالي في ماكاو، الذي يعود تاريخه إلى سنة 1557،، اعتنق عدد من الصينيين الكاثوليكية. عدد كبير من الماكانيين اليوم تعود جذورهم إلى أولئك المسيحيين الجدد. اندمج العديد من أولئك الصينيين في مجتمع الماكانيين، فاستغنوا عن كنياتهم الصينية وتبنوا كنيات برتغالية. في الذاكرة الشعبية الماكانوية الجمعية، هناك أنشودة صغيرة حول أبرشية سانت لازاروس، تدعى «جينجياوي»، تشير إلى الأماكن التي عاش بها أولئك الصينيون الذين تحولوا إلى الكاثوليكية. لذلك يعتقد أن كثيرًا من الماكانيين الذين حملوا كنيات مثل روزاريو أو روزا كانوا على الأرجح من أصل صيني. سبب ذلك، هنالك عدد كبير من الأوراسيين الذين يحملون ألقاب (كنيات) برتغالية مثل روزاريو وروزا، وآخرين ممن ليسوا من أصل برتغالي قد يخطئ فيهم الآخرون بأنهم من أصل برتغالي، الأوراسيون والبرتغاليون الذين يحملون ألقابًا برتغالية ينسبون أصولهم إلى جهة الأم. تكشف زيارة إلى القديس ميخائيل مقبرة جبرائيل، المقبرة الكاثوليكية الرئيسية قرب أبرشية القديس لازاروس، عن مقابر تظهر طيفًا واسعًا من الإرث الصيني والبرتغالي: مثل صينيين بأسماء معمودية برتغالية مع أو بدون ألقاب برتغالية، وبرتغاليين متزوجين من كاثوليك صينيين، وغير ذلك.

في منتصف القرن العشرين، مع اندلاع الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ وانسحاب جمهورية الصين إلى تايوان، شهد الماكانيون ارتفاعًا في أعدادهم من خلال إعادة دمج مجتمعين مختلفين منهم: ماكانيو هونغ كونغ وماكانيو شنغهاي. مع الغزو الياباني لهونغ كونغ في عام 1941، شق الماكانيون طريقهم إلى ماكاو كلاجئين هربًا من الاحتلال. كان أولئك الماكانيون، الذين ضموا الكثير من العمال المهرة وموظفي الخدمة المدنية، يجيدون اللغتين الإنجليزية والبرتغالية، وجلبوا معهم مهارات تجارية وتقنية قيمة إلى المستعمرة. هناك مجموعة أخرى متميزة داخل مجتمع الماكانيين؛ دعيت «شنغهاي البرتغالية»، ضمت المتحدرين من المستوطنين البرتغاليين من شنغهاي والذين عملوا وسطاء بين الأجانب الآخرين والصينيين فيما يدعى «باريس الشرق». هاجروا من شانغهاي إلى ماكاو في عام 1949 مع قدوم الحرس الأحمر. لم يتحدث العديد منهم سوى قليل من البرتغالية، وكانت أصولهم بعيدة عن البرتغال بأجيال عدة، ويتحدثون في الأساس الإنجليزية والشنغهاينية، أو اللغة الصينية الشمالية (الماندرين الصينية). أسس ماكانيو شنغهاي لأنفسهم مكانة من خلال تعليم الإنجليزية في ماكاو. يتفرد أبناء وأحفاد المستوطنين من شانغهاي الذين ولدوا ونشأوا في ماكاو في القدرة على تحدث اللغة البرتغالية.

هاجر عدد من الماكانيين خلال ثورة القرنفل وتسليم ماكاو إلى جمهورية الصين الشعبية، على التوالي. توجهت معظم أبصار المهاجرين إلى البرازيل، والأراضي البرتغالية في أفريقيا، وأستراليا.

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ Minahan، James B (2014). Ethnic Groups of North, East, and Central Asia: An Encyclopedia. أي بي سي-كليو. ص. 169. ISBN:978-1-61069-017-1.
  2. ^ Porter، Jonathan (1996). Macau, the imaginary city: culture and society, 1557 to the present. ص. 78. ISBN:9780813328362. مؤرشف من الأصل في 2021-08-21. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  3. ^ Teixeira, Manuel (1965),Os Macaenses, Macau: Imprensa Nacional; Amaro, Ana Maria (1988), Filhos da Terra, Macau: Instituto Cultural de Macau, pp. 4–7; and Pina-Cabral, João de and Nelson Lourenço (1993), Em Terra de Tufões: Dinâmicas da Etnicidade Macaense, Macau: Instituto Cultural de Macau, for three varying, yet converging discussions on the definition of the term Macanese. Also particularly helpful is Review of Culture No. 20 July/September (English Edition) 1994, which is devoted to the ethnography of the Macanese.
  4. ^ Marreiros, Carlos (1994), "Alliances for the Future" in Review of Culture, No. 20 July/September (English Edition), pp. 162–172.
  5. ^ Annabel Jackson (2003). Taste of Macau: Portuguese Cuisine on the China Coast (ط. illustrated). Hong Kong University Press. ص. x. ISBN:962-209-638-7. مؤرشف من الأصل في 2020-08-03. اطلع عليه بتاريخ 2014-02-02.
  6. ^ João de Pina-Cabral (2002). Between China and Europe: person, culture and emotion in Macao (ط. illustrated). Berg. ج. Volume 74 of London School of Economics monographs on social anthropology. ص. 39. ISBN:0-8264-5749-5. مؤرشف من الأصل في 2021-08-29. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-01. To be a Macanese is fundamentally to be from Macao with Portuguese ancestors, but not necessarily to be of Sino-Portuguese descent. The local community was born from Portuguese men. ... but in the beginning the woman was Goanese, Siamese, Indo-Chinese, Malay – they came to Macao in our boats. Sporadically it was a Chinese woman. {{استشهاد بكتاب}}: |المجلد= يحوي نصًّا زائدًا (مساعدة)
  7. ^ C. A. Montalto de Jesus (1902). Historic Macao (ط. 2). Kelly & Walsh, Limited. ص. 41. مؤرشف من الأصل في 2020-06-17. اطلع عليه بتاريخ 2014-02-02. macao Japanese women.
  8. ^ Austin Coates (2009). A Macao Narrative. Hong Kong University Press. ج. Volume 1 of Echoes: Classics of Hong Kong Culture and History. ص. 44. ISBN:978-962-209-077-4. مؤرشف من الأصل في 2021-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2014-02-02. {{استشهاد بكتاب}}: |المجلد= يحوي نصًّا زائدًا (مساعدة)
  9. ^ Stephen A. Wurm؛ Peter Mühlhäusler؛ Darrell T. Tryon، المحررون (1996). Atlas of Languages of Intercultural Communication in the Pacific, Asia, and the Americas: Vol I: Maps. Vol II: Texts. Walter de Gruyter. ص. 323. ISBN:3110819724. مؤرشف من الأصل في 2020-08-19. اطلع عليه بتاريخ 2014-02-02.
  10. ^ Camões Center (Columbia University. Research Institute on International Change) (1989). Camões Center Quarterly, Volume 1. The Center. ج. Volume 1 of Echoes: Classics of Hong Kong Culture and History. ص. 29. مؤرشف من الأصل في 2021-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2014-02-02. {{استشهاد بكتاب}}: |المجلد= يحوي نصًّا زائدًا (مساعدة)
  11. ^ João de Pina-Cabral (2002). Between China and Europe: person, culture and emotion in Macao (ط. illustrated). Berg. ج. Volume 74 of London School of Economics monographs on social anthropology. ص. 164. ISBN:0-8264-5749-5. مؤرشف من الأصل في 2020-08-03. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-01. I was personally told of people that, to this day, continue to hide the fact that their mothers had been lower-class Chinese women - often even tanka (fishing folk) women who had relations with Portuguese sailors and soldiers. {{استشهاد بكتاب}}: |المجلد= يحوي نصًّا زائدًا (مساعدة)
  12. ^ João de Pina-Cabral (2002). Between China and Europe: person, culture and emotion in Macao (ط. illustrated). Berg. ج. Volume 74 of London School of Economics monographs on social anthropology. ص. 165. ISBN:0-8264-5749-5. مؤرشف من الأصل في 2020-08-03. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-01. In fact, in those days, the matrimonial context of production was usually constituted by Chinese women of low socio-economic status who were married to or concubies of Portuguese or Macanese men. Very rarely did Chinese women of higher status agree to marry a Westerner. As Deolinda argues in one of her short stories,"8 should they have wanted to do so out of romantic infatuation, they would not be allowed to {{استشهاد بكتاب}}: |المجلد= يحوي نصًّا زائدًا (مساعدة)
  13. ^ João de Pina-Cabral (2002). Between China and Europe: person, culture and emotion in Macao (ط. illustrated). Berg. ج. Volume 74 of London School of Economics monographs on social anthropology. ص. 164. ISBN:0-8264-5749-5. مؤرشف من الأصل في 2020-08-03. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-01. Henrique de Senna Fernandes, another Macanese author, wrote a short story about a tanka girl who has an affair with a Portuguese sailor. In the end, the man returns to his native country and takes their little girl with him, leaving the mother abandoned and broken-hearted. As her sailorman picks up the child, A-Chan's words are: 'Cuidadinho ... cuidadinho' ('Careful ... careful'). She resigns herself to her fate, much as she may never have recovered from the blow (1978). {{استشهاد بكتاب}}: |المجلد= يحوي نصًّا زائدًا (مساعدة)
  14. ^ Christina Miu Bing Cheng (1999). Macau: a cultural Janus (ط. illustrated). Hong Kong University Press. ص. 173. ISBN:962-209-486-4. مؤرشف من الأصل في 2021-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-01. Her slave-like submissiveness is her only attraction to him. A-Chan thus becomes his slave/mistress, an outlet for suppressed sexual urges. The story is an archetypical tragedy of miscegenation. Just as the Tanka community despises A-Chan's cohabitation with a foreign barbarian, Manuel's colleagues mock his 'bad taste' ('gosto degenerado') (Senna Fernandes, 1978: 15) in having a tryst with a boat girl.
  15. ^ Christina Miu Bing Cheng (1999). Macau: a cultural Janus (ط. illustrated). Hong Kong University Press. ص. 173. ISBN:962-209-486-4. مؤرشف من الأصل في 2021-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-01. As such, the Tanka girl is nonchalantly reified and dehumanized as a thing ( coisa). Manuel reduces human relations to mere consumption not even of her physical beauty (which has been denied in the description of A-Chan), but her 'Orientalness' of being slave-like and submissive.
  16. ^ Christina Miu Bing Cheng (1999). Macau: a cultural Janus (ط. illustrated). Hong Kong University Press. ص. 170. ISBN:962-209-486-4. مؤرشف من الأصل في 2021-09-14. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-01. We can trace this fleeting and shallow relationship in Henrique de Senna Fernandes' short story, A-Chan, A Tancareira, (Ah Chan, the Tanka Girl) (1978). Senna Fernandes (1923-), a Macanese, had written a series of novels set against the context of Macau and some of which were made into films.
  17. ^ Of interest is the role that the amah plays in Macanese society. It is well known that local Cantonese women were often hired by the Catholic Church in Macau to act as wet-nurses for orphans in the Church's charge. These women were also hired by Macanese families to clean their houses, cook meals and care for their children. It is in these early encounters that Macanese children are first introduced to the Cantonese language and culture. Families are known to keep long-standing friendships with their amahs and in the past, young brides would sometimes bring them along with them to their new home. Nowadays Filipinas fill the role. c.f. Soares, José Caetano (1950), Macau e a Assistência (Panorama médico-social), Lisbon, Agência Geral das Colónias Divisão de Publicações e Biblioteca, and Jorge, Edith de (1993), The Wind Amongst the Ruins: A childhood in Macao, New York: Vantage Press.