ليالي تركستانهي رواية من روايات الكاتب الكبير نجيب الكيلاني.

أحداث الرواية

تحكي الرواية تفاصيل الاحتلال الصيني لتركستان الشرقية (سنجان حاليا) وتعديهم المباشر لا على الأرواح فحسب بل على مبادئ الإسلام الحنيف، حيث كان أول ما فعلوه أن أرغموا الأهالي على تزويج بناتهم للمحتلين رغم اختلاف العقيدة، ومن أبى نال نصيبه من طغيانهم وأخذت بناته عنوة...

جزء من نص الرواية:

«قال وهو يتناول أقداح الشاي من فتى صغير، لعله حفيده: – القصة تشكل مأساة طويلة، الحجاج يأتون كل عام إلى مكة ويؤدون الشعائر ثم يعودون أدراجهم من حيث أتوا...هل فرض الحج على المسلمين كي يأتوا ويعودوا؟...لا أظن ذلك ...من مبلغ عني كل زائر لهذه الديار المقدسة قصة الشعب المسلم التعس الذي سقط بين قسوة المنجل والمطرقة؟..."»

هكذا بدأ مصطفى (بطل القصة) قصته الطويلة المريرة في بلده المسلم «تركستان» الذي لم يسمع به الكثيرون... يقول مصطفى:

«"إن الاحتلال أمر مؤقت قد يزول في يوم من الأيام والمعركة مع العدو كر وفر...أما أن يدوس العدو مشاعر الناس، ويحتقر شرائعهم ويسخر من دينهم فهذا أمر فوق الطاقة..."»

تتطور الأحداث ويجد التركستانيون أنفسهم بين طرفي كماشة وبين خداع دول الجوار وألاعيب السياسة آمن الشعب بالجهاد سبيلاً وحيداً للخلاص.

لم تكن الرواية صعبة أدبياً، بل تميزت بسهولة السرد وتسلسل الأحداث المشوق، كما أن موضوعها الذي يمس كل مسلم وأسلوبها المتين يجعلها تتغلغل في أعماق القارئ وفكره وروحه لم يصف الكاتب الأحداث الكبيرة العامة فحسب بل تطرق إلى الحياة الشخصية لبعض الشخصيات ولكن بتمازج ملائم بين مأساة الوطن ككل ومأساة الفرد وانعاكسهما على بعضهما البعض كما تمكن الكاتب من رسم ملامح معظم الشخصيات من خلال ما جرى على ألسنتها من أحاديث وحسب

في الصفحات الأخيرة من الرواية يتساءل مصطفى:

«ألا يمكن أن يتقدم الناس ويتحضروا دون أن تتحيفهم المظالم؟ ألكي يتعلموا لابد أن يكفروا؟لماذا لا يمشي التقدم معانقاً العدالة والحرية؟ ولماذا لا يسير العالم يداً في يد مع الإيمان بخالق الكائنات؟ ولماذا لا تحدث نهضة دون أن تعرى النساء أجسادهن؟ لماذا لا تتصادق الشعوب دون أن يحاول شعب إفناء شعب آخر أو تبديده أو اكتساحه بالهجرة؟»

وبقيت عيون مصطفى معلقة على سفوح جبال تركستان حيث صمد الرجال في مواجهة الاحتلال...حيث استشهد عظماء الرجال ورفاق السلاح...حيث معاني الطهر والنقاء الثوري تجلت بأروع صورها.