كليمنتين أميرة بلجيكا

الأميرة كليمنتين من بلجيكا (بالفرنسية: Clémentine Albertine Marie Léopoldine، بالهولندية: Clementina Albertina Maria Leopoldina؛ وُلدت في 30 يوليو 1872- 8 مارس 1955)، كانت أميرة بلجيكا منذ ولادتها، وفردًا من عائلة فيتن في فرع بيت ساكس-كوبرغ وغوتا (كانت بذلك أميرة ساكس كوبرغ وغوتا أيضًا ودوقة في ساكسونيا). أصبحت الأميرة نابليون في عام 1910، ولُقبت الإمبراطورة بحكم القانون الفرنسي بصفتها زوجة لنابليون فيكتور جيروم فريديريك بونابرت، المطالب البونابرتي بالعرش الإمبراطوري لفرنسا (مثل نابليون الخامس).

كليمنتين أميرة بلجيكا
بيانات شخصية
الميلاد

تعد الابنة الثالثة للملك البلجيكي ليوبولد الثاني والملكة ماري هنرييت (التي ولدت أرشيدوقة النمسا)، كانت ولادتها نتيجة للوفاق الأخير بين والديها بعد وفاة ابنهما ووريث الأسرة الوحيد، الأمير ليوبولد، دوق برابانت عام 1869. وقعت كليمنتين خلال مراهقتها في حب ابن عمها الأمير بودوان. لم يبادلها ابن عمها الشاب المشاعر، وتوفي بذات الرئة عام 1891 عن عمر ناهز 21 عامًا. كانت علاقة كليمنتين بوالدتها ضعيفة وكانت أقرب إلى والدها، الذي كانت ترافقه كثيرًا. أمل والدها في عام 1896 أن تتزوج ابنته من روبريخت، ولي عهد بافاريا، لكن كليمنتين رفضت هذا الزواج.

مع مرور السنين، بقيت كليمنتين عازبة. في عام 1902 وبعد وفاة الملكة ماري هنرييت بوقت قصير، بدأت مشاعر كليمنتين تتأجج تجاه الأمير نابليون فيكتور بونابرت. رفض الملك ليوبولد الثاني تزويج ابنته للمطالب البونابرتي بالعرش تجنبًا لغضب الجمهورية الفرنسية الثالثة، رغم دعم العائلة الملكية الإيطالية. اضطرت كليمنتين إلى انتظار وفاة والدها عام 1909 لتتمكن من الزواج من الأمير نابليون. عقد قرانهما أخيرًا في عام 1910، بعد أن وافق الحاكم البلجيكي الجديد، ابن عمها الملك ألبرت الأول، على زواجها. انتقل الزوجان إلى شارع لويز في بروكسل، وأنجبا طفلين أسمياهما ماري كلوتيلد، التي وُلدت عام 1912، ولويس جيروم، الذي وُلد عام 1914.

حين اندلعت الحرب العالمية الأولى، لجأت كليمنتين وعائلتها إلى بريطانيا العظمى واستُضيفت في مقر إقامة الإمبراطورة السابقة أوجيني. عملت كليمنتين من أجل القضية البلجيكية عبر القناة الإنجليزية، ولجأ العديد من مواطنيها إلى إنجلترا. عملت مع ابنة عمها إليزابيث من بافاريا، ملكة بلجيكا، بنشاط في الصليب الأحمر. بعد هدنة 11 نوفمبر 1918، عادت كليمنتين إلى بلجيكا. سخّرت هي وزوجها حياتهما للأنشطة الخيرية في قلعة رونشين بمقاطعة نامور بعد أربع سنوات من الحرب. زارت كليمنتين تورين وروما مرارًا مع العائلة الملكية الإيطالية.

استُبعدت إلى حد ما من الحياة السياسية الفرنسية، لكن كليمنتين أقنعت زوجها بالعودة إلى السياسة ودعمته ماليًا، وانضم تدريجيًا إلى التيار الجمهوري. توفي بعد أسبوع من إصابته بسكتة دماغية في عام 1926. ربت كليمنتين طفليها المراهقين وكانت حريصة على الحفاظ على الحركة البونابرتية التي أصبحت «وصيًا» عليها حتى بلغ ابنها سن الرشد في عام 1935، لكن لم يكن لها أي تأثير على الواقع السياسي الفرنسي.

منذ عام 1937، بقيت كليمنتين أكثر فأكثر في فرنسا، ولكنها تفاجأت خلال وجودها في رونشين بإعلان الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939. ذهبت إلى فرنسا عند أول فرصة وبقيت هناك منذ أن منعها غزو بلجيكا في ربيع عام 1940 من العودة إلى وطنها. بعد عام 1945، تخلت كليمنتين إلى حد ما عن ممتلكاتها في رونشين، وقسمت وقتها بين سافوي وكوت دازور حيث توفيت عام 1955 عن عمر يناهز 82 عامًا.

حياتها

سنواتها الأولى

ولدت الابنة الثالثة لملك بلجيكا ليوبولد الثاني والملكة ماري هنرييت، التي سُميت كليمنتين ألبرتين ماري ليوبولدين من ساكس-كوبرغ وغوتا في قصر لاكن في 30 يوليو 1872، في الساعة 6 مساءً، بعد ثلاث سنوات من الوفاة العرضية لشقيقها الأكبر الأمير ليوبولد دوق برابانت والوريث المباشر الوحيد للملك. بعثت ولادة الأمير الأمل في إنجاب ابن ثان، وبالتالي استأنف الملك حياة حميمة مع الملكة؛ ولكن بعد إجهاضها في مارس 1871،[1] ولدت فتاة أخرى سُميت كليمنتين وكانت آخر طفل للزوجين الملكيين.[2][3] عُمدت في 3 سبتمبر 1872 في قصر لاكن بحفل قصير، تلاه حفل غداء حضره حوالي 80 ضيفًا. أُطلق عليها اسمها الأول إجلالًا لعرابتها وخالتها، الأميرة كليمنتين من أورليان، ويشير اسمها الأوسط إلى عرابها، أرشيدوق ألبريشت دوق تيشين، وهو ابن عم الإمبراطور فرانز جوزيف الأول ملك النمسا.[4]

كان للزوجين الملكيين بالفعل ابنتان تدعيان لويز وستيفاني، وتبلغان من العمر 14 و8 أعوام على التوالي، لذا فإن ولادة ابنة جديدة خيبت أمل الملك بشدة. انعكس البرود الذي عشش بين ليوبولد الثاني وماري هنرييت على علاقتهما بابنتهما الصغرى، وكانت علاقة الملكة دونًا عن غيرها بعيدة ومريرة. لُقبت كليمنتين ريوسكي («العملاق الصغير») بسبب حجمها الكبير.[5] تلقت كليمنتين دروسًا في اللغة الفرنسية والألمانية والموسيقى والتاريخ والأدب مثل شقيقتيها. كانت كليمنتين طالبة مجتهدة، وأبدت ميلًا للتاريخ والأدب، في حين حرصت والدتها على أن تغرس فيها تدريبًا موسيقيًا دقيقًا عبر دروس عازف البيانو والملحن أوغست دوبون.[6]

تزوجت لويز، الأخت الكبرى للأميرة، عام 1875 من ابن عمها الأمير فيليب من ساكس كوبرغ وغوتا واستقرت في فيينا. كانت ستيفاني تلعب دور الأم لشقيقتها الصغيرة كليمنتين التي أهملتها والدتها، وذلك قبل زواجها المرموق من رودولف، ولي عهد النمسا، في عام 1881.  كانت كليمنتين منذ سن الثامنة الطفلة الوحيدة للزوجين الملكيين البلجيكيين التي بقيت في بلجيكا وقضت طفولة حزينة وحيدة في قصر لاكن. كانت تلتقي أبناء عمومتها هنرييت وجوزفين كارولين أسبوعيًا، لكن عالمها كان في الأساس مقتصرًا على البالغين، منهم مربيتها أوميرين درانكورت. وفقًا لكاتبة سيرتها الذاتية، دومينيك باولي، كانت «الملكة غير المتوازنة تعطي انطباعًا عن الأم التي يقودها مزاجها. كانت تجعل جو لاكن لا يُطاق. وجهتها الغيرة أغلب الأحيان [...] وكانت غاضبة من العالم بأسره بسبب سوء حظها، وكانت كليمنتين بالطبع تدفع ثمن ذلك أحيانًا».[7]

كانت كليمنتين شديدة التقوى، وسمح لها والداها بزيارة مدام كليري، رئيسة مدرسة القلب المقدس في جيت والتي لا تبعد كثيرًا عن لاكن. التقت هناك أرستقراطيين آخرين لبضع ساعات كل يوم خميس وأحد، منهم مارغريت دي ليمبورغ-ستيروم وناتالي دي كروي. في أبريل 1889 وبعد شهرين من وفاة زوج أختها رودولف في ظروف غريبة في مايرلينغ، أقامت كليمنتين ووالدتها مع ستيفاني الأرملة في قلعة ميرامار. زادت أواصر العلاقة بين الشقيقتين وأصبحتا مقربتين من بعضهما. اكتشفت كليمنتين سحر البندقية في ربيع ذلك العام أيضًا.[8]

أنهت كليمنتين دراستها رسميًا في ديسمبر 1889، لكنها استمرت في أخذ بعض دروس الدين واللغة الإنجليزية والألمانية. استُبدلت مربيتها بوصيفة الشرف زوي دولدينيل، وهي أرستقراطية وتعزف البيانو في أوقات فراغها، وخصص لها والداها غرفة معيشة حيث يمكن أن تستقبل الضيوف. خيمت الدراما رغم ذلك على سعادة كليمنتين، في 1 يناير 1890 خلال تواجد كليمنتين وحدها في لاكن مع أومرين درانكورت وخادمتها توني، أقامت كليمنتين في غرف والدتها التي كانت غائبة لحضور احتفالات رأس السنة مع الملك، وعزفت البيانو.[9] نادت توني كليمنتين لتنزل قبل إخبار أومرين درانكورت أن تهرب بسبب اندلاع حريق في القصر. بدأت أومرين درانكورت بالصلاة قبل أن تحاول أخذ أغراضها الشخصية. لم يتمكن أحد من العثور على أومرين، إذ أرسلت كليمنتين خادمًا ليبحث عنها ولكن الدخان الكثيف حال دون إنقاذها. حاولت كليمنتين المساعدة بلا حول ولا قوة، من حديقة القصر حتى تدخل رجال الإطفاء الذين انتهى بهم الأمر إلى اكتشاف جثة أومرين درانكورت الفاقدة للحياة.[10]

في عام 1890، اقتربت كليمنتين من عيد ميلادها الثامن عشر وتعلمت قيادة العربات، وتدربت بتوجيه من والدتها على قيادة سيارات ستيشن واغن. نجحت في القيادة واعتبرت هذه الهواية ممتعة. أظهرت ميلًا لعالم الفروسية وتمكنت من تمييز سلالات الخيول المختلفة التي تعرفت عليها. حضرت عروض الخيول في بروكسل في الصيف، وكانت إحدى وسائل الإلهاء المفضلة لديها إلى جانب وسائل الراحة التي وفرتها حديقة قصر لاكن حيث كانت تحب تناول الغداء على العشب، وتحميل أكوام التبن أحيانًا. رافقت والديها إلى أوستند في يوليو. كانت كليمنتين مع والدتها في سبا حين بلغت 18 عامًا. أخذتها الملكة مع ثلاثة من حاشيتها في رحلة على ظهور الحمير عبر المدينة. تبعهم جيش من الأشخاص الفضوليين الذين اندهشوا لرؤيتهم يركبون هذه «الجياد النبيلة الصغيرة».[11]

المراجع

  1. ^ Defrance 2001، صفحة 26.
  2. ^ Paoli 1998، صفحة 13.
  3. ^ de Witt 2007، صفحات 327–328.
  4. ^ Paoli 1998، صفحة 18.
  5. ^ de Witt 2007، صفحة 328.
  6. ^ Paoli 1998، صفحة 23.
  7. ^ Paoli 1998، صفحة 21.
  8. ^ Paoli 1998، صفحات 25–28.
  9. ^ Bilteryst 2013، صفحة 206.
  10. ^ Paoli 1998، صفحات 31–32.
  11. ^ Paoli 1998، صفحات 36–37.