قصر الحصن
قصر الحصن أقدم بناء تاريخي في مدينة أبوظبي، ويعتبر أحد أهم معالمها التراثية، ويعكس التاريخ والإنجازات في أبوظبي بصورة متواصلة منذ القرن الثامن عشر ولغاية اليوم. تم ترميمه والحفاظ عليه ليكون مفتوحا للزوار من قبل دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي. تسمى المنطقة بأكملها منطقة الحصن الثقافية، وتضم إلى جانب الحصن المجمع الثقافي وبيت للحرفيين. يبلغ عمر أقدم قطعة في القصر 3000 عام، ويحتوي على مقتنيات تخص بعض أفراد عائلة آل نهيان، ومقتنيات تعود لعصر الشيخ زايد الأول.[1]
قلعة قصر الحصن
|
التاريخ
خلال القرن السابع عشر، كانت معظم الأراضي التي تتكون منها إمارة أبوظبي حاليا خاضعة لاتحاد قبائل بني ياس، حيث استعمل بعضهم جزيرة أبوظبي لصيد السمك وربما للغوص على اللؤلؤ. والأسطورة تقول أن أحد الأشخاص من منطقة ليوا كان يطارد ظبيا في الجزيرة إلى أن وجده يشرب من بئر عذبة. فتم بناء برج مراقبة لأجل حماية مصدر الماء الحيوي، وتكونت مستوطنة بشرية حوله في حوالي سنة 1760 ومنها أطلق اسم أبوظبي على الجزيرة والذي يعني أب أو أرض الظبي. وفي حوالي سنة 1793، أمر الشيخ شخبوط بن ذياب آل نهيان ببناء قلعة محصنة ومقر إقامة له وعائلته.
تاريخ الحصن
وفي هذه الفترة، كان الحصن هو الوحيد المبني من الحجارة، بينما السكان الأصليون كانوا يعيشون في أكواخ البرستي، ولكن المنطقة أصبحت تكتسي أهمية سياسية واقتصادية أكبر بفضل الطفرة الكبيرة في تجارة اللؤلؤ. وقد تمت توسعة البناء وأصبح أكثر هيبة، حيث أصبحت هناك مدافع لحمايته. وفي سنة 1892، تم تعديل الهدنة الأبدية وأصبحت الإمارات المتصالحة خاضعة لحماية الحكومة البريطانية، التي أصبحت هي الأخرى مسؤولة عن الشؤون الخارجية ولكن مع احترام سيادة مشايخ الإمارات المتصالحة.
كانت بدايات القرن العشرين عصيبة بالنسبة لأبوظبي حيث توجب عليها في ذلك الحين مواجهة تحديات داخلية وإقليمية. وقد بدأت المشاكل في المنطقة مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، والانكماش الحاد في تجارة اللؤلؤ الناتج عن تطوير اليابان للؤلؤ الزراعي. ومن هنا أصبح السكان يعانون من قلة فرص العمل.
تطوير الحصن
إلا أنه وفي الفترة بين الحربين، تم اكتشاف آبار للنفط في الخليج، وفي عام 1939 وقع الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان امتيازا للتنقيب الجيوليوجي واستغلال النفط في الإمارات المتصالحة. ومن إيرادات هذا الامتياز بدأ الشيخ في تنفيذ برنامج تطويري كبير، حيث قام ببناء حصن جديد حول الحصن القديم بإضافة توسيعات مهمة في الأجنحة الجنوبية والشرقية للحصن، وهو ما نتج عنه تخصيص غرف خاصة بالأسرة الحاكمة. وبعد أن استلم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الرئيس السابق لدولة الإمارات العربية المتحدة مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في سنة 1966، غادرت العائلة قصر الحصن الذي أصبح مركزا إداريًا لغاية التسعينات. وقد أمر الشيخ زايد بترميم الحصن بين 1976 و 1983، حيث تم خلال هذه الفترة تغيير الحدائق الداخلية بصورة ملموسة، لتشتمل على أرصفة ونوافير مياه وأعمدة إنارة. إن لقصر الحصن مظهر (حصن ضمن حصن) حيث يطوق الحصن الأكبر، الذي تم بناؤه في الأربعينيات البناء القديم تماما.
موقع الحصن
يوجد القصر ضمن أسوار المجمع الثقافي في وسط مدينة أبوظبي، ويقع تحت إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وهي هيئة حكومية تهتم وتعنى بحفظ وتعزيز تراث وثقافة إمارة أبوظبي.
انظر ايضاًً
مصادر
- ^ يونس، أبوظبي-عبير (29 نوفمبر 2018). "قصر الحصن معلم وطني تاريخي وثقافي يربط الحاضر بالماضي". البيان. مؤرشف من الأصل في 2019-08-08. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-08.
- هيئة أبوظبي للثقافة والتراث
- دكتور:عبد الله، مرسی، محمد ( الإمارات العربیة وجیرانها) دار القلم: کویت، عام 1981 للميلاد.
- دكتور: المجد، کمال، احمد، (دولة الإمارات العربیة المتحدة، دراسة مسحیة شاملة) .، شرکه المصریة للطباعة والنشر: عام 1978 للميلاد.
- دكتور: رحمه، عبد الله، بن عبد الرحمن، “ (الإمارات فی ذاکرة ابنائها) “، عام 1990 للميلاد.
- الفارسی، سالم، بن محمد، (القلاع والحصون فی الإمارات)
- الیعربی، مصبح، بن سیف، (شواهد علی التاریخ)
- لفتنانت کونیل، سیر آرنولد ویلسون، ، «(تاریخ عمان والخلیج)» ،. انتشار عام 1988 للميلاد.
في كومنز صور وملفات عن: قصر الحصن |