فاتسلاف هافيل (5 أكتوبر 1936 - 18 ديسمبر 2011), (بالتشيكية:Václav Havel)؛ منشق ورئيس تشيكي سابق وكاتب مسرحي.

فاتسلاف هافيل
معلومات شخصية

كتب خلال حياته أكثر من عشرين مسرحية وعدد من الكتب التي ترجمت إلى لغات عالمية عدة. اختير ليحتل رابعًا وفق ترتيب مجلة Prospect magazine لأفضل مئة مفكر على مستوى العالم. حين وفاته، كان هافل يتولى رئاسة مجلس إدارة منظمة حقوق الإنسان ومقرها نيويورك. ويعد هافل مؤسس مؤسسة VIZE 97 والمؤسس الرئيس لمؤتمر العالمي السنوي Forum 2000.

ويعد فاتسلاف هافيل مهندس إسقاط الشيوعية في تشيكوسلوفاكيا السابقة إبان «الثورة المخملية» في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1989. تولي الرئاسة في تشيكوسلوفاكيا من 29 ديسمبر 1989 وحتي 20 يوليو 1992 ثم رئاسة جمهورية التشيك في 2 فبراير 1993 وحتي 2 فبراير 2003. وحاز على جائزة غاندي للسلام الرفيعة وتم اختيار هافيل لهذه الجائرة نظرًا لإسهاماته حيال السلام العالمي والتزامه بحقوق الإنسان في أصعب المواقف من خلال انتهاجه لأساليب الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي.

وقد توفي في 18 ديسمبر 2011 بعد صراع طويل مع مرض السرطان عن عمر يناهز الخامسة والسبعين.[1]

نشأته

وُلد هافيل في براغ في 5 أكتوبر عام 1936 ضمن عائلة ثرية. بنى جده فاتسلاف هافيل مجمعًا ترفيهيًا مشهورًا في ميدان وينسيسلاس في براغ. كان والده، فاتسلاف ماريا هافيل، المطور العقاري لضاحية باراندوف تيراس الواقعة في أعلى نقطة في براغ بجوار منزل عمه ميلوش هافيل الذي بنى واحدًا من أكبر استوديوهات الأفلام في أوروبا. كانت والدة هافيل، بوزينا فافريتشكوفا، أيضًا من عائلة قوية؛ كان والدها سفيرًا تشيكوسلوفاكيًا وصحفيًا معروفًا. في أوائل خمسينيات القرن الماضي، دخل هافيل بسبب خلفيته الاجتماعية في تدريب مهني لمدة أربع سنوات مساعدًا في مختبر كيميائي، وتلقى أيضًا دروسًا مسائية. أكمل تعليمه الثانوي في عام 1954. لم يُقبل في أي مدرسة بعد الثانوية في تخصص العلوم الإنسانية لأسباب سياسية، ولذلك اختار الدراسة في كلية الاقتصاد بالجامعة التقنية التشيكية في براغ، لكنه ترك الدراسة بعد عامين. تزوج هافيل بأولغا شبيشلوفا في 9 يوليو عام 1964.[2][3][4][5]

بدايته المهنية المسرحية

كانت التقاليد الفكرية لعائلته ضرورية لالتزامه القيم الإنسانية للثقافة التشيكية. بعد الانتهاء من خدمته العسكرية (1957-1959)، وجب على هافيل أن يجعل طموحاته الفكرية متماشية مع الظروف، وخاصة مع القيود المفروضة عليه بصفته أحد أبناء عائلة سابقة من الطبقة المتوسطة. وجد عملًا في مسرح براغ كعامل مسرح. كان في نفس الوقت طالبًا عن طريق المراسلة في قسم الفنون الدرامية في كلية المسرح في أكاديمية الفنون المسرحية في براغ. كانت أول مسرحية كاملة له هي ذا غاردن بارتي (حفلة الحديقة) (1963)، وقد نالت هذه المسرحية إشادة دولية. سرعان ما تبعتها مسرحية ذا ميموراندُم (المذكرة)، وهي واحدة من أشهر مسرحياته، ثم مسرحية ذي إنكريزد ديفيكلتي أوف كونسينتريشن (الصعوبة المتزايدة في التركيز). في عام 1968، قُدّمت مسرحية المذكرة أيضًا على المسرح العام في نيويورك، ما ساعد على توسيع شهرته في الولايات المتحدة الأمريكية. واصل المسرح العام عرض مسرحياته في السنوات التالية. حُظرت مسرحيات هافيل من عالم المسرح في بلده بعد عام 1968، ولم يتمكن من مغادرة تشيكوسلوفاكيا لرؤية أي عروض أجنبية لأعماله.[6][7]

انشقاقه السياسي

ساعد هافيل المقاومة خلال الأسبوع الأول من غزو تشيكوسلوفاكيا من خلال تقديم برنامج على الهواء عبر محطة راديو تشيكوسلوفاكيا الحرة (في ليبيريتس). بعد قمع حركة ربيع براغ في عام 1968، حُظر عن المسرح وأصبح نشطًا في السياسة. عمل بسبب نقص الأموال في وظيفة في مصنع الجعة كراكونوش في ترتنوف، وهي تجربة كتب عنها في مسرحيته أوديينس (الجمهور). أصبحت هذه المسرحية إلى جانب مسرحيتين أخريين موزعة على شكل كتابة ساميزدات عبر تشيكوسلوفاكيا، وأضافت إلى سمعة هافيل كونه منشقًا بارزًا. عزز هذه السمعة بنشر بيان الميثاق 77 الذي كُتب جزء منه ردًا على حبس أعضاء فرقة روك سايكدلي التشيكية «ذا بلاستيك بيبول أوف ذي يونيفيرس». حضر هافيل محاكمتهم، والتي تركزت على عدم التزام المجموعة، وامتلاكهم شعرًا طويلًا، واستخدام كلمات بذيئة في موسيقاهم، ومشاركتهم الشاملة في الثقافة تحت الأرضية التشيكية. شارك هافيل في تأسيس لجنة الدفاع عن المحاكمات الجائرة في عام 1979. أسفرت أنشطته السياسية عن دخوله السجن بشكل متكرر، ومراقبة حكومية مستمرة له، واستجوابه من قبل الشرطة السرية. كانت أطول فترة إقامة له في السجن منذ مايو عام 1979 وحتى فبراير عام 1983 موثقةً في رسائل إلى زوجته نُشرت لاحقًا تحت اسم رسائل إلى أولغا.[8][9][10][11][12]

كان معروفًا بمقالاته وخاصةً قوة الضعفاء (1978)، التي وصف فيها نموذجًا اجتماعيًا أُجبر المواطنون فيه على «العيش داخل كذبة» في ظل النظام الشيوعي. في وصف دوره كمعارض، كتب هافيل في عام 1979: «... لم نقرر أن نصبح معارضين قط. لقد تحولنا لنكون كذلك دون أن نعرف الطريقة تمامًا، انتهى بنا الأمر أحيانًا إلى السجن دون أن نعرف الطريقة بالضبط. نحن ببساطة قد مضينا قدمًا وفعلنا أشياء معينة شعرنا أنه يتعين علينا القيام بها، وبدا ذلك لائقًا بنا لا أكثر ولا أقل».[13][14]

كُرست مسرحية صمويل بيكيت القصيرة عام 1982 التي حملت عنوان كاتاستروف (كارثة) لعرض قصة هافيل في أثناء احتجازه سجينًا سياسيًا في تشيكوسلوفاكيا.[15]

روابط خارجية

  • مقالات تستعمل روابط فنية بلا صلة مع ويكي بيانات

المراجع

  1. ^ رحيل الرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافيل بي بي سي - 18 ديسمبر 2011 نسخة محفوظة 11 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ "Havel, Vaclav, Contemporary Authors, New Revision Series". Encyclopedia.com. مؤرشف من الأصل في 2016-03-06. اطلع عليه بتاريخ 2011-12-18.
  3. ^ Zantovsky، Michael (2014). Havel: A Life. New York: Grove Press. ص. 16 (family accomplishments), 55 (marriage). ISBN:9780802123152. مؤرشف من الأصل في 2020-03-07.
  4. ^ "::.Václav Havel.::The official website of Václav Havel, writer, dramatist, dissident, prisoner of conscience, human rights activist, former president of Czechoslovakia and the Czech Republic". Vaclavhavel.cz. مؤرشف من الأصل في 2019-07-31. اطلع عليه بتاريخ 2013-11-19.
  5. ^ Webb، W. L. (18 ديسمبر 2011). "Václav Havel obituary". الغارديان. مؤرشف من الأصل في 2020-02-04. اطلع عليه بتاريخ 2011-12-18.
  6. ^ "Václav Havel – Prague Castle". Hrad.cz. مؤرشف من الأصل في 2015-09-24. اطلع عليه بتاريخ 2013-11-19.
  7. ^ "Václav Havel". Telegraph. مؤرشف من الأصل في 2019-09-08. اطلع عليه بتاريخ 2013-11-19.
  8. ^ Havel, V. (1975). "Letter to Dr. Husak" نسخة محفوظة 5 March 2013 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Rissanen، Mika. "From the brewery to the presidency". مؤرشف من الأصل في 2020-03-07. اطلع عليه بتاريخ 2018-03-17.
  10. ^ Goetz-Stankiewicz, Marketa. The Vanӗk Plays, 1987, University of British Columbia Press
  11. ^ Richie Unterberger, "The Plastic People of the Universe", richieunterberger.com 26 February 2007. Retrieved 29 April 2007. نسخة محفوظة 29 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ Eda Kriseová (1993). Václav Havel: The Authorized Biography. ترجمة: Crain، Caleb. St. Martins Press. ص. 98–99, 168, 202. ISBN:0-88687-739-3. مؤرشف من الأصل في 2020-03-07.
  13. ^ Keane, John (2000). Václav Havel: A Political Tragedy in Six Acts. Basic Books. ص. 264. ISBN:0-465-03719-4. مؤرشف من الأصل في 2020-03-07.
  14. ^ Václav Havel, The Power of the Powerless, in: Václav Havel, et al The power of the powerless. Citizen against the state in central-eastern Europe, Abingdon, 2010 pp. 10–60 (ردمك 978-0-87332-761-9)
  15. ^ 'Catastrophe', Collected Shorter Plays of Samuel Beckett (New York: Grove P, 1994) pp. 295–302 (ردمك 0-8021-5055-1).