غيل باوزير
غيل باوزير هي إحدى مدن الجمهورية اليمنية. تتبع جغرافيًا لمحافظة حضرموت وإداريًا لمديرية غيل باوزير. يبلغ تعداد سكانها 25741 نسمة حسب الإحصاء الذي جرى عام 2004. تتمتع المدينة بمناخ معتدل عموماً، وتُعرف بإنتاج التبغ والحناء، كما تشتهر بوجود ما كان يُعرف بالمدرسة الوسطى (حالياً المركز الثقافي).
غيل باوزير | |
---|---|
- مدينة - | |
تقسيم إداري | |
البلد | اليمن |
المحافظة | محافظة حضرموت |
المديرية | مديرية غيل باوزير |
خصائص جغرافية | |
إحداثيات | 14°46′N 49°22′E / 14.77°N 49.36°E |
السكان | |
التعداد السكاني 2004 | |
السكان | 25٬741 |
معلومات أخرى | |
التوقيت | توقيت اليمن (+3 غرينيتش) |
تعديل مصدري - تعديل |
سبب التسمية
يتكون اسم غيل باوزير من كلمتين، تدل كلمة «الغيل» في اللغة العربية على معانٍ عدة منها: الماءُ الجاري على وجه الأَرض، الشجر الكثيرُ الملتفُّ، وما تراه قريباً من الأرض لكنه في الواقع بعيداً.[1] بينما «باوزير» اسم أسرة يعتبر هم أول من سكنوها.[2] ويبدو أن الغيل أكتسبت هذه المعاني بفضل كثرة عيون الماء بها وتربتها الخصبة وأرضها المنبسطة، أما أسرة آل باوزير، فبالرغم من أنهم أحد عائلات الغيل البارزة إلا إنهم لا يتخذون من المدينة مركزاً أساسياً لهم.
التاريخ
يقترن اسم المدينة باسم مؤسسها الشيخ عبد الرحيم بن عمر باوزير[3]، الذي أسس المدينة في العام 1306م وجعلها منطقة استقرار بعد أن كانت ممراً واستراحة للقوافل والمسافرين.[4] وكان حُكم الغيل لآل باوزير، وكان العوابثة، وهم قبيلة من بني مذحج، ينتمون إليهم بالخدمة ويدافعون عنهم..إلا أن حكم الغيل بعد ذلك تنقل في أيدي قبائل وأسر أخرى جزئياً أو كلياً مثل العوابثة أنفسهم والقعيطي وآل بن همام.[5] ويًذكر أن باوزير قد استقدم إلى الغيل بعد استقراره بها أُسراً من غيل عمر مثل آل برعية وآل باغوزة وآل بن حميد وآل بن سلوم وآل باشحري وآل باناصر.[4]
الموقع
تقع غيل باوزير في السهل الساحلي لمحافظة حضرموت، وتبعد عن ساحل البحر العربي حوالي 16 كيلومتر، وهي إلى الشمال الشرقي من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، وتبعد عنها نحو (43 كيلومتر)، كما تبعد حوالي 36 كيلومتر إلى الشمال الغربي من مدينة الشحر التاريخية.
وتعتبر غيل باوزير من المدن المرتفعة عن سطح البحر، حيث يبلغ ارتفاعها عن ساحل البحر من 80-200 متر، لكنها أرض منبسطة لا توجد بها جبال شامخة أو ويان عميقة؛ وهو ما ساعد على تخطيط مدينة بطريقة شبكية وواسعة قليلة العوائق الطبيعية. ترتبط مدينة غيل باوزير بعدد من المناطق الصغيرة في المديرية من خلال شبكة طرق إسفلتية، وتلك المناطق هي: الصداع والقارة، النقعة، وشحير. كما ترتبط أيضاً بقرى عبدالله غريب وكثيبة والعيون وغيرها. ويوجد في مدينة غيل باوزير وما حولها كميات وفيرة من المياه وعدد من الأراضي الزراعية الفسيحة.
الزراعة
يقع في قلب مدينة غيل باوزير مساحة زراعية تُعرف بـ مزرعة ذهبان، كما يوجد في أطرافها مساحات زراعية أخرى مثل الشين والدروع ومزارع آل بن همام. إضافة إلى ذلك، توجد عدة مزارع في الأحياء الخارجية للغيل مثل القارة والصداع وحباير.
حرفت غيل باوزير الزراعة واشتهرت بها منذ نشأتها بفضل التربة الخصبة وتوافر المياه. وكانت الحبوب والتمور والتبغ منتجات الغيل الأساسية، وتُستهلك محلياً أو يتم بيعها في أسواق المناطق المجاورة. كما تشتهر غيل باوزير أيضاً بزراعة الحناء. ويُعد التبغ، ويعرف باسم تمباك، من أجود أنواع التبغ في اليمن، وكان يُرسل إلى عدن ومصر والحجاز حيث يُعتبر مضرباً للمثل في تلك الأسواق.[5]
الطقس والمناخ
في غيل باوزير، الصيف حار وشاق وجاف، لكنه غائم في الغالب. أما الشتاء فهو قصير ودافئ ورطب وجاف مع سماء صافية في الغالب. على مدار العام، تتراوح درجة الحرارة عادةً من 20 درجة مئوية إلى 34 درجة مئوية، ونادراً ما تكون أقل من 17 درجة مئوية أو أعلى من 37 درجة مئوية. يستمر الموسم الحار حوالي ثلاثة أشهر وقليل، بالتحديد من 28 أبريل إلى 6 أغسطس. بينما موسم البرودة يستمر لشهرين ونصف فقط، من 14 ديسمبر إلى 28 فبراير.[6]
معالم
يوجد في مديرية غيل باوزير عدد من المعالم المميزة لها ومن أشهرها مبنى المدرسة الوسطى[7]، مبنى الباغ، وقلعة حصن العوالق[8]، حصون آل بن همام[9]، المسجد الجامع ومسجد الرباط. كما يوجد بها معالم طبيعية مشهورة أهمها الحوم، جمع حومة[8]، وهي عبارة عن مجموعة من البحيرات العذبة الصغيرة.
التعليم
اشتهرت مدينة غيل باوزير بالتعليم والعلم منذ نشاتها، حتى أطلق عليها البعض مدينة الماء والعلم بسبب غزارة الماء وزياة الإقبال على التعليم فيها. بدأ التعليم في غيل باوزير سنة 1317م في مدرسة أسسها الشيخ عبدالرحيم بن عمر باوزير في مسجده المعروف بالمسجد الجامع. وبفضل هذه المدرسة أصبحت المدينة منذ بداياتها المبكرة وجهة تعليمية في حضرموت. وبمرور الوقت تم افتتاح العديد من المعاهد الأهلية التي تُسمى بـ "الكتاتيب". في العام 1902م تم افتتاح رباط غيل باوزير، المعروف باسم رباط العلامة بن سلم، الذي استقطب العديد من الطلاب، ولا يزال يعمل إلى اليوم. كما تم افتتاح مدرسة غيل باوزير الابتدائية في العام 1937م والمدرسة الوسطى سنة 1944م والثانوية الصغرى سنة 1946. كما تم افتتاح أول مدرسة للبنات في غيل باوزير في العام 1947م. وفي العام 1973 تم افتتاح مدرسة الغيل الثانوية المعرفة اليوم باسم ثانوية الفقيد سعيد عوض باوزير.
في الوقت الحالي توجد العديد من المدارس الحكومية والخاصة، كما توجد بها جامعة الريان وجامعة الأندلس وجامعة حضرموت، وتقدم الأولى دراسة بدوام كامل فيما تقدم الآخريان نظام دراسة عن بعد. كما لا تزال شهرة الغيل كمدينة تعليمية إلى اليوم. ولعل ذلك يرجع إلى تفوّق أبنائها وتاريخ المدينة، بما في ذلك تاريخ المدرسة الوسطى التي تخرّج منها العديد من السياسيين مثل علي سالم البيض، حيدر أبوبكر العطاس وغيرهما كثير.
البنية التحتية
طربت الطرق الإسفلتية الحديثة أو المرصوفة والمعبدة جيداً أغلب أحياء مدينة غيل باوزير، كما ترتبط المدينة بالأحياء الخارجية أو الطواحي بشبكة طرق جيدة. يوجد بالمدينة مستشفى حكومي وعدة عيادات خاصة، كما توجد بها عيادة خاصة للطب النفسي. تنتشر رياض الأطفال والمدارس والجامعات الخاصة والحكومية، لكن لا يزال الطلب على التعليم الجامعي أكبر من المتوفر؛ مما يدفع أعداد كبيرة من الطلاب إلى الدارسة في مدينة المكلا.
يتم تزويد المدينة بالمياه من خلال شبكة مياه تابعة للمؤسسة المحلية للمياه والصرف والصحي، كما توجد شبكة صرف صحي حديثة في أحياء وسط المدينة فقط. أما الطاقة الكهربائية فيتم تزويدها للمدينة من محطة توليد الطاقة الكهربائية في مدينة الشحر إضافة إلى محطة الريان. تفتقر المدينة إلى ما يكفي من السدود لحجز مياه الأمطار في الوديان الصغيرة بالمدينة، والتي يمكن أن تكون مصدراً جيداً للمياه للزراعة. تفتقر بلدة شحير، أحد ضواحي غيل باوزير، إلى جسر يربط المدينة بالمكلا؛ حيث غالباً ما تنقطع حركة المواصلات بين المدينة والمكلا في أوقات جريان السيول في موسم الأمطار.
مراجع وروابط خارجية
- ^ "قاموس المعاني". قاموس المعاني. اطلع عليه بتاريخ 11–12–2023.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link) - ^ عبد الرحيم بن عمر بن محمد بن سالم - مؤسس مدينة غيل باوزير | موقع أسرة آل باوزير العباسية الهاشمية نسخة محفوظة 30 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ "غيل باوزير .. غيول وافرة واراضٍ خصبة". يمرس. مؤرشف من الأصل في 2023-03-31. اطلع عليه بتاريخ 2023-03-30.
- ^ أ ب سامي محمد بن شيخان، سامي (2005). نفحات وعبير من تاريخ غيل باوزير (ط. 2).
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link) - ^ أ ب السيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف، عبدالرحمن (2005). إدام القوت في ذكر بلاد حضرموت (ط. الأولى). دار المنهاج.
- ^ "Average Weather in Ghayl Bā Wazīr, Yemen, Year Round - Weather Spark". weatherspark.com. مؤرشف من الأصل في 2021-06-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-02.
- ^ "المدرسة الوسطى في حضرموت الجرس الذي يقرع ذاكرة الزمن". اندبندنت عربية. 22 سبتمبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-11-25. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-01.
- ^ أ ب "السياحة في محافظة حضرموت". yemen-nic.info. مؤرشف من الأصل في 2022-02-15. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-01.
- ^ حكايات حضرمية | حصون آل بن همام.. حاميات غيل باوزير تعاني الاندثار، اطلع عليه بتاريخ 2023-12-01