اريمني[1] أو اريمنيس[1] أو ريميني (بالإيطالية: Rimini)‏. مدينة إيطالية بإقليم إميليا-رومانيا وعاصمة مقاطعة ريميني، يبلغ عدد سكانها 138.148 نسمة.

ريميني
ريميني

تعد هنا الملاحة وصيد الأسماك صناعات تقليدية. تشكل مع ريتشوني وكاتوليكا وجهة سياحة بحرية في غاية الأهمية إيطالياً وأوروبياً عموماً (خاصة السياح القادمين من ألمانيا وفي السنوات الأخيرة من شرق أوروبا).

ثروات ريميني السياحية بدأت في القرن التاسع عشر.

السكان

في سنة 1861 بلغ عدد السكان 27٬996 نسمة، وتطور العدد ليصل في سنة 2011 لـ 139٬601 نسمة. يظهر هذا المخطط البياني تطور النمو السكاني لـ ريميني[2]
<timeline> Colors=

id:lightgrey value:gray(0.9)
id:darkgrey  value:gray(0.7)
id:sfondo value:rgb(1,1,1)
id:barra value:rgb(0.6,0.7,0.8)

ImageSize = width:488 height:373 PlotArea = left:50 bottom:20 top:20 right:30 DateFormat = x.y Period = from:0 till:150000 TimeAxis = orientation:vertical AlignBars = justify ScaleMajor = gridcolor:darkgrey increment:50000 start:0 ScaleMinor = gridcolor:lightgrey increment:10000 start:0 BackgroundColors = canvas:sfondo

BarData=

bar:1861 text:1861
bar:1871 text:1871
bar:1881 text:1881
bar:1901 text:1901
bar:1911 text:1911
bar:1921 text:1921
bar:1931 text:1931
bar:1936 text:1936
bar:1951 text:1951
bar:1961 text:1961
bar:1971 text:1971
bar:1981 text:1981
bar:1991 text:1991
bar:2001 text:2001
bar:2011 text:2011





PlotData=

color:barra width:20 align:right
bar:1861 from:0 till: 27996
bar:1871 from:0 till: 29732
bar:1881 from:0 till: 32096
bar:1901 from:0 till: 36487
bar:1911 from:0 till: 41948
bar:1921 from:0 till: 47026
bar:1931 from:0 till: 57030
bar:1936 from:0 till: 58622
bar:1951 from:0 till: 69873
bar:1961 from:0 till: 92912
bar:1971 from:0 till: 118419
bar:1981 from:0 till: 127813
bar:1991 from:0 till: 127960
bar:2001 from:0 till: 128656
bar:2011 from:0 till: 139601





PlotData=

bar:1861 at: 27996 fontsize:S text: 27996 shift:(20,5)
bar:1871 at: 29732 fontsize:S text: 29732 shift:(20,5)
bar:1881 at: 32096 fontsize:S text: 32096 shift:(20,5)
bar:1901 at: 36487 fontsize:S text: 36487 shift:(20,5)
bar:1911 at: 41948 fontsize:S text: 41948 shift:(20,5)
bar:1921 at: 47026 fontsize:S text: 47026 shift:(20,5)
bar:1931 at: 57030 fontsize:S text: 57030 shift:(20,5)
bar:1936 at: 58622 fontsize:S text: 58622 shift:(20,5)
bar:1951 at: 69873 fontsize:S text: 69873 shift:(20,5)
bar:1961 at: 92912 fontsize:S text: 92912 shift:(20,5)
bar:1971 at: 118419 fontsize:S text: 118419 shift:(20,5)
bar:1981 at: 127813 fontsize:S text: 127813 shift:(20,5)
bar:1991 at: 127960 fontsize:S text: 127960 shift:(20,5)
bar:2001 at: 128656 fontsize:S text: 128656 shift:(20,5)
bar:2011 at: 139601 fontsize:S text: 139601 shift:(20,5)






</timeline>

الجغرافيا

تقع ريميني في منطقة سهلية على ساحل بحر البنادقة في الجزء الجنوبي الشرقي من إقليم إميليا رومانيا. وبها نهران : أوزا وماركلة، الذي ينسب له اسم هذا الجزء من المقاطعة (فالماركلة، الجزء الآخر يسمى فالكونكا، نسبة لمسار مائي آخر). عُدِّل مسار نهر ماركلة قبل سنوات للتخلص من الفيضانات الدورية. تم استصلاح الجزء الأخير من النهر بالكامل : كان مستنقعاً (حتى داخل المدينة) هو الآن حديقة خضراء شاسعة تعبرها مسارات للدراجات الهوائية، وزُودت بمساحات لعب للأطفال وبحيرة اصطناعية، في حين تم الإبقاء على المصب مغموراً حتى وإن كان على شكل قناة «عمياء» بطول حوالي 500 م، ليستمر مرفأ المدينة القنالي في الحياة.

و هي أقرب المدن الإيطالية إلى جمهورية سان مارينو، التي يربطها بها طريق سريع أُنشأ بتمويل أمريكي بعد الحرب العالمية الثانية فوق الطريق القديمة. يتمثل الساحل بشاطئ طويل جداً، وحيث المياه ضحلة مما جعله مناسباً للسياحة البحرية.

التاريخ

التاريخ القديم

عاش الإنسان البدائي منذ 800000 عام في المنطقة الساحلية بقِدَم تلة كوفينيانو.

أسس الرومان مستعمرة أريمينوم Ariminum في عام 268 ق.م عند مصب نهر أريمنيس (يعرف حاليا باسم ماركلة)، في منطقة سكنها سابقاً الإتروسكان والأومبريين والإغريق والغال. اعتبرت حصناً ضد الغزو الغالي وكذلك نقطة انطلاق للاستيلاء على وادي بو. كانت ريميني نقطة تقاطع طرق تتصل بوسط إيطاليا (طريق فلامينيا) وشمال إيطاليا (طريق إميليا المؤدي إلى بياشنسا وطريق بوبيليا) كما أنفتحت تجارياً عبر البحر والنهر.

أخذها الغال في القرن السادس قبل الميلاد ؛ وبعد هزيمتهم الأخيرة (283 ق.م)، عادت للأومبريين وأصبحت مستعمرة لاتينية عام 263 ق.م، ساعدت الرومان كثيراً خلال حروب الغالية المتأخرة.

شاركت المدينة في الحروب الأهلية ولكنها ظلت وفية للحزب الأكثر شعبية وقادته، أولا لغايوس ماريوس ثم ليوليوس قيصر. بعد اجتياز الروبيكوني وجه هذا الأخير نداءه الأسطوري إلى الجحافل في ساحة ريمينى الرومانية.

 
جسر تيبيريو

استرعت ريميني اهتمام العديد من الأباطرة، خصوصاً أوغسطس الذي عمل الكثير للمدينة وهادريان، وعاشت فترة عظيمة من تاريخها، مجسدةً في تشييد معالم مرموقة مثل قوس أوغسطس وجسر تيبيريو والمدرج، وقد بَنَت غالا بلاسيديا كنيسة سانتو ستيفانو.

شهد العالم الروماني أزمة مدمـّرة تسببت فيها الحروب والغزوات، وساهمت فيها أيضا قصور قادة الإمبراطورية والكنائس الأولى، رمز انتشار المسيحية والتي عقدت في مجلساً هاماً لها في ريميني عام 359.

العصور الوسطى

باستيلاء القوط الشرقيين بقيادة ثيودوريك العظيم على ريميني سنة 493 أُحكم الحصار على أودواكر في رافينا فاضطر إلى الإذعان. أخذت ريميني واستـُعيدت مرات عديدة خلال الحرب القوطية. في جوارها صدّ الجنرال البيزنطي نارسيس هجوم الألامانيين عام 553. تحت الهيمنة البيزنطية انتمت ريميني إلى البينتابولس جزءاً من إكسرخسية رافينا.

عام 728 بسط ليوتبراند ملك اللومبارديين سيطرته عليها مع العديد من المدن الأخرى، بيد أنها عادت إلى البيزنطيين حوالي عام 735. أعطاها الملك بيبين القصير للدولة البابوية، ولكنّها أثناء حروب البابوات والمدن الإيطالية ضد الأباطرة، صفت إلى جانب الأباطرة.

عانت ريميني في القرن الثالث عشر من النزاعات بين عائلتي غامباكاري أنسيديي. صارت المدينة بلدية في القرن الرابع عشر، وبأوامر دينية بنيت العديد من الأديرة والكنائس، موفرةً عملاً لكثير من الفنانين المشهورين. وفي الواقع ألهم الفنان جوتو دي بوندوني مدرسة ريميني في القرن الرابع عشر والتي كانت تعبيراً عن اختمار ثقافي أصلي.

 
كاتدرئية تيمبيو مالاتيستيانو

بزرعت عائلة مالاتيستا في الصراعات بين فصائل البلدية من خلال مالاتيستا دا فيروكيو، والذي سـُميَ بودستا على المدينة عام 1239. ورغم بعض التقطعات أمسكت عائلته بالسلطة حتى عام 1528. وفي عام 1312 خلفه مالاتيستا الثاني أول سيد (signore) للمدينة، وشقيقه باندولفو الأول سمـّاه الإمبراطور لويس البافاري نائب إمبراطورياً في منطقة رومانيا الإيطالية. عُورِضَ فيرانتينو ابن مالاتيستا الثاني (1335) من قِبَل ابن عمه رامبيرتو ومن قبل الكاردينال بيرتاندو دل بودجيتو (1331) مندوب البابا يوحنا الثاني والعشرين. كان مالاتيستا الثالث (1363) أيضا سيد بيزارو. وقد خلفه مالاتيستا الرابع أونغارو (1373وغاليوتو الأول عم السابق (1385) وكان أيضاً حاكم فانو (من 1340)، ثم بيزارو وتشيزينا (1378).

و كان ابنه كارلو الأول مالاتيستا أحد أكثر الكوندوتييريين المحترمين في زمنه، وقد وسـّع الممتلكات الريمينية حتى لومبارديا وجَـدّد الميناء. مات كارلو دون ذرية في سنة 1429، فانقسمت السيادة إلى ثلاثة أجزاء، وذهبت ريميني إلى غاليوتو روبيرتو الذي عجز تماما عن أداء هذا الدور. فحاول الفرع البيزاري من آل مالاتيستا استغلال ضعفه للاستيلاء على المدينة، ولكن سيجيسموندو باندولفو مالاتيستا ابن أخ كارلو تدخل لإنقاذها والذي كان آنذاك في الرابعة عشرة من عمره. اعتزل غاليوتو في الدير وتحصـّل سيجيسموندو على حكم ريميني.

 
سيجيسموندو باندولفو مالاتيستا «ذئب ريميني» من رسم بييرو ديلا فرانشيسكا - متحف اللوفر

و كان سيجيسموندو باندولفو أشهر سـادة ريميني. في سنة 1433 أقام الإمبراطور سيغيسموند في المدينة وكان لبعض الوقت القائد الأعلى للجيوش البابوية. لطالما تصرف الجنرال الماهر ككوندوتييرو لحساب الدول أخرى لكسب المال لتزيينها (كما كان شاعراً). وقد أعاد بناء كاتدرئية تيمبيو مالاتيستيانو الشهيرة بإشراف ليوني باتيستا ألبيرتي. ولكن بعد صعود البابا بيوس الثاني اضطر للقتال باستمرار من أجل استقلال المدينة. وفي سنة 1463 اضطر للخضوع لبيوس الثاني الذي ترك له ريميني وأكثر قليلا ؛ ابنه روبيرتو مالاتيستا (1482) كاد أن يخسر دولته في عهد البابا بولس الثاني، ولكنـّه في ظِـل البابا سيكتوس الرابع صار قائد الجيش البابوي ضد قوات فرديناندو الأول ملك نابولي، وانتصر عليهم في معركة كامبومورتو (1482). فقد ابنه باندولفو الرابع (1500) ريميني لصالح تشيزري بورجا، ثم تركها تسقط بيد البندقية (1503-1509)، ولكن البابا يوليوس الثاني استعادها وضمها إلى الدولة البابوية. بعد وفاة البابا لاون العاشر، عاد باندولفو لعدة أشهر، وحكم مع ابنه سيجيسموندو. طرده البابا هدريانوس السادس مرة أخرى وأعطى ريمينى إلى دوق أوربينو نائب البابا في منطقة رومانيا الإيطالية. وفي عام 1527 تمكن سيجيسموندو من استعادة المدينة، ولكن في العام التالي تلاشت سيادة آل مالاتيستا إلى الأبد.

العصر الحديث

 
ساحة كافور.

صارت ريميني بداية القرن السادس عشر مدينة ثانوية في الدولة بابوية، بحكومة محلية يقودها مندوب بابوي (Legatus Pontificius). قبل نهاية القرن السادس عشر أعيد تصميم ساحة البلدية (ساحة كافور) حتى بلغ حدها موقع مسرح بوليتي الذي بُـنِـيَ لاحقاً. وفي سنة 1614 وُضِـع تمثال البابا بولس الخامس بمنتصف الساحة بجوار النافورة.

و أيضاً في القرن السادس عشر، خضعت الساحة الكبرى (تعرف الآن بساحة الشهداء الثلاثة تكريماً لثلاثة مدنيين شنقهم النازيون المتقهقرون في نهاية الحرب العالمية الثانية) لتغييرات مختلفة، والتي أقيمت فيها أسواق وبطولات. وقد بُـنِـيَ على سبيل المثال : معبد صغير كـُرس للقديس أنطونيو دي بادوفا، وبرج الساعة مُعطِياً الساحة شكلها وحجمها الحاليين.

حتى القرن الثامن عشر، خـَرّبَت المدينة اجتياحات الجيوش والزلازل والمجاعات والفيضانات وهجمات القراصنة. في هذه الحالة الكئيبة وبسبب انهاك الاقتصاد المحلي، أخذ صيد الأسماك أهمية كبرى، ويشهد على هذه الحقيقة تشييد المباني الوظيفية مثل سوق السمك والمنارة.

في سنة 1797، تأثرت ريميني كما بقية منطقة رومانيا بمرور القوات الفرنسية وأصبحت جزءاً من الجمهورية الألبية. قمعت الحكومة النابليونية النظام الرّهباني، وصادرت ممتلكاتهم وبالتالي تبديد تراث كبير، وهدم العديد من الكنائس بما في ذلك كاتدرائية سانتا كولومبا القديمة. في الثلاثين من آذار مارس سنة 1815 وجّه جواكينو مورات خطابه إلى الشعب الإيطالي من ريميني، محرضاً إيّهم على الوحدة والاستقلال. في سنة 1845 دخلت المدينةَ زمرة ُمغامرين بقيادة ريبورتي وأعلنت دستوراً ما لبث أن أُلغي. واتحدت ريميني ومنطقة رومانيا بمملكة إيطاليا الموحدة عام 1860.

تعطينا القصور التي بنيت على طول شارع أوغوستو فكرةً عن المدينة في القرن التاسع عشر وخاصة المسرح، الذي صممه لويجي بوليتي ناجحاً في ترجمة طموحات الطبقات الحاكمة في شكل تقليدي حديث.

 
شاطئ ريميني

بيد أن أكبر عنصر ثوري للمدينة كان تأسيس أول مؤسسة اصطياف ومنتجع في سنة 1843، شـُيّد لاستضافة المناسبات الاجتماعية ذات الأبهة، وأصبح رمزاً لسياحة ريميني. في غضون بضع سنوات، خضعت المارينا لقدر كبير من بناء مما جعل ريميني 'مدينة الفيلات الصغيرة'. في بداية القرن العشرين، بُـنِـيَ الغراند أوتيل، أول مرافق الإقامة المهمة بالمدينة، بالقرب من الشاطئ، وسرعان ما أصبح شعار لنوع جديد من السياحة.

مزّق القصف الثقيل المدينة خلال الحرب العالمية الثانية ولمرورها أمام وعلى طول ما عُرف بالخط القوطي ولكن بعد التحرير في يوم 21 سبتمبر ايلول 1944، بدأت عملية إعادة إعمار كبيرة، أدت إلى ازدهار كبير في اقتصاد المدينة السياحي والذي خلق واقعاً حضارياً جديداً.

أقيمت مسابقة بطولة مستر أولمبيا في ريميني سنة 1989.

معرض الصور

  1. ^ أ ب Q1089336، ص. 747، QID:Q1089336
  2. ^ بيانات من موقع ISTAT - Istituto nazionale di statistica (ISTAT);  اطلع عليه بتاريخ 28-12-2012. نسخة محفوظة 7 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.