دوكليا (باليونانية: Διοκλεία، باللاتينية: Dioclea، بالسيريلية الصربية: Дукља)، دوكليا هي دولة سلافية جنوبية في العصور الوسطى شملت تقريبًا أراضي جنوب شرق الجبل الأسود حاليًا، من خليج كوتور في الغرب إلى نهر بوجانا في الشرق، وإلى منابع أنهار زيتا وموراتشا في الشمال. ذكرت لأول مرة في القرن العاشر- وفي السجلات البيزنطية للقرن الحادي عشر، كانت تابعة للإمبراطورية البلغارية بين عامي 997 و1018، ومن ثم إلى الإمبراطورية البيزنطية إلى أن استقلت في عام 1040 تحت حكم ستيفان فوييسلاف (حكم بين 1034 -1043) الذي قام بثورة وتمكن من الاستيلاء على أراضي الإمارة الصربية السابقة، وأسس سلالة فويسلافيتش. بلغت دوكليا أوج ازدهارها بين عامي 1043 و1080، تحت حكم ميهايلو فويسلافيتش (حكم بين 1050-1081)، وابنه قسطنطين بودين (حكم بين 1081-1101). منح البابا ميهايلو اسميًا لقب ملك العبيد بعد أن ترك المعسكر البيزنطيني ودعم تمردًا في البلقان، لعب فيه ابنه بودين دورًا رئيسيًا. بعد أن أدمجت هذه الإمارة البحرية المنطقة الصربية الداخلية (أساس الإمارة الصربية السابقة، المعروفة باسم راسكا) ونصبت حكام تابعين لها فيها، برزت كأقوى نظام حكم صربي، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الألقاب التي استخدمها حكامها («أمير صربيا»، «أمير الصرب»). مع ذلك، لم يبقى ازدهارها وقتًا طويلًا، لأن بودين هُزم على يد البيزنطيين وسُجن؛ أصبح فوكان قريبه وتابعه، الذي كان قد تم تهميشه، مستقلًا في راسكا، التي استمرت في صراعها ضد البيزنطيين في الحين الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية في دوكليا. كانت دوكليا بين عامي 1113 و1149 مركزًا للنزاع البيزنطي الصربي، حيث كان أفراد من سلالة فوييسلافليفيتش يشكلون حماة للطرفين، وحاربوا بعضهم البعض من أجل السلطة.

دوكليا
مملكة دوكليا بحلول عام 1100، خلال حكم الملك قسطنطين بودين.

دمجت دوكليا حينها كأرض تاج لإمارة صربيا الكبرى التي حكمتها سلالة فوكانوفيتش، التي عرفت فيما بعد باسم زيتا، وبقيت كذلك حتى سقوط الإمبراطورية الصربية في القرن الرابع عشر.

الاشتقاق

كان كي. جيرتشيك أول من استخدم كلمة «دوكليا»[1] في علم التأريخ. كان اسم دوكليا (Doclea) في الأصل يطلق على مدينة رومانية في موقع مدينة بودغوريتسا حاليًا (ريبنكا)، التي بناها الإمبراطور الروماني ديوكلتيانوس، الذي ينحدر من هذه المنطقة في دالماتيا الرومانية. اشتقت القبيلة الإيليرية المرومنة المعروفة باسم دوكلياتا (Docleatae) والتي سكنت المنطقة، اسمها من اسم المدينة. في القرون اللاحقة، صحح الرومانيون الاسم إلى دوكليا (Dioclea)، مفترضين وجود خطأ وضياع حرف i بسبب أنماط الكلام الشعبية. تعد دوكليا الصيغة السلافية اللاحقة من اسم هذه المنطقة، التي تنسب إلى الإمارة في ظل السيادة البيزنطية («ديوكليا»، Διόκλεια). أما الاسم القبلي الذي يظهر في العمل اليوناني «من إدارة الإمبراطورية» فقد كان «Dioklētianoi» (Διοκλητιανοί)».[2]

الجغرافيا

وفقًا للعمل اليوناني «من إدارة الإمبراطورية» (948-952)، في الفصل 35، شملت دوكليا «المدن الكبرى المأهولة» في غراديتاي، ونوغراد ولونتودوكلا. قد يكون المقصود بغراديتاي مدينة ستاريغراد، ونورغراد هي بريفلاكا، في حين أن موقع لونتودوكلا غير مؤكد.[3]

وفقًا لما جاء في السجلات اللاحقة لكاهن دوكليا، المشكوك في مصدرها، فإن حاكمًا يدعى فاليمير يُزعم أنه من أسلاف جوفان فلاديمير (990-1016)، استولى على زيتا وبلداتها والمقاطعات التالية: لوسكا (لوشكا)، بودلوغيا (بودلوجيا)، غورسكا، وكوبلنيتش (كوبلنيك)، وأوبليكوس (أوبليك)، وبرابراتنا، وسيرمنيزا (كرمنيتسا) وبودوا (بودفا) وغريبولي (غربالي) وكوتشيفا (كوتشيفو).[4]

بدأ مصطلح زيتا يحل محل اسم دوكليا منذ القرن الثاني عشر.[5][6]

من إدارة الإمبراطورية

يدعي العمل «من إدارة الإمبراطورية» أن دوكليا تهدمت على يد الآفار وقد «أعيد إسكانها في عهد الإمبراطور هيراكليوس، تمامًا مثلما حدث في كرواتيا وصربيا» (أي في النصف الأول من القرن السابع)، من قبل السلافيين. في الحين الذي يذكر فيه بوضوح أن «الصرب غير المعمّدين» استقروا في الأقاليم المجاورة لصربيا، وبانيا، وزاهوملي، وترافونيا، وكاناليت، فإنه يوضح أن السلافيين قد استقروا في دوكليا. لا تعترف تصريحات الكتاب البيزنطيين المختلفين، التي يدعى فيها الديوقليون أيضًا بالصرب والكروات والدالماتي، بوجود تكافؤ بين سكان دوكليا حتى القرن الثاني عشر سواء كان مع الصرب أو الكروات. ناقش الباحثون بإسهاب مدى موثوقية «من إدارة الإمبراطورية». على سبيل المثال، اقترح فرانسيس دفورنيك وفلورين كورتا، من بين آخرين، أن هذا العمل كان وثيقة سياسية، وليس وثيقة تاريخية بحتة وأنه يشير غالبًا إلى أن جبال جوبانياس الساحلية كانت تحت سلطة الأمير الصربي، تشاسلاف كلونيميروفيتش، في منتصف القرن العاشر. خلص تيبور زيفكوفيتش ونيفين بوداك وهرفويي غراسانين إلى أن قراءةً أدق تبين أن اهتمام قسطنطين بالهوية الإثنية الإقليمية يعود إلى الحكم السياسي الصربي وتوسعه في القرن العاشر الذي لا يوضح بالضرورة الأصل العرقي.[7] توصل ريليا نوفاكوفيتش إلى نتيجة مشابهة. قال جون في إيه فاين أنه «بالنظر إلى أن الصرب استقروا في مناطق على حدودها، يفترض أن تكون هذه أيضًا منطقة صربية». اقترح إيفو باناك أن «من إدارة الإمبراطورية» يذكر أن جزءًا من الكروات «انفصل وسيطر على إيليركوم وبانونيا» بعد استقرارهم في الجزء الغربي من محافظة دالماسيا الذي قد يكون متصلًا بدوكليا، في حين تطلق السجلات المؤرخة لكاهن دوكليا على المنطقة اسم كرواتيا الحمراء. وفقًا للمؤرخة سيما سيركوفيتس، على الرغم من أن قسطنطين السابع لا يذكر القبائل التي ينحدر منها سكان دوكليا، فإن مؤلفي القرن الحادي عشر اعتبروا أن حكام زيتا من الصرب ويدعون أرضهم في بعض الأحيان صربيا.[8] يعتبر سيركوفيتش أيضًا أن هذا التساؤل العلمي الضيق قد تم تسييسه من خلال معارضة الديوقلانيين للصرب وتجاهل المصادر التاريخية منذ القرن الحادي عشر حتى القرن الثاني عشر. ومع ذلك، تشير السجلات المؤرخة المشكوك فيها لكاهن دوكليا، التي جمعها راهب سيستيري في الفترة 1298-1301 في خدمة بول الأول سوبيتش من بريبير، مع أنها تعزز الالتباس البيزنطي بشأن الصرب والكروات، مع مصادر تاريخية أخرى إلى وجود الكروات وإلى نفوذهم السياسي في أراضي الجبل الأسود الداخلية حتى أواخر القرن الثاني عشر.[9]

في نهاية المطاف، فإن أصول دوكليا غير معروفة على وجه اليقين، لأن الأدلة الأدبية غالبًا ما تستند إلى سلاسل الأنساب شبه الأسطورية. علاوة على ذلك، فإن ما كان يشكل شعبًا (عشيرة) بالفعل في العصور الوسطى كان موضع لنقاشات حازمة. لا يوجد دليل واضح على أن الشعوب المعروفة باسم الصرب أو الكروات هاجروا في جماعات على شكل دول متماسكة قادرة على إعادة توطين أراضي كبيرة، وأنها وصلت كنخبة عسكرية صغيرة استوعبت ونظمت السلاف الآخرين الذي كانوا مستقرين مسبقًا. ناقش كل من فلورين كورتا وجون فاين، من بين مؤرخين آخرين في القرون الوسطى، بأن أسماء أثنية كالصربية والكرواتية هي في المقام الأول تسميات سياسية تشير إلى قائد واتباعه من طبقة النبلاء إضافة إلى النخبة العسكرية، في حين أنه أشار أيضًا على مستوى أدنى إلى أعداد العوام الذين سكنوا الإقليم في ظل حكم هؤلاء القادة الذي غالبًا ما كان اسميًا وعابرًا. لا يوجد دليل يذكر على أن المفهوم الحديث للعرق حسب الأمة، والقيم المرتبطة به، كان موجودًا في مجتمعات القرون الوسطى. بدلًا من ذلك، بدأ نوع من الهوية الجماعية بالتشكل داخل البلقان منذ أواخر القرن السابع عندما شكل وجهاء السلافيين نظامًا من التحالفات. يتزامن هذا مع زوال هيمنة الآفار على غرب البلقان بشكل نهائي. في الوقت نفسه، بدأ البيزنطيون باستعادة سيطرتهم في أجزاء من البلقان بعد انهيار السيطرة الاستعمارية في القرن السابع. ساعد ترسيخ السمة البيزنطية لمدينة دراس في تيسير العلاقات الدبلوماسية بين الرومان الشرقيين والسكلافينيين الأدرياتيكيين.[10][11][12][13][14] كانت الهوية بالنسبة لعامة الناس، متجذرة بشكل أساسي في عشيرة الشخص وقريته ومنطقته. وكما يقول فاين: «في هذه المنطقة الكبيرة التي استقر فيها السلافيون، الذي تحدث جميعهم اللغة نفسها، ظهرت بعض الكيانات السياسية، وهذا هو فقط ما كانت عليه، كيانات سياسية فحسب». كانت دوكليا واحدة من هذه الكيانات سياسية، وكان تاريخها اللاحق متشابكًا بشكل وثيق مع تاريخ صربيا/ والإمبراطورية البيزنطية، وأيضًا روما والقوى «الغربية». على هذا النحو، تعتبر دوكليا واحدة من الدول الصربية في العصور الوسطى وكانت السلف السياسي والثقافي لمونتينيغرو الحديثة.

المراجع

  1. ^ Ђорђе Јанковић. "О називу Диоклeје пре Немањића". مؤرشف من الأصل في 2022-12-19.
  2. ^ A Stipcevic (1977). The Illyrians. History and Culture. Noyes Press. ص. 31. ISBN:0-8155-5052-9.
  3. ^ Dumbarton Oaks (1 يناير 2005). Catalogue of Byzantine Seals at Dumbarton Oaks and in the Fogg Museum of Art: The East (continued), Constantinople and environs, unknown locations, addenda, uncertain readings. Dumbarton Oaks. ص. 154–. ISBN:978-0-88402-309-8. مؤرشف من الأصل في 2022-12-22. Constantine concludes chapter 35 by stating, "In the country of Diocleia are the large, inhabited cities of Gradetai, Nougrade, Lontodokla" (trans. Jenkins). Gradetai may be the coastal city of Starigrad, and Nougrade is perhaps Prevlaka, south ...
  4. ^ Vladimir Ćorović (13 يناير 2014). Istorija srpskog naroda. eBook Portal. ص. 78–. GGKEY:XPENWQLDTZF. مؤرشف من الأصل في 2022-12-19.
  5. ^ Starinar. Arheološki institut. 1884. ص. 69. مؤرشف من الأصل في 2022-12-19. ДУКЉАНИНОВА ПРАПРАТНА. „Хвалимиру даде зетску област с градовима, и ове жупе: Лушку, Подлужје, Горску, Куписник, 0блик, Прапратну, Црмницу, Будву с Клевом (Cuceva) и Грбаљ." Овако пише Дукљанин,") причајући како ј
  6. ^ Slovo. ج. 47–49. 1999. ص. 22. مؤرشف من الأصل في 2023-01-21. ... of Dioclea (or in Croatian Ljetopis Popa Dukljanina), a text of somewhat dubious value as a historical source
  7. ^ Vedriš, Trpimir (2015). "Balkan 'sklavinias' and Bulgaria – Croatia in the international context". Hrvatske zemlje u ranome srednjem vijeku (oko 550 − oko 1150) [Croatian lands in the Early Middle Ages (c. 550. – c. 1150.)] (بhrvatski). Zagreb: Matica hrvatska. p. 593. ISBN:978-953-150-942-8. Tako Skilica Dukljane naziva Srbima, a Kekaumen za dukljanskog vladara Vojislava piše da je »Travunjanin Srbin«. Skiličin Nastavljač i Ivan Zonara očigledno brkaju ili izjednačavaju Srbe i Hrvate u Duklji. Mihajlo Devolski pak stanovnike Duklje naziva Hrvatima. Nicifor Brijenije pišući o protu bizantskom ustanku 1072. Hrvate i Dukljane jasno razlikuje od makedonskih Slavena. Konačno, Ana Komnena podložnike dukljanskih vladara Mihajla, Bodina i Vukana naziva Dalmatima. Na temelju toga može se zaključiti da »navodi bizantskih pisaca ne dopuštaju izjednačavanje stanovnika Duklje u 11. i 12. st. bilo sa Srbima, bilo s Hrvatima«
  8. ^ Curta (2005, p. 210)
  9. ^ Moravscik, 1967, p. 165
  10. ^ Živković, Tibor (2006). Portreti srpskih vladara (IX—XII vek) (بсрпски / srpski). Belgrade. p. 60. ISBN:86-17-13754-1. Archived from the original on 2022-12-19. English transl. 'Constantine Porphyrogenitus explicitly calls the inhabitants of Zahumlje Serbs who have settled there since the time of Emperor Heraclius, but we cannot be certain that the Travunians, Zachlumians and Narentines in the migration period to the Balkans really were Serbs or Croats or Slavic tribes which in alliance with Serbs or Croats arrived in the Balkans. The emperor-writer says that all these principalities are inhabited by Serbs, but this is a view from his time, when the process of ethnogenesis had already reached such a stage that the Serbian name became widespread and generally accepted throughout the land due to Serbia's political domination. Therefore, it could be concluded that in the middle of the 10th century the process of ethnogenesis in Zahumlje, Travunija and Paganija was probably completed, because the emperor's informant collected data from his surroundings and transferred to Constantinople the tribal sense of belonging of the inhabitants of these archons.'{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  11. ^ Živković، Tibor (2012). De conversione Croatorum et Serborum: A Lost Source. Belgrade: The Institute of History. ص. 161–162, 181–196. مؤرشف من الأصل في 2022-10-13.
  12. ^ Budak، Neven (1994). Prva stoljeća Hrvatske (PDF). Zagreb: Hrvatska sveučilišna naklada. ص. 58–61. ISBN:953-169-032-4. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-05-04. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-19. Glavnu poteškoću uočavanju etničke raznolikosti Slavena duž jadranske obale činilo je tumačenje Konstantina Porfirogeneta, po kojemu su Neretvani (Pagani), Zahumljani, Travunjani i Konavljani porijeklom Srbi. Pri tome je car dosljedno izostavljao Dukljane iz ove srpske zajednice naroda. Čini se, međutim, očitim da car ne želi govoriti ο stvarnoj etničkoj povezanosti, već da su mu pred očima politički odnosi u trenutku kada je pisao djelo, odnosno iz vremena kada su za nj prikupljani podaci u Dalmaciji. Opis se svakako odnosi na vrijeme kada je srpski knez Časlav proširio svoju vlast i na susjedne sklavinije, pored navedenih još i na Bosnu. Zajedno sa širenjem političke prevlasti, širilo se i etničko ime, što u potpunosti odgovara našim predodžbama ο podudarnosti etničkog i političkog nazivlja. Upravo zbog toga car ne ubraja Dukljane u Srbe, niti se srpsko ime u Duklji/Zeti udomaćilo prije 12. stoljeća. Povjesničari koji su bez imalo zadrške Dukljane pripisivali Srbima, pozivali su se na Konstantina, mada im on nije za takve teze davao baš nikakve argumente, navodeći Dukljane isključivo pod njihovim vlastitim etnonimom.
  13. ^ Gračanin, Hrvoje (2008), "Od Hrvata pak koji su stigli u Dalmaciju odvojio se jedan dio i zavladao Ilirikom i Panonijom: Razmatranja uz DAI c. 30, 75-78", Povijest u nastavi (بhrvatski), vol. VI, pp. 67–76, Archived from the original on 2022-12-19, Ukratko, car je rekao ili da se dio Hrvata odselio iz Dalmacije i, naselivši se u Panoniji i Iliriku, zavladao ondje ili da su Hrvati / član hrvatske elite preuzeli vlast u tim područjima, a da doseobe nije bilo. Odgovor nude arheološko-antropološka istraživanja. Kraniometrijske analize provedene na kosturnim ostacima iz grobišta od jadranskog priobalja do duboko u unutrašnjost upućuju na zaključak da su se populacije koje se smatraju starohrvatskima postupno širile u zaleđe sve do južne Panonije tek u vrijeme od 10. do 13. stoljeća.26 Dalmatinskohrvatske populacije jasno se razlikuju od kasnijih kontinentalnih populacija iz Vukovara i Bijelog Brda, dok populacije s lokaliteta Gomjenica kod Prijedora, koji je na temelju arheološke građe svrstan u bjelobrdski kulturni kompleks, ulaze već u skupinu dalmatinsko-hrvatskih populacija.27 Polagan prodor hrvatskog utjecaja prema sjeveru dodatno potkrepljuju i nalazi nakita iz tog vremena,28 koji svjedoče o neposrednijim vezama između dalmatinsko-hrvatskog i južnopanonsko-slavenskog kulturnog kruga. Izneseni nalazi navode na zaključak da se Hrvati nisu uopće naselili u južnoj Panoniji tijekom izvorne seobe sa sjevera na jug, iako je moguće da su pojedine manje skupine zaostale na tom području utopivši se naposljetku u premoćnoj množini ostalih doseljenih slavenskih populacija. Širenje starohrvatskih populacija s juga na sjever pripada vremenu od 10. stoljeća nadalje i povezano je s izmijenjenim političkim prilikama, jačanjem i širenjem rane hrvatske države. Na temelju svega ovoga mnogo je vjerojatnije da etnonim "Hrvati" i doseoba skrivaju činjenicu o prijenosu političke vlasti, što znači da je car političko vrhovništvo poistovjetio s etničkom nazočnošću. Točno takav pristup je primijenio pretvarajući Zahumljane, Travunjane i Neretljane u Srbe (DAI, c. 33, 8-9, 34, 4-7, 36, 5-7).
  14. ^ Budak، Neven (2018)، Hrvatska povijest od 550. do 1100. [Croatian history from 550 until 1100]، Leykam international، ص. 51, 177، ISBN:978-953-340-061-7، مؤرشف من الأصل في 2022-10-03، Sporovi hrvatske i srpske historiografije oko etničkoga karaktera sklavinija između Cetine i Drača bespredmetni su, jer transponiraju suvremene kategorije etniciteta u rani srednji vijek u kojem se identitet shvaćao drukčije. Osim toga, opstojnost većine sklavinija, a pogotovo Duklje (Zete) govori i u prilog ustrajanju na vlastitom identitetu kojim su se njihove elite razlikovale od onih susjednih ... Međutim, nakon nekog vremena (možda poslije unutarnjih sukoba u Hrvatskoj) promijenio je svoj položaj i prihvatio vrhovništvo srpskog vladara jer Konstantin tvrdi da su Zahumljani (kao i Neretvani i Travunjani) bili Srbi od vremena onog arhonta koji je Srbe, za vrijeme Heraklija, doveo u njihovu novu domovinu. Ta tvrdnja, naravno, nema veze sa stvarnošću 7. st., ali govori o političkim odnosima u Konstantinovo vrijeme.