الإمبراطورية البيزنطية: الفرق بين النسختين

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر 735: سطر 735:
[[ملف:30-59b.jpg|تصغير|200بك|[[منمنمة]] من القرن الحادي عشر محفوظة في متحف [[سالونيك]] تصوّر النشاط التعليمي في الإمبراطورية البيزنطية.]]
[[ملف:30-59b.jpg|تصغير|200بك|[[منمنمة]] من القرن الحادي عشر محفوظة في متحف [[سالونيك]] تصوّر النشاط التعليمي في الإمبراطورية البيزنطية.]]


يُعدّ التعليم أحد أفضل المظاهر التي حفظت التقاليد القديمة للإمبراطورية البيزنطية، حيث نشأ من فكرة [[بايديا]] في [[اليونان القديمة]]. دعمت الكنيسةُ التعليمَ في الإمبراطورية،<ref>{{استشهاد ويب |مسار=http://historymedren.about.com/gi/dynamic/offsite.htm?zi=1/XJ/Ya&sdn=historymedren&cdn=education&tm=7&f=00&tt=14&bt=0&bts=0&zu=http://www.med.virginia.edu/hs-library/historical/antiqua/texte.htm |عنوان= Byzantine Medicine - Vienna Dioscurides|تاريخ الوصول=2007-05-27 |عمل=Antiqua Medicina|ناشر=University of Virginia | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200407075843/http://historymedren.about.com/gi/dynamic/offsite.htm?zi=1/XJ/Ya&sdn=historymedren&cdn=education&tm=7&f=00&tt=14&bt=0&bts=0&zu=http://www.med.virginia.edu/hs-library/historical/antiqua/texte.htm | تاريخ أرشيف = 7 أبريل 2020|حالة المسار=dead}}</ref> ففي حين كان علمانيًا في البداية، لكن تأثير الكنيسة عليه نما على مر القرون، ولا سيما تحت حكم [[ألكسيوس الأول كومنينوس]].{{sfn|Cheynet|2006|p=364}} شملَ التعليم قطاعات كبيرة من السكان، فكان التعليم الابتدائي يُقدّم للأطفال من ست إلى تسع سنوات، سواء في المدن أو في القرى الصغيرة، مما ضمنَ حدًا أدنى من إتقان الكتابة والقراءة.{{sfn|Kaplan|2016|p=243}} ولذلك فإن القدرة على التخاطب والكتابة انتشرت إلى حد ما، وحتى لو كان التعليم مأجورًا فمن المستبعد أن تكون كلفته باهظة بالنسبة لعدد كبير من العائلات.{{sfn|Kaplan|2016|p=243}} ومع أن التعليم نال هذه الأهمية، إلا أن مهنة التدريس لم تحظ باهتمام اجتماعي كبير.{{sfn|Cheynet|2006|p=364}}
يُعدّ التعليم أحد أفضل المظاهر التي حفظت التقاليد القديمة للإمبراطورية البيزنطية، حيث نشأ من فكرة [[بايديا]] في [[اليونان القديمة]]. دعمت الكنيسةُ التعليمَ في الإمبراطورية، ففي حين كان علمانيًا في البداية، لكن تأثير الكنيسة عليه نما على مر القرون، ولا سيما تحت حكم [[ألكسيوس الأول كومنينوس]].{{sfn|Cheynet|2006|p=364}} شملَ التعليم قطاعات كبيرة من السكان، فكان التعليم الابتدائي يُقدّم للأطفال من ست إلى تسع سنوات، سواء في المدن أو في القرى الصغيرة، مما ضمنَ حدًا أدنى من إتقان الكتابة والقراءة.{{sfn|Kaplan|2016|p=243}} ولذلك فإن القدرة على التخاطب والكتابة انتشرت إلى حد ما، وحتى لو كان التعليم مأجورًا فمن المستبعد أن تكون كلفته باهظة بالنسبة لعدد كبير من العائلات.{{sfn|Kaplan|2016|p=243}} ومع أن التعليم نال هذه الأهمية، إلا أن مهنة التدريس لم تحظ باهتمام اجتماعي كبير.{{sfn|Cheynet|2006|p=364}}


أما بالنسبة للتعليم الثانوي، فقد كان أكثر [[نخبوية]] وتركّز غالبًا في القسطنطينية. تنوّعت المواد التعليمية وارتكزت على ''[[مقدمات (علوم)|المقدمات]]'' (وهي [[قواعد لغة|قواعد اللغة]]، وال[[بلاغة]]، و[[شعر (أدب)|الشعر]])، و''[[تعاليم (علوم)|العلوم الأربعة]]'' (وهي ال[[حسابيات]]، و[[هندسة رياضية|الهندسة]]، و[[علم الفلك]]، وال[[موسيقى]]).{{sfn|Kaplan|2016|p=244-245}} أما التعليم العالي فكان أقل تنظيماً، لكن القسطنطينية تمتّعت بثقل ساحق مع أن بعض مدن الشرق الأوسط الأخرى حافظت على الجامعات في القرون الأولى.{{sfn|Morrisson|2004|p=266-268}} كان إنشاء مبنى {{وإو|ماجنورا|Magnaura}} في القرن التاسع جزءًا من عودة النشاط الثقافي داخل الإمبراطورية إذ إنه تضمن مؤسسات تعليمية. كما كانت [[جامعة القسطنطينية]] أهم المؤسسات الأكاديمية والتعليمية في عاصمة الإمبراطورية حتى سقوطها،{{sfn|Kaplan|Ducellier|2004|p=98}} حيثُ دُرّست فيها [[فلسفة|الفلسفة]] و[[قانون|القانون]] و[[طب|الطب]] والنحو والبلاغة باللغتين اللاتينية واليونانية. وقد ساهمت الكنيسة في إنشاء عدة مدارس ومعاهد أخرى، ونشطت المدارس الأكاديمية الفلسفية والفلكية في [[الإسكندرية]]،{{sfn|Tatakes|2003}} وبنيت أيضًا المدارس الرهبانية التي ركزت على [[الكتاب المقدس]] واللاهوت لكنها تضمنت كذلك تعليمَ نصوصٍ أدبية وفلسفية وعلمية في المناهج الدراسية، وقد بذل [[راهب|الرهبان]] الأرثوذكس جهودًا في نسخ المخطوطات الكنسية، وكتب [[أدب|الأدب]] القديمة.{{sfn|Anastos|1962|p=409–411}}
أما بالنسبة للتعليم الثانوي، فقد كان أكثر [[نخبوية]] وتركّز غالبًا في القسطنطينية. تنوّعت المواد التعليمية وارتكزت على ''[[مقدمات (علوم)|المقدمات]]'' (وهي [[قواعد لغة|قواعد اللغة]]، وال[[بلاغة]]، و[[شعر (أدب)|الشعر]])، و''[[تعاليم (علوم)|العلوم الأربعة]]'' (وهي ال[[حسابيات]]، و[[هندسة رياضية|الهندسة]]، و[[علم الفلك]]، وال[[موسيقى]]).{{sfn|Kaplan|2016|p=244-245}} أما التعليم العالي فكان أقل تنظيماً، لكن القسطنطينية تمتّعت بثقل ساحق مع أن بعض مدن الشرق الأوسط الأخرى حافظت على الجامعات في القرون الأولى.{{sfn|Morrisson|2004|p=266-268}} كان إنشاء مبنى {{وإو|ماجنورا|Magnaura}} في القرن التاسع جزءًا من عودة النشاط الثقافي داخل الإمبراطورية إذ إنه تضمن مؤسسات تعليمية. كما كانت [[جامعة القسطنطينية]] أهم المؤسسات الأكاديمية والتعليمية في عاصمة الإمبراطورية حتى سقوطها،{{sfn|Kaplan|Ducellier|2004|p=98}} حيثُ دُرّست فيها [[فلسفة|الفلسفة]] و[[قانون|القانون]] و[[طب|الطب]] والنحو والبلاغة باللغتين اللاتينية واليونانية. وقد ساهمت الكنيسة في إنشاء عدة مدارس ومعاهد أخرى، ونشطت المدارس الأكاديمية الفلسفية والفلكية في [[الإسكندرية]]،{{sfn|Tatakes|2003}} وبنيت أيضًا المدارس الرهبانية التي ركزت على [[الكتاب المقدس]] واللاهوت لكنها تضمنت كذلك تعليمَ نصوصٍ أدبية وفلسفية وعلمية في المناهج الدراسية، وقد بذل [[راهب|الرهبان]] الأرثوذكس جهودًا في نسخ المخطوطات الكنسية، وكتب [[أدب|الأدب]] القديمة.{{sfn|Anastos|1962|p=409–411}}