الغزوات البحرية الإسلامية على جزر المتوسط: الفرق بين النسختين

والتقى الأُسطُولان قُرب شاطئ [[ليقيا|ليقية]] عند ميناء [[فينيقيه (مدينة)|فينيقية]] في شهر مُحرَّم سنة [[34 هـ|34هـ]] المُوافق فيه شهر تمُّوز (يوليو) سنة [[654]]م. وخشي المُسلمون من أن تكون الغلبة لِعدُّوِّهم، إذ هالهم الأُسطُول البيزنطي، ولم يكن قد سبق لهم أن خاضوا معركةً بحريَّة ضدَّ أُسطُولٍ ضخمٍ كهذا. وقد عبَّر أحد المُقاتلين المُسلمين، وهو [[مالك بن أوس بن الحدثان|مالك بن أوس بن الحدثان النصري]]، عندما شاهد ضخامة الأُسطُول البيزنطي بِقوله: {{اقتباس مضمن|فَالتَقَينَا فِي البَحْرِ فَنَظَرنَا إِلَى مَرَاكِبَ مَا رَأَينَا مِثلُهَا قَط}}.<ref name="الطبري"/><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[سامي المغلوث|المغلوث، سامي بن عبد الله بن أحمد]]|عنوان= أطلس الخليفة عُثمان بن عفَّان رضي الله عنه|طبعة= الثالثة|صفحة= 168|سنة= [[1433 هـ|1433هـ]] - [[2012]]م|ناشر= [[مكتبة العبيكان]]|تاريخ الوصول= [[24 مارس|24 آذار (مارس)]] [[2020]]م|مكان= [[الرياض]] - [[السعودية|السُعُوديَّة]]|مسار= https://books.google.com.lb/books?id=vBRnDQAAQBAJ&pg=PT119&lpg=PT119&dq=%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A%D9%86%D8%A7+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1+%D9%81%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%86%D8%A7+%D8%A5%D9%84%D9%89+%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A8&source=bl&ots=lmvtToFPhu&sig=ACfU3U1-jUNrH8bNL0G1dOp_z1lVl-xuSA&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwj109Ll9rHoAhVDWxUIHR7xAnEQ6AEwCnoECAkQAQ#v=onepage&q=%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A%D9%86%D8%A7%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%20%D9%81%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%86%D8%A7%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A8&f=false|isbn = 9786035032667|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200324011517/https://books.google.com.lb/books?id=vBRnDQAAQBAJ&pg=PT119&lpg=PT119&dq=%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A%D9%86%D8%A7+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1+%D9%81%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%86%D8%A7+%D8%A5%D9%84%D9%89+%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A8&source=bl&ots=lmvtToFPhu&sig=ACfU3U1-jUNrH8bNL0G1dOp_z1lVl-xuSA&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwj109Ll9rHoAhVDWxUIHR7xAnEQ6AEwCnoECAkQAQ%23v%3Donepage&q=%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A%D9%86%D8%A7+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1+%D9%81%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%86%D8%A7+%D8%A5%D9%84%D9%89+%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A8&f=false#v=snippet&q=%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A%D9%86%D8%A7%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%20%D9%81%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%86%D8%A7%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A8&f=false|تاريخ أرشيف= [[24 مارس|24 آذار (مارس)]] [[2020]]م|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200410145553/https://books.google.com.lb/books?id=vBRnDQAAQBAJ&pg=PT119&lpg=PT119&dq=%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A%D9%86%D8%A7+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1+%D9%81%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%86%D8%A7+%D8%A5%D9%84%D9%89+%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A8&source=bl&ots=lmvtToFPhu&sig=ACfU3U1-jUNrH8bNL0G1dOp_z1lVl-xuSA&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwj109Ll9rHoAhVDWxUIHR7xAnEQ6AEwCnoECAkQAQ#v=onepage&q=%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A%D9%86%D8%A7%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%20%D9%81%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%86%D8%A7%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A8&f=false}}</ref> أجرى المُسلمون اتصالًا مع البيزنطيين قبل بدء القتال وعرضوا عليهم أن يكون القتال على الساحل، وإن شاؤوا فالبحر، ففضَّلوا القتال في الماء لِثقتهم بِقُدرتهم القتاليَّة في البحر من جهة، ونظرتهم إلى المُسلمين على أنَّهم [[بدو]] يُجيدون رُكُوب [[جمل عربي|الجِمال]] والقتال في البر، من جهةٍ أُخرى.<ref name="الطبري"/> ونفَّذ الإمبراطور البيزنطي الذي قاد المعركة بِنفسه خطَّةً ذكيَّةً، لِإنهاك المُسلمين بِأن دفعهم لِرمي البيزنطيين بِالسِّهام و[[قوس (سلاح)|القسيّ]] حتَّى نفذت ذخيرتهم، ولم يُحاول الاقتراب بِسُفنه من السُفن الإسلاميَّة، فاضطرَّ المُسلمون عند ذلك بِقذفهم بِالرِّماح والحجارة. عند هذه المرحلة من أحداث المعركة اطمأنَّ الإمبراطور البيزنطي على سلامة وضعه العسكري، وظنَّ أنَّ الانتصار بات من نصيبه، وأنَّ البيزنطيين لن يحتاجوا إلَّا إلى هجمةٍ واحدةٍ حتَّى يُحطِّمُوا الأُسطُول الإسلامي، وردَّد قوله: {{اقتباس مضمن|غَلَبَت الرُّوم}}. لكنَّ المُسلمين غيَّروا خطَّة القتال عندما نفذت ذخيرتهم، فربطوا سُفُنهم إلى بعضها واصطفُّوا على ظُهُورها مُتسلِّحين بِالسُّيُوف والخناجر، وقذفوا السُّفن البيزنطيَّة بِالخطاطيف والكلاليب وجذبوها إليهم، وبِذلك تحوَّلت ظُهُور السُفُن إلى ميدان قتال، فحوَّلوا بِذلك المعركة البحريَّة إلى معركةٍ أقرب ما تكون إلى المعارك البريَّة. وأمام هذا التغيير السريع والمُفاجئ في سير المعركة، ارتبكت القيادة البيزنطيَّة، وفقدت السيطرة على عوامل الانتصار، بل أيقن الإمبراطور حينئذٍ بِأنَّ الهزيمة ستحلُّ بِقُوَّاته من واقع أنَّ المُسلمين أكثر ثباتًا في قتالٍ من هذا النوع. استغلَّ المُسلمون تضعضع القُوَّة الميدانيَّة لِلبحريَّة البيزنطيَّة، والفوضى التي بدت في صُفُوف البيزنطيين حيثُ كانوا يُقاتلون على غير صُفُوف، فوثبوا إلى السُفن البيزنطيَّة وقاتلوا الروم قتالًا شديدًا، وانتصروا عليهم. وأُصيب الإمبراطور بِجراحٍ وفرَّ من مكان المعركة بِصُعُوبة.<ref name="الطبري"/><ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Treadgold|الأول=Warren|مؤلف-وصلة=:en:Warren Treadgold|عنوان=A History of the Byzantine State and Society|مسار=https://archive.org/details/historybyzantine00trea_749|مكان=Stanford, California|ناشر=[[:en:Stanford University Press|Stanford University Press]]|سنة=1997|صفحة=[https://archive.org/details/historybyzantine00trea_749/page/n332 314]|isbn=0-8047-2630-2| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220517083437/https://archive.org/details/historybyzantine00trea_749 | تاريخ أرشيف = 17 مايو 2022 }}</ref> وعُرفت هذه المعركة بِـ«[[معركة ذات الصواري|ذات الصواري]]»، ويُعتقد أنَّ سبب هذه التسمية يعود إلى كثرة عدد [[صاري|صواري السُفُن]] التي اشتركت في المعركة، على الرُغم ممَّا يُستدل من رواية [[محمد بن جرير الطبري|الإمام الطبري]] بِأنَّ ذات الصواري اسمٌ لِلمكان الذي جرت فيه المعركة.<ref name="الطبري"/><ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://www.alittihad.ae/article/72532/2013/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%B0%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D9%87%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84|مسار أرشيف =https://web.archive.org/web/20200324014733/https://www.alittihad.ae/article/72532/2013/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%B0%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D8%AA%D9%86%D9%87%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%87%D8%B1%D9%82%D9%84| تاريخ أرشيف =[[24 مارس|24 آذار (مارس)]] [[2020]]م|عنوان= معركة ذات الصواري تُنهي سيطرة الروم على البحر المُتوسِّط بعد فرار خليفة هرقل|تاريخ= [[31 يوليو|31 تمُّوز (يوليو)]] [[2013]]م|موقع= [[الاتحاد (جريدة إماراتية)|جريدة الاتحاد]]|تاريخ الوصول=[[24 مارس|24 آذار (مارس)]] [[2020]]م}}</ref>

== فتح رودس ==

[[ملف:Greekfire-madridskylitzes1.jpg|تصغير|مُنمنمة روميَّة تُصوِّرُ سفينة تنفُثُ النار الإغريقيَّة. جعل هذا السلاح الكفَّة تميل لِصالح البيزنطيين خِلال الحصار الإسلامي الثاني لِلقُسطنطينيَّة، وكان من أهم أسباب إفشاله والحيلولة دون سُقُوط المدينة بِيد المُسلمين.]]

[[ملف:نشاط المسلمين البحري في الحوض الشرقي للبحر المتوسط.jpg|تصغير|خريطة توضح النشاط البحري الجهادي لِلمُسلمين في الحوض الشرقي لِلمُتوسِّط بما فيه حصارهم الأوَّل والثاني لِلقُسطنطينيَّة، وفُتُوحات الجُزر الأصغر.]]

=== حملة مسلمة بن عبد الملك ===

بعد أن أتمَّ المُسلمون فتح الجُزُر القريبة من ديار الإسلام، كقبرص ورودس وأرواد، أخذوا يُوسِّعون نطاق غزواتهم البحريَّة لِتصل إلى جُزرٍ أبعد، وكان في مُقدِّمتها جزيرة [[كريت|إقريطش (كريت)]]. كانت أولى المُحاولات الإسلاميَّة لِفتح الجزيرة المذكورة في عهد مُعاوية بن أبي سُفيان؛ فقد غزاها جُنادة بن أبي أُميَّة الأزدي، فلمَّا كان زمن [[الوليد بن عبد الملك]] فُتح بعضُها، ولكنَّها ما لبثت أن خرجت من تحت جناح الإسلام بعد سنواتٍ قلائل من غزو جُنادة، على إثر الفشل الذي انتهى إليه حصار المُسلمين الأوَّل لِلقُسطنطينيَّة في سنة [[60 هـ|60هـ]]. وتوقفت مُحاولات المُسلمين لِفتح هذه الجزيرة طيلة ما تبقَّى من العصر الأُموي. ولمَّا سقطت الدولة الأُمويَّة وقامت الدولة العبَّاسيَّة على أنقاضها، لم يتطلَّع الخُلفاء إلى غزو البحر حتَّى وُلِّي [[هارون الرشيد|هٰرون الرشيد]] أمر المُسلمين، فأرسل أمير البحار [[حميد بن معيوف الهمداني]] إلى إقريطش، ففتح بعض أنحائها، لكن لم يلبث أن انحسرت عنها السيطرة الإسلاميَّة بِرحيل الفاتحين.<ref name="الحارثي">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= الحارثي، الشريف مُحمَّد بن حُسين|عنوان= جزيرة كريت "إقريطش" والفتح الإسلامي: دراسة تاريخيَّة|صفحة= 2 - 5|سنة= [[2020]]|تاريخ الوصول= [[26 مارس|26 آذار (مارس)]] [[2020]]م|مكان= [[مكة|مكَّة]] - [[السعودية|السُعُوديَّة]]|مسار= https://www.researchgate.net/publication/339298910_jzyrt_kryt_aqrytsh_walfth_alaslamy_drast_tarykhyt_adad_d_alshryf_mhmd_bn_hsyn_alharthy | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200405213943/https://www.researchgate.net/publication/339298910_jzyrt_kryt_aqrytsh_walfth_alaslamy_drast_tarykhyt_adad_d_alshryf_mhmd_bn_hsyn_alharthy | تاريخ أرشيف = 5 أبريل 2020 }}</ref> بقيت إقريطش عصيَّة على المُسلمين حتَّى عهد [[عبد الله المأمون|المأمون]]، ففي هذه الفترة تمكَّنت جماعة من الأندلُسيين النازحين من بلادهم من السيطرة على الجزيرة وتثبيت حُكم الإسلام فيها. وتفصيلُ ذلك أنَّ جماعةٌ من مُسلمي [[الأندلس|الأندلُس]] كانت قد نزحت عن موطنها هربًا من بطش الأمير [[الحكم بن هشام]]، بعد أن ثار عليه العُلماء والفُقهاء لِما رأوه منه من قسوةٍ وخُرُوجٍ عن أحكام الدين، وحرَّضوا عامَّة الناس ضدَّه من على المنابر، واشتهرت هذه الثورة بِـ«[[وقعة الربض]]»، كونها خرجت من أهل الربض الجنوبي من [[قرطبة|قُرطُبة]]. لكنَّ الحكم تمكَّن من قمع الثورة ومزَّق شمل الثُوَّار وفتك بِكثيرٍ منهم، ثُمَّ أمر بِديارهم فهُدمت وأُحرقت، وأمر بِإخراج من بقي منهم من قُرطُبة، فهاجر بعضهم إلى [[المغرب الأقصى|المغرب]]، وقصد مُعظمهم الإسكندريَّة حيثُ استقرُّوا في ضواحيها، وكان ذلك في أوائل خلافة المأمون سنة [[200 هـ|200هـ]]. وكانت الأحوال في البلاد المصريَّة مُضطربة، إذ انتقلت إليها [[الفتنة الرابعة|الفتنة التي نشبت بين الأمين والمأمون]]؛ فانتهز الأندلُسيُّون المُهاجرون هذه الفُرصة، واستولوا على الإسكندريَّة بِمُعاونة أعراب [[محافظة البحيرة|البحيرة]]، وأسَّسوا فيها إمارة مُستقلَّة عن الدولة العبَّاسيَّة دامت أكثر من عشر سنوات.<ref name="الحارثي"/><ref name="القوطية">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن القوطية|ابن القوطية، أبو بكر مُحمَّد بن عُمر القُرطُبي]]|طبعة= الثانية|عنوان=تاريخ افتتاح الأندلُس|المجلد=المُجلَّد الثاني|صفحة= 68 - 69|سنة= [[1410 هـ|1410هـ]] - [[1989]]م|ناشر= دار الكتاب المصري ودار الكتاب اللُبناني|تاريخ الوصول= [[27 مارس|27 آذار (مارس)]] [[2020]]م|مسار= https://archive.org/stream/FP149781/02_149782#page/n67/mode/2up| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200405213956/https://archive.org/stream/FP149781/02_149782 | تاريخ أرشيف = 5 أبريل 2020 }}</ref><ref name="عنان3">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد عبد الله عنان|عنَّان، مُحمَّد عبدُ الله]]|عنوان= مواقف حاسمة في تاريخ الإسلام|طبعة= الخامسة|صفحة= 85 - 87|سنة= [[1417 هـ|1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= نشره ورثة المُؤلِّف|تاريخ الوصول= [[25 مارس|25 آذار (مارس)]] [[2020]]م|مسار= https://ia802803.us.archive.org/15/items/waq54136/54136.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200109180037/https://ia802907.us.archive.org/8/items/waq54136/54136.pdf | تاريخ أرشيف = 9 يناير 2020 }}</ref> ولمَّا استتبَّ الأمر لِلمأمون، أرسل أحد قادة جُيُوشه، وهو [[عبد الله بن طاهر|عبد الله بن طاهر الخُراساني]]، إلى مصر لِإعادة الأُمُور إلى نصابها، فأرسل إلى الأندلُسيين يُهددهم بِالحرب إن لم يدخلوا في الطاعة، فأجابوه إلى طلبه حقنًا لِلدماء، وخرجوا من الإسكندريَّة سنة [[212 هـ|212هـ]] المُوافقة لِسنة [[827]]م، وكانت جماعةً منهم قد أغارت قبل ذلك بِبضع سنواتٍ على إقريطش واستولت على ناحيةٍ منها وأقامت بها، فلم يرَ الأندلُسيُّون خيرًا من اللحاق بِرفاقهم وافتتاح الجزيرة التي خبروا ثرواتها وخيراتها وخصبها فيما سبق من غاراتهم وغارات المُسلمين قبلهم. خرجت هذه العصبة، وقوامها نحو عشرة آلاف مُقاتل في نحو أربعين سفينة بِقيادة جُندي وبحَّار جريء هو [[أبو حفص عمر البلوطي|أبو حفص عُمر بن عيسى]]، الذي اشتهر بِالبلوطي، ونزلوا شواطئ الجزيرة في أواخر سنة 212هـ المُوافقة لِسنة 827م، وانقضوا على قلبها، فلم تتمكَّن الحامية البيزنطيَّة من ردِّهم، فانسحبت تاركةً الجزيرة لهم. وأقام المُسلمون حيثُ نزلوا وأحاطوا مُعسكرهم بِخندقٍ ضخم، ونما هذا المُعسكر فيما بعد حتَّى أصبح مدينةً وعاصمة الجزيرة، وسُميت «[[كاندية|ربض الخندق]]» أو «الخندق» اختصارًا، وقد حرَّف الأوروپيُّون هذا الاسم فيما بعد فأصبح «كاندية».<ref name="الحارثي"/><ref name="عنان3"/>

[[ملف:Crete Nasa.jpg|تصغير|صورة ساتليَّة لِجزيرة إقريطش.]]

== الصراع البحري في بحر إيجة ==

بعد سقوط [[كريت|إقريطش]] في أيدي مُسلمي الأندلُس سنة 212هـ المُوافقة لِسنة 827م، أرسل الإمبراطور البيزنطي [[ميخائيل الثاني]] حملة بقيادة فوتينوس لِاسترداد الجزيرة، ولكن فشلت الحملة بِتحقيق هدفها.<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب | الأخير=Christides | الأول= Vassilios |عنوان=The Raids of the Moslems of Crete in the Aegean Sea: Piracy and Conquest | صحيفة=Byzantion | المجلد=51 |سنة=1981 |صفحة=89}}</ref> ثم تلتها حملة من 70 سفينة بقيادة كراتيروس، فشلت كسابقتها.<ref group="ْ">Makrypoulias, Christos G. (2000). Byzantine Expeditions against the Emirate of Crete c. 825–949. Graeco-Arabica. 7–8. pp. 347–362.</ref> ردَّ مُسلمو إقريطش بِغاراتٍ على ساحل [[تراقيا]] وجزر [[سيكلادس]]، ثم نجحوا في هزيمة الأُسطُول البيزنطي في [[معركة ثاسوس|معركة طاشوز]] سنة 214هـ المُوافقة لِسنة 829م.<ref group="ْ">Treadgold, Warren (1988). The Byzantine Revival, 780–842. Stanford, California: Stanford University Press. ISBN 978-0-8047-1462-4. pp. 268</ref> وفي سنة 259هـ المُوافقة لِسنة 873م، هاجم المُسلمون جزيرة [[وابية]] في بحر إيجة،<ref group="ْ">Gregory, Timothy E.; Ševčenko, Nancy Patterson (1991). "Euboea". In Kazhdan, Alexander (ed.). The Oxford Dictionary of Byzantium. Oxford and New York: Oxford University Press. pp. 736–737. ISBN 978-0-19-504652-6.</ref> لكنَّهم تعرَّضوا لِتدمير أُسطُولهم على يد أُسطول [[نيكيتاس أوريفاس]] في [[معركة كارديا]].<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Pryor|مؤلف1-الأول=John H.|مؤلف2-الأخير=Jeffreys|مؤلف2-الأول=Elizabeth M.|عنوان=The Age of the ΔΡΟΜΩΝ: The Byzantine Navy ca. 500–1204|مكان=Leiden, The Netherlands and Boston, Massachusetts|ناشر=Brill Academic Publishers|سنة=2006|isbn=978-90-04-15197-0|مسار= https://books.google.com/books?id=OJPfAAAAMAAJ|صفحة=61|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200401224743/https://books.google.com/books?id=OJPfAAAAMAAJ|تاريخ أرشيف=2020-04-01}}</ref>

== فتح صقلية وجنوب إيطاليا ==

== فتح مالطة ==

[[ملف:Mahmuna Tombstone.jpeg|تصغير|[[شاهد قبر ميمونة]] واحدة من المسلمين الذين بقوا في مالطة بعد أن استولى عليها النورمانديون سنة 483هـ/1090م، توفيت ميمونة بنت حسان الهُذلي سنة 569هـ/1174م.]]

بعد [[غزو النورمان لجنوب إيطاليا]] سنة 483هـ المُوافقة لِسنة 1090م، أصبحت مالطة هدفًا لِغزو ال[[نورمان]]، جهّز [[روجر الأول كونت صقلية]] أسطولاً السنة التالية،<ref group="ْ">{{استشهاد بدورية محكمة |مؤلف1-الأخير=Wettinger |مؤلف1-الأول=Godfrey |عنوان=The ‘Norman’ Heritage of Malta : GODFREY WETTINGER sifts the evidence surrounding Count Roger’s visit in 1091 |صحيفة=Treasures of Malta |تاريخ=1995 |المجلد=1 |العدد=3 |صفحة=34–39 |مسار=http://melitensiawth.com/incoming/Index/The%20Arabs%20in%20Malta/1995proc%20The%20Norman%20Heritage%20of%20Malta%20by%20G.%20Wettinger.pdf |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20171208003533/http://melitensiawth.com/incoming/Index/The%20Arabs%20in%20Malta/1995proc%20The%20Norman%20Heritage%20of%20Malta%20by%20G.%20Wettinger.pdf |تاريخ أرشيف=8 December 2017}}</ref><ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Dalli|مؤلف1-الأول=Charles|محرر1-الأخير=Cortis|محرر1-الأول=Toni|محرر2-الأخير=Gambin|محرر2-الأول=Timothy|عنوان=De Triremibus: Festschrift in honour of Joseph Muscat|تاريخ=2005|ناشر=Publishers Enterprises Group (PEG) Ltd|isbn=9789990904093|صفحة=273|مسار=http://melitensiawth.com/incoming/Index/The%20Arabs%20in%20Malta/2005%20Dalli.pdf|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20180102191402/http://melitensiawth.com/incoming/Index/The%20Arabs%20in%20Malta/2005%20Dalli.pdf|تاريخ أرشيف=2 January 2018|الفصل=The Siculo-African Peace and Roger I's Annexation of Malta in 1091}}</ref> فنزلوها وحاصروها إلَّا أنَّ أهلها قاوموا، ثُمَّ فاوض روجر أهلها على الاستسلام، واتفقوا على أن يرجع النورمان على يدفع المسلمون جزية سنويَّة من أموالٍ وخُيُولٍ وبغال، وإطلاق سراح الأسرى المسيحيين، وأن تكون مالطة تحت ولاية كونت صقلية النورماني،<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب |مؤلف1-الأخير=McDonald |مؤلف1-الأول=Neil |عنوان=Malta & Gozo – A Megalithic Journey |تاريخ=2016 |ناشر=Megalithic Publishing |isbn=9781326598358 |صفحات=67–72 |مسار= https://books.google.com/books?id=pPlEDAAAQBAJ&pg=PA67#v=onepage&q&f=false|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200323223724/https://books.google.com/books?id=pPlEDAAAQBAJ&pg=PA67#v=onepage&q&f=false|تاريخ أرشيف=2020-03-23}}</ref> وبِذلك انتهت تبعيَّة مالطة لِلحُكَّام المُسلمين، وإن بقي جانبٌ كبيرٌ من أهلها على الإسلام، كما تدل شواهد قُبُور المُسلمين فيها ومنها:<ref name="شكيب1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[شكيب أرسلان|أرسلان، شكيب]]|عنوان= تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المُتوسِّط|صفحة= 304|ناشر= دار الكُتُب العلميَّة|مكان= [[بيروت]]|مسار=https://archive.org/details/FP67255/page/n3/mode/1up?view=theater}}</ref>

يُعد أقدم ذكر لِغزوةٍ لِمُسلمين على قرسقة ما جاء في كتاب [[كودكس غوتانوس (كتاب)|تاريخ اللومبارديين]] عن تحرير [[بيبين الإيطالي|بيبان]] بن [[شارلمان]] لِقرسقة من الغُزاة المسلمين،<ref group="ْ">''Monumenta Germaniae Historica'', ''Scriptores rerum Langobardicarum et Italicarum saec. VI-IX'', p. 11.</ref> وكان ذلك في سنة 191هـ المُوافقة لِسنة 806م في عهد [[الحكم بن هشام|الحكم الربضي]]، لكنها لم تكن حملة رسميَّة أطلقتها الدولة، وإنَّما كانت غزوةً لِجماعةٍ من المُغامرين البحريين الأندلُسيين، الذين نجحوا في كسب الكثير من السبي والغنائم من تلك الغزوة. ثُمَّ عاودوا الكرّة بعد ذلك بِعامين مُستهدفين شواطئ قرسقة و[[سردينيا|سردانية]].<ref name="عنان1-266">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد عبد الله عنان|عنَّان، مُحمَّد عبدُ الله]]|عنوان= دولة الإسلام في الأندلس|المجلد=1|طبعة=الرابعة|صفحة= 266|سنة= [[1417 هـ|1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= مكتبة الخانجي|مكان=[[القاهرة]]|مسار=https://shamela.ws/book/1009/264|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20221223211303/https://shamela.ws/book/1009/264|تاريخ أرشيف=[[23 ديسمبر]] [[2022]]}}</ref> وفي سنة 213هـ المُوافقة لِسنة 828م<ref group="ْ">Tabacco, Giovanni (1989): The Struggle for Power in Medieval Italy: Structures and Political Rule. (Cambridge Medieval Textbooks.) Cambridge: Cambridge University Press, p. 181</ref> في عهد [[عبد الرحمن الأوسط|عبد الرحمٰن الأوسط]] [[الدولة الأموية في الأندلس|أمير قرطبة]]، هاجمت قُوَّة بحرية قرسقة، وغنموا منها الكثير.<ref name="الروض455"/> وفي سنة 323هـالمُوافقة لِسنة 935م، هاجمت سُفُن [[الدولة الفاطمية|الفاطميين]] قرسقة<ref group="ْ">Lev, Yaacov (2012). "A Mediterranean Encounter: The Fatimids and Europe, Tenth to Twelfth Centuries". In Ruthy Gertwagen; Elizabeth Jeffreys (eds.). Shipping, Trade and Crusade in the Medieval Mediterranean: Studies in Honour of John Pryor. Ashgate. pp. 134.</ref> في طريق عودتها بعد أن هاجموا مدينة [[جنوة]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن خلدون|ابن خلدون، أبو زيد وليُّ الدين عبد الرحمٰن بن مُحمَّد بن مُحمَّد]]|عنوان= العِبَر وديوان المُبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر|طبعة= الأولى|صفحة= 265|المجلد=4|سنة= [[1401 هـ|1401هـ]] - [[1981]]م|ناشر= دار الفكر|مكان= [[بيروت]]|مسار=https://shamela.ws/book/12320/2372|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20221223211904/https://shamela.ws/book/12320/2372|تاريخ أرشيف=[[23 ديسمبر]] [[2022]]}}</ref>

== فتح الجزائر الشرقيَّة (جُزر البليار) ==

=== تحت حكم الأمويين وملوك الطوائف ===

[[ملف:Location map Taifa of Denia.svg|تصغير|200بك|كانت الجزائر الشرقية جزء من [[طائفة دانية والجزائر الشرقية]] التي أسسها [[مجاهد العامري]] سنة 403هـ\1013م، حتى سقوط دانية في يد [[المقتدر بن هود]] سنة 468هـ\1076م، فحظيت باستقلالها لفترة من الزمن.]]

شهدت تلك الفترة بداية تشكّل [[ملوك الطوائف|ممالك الطوائف]] التي شهدت تناحر المتغلبين من الحكام على مدن ومناطق الأندلس المختلفة، وقد استغل [[مجاهد العامري]] الذي تغلّب على [[دانية (إسبانيا)|دانية]] تلك الاضطرابات، واستولى على الجزائر الشرقية سنة 405هـ\1015م، وضمّها إلى دولته الوليدة مؤسسًا [[طائفة دانية والجزائر الشرقية]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير الجزري، عزُّ الدين أبي الحسن عليّ بن أبي الكرم مُحمَّد بن مُحمَّد بن عبدُ الكريم بن عبد الواحد الشيباني]]|آخرون= [[عمر عبد السلام تدمري|عُمر عبد السلام تدمري]]|عنوان= الكامل في التاريخ|طبعة= الأولى|صفحة= 635|المجلد= 7|سنة= [[1417 هـ|1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= [[دار الكتاب العربي]]|مكان= [[بيروت]]|مسار=https://shamela.ws/book/21712/4366#p1|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20221224145618/https://shamela.ws/book/21712/4366|تاريخ أرشيف= [[24 ديسمبر]] [[2022]]|تاريخ الوصول= [[23 ديسمبر]] [[2022]]}}</ref> ظلت الجزائر الشرقية تحت حكم مجاهد العامري ومن بعده ابنه [[علي إقبال الدولة]] حتى سقطت عاصمتهم دانية في يد [[المقتدر بن هود]] سنة 468هـ\1076م، فاستقل عبد الله المرتضى الذي كان واليًا على الجزائر الشرقية من قِبَل علي إقبال الدولة بحكم الجزائر الشرقية،<ref name="الاكتفا1309">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن الكردبوس|ابن الكردبوس التوزري، أبو مروان عبد الملك بن مُحمَّد بن أبي القاسم]]|آخرون=تحقيق د. صالح بن عبد الله الغامدي|عنوان= الاكتفاء في أخبار الخُلفاء|طبعة= الأولى|صفحة= 1309|سنة= [[1429 هـ|1429هـ]] - [[2008]]م|ناشر= [[الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة]]|مكان= [[المدينة المنورة]]|مسار=https://archive.org/details/al-iktifa/page/n1313/mode/2up|isbn =9789960025940}}</ref> وبقي أميرًا عليها ونجح في صدّ هجمات الأساطيل الإيطالية والفرنجية والقطلانية<ref name="سالم204">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=سيسالم، عصام سالم|عنوان=جزر الأندلس المنسية (التاريخ الإسلامي لجزر البليار)|طبعة=الأولى|صفحة=204|سنة= [[1984]]|ناشر=[[دار العلم للملايين]]|مكان=[[بيروت]]|مسار=https://archive.org/details/josour.al.andlus/page/n211/mode/2up}}</ref> حتى وفاته سنة 486هـ\1092م، فخلفه مبشر بن سليمان، الذي نشطت في عهده غزوات البحارة المسلمين على الشواطيء الإيطالية.<ref name="عنان2-202">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد عبد الله عنان|عنَّان، مُحمَّد عبدُ الله]]|عنوان= دولة الإسلام في الأندلس|المجلد=2|طبعة=الرابعة|صفحة= 203|سنة= [[1417 هـ|1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= مكتبة الخانجي|مكان=[[القاهرة]]|مسار=https://shamela.ws/book/1009/903|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20221224152642/https://shamela.ws/book/1009/903|تاريخ أرشيف=[[24 ديسمبر]] [[2022]]}}</ref>

كانت تلك الغزوات التي انطلقت في عهد مبشر بن سليمان مصدرًا لقلق الجمهوريات الإيطالية التي كان جُلّ اعتمادها على النشاطات التجارية، إلا أن نجاح غارة سفن [[سيجورد الأول]] ملك النرويج سنة 502هـ\1109م على جزيرة فرمنتيرا الصغيرة وهي في طريقها للمشاركة في [[الحملة الصليبية النرويجية|الحملة النرويجية الصليبية]]، وقتلها لحاميتها، واستيلائها على ما في الجزيرة من أموال،<ref name="عنان2-211">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد عبد الله عنان|عنَّان، مُحمَّد عبدُ الله]]|عنوان= دولة الإسلام في الأندلس|المجلد=2|طبعة=الرابعة|صفحة= 211|سنة= [[1417 هـ|1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= مكتبة الخانجي|مكان=[[القاهرة]]|مسار=https://shamela.ws/book/1009/912|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20221224152915/https://shamela.ws/book/1009/912|تاريخ أرشيف=[[24 ديسمبر]] [[2022]]}}</ref> ثم مهاجمتها لجزيرتي منورقة ويابسة بنجاح، مما شكّل الدافع المحفّز لتلك الجمهوريات لتوجيه ضربة عسكرية للجزائر الشرقية.<ref group="ْ">Gary B. Doxey (1996), [http://index.scandinavianstudy.org/article/2727/Norwegian_Crusaders_and_the_Balearic_Islands "Norwegian Crusaders and the Balearic Islands"], ''Scandinavian Studies'', 10–1. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160630103020/http://index.scandinavianstudy.org/article/2727/Norwegian_Crusaders_and_the_Balearic_Islands |date=30 يونيو 2016}}</ref>

=== تحت حكم بني غانية ===

لما توفي إسحٰق بن غانية، خلفه ابنه [[محمد بن إسحاق بن غانية|محمد بن إسحٰق بن غانية]] الذي آثر الدخول تحت سلطان [[الدولة الموحدية]]، خاصة بعد سيطرة الموحدين على شرق الأندلس. إلا أن ذلك لم يرق لأبناء إسحٰق بن غانية، فاعتقلوا أخيهم وولّوا [[علي بن إسحاق بن غانية|علي بن إسحٰق بن غانية]] مكانه، ومنعوا [[علي بن ريفيرتير|علي بن الربرتير]] سفير الخليفة الموحدي [[أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن]] من مغادرة الجزائر الشرقية، ثم ما لبثوا لما بلغتهم أنباء [[حصار شنترين (1184)|حصار شنترين]] ومقتل الخليفة أبي يعقوب أن خلعوا طاعة الموحدين، وسجنوا سفير الخليفة الموحدي.<ref name="سالم350">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=سيسالم، عصام سالم|عنوان=جزر الأندلس المنسية (التاريخ الإسلامي لجزر البليار)|طبعة=الأولى|صفحة= 350|سنة= [[1984]]|ناشر=[[دار العلم للملايين]]|مكان=[[بيروت]]|مسار=https://archive.org/details/josour.al.andlus/page/n357/mode/2up}}</ref> بل واستغل بنو غانية اضطراب أحوال الموحدين، وجهزوا أسطولاً بقيادة علي بن إسحٰق بن غانية من 32 سفينة تحمل 200 فارس وأربعة آلاف راجل هاجموا به [[إفريقية]]، واستولوا على [[بجاية]] في [[6 شعبان]] [[580 هـ|580هـ]] المُوافق فيه [[18 نوفمبر|18 تشرين الثاني (نوڤمبر)]] [[1184]]م،<ref name="المعجب346">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[عبد الواحد المراكشي|المُرَّاكشي، مُحيي الدين عبد الواحد بن علي التميمي]]|آخرون=تحقيق الدكتور صلاح الدين الهواري|عنوان= المعجب في تلخيص أخبار المغرب من لدن فتح الأندلس إلى آخر عصر الموحدين|طبعة= الأولى|صفحة= 198|سنة= [[1426 هـ|1426هـ]] - [[2006]]م|ناشر= المكتبة العصرية|مكان= [[صيدا]] و[[بيروت]]|مسار=https://shamela.ws/book/8559/207#p1|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20221224165846/https://shamela.ws/book/8559/207|تاريخ أرشيف=[[24 ديسمبر]] [[2022]]}}</ref> ثم استولى بنو غانية على [[الجزائر (مدينة)|جزائر بني مزغنة]] و[[مليانة]] و[[مازونة]] و[[آشير]] و[[قلعة بني حماد]]،<ref name="عنان3-150">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد عبد الله عنان|عنَّان، مُحمَّد عبدُ الله]]|عنوان= دولة الإسلام في الأندلس|المجلد=4|طبعة=الرابعة|صفحة= 150|سنة= [[1417 هـ|1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= مكتبة الخانجي|مكان=[[القاهرة]]|مسار=https://shamela.ws/book/1009/1873|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20221224170357/https://shamela.ws/book/1009/1873|تاريخ أرشيف=[[24 ديسمبر]] [[2022]]}}</ref> ثم حاصروا [[قسنطينة]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير الجزري، عزُّ الدين أبي الحسن عليّ بن أبي الكرم مُحمَّد بن مُحمَّد بن عبدُ الكريم بن عبد الواحد الشيباني]]|آخرون= [[عمر عبد السلام تدمري|عُمر عبد السلام تدمري]]|عنوان= الكامل في التاريخ|طبعة= الأولى|صفحة= 483|المجلد= 9|سنة= [[1417 هـ|1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= [[دار الكتاب العربي]]|مكان= [[بيروت]]|مسار=https://shamela.ws/book/21712/5712#p1|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20221224180419/https://shamela.ws/book/21712/5712|تاريخ أرشيف= [[23 ديسمبر]] [[2022]]|تاريخ الوصول= [[23 ديسمبر]] [[2022]]}}</ref>