ابن قيم الجوزية: الفرق بين النسختين

أُضيف 1٬900 بايت ، ‏ 17 فبراير

لا يوجد ملخص تحرير

مرئينص الويكي

عبود السكاف

بيروقراطيون، ‏بوتات النقاشات الهيكلية، ‏إداريو الواجهة، ‏إداريو مصادقات التسليم، ‏مزيلون، ‏إداريون

4٬869

تعديل

@@ سطر 1: / سطر 1: @@
 {{عن|ابن قيّم الجوزية||ابن الجوزي (توضيح)}}
 {{معلومات عالم مسلم
-| سابقة تشريفية       = الإمام
+| سابقة تشريفية = الإمام
-| الاسم                = ابن قيّم الجوزية
+| الاسم = ابن قيّم الجوزية
-| الاسم الأصلي          = أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي
+| الاسم الأصلي = أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي
-| الصورة              = ابن قيم الجوزية.png
+| الصورة = ابن قيم الجوزية.png
-| تاريخ الولادة        = [[7 صفر]] [[691 هـ|691هـ]]/[[28 يناير]] [[1292]]م
+| تاريخ الولادة = [[7 صفر]] [[691 هـ|691هـ]]/[[28 يناير]] [[1292]]م
-| مكان الولادة         = [[إزرع|زرع]] أو [[دمشق]]، [[بلاد الشام]]
+| مكان الولادة = [[إزرع|زرع]] أو [[دمشق]]، [[بلاد الشام]]
-| تاريخ الوفاة        = [[13 رجب]] [[751 هـ|751هـ]]/[[15 سبتمبر]] [[1350]]م
+| تاريخ الوفاة = [[13 رجب]] [[751 هـ|751هـ]]/[[15 سبتمبر]] [[1350]]م
-| مكان الدفن          = [[مقبرة الباب الصغير]]
+| مكان الدفن = [[مقبرة الباب الصغير]]
-| الجنسية             = لا
+| الجنسية = لا
-| عرقية               = [[عرب]]ي
+| عرقية = [[عرب]]ي
-| المواطنة            = لا
+| المواطنة = لا
-| الاهتمامات الرئيسية  = [[الحديث النبوي|الحديث]]، [[فقه إسلامي|الفقه الإسلامي]]، [[أصول الفقه]]، [[عقيدة إسلامية|العقيدة الإسلامية]]
+| الاهتمامات الرئيسية = [[الحديث النبوي|الحديث]]، [[فقه إسلامي|الفقه الإسلامي]]، [[أصول الفقه]]، [[عقيدة إسلامية|العقيدة الإسلامية]]
-| العصر               = [[الدولة المملوكية|المملوكي]]
+| العصر = [[الدولة المملوكية|المملوكي]]
-| لقب                 = [[شيخ الإسلام]]<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=بكر أبو زيد|عنوان=الجامع لسيرة شيخ الإسلام بن تيمية|مسار= https://books.google.com.sa/books?id=Ptyr1wV7thcC&pg=PT22&dq=شيخ+الإسلام+ابن+قيم+الجوزية&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwiel8-AyNbYAhVJ6xQKHfAMBVsQ6AEISDAG#v=onepage&q=%D8%B4%D9%8A%D8%AE%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D8%A8%D9%86%20%D9%82%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%A9&f=false|صفحة=ف|سنة=1420هـ/2000م|ناشر=دار عالم الفوائد|مكان=الرياض-السعودية|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200306171818/https://books.google.com.sa/books?id=Ptyr1wV7thcC&pg=PT22&dq=شيخ+الإسلام+ابن+قيم+الجوزية&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwiel8-AyNbYAhVJ6xQKHfAMBVsQ6AEISDAG#v=onepage&q=%D8%B4%D9%8A%D8%AE%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D8%A8%D9%86%20%D9%82%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%A9&f=false|تاريخ أرشيف=2020-03-06}}</ref>
+| لقب = [[شيخ الإسلام]]<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=بكر أبو زيد|عنوان=الجامع لسيرة شيخ الإسلام بن تيمية|مسار= https://books.google.com.sa/books?id=Ptyr1wV7thcC&pg=PT22&dq=شيخ+الإسلام+ابن+قيم+الجوزية&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwiel8-AyNbYAhVJ6xQKHfAMBVsQ6AEISDAG#v=onepage&q=%D8%B4%D9%8A%D8%AE%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D8%A8%D9%86%20%D9%82%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%A9&f=false|صفحة=ف|سنة=1420هـ/2000م|ناشر=دار عالم الفوائد|مكان=الرياض-السعودية|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200306171818/https://books.google.com.sa/books?id=Ptyr1wV7thcC&pg=PT22&dq=شيخ+الإسلام+ابن+قيم+الجوزية&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwiel8-AyNbYAhVJ6xQKHfAMBVsQ6AEISDAG#v=onepage&q=%D8%B4%D9%8A%D8%AE%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D8%A8%D9%86%20%D9%82%D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%A9&f=false|تاريخ أرشيف=2020-03-06}}</ref>
-| تأثر بـ             = [[ابن تيمية]]
+| تأثر بـ = [[ابن تيمية]]
-| أثر في              = [[ابن رجب الحنبلي]]
+| أثر في = [[ابن رجب الحنبلي]]
-| مذهب                = [[حنابلة|الحنبلي]]
+| مذهب = [[حنابلة|الحنبلي]]
-| الأب                 = [[أبو بكر قيم الجوزية]]
+| الأب = [[أبو بكر قيم الجوزية]]
+| أعمال ملحوظة = [[قائمة مؤلفات ابن قيم الجوزية]]
 }}
-'''أَبُو عَبْدِ الله شَمْسُ الدَِينِ مُحَمَّدٌ بْنُ أَبِي بَكرٍ بْنُ أَيُّوبَ بْنُ سَعْدٍ بْنُ حُرَيْزٍ الزُّرْعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ''' ([[691 هـ|691هـ]] - [[751 هـ|751هـ]]/[[1292]]م - [[1350]]م) المعروف باسم '''«اِبْنِ قَيّمِ الجَوْزِيَّةِ»''' أو '''«اِبْنِ القَيّمِ»'''. هُوَ [[فقيه]] و[[محدث|محدّث]] و[[علم التفسير|مفسَر]] [[عالم (إسلام)|وعالم مسلم]] [[اجتهاد (إسلام)|مجتهد]] وواحد من أبرز أئمّة [[حنابلة|المذهب الحنبلي]] في النصف الأول من [[قرن 8 هـ|القرن الثامن الهجري]]. نشأ ابن القيم [[حنابلة|حنبليّ المذهب]]؛ فقد كان والده «[[أبو بكر قيم الجوزية|أبو بكر بن أيوب الزرعي]]» قيّماً على «[[المدرسة الجوزية]] الحنبلية»،{{للهامش|1}} وعندما [[شباب|شبَّ]] واتّصل بشيخه [[ابن تيمية|ابن تيميّة]] حصل تحوّل بحياته العلمية، فأصبح لا يلتزم في آرائه وفتاويه بما جاء في المذهب الحنبلي إلا عن اقتناع وموافقة الدليل من [[القرآن|الكتاب]] و[[الحديث النبوي|السنة]] ثم على آراء [[الصحابة]] وآثار [[سلف (إسلام)|السلف]]، ولهذا يعتبره العلماء أحد [[اجتهاد (إسلام)|المجتهدين]].
+'''أَبُو عَبْدِ الله شَمْسُ الدَِينِ مُحَمَّدٌ بْنُ أَبِي بَكرٍ بْنُ أَيُّوبَ بْنُ سَعْدٍ بْنُ حُرَيْزٍ الزُّرْعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ''' ([[691 هـ|691هـ]] - [[751 هـ|751هـ]]/[[1292]]م - [[1350]]م) المعروف باسم «'''اِبْنِ قَيّمِ الجَوْزِيَّةِ'''» أو «'''اِبْنِ القَيّمِ'''». هُوَ [[فقيه]] و[[محدث|محدّث]] و[[علم التفسير|مفسَر]] [[عالم (إسلام)|وعالم مسلم]] [[اجتهاد (إسلام)|مجتهد]] وإمام من أبرز أئمّة [[حنابلة|المذهب الحنبلي]] في النصف الأول من [[قرن 8 هـ|القرن الثامن الهجري]]. نشأ ابن القيم حنبليّ المذهب؛ فقد كان والده «[[أبو بكر قيم الجوزية|أبو بكر بن أيوب الزرعي]]» قيّماً على «[[المدرسة الجوزية]] الحنبلية»،{{للهامش|1}} وعندما [[شباب|شبَّ]] واتّصل بشيخه [[ابن تيمية|ابن تيميّة]] حصل تحوّل بحياته العلمية، فأصبح لا يلتزم في آرائه وفتاويه بما جاء في المذهب الحنبلي إلا عن اقتناع وموافقة الدليل من [[القرآن|الكتاب]] و[[الحديث النبوي|السنة]] ثم على آراء [[الصحابة]] وآثار [[سلف (إسلام)|السلف]]، ولهذا يعتبره العلماء أحد المجتهدين.
-وُلد ابن القيم سنة [[691 هـ]] المُوافِقة لسنة [[1292]]م، فنشأ في مدينة [[دمشق]]، واتجه لطلب العلم في سن مبكرة، فأخذ عن عدد كبير من الشيوخ في مختلف العلوم منها [[علم التفسير|التفسير]] وال[[الحديث النبوي|حديث]] وال[[فقه إسلامي|فقه]] و[[اللغة العربية|العربية]]، وقد كان [[ابن تيمية]] أحد أبرز شيوخه، حيث التقى به في سنة [[712 هـ|712هـ]]/[[1313]]م، فلازمه حتى وفاته في سنة [[728]]هـ/[[1328]]م، فأخذ عنه علماً جمّاً واتسع مذهبُه ونصرَه وهذّبَ كتبه، وقد كانت مدة ملازمته له سبعة عشر عاماً تقريباً. وقد تولى ابن قيم الجوزية الإمامة في «المدرسة الجوزية»، والتدريس في «المدرسة الصدرية» في سنة [[743 هـ|743هـ]].
+وُلد ابن القيم سنة [[691 هـ|691هـ]] المُوافِقة لسنة [[1292]]م، فنشأ في مدينة [[دمشق]]، واتجه لطلب العلم في سن مبكرة، فأخذ عن عدد كبير من الشيوخ في مختلف العلوم منها [[علم التفسير|التفسير]] و[[الحديث النبوي|الحديث]] وال[[فقه إسلامي|فقه]] و[[اللغة العربية|العربية]]، وقد كان [[ابن تيمية]] أحد أبرز شيوخه، حيث التقى به في سنة [[712 هـ|712هـ]]/[[1313]]م، فلازمه حتى وفاته في سنة [[728]]هـ/[[1328]]م، فأخذ عنه علماً جمّاً واتسع مذهبُه ونصرَه وهذّبَ كتبه، وقد كانت مدة ملازمته له سبعة عشر عاماً تقريباً. وقد تولى ابن قيم الجوزية [[إمام|الإمامة]] في «المدرسة الجوزية»، والتدريس في «المدرسة الصدرية» في سنة [[743 هـ|743هـ]].
-سُجن ابن القيم مع [[ابن تيمية]] في شهر [[شعبان]] سنة [[726 هـ|726هـ]]/[[1326]]م بسبب إنكاره لشدّ الرحال لزيارة القبور، وأوذي بسبب هذا، فقد ضُرب بالدرة وشُهِّر به على حمار. وأفرج عنه في يوم [[20 ذو الحجة]] سنة [[728 هـ|728هـ]] وكان ذلك بعد وفاة ابن تيمية بمدة. ويذكر المؤرخون أنه قد جرت له مشاكل مع القضاة منها في شهر [[ربيع الأول]] سنة [[746 هـ|746هـ]] بسبب فتواه بجواز إجراء السباق بين الخيل بغير مُحَلِّل. وكذلك حصلت له مشاكل مع القضاة بسبب فتواه بمسألة أن الطلاق الثلاث بكلمة واحدة يقع طلقة واحدة. وتوفي في [[13 رجب]] سنة [[751 هـ|751هـ]] وعمره ستون سنة، ودُفن [[مقبرة الباب الصغير|بمقبرة الباب الصغير]] ب[[دمشق]].
+سُجن ابن القيم مع [[ابن تيمية]] في [[تقويم هجري|شهر]] [[شعبان]] سنة [[726 هـ|726هـ]]/[[1326]]م بسبب إنكاره لشدّ الرحال لزيارة القبور، وأوذي بسبب هذا، فقد ضُرب بالدِّرَّة ([[سوط|السوط]]) وشُهِّر به على [[حمار]]. وأفرج عنه في يوم [[20 ذو الحجة]] سنة [[728 هـ|728هـ]] وكان ذلك بعد وفاة [[ابن تيمية]] بمدة. ويذكر [[مؤرخ|المؤرخون]] أنه قد جرت له مشاكل مع القضاة منها في شهر [[ربيع الأول]] سنة [[746 هـ|746هـ]] بسبب [[فتوى|فتواه]] بجواز إجراء السباق بين الخيل بغير مُحَلِّل. وكذلك حصلت له مشاكل مع [[القاضي في الإسلام|القضاة]] بسبب فتواه بمسألة أن [[طلاق|الطلاق]] الثلاث بكلمة واحدة يقع طلقة واحدة. وتوفي في [[13 رجب]] سنة [[751 هـ|751هـ]] وعمره ستون سنة، ودُفن [[مقبرة الباب الصغير|بمقبرة الباب الصغير]] ب[[دمشق]].
-سار ابن القيم على نهج شيخه ابن تيمية في [[عقيدة إسلامية|العقيدة]]، كما كان له آراء خاصة في الفقه و[[أصول الفقه|أصوله]] و[[علم مصطلح الحديث|مصطلح الحديث]] وغير ذلك من المسائل. واشتهر بمؤلفاته في العقيدة و[[فقه إسلامي|الفقه]] و[[علم التفسير|التفسير]] والتزكية و[[علم النحو|النحو]] بالإضافة إلى [[شعر عربي|القصائد الشعرية]].
+سار ابن القيم على نهج شيخه [[ابن تيمية]] في [[عقيدة إسلامية|العقيدة]]، كما كان له آراء خاصة في الفقه و[[أصول الفقه|أصوله]] و[[علم مصطلح الحديث|مصطلح الحديث]] وغير ذلك من المسائل. واشتهر بمؤلفاته في العقيدة والفقه والتفسير والتزكية و[[علم النحو|النحو]] بالإضافة إلى [[شعر عربي|القصائد الشعرية]].
-كان لابن قيم الجوزية تأثير كبير في عصره، فيشير المؤرخون إلى أخْذ الكثيرين العلمَ على يديه. وكذلك برز أثره إلى جانب شيخه [[ابن تيمية]] في أماكن متفرقة من [[العالم الإسلامي]] في وقت لاحق، فكانت حركة [[محمد بن عبد الوهاب]] التي ظهرت في [[قرن 12 هـ|القرن الثاني عشر الهجري]] امتداداً لدعوة ابن تيمية، وكان محمد بن عبد الوهاب يعتني اعتناء كاملًا بكتبه وكتب ابن القيم، وكذلك الحال بالنسبة ل[[محمد رشيد رضا]]. وفي [[شبه القارة الهندية]] برز أثر كتبهما أيضاً في عديد من طلبة العلم ونُشرت كتبهما على أيدي العلماء هناك.
+كان لابن قيم الجوزية تأثير كبير في عصره، فيشير المؤرخون إلى أخْذ الكثيرين العلمَ على يديه. وكذلك برز أثره إلى جانب شيخه [[ابن تيمية]] في أماكن متفرقة من [[العالم الإسلامي]] في وقت لاحق، فكانت حركة [[محمد بن عبد الوهاب]] التي ظهرت في [[قرن 12 هـ|القرن الثاني عشر الهجري]] امتداداً لدعوة [[ابن تيمية]]، وكان [[محمد بن عبد الوهاب]] يعتني اعتناء كاملًا بكتبه و<nowiki/>[[كتاب|كتب]] ابن القيم، وكذلك الحال بالنسبة ل[[محمد رشيد رضا]]. وفي [[شبه القارة الهندية]] برز أثر كتبهما أيضاً في عديد من طلبة العلم ونُشرت كتبهما على أيدي العلماء هناك.
-== بداياته ==
+== نسبه وعائلته ==
-=== اسمه ونسبه ===
+=== نسبه ===
 [[ملف:أبو بكر قيم الجوزية.png|تصغير|[[أبو بكر قيم الجوزية]] والد ابن القيم، أخذ عنه علم الفرائض.]]
 هو: {{اقتباس مضمن|أَبُو عَبْدِ الله شَمْسُ الدَّينَ مُحَمَّدُ بْنْ أَبِي بَكرِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سَعْدِ بْنِ حرَيزْ بْنِ مَكيّ زِينْ الدِيّنْ.}} الزُّرْعِيَّ نسبة إلى مدينة [[إزرع|زرع]] (وهي تسمى اليوم إزرع) ثم الدَّمَشْقِيَّ الْحَنْبَلِيَّ.<ref name="ia801307.us.archive.org">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن رجب الحنبلي|عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي]]|مؤلف2=تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين|عنوان=كتاب الذيل على طبقات الحنابلة، الجزء الخامس من سنة 701 إلى سنة 751هـ|مسار=https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf|صفحة=170-171|سنة=1425هـ/2005م|ناشر=مكتبة العبيكان|مكان=الرياض-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204638/https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[شمس الدين الذهبي]]|مؤلف2=تحقيق: أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول|عنوان=كتاب ذيول العبر في خبر من غبر، الجزء الرابع من سنة 701 إلى سنة 764|مسار=https://ia802700.us.archive.org/0/items/FP72833/04_72836.pdf|صفحة=155|سنة=1405هـ/1985م|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200110050355/https://ia802700.us.archive.org/0/items/FP72833/04_72836.pdf | تاريخ أرشيف = 10 يناير 2020 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن العماد الحنبلي]]|مؤلف2=تحقيق وتعليق: محمود الأرناؤوط. إشراف وتخريج الأحاديث: عبد القادر الأرناؤوط|عنوان=كتاب شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب، المجلد الثامن من سنة 701 إلى سنة 800هـ|مسار=https://ia800902.us.archive.org/23/items/WAQ8335/shda08.pdf|صفحة=287|سنة=1413هـ/1992م|ناشر=دار ابن كثير|مكان=دمشق-سوريا| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200523183432/https://ia800902.us.archive.org/23/items/WAQ8335/shda08.pdf | تاريخ أرشيف = 23 مايو 2020 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن حجر العسقلاني]]|عنوان=كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، السفر الثاني|مسار=http://ia600505.us.archive.org/22/items/waq11884/02_11885.pdf|صفحة=326|سنة=1349هـ|ناشر=[[دائرة المعارف العثمانية]]|مكان=[[حيدر آباد]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204715/http://ia600505.us.archive.org/22/items/waq11884/02_11885.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> وقَد جاء في كتاب «التاج المكلّل» ل[[محمد صديق خان|صديق خان القنوجي]] نسبته «الدرعي»،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[محمد صديق خان|محمد صديق حسن خان القنوجي البخاري (المتوفى سنة: 1308هـ/1890م)]]|عنوان=كتاب التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول|مسار=https://ia802506.us.archive.org/11/items/WAQ86644/86644.pdf|صفحة=409|سنة=1428هـ/2007م|ناشر=وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية|مكان=قطر| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20150318074009/https://ia802506.us.archive.org/11/items/WAQ86644/86644.pdf | تاريخ أرشيف = 18 مارس 2015 }}</ref> ويذكر [[بكر بن عبد الله أبو زيد]] أن هذا خطأ ولعله تطبيع، وجاء في كتاب «[[البداية والنهاية]]» ل[[ابن كثير الدمشقي]] نسبة والده «الذرعي»،<ref name="ابن كثير-110" /> ويذكر أبو زيد أيضًا أن هذا خطأ ولعله تطبيع.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=20|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
-اشتهر شمس الدين محمد بلقب '''ابن قيم الجوزية''' ويُختصر فيقال '''ابن القيم'''، وتتفق كتب التراجم أن سبب شهرته بهذا الاسم هو أن والده «[[أبو بكر قيم الجوزية|أبا بكر بن أيوب الزرعي]]» كان قيمًا على «المدرسة الجوزية»{{للهامش|1}} الواقعة بمدينة [[دمشق]] مدةً من الزمن، فاشتهر بعد ذلك بلقب «قيم الجوزية» واشتهرت من بعده ذريته بهذا الاسم. وقد درج المترجمون له وفيهم تلامذته على هذا الاسم «ابن قيم الجوزية». ومنهم [[ابن رجب الحنبلي]] و[[صلاح الدين الصفدي|الصفدي]] و[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] و[[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]. واختصار اسمه بقول '''ابن القيم''' فهو شائع والأكثر اشتهارًا اليوم. وقد كان مشهوراً عند بعض العلماء المتأخرين ك[[ابن حجر العسقلاني]] و[[جلال الدين السيوطي]].<ref name="ابن كثير-110">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=110|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=23-26|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
+اشتهر شمس الدين محمد بلقب '''ابن قيم الجوزية''' ويُختصر فيقال '''ابن القيم'''، وتتفق كتب التراجم أن سبب شهرته بهذا الاسم هو أن والده «[[أبو بكر قيم الجوزية|أبا بكر بن أيوب الزرعي]]» كان قيمًا على «المدرسة الجوزية»{{للهامش|1}} الواقعة بمدينة دمشق مدةً من الزمن، فاشتهر بعد ذلك بلقب «قيم الجوزية» واشتهرت من بعده ذريته بهذا الاسم. وقد درج المترجمون له وفيهم تلامذته على هذا الاسم «ابن قيم الجوزية». ومنهم [[ابن رجب الحنبلي]] و[[صلاح الدين الصفدي|الصفدي]] وابن كثير و[[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]. واختصار اسمه بقول '''ابن القيم''' فهو شائع والأكثر اشتهارًا اليوم. وقد كان مشهوراً عند بعض العلماء المتأخرين ك[[ابن حجر العسقلاني]] و[[جلال الدين السيوطي]].<ref name="ابن كثير-110">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=110|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=23-26|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
 === عائلته ===
-عائلة «آل القيم» عائلة علمية، فوالده هو «[[أبو بكر قيم الجوزية|أبو بكر بن أيوب بن سعد الزرعي]]» الذي كان قيّماً على «المدرسة الجوزية» ب[[دمشق]]، وقد كان هو نفسه أحد معلمي ابنه وشيوخه، فقد أخذ منه ابنه ابن القيم علم الفرائض. وأخوه هو '''«أبو الفرج زين الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن أيوب الزرعي»''' ولد سنة [[693 هـ|693هـ]] أي أنه أصغر من ابن القيم بنحو سنتين، وقد كان هو الآخر عالماً، وقد كان [[ابن رجب الحنبلي|ابن رجب]] أحد تلامذته، وقد تفرّد بالرواية عن شيخه «الشهاب العابر». ومن عائلته أيضًا ابن أخيه '''«عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن زين الدين عبد الرحمن»''' الذي اقتنى أكثر مكتبة عمه ابن القيم، وتوفي سنة [[799 هـ|799هـ]]. ومن أبنائه الذين تُرجم لهم، ابنه «شرف الدين، وجمال الدين عبد الله» وقد كان عالماً وخطيباً، وقد درَّس في المدرسة الصدرية عقب وفاة والده، توفي شاباً في سنة [[756 هـ|756هـ]] وعمره ثلاث وثلاثون سنة. وابنه «[[برهان الدين بن شمس الدين بن قيم الجوزية|برهان الدين إبراهيم]]»، وقد أفتى ودرَّس بالمدرسة الصدرية، وقد كان عارفاً بال[[علم النحو|نحو]] وله شرح ل[[ألفية ابن مالك]] سماه «إرشاد السالك إلى حل ألفيّة ابن مالك». وكانت وفاته سنة [[767 هـ|767هـ]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=جمال بن محمد السيد|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-109|صفحة=90 إلى 95|سنة=1424هـ/2004م|ناشر=عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية|مكان=المدينة المنورة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180111164922/http://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-109 | تاريخ أرشيف = 11 يناير 2018 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=38 إلى 40|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
+عائلة «آل القيم» عائلة علمية، فوالده هو «'''أبو بكر بن أيوب بن سعد [[إزرع|الزرعي]]'''» الذي كان قيّماً على «المدرسة الجوزية» ب[[دمشق]]، وقد كان هو نفسه أحد معلمي ابنه وشيوخه، فقد أخذ منه ابنه ابن القيم علم الفرائض. وأخوه هو «'''أبو الفرج زين الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن أيوب [[إزرع|الزرعي]]'''» ولد سنة [[693 هـ|693هـ]] أي أنه أصغر من ابن القيم بنحو سنتين، وقد كان هو الآخر عالماً، وقد كان ابن رجب أحد تلامذته، وقد تفرّد بالرواية عن شيخه «الشهاب العابر». ومن عائلته أيضًا ابن أخيه «'''عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن زين الدين عبد الرحمن'''» الذي اقتنى أكثر مكتبة عمه ابن القيم، وتوفي سنة [[799 هـ|799هـ]]. ومن أبنائه الذين تُرجم لهم، ابنه «'''شرف الدين'''، و'''جمال الدين عبد الله'''» وقد كان عالماً وخطيباً، وقد درَّس في المدرسة الصدرية عقب وفاة والده، توفي شاباً في سنة [[756 هـ|756هـ]] وعمره ثلاث وثلاثون سنة. وابنه «'''[[برهان الدين بن شمس الدين بن قيم الجوزية|برهان الدين إبراهيم]]'''»، وقد أفتى ودرَّس بالمدرسة الصدرية، وقد كان عارفاً بالنحو وله شرح ل[[ألفية ابن مالك]] سماه «[[إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك|إرشاد السالك إلى حل ألفيّة ابن مالك]]». وكانت وفاته سنة [[767 هـ|767هـ]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=جمال بن محمد السيد|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-109|صفحة=90 إلى 95|سنة=1424هـ/2004م|ناشر=عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية|مكان=المدينة المنورة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180111164922/http://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-109 | تاريخ أرشيف = 11 يناير 2018 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=38 إلى 40|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
-=== مولده ===
+== مولده ==
 {{خريطة مواقع| سوريا
 | width = 250
@@ سطر 52: / سطر 54: @@
 | lon_deg = 36| lon_min = 15| lon_sec = 00<!-- default: lon_dir = E -->
 }}
-تتفق كتب التراجم على أن ابن القيم ولد في سنة [[691 هـ|691هـ]]/[[1292]]م، وقد حدّد يوم ولادته بالتحديد «[[صلاح الدين الصفدي]]» في كتابه «[[الوافي بالوفيات]]» فبين أن ولادته في يوم [[7 صفر]] سنة [[691 هـ|691هـ]] الموافق ليوم [[28 يناير]] [[1292]]م.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[صلاح الدين الصفدي]]|مؤلف2=تحقيق: أحمد الأرناؤوط - تركي مصطفى|عنوان=كتاب الوافي بالوفيات، الجزء الثاني (محمد بن إبراهيم بن عمر - محمد بن الحسين بن محمد)|مسار=http://ia800509.us.archive.org/9/items/FP49931/wafiw02.pdf|صفحة=195|سنة=1420هـ/2000م|ناشر=دار إحياء التراث العربي|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204731/http://ia800509.us.archive.org/9/items/FP49931/wafiw02.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> وقد تابعه على ذلك «[[شمس الدين الداودي|الداودي]]»،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=الحافظ شمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداوودي|مؤلف2=تحقيق: لجنة من العلماء بإشراف الناشر|عنوان=كتاب طبقات المفسرين، الجزء الثاني|مسار=http://ia800607.us.archive.org/8/items/waq4131waq/02_4132.pdf|صفحة=94|سنة=1403هـ/1983م|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200110050414/http://ia800607.us.archive.org/8/items/waq4131waq/02_4132.pdf | تاريخ أرشيف = 10 يناير 2020 }}</ref> و«[[جلال الدين السيوطي]]»،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[جلال الدين السيوطي]]|مؤلف2=تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم|عنوان=كتاب بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، الجزء الأول|مسار=https://ia802902.us.archive.org/13/items/FP12042/01_12042.pdf|صفحة=62|سنة=1384هـ/1964م|ناشر=مطبعة عيسى البابي الحلبي|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200523183513/https://ia802902.us.archive.org/attachpdf.php?file=/13/items/FP12042/01_12042.pdf | تاريخ أرشيف = 23 مايو 2020 }}</ref> و«[[ابن تغري|ابن تغري بردي]]».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن تغري|ابن تغري بردي]]|مؤلف2=تحقيق: محمد محمد أمين|عنوان=كتاب المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي، الجزء التاسع|مسار=http://ia800607.us.archive.org/2/items/waq38101_211/09_125261.pdf|صفحة=241|سنة=1423هـ/2002م|ناشر=مطبعة دار الكتب والوثائق القومية|مكان=القاهرة-مصر| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204704/http://ia800607.us.archive.org/2/items/waq38101_211/09_125261.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref>
+تتفق كتب التراجم على أن ابن القيم ولد في سنة [[691 هـ|691هـ]]/[[1292]]م، وقد حدّد يوم ولادته بالتحديد [[صلاح الدين الصفدي]] في كتابه «[[الوافي بالوفيات]]» فبين أن ولادته في يوم [[7 صفر]] سنة [[691 هـ|691هـ]] الموافق ليوم [[28 يناير]] [[1292]]م.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[صلاح الدين الصفدي]]|مؤلف2=تحقيق: أحمد الأرناؤوط - تركي مصطفى|عنوان=كتاب الوافي بالوفيات، الجزء الثاني (محمد بن إبراهيم بن عمر - محمد بن الحسين بن محمد)|مسار=http://ia800509.us.archive.org/9/items/FP49931/wafiw02.pdf|صفحة=195|سنة=1420هـ/2000م|ناشر=دار إحياء التراث العربي|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204731/http://ia800509.us.archive.org/9/items/FP49931/wafiw02.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> وقد تابعه على ذلك «[[شمس الدين الداودي|الداودي]]»،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=الحافظ شمس الدين محمد بن علي بن أحمد الداوودي|مؤلف2=تحقيق: لجنة من العلماء بإشراف الناشر|عنوان=كتاب طبقات المفسرين، الجزء الثاني|مسار=http://ia800607.us.archive.org/8/items/waq4131waq/02_4132.pdf|صفحة=94|سنة=1403هـ/1983م|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200110050414/http://ia800607.us.archive.org/8/items/waq4131waq/02_4132.pdf | تاريخ أرشيف = 10 يناير 2020 }}</ref> و«جلال الدين السيوطي»،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[جلال الدين السيوطي]]|مؤلف2=تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم|عنوان=كتاب بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، الجزء الأول|مسار=https://ia802902.us.archive.org/13/items/FP12042/01_12042.pdf|صفحة=62|سنة=1384هـ/1964م|ناشر=مطبعة عيسى البابي الحلبي|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200523183513/https://ia802902.us.archive.org/attachpdf.php?file=/13/items/FP12042/01_12042.pdf | تاريخ أرشيف = 23 مايو 2020 }}</ref> و«[[ابن تغري|ابن تغري بردي]]».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن تغري|ابن تغري بردي]]|مؤلف2=تحقيق: محمد محمد أمين|عنوان=كتاب المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي، الجزء التاسع|مسار=http://ia800607.us.archive.org/2/items/waq38101_211/09_125261.pdf|صفحة=241|سنة=1423هـ/2002م|ناشر=مطبعة دار الكتب والوثائق القومية|مكان=القاهرة-مصر| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204704/http://ia800607.us.archive.org/2/items/waq38101_211/09_125261.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref>
-لم تصرّح جُلُّ المراجع بمحلّ ولادة ابن القيم هل هي في مدينة [[إزرع]] أم في مدينة [[دمشق]]، إلا أن «عبد الله بن مصطفى المراغي» صرح بذلك في كتابه «الفتح المبين في طبقات الأصوليين»، فذكر أنه ولد في مدينة دمشق.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=عبد الله بن مصطفى المراغي|مؤلف2=تحقيق: محمد محمد أمين|عنوان=كتاب الفتح المبين في طبقات الأصوليين، الجزء الثاني|مسار=http://ia800907.us.archive.org/23/items/fat7_moben_Tbkat_Osoleen/fat7moben2.pdf|صفحة=161|سنة=1366هـ /1947م|ناشر=مطبعة أنصار السنة المحمدية|مكان=مصر| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200523183609/http://ia600907.us.archive.org/23/items/fat7_moben_Tbkat_Osoleen/fat7moben2.pdf | تاريخ أرشيف = 23 مايو 2020 }}</ref> ويذكر [[بكر بن عبد الله أبو زيد]] أن المترجمين يذكرون في ترجمة ابن القيم وفي ترجمة والده «الزرعي الأصل ثم الدمشقي» وأن معنى هذا اصطلاحهم في هذا التعبير قد يريدون به محل الولادة ثم محل الانتقال للمُترجم له، وقد يريدون أنّ والده أو أجداده مثلاً من هذه البلدة ثم صار الانتقال إلى الأخرى.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=21|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
+لم تصرّح جُلُّ المراجع بمحلّ ولادة ابن القيم هل هي في مدينة [[إزرع]] أم في مدينة [[دمشق]]، إلا أن «عبد الله بن مصطفى [[المراغي]]» صرح بذلك في كتابه «الفتح المبين في طبقات الأصوليين»، فذكر أنه ولد بمدينة [[دمشق]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=عبد الله بن مصطفى المراغي|مؤلف2=تحقيق: محمد محمد أمين|عنوان=كتاب الفتح المبين في طبقات الأصوليين، الجزء الثاني|مسار=http://ia800907.us.archive.org/23/items/fat7_moben_Tbkat_Osoleen/fat7moben2.pdf|صفحة=161|سنة=1366هـ /1947م|ناشر=مطبعة أنصار السنة المحمدية|مكان=مصر| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200523183609/http://ia600907.us.archive.org/23/items/fat7_moben_Tbkat_Osoleen/fat7moben2.pdf | تاريخ أرشيف = 23 مايو 2020 }}</ref> ويذكر بكر بن عبد الله أبو زيد أن المترجمين يذكرون في ترجمة ابن القيم وفي ترجمة والده «[[إزرع|الزرعي]] الأصل ثم ال[[دمشق]]ي» وأن معنى هذا اصطلاحهم في هذا التعبير قد يريدون به محل الولادة ثم محل الانتقال للمُترجم له، وقد يريدون أنّ والده أو أجداده مثلاً من هذه البلدة ثم صار الانتقال إلى الأخرى.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=21|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
-=== طلبُه للعلم وشيوخه ===
+== طلبه للعلم ==
-شرع ابن القيم في طلب العلم في سن مبكرة وعلى وجه التحديد في السابعة من عمره كما يذكر المؤرّخون.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=49|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref> سمع من عدد كبير من الشيوخ، منهم والده «[[أبو بكر قيم الجوزية|أبو بكر بن أيوب]]» فأخذ عنه الفرائض، وأخذ عن «[[ابن عبد الدائم]]»، وعن «[[ابن تيمية|أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية]]» أخذ التفسير والحديث والفقه والفرائض والأصلَين: (أصول الدين وأصول الفقه)، وعلم الكلام، وقد لازمه منذ قدوم ابن تيمية إلى مدينة [[دمشق]] سنة [[712 هـ|712هـ]]/[[1313]]م حتى توفي سنة [[728 هـ|728هـ]]/[[1328]]م، وعلى هذا تكون مدة ملازمته ودراسته على ابن تيمية سبعة عشر عاماً تقريباً، وذكر [[صلاح الدين الصفدي]] جملة من الكتب التي قرأها ابن القيم على ابن تيمية فقال: «قرأ عليه قطعةً من المحرر لجدّه [[ابن تيمية (الجد)|المجد]]» وقرأ عليه من المحصول، ومن كتاب الأحكام للسيف الآمدي، وقرأ عليه قطعة من الأربعين والمحصل، وقرأ عليه كثيراً من تصانيفه».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[صلاح الدين الصفدي]]|مؤلف2=تحقيق: أحمد الأرناؤوط - تركي مصطفى|عنوان=كتاب الوافي بالوفيات، الجزء الثاني (محمد بن إبراهيم بن عمر - محمد بن الحسين بن محمد)|مسار=http://ia800509.us.archive.org/9/items/FP49931/wafiw02.pdf|صفحة=196|سنة=1420هـ/2000م|ناشر=دار إحياء التراث العربي|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204733/http://ia800509.us.archive.org/9/items/FP49931/wafiw02.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref>
+شرع ابن القيم في طلب العلم في سن مبكرة وعلى وجه التحديد في السابعة من عمره كما يذكر المؤرّخون.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=49|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref> سمع من عدد كبير من الشيوخ، منهم والده «'''أبو بكر بن أيوب'''» فأخذ عنه الفرائض، وأخذ عن «[[ابن عبد الدائم]]»، وعن «'''أحمد بن عبد الحليم [[ابن تيمية]]'''» أخذ التفسير و[[الحديث النبوي|الحديث]] و[[فقه إسلامي|الفقه]] والفرائض والأصلَين: (أصول الدين وأصول الفقه)، وعلم الكلام، وقد لازمه منذ قدوم [[ابن تيمية]] إلى مدينة [[دمشق]] سنة [[712 هـ|712]]هـ/[[1313]]م حتى توفي سنة [[728 هـ|728]]هـ/[[1328]]م، وعلى هذا تكون مدة ملازمته ودراسته على [[ابن تيمية]] سبعة عشر عاماً تقريباً، وذكر صلاح الدين الصفدي جملة من الكتب التي قرأها ابن القيم على ابن تيمية فقال: {{اقتباس مضمن|قرأ عليه قطعةً من المحرر لجدّه [[ابن تيمية (الجد)|المجد]]» وقرأ عليه من المحصول، ومن كتاب الأحكام للسيف [[الآمدي]]، وقرأ عليه قطعة من الأربعين والمحصل، وقرأ عليه كثيراً من تصانيفه.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[صلاح الدين الصفدي]]|مؤلف2=تحقيق: أحمد الأرناؤوط - تركي مصطفى|عنوان=كتاب الوافي بالوفيات، الجزء الثاني (محمد بن إبراهيم بن عمر - محمد بن الحسين بن محمد)|مسار=http://ia800509.us.archive.org/9/items/FP49931/wafiw02.pdf|صفحة=196|سنة=1420هـ/2000م|ناشر=دار إحياء التراث العربي|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204733/http://ia800509.us.archive.org/9/items/FP49931/wafiw02.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref>
-وسمع من «الشهاب العابر أحمد بن عبد الرحمن النابلسي» في سنٍ جدّ مبكرة، في السادسة أو السابعة من عمره. وعن «ابن الشيرازي» الذي لم يذكر المترجمون نسبه، فيذكر بعضُهم أن المقصود هو «المسند زيد الدين إبراهيم بن عبد الرحمن ابن الشيرازي»، ويذكر آخرون أن المقصود هو «كمال الدين أحمد بن محمد بن الشيرازي». وسمع من «المجد الحراني» وأخذ عنه الفقه وقرأ عليه «[[مختصر الخرقي|مختصر أبي القاسم الخرقي]]» وكتاب «[[المقنع (كتاب)|المقنع]]» ل[[ابن قدامة]] وأخذ عنه الأصول وقرأ عليه أكثر «الروضة» لابن قدامة. وسمع من «إسماعيل أبي الفداء بن يوسف بن مكتوم القيسي»، و«أيوب زين الدين بن نعمة الكحال»، و«البهاء بن عساكر»، و«الحاكم سليمان تقي الدين بن حمزة بن قدامة المقدسي»، وأخذ الفقه عن «شرف الدين بن تيمية»، و«علاء الدين الكندي الوداع»، وسمع من «عيسى شرف الدين بن عبد الرحمن المطعِّم»، و«فاطمة أم محمد بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي»، وقرأ العربية على «مجد الدين التونسي»، و«[[بدر الدين بن جماعة]]»، وأخذ العربية والفقه عن «محمد شمس الدين بن أبي الفتح البعلبكي»، فقرأ عليه «الملخص» لأبي البقاء و«الجرجانية» و«<nowiki/>[[ألفية ابن مالك]]» وأكثر «الكافية الشافية» وبعض «التسهيل»، و«محمد بن شهوان»، و«[[شمس الدين الذهبي]]»، و«[[صفي الدين الهندي الأرموي|صفي الدين الهندي]]» فأخذ عنه الأصلين (أصول الفقه والتوحيد)، وقرأ عليه في أكثر «الأربعين» و«المحصل»، و«أبي المعالي محمد بن علي الزملكاني»، و«[[شمس الدين محمد بن مفلح|ابن مفلح]]» وكان ابن القيم يراجعه في كثير من مسائله واختياراته، و«[[جمال الدين المزي]]» وكان ابن القيم يعتمده وينقل عنه في كثير من كتبه خاصة في الحديث ورجاله معبراً عنه بلفظ «شيخنا»، وسمع من «محمد بن عثمان الخليلي»، ومن «[[عز الدين بن جماعة|عز الدين عبد العزيز ابن جماعة]]».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=161 إلى 178|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
+وسمع من «'''الشهاب العابر أحمد بن عبد الرحمن النابلسي'''» في سنٍ جدّ مبكرة، في السادسة أو السابعة من عمره. وعن «'''ابن الشيرازي'''» الذي لم يذكر المترجمون نسبه، فيذكر بعضُهم أن المقصود هو «المسند زيد الدين إبراهيم بن عبد الرحمن '''ابن الشيرازي'''»، ويذكر آخرون أن المقصود هو «كمال الدين أحمد بن محمد '''بن الشيرازي'''». وسمع من «'''المجد الحراني'''» وأخذ عنه [[فقه إسلامي|الفقه]] وقرأ عليه «[[مختصر الخرقي|مختصر أبي القاسم الخرقي]]» وكتاب «[[المقنع (كتاب)|المقنع]]» ل[[ابن قدامة]] وأخذ عنه الأصول وقرأ عليه أكثر «الروضة» ل[[ابن قدامة]]. وسمع من «'''إسماعيل أبي الفداء بن يوسف بن مكتوم القيسي'''»، و«'''أيوب زين الدين بن نعمة الكحال'''»، و«البهاء '''بن عساكر'''»، و«الحاكم سليمان تقي الدين بن حمزة '''بن قدامة''' المقدسي»، وأخذ الفقه عن «شرف الدين '''بن تيمية'''»، و«'''علاء الدين الكندي الوداع'''»، وسمع من «'''عيسى شرف الدين بن عبد الرحمن المطعِّم'''»، و«'''فاطمة أم محمد بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي'''»، وقرأ العربية على «'''مجد الدين التونسي'''»، و«'''[[بدر الدين بن جماعة]]'''»، وأخذ العربية والفقه عن «'''محمد شمس الدين بن أبي الفتح البعلبكي'''»، فقرأ عليه «الملخص» لأبي البقاء و«الجرجانية» و«ألفية ابن مالك» وأكثر «الكافية الشافية» وبعض «التسهيل»، و«'''محمد بن شهوان'''»، و«'''شمس الدين الذهبي'''»، و«'''[[صفي الدين الهندي الأرموي|صفي الدين الهندي]]'''» فأخذ عنه الأصلين (أصول الفقه والتوحيد)، وقرأ عليه في أكثر «الأربعين» و«المحصل»، و«'''أبي المعالي محمد بن علي الزملكاني'''»، و«'''[[شمس الدين محمد بن مفلح|ابن مفلح]]'''» وكان ابن القيم يراجعه في كثير من مسائله واختياراته، و«'''[[جمال الدين المزي]]'''» وكان ابن القيم يعتمده وينقل عنه في كثير من كتبه خاصة في الحديث ورجاله معبراً عنه بلفظ «شيخنا»، وسمع من «'''محمد بن عثمان الخليلي'''»، ومن «'''[[عز الدين بن جماعة|عز الدين عبد العزيز ابن جماعة]]'''».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=161 إلى 178|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
 == سيرتُه ==
 === تولّيه التدريسَ ===
-يذكر المترجمون لابن القيم إمامته «بالمدرسة الجوزية»، فيقول [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] عنه: «هو إمام الجوزية وابن قيمها». ويفيد ابن كثير أيضاً في سرده لوقائع سنة [[736 هـ|736هـ]] خطابةَ ابن القيم في أحد جوامع دمشق فيقول: «وفي سلخ رجب أقيمت الجمعة بالجامع الذي أنشأه نجم الدين ابن خليخان تجاه باب كيسان من القبلة وخطب فيه الشيخ الإمام العلّامة شمس الدين ابن قيم الجوزية».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=174|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> ويذكر [[عبد القادر بن بدران الدمشقي|ابن بدران]] أن ابن القيم أول من خطب به.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[عبد القادر بن بدران الدمشقي|عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران (المتوفى: 1346هـ)]]|مؤلف2=زهير الشاويش|عنوان=كتاب منادمة الأطلال ومسامرة الخيال|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-6710/page-375|صفحة=376|طبعة=الثانية|سنة=1985م|ناشر=المكتب الإسلامي|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180109064212/http://shamela.ws/browse.php/book-6710/page-375 | تاريخ أرشيف = 9 يناير 2018 }}</ref>
+يذكر المترجمون لابن القيم إمامته «بالمدرسة الجوزية»، فيقول [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] عنه: {{اقتباس مضمن|هو إمام الجوزية وابن قيمها.}} ويفيد [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] أيضاً في سرده لوقائع سنة [[736 هـ|736هـ]] خطابةَ ابن القيم في أحد جوامع دمشق فيقول: {{اقتباس مضمن|وفي سلخ رجب أقيمت الجمعة بالجامع الذي أنشأه نجم الدين ابن خليخان تجاه باب كيسان من القبلة وخطب فيه الشيخ الإمام العلّامة شمس الدين ابن قيم الجوزية.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=174|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> ويذكر [[عبد القادر بن بدران الدمشقي|ابن بدران]] أن ابن القيم أول من خطب به.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[عبد القادر بن بدران الدمشقي|عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران (المتوفى: 1346هـ)]]|مؤلف2=زهير الشاويش|عنوان=كتاب منادمة الأطلال ومسامرة الخيال|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-6710/page-375|صفحة=376|طبعة=الثانية|سنة=1985م|ناشر=المكتب الإسلامي|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180109064212/http://shamela.ws/browse.php/book-6710/page-375 | تاريخ أرشيف = 9 يناير 2018 }}</ref>
-لا تذكر كتب التراجم تاريخ تولّي ابن القيم التدريسَ بالتحديد، إلا أن تلميذه [[ابن رجب الحنبلي|ابن رجب]] ذكر أن تولّيه التدريسَ كان منذ حياة شيخه [[ابن تيمية]] فيقول: «وأخذ عنه العلمَ خلقٌ كثيرٌ من حياة [[ابن تيمية|شيخه]] إلى أن مات، فانتفعوا به وكان الفضلاء يعظمونه ويتتلمذون عليه كابن عبد الهادي وغيره».<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن رجب الحنبلي|عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي]]|مؤلف2=تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين|عنوان=كتاب الذيل على طبقات الحنابلة، الجزء الخامس من سنة 701 إلى سنة 751هـ|مسار=https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf|صفحة=173-174|سنة=1425هـ/2005م|ناشر=مكتبة العبيكان|مكان=الرياض-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204638/https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref>
+لا تذكر كتب التراجم تاريخ تولّي ابن القيم التدريسَ بالتحديد، إلا أن تلميذه [[ابن رجب الحنبلي|ابن رجب]] ذكر أن تولّيه التدريسَ كان منذ حياة شيخه [[ابن تيمية]] فيقول: {{اقتباس مضمن|وأخذ عنه العلمَ خلقٌ كثيرٌ من حياة [[ابن تيمية|شيخه]] إلى أن مات، فانتفعوا به وكان الفضلاء يعظمونه ويتتلمذون عليه كابن عبد الهادي وغيره.}}<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن رجب الحنبلي|عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي]]|مؤلف2=تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين|عنوان=كتاب الذيل على طبقات الحنابلة، الجزء الخامس من سنة 701 إلى سنة 751هـ|مسار=https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf|صفحة=173-174|سنة=1425هـ/2005م|ناشر=مكتبة العبيكان|مكان=الرياض-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204638/https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref>
-يذكر عدد من المؤرخين ومنهم تلامذته [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]، و[[ابن رجب الحنبلي|ابن رجب]]<ref name="مولد تلقائيا1" /> و[[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] أن ابن القيم درس «بالمدرسة الصدرية»، ويفيد ابن كثير عن تاريخ تدريسه بها في حوادث سنة [[743 هـ|743هـ]] فيقول: «وفي يوم الخميس درس بالصدرية صاحبنا الإمام العلامة محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي إمام الجوزية».<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=202|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> ويفيد الحافظ السخاوي أن ابن القيم انتفع به الأئمة ودرس بأماكن، ولكنه لم يفصل.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=67|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
+يذكر عدد من المؤرخين ومنهم تلامذته [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]، و[[ابن رجب الحنبلي|ابن رجب]]<ref name="مولد تلقائيا1" /> و[[شمس الدين الذهبي|الذهبي]] أن ابن القيم درس «بالمدرسة الصدرية»، ويفيد [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] عن تاريخ تدريسه بها في حوادث سنة [[743 هـ|743هـ]] فيقول: {{اقتباس مضمن|وفي يوم الخميس درس بالصدرية صاحبنا الإمام العلامة محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي إمام الجوزية.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=202|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> ويفيد الحافظ [[شمس الدين السخاوي|السخاوي]] أن ابن القيم انتفع به الأئمة ودرس بأماكن، ولكنه لم يفصل.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=67|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
 === اتصاله بابن تيمية ===
@@ سطر 91: / سطر 93: @@
 === مسألة شد الرحال لزيارة القبور ===
-أنكر ابن القيم [[شد الرحال|شد الرحل]] لزيارة قبر [[إبراهيم في الإسلام|النبي إبراهيم (الخليل)]]، فأوذي بسبب هذا وسجن يقول [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]: «وقد حُبِس مُدَّة وأُوذِيَ لإنْكارِه شدّ الرّحل إلى قَبْر الخَلِيل.»<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[شمس الدين الذهبي|محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي شمس الدين أبو عبد الله]]|مؤلف2=تحقيق: محمد الحبيب الهيلة|عنوان=المعجم المختص بالمحدثين|مسار=http://ia600209.us.archive.org/7/items/waq1281/1281.pdf|صفحة=269|سنة=1408هـ/1988م|طبعة=الأولى|ناشر=مكتبة الصديق|مكان=الطائف-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204710/http://ia600209.us.archive.org/7/items/waq1281/1281.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> ويذكر بعض المؤرخين أن هذه السجنة هي نفسها التي سُجن فيها مع شيخه [[ابن تيمية]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=جمال بن محمد السيد|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-110|صفحة=131|سنة=1424هـ/2004م|ناشر=عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية|مكان=المدينة المنورة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180625185831/http://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-110 | تاريخ أرشيف = 25 يونيو 2018 }}</ref> فقد اعتقل ابن تيمية في يوم [[16 شعبان]] سنة [[726 هـ|726هـ]]، وذلك بسبب ما أفتى به من المنع من شد الرحل إلى قبور الأنبياء، ويذكر [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] الأحداث التالية لحبس ابن تيمية، أنه في منتصف شهر [[شعبان]] أمر [[قاضي القضاة]] الشافعي بحبس جماعة من أصحابه في سجن الحكم، وعزر جماعة منهم على دواب ونودي عليهم، ثم أطلقوا، سوى ابن القيم فإنه حبس في القلعة وسكتت القضية.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=123|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> فكان سبب سجن ابن القيم هو نفس السبب الذي سجن من أجله ابن تيمية، فسُجن بجانبه في القلعة، ولكنه كان منفردًا عنه.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن رجب الحنبلي|عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي]]|مؤلف2=تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين|عنوان=كتاب الذيل على طبقات الحنابلة، الجزء الخامس من سنة 701 إلى سنة 751هـ|مسار=https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf|صفحة=173|سنة=1425هـ/2005م|ناشر=مكتبة العبيكان|مكان=الرياض-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204638/https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref>
+أنكر ابن القيم [[شد الرحال|شد الرحل]] لزيارة قبر [[إبراهيم في الإسلام|النبي إبراهيم (الخليل)]]، فأوذي بسبب هذا وسجن يقول [[شمس الدين الذهبي|الذهبي]]: {{اقتباس مضمن|وقد حُبِس مُدَّة وأُوذِيَ لإنْكارِه شدّ الرّحل إلى قَبْر [[إبراهيم في الإسلام|الخَلِيل]].}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[شمس الدين الذهبي|محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي شمس الدين أبو عبد الله]]|مؤلف2=تحقيق: محمد الحبيب الهيلة|عنوان=المعجم المختص بالمحدثين|مسار=http://ia600209.us.archive.org/7/items/waq1281/1281.pdf|صفحة=269|سنة=1408هـ/1988م|طبعة=الأولى|ناشر=مكتبة الصديق|مكان=الطائف-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204710/http://ia600209.us.archive.org/7/items/waq1281/1281.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> ويذكر بعض المؤرخين أن هذه السجنة هي نفسها التي سُجن فيها مع شيخه [[ابن تيمية]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=جمال بن محمد السيد|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-110|صفحة=131|سنة=1424هـ/2004م|ناشر=عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية|مكان=المدينة المنورة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180625185831/http://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-110 | تاريخ أرشيف = 25 يونيو 2018 }}</ref> فقد اعتقل ابن تيمية في يوم [[16 شعبان]] سنة [[726 هـ|726هـ]]، وذلك بسبب ما أفتى به من المنع من شد الرحل إلى قبور الأنبياء، ويذكر [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] الأحداث التالية لحبس [[ابن تيمية]]، أنه في منتصف شهر [[شعبان]] أمر [[قاضي القضاة]] الشافعي بحبس جماعة من أصحابه في سجن الحكم، وعزر جماعة منهم على دواب ونودي عليهم، ثم أطلقوا، سوى ابن القيم فإنه حبس في القلعة وسكتت القضية.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=123|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> فكان سبب سجن ابن القيم هو نفس السبب الذي سجن من أجله [[ابن تيمية]]، فسُجن بجانبه في القلعة، ولكنه كان منفردًا عنه.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن رجب الحنبلي|عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي]]|مؤلف2=تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين|عنوان=كتاب الذيل على طبقات الحنابلة، الجزء الخامس من سنة 701 إلى سنة 751هـ|مسار=https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf|صفحة=173|سنة=1425هـ/2005م|ناشر=مكتبة العبيكان|مكان=الرياض-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204638/https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref>
-ويذكر [[تقي الدين المقريزي]] ملابسات هذه الواقعة بتوسع وأن ابن القيم ضُرب قبل أن يحبس فيقول: «وفي يوم الاثنين [[6 شعبان|سادس شعبان]] - يعني سنة [[726 هـ|726هـ]] - حُبِس [[ابن تيمية|تقي الدين أحمد بن تيمية]]، ومعه أخوه زين الدين عبد الرحمن ب[[قلعة دمشق]]. وضُرِب شمس الدين محمد بن أبي بكر بن قَيِّم الجوزية، وشُهِّرَ به على حمار ب[[دمشق]]. وسبب ذلك: أن ابن قَيِّم الجوزية تكلم ب[[القدس]] في مسألة [[شفاعة|الشفاعة]] والتوسل بالأنبياء، وأنكر مجرد القصد للقبر الشريف دون قصد [[المسجد النبوي]]، فأنكر المقادسة عليه مسألة الزيارة، وكتبوا فيه إلى قاضي القضاة [[جلال الدين القزويني]] وغيره من قضاة دمشق. وكان قد وقع من ابن تَيْمِيَّة كلام في مسألة الطلاق بالثلاث: أنه لا يقع بلفظ واحد، فقام عليه فقهاء دمشق، فلما وصلت كتب الْمَقَادِسَة في ابن القَيِّم، كتبوا في ابن تَيْمِيَّة وصاحبه ابن القَيِّم إلى السلطان، فعرف [[شمس الدين بن الحريري|شمس الدين الحريري]] - قاضي القضاة الحنفية بديار مصر- بذلك، فشَنَّع على ابن تَيْمِيَّة تشنيعاً فاحشاً، حتى كتب بحبسه، وضُرِبَ ابن القَيِّم.»<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[تقي الدين المقريزي|أحمد بن علي بن عبد القادر العبيد المقريزي]]|مؤلف2=تحقيق: محمد عبد القادر عطا|عنوان=كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك، الجزء الثالث|مسار=http://ia802806.us.archive.org/18/items/waq71581/03_71583.pdf|صفحة=89|سنة=1418هـ/1997م|ناشر=دارالكتب العلمية|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200526074716/http://ia802806.us.archive.org/18/items/waq71581/03_71583.pdf | تاريخ أرشيف = 26 مايو 2020 }}</ref> وقد ظل ابن القيم محبوسًا، ولم يفرج عنه إلا بعد وفاة [[ابن تيمية]]، وذلك أن ابن تيمية توفي في محبسه بالقلعة في [[20 ذو القعدة]] سنة [[728 هـ|728هـ]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=140|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> وأفرج عن ابن القيم في يوم الثلاثاء [[20 ذو الحجة]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=جمال بن محمد السيد|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-110|صفحة=128|سنة=1424هـ/2004م|ناشر=عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية|مكان=المدينة المنورة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180625185831/http://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-110 | تاريخ أرشيف = 25 يونيو 2018 }}</ref>
+ويذكر [[تقي الدين المقريزي]] ملابسات هذه الواقعة بتوسع وأن ابن القيم ضُرب قبل أن يحبس فيقول: {{اقتباس مضمن|وفي يوم الاثنين [[6 شعبان|سادس شعبان]] - يعني سنة [[726 هـ|726هـ]] - حُبِس [[ابن تيمية|تقي الدين أحمد بن تيمية]]، ومعه أخوه زين الدين عبد الرحمن ب[[قلعة دمشق]]. وضُرِب شمس الدين محمد بن أبي بكر بن قَيِّم الجوزية، وشُهِّرَ به على حمار ب[[دمشق]]. وسبب ذلك: أن ابن قَيِّم الجوزية تكلم ب[[القدس]] في مسألة [[شفاعة|الشفاعة]] والتوسل بالأنبياء، وأنكر مجرد القصد للقبر الشريف دون قصد [[المسجد النبوي]]، فأنكر المقادسة عليه مسألة الزيارة، وكتبوا فيه إلى قاضي القضاة [[جلال الدين القزويني]] وغيره من قضاة [[دمشق]]. وكان قد وقع من [[ابن تيمية|ابن تَيْمِيَّة]] كلام في مسألة الطلاق بالثلاث: أنه لا يقع بلفظ واحد، فقام عليه فقهاء [[دمشق]]، فلما وصلت كتب الْمَقَادِسَة في ابن القَيِّم، كتبوا في [[ابن تيمية|ابن تَيْمِيَّة]] وصاحبه ابن القَيِّم إلى السلطان، فعرف [[شمس الدين بن الحريري|شمس الدين الحريري]] -قاضي القضاة الحنفية بديار مصر- بذلك، فشَنَّع على [[ابن تيمية|ابن تَيْمِيَّة]] تشنيعاً فاحشاً، حتى كتب بحبسه، وضُرِبَ ابن القَيِّم.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[تقي الدين المقريزي|أحمد بن علي بن عبد القادر العبيد المقريزي]]|مؤلف2=تحقيق: محمد عبد القادر عطا|عنوان=كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك، الجزء الثالث|مسار=http://ia802806.us.archive.org/18/items/waq71581/03_71583.pdf|صفحة=89|سنة=1418هـ/1997م|ناشر=دارالكتب العلمية|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200526074716/http://ia802806.us.archive.org/18/items/waq71581/03_71583.pdf | تاريخ أرشيف = 26 مايو 2020 }}</ref> وقد ظل ابن القيم محبوسًا، ولم يفرج عنه إلا بعد وفاة [[ابن تيمية]]، وذلك أن [[ابن تيمية]] توفي في محبسه بالقلعة في [[20 ذو القعدة]] سنة [[728 هـ|728هـ]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=140|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> وأفرج عن ابن القيم في يوم الثلاثاء [[20 ذو الحجة]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=جمال بن محمد السيد|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-110|صفحة=128|سنة=1424هـ/2004م|ناشر=عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية|مكان=المدينة المنورة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180625185831/http://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-110 | تاريخ أرشيف = 25 يونيو 2018 }}</ref>
 === مسألة المسابقة بغير محلل ===
@@ سطر 104: / سطر 106: @@
 === مسألة الطلاق الثلاث بلفظ واحد ===
 [[ملف:Shrine of Ibn Qayyim Al-Jawziyya.jpg|تصغير|يسار|قبر ابن قيم الجوزية في مدينة [[دمشق]].]]
-أفتى ابن القيم بأن «الطلاق الثلاث بكلمة واحدة يقع طلقة واحدة»، وهذا هو اختيار شيخه [[ابن تيمية]]، فحصل له بسبب ذلك مشاكل مع القضاة، يقول [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]: «وقد كان متصديًا للإفتاء بمسألة الطلاق التي اختارها الشيخ [[ابن تيمية|تقي الدين بن تيمية]]، وجرت بسببها فُصُولٌ يطول بسطها مع قاضي القضاة [[تقي الدين السبكي]] وغيره.»<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=235|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> ولم يبين ابن كثير ما وقع له بسبب ذلك، ومما يؤكد أن فتواه في مسألة الطلاق قد سببت له مشاكل مع القضاة ما حكاه ابن كثير من الصلح الذي تم بين السبكي وابن القيم في [[16 جمادى الآخرة]] [[750 هـ|750هـ]] قبل موت ابن القيم بعام واحد، يقول [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]: «حصل الصلح بين قاضي القضاة تقي الدين السبكي، وبين الشيخ شمس الدين بن قَيِّم الجوزية، على يدي الأمير سيف الدين بن فضل ملك العرب، في بستان قاضي القضاة، وكان قد نقم عليه إكثاره من الفتيا بمسألة الطلاق.»<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=233|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=جمال بن محمد السيد|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-109|صفحة=130-131|سنة=1424هـ/2004م|ناشر=عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية|مكان=المدينة المنورة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180111164922/http://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-109 | تاريخ أرشيف = 11 يناير 2018 }}</ref>
+أفتى ابن القيم بأن {{اقتباس مضمن|الطلاق الثلاث بكلمة واحدة يقع طلقة واحد}}، وهذا هو اختيار شيخه [[ابن تيمية]]، فحصل له بسبب ذلك مشاكل مع القضاة، يقول [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]: {{اقتباس مضمن|وقد كان متصديًا للإفتاء بمسألة الطلاق التي اختارها الشيخ [[ابن تيمية|تقي الدين بن تيمية]]، وجرت بسببها فُصُولٌ يطول بسطها مع قاضي القضاة [[تقي الدين السبكي]] وغيره.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=235|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref> ولم يبين [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] ما وقع له بسبب ذلك، ومما يؤكد أن فتواه في مسألة الطلاق قد سببت له مشاكل مع القضاة ما حكاه [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] من الصلح الذي تم بين [[تقي الدين السبكي|السبكي]] وابن القيم في [[16 جمادى الآخرة]] [[750 هـ|750هـ]] قبل موت ابن القيم بعام واحد، يقول [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]: {{اقتباس مضمن|حصل الصلح بين قاضي القضاة [[تقي الدين السبكي]]، وبين الشيخ شمس الدين بن قَيِّم الجوزية، على يدي الأمير سيف الدين بن فضل ملك العرب، في بستان قاضي القضاة، وكان قد نقم عليه إكثاره من الفتيا بمسألة الطلاق.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=233|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=جمال بن محمد السيد|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-109|صفحة=130-131|سنة=1424هـ/2004م|ناشر=عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية|مكان=المدينة المنورة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180111164922/http://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-109 | تاريخ أرشيف = 11 يناير 2018 }}</ref>
 === وفاته ===
-تتفق كتب التراجم أن ابن القيم توفي في ليلة الخميس [[13 رجب]] سنة [[751 هـ|751هـ]] في وقت أذان [[صلاة العشاء|العشاء]]، وقد كان عمره عند وفاته ستون سنة. وقد ذكر ذلك من المترجمين [[ابن رجب الحنبلي|ابن رجب]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن رجب الحنبلي|عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي]]|مؤلف2=تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين|عنوان=كتاب الذيل على طبقات الحنابلة، الجزء الخامس من سنة 701 إلى سنة 751هـ|مسار=https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf|صفحة=176|سنة=1425هـ/2005م|ناشر=مكتبة العبيكان|مكان=الرياض-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204638/https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019}}</ref> و[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]،<ref name="مولد تلقائيا2" /> و[[ابن حجر العسقلاني]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن حجر العسقلاني]]|عنوان=كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، السفر الثالث|مسار=http://ia800505.us.archive.org/22/items/waq11884/03_11886.pdf|صفحة=403|سنة=1349هـ|ناشر=[[دائرة المعارف العثمانية]]|مكان=[[حيدر آباد]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204643/http://ia800505.us.archive.org/22/items/waq11884/03_11886.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019}}</ref>
+تتفق كتب التراجم أن ابن القيم توفي في ليلة الخميس [[13 رجب]] سنة [[751 هـ|751هـ]] وأذانَ [[صلاة العشاء|العِشاءِ]]، وهو في عمر الستين سنة. وقد ذكر ذلك من المترجمين [[ابن رجب الحنبلي|ابن رجب]]،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن رجب الحنبلي|عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي]]|مؤلف2=تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين|عنوان=كتاب الذيل على طبقات الحنابلة، الجزء الخامس من سنة 701 إلى سنة 751هـ|مسار=https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf|صفحة=176|سنة=1425هـ/2005م|ناشر=مكتبة العبيكان|مكان=الرياض-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204638/https://ia801307.us.archive.org/3/items/FP62515/05_62519.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019}}</ref> و[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]،<ref name="مولد تلقائيا2" /> و[[ابن حجر العسقلاني]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن حجر العسقلاني]]|عنوان=كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، السفر الثالث|مسار=http://ia800505.us.archive.org/22/items/waq11884/03_11886.pdf|صفحة=403|سنة=1349هـ|ناشر=[[دائرة المعارف العثمانية]]|مكان=[[حيدر آباد]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204643/http://ia800505.us.archive.org/22/items/waq11884/03_11886.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019}}</ref>
 وقد ذكر مترجمون آخرون تاريخًا مختلفًا. مثل [[حاجي خليفة]] في كتابه [[كشف الظنون|كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون]]
 عند ذكر كتاب ابن القيم «أمثال القرآن» فقيده في سنة [[754 هـ|754هـ]]. وفي سائر المواضع من الكتاب قيده سنة [[751 هـ|751هـ]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[حاجي خليفة|مصطفى بن عبد الله كاتب جلبي القسطنطيني المشهور باسم حاجي خليفة أو الحاج خليفة (المتوفى: 1067هـ)]]|عنوان=كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. (على المكتبة الشاملة)|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-2118/page-1375|صفحة=168|سنة=1941م|ناشر=مكتبة المثنى|مكان=[[بغداد]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180111110304/http://shamela.ws/browse.php/book-2118/page-1375 | تاريخ أرشيف = 11 يناير 2018}}</ref> ويذكر بكر أبو زيد أنه أخطأ في هذا. وذكر [[محمد بن أحمد السفاريني|السفاريني]] أن عمره اثنتان وستون سنة، ويذكر [[بكر بن عبد الله أبو زيد]] أن الصواب هو ستون سنة هجرية.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=311|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
-[[صلاة الجنازة|صُلي]] عليه في اليوم التالي بعد [[صلاة الظهر]] في «[[الجامع الأموي (دمشق)|الجامع الأموي]]» ثم «بجامع جراح»، وازدحم الناس على تشييع جنازته، يقول [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]: «وقد كانت جنازته حافلة رحمه الله تعالى شهدها القضاة والأعيان والصالحون من الخاصة والعامة. وتزاحم الناس على حمل نعشه، وكمل من العمر ستون سنة رحمه الله.» ودفن ب[[دمشق]] [[مقبرة الباب الصغير|بمقبرة الباب الصغير]] عند والدته.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=234-235|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019}}</ref>
+[[صلاة الجنازة|صُلي]] عليه في اليوم التالي بعد [[صلاة الظهر]] في «[[الجامع الأموي (دمشق)|الجامع الأموي]]» ثم «بجامع جراح»، وازدحم الناس على تشييع جنازته، يقول [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]: {{اقتباس مضمن|وقد كانت جنازته حافلة رحمه الله تعالى، شهدها القضاة والأعيان والصالحون من الخاصة والعامة. وتزاحم الناس على حمل نعشه، وكمل من العمر ستون سنة رحمه الله}}. ودفن ب[[دمشق]] ب[[مقبرة الباب الصغير]] بجانب والدته.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]|عنوان=كتاب البداية والنهاية-ج14|مسار=https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf|صفحة=234-235|سنة=1410هـ/1990م|ناشر=مكتبة المعارف|مكان=بيروت-لبنان| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204627/https://ia800206.us.archive.org/27/items/FP158116/14_158122-2.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019}}</ref>
-وحُكى عنه قبل موته بمدَّة أنه رأى شيخه ابن تيمية في المنام وأنه سأله عن منزلته - أي منزلة ابن تيمية -، فقال إنه أنزل فوق فلان - وذكر اسم أحد العلماء -، وقال له وأنت كدت تلحق به ولكن أنت في طبقة [[ابن خزيمة]].<ref name="البدر الطالع" />
+وحُكى عنه قبل موته بمدَّة أنه رأى شيخه [[ابن تيمية]] في المنام وأنه سأله عن منزلته - أي منزلة [[ابن تيمية]] -، فقال إنه أنزل فوق فلان - وذكر اسم أحد العلماء -، وقال له وأنت كدت تلحق به ولكن أنت في طبقة [[ابن خزيمة]].<ref name="البدر الطالع" />
 == شخصيته وصفاته ==
-يقول ابن كثير: {{اقتباس مضمن|وكان حسن القراءة والخلق كثير التودد، لا يحسد أحدًا ولا يؤذيه، ولا يستعيبه ولا يحقد على أحد وبالجملة كان قليل النظر في مجموعه وأموره وأحواله، والغالب عليه الخير والأخلاق والفضيلة.}} ويقول أيضًا معتزًا بصحبته ومحبته له: {{اقتباس مضمن|وكنتُ من أصحب الناس له وأحب الناس إليه}}. ويقول [[ابن رجب الحنبلي|ابن رجب]]:{{اقتباس مضمن|وكان رحمه الله تعالى ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر. وشغف بالمحبة والإنابة والاستغفار والافتقار إلى الله والانكسار له، والإطراح بين يديه على عتبة عبوديته لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علمًا ولا أعرف بمعاني [[القرآن]] و[[الحديث النبوي|السنة]] وحقائق الإيمان أعلم منه وليس هو المعصوم ولكن لم أر في معناه مثله.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=43-44|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
+يقول [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]: {{اقتباس مضمن|وكان حسن القراءة والخلق كثير التودد، لا يحسد أحدًا ولا يؤذيه، ولا يستعيبه ولا يحقد على أحد وبالجملة كان قليل النظر في مجموعه وأموره وأحواله، والغالب عليه الخير والأخلاق والفضيلة.}} ويقول أيضًا معتزًا بصحبته ومحبته له: {{اقتباس مضمن|وكنتُ من أصحب الناس له وأحب الناس إليه}}. ويقول [[ابن رجب الحنبلي|ابن رجب]]: {{اقتباس مضمن|وكان رحمه [[الله (إسلام)|الله]] تعالى ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر. وشغف بالمحبة والإنابة والاستغفار والافتقار إلى [[الله (إسلام)|الله]] والانكسار له، والإطراح بين يديه على عتبة عبوديته لم أشاهد مثله في ذلك، ولا رأيت أوسع منه علمًا ولا أعرف بمعاني [[القرآن]] و[[الحديث النبوي|السنة]] وحقائق الإيمان أعلم منه وليس هو المعصوم ولكن لم أر في معناه مثله.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=43-44|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
 === زهده وعبادته ===
-ذكر أقرانه من العلماء أنه كان كثير العبادة شديد الورع، فقال [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]: {{اقتباس مضمن|لا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه، وكان له طريقة في الصلاة يطيلها جدًا، ويمد ركوعها وسجودها، ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان فلا يرجع، ولا ينزع عن ذلك رحمه الله تعالى.}}،<ref name="بداية" /> وأورد لَهُ [[ابن حجر العسقلاني|ابْن حجر]] أبياتًا في تضرعه إلى الله وهي:<ref name="البدر الطالع" />
+ذكر أقرانه من العلماء أنه كان كثير العبادة شديد الورع، فقال [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]: {{اقتباس مضمن|لا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه، وكان له طريقة في الصلاة يطيلها جدًا، ويمد ركوعها وسجودها، ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان فلا يرجع، ولا ينزع عن ذلك رحمه [[الله (إسلام)|الله]] تعالى.}}،<ref name="بداية" /> وأورد لَهُ [[ابن حجر العسقلاني|ابْن حجر]] أبياتًا في تضرعه إلى [[الله (إسلام)|الله]] وهي:<ref name="البدر الطالع" />
 {{أبيات|
 بني أَبى بكر كثير ذنُوبه\\فَلَيْسَ على من نَالَ من عرضه إثم
 بني أَبى بكر غَدا متصدرًا\\تعلم علما وَهُوَ لَيْسَ لَهُ علم
-بني أَبى بكر جهول بِنَفسِهِ\\جهول بِأَمْر الله أنى لَهُ الْعلم
+بني أَبى بكر جهول بِنَفسِهِ\\جهول بِأَمْر [[الله (إسلام)|الله]] أنى لَهُ الْعلم
-بني أَبى بكر يروم ترقيًا\\إِلَى جنَّة المأوى وَلَيْسَ لَهُ عزم
+بني أَبى بكر يروم ترقيًا\\إِلَى [[جنة|جنَّة]] المأوى وَلَيْسَ لَهُ عزم
 بني أَبى بكر لقد خَابَ سَعْيه\\إِذا لم يكن فِي الصَّالِحَات لَهُ سهم}}
 === اهتمامه بالكتب ===
-تحدثت مصادر ترجمة ابن القيم عن اشتهاره بحب الكتب وجمعها، حتى تكونت لديه مكتبة كبيرة، يقول [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]: «واقتنى من الكتب ما لا يتهيأ لغيره تحصيل عُشرِه، من كتب السلف والخلف.» وقال [[ابن رجب الحنبلي|ابن رجب]]: «وكان شديد المحبة للعلم... واقتناء الكتب، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره.» ويقول [[ابن حجر العسقلاني]]: «وكان مُغْرىً بجمع الكتب، فَحَصَّل منها ما لا يُحْصَر. وقد خلَّف ابن القيم مكتبة كبيرة جدًا، فيذكر ابن حجر أن أولاده ظلوا دهرًا يبيعون منها بعد موته، سوى ما اصطفوه لأنفسهم.» وقد اقتنى ابن أخيه «عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن زين الدين عبد الرحمن» أكثر كتبه.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=جمال بن محمد السيد|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-149|صفحة=173 إلى 176|سنة=1424هـ/2004م|ناشر=عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية|مكان=المدينة المنورة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180112160419/http://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-149 | تاريخ أرشيف = 12 يناير 2018 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=61|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
+تحدثت مصادر ترجمة ابن القيم عن اشتهاره بحب الكتب وجمعها، حتى تكونت لديه مكتبة كبيرة، يقول [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]]: {{اقتباس مضمن|واقتنى من الكتب ما لا يتهيأ لغيره تحصيل عُشرِه، من كتب السلف والخلف.}} وقال [[ابن رجب الحنبلي|ابن رجب]]: {{اقتباس مضمن|وكان شديد المحبة للعلم... واقتناء الكتب، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره.}} ويقول [[ابن حجر العسقلاني]]: {{اقتباس مضمن|وكان مُغْرىً بجمع الكتب، فَحَصَّل منها ما لا يُحْصَر. وقد خلَّف ابن القيم مكتبة كبيرة جدًا، فيذكر [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] أن أولاده ظلوا دهرًا يبيعون منها بعد موته، سوى ما اصطفوه لأنفسهم.}} وقد اقتنى ابن أخيه «عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن زين الدين عبد الرحمن» أكثر كتبه.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=جمال بن محمد السيد|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-149|صفحة=173 إلى 176|سنة=1424هـ/2004م|ناشر=عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية|مكان=المدينة المنورة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180112160419/http://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-149 | تاريخ أرشيف = 12 يناير 2018 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=61|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
 == مذهبه ==
@@ سطر 162: / سطر 165: @@
 === في أصول الفقه ===
-يرى ابن القيم أن نصوص الكتاب والسنة الصحيحة هي الأصل الأول للاستنباط التي لا ينبغي تجاوزها إلى ما سواها ما لم يجد الحكم الفقهي فيها، وأنه ليس في السنة الصحيحة ما يعارض القرآن من أي وجه، بل يقسّم السنة إلى سنة موافقة شاهدة بنفس ما جاء في القرآن، وسنة مُفسرة، وسنة متضمنة لحكم سكت عنه الكتاب. فالسنة قد تزيد على القرآن، وهذه الزيادة من الدين لا يسع أحدًا رفضها فيقول: {{اقتباس مضمن|وليس هذا تقديمًا لها على الكتاب بل امتثالًا لما أمر الله به من طاعة رسول الله}}، كما يرى أن الأحاديث الصحيحة لا تتعارض فيما بينها؛ فإذا كان هناك تعارض في الظاهر كان مرجعه إلى ثلاثة احتمالات: أنه ليس بحديث، أو أن أحدهما [[نسخ (إسلام)|ناسخ]] للآخر، أو أن التعارض في فهم السامع لعدم قدرته على الفهم لا في الحقيقة.<ref name="أصول الفقه">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=عبد العظيم شرف الدين|عنوان=ابن قيم الجوزية، عصره ومنهجه في الفقه والعقائد والتصوف|مسار=|صفحة=392: 399|سنة=1416 / 1996م|ناشر= دار الكتاب العربي|مكان=بيروت}}</ref>
+يرى ابن القيم أن نصوص [[القرآن|الكتاب]] و[[الحديث النبوي|السنة الصحيحة]] هي الأصل الأول للاستنباط التي لا ينبغي تجاوزها إلى ما سواها ما لم يجد الحكم الفقهي فيها، وأنه ليس في [[الحديث النبوي|السنة الصحيحة]] ما يعارض [[القرآن]] من أي وجه، بل يقسّم السنة إلى سنة موافقة شاهدة بنفس ما جاء في [[القرآن]]، وسنة مُفسرة، وسنة متضمنة لحكم سكت عنه [[القرآن|الكتاب]]. فالسنة قد تزيد على [[القرآن]]، وهذه الزيادة من الدين لا يسع أحدًا رفضها فيقول: {{اقتباس مضمن|وليس هذا تقديمًا لها على [[القرآن|الكتاب]] بل امتثالًا لما أمر [[الله (إسلام)|الله]] به من طاعة [[محمد|رسول الله]]}}، كما يرى أن الأحاديث الصحيحة لا تتعارض فيما بينها؛ فإذا كان هناك تعارض في الظاهر كان مرجعه إلى ثلاثة احتمالات: أنه ليس بحديث، أو أن أحدهما [[نسخ (إسلام)|ناسخ]] للآخر، أو أن التعارض في فهم السامع لعدم قدرته على الفهم لا في الحقيقة.<ref name="أصول الفقه">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=عبد العظيم شرف الدين|عنوان=ابن قيم الجوزية، عصره ومنهجه في الفقه والعقائد والتصوف|مسار=|صفحة=392: 399|سنة=1416 / 1996م|ناشر= دار الكتاب العربي|مكان=بيروت}}</ref>
-أما عمل أهل [[المدينة المنورة|المدينة]] فيأخذ به إذ لم يخالف السنة الصحيحة. كما يأخذ بالإجماع ويعتبره حجة؛ ولكنه استبعد ادعاء معرفته،<ref name="أصول الفقه" /> فيقول: {{اقتباس مضمن|فإن علم المجتهد بما دل عليه القرآن والسنة أسهل بكثير من علمه باتفاق الناس في شرق الأرض وغربها على الحكم.}}، وقال: {{اقتباس مضمن|ولم يزل أئمة الإسلام على تقديم الكتاب والسنة على الإجماع، وجعل الإجماع في المرتبة الثالثة.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن القيم|عنوان=إعلام الموقعين عن رب العالمين، القول في التقليد وانقسامه، جـ 2|مسار=https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=193&idfrom=221&idto=251&flag=0&bk_no=34&ayano=0&surano=0&bookhad=0|صفحة=174: 177|سنة=1411هـ/1991م|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=بيروت| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181017001659/https://library.islamweb.net/Newlibrary/display_book.php?bk_no=34&ID=193&idfrom=221&idto=251&bookid=34&startno=12 | تاريخ أرشيف = 17 أكتوبر 2018 }}</ref>
+أما عمل أهل [[المدينة المنورة|المدينة]] فيأخذ به إذ لم يخالف [[الحديث النبوي|السنة الصحيحة]]. كما يأخذ [[إجماع (فقه)|بالإجماع]] ويعتبره حجة؛ ولكنه استبعد ادعاء معرفته،<ref name="أصول الفقه" /> فيقول: {{اقتباس مضمن|فإن علم المجتهد بما دل عليه [[القرآن]] و[[الحديث النبوي|السنة]] أسهل بكثير من علمه باتفاق الناس في شرق الأرض وغربها على الحكم.}}، وقال: {{اقتباس مضمن|ولم يزل أئمة الإسلام على تقديم [[القرآن|الكتاب]] و[[الحديث النبوي|السنة]] على [[إجماع (فقه)|الإجماع]]، وجعل [[إجماع (فقه)|الإجماع]] في المرتبة الثالثة.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن القيم|عنوان=إعلام الموقعين عن رب العالمين، القول في التقليد وانقسامه، جـ 2|مسار=https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=193&idfrom=221&idto=251&flag=0&bk_no=34&ayano=0&surano=0&bookhad=0|صفحة=174: 177|سنة=1411هـ/1991م|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=بيروت| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181017001659/https://library.islamweb.net/Newlibrary/display_book.php?bk_no=34&ID=193&idfrom=221&idto=251&bookid=34&startno=12 | تاريخ أرشيف = 17 أكتوبر 2018 }}</ref>
-كما يرى الأخذ بفتوى ال[[الصحابة|صحابة]] وفتوى [[التابعون|التابعين]] فيُفصَّل في ذلك قائلًا:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن القيم|عنوان=إعلام الموقعين عن رب العالمين، تغيير الفتوى واختلافها، الشريعة مبنية على مصالح العباد، أقسام الحيل ومراتبها، فصل القسم الثالث من أنواع الحيل، المثال السادس عشر بعد المائة المخارج من التحليل في الطلاق، فصل دخول الكفارة يمين الطلاق، فصل الفتوى بالآثار السلفية والفتاوى الصحابية، جـ 4|مسار=https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=530&idfrom=614&idto=621&flag=0&bk_no=34&ayano=0&surano=0&bookhad=0|صفحة=205: 329|سنة=1411هـ/1991م|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=بيروت| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180118180952/http://library.islamweb.net/NewLibrary/display_book.php?idfrom=614&idto=621&bk_no=34&ID=530 | تاريخ أرشيف = 18 يناير 2018 }}</ref> {{اقتباس مضمن|جواز الفتوى بالآثار السلفية والفتاوي الصحابية، وأنها أولى بالأخذ بها من آراء المتأخرين وفتاويهم، وأن قربها إلى الصواب بحسب قرب أهلها من عصر الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وأن فتاوى الصحابة أولى أن يؤخذ بها من فتاوى التابعين، وفتاوى التابعين أولى من فتاوى تابعي التابعين، وهلم جرا وكلما كان العهد بالرسول أقرب كان الصواب أغلب.}} ومن الأصول الشرعية التي يعتمد عليها القياس، وقد ذكر أقسامه ورد على شُبه المنكرين له في كتاب [[إعلام الموقعين عن رب العالمين|إعلام الموقعين]].<ref name="أصول الفقه" /> ويأخذ بالاستصحاب والمصالح المرسلة وسد الذرائع كسائر ال[[حنابلة]]. كما يعتمد العُرف ويأخذ منه الأحكام.<ref name="أصول الفقه" />
+كما يرى الأخذ بفتوى ال[[الصحابة|صحابة]] وفتوى [[التابعون|التابعين]] فيُفصَّل في ذلك قائلًا:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن القيم|عنوان=إعلام الموقعين عن رب العالمين، تغيير الفتوى واختلافها، الشريعة مبنية على مصالح العباد، أقسام الحيل ومراتبها، فصل القسم الثالث من أنواع الحيل، المثال السادس عشر بعد المائة المخارج من التحليل في الطلاق، فصل دخول الكفارة يمين الطلاق، فصل الفتوى بالآثار السلفية والفتاوى الصحابية، جـ 4|مسار=https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=530&idfrom=614&idto=621&flag=0&bk_no=34&ayano=0&surano=0&bookhad=0|صفحة=205: 329|سنة=1411هـ/1991م|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=بيروت| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180118180952/http://library.islamweb.net/NewLibrary/display_book.php?idfrom=614&idto=621&bk_no=34&ID=530 | تاريخ أرشيف = 18 يناير 2018 }}</ref> {{اقتباس مضمن|جواز الفتوى بالآثار السلفية والفتاوي الصحابية، وأنها أولى بالأخذ بها من آراء المتأخرين وفتاويهم، وأن قربها إلى الصواب بحسب قرب أهلها من عصر [[محمد|الرسول]] صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وأن فتاوى [[الصحابة]] أولى أن يؤخذ بها من فتاوى [[التابعون|التابعين]]، وفتاوى [[التابعون|التابعين]] أولى من فتاوى تابعي التابعين، وهلم جرا وكلما كان العهد [[محمد|بالرسول]] أقرب كان الصواب أغلب.}} ومن الأصول الشرعية التي يعتمد عليها القياس، وقد ذكر أقسامه ورد على شُبه المنكرين له في كتاب [[إعلام الموقعين عن رب العالمين|إعلام الموقعين]].<ref name="أصول الفقه" /> ويأخذ بالاستصحاب والمصالح المرسلة وسد الذرائع كسائر ال[[حنابلة]]. كما يعتمد العُرف ويأخذ منه الأحكام.<ref name="أصول الفقه" />
 === الحسن والقبح العقليان ===
-ناقش ابن القيم مسألة [[استحسان|الحسن والقبح العقليين]] أكثر من مرة في كتبه مثل: [[مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين|مدارج السالكين]] و[[شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل|شفاء العليل]] و[[مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (كتاب)|مفتاح دار السعادة]]، وانتهى إلى أن حُسْن الأشياء وقُبْحها، والثواب عليها والعقاب يعرف من جهة العقل دون ترتيب ثواب أو عقاب على ذلك، بينما التكليف لا يكون إلا بعد بعثة الرسل ونزول الأمر الإلهي.<ref name="آراؤه">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=124: 128|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref> فيقول:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن قيم الجوزية|عنوان=مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة، الجزء الثاني|مسار=http://islamport.com/d/3/qym/1/33/232.html|صفحة=36|سنة=1421 هـ - 2004|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=[[بيروت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180112160321/http://islamport.com/d/3/qym/1/33/232.html | تاريخ أرشيف = 12 يناير 2018 }}</ref> {{اقتباس مضمن|إنّ [[كذب|الكذب]] لا يكون قط إلاّ قبيحاً، إنّ تخلّف القبح عن الكذب لفوات شرط أو قيام مانع يقتضي مصلحة راجحة على [[صدق|الصدق]] لا تخرجه عن كونه قبيحاً لذاته}}. وقال:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=محمد بن حسين الجيزاني|عنوان=معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-7372/page-309|صفحة=329|سنة=الطبعة الخامسة، 1427 هـ|ناشر=دار ابن الجوزي|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180112160014/http://shamela.ws/browse.php/book-7372/page-309 | تاريخ أرشيف = 12 يناير 2018 }}</ref> {{اقتباس مضمن|وأنه - أي [[الشريعة الإسلامية|الشرع]] - لم يجئ بما يخالف العقل والفطرة، وإن جاء بما يعجز العقول عن أحواله والاستقلال به، فالشرائع جاءت بمحارات العقول لا محالاتها، وفرق بين ما لا تُدرك العقولُ حسنه وبين ما تشهد بقبحه، فالأول مما يأتي به الرسل دون الثاني}}.
+ناقش ابن القيم مسألة [[استحسان|الحسن والقبح العقليين]] أكثر من مرة في كتبه مثل: [[مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين|مدارج السالكين]] و[[شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل|شفاء العليل]] و[[مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (كتاب)|مفتاح دار السعادة]]، وانتهى إلى أن حُسْن الأشياء وقُبْحها، والثواب عليها والعقاب يعرف من جهة العقل دون ترتيب ثواب أو عقاب على ذلك، بينما التكليف لا يكون إلا بعد بعثة [[رسول|الرسل]] ونزول الأمر الإلهي.<ref name="آراؤه">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=124: 128|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref> فيقول:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن قيم الجوزية|عنوان=مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة، الجزء الثاني|مسار=http://islamport.com/d/3/qym/1/33/232.html|صفحة=36|سنة=1421 هـ - 2004|ناشر=دار الكتب العلمية|مكان=[[بيروت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180112160321/http://islamport.com/d/3/qym/1/33/232.html | تاريخ أرشيف = 12 يناير 2018 }}</ref> {{اقتباس مضمن|إنّ ال[[كذب]] لا يكون قط إلاّ قبيحاً، إنّ تخلّف القبح عن ال[[كذب]] لفوات شرط أو قيام مانع يقتضي مصلحة راجحة على ال[[صدق]] لا تخرجه عن كونه قبيحاً لذاته}}. وقال:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=محمد بن حسين الجيزاني|عنوان=معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-7372/page-309|صفحة=329|سنة=الطبعة الخامسة، 1427 هـ|ناشر=دار ابن الجوزي|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180112160014/http://shamela.ws/browse.php/book-7372/page-309 | تاريخ أرشيف = 12 يناير 2018 }}</ref> {{اقتباس مضمن|وأنه - أي [[الشريعة الإسلامية|الشرع]] - لم يجئ بما يخالف ال[[عقل]] وال[[فطرة]]، وإن جاء بما يعجز العقول عن أحواله والاستقلال به، فالشرائع جاءت بمحارات العقول لا محالاتها، وفرق بين ما لا تُدرك العقولُ حسنه وبين ما تشهد بقبحه، فالأول مما يأتي به [[رسول|الرسل]] دون الثاني}}.
 === بطلان الحيل ===
-اهتم ابن القيم بذكر مسألة بطلان الحيل اهتمامًا شديدًا، حيث ذكرها في كتاب [[إعلام الموقعين عن رب العالمين]] في أكثر من 300 صفحة، وكررها في كتاب [[إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان|إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان]] في نحو 200 صفحة.<ref name="آراؤه" /><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=عبد العظيم عبد السلام شرف الدين|عنوان=ابن قيم الجوزية عصره ومنهجه وآراؤه في الفقه والعقائد والتصوف|مسار=http://libback.uqu.edu.sa/hipres/e-book/eb1897.pdf|صفحة=125: 130|سنة=1405 هـ - 1984|ناشر=دار القلم|مكان=[[الكويت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180111224151/http://libback.uqu.edu.sa/hipres/e-book/eb1897.pdf | تاريخ أرشيف = 11 يناير 2018 }}</ref> ذكر فيها بطلان الحيل والخداع التي أخرجها الناس باسم الدين ثم يقول في النهاية:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن القيم|عنوان=إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، الباب الثالث عشر|مسار=https://ar.wikisource.org/wiki/إغاثة_اللهفان/الباب_الثالث_عشر/23|صفحة=|سنة=|ناشر=ويكي مصدر|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20151203161220/https://ar.wikisource.org/wiki/إغاثة_اللهفان/الباب_الثالث_عشر/23 | تاريخ أرشيف = 3 ديسمبر 2015 }}</ref> {{اقتباس خاص|ولعلك تقول: قد أطلت الكلام في هذا الفصل جدًا، وقد كان يكفي الإشارة إليه، فيقال بل الأمر أعظم مما ذكرنا وهو بالإطالة أجدر فإن بلاء الإسلام ومحنته عظمت من هاتين الطائفتين أهل المكر والمخادعة والاحتيال في العمليات وأهل التحريف والسفسطة والقرمطة في العلميات، وكل فساد في الدين والدنيا فمنشؤه من هاتين الطائفتين، فبالتأويل الباطل قُتِلَ [[عثمان بن عفان|عثمان]] {{رضي الله عنه}}، وعاثت الأمة في دمائها، وكفر بعضها بعضًا، وتفرقت على بضع وسبعين فرقة، فجرى على الإسلام من تأويل هؤلاء، وخداع هؤلاء، ومكرهم ما جرى، واستولت الطائفتان وقويت شوكتهما، وعاقبوا من لم يوافقهم وأنكر عليهم، ويأبى الله إلا أن يقيم لدينه من يذب عنه ويبين أعلامه وحقائقه لكيلا تبطل حجج الله وبيناته على عباده.}}
+اهتم ابن القيم بذكر مسألة بطلان الحيل اهتمامًا شديدًا، حيث ذكرها في كتاب [[إعلام الموقعين عن رب العالمين]] في أكثر من 300 صفحة، وكررها في كتاب [[إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان|إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان]] في نحو 200 صفحة.<ref name="آراؤه" /><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=عبد العظيم عبد السلام شرف الدين|عنوان=ابن قيم الجوزية عصره ومنهجه وآراؤه في الفقه والعقائد والتصوف|مسار=http://libback.uqu.edu.sa/hipres/e-book/eb1897.pdf|صفحة=125: 130|سنة=1405 هـ - 1984|ناشر=دار القلم|مكان=[[الكويت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180111224151/http://libback.uqu.edu.sa/hipres/e-book/eb1897.pdf | تاريخ أرشيف = 11 يناير 2018 }}</ref> ذكر فيها بطلان الحيل والخداع التي أخرجها الناس باسم الدين ثم يقول في النهاية:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن القيم|عنوان=إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، الباب الثالث عشر|مسار=https://ar.wikisource.org/wiki/إغاثة_اللهفان/الباب_الثالث_عشر/23|صفحة=|سنة=|ناشر=ويكي مصدر|مكان=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20151203161220/https://ar.wikisource.org/wiki/إغاثة_اللهفان/الباب_الثالث_عشر/23 | تاريخ أرشيف = 3 ديسمبر 2015 }}</ref> {{اقتباس خاص|ولعلك تقول: قد أطلت الكلام في هذا الفصل جدًا، وقد كان يكفي الإشارة إليه، فيقال بل الأمر أعظم مما ذكرنا وهو بالإطالة أجدر، فإن بلاء [[الإسلام]] ومحنته عظمت من هاتين الطائفتين أهل المكر والمخادعة والاحتيال في العمليات وأهل التحريف والسفسطة والقرمطة في العلميات، وكل فساد في الدين والدنيا فمنشؤه من هاتين الطائفتين، فبالتأويل الباطل قُتِلَ [[عثمان بن عفان|عثمان]] {{رضي}}، وعاثت الأمة في دمائها، وكفر بعضها بعضًا، وتفرقت على بضع وسبعين فرقة، فجرى على [[الإسلام]] من تأويل هؤلاء، وخداع هؤلاء، ومكرهم ما جرى، واستولت الطائفتان وقويت شوكتهما، وعاقبوا من لم يوافقهم وأنكر عليهم، ويأبى [[الله (إسلام)|الله]] إلا أن يقيم لدينه من يذب عنه ويبين أعلامه وحقائقه لكيلا تبطل حجج [[الله (إسلام)|الله]] وبيناته على عباده.}}
 === مسألة بقاء النار وفنائها ===
-ذكر ابن القيم في [[حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح]] مسألة بقاء النار وفنائها، حيث جمع أقوال المؤيدين والمعارضين لهذه المسألة، وأشار إلى أن ابن تيمية قد حكى بعض هذه الأقوال. وابن القيم له قولان في هذه المسألة، حيث مال إلى القول بفناء النار، وقواه وأيده بالأدلة في حادي الأرواح وشفاء العليل، ثم قال بأبدية [[جهنم|النار]] وعدم فنائها في كتابيه [[الوابل الصيب من الكلم الطيب]] و[[طريق الهجرتين وباب السعادتين]].<ref name="فناء">[https://www.islamweb.net/ar/fatwa/64739/ فتوى بعنوان: فناء النار عند ابن تيمية وابن القيم، موقع إسلام ويب] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170818094916/http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=64739 |date=18 أغسطس 2017}}</ref><ref name="فناء2">{{استشهاد ويب|مسار  = http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-147158.htm| عنوان =مسألة فناء النار وبيان موقف شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم| موقع = islamtoday.net| تاريخ الوصول = 5 أغسطس 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181021052010/http://www.islamtoday.net:80/bohooth/artshow-86-147158.htm | تاريخ أرشيف = 21 أكتوبر 2018 }}</ref> فقال في الوابل الصيب:<ref name="فناء3">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن القيم|عنوان=الوابل الصيب من الكلم الطيب|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-216/page-15|صفحة=20|سنة=الطبعة الثالثة، 1999|ناشر=دار الحديث|مكان=القاهرة| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190520164122/http://shamela.ws/browse.php/book-216/page-15 | تاريخ أرشيف = 20 مايو 2019 }}</ref> {{اقتباس مضمن|وأما النار فإنها دار الخبث في الأقوال والأعمال والمآكل والمشارب ودار الخبيثين، فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء المتراكب بعضه على بعض ثم يجعله في جهنم مع أهله فليس فيها إلا خبيث، ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض، <u>وهاتان الداران لا تفنيان</u>، ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنه إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا الجنة ولا يبقى إلا دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض.}}
+ذكر ابن القيم في [[حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح]] مسألة بقاء [[جهنم|النار]] وفنائها، حيث جمع أقوال المؤيدين والمعارضين لهذه المسألة، وأشار إلى أن [[ابن تيمية]] قد حكى بعض هذه الأقوال. وابن القيم له قولان في هذه المسألة، حيث مال إلى القول بفناء [[جهنم|النار]]، وقواه وأيده بالأدلة في حادي الأرواح وشفاء العليل، ثم قال بأبدية [[جهنم|النار]] وعدم فنائها في كتابيه [[الوابل الصيب من الكلم الطيب]] و[[طريق الهجرتين وباب السعادتين]].<ref name="فناء">[https://www.islamweb.net/ar/fatwa/64739/ فتوى بعنوان: فناء النار عند ابن تيمية وابن القيم، موقع إسلام ويب.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170818094916/http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=64739 |date=18 أغسطس 2017}}</ref><ref name="فناء2">{{استشهاد ويب|مسار  = http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-147158.htm| عنوان =مسألة فناء النار وبيان موقف شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم| موقع = islamtoday.net| تاريخ الوصول = 5 أغسطس 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181021052010/http://www.islamtoday.net:80/bohooth/artshow-86-147158.htm | تاريخ أرشيف = 21 أكتوبر 2018 }}</ref> فقال في الوابل الصيب:<ref name="فناء3">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن القيم|عنوان=الوابل الصيب من الكلم الطيب|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-216/page-15|صفحة=20|سنة=الطبعة الثالثة، 1999|ناشر=دار الحديث|مكان=القاهرة| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190520164122/http://shamela.ws/browse.php/book-216/page-15 | تاريخ أرشيف = 20 مايو 2019 }}</ref> {{اقتباس مضمن|وأما [[جهنم|النار]] فإنها دار الخبث في الأقوال والأعمال والمآكل والمشارب ودار الخبيثين، [[الله (إسلام)|فالله]] تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء المتراكب بعضه على بعض ثم يجعله في [[جهنم]] مع أهله فليس فيها إلا خبيث، ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب، كانت دُورُهم ثلاثة: دار الطيب المحض، ودار الخبيث المحض، <u>وهاتان الداران لا تفنيان</u>، ودار لمن معه خبث وطيب، وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في [[جهنم]] من عصاة [[التوحيد في الإسلام|الموحدين]] أحد، فإنه إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من [[جهنم|النار]] فأدخلوا ال[[جنة]] ولا يبقى إلا دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض.}}
 == تأثيره ==
 === تلاميذه ===
 [[ملف:FiroozAbadi Kazerooni.jpg|تصغير|يسار|تمثالٌ شمعي يُصور [[مجد الدين الفيروزآبادي|مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي]] صاحب [[القاموس المحيط]] وأحد تلاميذ ابن القيم.]]
-يشير [[ابن رجب الحنبلي|الحافظ ابن رجب]] إلى أخذ الكثير العلم من ابن القيم وتتلمذهم على يديه، وبين تأثيره في عصره، فيقول: «وأخذ عنه العلم خلق كثير من حياة شيخه، وإلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاءُ يعظمونهُ ويتتلمذون له.»<ref name="ia801307.us.archive.org"/> ومن أشهر تلاميذه:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=صالح بن أحمد الشامي|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية الداعية المصلح والعالم الموسوعي|مسار=https://ia902502.us.archive.org/29/items/WAQ103461/103461.pdf|صفحة=50 إلى 55|سنة=1429هـ/2008م|طبعة=الأولى|ناشر=دار القلم|مكان=دمشق-سوريا| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204626/https://ia902502.us.archive.org/29/items/WAQ103461/103461.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=جمال بن محمد السيد|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-110|صفحة=191 إلى 204|سنة=1424هـ/2004م|ناشر=عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية|مكان=المدينة المنورة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180625185831/http://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-110 | تاريخ أرشيف = 25 يونيو 2018 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=179 إلى 183|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
+يشير [[ابن رجب الحنبلي|الحافظ ابن رجب]] إلى أخذِ الكثيرِ العلمَ من ابن القيم وتتلمذهم على يديه، وبين تأثيره في عصره، فيقول: «وأخذ عنه العلم خلق كثير من حياة شيخه، وإلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاءُ يعظمونهُ ويتتلمذون له.»<ref name="ia801307.us.archive.org"/> ومن أشهر تلاميذه:<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=صالح بن أحمد الشامي|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية الداعية المصلح والعالم الموسوعي|مسار=https://ia902502.us.archive.org/29/items/WAQ103461/103461.pdf|صفحة=50 إلى 55|سنة=1429هـ/2008م|طبعة=الأولى|ناشر=دار القلم|مكان=دمشق-سوريا| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191216204626/https://ia902502.us.archive.org/29/items/WAQ103461/103461.pdf | تاريخ أرشيف = 16 ديسمبر 2019 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=جمال بن محمد السيد|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها|مسار=https://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-110|صفحة=191 إلى 204|سنة=1424هـ/2004م|ناشر=عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية|مكان=المدينة المنورة-السعودية| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180625185831/http://shamela.ws/browse.php/book-11401/page-110 | تاريخ أرشيف = 25 يونيو 2018 }}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[بكر بن عبد الله أبو زيد]]|عنوان=كتاب ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده|مسار=|صفحة=179 إلى 183|سنة=|ناشر=دار العاصمة|مكان=الرياض-السعودية}}</ref>
 * ابنه [[برهان الدين بن شمس الدين بن قيم الجوزية|برهان الدين إبراهيم]].
 * ابنه شرف الدين وجمال الدين عبد الله.
@@ سطر 186: / سطر 189: @@
 * [[محمد بن عبد الهادي المقدسي|ابن عبد الهادي]].
 * [[محمد بن عبد القادر بن عثمان الجعفري|محمد بن عبد القادر بن عثمان النابلسي الحنبلي]].
-* محمد بن محمد بن محمد بن الخضر الغزي الشافعي.
+* محمد بن محمد بن محمد بن الخضر الغزي [[شافعية|الشافعي]].
 * [[مجد الدين الفيروزآبادي|مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي]].
 * محمد بن محمد القرشي المقري التلمساني.
 * [[صلاح الدين الصفدي|صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي]].
-* زين الدين علي بن الحسين بن علي الكناني الحنبلي.
+* زين الدين علي بن الحسين بن علي الكناني [[حنابلة|الحنبلي]].
 === امتداد تأثيره ===
@@ سطر 327: / سطر 330: @@
 == أسلوبه الأدبي والشعري ==
-[[ملف:ختام نونية ابن القيم.jpg|تصغير|170بك|الأبيات الأخيرة من نونية ابن القيم.]]
+[[ملف:ختام نونية ابن القيم.jpg|تصغير|170بك|الأبيات الأخيرة من [[الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية|نونية ابن القيم]].]]
-يظهر من تصنيفات ابن القيم سعة حفظه [[شعر عربي|للشعر]] والأمثال. حيث أكثر من الاقتباس من الشعر في كتبه.<ref name="أشعاره1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=عبد العظيم عبد السلام شرف الدين|عنوان=ابن قيم الجوزية عصره ومنهجه وآراؤه في الفقه والعقائد والتصوف|مسار=http://libback.uqu.edu.sa/hipres/e-book/eb1897.pdf|صفحة=76: 80|سنة=1405 هـ - 1984|ناشر=دار القلم|مكان=[[الكويت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180111224151/http://libback.uqu.edu.sa/hipres/e-book/eb1897.pdf | تاريخ أرشيف = 11 يناير 2018 }}</ref> كما كان شاعرًا يُنشد الشعر ولكنه كان شاعرًا علميًا لا أدبيًا. فمن قصائده القصيدة الميمية من 112 بيتًا، والتي تحدث فيها عن مشهد الحجيج وانتفاضة البعث، وسبيل النجاة، وذكر الجنة ونعيمها.<ref name="ميمية">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=محمد بن صالح العثيمين|عنوان=التعليق على ميمية ابن القيم|مسار= https://play.google.com/books/reader?id=tqArDwAAQBAJ&printsec=frontcover&output=reader&hl=ar&pg=GBS.PP1|صفحة=5: 10|سنة=|ناشر=|مكان=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200306171812/https://play.google.com/books/reader?id=tqArDwAAQBAJ&printsec=frontcover&output=reader&hl=ar&pg=GBS.PP1|تاريخ أرشيف=2020-03-06}}</ref> وأشهر قصائده القصيدة النونية المُسماة [[الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية]] والتي بلغت أبياتها نحو ستة آلاف بيت، وعدها بكر أبو زيد 5842 بيتًا،<ref>[http://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single3/ar_nonit_Ibn_alQayyim.pdf بيت الإسلام: الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، إشراف بكر أبو زيد، طبعة دار الفوائد للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1428 هـ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180112160136/https://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single3/ar_nonit_Ibn_alQayyim.pdf |date=12 يناير 2018}}</ref> والتي يرد فيها على [[مشبهة|المشبهة]] و[[جهمية|المعطلة]]، والتي يفتتحها بقوله:
+يظهر من تصنيفات ابن القيم سعة حفظه [[شعر عربي|للشعر]] والأمثال. حيث أكثر من الاقتباس من [[شعر عربي|الشعر]] في كتبه.<ref name="أشعاره1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=عبد العظيم عبد السلام شرف الدين|عنوان=ابن قيم الجوزية عصره ومنهجه وآراؤه في الفقه والعقائد والتصوف|مسار=http://libback.uqu.edu.sa/hipres/e-book/eb1897.pdf|صفحة=76: 80|سنة=1405 هـ - 1984|ناشر=دار القلم|مكان=[[الكويت]]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180111224151/http://libback.uqu.edu.sa/hipres/e-book/eb1897.pdf | تاريخ أرشيف = 11 يناير 2018 }}</ref> كما كان شاعرًا يُنشد [[شعر عربي|الشعر]] ولكنه كان شاعرًا علميًّا لا أدبيًّا. فمن قصائده القصيدة الميمية من 112 بيتًا، والتي تحدث فيها عن مشهد الحجيج وانتفاضة البعث، وسبيل النجاة، وذكر الجنة ونعيمها.<ref name="ميمية">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=محمد بن صالح العثيمين|عنوان=التعليق على ميمية ابن القيم|مسار= https://play.google.com/books/reader?id=tqArDwAAQBAJ&printsec=frontcover&output=reader&hl=ar&pg=GBS.PP1|صفحة=5: 10|سنة=|ناشر=|مكان=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200306171812/https://play.google.com/books/reader?id=tqArDwAAQBAJ&printsec=frontcover&output=reader&hl=ar&pg=GBS.PP1|تاريخ أرشيف=2020-03-06}}</ref> وأشهر قصائده القصيدة النونية المُسماة [[الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية]] والتي بلغت أبياتها نحو ستة آلاف بيت، وعدها بكر أبو زيد 5842 بيتًا،<ref>[http://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single3/ar_nonit_Ibn_alQayyim.pdf بيت الإسلام: الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، إشراف بكر أبو زيد، طبعة دار الفوائد للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1428هـ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180112160136/https://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single3/ar_nonit_Ibn_alQayyim.pdf |date=12 يناير 2018}}</ref> والتي يرد فيها على [[مشبهة|المشبهة]] و[[جهمية|المعطلة]]، والتي يفتتحها بقوله:
 {{أبيات|
 حكم المحبة ثابت الأركان\\ما للصدود بفسخ ذاك يدان
@@ سطر 338: / سطر 341: @@
 فلذاك قاضي الحسن أثبت محضرًا\\بفساد حكم الهجر والسلوان
 وحكى لك الحكم المحال ونقضه\\فاسمع إذًا يا من له أذنان}}
-كما كان يُبدي نقده الشعري، فانتقد بيتًا ل[[أبو نواس|أبي نواس]] يكرر فيه نفس الكلمة عدة مرات، ويرى أن كذلك قدحًا في بلاغة الأبيات. كما يرى أن تضمين القصيدة آيات من [[القرآن]] معيب، فيقول: {{اقتباس مضمن|وهو مما ينبغي أن تعاف النفوس سماعه، وهو متدرج في التحريم لما فيه عدم الإجلال لكلام الله}}. وكان ابن القيم يستخدم ال[[سجع]] في كلامه، ويستخدم الأمثال والتصوير.<ref name="أشعاره2">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن قيم الجوزية، تحقيق: سعيد محمد نمر الخطيب|عنوان=[[الأمثال في القرآن (كتاب)|الأمثال في القرآن]] الكريم|مسار= https://books.google.com.eg/books?id=MEdICwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false|صفحة=158: 165|سنة=1981|ناشر=دار المعرفة|مكان=[[بيروت]]|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200306171814/https://books.google.com.eg/books?id=MEdICwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false|تاريخ أرشيف=2020-03-06}}</ref>
+كما كان يُبدي نقده الشعري، فانتقد بيتًا [[أبو نواس|لأبي نواس]] يكرر فيه نفس الكلمة عدة مرات، ويرى ذلك قدحًا في بلاغة الأبيات. كما يرى أن تضمين القصيدة آيات من [[القرآن]] معيب، فيقول: {{اقتباس مضمن|وهو مما ينبغي أن تعاف النفوس سماعه، وهو متدرج في التحريم لما فيه عدم الإجلال لكلام الله}}. وكان ابن القيم يستخدم ال[[سجع]] في كلامه، ويستخدم الأمثال والتصوير.<ref name="أشعاره2">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=ابن قيم الجوزية، تحقيق: سعيد محمد نمر الخطيب|عنوان=[[الأمثال في القرآن (كتاب)|الأمثال في القرآن]] الكريم|مسار= https://books.google.com.eg/books?id=MEdICwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false|صفحة=158: 165|سنة=1981|ناشر=دار المعرفة|مكان=[[بيروت]]|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200306171814/https://books.google.com.eg/books?id=MEdICwAAQBAJ&printsec=frontcover&hl=ar#v=onepage&q&f=false|تاريخ أرشيف=2020-03-06}}</ref>
 == انظر أيضًا ==
-* [[الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية|نونية ابن القيم]]
+* [[الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية|نونية ابن القيم]].
-* [[ابن الجوزي|أبو الفرج بن الجوزي]]
+* [[ابن الجوزي|أبو الفرج بن الجوزي]].
-* [[الرد الوافر]]
+* [[الرد الوافر]].
-* [[تهذيب سنن أبي داود|كتاب تهذيب سنن أبي داود]]
+* [[تهذيب سنن أبي داود|كتاب تهذيب سنن أبي داود]].
-* [[الرسالة التبوكية (كتاب)]]
+* [[الرسالة التبوكية (كتاب)|كتاب الرسالة التبوكية]].
-* [[الطرق الحكمية]]
+* [[الطرق الحكمية]].
-* [[التبيان في أقسام القرآن|كتاب التبيان في أيمان القرآن]]
+* [[التبيان في أقسام القرآن|كتاب التبيان في أيمان القرآن]].
 == هوامش ==
-* {{هامش|1}}: [[المدرسة الجوزية]] هي من أشهر مدارس الحنابلة ب[[دمشق]]، سُميت بذلك نسبةً إلى واقفها [[ابن الجوزي]]. تقع في البزورية المُسمى قديمًا سوق القمح.<ref>منادمة الأطلال، لعبد القادر بن أحمد بن مصطفى بدران الحنبلي، صـ 227، الطبعة الثانية سنة 1379 هـ.
+* {{هامش|1}}: [[المدرسة الجوزية]] هي من أشهر مدارس ال[[حنابلة]] ب[[دمشق]]، سُميت بذلك نسبةً إلى واقفها [[ابن الجوزي]]. تقع في البزورية المُسمى قديمًا سوق القمح.<ref>منادمة الأطلال، لعبد القادر بن أحمد بن مصطفى بدران الحنبلي، صفحة 227، الطبعة الثانية، سنة [[1379 هـ|1379هـ]]، طبعة المكتب الإسلامي، [[دمشق]].</ref>
- طبعة المكتب الإسلامي - دمشق</ref>
+* {{هامش|2}}: إبراهيم بن أحمد بن هلال بن بدر، [[حنابلة|الحنبلي]]، ولد سنة [[688 هـ|688هـ]]، واشتغل على [[ابن تيمية|ابن تَيْمِيَّة]] و[[ابن الزملكاني]]، ومهر وتقدم في الفتيا، ودرَّس في المدرسة [[حنابلة|الحنبلية]] عوضاً عن [[ابن تيمية|ابن تَيْمِيَّة]] لَمَّا سُجِن، توفي سنة [[741 هـ|741هـ]].<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1047&pid=532519 الذيل على طبقات الحنابلة، وفيات المائة الثامنة، إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن هلال الزرعي ثُمَّ الدمشقي، موقع إسلام ويب، اطلع عليه في 10 يناير 2018.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180111052700/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1047&pid=532519 |date=11 يناير 2018}}</ref>
-* {{هامش|2}}: إبراهيم بن أحمد بن هلال بن بدر، الحنبلي، ولد سنة [[688 هـ]]، واشتغل على [[ابن تيمية|ابن تَيْمِيَّة]] و[[ابن الزملكاني]]، ومهر وتقدم في الفتيا، ودرَّس في المدرسة الحنبلية عوضاً عن ابن تَيْمِيَّة لَمَّا سُجِن، توفي سنة [[741 هـ]].<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1047&pid=532519 الذيل على طبقات الحنابلة، وفيات المائة الثامنة، إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن هلال الزرعي ثُمَّ الدمشقي، موقع إسلام ويب، اطلع عليه في 10 يناير 2018] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180111052700/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1047&pid=532519 |date=11 يناير 2018}}</ref>
+* {{هامش|3}}: [[محمد جميل الشطي|محمد بن جميل بن عمر بن محمد الشطي]]، فقيه، فرضي، مؤرخ، ناثر، ناظم، توفي سنة [[1379 هـ|1379هـ]].<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q113535201|ج=9|ص=161}}</ref>
-* {{هامش|3}}: [[محمد جميل الشطي|محمد بن جميل بن عمر بن محمد الشطي]]، فقيه، فرضي، مؤرخ، ناثر، ناظم، توفي سنة [[1379 هـ]].<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q113535201|ج=9|ص=161}}</ref>
+* {{هامش|4}}: عدَّ [[محمد رشيد رضا]] في "مجلة المنار" كلًا من [[ابن تيمية]] وابن القيم [[قائمة المجددين في الإسلام وفق آراء العلماء|كمجددين]] في آخر [[قرن 7 هـ|القرن السابع]] وأول [[قرن 8 هـ|الثامن]] الهجريين.<ref>{{استشهاد ويب|مؤلف=[[محمد رشيد رضا]]|عنوان=مجددو القرون السابقة في الدين والدنيا، مجلة المنار، تصدير التاريخ، العدد رقم (1)، جمادى الآخرة 1350 هـ 3 أكتوبر 1931م|صفحات=3-4|مسار=http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2597211&ISSUEID=3516&AID=95987|تاريخ الوصول=27 ربيع الثاني 1439هـ|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20180114020208/http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2597211&ISSUEID=3516&AID=95987|تاريخ أرشيف=27 ربيع الثاني 1439هـ|موقع=موقع أرشيف المجلات}}</ref>
-* {{هامش|4}}: عدَّ [[محمد رشيد رضا]] في مجلة المنار كلًا من [[ابن تيمية]] وابن القيم [[قائمة المجددين في الإسلام وفق آراء العلماء|كمجددين]] في آخر [[قرن 7 هـ|القرن السابع]] وأول [[قرن 8 هـ|الثامن]] الهجريين.<ref>{{استشهاد ويب|مؤلف=[[محمد رشيد رضا]]|عنوان=مجددو القرون السابقة في الدين والدنيا، مجلة المنار، تصدير التاريخ، العدد رقم (1)، جمادى الآخرة 1350 هـ 3 أكتوبر 1931م|صفحات=3-4|مسار=http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2597211&ISSUEID=3516&AID=95987|تاريخ الوصول=27 ربيع الثاني 1439هـ|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20180114020208/http://archive.sakhrit.co/newPreview.aspx?PID=2597211&ISSUEID=3516&AID=95987|تاريخ أرشيف=27 ربيع الثاني 1439هـ|موقع=موقع أرشيف المجلات}}</ref>
 == المراجع ==
@@ سطر 362: / سطر 364: @@
 {{روابط شقيقة}}
 * {{روابط فنية}}
-* [https://www.ibnalqayem.net/ موقع ابن القيّم]
+* [https://www.ibnalqayem.net/ موقع ابن القيّم].
-* [https://web.archive.org/web/20161110225338/https://play.google.com/store/apps/details?id=com.alukah.kotobibntaymiawibnkayem كتب ابن القيم وابن تيمية] على [[جوجل بلاي]]
+* [https://web.archive.org/web/20161110225338/https://play.google.com/store/apps/details?id=com.alukah.kotobibntaymiawibnkayem كتب ابن القيم وابن تيمية] على [[جوجل بلاي]].
-* [http://www.saaid.net/book/search.php?do=all&u=%C7%C8%E4%20%DE%ED%E3%20%C7%E1%CC%E6%D2%ED%C9 كتب ابن القيم على مكتبة صيد الفوائد]
+* [http://www.saaid.net/book/search.php?do=all&u=%C7%C8%E4%20%DE%ED%E3%20%C7%E1%CC%E6%D2%ED%C9 كتب ابن القيم على مكتبة صيد الفوائد].
 * [https://web.archive.org/web/20181104120304/http://www.alukah.net/culture/0/7264 نظرة على مؤلّفات الإمام ابن القيم]، مقال على شبكة [[شبكة الألوكة|الألوكة]].
@@ سطر 373: / سطر 375: @@
 {{ابن تيمية}}
 {{ضبط استنادي}}
-{{شريط بوابات|أعلام|الإسلام|الحديث النبوي|الدولة المملوكية|مصر}}
+{{شريط بوابات|الإسلام|الحديث النبوي|أعلام|الدولة المملوكية|مصر}}
 {{شريط محتوى متميز|مختارة|التاريخ=16 مايو 2018|النسخة=28662878}}

ابن قيم الجوزية: الفرق بين النسختين

ابن قيم الجوزية (عرض المصدر)

نسخة 01:11، 17 فبراير 2024