4٬629
تعديل
تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
عبود السكاف (نقاش | مساهمات) ط (تصنيف صيانة) |
عبود السكاف (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر 24: | سطر 24: | ||
والده هو الخليفة [[عبد الملك بن مروان]] الذي يُعد من أعظم الخلفاء، ويُعدُّ مؤسس [[الدولة الأموية]] الثاني، وجده هو الخليفة [[مروان بن الحكم]]. وهو أخ غير شقيق لكُلِّ من؛ الخليفة [[الوليد بن عبد الملك]]، و[[سليمان بن عبد الملك]]، و[[يزيد بن عبد الملك]]، و[[هشام بن عبد الملك]]. وهو عم لثلاثة من الخلفاء هم؛ [[الوليد بن يزيد]]، و[[يزيد بن الوليد]]، و[[إبراهيم بن الوليد]]. وابن عم لخليفتين هما؛ [[عمر بن عبد العزيز]]، و[[مروان بن محمد]]. | والده هو الخليفة [[عبد الملك بن مروان]] الذي يُعد من أعظم الخلفاء، ويُعدُّ مؤسس [[الدولة الأموية]] الثاني، وجده هو الخليفة [[مروان بن الحكم]]. وهو أخ غير شقيق لكُلِّ من؛ الخليفة [[الوليد بن عبد الملك]]، و[[سليمان بن عبد الملك]]، و[[يزيد بن عبد الملك]]، و[[هشام بن عبد الملك]]. وهو عم لثلاثة من الخلفاء هم؛ [[الوليد بن يزيد]]، و[[يزيد بن الوليد]]، و[[إبراهيم بن الوليد]]. وابن عم لخليفتين هما؛ [[عمر بن عبد العزيز]]، و[[مروان بن محمد]]. | ||
بدأت حروبه في عهد والده الخليفة [[عبد الملك بن مروان]] واستمر بشكل سنوي بغزو [[رومان (توضيح)|الروم]] و[[خزر|الخزر]] خلال عهد أخيه الخليفة [[الوليد بن عبد الملك]] وأخيه الخليفة [[سليمان بن عبد الملك]] حتى استطاع عام [[98 هـ]]-[[717]] م، وتوقف في عهد ابن عمه [[عمر بن عبد العزيز]] سنتين وعاد مجدداً لميدان القتال بعهد أخيه الخليفة [[يزيد بن عبد الملك]] حيثُ قاتل جماعات من [[خوارج|الخوارج]] في [[العراق]] واستطاع القضاء على [[ثورة يزيد بن المهلب]] في [[معركة العقر]]، وفي عهد أخيه [[هشام بن عبد الملك]] عاد للجهاد فظلَّ يُحارب الروم والخزر حتى عام [[114 هـ]]-[[732]] م ثم توقف لمدة ست سنين حتى عام [[121 هـ]]-[[738]] م وعاد لمحاربة الروم وهي السنة التي مات فيها. | بدأت حروبه في عهد والده الخليفة [[عبد الملك بن مروان]] واستمر بشكل سنوي بغزو [[رومان (توضيح)|الروم]] و[[خزر|الخزر]] خلال عهد أخيه الخليفة [[الوليد بن عبد الملك]] وأخيه الخليفة [[سليمان بن عبد الملك]] حتى استطاع الوصول إلى عاصمة الإمبراطورية البيزنطية القسطنطينية عام [[98 هـ]]-[[717]] م، وتوقف في عهد ابن عمه [[عمر بن عبد العزيز]] سنتين وعاد مجدداً لميدان القتال بعهد أخيه الخليفة [[يزيد بن عبد الملك]] حيثُ قاتل جماعات من [[خوارج|الخوارج]] في [[العراق]] واستطاع القضاء على [[ثورة يزيد بن المهلب]] في [[معركة العقر]]، وفي عهد أخيه [[هشام بن عبد الملك]] عاد للجهاد فظلَّ يُحارب الروم والخزر حتى عام [[114 هـ]]-[[732]] م ثم توقف لمدة ست سنين حتى عام [[121 هـ]]-[[738]] م وعاد لمحاربة الروم وهي السنة التي مات فيها. | ||
بدأ مَسلمة حياته الحربية والعسكرية وهو فتى صغير كجندي في جيش عمه [[محمد بن مروان]] الذي فتح [[أرمينيا]] ومنطقة [[جنوب القوقاز]]، وأعطى مَسلمة الفرصة الأولى ليبدأ عمله قائداً عسكرياً إذ ولَّاه خلال فتوحاته في [[القوقاز]] على جيش وأمره بالذهاب لغزو [[خزر|الخزر]] في [[روسيا]] فهزمهم بعد حِصار دام طويلاً. واستولى على أقوى مدنهم. وكانت أولى غزواته على الروم بعدها مباشرة حيث استدعاه والده مع عمه من [[القوقاز]] بسبب محاولة الروم غزو [[بلاد الشام|الشام]] فجهز جيشاً ضخماً واستعمل عليه مَسلمة ووجه إلى [[الأناضول]] لغزو الروم، ومِن حينها استمر يغزو بشكل سنوي حتى استطاع الوصول إلى عاصمة الدولة البيزنطية [[القسطنطينية]] ([[إسطنبول]] اليوم) عام [[98 هـ]]-[[717]] م، وكاد أن يفتحها لولا الظروف المناخية والثلوج والأمطار ومساعدة [[بلغار|البلغار]] للروم واستخدام الروم لسلاح [[النار الإغريقية]] ووفاة الخليفة [[سليمان بن عبد الملك]] حيثُ أجبره الخليفة الجديد [[عمر بن عبد العزيز]] على العودة والانسحاب من الحصار. ثم اتجه إلى القضاء على فتنة [[يزيد بن المهلب]] التي كادت أن تدمر الدولة الأموية فقضى عليه وأنهى الفتنة. وفي عهد هِشام بن عبد الملك عاد لغزو الروم والخزر، وكان يترك الجُبهة الروميَّة ويذهب لقتال الخزر في [[القوقاز]]، واستمر على هذا الحال حتى آخر عام من حياته وهو عام [[121 هـ]]-[[739]] م. | بدأ مَسلمة حياته الحربية والعسكرية وهو فتى صغير كجندي في جيش عمه [[محمد بن مروان]] الذي فتح [[أرمينيا]] ومنطقة [[جنوب القوقاز]]، وأعطى مَسلمة الفرصة الأولى ليبدأ عمله قائداً عسكرياً إذ ولَّاه خلال فتوحاته في [[القوقاز]] على جيش وأمره بالذهاب لغزو [[خزر|الخزر]] في [[روسيا]] فهزمهم بعد حِصار دام طويلاً. واستولى على أقوى مدنهم. وكانت أولى غزواته على الروم بعدها مباشرة حيث استدعاه والده مع عمه من [[القوقاز]] بسبب محاولة الروم غزو [[بلاد الشام|الشام]] فجهز جيشاً ضخماً واستعمل عليه مَسلمة ووجه إلى [[الأناضول]] لغزو الروم، ومِن حينها استمر يغزو بشكل سنوي حتى استطاع الوصول إلى عاصمة الدولة البيزنطية [[القسطنطينية]] ([[إسطنبول]] اليوم) عام [[98 هـ]]-[[717]] م، وكاد أن يفتحها لولا الظروف المناخية والثلوج والأمطار ومساعدة [[بلغار|البلغار]] للروم واستخدام الروم لسلاح [[النار الإغريقية]] ووفاة الخليفة [[سليمان بن عبد الملك]] حيثُ أجبره الخليفة الجديد [[عمر بن عبد العزيز]] على العودة والانسحاب من الحصار. ثم اتجه إلى القضاء على فتنة [[يزيد بن المهلب]] التي كادت أن تدمر الدولة الأموية فقضى عليه وأنهى الفتنة. وفي عهد هِشام بن عبد الملك عاد لغزو الروم والخزر، وكان يترك الجُبهة الروميَّة ويذهب لقتال الخزر في [[القوقاز]]، واستمر على هذا الحال حتى آخر عام من حياته وهو عام [[121 هـ]]-[[739]] م. | ||
سطر 89: | سطر 89: | ||
في صباح اليوم التالي جمع مَسلمة جيشه وصفه صفوفاً أمام باب المدينة وجعل أبطال الجيش وشُجعانهم في المقدمة بجانبه ووضع قائداً عليهم [[عبد الله البطال]]، فخرج الروم للقتال كالعادة فاختلط الفريقان واشتبكت الحرب على باب المدينة، وفي أثناء ذلك فتح قرطس باب المدينة فدخل المسلمين المدينة وهجموا على بقية جنودها فقتلوا بعضاً وأسروا بعضاً منهم، وبذات اللحظة فتح الحاكم إفريطون باباً آخر من أبواب المدينة وهرب منه باتجاه مدينة اسمها مدينة «المسيحية» بينما فتح المسلمين مدينة السماوة الكبرى وأحكموا سيطرتهم عليها، وجُمِعت غنائمها فَقُدِرت بـ ألف ألف و300 ألف من الفضة والذهب والأمتعة والحيوانات والعبيد فأخرج مَسلمة منها الخُمُس وأرسله إلى والده عبد الملك بن مروان ووزع الباقي على المسلمين.<ref name="و" /><ref name="بن">[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_126#topكتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 126] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191217043424/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_126 |date=17 ديسمبر 2019}}</ref> | في صباح اليوم التالي جمع مَسلمة جيشه وصفه صفوفاً أمام باب المدينة وجعل أبطال الجيش وشُجعانهم في المقدمة بجانبه ووضع قائداً عليهم [[عبد الله البطال]]، فخرج الروم للقتال كالعادة فاختلط الفريقان واشتبكت الحرب على باب المدينة، وفي أثناء ذلك فتح قرطس باب المدينة فدخل المسلمين المدينة وهجموا على بقية جنودها فقتلوا بعضاً وأسروا بعضاً منهم، وبذات اللحظة فتح الحاكم إفريطون باباً آخر من أبواب المدينة وهرب منه باتجاه مدينة اسمها مدينة «المسيحية» بينما فتح المسلمين مدينة السماوة الكبرى وأحكموا سيطرتهم عليها، وجُمِعت غنائمها فَقُدِرت بـ ألف ألف و300 ألف من الفضة والذهب والأمتعة والحيوانات والعبيد فأخرج مَسلمة منها الخُمُس وأرسله إلى والده عبد الملك بن مروان ووزع الباقي على المسلمين.<ref name="و" /><ref name="بن">[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_126#topكتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 126] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191217043424/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_126 |date=17 ديسمبر 2019}}</ref> | ||
ثم توجه مسلمة بجيشه لمدينة «المسيحية» فلمّا اقترب المسلمون من الوصول إليها عَلِم إفريطون بذلك فأرسل لبقية الروم يطلب النجدة فاستطاع جمع جيش يُقدر بـ 70 ألف جندي، وقسم جيشه بينه وبين [[بطريرك]] اسمه شماس فأرسل شماس مع 30 ألف جندي لمُقاتلة مَسلمة ولحقه هو مع 40 ألف جندي، وما أن وصل جيش شماس للمسلمين حتى بدأت المعركة فاقتتلوا قتال شديد، وشد الروم على المسلمين حتى تراجعوا إلى مدينة السماوة الكبرى ثم شد المسلمين على الروم مما جعل جيش شماس يهرب لمدينة المسيحية واشتبك القتال على باب المدينة، وشدَّ القائد شماس على المسلمين فكان يهجم عليهم المرة تلو الأخرى فيقتل ثم يتراجع إلى الجيش حتى استطاع قتل عدداً بسيطاً من المسلمين، وهجمت جماعة من | ثم توجه مسلمة بجيشه لمدينة «المسيحية» فلمّا اقترب المسلمون من الوصول إليها عَلِم إفريطون بذلك فأرسل لبقية الروم يطلب النجدة فاستطاع جمع جيش يُقدر بـ 70 ألف جندي، وقسم جيشه بينه وبين [[بطريرك]] اسمه شماس فأرسل شماس مع 30 ألف جندي لمُقاتلة مَسلمة ولحقه هو مع 40 ألف جندي، وما أن وصل جيش شماس للمسلمين حتى بدأت المعركة فاقتتلوا قتال شديد، وشد الروم على المسلمين حتى تراجعوا إلى مدينة السماوة الكبرى ثم شد المسلمين على الروم مما جعل جيش شماس يهرب لمدينة المسيحية واشتبك القتال على باب المدينة، وشدَّ القائد شماس على المسلمين فكان يهجم عليهم المرة تلو الأخرى فيقتل ثم يتراجع إلى الجيش حتى استطاع قتل عدداً بسيطاً من المسلمين، وهجمت جماعة من الروم على الضحاك بن يزيد السُلمي فقتلوه مع جماعة من المسلمين، وأتى إفريطون مع جيشه فتقدم له الأمير محمد بن [[عبد العزيز بن مروان]] الأموي (أخ الخليفة [[عمر بن عبد العزيز]] وابن عم مَسلمة بن عبد الملك) وهو يقول من الشِعر:<ref name="بن" /> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
قَدْ عَلِمَ اَلْرُّومُ وَمَنْ وَاَلَاَهَا\\وَكُلُّ عِلْجٍ أْقَلَفْ سَاَوَاَهَا | |||
إِنّيٍ إِذَا اَلْحْرْبُّ خَبَتَّ لَظَاهَا\\أَلقَيِتُ أَخْرَاهَا عَلَىَ أْوُلاهَا<ref name="بن" />}} | |||
فتبارز محمد مع إفريطون طويلاً، ثم اختلفا بطعنتين فطعن إفريطون مُحمد طعنة أودت بحياته وتوفي، فاغتم المسلمون وحزنوا لقتله وغضبوا، عندها تقدم [[عبد الله البطال]] لإفريطون وهو يقول من الشِعر:<ref name="بن" /> | فتبارز محمد مع إفريطون طويلاً، ثم اختلفا بطعنتين فطعن إفريطون مُحمد طعنة أودت بحياته وتوفي، فاغتم المسلمون وحزنوا لقتله وغضبوا، عندها تقدم [[عبد الله البطال]] لإفريطون وهو يقول من الشِعر:<ref name="بن" /> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
لَا بُّدَّ مِن عرضٍ ومن مقامٍ\\على مليكٌ صمدٌ منعام | |||
فجاهدي يا نفسُ لا تُلامي\\بٍكُلِّ عضبٍ ذكر حسام<ref name="بن" />}} | |||
ثم تبارز مع إفريطون وطعنه فَقُتِل إفريطون ثم نزل مِن على فرسه وقطع رأس إفريطون على رمحه فصاح المسلمين «الله أكبر»،<ref name="بن" /> ونظر الجيش الرومي لرأس قائدهم فانكسروا بسبب قتل إفريطون وضعفوا وارتعبوا فهربوا فاجتمعت عليهم عساكر المسلمين يقتلونهم من جهة ويأسرونهم من جهة، فقُتِلَ منهم الكثير وانهزم الباقين وسلموا مدينة «المسيحية» بجميع ما فيها ففتحها المسلمين عنوة وقتلوا جنودها، وأخذوا غنائمها التي كانت تُقدر بـ 200 ألف مثقال من الذهب والفضة إضافة للأمتعة والحيوانات والعبيد.<ref name="كوفي">[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_127#topكتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 127] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191217043430/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_127 |date=17 ديسمبر 2019}}</ref> | ثم تبارز مع إفريطون وطعنه فَقُتِل إفريطون ثم نزل مِن على فرسه وقطع رأس إفريطون على رمحه فصاح المسلمين «الله أكبر»،<ref name="بن" /> ونظر الجيش الرومي لرأس قائدهم فانكسروا بسبب قتل إفريطون وضعفوا وارتعبوا فهربوا فاجتمعت عليهم عساكر المسلمين يقتلونهم من جهة ويأسرونهم من جهة، فقُتِلَ منهم الكثير وانهزم الباقين وسلموا مدينة «المسيحية» بجميع ما فيها ففتحها المسلمين عنوة وقتلوا جنودها، وأخذوا غنائمها التي كانت تُقدر بـ 200 ألف مثقال من الذهب والفضة إضافة للأمتعة والحيوانات والعبيد.<ref name="كوفي">[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_127#topكتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 127] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191217043430/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_127 |date=17 ديسمبر 2019}}</ref> | ||
وبعدها حلَّ الشتاء وأتى معه الثلوج والأمطار والبرد الشديد لذلك بقي الجيش المسلم في مدينة المسيحية حتى انحسر الشتاء تركوها وزحفوا إلى مدينة «بدروق»، وكان بها حاكم اسمه «لبوس» وهو أحد المقربين والمُعَظمين عند ملك الروم، فلمّا عَلِم بمسير المسلمين له راسل الملك يخبره بذلك ويطلب منه المدد والمساعدة فأرسله له الإمبراطور 50 ألف جندي واستطاع لبوس أن يجمع بنفسه 30 ألف جندي فأصبح عدد جنوده الكُلي 80 ألف جندي، وجهز لبوس على أسوار المدينة المجانيق والعرادات لقصف المسلمين، فلمّا وصل مسلمة بن عبد الملك بالجيش خرج إليه لبوس مع الـ 80 ألف فارس ووضع عن يمينه صليب وعن يساره صليب آخر، فنظر [[عبد الله البطال]] إليه وإلى الصلبان فذهب إلى مَسلمة بن عبد الملك واستأذنه في الخروج لمبارزة لبوس، فقال له مَسلمة: {{اقتباس مضمن|أذنت لك، ولكن انظر أين تضع رمحك!}}، فرد البطال: {{اقتباس مضمن|كفيتَ أيها الأمير! ليس مثلي من يحتاج إلى الوصية في مثل هذا الوقت}}، ثم تقدم البطال وهو يقول من الشعر:<ref name="كوفي" /> | وبعدها حلَّ الشتاء وأتى معه الثلوج والأمطار والبرد الشديد لذلك بقي الجيش المسلم في مدينة المسيحية حتى انحسر الشتاء تركوها وزحفوا إلى مدينة «بدروق»، وكان بها حاكم اسمه «لبوس» وهو أحد المقربين والمُعَظمين عند ملك الروم، فلمّا عَلِم بمسير المسلمين له راسل الملك يخبره بذلك ويطلب منه المدد والمساعدة فأرسله له الإمبراطور 50 ألف جندي واستطاع لبوس أن يجمع بنفسه 30 ألف جندي فأصبح عدد جنوده الكُلي 80 ألف جندي، وجهز لبوس على أسوار المدينة المجانيق والعرادات لقصف المسلمين، فلمّا وصل مسلمة بن عبد الملك بالجيش خرج إليه لبوس مع الـ 80 ألف فارس ووضع عن يمينه صليب وعن يساره صليب آخر، فنظر [[عبد الله البطال]] إليه وإلى الصلبان فذهب إلى مَسلمة بن عبد الملك واستأذنه في الخروج لمبارزة لبوس، فقال له مَسلمة: {{اقتباس مضمن|أذنت لك، ولكن انظر أين تضع رمحك!}}، فرد البطال: {{اقتباس مضمن|كفيتَ أيها الأمير! ليس مثلي من يحتاج إلى الوصية في مثل هذا الوقت}}، ثم تقدم البطال وهو يقول من الشعر:<ref name="كوفي" /> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
قل للأمير ذي الصيال مَسلمة\\وابن الكرام السادة المُكرمة | |||
ومقعص الأبطال يوم الملحمة\\إني أنا [[عبد الله البطال|البطال]] جدي علقمة | |||
كم ساعِدٍ و[[خوذة|بيضة]] وجُمجمة\\طرحتها عند هياج الغمغمة | |||
وأسمر رويته من غلصمة\\وأنت محمودٌ بكل مكرمة<ref name="كوفي" />}} | |||
ثم خرج من صف الجيش وجال جولة بفرسه ثم انطلق مُسرعاً للجيش الرومي فدخل صفوفهم وأخذ يُقاتلهم حتى اخترقهم ووصل للقائد لبوس فضربه بسيفه على رأسه ضربة كسرت تاجه وفلقت أعلى رأسه فسقط لبوس قتيلاً يتخبط في دمائه، عندها تخبط الروم وهربوا مِن غير قِتال فهجم عليهم المسلمين فقتلوا أعداداً ضخمة منهم وهرب الباقون إلى [[القسطنطينية]]، واقتحم المسلمين مدينة بدروق وفتحوها، وجمع مَسلمة غنائمها فأخرج الخُمُس منها وأرسل إلى والده عبد الملك، وقسم الباقي على المسلمين، وأنشأ [[عبد الله البطال]] أبياتاً من الشعر يقول فيها:<ref name="كوفي" /><ref name="أحمد">[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_128#topكتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 128] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191217043416/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_128 |date=17 ديسمبر 2019}}</ref> | ثم خرج من صف الجيش وجال جولة بفرسه ثم انطلق مُسرعاً للجيش الرومي فدخل صفوفهم وأخذ يُقاتلهم حتى اخترقهم ووصل للقائد لبوس فضربه بسيفه على رأسه ضربة كسرت تاجه وفلقت أعلى رأسه فسقط لبوس قتيلاً يتخبط في دمائه، عندها تخبط الروم وهربوا مِن غير قِتال فهجم عليهم المسلمين فقتلوا أعداداً ضخمة منهم وهرب الباقون إلى [[القسطنطينية]]، واقتحم المسلمين مدينة بدروق وفتحوها، وجمع مَسلمة غنائمها فأخرج الخُمُس منها وأرسل إلى والده عبد الملك، وقسم الباقي على المسلمين، وأنشأ [[عبد الله البطال]] أبياتاً من الشعر يقول فيها:<ref name="كوفي" /><ref name="أحمد">[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_128#topكتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 128] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191217043416/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_128 |date=17 ديسمبر 2019}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
لقد عَلِم الروم الأراجس أننا\\قتلنا لدى الهيجاء منها رئيسها | |||
تركنا لبوساً في القتام مجدلاً\\فقبحَّ ربي ذو الجلال لبوسها | |||
ونحن أبدنا في العجاج كماتهم\\ونحن هزمنا جيشها وحميسها | |||
ونحن إذا ما الحرب ثبت وأرهجت\\نخوض لظاها عنوة ووطيسها | |||
ونحن قسمنا فيئها ونساءها\\ببدروق لما أن أثرنا شريسها | |||
وكان لبوساً كهفها وعِمادها\\وكان لعمري ليثها وهموسها | |||
وكانت له الأبطال تسطو لأنه\\إذا ناب أمرٌ لم تجده حسيسها | |||
وسوف تكر الخيل فينا شوازبا\\عناجيج تبدي في الغبار جسيسها | |||
نريد بها أليون كيما نثيره\\ونشفى لدى الحرب العوان نفوسها<ref name="أحمد" />}} | |||
وآخر فتوحات مَسلمة خلال عهد والده عبد الملك بن مروان، هي توليه غزوة الصائفة في صيف عام [[86 هـ]]-[[704]] بأرض الروم،<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=157707&bk_no=334&startno=5 سنة ست وثمانين - تاريخ الطبري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163220/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=157707&bk_no=334&startno=5 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=379&idfrom=753&idto=757&flag=0&bk_no=126&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سنة ست وثمانين - الكامل في التاريخ لابن الأثير] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163957/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=126&ID=379&idfrom=753&idto=757&bookid=126&startno=4 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/المنتظم%20في%20تاريخ%20الملوك%20والأمم%20**/غزا%20مسلمة%20بن%20عبد%20الملك%20أرض%20الروم/i50&d53155&c&p1#s20 سنة ست وثمانين - كتاب: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200123103400/http://www.al-eman.com/الكتب/المنتظم%20في%20تاريخ%20الملوك%20والأمم%20**/غزا%20مسلمة%20بن%20عبد%20الملك%20أرض%20الروم/i50&d53155&c&p1 |date=23 يناير 2020}}</ref> ولمّا بلادهم قتل وآسر الكثير من الروم حتى فَتَح حصنين هُما حصن «بولق» وحصن «الأخرم».<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1126&idfrom=1001&idto=1005&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سنة ست وثمانين - البداية والنهاية لابن كثير] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170807011314/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1001&idto=1005&bk_no=59&ID=1126 |date=07 أغسطس 2017}}</ref><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-25841/page-72 سنة ست وثمانين - العبر في خبر من غبر للذهبي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165344/http://shamela.ws/browse.php/book-25841/page-72 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-12398/page-339 سنة ست وثمانين - شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب لابن العماد الحنبلي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165425/http://shamela.ws/browse.php/book-12398/page-339 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=104&pid=59299 سنة ست وثمانين - تاريخ خليفة بن خياط] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164312/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=104&pid=59299 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=936&pid=444513 سنة ست وثمانين - تاريخ الإسلامي للذهبي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164229/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=936&pid=444513 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref name="ابن خلدون">[http://www.al-eman.com/الكتب/تاريخ%20ابن%20خلدون%20المسمى%20بـ%20«العبر%20وديوان%20المبتدأ%20والخبر%20في%20أيام%20العرب%20والعجم%20والبربر%20ومن%20عاصرهم%20من%20ذوي%20السلطان%20الأكبر»%20**/%20%20مقتل%20قتيبة%20بن%20مسلم%20/i38&d45391&c&p1#s11 الصوائف - تاريخ ابن خلدون] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200124023752/http://www.al-eman.com/الكتب/تاريخ%20ابن%20خلدون%20المسمى%20بـ%20«العبر%20وديوان%20المبتدأ%20والخبر%20في%20أيام%20العرب%20والعجم%20والبربر%20ومن%20عاصرهم%20من%20ذوي%20السلطان%20الأكبر»%20**/%20%20مقتل%20قتيبة%20بن%20مسلم%20/i38&d45391&c&p1 |date=24 يناير 2020}}</ref><ref name="تاريخ دمشق">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62236 وغزا مسلمة بن عبد الملك...- تاريخ دمشق لابن عساكر] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234302/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62236 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref name="ابن الكلبي">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62237 ابن الكلبي: غزا مَسلمة بن....- تاريخ دمشق] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104233749/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62237 |date=04 يناير 2017}}</ref> | وآخر فتوحات مَسلمة خلال عهد والده عبد الملك بن مروان، هي توليه غزوة الصائفة في صيف عام [[86 هـ]]-[[704]] بأرض الروم،<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=157707&bk_no=334&startno=5 سنة ست وثمانين - تاريخ الطبري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163220/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=157707&bk_no=334&startno=5 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=379&idfrom=753&idto=757&flag=0&bk_no=126&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سنة ست وثمانين - الكامل في التاريخ لابن الأثير] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163957/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=126&ID=379&idfrom=753&idto=757&bookid=126&startno=4 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/المنتظم%20في%20تاريخ%20الملوك%20والأمم%20**/غزا%20مسلمة%20بن%20عبد%20الملك%20أرض%20الروم/i50&d53155&c&p1#s20 سنة ست وثمانين - كتاب: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200123103400/http://www.al-eman.com/الكتب/المنتظم%20في%20تاريخ%20الملوك%20والأمم%20**/غزا%20مسلمة%20بن%20عبد%20الملك%20أرض%20الروم/i50&d53155&c&p1 |date=23 يناير 2020}}</ref> ولمّا بلادهم قتل وآسر الكثير من الروم حتى فَتَح حصنين هُما حصن «بولق» وحصن «الأخرم».<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=1126&idfrom=1001&idto=1005&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سنة ست وثمانين - البداية والنهاية لابن كثير] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170807011314/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1001&idto=1005&bk_no=59&ID=1126 |date=07 أغسطس 2017}}</ref><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-25841/page-72 سنة ست وثمانين - العبر في خبر من غبر للذهبي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165344/http://shamela.ws/browse.php/book-25841/page-72 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-12398/page-339 سنة ست وثمانين - شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب لابن العماد الحنبلي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165425/http://shamela.ws/browse.php/book-12398/page-339 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=104&pid=59299 سنة ست وثمانين - تاريخ خليفة بن خياط] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164312/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?hflag=1&bk_no=104&pid=59299 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=936&pid=444513 سنة ست وثمانين - تاريخ الإسلامي للذهبي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164229/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=936&pid=444513 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref name="ابن خلدون">[http://www.al-eman.com/الكتب/تاريخ%20ابن%20خلدون%20المسمى%20بـ%20«العبر%20وديوان%20المبتدأ%20والخبر%20في%20أيام%20العرب%20والعجم%20والبربر%20ومن%20عاصرهم%20من%20ذوي%20السلطان%20الأكبر»%20**/%20%20مقتل%20قتيبة%20بن%20مسلم%20/i38&d45391&c&p1#s11 الصوائف - تاريخ ابن خلدون] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200124023752/http://www.al-eman.com/الكتب/تاريخ%20ابن%20خلدون%20المسمى%20بـ%20«العبر%20وديوان%20المبتدأ%20والخبر%20في%20أيام%20العرب%20والعجم%20والبربر%20ومن%20عاصرهم%20من%20ذوي%20السلطان%20الأكبر»%20**/%20%20مقتل%20قتيبة%20بن%20مسلم%20/i38&d45391&c&p1 |date=24 يناير 2020}}</ref><ref name="تاريخ دمشق">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62236 وغزا مسلمة بن عبد الملك...- تاريخ دمشق لابن عساكر] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234302/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62236 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref name="ابن الكلبي">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62237 ابن الكلبي: غزا مَسلمة بن....- تاريخ دمشق] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104233749/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62237 |date=04 يناير 2017}}</ref> | ||
سطر 144: | سطر 140: | ||
وأصابت المسلمين مجاعة فاضطروا لأكل خيولهم، وتهتكت الأبنية التي بناها المسلمين لأنفسهم بسبب الجليد والثلج فاضطروا بأن يحفروا لأنفسهم أسراب أشبه بالجحور في الطريق لكي ينامون فيها ليلاً،<ref name="طوانة"/> فأرسل مسلمة بن عبد الملك رسالة على شكل قصيدة إلى الخليفة [[الوليد بن عبد الملك]] يشكو فيها الحال ويطلب المساعدة، يقول فيها: | وأصابت المسلمين مجاعة فاضطروا لأكل خيولهم، وتهتكت الأبنية التي بناها المسلمين لأنفسهم بسبب الجليد والثلج فاضطروا بأن يحفروا لأنفسهم أسراب أشبه بالجحور في الطريق لكي ينامون فيها ليلاً،<ref name="طوانة"/> فأرسل مسلمة بن عبد الملك رسالة على شكل قصيدة إلى الخليفة [[الوليد بن عبد الملك]] يشكو فيها الحال ويطلب المساعدة، يقول فيها: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أرِقتُ وصحراءُ الطُّوانَةِ بَيْنَنا\\لبرقٍ تَلالأ نحو عُمْرَةَ يَلْمَحُ | |||
أُزَاوِلُ أمرًا يَكُنْ ليُطِيقَهُ\\مِنَ الْقوْمِ إِلا اللَّوْذَعِيُّ الصَّمَحْمحُ <ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=388889&hid=53266 أرقت وصحراء الطوانة بيننا لبرق تلألأ - تاريخ دمشق] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234256/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=388889&hid=53266 |date=04 يناير 2017}}</ref>}} | |||
وقد كَتَم مسلمة على الوليد أمر أكلهم للخيول ولم يخبره، وأرسل الرسالة مع رجل من قبيلة '''بني فزارة''' [[بنو غطفان|الغطفانية]] فقام هذا الرجل بإخبار الوليد بأكل الخيول.<ref name="جليس">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=568&pid=308283&hid=73 فأبْلغ أميرَ الْمُؤْمِنِين بأنَّنا سِوَى - الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234205/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=568&pid=308283&hid=73 |date=04 يناير 2017}}</ref> | وقد كَتَم مسلمة على الوليد أمر أكلهم للخيول ولم يخبره، وأرسل الرسالة مع رجل من قبيلة '''بني فزارة''' [[بنو غطفان|الغطفانية]] فقام هذا الرجل بإخبار الوليد بأكل الخيول.<ref name="جليس">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=568&pid=308283&hid=73 فأبْلغ أميرَ الْمُؤْمِنِين بأنَّنا سِوَى - الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234205/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=568&pid=308283&hid=73 |date=04 يناير 2017}}</ref> | ||
ثم كتب الشاعر والفارس '''القعقاع بن خليد ال[[عبس (توضيح)|عبسي]]''' (وهو ابن عم "ولَّادة بنت العباس العبسية أم الخليفتان [[الوليد بن عبد الملك|الوليد]] و[[سليمان بن عبد الملك|سليمان]]) الذي كان قائداً من قادة جيش مسلمة رسالةً للخليفة الوليد على شكل قصيدة يخبره بحالهم السيئ، وتطرق فيها للفزاري الذي فشا السر للوليد، يقول فيها: | ثم كتب الشاعر والفارس '''القعقاع بن خليد ال[[عبس (توضيح)|عبسي]]''' (وهو ابن عم "ولَّادة بنت العباس العبسية أم الخليفتان [[الوليد بن عبد الملك|الوليد]] و[[سليمان بن عبد الملك|سليمان]]) الذي كان قائداً من قادة جيش مسلمة رسالةً للخليفة الوليد على شكل قصيدة يخبره بحالهم السيئ، وتطرق فيها للفزاري الذي فشا السر للوليد، يقول فيها: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
فأبْلغ [[الوليد بن عبد الملك|أميرَ الْمُؤْمِنِين]] رِسالة\\بأنَّنا سِوَى ما يَقُولُ اللَّوْذَعِيُّ الصَّمَحْمحُ | |||
أكلْنا لحومَ الخيل رَطْبًا ويابسًا\\وأكبادُنا من أكْلنا الخيلَ تَقْرَحُ | |||
ونحْسُبها نحو الطوانة ظُلّعا\\وليس لها حَوْلَ الطوانة مسرحُ | |||
فليت الفَزَارِيّ الَّذِي غشَّ نفسَهُ\\وَخَانَ أميرَ الْمُؤْمِنِين يُسَرَّحُ <ref name="جليس"/>}} | |||
طال الحصار حتى حل الربيع، وفيه أرسل أهل طوانة رسالة يطلبون فيها النجدة إلى الإمبراطور [[جستنيان الثاني]] الذي كان قد عاد من منفاه وحاصر [[القسطنطينية]] بجيش من البلغار وال[[سلاف]] وأخذ العرش مجدداً عام [[705|705 م]]، وعندما قرروا إرسال رسالتهم لجستنيان قاموا ليلاً بإخراج الكثير من كلابهم خارج المدينة لكي يخدعوا المسلمين وقاموا بإلباس رجلين من رجالهم جلود كلاب ميتة لكي يمران أمام الجيش بدون أن يشكون بهما، فسقطت رسالة أحد الرجلين فأمر مَسلمة بإحضاره فأمر الترجمان بقراءته فإذا فيه يطلب أهل طوانة العون والغوث من الإمبراطور وأن المسلمين ينتظرون المدد من الخليفة الوليد وإن كان جستنيان يريد مساعدتهم فعليه فعل ذلك الآن قبل أن تأتي المساعدة من أرض العرب، بعد تلك الرسالة قام [[جستنيان الثاني]] بإرسال جيش على رأسه القائدان '''ثيوفيلاكت سَليبَس''' و'''ثيودور كارتِروكَس''' إلى طوانة لإنقاذها.<ref name="طوانة"/><ref name="Stratos ">Lilie (1976), p. 117; Mango & Scott (1997), p. 526; Stratos (1980), pp. 145–146</ref> وفقاً لرواية المؤرخ [[ابن عساكر]] فإنَّ عدد الجنود الذين أرسلهم كانوا مئة ألف معهم الأسلحة والعدة وورائهم البغال والحيوانات تحمل الأطعمة والمؤونة لأهل طوانة.<ref name="طوانة"/> والمصادر البيزنطية تذكر أنَّ الجنود كانوا فلاحون مسلحين ولكنهم يفتقرون للخبرة العسكرية، ويرجع سبب ذلك إلى أن الجيش البيزنطي خاض في ذات العام معركة شديدة خسر فيها جيش جستنيان ضد البلغار، وأغلب جنوده وقاداته أما قُتِلوا أو تم أسرهم.<ref name="Stratos "/><ref>Lilie (1976), p. 117 (Note #41)</ref> | طال الحصار حتى حل الربيع، وفيه أرسل أهل طوانة رسالة يطلبون فيها النجدة إلى الإمبراطور [[جستنيان الثاني]] الذي كان قد عاد من منفاه وحاصر [[القسطنطينية]] بجيش من البلغار وال[[سلاف]] وأخذ العرش مجدداً عام [[705|705 م]]، وعندما قرروا إرسال رسالتهم لجستنيان قاموا ليلاً بإخراج الكثير من كلابهم خارج المدينة لكي يخدعوا المسلمين وقاموا بإلباس رجلين من رجالهم جلود كلاب ميتة لكي يمران أمام الجيش بدون أن يشكون بهما، فسقطت رسالة أحد الرجلين فأمر مَسلمة بإحضاره فأمر الترجمان بقراءته فإذا فيه يطلب أهل طوانة العون والغوث من الإمبراطور وأن المسلمين ينتظرون المدد من الخليفة الوليد وإن كان جستنيان يريد مساعدتهم فعليه فعل ذلك الآن قبل أن تأتي المساعدة من أرض العرب، بعد تلك الرسالة قام [[جستنيان الثاني]] بإرسال جيش على رأسه القائدان '''ثيوفيلاكت سَليبَس''' و'''ثيودور كارتِروكَس''' إلى طوانة لإنقاذها.<ref name="طوانة"/><ref name="Stratos ">Lilie (1976), p. 117; Mango & Scott (1997), p. 526; Stratos (1980), pp. 145–146</ref> وفقاً لرواية المؤرخ [[ابن عساكر]] فإنَّ عدد الجنود الذين أرسلهم كانوا مئة ألف معهم الأسلحة والعدة وورائهم البغال والحيوانات تحمل الأطعمة والمؤونة لأهل طوانة.<ref name="طوانة"/> والمصادر البيزنطية تذكر أنَّ الجنود كانوا فلاحون مسلحين ولكنهم يفتقرون للخبرة العسكرية، ويرجع سبب ذلك إلى أن الجيش البيزنطي خاض في ذات العام معركة شديدة خسر فيها جيش جستنيان ضد البلغار، وأغلب جنوده وقاداته أما قُتِلوا أو تم أسرهم.<ref name="Stratos "/><ref>Lilie (1976), p. 117 (Note #41)</ref> | ||
سطر 172: | سطر 166: | ||
فوافقه مسلمة بن عبد الملك وصالحه وأعطاه الأمان هو والبطارقة الـ 300 وخلا سبيلهم وفتحوا له المدينة، فوجد فيها ستين ألف شخص بين طفل وبالغ، وسقطت المدينة بيد المسلمين وأصبحت تحت سيطرتهم،<ref name="معه"/> وهُناك رواية مختلفة للفتح رواها [[أحمد بن أعثم|أحمد بن أعثم الكوفي]] الذي ذكر أنه حدثت معركة بين الفريقين فتقدم أحد الجنود من أهل [[المدينة المنورة]] اسمه ''' يعقوب بن عبد الله الأنصاري''' باتجاه باب طوانة ولحق به ثلاثة من إخوانه كانوا مع الجيش فبدأوا يقاتلون أشد القتال، فصاح مَسلمة بالمسلمين يحرضهم على الروم فانهزم الروم وتراجعوا، وجعل المسلمون قوم يُقاتلون وقوم يحفرون ويهدمون جزءً من السور فاستطاعوا إحداث نقب بالجدار فبادر ''' يعقوب بن عبد الله الأنصاري''' ودخل طوانة من ذلك النقب وجعل يقاتلهم وحده فقُطِعت إحدى قدميه، وبقي قائماً على تلك الحالة يقاتلهم على قدم واحدة وهو يقول:<ref>[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_120#top كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 120] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191217021327/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_120 |date=17 ديسمبر 2019}}</ref> | فوافقه مسلمة بن عبد الملك وصالحه وأعطاه الأمان هو والبطارقة الـ 300 وخلا سبيلهم وفتحوا له المدينة، فوجد فيها ستين ألف شخص بين طفل وبالغ، وسقطت المدينة بيد المسلمين وأصبحت تحت سيطرتهم،<ref name="معه"/> وهُناك رواية مختلفة للفتح رواها [[أحمد بن أعثم|أحمد بن أعثم الكوفي]] الذي ذكر أنه حدثت معركة بين الفريقين فتقدم أحد الجنود من أهل [[المدينة المنورة]] اسمه ''' يعقوب بن عبد الله الأنصاري''' باتجاه باب طوانة ولحق به ثلاثة من إخوانه كانوا مع الجيش فبدأوا يقاتلون أشد القتال، فصاح مَسلمة بالمسلمين يحرضهم على الروم فانهزم الروم وتراجعوا، وجعل المسلمون قوم يُقاتلون وقوم يحفرون ويهدمون جزءً من السور فاستطاعوا إحداث نقب بالجدار فبادر ''' يعقوب بن عبد الله الأنصاري''' ودخل طوانة من ذلك النقب وجعل يقاتلهم وحده فقُطِعت إحدى قدميه، وبقي قائماً على تلك الحالة يقاتلهم على قدم واحدة وهو يقول:<ref>[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_120#top كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 120] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191217021327/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_120 |date=17 ديسمبر 2019}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أضربُ بالسيف على فرد قدم\\والحر لا يجزع من وقع الألم | |||
والموت بعد الألف أشفى للقرم\\مع الذي أرجوه من باري النسم | |||
أرجو جناناً حققت كل النعم\\مع فتية كانوا لعمري كالبهم | |||
في مجمع الحرب إذا الحرب اضطرم\\خوفاً من الله العزيز ذي النقم <ref name="ص 121">[http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_121#top كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 7 - الصفحة 121] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20191217021326/http://shiaonlinelibrary.com/الكتب/3681_كتاب-الفتوح-أحمد-بن-أعثم-الكوفي-ج-7/الصفحة_121 |date=17 ديسمبر 2019}}</ref>}} | |||
فبقي يقاتل حتى دخل إليه إخوانه الثلاثة الذين قاتلوا معه ثم كبروا ونادوا الجيش فدخل من النقب وفتحوا باب طوانة فهزموا المقاتلين وفتحوا المدينة ونزف يعقوب بن عبد الله حتى مات وقُتِل إخوانه، وغنم المسلمين الكثير من الغنائم منها خيل وبغال وحمير وذهب وفضة وأثاث فاخر، فجمع مسلمة بن عبد الملك هذه الغنائم، فأخرج منها الخمس وقسم الباقي على المسلمين، ثم وجه بالخمس إلى الخليفة.<ref name="ص 121"/> | فبقي يقاتل حتى دخل إليه إخوانه الثلاثة الذين قاتلوا معه ثم كبروا ونادوا الجيش فدخل من النقب وفتحوا باب طوانة فهزموا المقاتلين وفتحوا المدينة ونزف يعقوب بن عبد الله حتى مات وقُتِل إخوانه، وغنم المسلمين الكثير من الغنائم منها خيل وبغال وحمير وذهب وفضة وأثاث فاخر، فجمع مسلمة بن عبد الملك هذه الغنائم، فأخرج منها الخمس وقسم الباقي على المسلمين، ثم وجه بالخمس إلى الخليفة.<ref name="ص 121"/> | ||
وأنشأ الشاعر [[جرير]] قصيدة عن فتح طوانة يقول في أولها: | وأنشأ الشاعر [[جرير]] قصيدة عن فتح طوانة يقول في أولها: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
إن الطوانة أرض الكفر خربها\\نصرٌ من الله يوم الزحف معلومُ <ref name="العيون" />}} | |||
ثم بعد فتح طوانة أكمل مَسلمة والعباس غزوهما بأرض الروم، ففتح مَسلمة اثنين من الحصون بجانب طوانة، وفتح أيضاً مدينة جرثومة، وفتح ثلاثة حصون أخرى بأرض الروم هم حصن «قسطنطين» وحصن «غزالة» وحصن «الأخرم»، وفي [[أنطاكية (توضيح)|أنطاكيا]] اجتمع الروم بجيش كبير وحاربوا مَسلمة والعباس بن الوليد فهزمهم مسلمة وخلال المعركة قتل المسلمين من الجيش الرومي حوالي 50 ألف جندي، ثم بعدها بذات السنة ذهب مَسلمة بجيشه إلى [[أذربيجان|اذربيجان]] فعبرها إلى مدينة [[دربند (روسيا)|دربند]] وفتحها مرة أخرى.<ref name="تاريخ دمشق" /><ref name="ابن الكلبي" /><ref name="العيون" /><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=334&pid=157727 سنة ثمان وثمانين - تاريخ الطبري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164402/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=334&pid=157727 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=381&idfrom=759&idto=759&flag=0&bk_no=126&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سنة ثمان وثمانون - الكامل في التاريخ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234303/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=759&idto=759&bk_no=126&ID=381 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=59309&bk_no=104&startno=1 سنة ثمان وثمانين - تاريخ خليفة بن خياط] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163755/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=59309&bk_no=104&startno=1 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=936&pid=444517 سنة ثمان وثمانين - تاريخ الإسلام للذهبي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163952/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=936&pid=444517 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/المنتظم%20في%20تاريخ%20الملوك%20والأمم%20**/%20ثم%20دخلت%20سنة%20ثمان%20وثمانين/i50&d53161&c&p1#s5 سنة ثمان وثمانين - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190213004650/http://www.al-eman.com/الكتب/المنتظم%20في%20تاريخ%20الملوك%20والأمم%20**/%20ثم%20دخلت%20سنة%20ثمان%20وثمانين/i50&d53161&c&p1 |date=13 فبراير 2019}}</ref><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-25841/page-74 سنة ثمان وثمانين - العبر في خبر من غبر] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165206/http://shamela.ws/browse.php/book-25841/page-74 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-12398/page-343 سنة ثمان وثمانين - شذرات الذهب في أخبار من ذهب] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165845/http://shamela.ws/browse.php/book-12398/page-343 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> | ثم بعد فتح طوانة أكمل مَسلمة والعباس غزوهما بأرض الروم، ففتح مَسلمة اثنين من الحصون بجانب طوانة، وفتح أيضاً مدينة جرثومة، وفتح ثلاثة حصون أخرى بأرض الروم هم حصن «قسطنطين» وحصن «غزالة» وحصن «الأخرم»، وفي [[أنطاكية (توضيح)|أنطاكيا]] اجتمع الروم بجيش كبير وحاربوا مَسلمة والعباس بن الوليد فهزمهم مسلمة وخلال المعركة قتل المسلمين من الجيش الرومي حوالي 50 ألف جندي، ثم بعدها بذات السنة ذهب مَسلمة بجيشه إلى [[أذربيجان|اذربيجان]] فعبرها إلى مدينة [[دربند (روسيا)|دربند]] وفتحها مرة أخرى.<ref name="تاريخ دمشق" /><ref name="ابن الكلبي" /><ref name="العيون" /><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=334&pid=157727 سنة ثمان وثمانين - تاريخ الطبري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164402/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=334&pid=157727 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=381&idfrom=759&idto=759&flag=0&bk_no=126&ayano=0&surano=0&bookhad=0 سنة ثمان وثمانون - الكامل في التاريخ] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234303/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=759&idto=759&bk_no=126&ID=381 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=59309&bk_no=104&startno=1 سنة ثمان وثمانين - تاريخ خليفة بن خياط] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163755/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=59309&bk_no=104&startno=1 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=936&pid=444517 سنة ثمان وثمانين - تاريخ الإسلام للذهبي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163952/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=936&pid=444517 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[http://www.al-eman.com/الكتب/المنتظم%20في%20تاريخ%20الملوك%20والأمم%20**/%20ثم%20دخلت%20سنة%20ثمان%20وثمانين/i50&d53161&c&p1#s5 سنة ثمان وثمانين - المنتظم في تاريخ الملوك والأمم] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190213004650/http://www.al-eman.com/الكتب/المنتظم%20في%20تاريخ%20الملوك%20والأمم%20**/%20ثم%20دخلت%20سنة%20ثمان%20وثمانين/i50&d53161&c&p1 |date=13 فبراير 2019}}</ref><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-25841/page-74 سنة ثمان وثمانين - العبر في خبر من غبر] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165206/http://shamela.ws/browse.php/book-25841/page-74 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-12398/page-343 سنة ثمان وثمانين - شذرات الذهب في أخبار من ذهب] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165845/http://shamela.ws/browse.php/book-12398/page-343 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> | ||
سطر 197: | سطر 189: | ||
ومن جهة أُخرى هاجم '''ورسيب''' [[عبد الله البطال]] وهو لا يعرف من هو بينما كان البطال يعرف أنّه قائد الروم فتحرك إليه فضربه ضربة على مقدمة خوذته فقَدَّت وقطعت الضربة خوذته وأعلى رأسه فخر '''ورسيب''' قتيلاً،<ref name="أحمد بن أعثم الكوفي" /> ثم جال [[عبد الله البطال]] في ميدان الحرب وهو يقول: | ومن جهة أُخرى هاجم '''ورسيب''' [[عبد الله البطال]] وهو لا يعرف من هو بينما كان البطال يعرف أنّه قائد الروم فتحرك إليه فضربه ضربة على مقدمة خوذته فقَدَّت وقطعت الضربة خوذته وأعلى رأسه فخر '''ورسيب''' قتيلاً،<ref name="أحمد بن أعثم الكوفي" /> ثم جال [[عبد الله البطال]] في ميدان الحرب وهو يقول: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
قد يُقتل المرء بلا ذنوب\\وربما كان أخا تكذيب | |||
لا سيما مثل الشقي ورسيب\\جدلته بصارم قضيب | |||
مهند ذي صنعة وشوب\\ليس بمفلول ولا خشيب <ref name="أحمد بن أعثم الكوفي" />}} | |||
عند ذلك هُزِم الجيش الرومي، فوصلت الأخبار لشمعون وجيشه سريعاً فلمّا أُخبِر بأن '''ورسيب''' قد قُتِل زحف سريعاً بمن معه من الفرسان والمشاة البالغ عددهم جميعاً ثمانون ألف لكي يواجه المسلمين، وأرسل عبد الله البطال لمسلمة يخبره بالنصر وقدوم شمعون فأتى مسلمة مع جماعة من المسلمين، فتقابل جيشه وجيش شمعون فتداعى الفرسان على بعضهم وتقاتلوا فكادت الروم أن تقتل المسلمين وتهزمهم.<ref name="أحمد بن أعثم الكوفي" /> | عند ذلك هُزِم الجيش الرومي، فوصلت الأخبار لشمعون وجيشه سريعاً فلمّا أُخبِر بأن '''ورسيب''' قد قُتِل زحف سريعاً بمن معه من الفرسان والمشاة البالغ عددهم جميعاً ثمانون ألف لكي يواجه المسلمين، وأرسل عبد الله البطال لمسلمة يخبره بالنصر وقدوم شمعون فأتى مسلمة مع جماعة من المسلمين، فتقابل جيشه وجيش شمعون فتداعى الفرسان على بعضهم وتقاتلوا فكادت الروم أن تقتل المسلمين وتهزمهم.<ref name="أحمد بن أعثم الكوفي" /> | ||
أثناء ذلك تقدم القائد عبد الرحمن بن [[قائمة الصحابة|صعصعة بن صوحان العبدي]] أمام المسلمين، وهو يقول من الشعر: | أثناء ذلك تقدم القائد عبد الرحمن بن [[قائمة الصحابة|صعصعة بن صوحان العبدي]] أمام المسلمين، وهو يقول من الشعر: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أَنَا ابن [[عبد القيس|عَبْدِ الْقَيْسِ]] جَدّيْ [[قائمة الصحابة|صَعْصَعَةْ]]\\ذُوْ الْبأَسْ وَالاِقَدامِ عِنْدَ الْمَعْمَعَةْ | |||
إِذَا اِلتقى الأبطال وَسطَ الْمَعْمَعَةْ\\والرُّوم قد سارت إلينَا مُجمِعةْ | |||
\\ومَن يخاف اللهُ فاللهُ معه <ref name="أحمد بن أعثم الكوفي" />}} | |||
ثم تقدم وهجم على جنود الروم فقاتل لمدة ثم عاد مجروحاً، فتقدم القائد عبد الله بن الصحابي [[جرير بن عبد الله البجلي]]، وهو يقول: | ثم تقدم وهجم على جنود الروم فقاتل لمدة ثم عاد مجروحاً، فتقدم القائد عبد الله بن الصحابي [[جرير بن عبد الله البجلي]]، وهو يقول: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أَنَا ابن ذِيْ الْفَضلِ فَتَى بُجَيْلة\\[[جرير بن عبد الله البجلي|جَرِيْرٌ]] شَيْخِيْ ولَهُ فَضيلَةْ | |||
فَضيلَةْ عظيمة جليلة\\من [[محمد|النبي]] صاحب الوسيلة <ref name="أحمد بن أعثم الكوفي" />}} | |||
ثم هاجم الروم بشراسة فقاتل حتى رجع مجروحاً، ثم تقدم [[محمد بن مروان|محمد بن مروان بن الحكم]] أخ [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك]] وعم مسلمة، وهو يقول: | ثم هاجم الروم بشراسة فقاتل حتى رجع مجروحاً، ثم تقدم [[محمد بن مروان|محمد بن مروان بن الحكم]] أخ [[عبد الملك بن مروان|عبد الملك]] وعم مسلمة، وهو يقول: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أَنَا ابن [[مروان بن الحكم|مَرْوَانَ]] إِذَا الْهيجُ اضْطرَمْ\\أَكِرُّ فِيْ الْحَربِ كَ[[أسد|ليْثٍ]] مُقْتَحِم | |||
بِ[[سيف|صارم عضب حسام]] ذي صرم\\كَذاك [[مروان بن الحكم|شَيْخِيْ]] كان قدماً و[[الحكم بن أبي العاص|الحَكَم]] <ref name="أحمد بن أعثم الكوفي" />}} | |||
ثم تقدم فقاتل الروم فتحرك إليه قائد الروم شمعون بنفسه فطعنه طعنة قوية بسيفه فجُرِح محمد فعاد لصف الجيش المسلم بسبب جرحه،<ref name="أحمد بن أعثم الكوفي" /> فتقدم ابن أخيه محمد بن [[عبد العزيز بن مروان]]، وهو يقول:{{للهامش|1}} | ثم تقدم فقاتل الروم فتحرك إليه قائد الروم شمعون بنفسه فطعنه طعنة قوية بسيفه فجُرِح محمد فعاد لصف الجيش المسلم بسبب جرحه،<ref name="أحمد بن أعثم الكوفي" /> فتقدم ابن أخيه محمد بن [[عبد العزيز بن مروان]]، وهو يقول:{{للهامش|1}} | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أَنَا ابن ذي الفضل الكريم الماجد\\[[عبد العزيز بن مروان|عبد العزيز]] القرم ذي المحامد | |||
وفي يميني [[سيف|مرهف الحدائد]]\\يخترم الرؤوس مع القماحد <ref name="ك" />}} | |||
ثم هجم عليهم فقاتل لمدة طويلة حتى رجع للجيش المسلم مجروحاً،<ref name="ك" /> بعدما رأى مسلمة بن عبد الملك ما يحل بالمسلمين من الهزيمة ثارت ثائرته فنزل عن فرسه التي كان يمتطيها فلمّا رأى المسلمين ما فعل نزلوا معه من على دوابهم فتقدم مسلمة وهجم على الجيش الرومي ماشياً فلحقه جنوده فاختلط الجيشان وحمى الوطيس واقتتلوا قتالاً شديداً،<ref name="ك" /> واشتدت المعركة فصبر المسلمين بعضهم بعضاً حتى صاح صائح من جنود الجيش الأموي قائلاً: {{اقتباس مضمن|أيها الأمير! البُشرى فقد قتل الله شمعون}}، فلمّا سمعه مسلمة بن عبد الملك [[تكبير (توضيح)|كبر]] وكبر المسلمون معه فإذا [[عبد الله البطال]] قد أقبل إلى مسلمة ومعه رأس شمعون المقطوع فألقاه بين يدي مسلمة، عند ذلك وثب مسلمة وعاد إلى فرسه وامتطاها فركب المسلمين خيولهم ثم هجم على الروم الذين انهزموا وفروا من ساحة المعركة.<ref name="ك" /> | ثم هجم عليهم فقاتل لمدة طويلة حتى رجع للجيش المسلم مجروحاً،<ref name="ك" /> بعدما رأى مسلمة بن عبد الملك ما يحل بالمسلمين من الهزيمة ثارت ثائرته فنزل عن فرسه التي كان يمتطيها فلمّا رأى المسلمين ما فعل نزلوا معه من على دوابهم فتقدم مسلمة وهجم على الجيش الرومي ماشياً فلحقه جنوده فاختلط الجيشان وحمى الوطيس واقتتلوا قتالاً شديداً،<ref name="ك" /> واشتدت المعركة فصبر المسلمين بعضهم بعضاً حتى صاح صائح من جنود الجيش الأموي قائلاً: {{اقتباس مضمن|أيها الأمير! البُشرى فقد قتل الله شمعون}}، فلمّا سمعه مسلمة بن عبد الملك [[تكبير (توضيح)|كبر]] وكبر المسلمون معه فإذا [[عبد الله البطال]] قد أقبل إلى مسلمة ومعه رأس شمعون المقطوع فألقاه بين يدي مسلمة، عند ذلك وثب مسلمة وعاد إلى فرسه وامتطاها فركب المسلمين خيولهم ثم هجم على الروم الذين انهزموا وفروا من ساحة المعركة.<ref name="ك" /> | ||
سطر 331: | سطر 318: | ||
بعدها بمن معه من الناس إلى مدينة [[واسط (توضيح)|واسط]] وأخذ معه الكثير من الأسرى مثل [[عدي بن أرطاة الفزاري|عدي بن أرطأة الفزاري]] وغيره، وخلال هذه الفترة ارتعب جيش يزيد عندما سمعوا أن مَن سيُقاتلهم هو مسلمة بن عبد الملك والعباس بن الوليد بن عبد الملك وخافوا منهما كثيراً، فسمعهم يزيد فقام فيهم يخطب: {{اقتباس مضمن|أيها الناس! إني قد سمعت الناس في عسكري هذا وقولهم بأنه قد جاء مسلمة بن عبد الملك، وقد جاء العباس بن الوليد، وجاء أهل الشام فخبروني من مسلمة، فوالله ما مسلمة عندي إلا جرادة صفراء قسطنطين بن قسطنطين! ومن العباس بن الوليد! فوالله ما العباس عندي إلا نسطوس بن نسطوس! ومن أهل الشام! فوالله ما هم إلا سبعة أسياف سبعة أسياف خمسة منها لي واثنان علي! وإنما أتاكم مسلمة والعباس في برابرة وأقباط وجرامقة وأنباط وجراجمة وأخلاط مغاربة وسقالبة، زراعون وفلاحون أوباش وأخناش، أليس لكم جنن كجننهم، أو ليسوا بشراً يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون فلا يهولنكم أمرهم، فوالله ما لقوا مثل جدكم! وإني لأرجو أنهم ما جاؤوا إلا لهلاكهم وحلول النعمة بهم، وليس يردعهم عن غيهم إلا الطعن في نحورهم والضرب بالمشرفية على قممهم، فأعيروني سواعدكم ساعة تصطفقون بها هامهم وخراطيمهم، فإنما هي غدوة أو روحة حتى يحكم الله بينكم وبين القوم الظالمين.}}، ثم ترك واسط واستخلف عليها ابنه معاوية بن يزيد بن المهلب وترك عنده الأموال والخزائن والأسرى، ثم أرسل إخوانه ليختاروا مكاناً للحرب فاختاروا العقر - وهي مكان يقع بين [[المدائن]] و[[الكوفة]] -، فذهب إليه بجيشه وعسكر به، وأتاه خوارج من الكوفة وانضموا له، وانضم له الخوارج [[الإباضية]]. وذهب والي الكوفة عبد الحميد للنخيلة وبثق الأنهار حتى لا تدخل جماعة يزيد للكوفة، وأرسل جيشاً تحت قيادة سند بن هانئ الهمذاني لمساعدة مَسلمة. توجه مَسلمة بالجيش ولما كاد يقترب من العقر أرسل يزيد أخيه محمد وابنه المعارك مع جيش كبير لمقاتلتهم، فاستقبله العباس بن الوليد مع 4000 آلاف رجل إضافة لرجال من أهل البصرة ضد يزيد انضموا للعباس، فالتقوا وتقاتلوا فكاد يُهزم جنود الشام، بينما صبر هريم بن أبي طلحة التميمي ورجال البصرة الذين انضموا للعباس، فقال هريم لجنود الشام: {{اقتباس مضمن|يا أهل الشام لا تُسَلِمونا}}، فتشجعوا وهجموا بقوة على جيش ابن المهلب، وهجم عليهم هريم وهو يقول:<ref name="كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 8" /><ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=1&pid=125485&bk_no=196&startno=2 أمر يزيد بن المهلب ص 3 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234056/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=1&pid=125485&bk_no=196&startno=2 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref name="الصفحة 226">كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 8 - الصفحة 226.</ref> | بعدها بمن معه من الناس إلى مدينة [[واسط (توضيح)|واسط]] وأخذ معه الكثير من الأسرى مثل [[عدي بن أرطاة الفزاري|عدي بن أرطأة الفزاري]] وغيره، وخلال هذه الفترة ارتعب جيش يزيد عندما سمعوا أن مَن سيُقاتلهم هو مسلمة بن عبد الملك والعباس بن الوليد بن عبد الملك وخافوا منهما كثيراً، فسمعهم يزيد فقام فيهم يخطب: {{اقتباس مضمن|أيها الناس! إني قد سمعت الناس في عسكري هذا وقولهم بأنه قد جاء مسلمة بن عبد الملك، وقد جاء العباس بن الوليد، وجاء أهل الشام فخبروني من مسلمة، فوالله ما مسلمة عندي إلا جرادة صفراء قسطنطين بن قسطنطين! ومن العباس بن الوليد! فوالله ما العباس عندي إلا نسطوس بن نسطوس! ومن أهل الشام! فوالله ما هم إلا سبعة أسياف سبعة أسياف خمسة منها لي واثنان علي! وإنما أتاكم مسلمة والعباس في برابرة وأقباط وجرامقة وأنباط وجراجمة وأخلاط مغاربة وسقالبة، زراعون وفلاحون أوباش وأخناش، أليس لكم جنن كجننهم، أو ليسوا بشراً يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون فلا يهولنكم أمرهم، فوالله ما لقوا مثل جدكم! وإني لأرجو أنهم ما جاؤوا إلا لهلاكهم وحلول النعمة بهم، وليس يردعهم عن غيهم إلا الطعن في نحورهم والضرب بالمشرفية على قممهم، فأعيروني سواعدكم ساعة تصطفقون بها هامهم وخراطيمهم، فإنما هي غدوة أو روحة حتى يحكم الله بينكم وبين القوم الظالمين.}}، ثم ترك واسط واستخلف عليها ابنه معاوية بن يزيد بن المهلب وترك عنده الأموال والخزائن والأسرى، ثم أرسل إخوانه ليختاروا مكاناً للحرب فاختاروا العقر - وهي مكان يقع بين [[المدائن]] و[[الكوفة]] -، فذهب إليه بجيشه وعسكر به، وأتاه خوارج من الكوفة وانضموا له، وانضم له الخوارج [[الإباضية]]. وذهب والي الكوفة عبد الحميد للنخيلة وبثق الأنهار حتى لا تدخل جماعة يزيد للكوفة، وأرسل جيشاً تحت قيادة سند بن هانئ الهمذاني لمساعدة مَسلمة. توجه مَسلمة بالجيش ولما كاد يقترب من العقر أرسل يزيد أخيه محمد وابنه المعارك مع جيش كبير لمقاتلتهم، فاستقبله العباس بن الوليد مع 4000 آلاف رجل إضافة لرجال من أهل البصرة ضد يزيد انضموا للعباس، فالتقوا وتقاتلوا فكاد يُهزم جنود الشام، بينما صبر هريم بن أبي طلحة التميمي ورجال البصرة الذين انضموا للعباس، فقال هريم لجنود الشام: {{اقتباس مضمن|يا أهل الشام لا تُسَلِمونا}}، فتشجعوا وهجموا بقوة على جيش ابن المهلب، وهجم عليهم هريم وهو يقول:<ref name="كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 8" /><ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=1&pid=125485&bk_no=196&startno=2 أمر يزيد بن المهلب ص 3 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234056/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=1&pid=125485&bk_no=196&startno=2 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref name="الصفحة 226">كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 8 - الصفحة 226.</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
لما رأوني في الكتيبة معلماً\\أغشى الكريهة مثل ضوء الكوكب | |||
فاستيقنوا مني بضرب صادق\\ليست عداوتنا كبرق خلب <ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3" />}} | |||
فهُزِم أصحاب يزيد، فطلب محمد بن المهلب من أخيه أن يُرسل لمَسلمة فرسان يُقاتلونه، فأرسل يزيد عبد الله بن حيان العبدي مع 4 آلاف فارس، وأرسل إليه فضيل بن هناد الأزدي مع كتيبة فرسان إضافية، وأرسل أيضاً رجل اسمه «الفراصي» مع كتيبة أخرى، وأرسل أيضاً سالم المنتوف مع كتيبة ثانية. فأرسل لهم مَسلمة [[سعيد بن عمرو الحرشي]] مع 4 آلاف جندي، فالتقوا وتقاتلوا وأعد جيش سعيد لهم كمين فقُتِل القائد عبد الله بن حيان واضطرب أمر جيش يزيد فهُزِموا وعادوا ليزيد، ومسك سعيد سالم المنتوف وأسره فأحضره لمسلمة فلما رآه، قال سالم لمسلمة مُستهزءاً: {{اقتباس مضمن|استبقني لقتال الروم}}، فقال له مسلمة: {{اقتباس مضمن|يا ابن اللخناء، طالما كفيناكَ قِتال الروم وكفاناهم الله قبلك.}}، فأمر بإعدام سالم فقُتِل. ثم ترحل مسلمة بالجيش فعبر الصراة حتى وصل للعقر فعسكر وحفر خندقين حول عسكره، فأقام هناك لمدة 8 أيام بدون قتال، وخلال هذه الأيام أرسل مسلمة لابن المهلب يؤمنه على حياته هو وإخوانه الذين خرجوا معه، ويطلب منه ترك الخروج والحرب حتى لا تسفك دماء المسلمين، مقابل أن يوليه هو وإخوانه أي بلد ومدينة يُريدونها، فرفض ابن المهلب العرض. ثم كتب إليه مسلمة في محاولة له يُثنيه عن الخروج على الدولة، وكان محتوى رسالته: {{اقتباس مضمن|إنك والله ما أنت بصاحب هذا الأمر، صاحب هذا الأمر مغمور موتور وأنت مشهور غير موتور}}. ثم أراد مسلمة أن يعطيه الأمان على حياته مرة أخرى، فغضب العباس بن الوليد بن عبد الملك وقال لعمه مسلمة: {{اقتباس مضمن|لا تؤمنه فلا يبقى أحد إلا خلع وأفسد وسفك الدماء}}، فلم يستمع مسلمة له وأرسل ليزيد يؤمنه فرفض يزيد. وفي الليلة التي كانت قبل المعركة أتى يزيد لأصحابه، وقال: {{اقتباس مضمن|إني قد عزمت أن أنتخب من عسكري هذا اثنا عشر ألف رجل فأضمهم إلى محمد بن المهلب وآمره أن يكبس عسكر مسلمة ليلاً فيضع فيهم السيف، فإن كان ما أحب فذاك وإلا ناجزتهم غداً إن شاء الله ولا قوة إلا بالله، فإني أرجو أن ينصرني الله عليهم}}، قصد أنه يريد الغدر بجيش مسلمة ويقتحم عليهم عسكرهم وهم نائمون فيقتلهم، فرفض أصحابه وقال أحدهم: {{اقتباس مضمن|إنا قد دعوناهم فليس لنا أن نمكر ولا نغدر، ولا نريدهم بسوء حتى يردوا علينا ما زعموا أنهم قابلوه منا}}، فتراجع عن قراره لأن أصحابه رفضوا تنفيذ الأمر. في اليوم التالي يوم [[14 صفر]] عام [[102 هـ]] خرجت كتيبة فرسان من معسكر يزيد وكتيبة فرسان أخرى من معسكر مسلمة، فتقاتلوا فسمع ابن المهلب أصوات الضجيج بالخارج، فسأل عنه فقالوا له: {{اقتباس مضمن|الناس يقتتلون}}، فقام ولبس درعه، ثم خرج وجعل أخيه حبيب بن المهلب قائداً على ميمنة الجيش، وأخيه المفضل بن المهلب قائداً على ميسرة الجيش، وجعل الراية مع ابنه عمه المهلب بن العلاء بن أبي صفرة، وبدئت المعركة بينما جلس يزيد على كرسي عند خندق معسكره يراقبهم. ومن جهة أخرى جعل مسلمة الهذيل بن [[زفر بن الحارث الكلابي]] - أخ الرباب بنت زفر الكلابية زوجة مسلمة بن عبد الملك - قائداً على ميمنة الجيش، وجعل القعقاع بن خليد العبسي - ابن عم ولادة بنت العباس زوجة عبد الملك بن مروان ووالدة الخليفتان الوليد وسليمان - قائداً على ميسرة الجيش.<ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3" /><ref name="الصفحة 226" /><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-10614/page-475 البيان والتبيين للجاحظ ج 2 ص 165.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164346/http://shamela.ws/browse.php/book-10614/page-475 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[http://islamport.com/w/nsb/Web/481/1130.htm أنساب الأشراف للبلاذري (3/130)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164259/http://islamport.com/w/nsb/Web/481/1130.htm |date=04 يناير 2017}}</ref> | فهُزِم أصحاب يزيد، فطلب محمد بن المهلب من أخيه أن يُرسل لمَسلمة فرسان يُقاتلونه، فأرسل يزيد عبد الله بن حيان العبدي مع 4 آلاف فارس، وأرسل إليه فضيل بن هناد الأزدي مع كتيبة فرسان إضافية، وأرسل أيضاً رجل اسمه «الفراصي» مع كتيبة أخرى، وأرسل أيضاً سالم المنتوف مع كتيبة ثانية. فأرسل لهم مَسلمة [[سعيد بن عمرو الحرشي]] مع 4 آلاف جندي، فالتقوا وتقاتلوا وأعد جيش سعيد لهم كمين فقُتِل القائد عبد الله بن حيان واضطرب أمر جيش يزيد فهُزِموا وعادوا ليزيد، ومسك سعيد سالم المنتوف وأسره فأحضره لمسلمة فلما رآه، قال سالم لمسلمة مُستهزءاً: {{اقتباس مضمن|استبقني لقتال الروم}}، فقال له مسلمة: {{اقتباس مضمن|يا ابن اللخناء، طالما كفيناكَ قِتال الروم وكفاناهم الله قبلك.}}، فأمر بإعدام سالم فقُتِل. ثم ترحل مسلمة بالجيش فعبر الصراة حتى وصل للعقر فعسكر وحفر خندقين حول عسكره، فأقام هناك لمدة 8 أيام بدون قتال، وخلال هذه الأيام أرسل مسلمة لابن المهلب يؤمنه على حياته هو وإخوانه الذين خرجوا معه، ويطلب منه ترك الخروج والحرب حتى لا تسفك دماء المسلمين، مقابل أن يوليه هو وإخوانه أي بلد ومدينة يُريدونها، فرفض ابن المهلب العرض. ثم كتب إليه مسلمة في محاولة له يُثنيه عن الخروج على الدولة، وكان محتوى رسالته: {{اقتباس مضمن|إنك والله ما أنت بصاحب هذا الأمر، صاحب هذا الأمر مغمور موتور وأنت مشهور غير موتور}}. ثم أراد مسلمة أن يعطيه الأمان على حياته مرة أخرى، فغضب العباس بن الوليد بن عبد الملك وقال لعمه مسلمة: {{اقتباس مضمن|لا تؤمنه فلا يبقى أحد إلا خلع وأفسد وسفك الدماء}}، فلم يستمع مسلمة له وأرسل ليزيد يؤمنه فرفض يزيد. وفي الليلة التي كانت قبل المعركة أتى يزيد لأصحابه، وقال: {{اقتباس مضمن|إني قد عزمت أن أنتخب من عسكري هذا اثنا عشر ألف رجل فأضمهم إلى محمد بن المهلب وآمره أن يكبس عسكر مسلمة ليلاً فيضع فيهم السيف، فإن كان ما أحب فذاك وإلا ناجزتهم غداً إن شاء الله ولا قوة إلا بالله، فإني أرجو أن ينصرني الله عليهم}}، قصد أنه يريد الغدر بجيش مسلمة ويقتحم عليهم عسكرهم وهم نائمون فيقتلهم، فرفض أصحابه وقال أحدهم: {{اقتباس مضمن|إنا قد دعوناهم فليس لنا أن نمكر ولا نغدر، ولا نريدهم بسوء حتى يردوا علينا ما زعموا أنهم قابلوه منا}}، فتراجع عن قراره لأن أصحابه رفضوا تنفيذ الأمر. في اليوم التالي يوم [[14 صفر]] عام [[102 هـ]] خرجت كتيبة فرسان من معسكر يزيد وكتيبة فرسان أخرى من معسكر مسلمة، فتقاتلوا فسمع ابن المهلب أصوات الضجيج بالخارج، فسأل عنه فقالوا له: {{اقتباس مضمن|الناس يقتتلون}}، فقام ولبس درعه، ثم خرج وجعل أخيه حبيب بن المهلب قائداً على ميمنة الجيش، وأخيه المفضل بن المهلب قائداً على ميسرة الجيش، وجعل الراية مع ابنه عمه المهلب بن العلاء بن أبي صفرة، وبدئت المعركة بينما جلس يزيد على كرسي عند خندق معسكره يراقبهم. ومن جهة أخرى جعل مسلمة الهذيل بن [[زفر بن الحارث الكلابي]] - أخ الرباب بنت زفر الكلابية زوجة مسلمة بن عبد الملك - قائداً على ميمنة الجيش، وجعل القعقاع بن خليد العبسي - ابن عم ولادة بنت العباس زوجة عبد الملك بن مروان ووالدة الخليفتان الوليد وسليمان - قائداً على ميسرة الجيش.<ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3" /><ref name="الصفحة 226" /><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-10614/page-475 البيان والتبيين للجاحظ ج 2 ص 165.] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164346/http://shamela.ws/browse.php/book-10614/page-475 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>[http://islamport.com/w/nsb/Web/481/1130.htm أنساب الأشراف للبلاذري (3/130)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164259/http://islamport.com/w/nsb/Web/481/1130.htm |date=04 يناير 2017}}</ref> | ||
قبل المعركة بقليل قال [[سعيد بن عمرو الحرشي]] لمسلمة: {{اقتباس مضمن|إن محمداً كان لي وداً، فلو أذنت لي فلقيته فأعطيته أماناً، لعله يصرف يزيد عن رأيه}}، فقال له مسلمة أن يذهب ويعطي كل آل المهلب الأمان، فذهب واستدعى صديقه محمد بن المهلب، فقال سعيد: {{اقتباس مضمن|يا أبا حرب ، أعن رأي ملئكم كان هذا ؟}}، ثم عرض عليهم الأمان فذهب محمد ليخبر يزيد ولكنه رفض. بدأ القتال بأن تقدم حيان النبطي للمبارزة فتقدم حبيب بن المهلب لمبارزته فانتهت المبارزة بقطع يد حيان على يد حبيب فبدأ القتال بين الجيشان، ثم أمر مسلمة جنوده بأن يقوموا بحرق جسر الصراة والسفن التي به، فلما رأى جيش يزيد كادوا يُهزَمون وهربوا في كل ناحية، فقال يزيد: {{اقتباس مضمن|ما للناس ؟}}، فقالوا له أنهم أنهزموا بسبب حرق الجسر، فقال يسب جيشه: {{اقتباس مضمن|لعنهم الله رعاج نفخ فطار، بئس حشو الكتيبة والعسكر، كأنهم غنم شد في ناحيتها ذئب}}. فقام هو ومجموعة من جيشه يلطمون وجوه من هرب من الجنود لكي يعودوا للقتال. وخلال المعركة فُقئت عين المفضل بن المهلب، وتبارز سعيد بن عمرو الحرشي ومحمد بن المهلب فجرح سعيد محمد جرحاً عميقاً مع جبهته فعاد محمد ينزف إلى يزيد. وكان يزيد ينقل كرسيه من مكان لمكان حتى رأى حصان أخيه حبيب بن المهلب يمشي وحيداً فقال: {{اقتباس مضمن|هذا والله فرس أبي بسطام ولا أحسبه إلا قد قتل}}، فقام وركب فرسه وانطلق للحرب. وخلال هذه الفترة انحاز مسلمة بجيشه إلى تلة فصعدوا عليها أثناء القتال فلما رأى جيش يزيد مقلبين انحدر بالجيش باتجاه أصحاب يزيد، فحمل جيش الشام على جيش العراق حملة رجل واحد فكادوا يهزمون أصحاب يزيد. ومن جهة أخرى أتى يزيد يبحث عن مسلمة بن عبد الملك يريد قتله، فرآه القحل بن عياش الكلبي - أحد جنود الشام -، فقال لأصحابه: {{اقتباس مضمن|يا أهل الشام، هذا والله يزيد بن المهلب، والله لأقتلنه أو يقتلني، إن دونه ناساً فمن يحمل معي ليكفيني أصحابه حتى أصل إليه ؟}}، فرد عليه جماعة أنهم سيُقاتلون الذين حول يزيد حتى لا يحمونه فيقوم القحل بمبارزة يزيد وقتله، فهجموا عليهم وتقاتلوا ساعة وهاجت موجة غبار، فلما انكشف الغبار فوجدوا أنه خلال هذه الساعة قتل 3 آلاف من الجيشان، وكان يزيد قد قُتِل على يد القحل ووجدوا بجسده 30 طعنة، وأيضاً قُتِل القحل على يد يزيد، فنزل الهذيل بن زفر الكلابي وقطع رأس يزيد. فقال الشاعر المسيب بن رفل الكلبي:<ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3" /><ref>ابن أياس الأزدي، تاريخ الموصل، ص 11</ref><ref>تاريخ الطبري، ج 4، ص 85</ref><ref name="الصفحة 228">كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 8 - الصفحة 228</ref> | قبل المعركة بقليل قال [[سعيد بن عمرو الحرشي]] لمسلمة: {{اقتباس مضمن|إن محمداً كان لي وداً، فلو أذنت لي فلقيته فأعطيته أماناً، لعله يصرف يزيد عن رأيه}}، فقال له مسلمة أن يذهب ويعطي كل آل المهلب الأمان، فذهب واستدعى صديقه محمد بن المهلب، فقال سعيد: {{اقتباس مضمن|يا أبا حرب ، أعن رأي ملئكم كان هذا ؟}}، ثم عرض عليهم الأمان فذهب محمد ليخبر يزيد ولكنه رفض. بدأ القتال بأن تقدم حيان النبطي للمبارزة فتقدم حبيب بن المهلب لمبارزته فانتهت المبارزة بقطع يد حيان على يد حبيب فبدأ القتال بين الجيشان، ثم أمر مسلمة جنوده بأن يقوموا بحرق جسر الصراة والسفن التي به، فلما رأى جيش يزيد كادوا يُهزَمون وهربوا في كل ناحية، فقال يزيد: {{اقتباس مضمن|ما للناس ؟}}، فقالوا له أنهم أنهزموا بسبب حرق الجسر، فقال يسب جيشه: {{اقتباس مضمن|لعنهم الله رعاج نفخ فطار، بئس حشو الكتيبة والعسكر، كأنهم غنم شد في ناحيتها ذئب}}. فقام هو ومجموعة من جيشه يلطمون وجوه من هرب من الجنود لكي يعودوا للقتال. وخلال المعركة فُقئت عين المفضل بن المهلب، وتبارز سعيد بن عمرو الحرشي ومحمد بن المهلب فجرح سعيد محمد جرحاً عميقاً مع جبهته فعاد محمد ينزف إلى يزيد. وكان يزيد ينقل كرسيه من مكان لمكان حتى رأى حصان أخيه حبيب بن المهلب يمشي وحيداً فقال: {{اقتباس مضمن|هذا والله فرس أبي بسطام ولا أحسبه إلا قد قتل}}، فقام وركب فرسه وانطلق للحرب. وخلال هذه الفترة انحاز مسلمة بجيشه إلى تلة فصعدوا عليها أثناء القتال فلما رأى جيش يزيد مقلبين انحدر بالجيش باتجاه أصحاب يزيد، فحمل جيش الشام على جيش العراق حملة رجل واحد فكادوا يهزمون أصحاب يزيد. ومن جهة أخرى أتى يزيد يبحث عن مسلمة بن عبد الملك يريد قتله، فرآه القحل بن عياش الكلبي - أحد جنود الشام -، فقال لأصحابه: {{اقتباس مضمن|يا أهل الشام، هذا والله يزيد بن المهلب، والله لأقتلنه أو يقتلني، إن دونه ناساً فمن يحمل معي ليكفيني أصحابه حتى أصل إليه ؟}}، فرد عليه جماعة أنهم سيُقاتلون الذين حول يزيد حتى لا يحمونه فيقوم القحل بمبارزة يزيد وقتله، فهجموا عليهم وتقاتلوا ساعة وهاجت موجة غبار، فلما انكشف الغبار فوجدوا أنه خلال هذه الساعة قتل 3 آلاف من الجيشان، وكان يزيد قد قُتِل على يد القحل ووجدوا بجسده 30 طعنة، وأيضاً قُتِل القحل على يد يزيد، فنزل الهذيل بن زفر الكلابي وقطع رأس يزيد. فقال الشاعر المسيب بن رفل الكلبي:<ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3" /><ref>ابن أياس الأزدي، تاريخ الموصل، ص 11</ref><ref>تاريخ الطبري، ج 4، ص 85</ref><ref name="الصفحة 228">كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 8 - الصفحة 228</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
قتلنا يزيد بن المهلب بعدما\\تمنيتم أن يغلب الحق باطله | |||
وما كان في أهل العراق منافق\\عن الدين إلا من قضاعة قاتله | |||
تخلله فحل بأبيض صارم\\حسام جلا عن شفرتيه صياقله <ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3" />}} | |||
وقال أيضاً [[الفرزدق]]: | وقال أيضاً [[الفرزدق]]: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
ألا ترى بطشة الله التي بطشت\\بابن المهلب إن الله ذو نقم | |||
قاد الجياد من [[بلاد الشام|البلقاء]] منصلتا\\شهراً يغلغل في الأرسان واللجم | |||
حتى أتت [[العراق|أرض هاروت]] لعاشرة\\فيها بنو دحمة الحمراء كالحمم | |||
لما رأوا أن مكر الله حاق بهم\\وأنهم مثل ضلال من البهم | |||
فأصبحوا لا نرى إلا مساكنهم\\كأنهم من [[ثمود]] الحمر أو [[إرم]] <ref name="الصفحة 228" /><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=5 خبر آل المهلب بقندابيل ص 6 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163102/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=5 |date=04 يناير 2017}}</ref>}} | |||
أثناء هذا فقد جيش العراق ابن المهلب ولَم يعرفوا مكانه، فقال لهم ابن عم يزيد المهلب بن العلاء بن أبي صفرة: {{اقتباس مضمن|ويحكم اطلبوا محمد بن المهلب، فإن فيه خلفاً من يزيد إن كان يزيد قُتِل}}، فبحثوا عن يزيد ولم يجدوه فألقى المهلب بن العلاء الراية وهرب من المعركة. ودخل جيش الشام بمعسكر يزيد فأسروا 300 رجل، وانهزم أصحاب يزيد وبدأوا يهربون في كل ناحية، وقُتِل في هذه المعركة يزيد ومحمد وحبيب وحماد أبناء [[المهلب بن أبي صفرة]]، وقُتِل الحجاج وعبد ربه أبناء [[يزيد بن المهلب]]، وقُتِل حرب بن محمد بن المهلب. وفي هذه الأثناء كان المفضل بن المهلب يُقاتل وهو لا يعلم أن إخوانه قُتِلوا وأنهم انهزموا، فرأى جنود ربيعة بن نزار يهربون فقال لهم: {{اقتباس مضمن|الكَرَّة، الكَرَّة يا معشر ربيعة، نفسي لكم الفداء، اصبروا ساعة فما كنتم بكشف ولا لئام، وما الفرار لكم بعادة، ولا يؤتين أهل العراق من قبلكم}}، فأتى إليه رجل وقال له: {{اقتباس مضمن|ما تصنع ههنا وقد قتل يزيد، وحبيب، ومحمد، وانهزم الناس ؟}}، فهرب الذين كانوا يقاتلون معه لما سمعوه، وهرب المفضل إلى [[واسط (توضيح)|واسط]]. وقبض مسلمة بن عبد الملك على 2800 جندي من معسكر يزيد أما بقية جيش يزيد فلَم يستطع مسكهم لهربهم جميعهم، وكتب العباس بن الوليد إلى عمه الخليفة يزيد يُبشره بمقتل ابن المهلب.<ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3" /><ref name="الصفحة 228" /> | أثناء هذا فقد جيش العراق ابن المهلب ولَم يعرفوا مكانه، فقال لهم ابن عم يزيد المهلب بن العلاء بن أبي صفرة: {{اقتباس مضمن|ويحكم اطلبوا محمد بن المهلب، فإن فيه خلفاً من يزيد إن كان يزيد قُتِل}}، فبحثوا عن يزيد ولم يجدوه فألقى المهلب بن العلاء الراية وهرب من المعركة. ودخل جيش الشام بمعسكر يزيد فأسروا 300 رجل، وانهزم أصحاب يزيد وبدأوا يهربون في كل ناحية، وقُتِل في هذه المعركة يزيد ومحمد وحبيب وحماد أبناء [[المهلب بن أبي صفرة]]، وقُتِل الحجاج وعبد ربه أبناء [[يزيد بن المهلب]]، وقُتِل حرب بن محمد بن المهلب. وفي هذه الأثناء كان المفضل بن المهلب يُقاتل وهو لا يعلم أن إخوانه قُتِلوا وأنهم انهزموا، فرأى جنود ربيعة بن نزار يهربون فقال لهم: {{اقتباس مضمن|الكَرَّة، الكَرَّة يا معشر ربيعة، نفسي لكم الفداء، اصبروا ساعة فما كنتم بكشف ولا لئام، وما الفرار لكم بعادة، ولا يؤتين أهل العراق من قبلكم}}، فأتى إليه رجل وقال له: {{اقتباس مضمن|ما تصنع ههنا وقد قتل يزيد، وحبيب، ومحمد، وانهزم الناس ؟}}، فهرب الذين كانوا يقاتلون معه لما سمعوه، وهرب المفضل إلى [[واسط (توضيح)|واسط]]. وقبض مسلمة بن عبد الملك على 2800 جندي من معسكر يزيد أما بقية جيش يزيد فلَم يستطع مسكهم لهربهم جميعهم، وكتب العباس بن الوليد إلى عمه الخليفة يزيد يُبشره بمقتل ابن المهلب.<ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3" /><ref name="الصفحة 228" /> | ||
سطر 358: | سطر 342: | ||
=== تولية مسلمة على العراق وخراسان وما بعد معركة العقر === | === تولية مسلمة على العراق وخراسان وما بعد معركة العقر === | ||
بعد المعركة أتوا برؤوس يزيد وإخوانه الثلاثة لمسلمة بن عبد الملك فقال: {{اقتباس مضمن|أترى هؤلاء القوم قد خرجوا علينا كانوا يظنون أن الخلافة فيهم، لئن كانوا ظنوا ذلك فلقد ظنوا إفكاً وزوراً}}. بعدما عرف معاوية بن يزيد بن المهلب ما حدث بالمعركة، قام فأخذ الأسارى الذين معه وهم 83 رجلاً من أهل البصرة، وكان من ضمنهم [[عدي بن أرطاة الفزاري|عدي بن أرطأة الفزاري]] فقطع رؤوسهم انتقاماً لأبيه. وذهب إلى بنات وزوجات وأخوات آل المهلب ونساءهم يُريد أن يقتلهن لكي لا يقعن في الأسر والسجن، فأغلقن باب عليهن وهو يقول لهن: {{اقتباس مضمن|أولى، أما والله لو ظفرتُ بكن ما أبقيت منكن واحدة، والله أولى بالعذر}} ولم يستطع الوصول إليهن. وهرب مروان بن المهلب من البصرة وتركها، ثم وصل المفضل بن المهلب وأبناء إخوانه الهاربين من المعركة فاجتمعوا ببعض وهربوا للبصرة واختبئوا بها. ثم أحضر مسلمة 400 من الأسرى فعزل منهم 30 رجل من أكبر أنصار ابن المهلب، فقتل الباقون، وأرسل الثلاثين مع رؤوس آل المهلب إلى دمشق لأخيه الخليفة يزيد بن عبد الملك، فلما وصلت الرؤوس للخليفة سجد شكراً لله، ثم نظر لهم وقال: {{اقتباس مضمن|إنهم أنصار يزيد بن المهلب فلقد خاب من اغتر بنصرة أمثاله}}، أمر بقتل الثلاثين أسيراً و80 أسيراً آخر أرسلهم له مسلمة. وكان عنده الكثير من الناس وكان من الذين عنده أحد أبناء عم يزيد بن المهلب الذين لم يخرجوا على الدولة، فقال له الخليفة يزيد: {{اقتباس مضمن|يا أخا [[أزد|الأزد]] ما تقول في بني عمك هؤلاء ؟}}، فقال: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين! قوم زرعتهم الطاعة وحصدتهم الفتنة}}. وأخذ رأس يزيد بن المهلب إلى زوجته أم الحجاج بنت [[محمد بن يوسف الثقفي]]ة التي عذبها ابن المهلب وسجنها هي وأقاربها وقتلهم، فأمسكت برأسه وبصقت في وجهه، وقالت: {{اقتباس مضمن|أراك شيخاً أحمق تطلب الباطل}}، ثم أمر الخليفة بأن يَطوف الجنود برؤوس آل المهلب بالشام ليراه الناس ويتعظون، ثم نَصَّب الخليفة رأس يزيد بن المهلب على باب قرية توماء بغوطة دمشق، ونصب إلى رؤوس إخوانه بيمينه ويساره. وبالعراق علق مسلمة جثة يزيد بن المهلب وصلبها على سارية سفينة. فقال الشاعر المعروف [[جرير]]:<ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3" /><ref name="الصفحة 229">كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 8 - الصفحة 229-230-231-232.</ref> | بعد المعركة أتوا برؤوس يزيد وإخوانه الثلاثة لمسلمة بن عبد الملك فقال: {{اقتباس مضمن|أترى هؤلاء القوم قد خرجوا علينا كانوا يظنون أن الخلافة فيهم، لئن كانوا ظنوا ذلك فلقد ظنوا إفكاً وزوراً}}. بعدما عرف معاوية بن يزيد بن المهلب ما حدث بالمعركة، قام فأخذ الأسارى الذين معه وهم 83 رجلاً من أهل البصرة، وكان من ضمنهم [[عدي بن أرطاة الفزاري|عدي بن أرطأة الفزاري]] فقطع رؤوسهم انتقاماً لأبيه. وذهب إلى بنات وزوجات وأخوات آل المهلب ونساءهم يُريد أن يقتلهن لكي لا يقعن في الأسر والسجن، فأغلقن باب عليهن وهو يقول لهن: {{اقتباس مضمن|أولى، أما والله لو ظفرتُ بكن ما أبقيت منكن واحدة، والله أولى بالعذر}} ولم يستطع الوصول إليهن. وهرب مروان بن المهلب من البصرة وتركها، ثم وصل المفضل بن المهلب وأبناء إخوانه الهاربين من المعركة فاجتمعوا ببعض وهربوا للبصرة واختبئوا بها. ثم أحضر مسلمة 400 من الأسرى فعزل منهم 30 رجل من أكبر أنصار ابن المهلب، فقتل الباقون، وأرسل الثلاثين مع رؤوس آل المهلب إلى دمشق لأخيه الخليفة يزيد بن عبد الملك، فلما وصلت الرؤوس للخليفة سجد شكراً لله، ثم نظر لهم وقال: {{اقتباس مضمن|إنهم أنصار يزيد بن المهلب فلقد خاب من اغتر بنصرة أمثاله}}، أمر بقتل الثلاثين أسيراً و80 أسيراً آخر أرسلهم له مسلمة. وكان عنده الكثير من الناس وكان من الذين عنده أحد أبناء عم يزيد بن المهلب الذين لم يخرجوا على الدولة، فقال له الخليفة يزيد: {{اقتباس مضمن|يا أخا [[أزد|الأزد]] ما تقول في بني عمك هؤلاء ؟}}، فقال: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين! قوم زرعتهم الطاعة وحصدتهم الفتنة}}. وأخذ رأس يزيد بن المهلب إلى زوجته أم الحجاج بنت [[محمد بن يوسف الثقفي]]ة التي عذبها ابن المهلب وسجنها هي وأقاربها وقتلهم، فأمسكت برأسه وبصقت في وجهه، وقالت: {{اقتباس مضمن|أراك شيخاً أحمق تطلب الباطل}}، ثم أمر الخليفة بأن يَطوف الجنود برؤوس آل المهلب بالشام ليراه الناس ويتعظون، ثم نَصَّب الخليفة رأس يزيد بن المهلب على باب قرية توماء بغوطة دمشق، ونصب إلى رؤوس إخوانه بيمينه ويساره. وبالعراق علق مسلمة جثة يزيد بن المهلب وصلبها على سارية سفينة. فقال الشاعر المعروف [[جرير]]:<ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3" /><ref name="الصفحة 229">كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 8 - الصفحة 229-230-231-232.</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
اللهُ أعطاكَ فاشكر فضلَ نعمتهِ\\أعطاكَ مُلكَ التي ما فوقها شرفُ | |||
هَذي البَرِيّة ُ تَرْضَى ما رَضِيتَ لهَا\\إنْ سرْتَ سارُوا وَإن قلتَ ارْبعوا وَقفُوا | |||
هُوَ الخَليفَة ُ فارْضَوْا ما قَضَى لَكُمُ\\بالحَقّ يَصْدَعُ ما في قَوْلِهِ جَنَفُ | |||
يقضي القضلءَ الذي يشفى النفاقُ به\\فاسبشتر الناسُ بالحقَّ الذي عرفوا | |||
أنتَ المُبَارَكُ وَالمَيْمُونُ سيرَتُهُ\\لولا تقومُ درءَ الناسِ لاختلفوا | |||
سرْبِلتَ سِرْبالَ مُلْكٍ غيرِ مُبتَدَعٍ\\قَبلَ الثّلاثينَ، إنّ الخَيرَ مُؤتَنَفُ | |||
تدعو فينصرُ أهلُ الشامِ إنهمُ\\قومٌ أطاعوا ولاة َ الحقَّ وائتلفوا | |||
ما في قلوبهمُ نكثٌ ولا مرضُ\\إذا قذفتَ محلاً خالعاً قذفوا | |||
قَدْ جَرّبَ النّاسُ قَبلَ اليَوْمِ أنّهمُ\\لا يَفزَعُونَ إذا ما قُعقِعَ الحَجَفُ | |||
آلُ [[المهلب بن أبي صفرة|المهلبِ]] جذَّ اللهُ دابرهم\\أمْسَوْا رَماداً فلا أصْلٌ وَلا طَرَفُ | |||
قد لهفوا حينَ أخزى اللهُ\\شيعتهمْ آلُ المهلبِ منْ ذلٍ وقدْ لهفوا | |||
ما نالَتِ [[أزد|الأزْدُ]] من دَعْوَى مُضِلّهِمُ\\إلاّ المَعَاصِمَ وَالأعْنَاقَ تُخْتَطَفُ | |||
والأزد قد جعلوا المنتوفَ قائدهمْ\\فقتلهمْ جنودُ اللهِ وانتتفوا | |||
تهوِي بذي العَقرِ أقْحافاً جَماجمُها\\كأنها الحنظلُ الخطبانُ ينتتقف | |||
إن الخلافة لم تخلف ليملكها\\عبد لأزدية في خلقها عنف | |||
والأزد قد جعلوا الأزدي قائدهم\\فقتلتهم جنود الله فانتتفوا | |||
إن المرون رجوا ما لم يكن لهم\\في سالف الدهر معروفاً ولا عرفوا <ref name="الصفحة 229" /><ref>[https://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&r=&rc=&qid=16499 انظر خليلي بأعلا ثرمداء ضحى - جرير - الموسوعة العالمية للشعر العربي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180103020312/http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=16499&r=&rc= |date=03 يناير 2018}}</ref>}} | |||
وقال أحد شعراء جنود الشام: | وقال أحد شعراء جنود الشام: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
لقد عجبت من الأزدي جاء به\\يقوده للمنايا حين مغرور | |||
حتى رآه عباد الله في دقل\\منكس الرأس مقروناً بخنزير | |||
والقلس أهون بأس أن يجر به\\في الماء مطلية الألواح بالقير | |||
يأبى لآل [[أبو العاص بن أمية|أبي العاص]] إن غضبوا\\من كل سيف حديد الحد مأثور <ref name="الصفحة 229" />}} | |||
وقال الشاعر سالم بن وابصة الأسدي: | وقال الشاعر سالم بن وابصة الأسدي: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
ألم تر أن الله أنزل نصره\\علينا وأعطانا به أعظم الأجر | |||
غداة بغى أهل العراق فشايعوا\\لواء [[يزيد بن المهلب]] ذي الغدر | |||
فجئنا به لا يسمع الصوت في الثرى\\ولا يشتكي شكوى أنين ولا فقر | |||
تعرف أهل الشام بالشام رأسه\\به بدت الأحداث من حادث الدهر <ref name="الصفحة 229" />}} | |||
بقي عند مسلمة من الأسرى 2800 فأرسلهم إلى واليه على الكوفة محمد بن عمرو بن [[الوليد بن عقبة]] الأموي - وكان مَسلمة قد عزل عبد الحميد بن عبد الرحمن عن الكوفة وولى محمد -، وجاءت الأوامر من الخليفة لمسلمة يأمره بقتل الأسرى فأرسل مسلمة لمحمد يطلب قتلهم، فقتل منهم محمد 180 رجل حتى وصلت رسالة من مسلمة يأمره بعدم قتلهم. ثم أرسل الخليفة رؤوس ابن المهلب وإخوانه لمسلمة ليُنصبها لأهل البصرة الذين خرجوا معه ليتعظوا. وكتب الخليفة لمسلمة يأمره بملاحقة رجال آل المهلب الهاربين ويقتلهم ولا يُبقي أي أحد منهم بايع يزيد بن المهلب وخرج على الدولة وقاتل معه. وأخبر جاسوس آل المهلب بالأمر فأخذوا نسائهم وأولادهم وأموالهم ومواليهم وحيواناتهم وأنصارهم وهربوا عبر سفينة حتى وصلوا لشاطئ [[كرمان]] فنزلوا فيه ومنه ذهبوا برياً هاربين لقندابيل - مدينة في الهند -. ووصلت الأخبار لمسلمة فأرسل جيشان؛ جيش تحت قيادة [[هلال بن أحوز]] التميمي قدره 12 ألف جندي، وجيش تحت قيادة مدرك بن ضب الكلبي. لحقهم هلال لقندابيل، فلما وصل آل المهلب لقندابيل قام بخيانتهم وادع بن حميد الأزدي - وهو أحد أنصار يزيد بن المهلب وكان يزيد قد ولاه سابقاً على قندابيل عندما ادعى الخلافة بالبصرة -، وأغلق أبواب المدينة بوجوههم ومنعهم من الدخول. بعدها وصل هلال بجيشه ونصب راية وعلم الدولة الأموية وصرخ: {{اقتباس مضمن|من هرب فهو آمن، ومن أتى هذه الراية فهو آمن، إلا أن يكون من ولد المهلب}}، أي أن من استسلم وأتى للراية أو هرب فلن يُقتل ما عدا ذرية المهلب بن أبي صفرة، فتسارع الناس للراية واستسلموا، ثم تقاتل هلال مع جماعة آل المهلب، وصاح معاوية بن يزيد بن المهلب بأنه هو قاتل عدي بن أرطأة فهَمًَ رجل تميمي عليه فقتله للثأر لعدي بن أرطأة، ثم وعد هلال من يقتل أي مهلبي ويأتي برأسه فله ألف درهم فخلال المعركة قُتِل المفضل وأتوا برأسه لهلال وهو سيد آل المهلب، وقُتِل عبد الملك ومروان وزياد أبناء المهلب، وقُتِل المنهال بن أبي عيينة بن المهلب وعمرو والمغيرة أبناء قبيصة بن المهلب فهُزِموا، وآسر هلال عثمان بن المفضل بن المهلب وأبي عيينة بن المهلب وعمر بن يزيد بن المهلب ولكنهم هربوا منه، وألقى القبض على بقية رجال آل المهلب الذين خرجوا على الدولة. وأوصى بنساء آل المهلب خيراً، وقال: {{اقتباس مضمن|من رفع ستراً أو دخل على امرأة فلا ذمة له}}، وحذرهم من سرقة ما معهن أو التعرض لهن حتى اقتحم أحد جنوده بيت امرأة من آل المهلب فاستنجدت بهلال فقام بقتله، واستئذنته ميسون بنت المغيرة بن المهلب بدفن الجثث بعد المعركة فأعطاها الإذن. ومن جهة أخرى توجه مدرك بن ضب الكلبي لكرمان فقابل [[مدرك بن المهلب]] وهو مع جماعة من أنصارهم الهاربين فتقاتلوا، وكان مع [[مدرك بن المهلب]] النعمان ومالك بن [[إبراهيم بن الأشتر النخعي]] ومحمد وعثمان أبناء إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي - أبناء أخ [[عبد الرحمن بن الأشعث]] - وصول الجرجاني التركي مولى يزيد بن المهلب، وخلال المعركة قتل محمد بن إسحاق والنعمان بن إبرهيم، وهرب عثمان بن إسحاق ل[[حلوان]] فقتله رجل هناك وأرسل رأسه لمسلمة، وذهب مالك بن إبراهيم للكوفة وطلب المغفرة والأمان من مسلمة فأعطاه الأمان وتركه، وأُسِر صول فقتله مسلمة بالكوفة، وهرب [[مدرك بن المهلب]] لقندابيل فقتله [[هلال بن أحوز]].<ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3" /><ref name="الصفحة 229" /><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=196&pid=125487 خبر آل المهلب بقندابيل ص 1 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234309/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=196&pid=125487 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=1 خبر آل المهلب بقندابيل ص 2 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234202/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=1 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref name="خبر آل المهلب بقندابيل ص 3">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=2 خبر آل المهلب بقندابيل ص 3 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163716/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=2 |date=04 يناير 2017}}</ref> | بقي عند مسلمة من الأسرى 2800 فأرسلهم إلى واليه على الكوفة محمد بن عمرو بن [[الوليد بن عقبة]] الأموي - وكان مَسلمة قد عزل عبد الحميد بن عبد الرحمن عن الكوفة وولى محمد -، وجاءت الأوامر من الخليفة لمسلمة يأمره بقتل الأسرى فأرسل مسلمة لمحمد يطلب قتلهم، فقتل منهم محمد 180 رجل حتى وصلت رسالة من مسلمة يأمره بعدم قتلهم. ثم أرسل الخليفة رؤوس ابن المهلب وإخوانه لمسلمة ليُنصبها لأهل البصرة الذين خرجوا معه ليتعظوا. وكتب الخليفة لمسلمة يأمره بملاحقة رجال آل المهلب الهاربين ويقتلهم ولا يُبقي أي أحد منهم بايع يزيد بن المهلب وخرج على الدولة وقاتل معه. وأخبر جاسوس آل المهلب بالأمر فأخذوا نسائهم وأولادهم وأموالهم ومواليهم وحيواناتهم وأنصارهم وهربوا عبر سفينة حتى وصلوا لشاطئ [[كرمان]] فنزلوا فيه ومنه ذهبوا برياً هاربين لقندابيل - مدينة في الهند -. ووصلت الأخبار لمسلمة فأرسل جيشان؛ جيش تحت قيادة [[هلال بن أحوز]] التميمي قدره 12 ألف جندي، وجيش تحت قيادة مدرك بن ضب الكلبي. لحقهم هلال لقندابيل، فلما وصل آل المهلب لقندابيل قام بخيانتهم وادع بن حميد الأزدي - وهو أحد أنصار يزيد بن المهلب وكان يزيد قد ولاه سابقاً على قندابيل عندما ادعى الخلافة بالبصرة -، وأغلق أبواب المدينة بوجوههم ومنعهم من الدخول. بعدها وصل هلال بجيشه ونصب راية وعلم الدولة الأموية وصرخ: {{اقتباس مضمن|من هرب فهو آمن، ومن أتى هذه الراية فهو آمن، إلا أن يكون من ولد المهلب}}، أي أن من استسلم وأتى للراية أو هرب فلن يُقتل ما عدا ذرية المهلب بن أبي صفرة، فتسارع الناس للراية واستسلموا، ثم تقاتل هلال مع جماعة آل المهلب، وصاح معاوية بن يزيد بن المهلب بأنه هو قاتل عدي بن أرطأة فهَمًَ رجل تميمي عليه فقتله للثأر لعدي بن أرطأة، ثم وعد هلال من يقتل أي مهلبي ويأتي برأسه فله ألف درهم فخلال المعركة قُتِل المفضل وأتوا برأسه لهلال وهو سيد آل المهلب، وقُتِل عبد الملك ومروان وزياد أبناء المهلب، وقُتِل المنهال بن أبي عيينة بن المهلب وعمرو والمغيرة أبناء قبيصة بن المهلب فهُزِموا، وآسر هلال عثمان بن المفضل بن المهلب وأبي عيينة بن المهلب وعمر بن يزيد بن المهلب ولكنهم هربوا منه، وألقى القبض على بقية رجال آل المهلب الذين خرجوا على الدولة. وأوصى بنساء آل المهلب خيراً، وقال: {{اقتباس مضمن|من رفع ستراً أو دخل على امرأة فلا ذمة له}}، وحذرهم من سرقة ما معهن أو التعرض لهن حتى اقتحم أحد جنوده بيت امرأة من آل المهلب فاستنجدت بهلال فقام بقتله، واستئذنته ميسون بنت المغيرة بن المهلب بدفن الجثث بعد المعركة فأعطاها الإذن. ومن جهة أخرى توجه مدرك بن ضب الكلبي لكرمان فقابل [[مدرك بن المهلب]] وهو مع جماعة من أنصارهم الهاربين فتقاتلوا، وكان مع [[مدرك بن المهلب]] النعمان ومالك بن [[إبراهيم بن الأشتر النخعي]] ومحمد وعثمان أبناء إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي - أبناء أخ [[عبد الرحمن بن الأشعث]] - وصول الجرجاني التركي مولى يزيد بن المهلب، وخلال المعركة قتل محمد بن إسحاق والنعمان بن إبرهيم، وهرب عثمان بن إسحاق ل[[حلوان]] فقتله رجل هناك وأرسل رأسه لمسلمة، وذهب مالك بن إبراهيم للكوفة وطلب المغفرة والأمان من مسلمة فأعطاه الأمان وتركه، وأُسِر صول فقتله مسلمة بالكوفة، وهرب [[مدرك بن المهلب]] لقندابيل فقتله [[هلال بن أحوز]].<ref name="أمر يزيد بن المهلب ص 3" /><ref name="الصفحة 229" /><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=196&pid=125487 خبر آل المهلب بقندابيل ص 1 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234309/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=196&pid=125487 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=1 خبر آل المهلب بقندابيل ص 2 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234202/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=1 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref name="خبر آل المهلب بقندابيل ص 3">[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=2 خبر آل المهلب بقندابيل ص 3 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163716/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=2 |date=04 يناير 2017}}</ref> | ||
أسر هلال 13 رجل من آل المهلب وأرسلهم مع رؤوس قتلاهم إلى مسلمة وهو في [[واسط (توضيح)|واسط]] الذي بدوره أرسلهم للخليفة بدمشق، فلما أحضروهم حاول الشاعر [[كثير عزة]] حث الخليفة على مسامحتهم على خروجهم، فقال يزيد له: {{اقتباس مضمن|يا أبا صخر، هيهات، أطت بك الرحم، لا سبيل إلى ذاك، إن الله أقاد منهم بأعمالهم الخبيثة}}، ثم قال الخليفة للناس: {{اقتباس مضمن|من يطلب آل المهلب بدمٍ فليقم}}، قصد من لديه ثأر مع آل المهلب، فقام يزيد بن أرطأة أخ [[عدي بن أرطاة الفزاري|عدي بن أرطأة الفزاري]]، وقال: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين، قتلوا أخي، وابن أخي}}، فقال له الخليفة: {{اقتباس مضمن|خذ رجلين منهم واقتلهما}}، فأخذ يزيد بن أرطأة رجلين وقتلهما. ثم قام ابن لعبد الله بن عروة النصري الذي قُتِل مع عدي بن أرطأة فقال: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين، قتلوا أبي}}، فأخذ منهم رجلاً وقتله، فقام الناس حتى قتل كل الأسرى الذين أحضرهم هلال. والأسرى هم؛ المعارك وعبد الله والمغيرة والفضل والمنجاب أبناء يزيد بن المهلب، ودريد والحجاج أبناء حبيب بن المهلب، وغسان وشبيب والفضل أبناء المفضل بن المهلب والمفضل بن قبيصة بن المهلب. وبقي أبي عيينة بن المهلب وعثمان بن المفضل بن المهلب وعمر بن يزيد بن المهلب هاربين يعيشون في رتبيل ب[[سجستان]]، حتى أرسلت [[هند بنت المهلب]] إلى الخليفة يزيد تطلب الأمان لأخيها أبي عيينة فأمنه وسامحه فذهب للعراق وعاش هناك، وبقي عمر بن يزيد وعثمان بن المفضل عنده حتى أصبح [[أسد بن عبد الله القسري]] والياً على خراسان فأرسل إليهما بالأمان على حياتهما. وقالت الشاعرة الحوراء بنت عروة النصري أخت عبد الله بن عروة النصري بعدما انتقم الخليفة لأخيها شعراً تمتدح بني أمية وتهجو يزيد بن المهلب:<ref name="خبر آل المهلب بقندابيل ص 3" /><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=3 خبر آل المهلب بقندابيل ص 4 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164035/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=3 |date=04 يناير 2017}}</ref> | أسر هلال 13 رجل من آل المهلب وأرسلهم مع رؤوس قتلاهم إلى مسلمة وهو في [[واسط (توضيح)|واسط]] الذي بدوره أرسلهم للخليفة بدمشق، فلما أحضروهم حاول الشاعر [[كثير عزة]] حث الخليفة على مسامحتهم على خروجهم، فقال يزيد له: {{اقتباس مضمن|يا أبا صخر، هيهات، أطت بك الرحم، لا سبيل إلى ذاك، إن الله أقاد منهم بأعمالهم الخبيثة}}، ثم قال الخليفة للناس: {{اقتباس مضمن|من يطلب آل المهلب بدمٍ فليقم}}، قصد من لديه ثأر مع آل المهلب، فقام يزيد بن أرطأة أخ [[عدي بن أرطاة الفزاري|عدي بن أرطأة الفزاري]]، وقال: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين، قتلوا أخي، وابن أخي}}، فقال له الخليفة: {{اقتباس مضمن|خذ رجلين منهم واقتلهما}}، فأخذ يزيد بن أرطأة رجلين وقتلهما. ثم قام ابن لعبد الله بن عروة النصري الذي قُتِل مع عدي بن أرطأة فقال: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين، قتلوا أبي}}، فأخذ منهم رجلاً وقتله، فقام الناس حتى قتل كل الأسرى الذين أحضرهم هلال. والأسرى هم؛ المعارك وعبد الله والمغيرة والفضل والمنجاب أبناء يزيد بن المهلب، ودريد والحجاج أبناء حبيب بن المهلب، وغسان وشبيب والفضل أبناء المفضل بن المهلب والمفضل بن قبيصة بن المهلب. وبقي أبي عيينة بن المهلب وعثمان بن المفضل بن المهلب وعمر بن يزيد بن المهلب هاربين يعيشون في رتبيل ب[[سجستان]]، حتى أرسلت [[هند بنت المهلب]] إلى الخليفة يزيد تطلب الأمان لأخيها أبي عيينة فأمنه وسامحه فذهب للعراق وعاش هناك، وبقي عمر بن يزيد وعثمان بن المفضل عنده حتى أصبح [[أسد بن عبد الله القسري]] والياً على خراسان فأرسل إليهما بالأمان على حياتهما. وقالت الشاعرة الحوراء بنت عروة النصري أخت عبد الله بن عروة النصري بعدما انتقم الخليفة لأخيها شعراً تمتدح بني أمية وتهجو يزيد بن المهلب:<ref name="خبر آل المهلب بقندابيل ص 3" /><ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=3 خبر آل المهلب بقندابيل ص 4 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164035/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=3 |date=04 يناير 2017}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أ[[يزيد بن المهلب|يزيد]] حاربتَ الملوك ولم تكن\\تلقى المحارب للملوك رشيداً | |||
لما وجدت عصابة أوردتها\\حوضاً سيورث ورده التفنيدا | |||
فالبيت ذا الحرمات لست\\بنائلٍ والأكرمين شمائلاً وجدوداً | |||
[[بنو أمية (توضيح)|رهط النبي]] بنى الإله عليهم\\سقف الهدى ومن القرآن عهوداً | |||
قوم هم مَنْوُّا عليك وأفضلوا\\حتى لبستَ من الطراز بروداً | |||
فكَفَّرت نعمتهم هناك وإنما\\تلد العبيد المقرفون عبيداً | |||
طلب الخلافة في هجان فلم\\يجد بهجان من شجر الخلافة عوداً <ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=4 خبر آل المهلب بقندابيل ص 5 - أنساب الأشراف للبلاذري] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163948/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=125487&bk_no=196&startno=4 |date=04 يناير 2017}}</ref>}} | |||
وقال الشاعر أبو النجم العجلي يمتدح مسلمة بن عبد الملك: | وقال الشاعر أبو النجم العجلي يمتدح مسلمة بن عبد الملك: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
إن الذي مد علينا نعمة\\وقد أحاطت بالعراق الدمدمة | |||
دعوة [[يزيد بن المهلب|مشؤم]] دعا بالمشأمة\\فاتبع الظالم قوم ظلمة | |||
فالله يحني منهم بمَسلمة\\من بعد ما وبعد ما وبعد مَهْ | |||
كانت بنات الموت عند الغلصمة\\كادت الحرة أن تدعى [[جارية|أَمَة]] <ref name="الصفحة 229" />}} | |||
بعدها انتهت فتنة ابن المهلب. ولما أتى مسلمة بن عبد الملك ليقضي على يزيد بن المهلب شكى له أهل العراق الخارجي بسطام بن مري اليشكري الملقب بـ «شوذب»، وهو خارجي من الخوارج [[صفرية|الصفرية]] خرج على [[عمر بن عبد العزيز]] بالكوفة، فأرسل له عمر يحاول أن يقنعه بترك الخروج، وحدثت بينهما مناظرات دينية كثيرة حتى اقتنع شوذب، وأرسل عمر جيش يبقى يعسكر بجانب شوذب وأتباعه حتى إذا ما بدأ شوذب يعتدي على الناس ويسفك الدماء يقومون بمحاربته ويقتلونه، فبقي شوذب وجيش عمر على هذا الحال حتى آخر عهد عمر فبدأ شوذب يقطع الطريق ويعتدي على الناس، وكان خطره وقوته يتفاقمان يوماً بعد يوم حتى تولى يزيد الخلافة فأرسل له ثلاثة جيوش كل جيش يتكون من 2000 جندي فهزمهم وأبادهم، حتى شكى العراقيون لمسلمة جرائم شوذب وخطره وقطعه للطرق، فأرسل إليه [[سعيد بن عمرو الحرشي]] مع 10 آلاف جندي فقتله مع أتباعه وقضى عليهم.<ref>أنساب الأشراف للبلاذري، ج 8 من ص 209 حتى ص 218.</ref><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-12286/page-1080 شوذب - كتاب الأعلام للزركلي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165441/http://shamela.ws/browse.php/book-12286/page-1080 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> | بعدها انتهت فتنة ابن المهلب. ولما أتى مسلمة بن عبد الملك ليقضي على يزيد بن المهلب شكى له أهل العراق الخارجي بسطام بن مري اليشكري الملقب بـ «شوذب»، وهو خارجي من الخوارج [[صفرية|الصفرية]] خرج على [[عمر بن عبد العزيز]] بالكوفة، فأرسل له عمر يحاول أن يقنعه بترك الخروج، وحدثت بينهما مناظرات دينية كثيرة حتى اقتنع شوذب، وأرسل عمر جيش يبقى يعسكر بجانب شوذب وأتباعه حتى إذا ما بدأ شوذب يعتدي على الناس ويسفك الدماء يقومون بمحاربته ويقتلونه، فبقي شوذب وجيش عمر على هذا الحال حتى آخر عهد عمر فبدأ شوذب يقطع الطريق ويعتدي على الناس، وكان خطره وقوته يتفاقمان يوماً بعد يوم حتى تولى يزيد الخلافة فأرسل له ثلاثة جيوش كل جيش يتكون من 2000 جندي فهزمهم وأبادهم، حتى شكى العراقيون لمسلمة جرائم شوذب وخطره وقطعه للطرق، فأرسل إليه [[سعيد بن عمرو الحرشي]] مع 10 آلاف جندي فقتله مع أتباعه وقضى عليهم.<ref>أنساب الأشراف للبلاذري، ج 8 من ص 209 حتى ص 218.</ref><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-12286/page-1080 شوذب - كتاب الأعلام للزركلي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165441/http://shamela.ws/browse.php/book-12286/page-1080 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> | ||
سطر 489: | سطر 468: | ||
ذكر عددٍ من المؤرخين أنّ أوَّل ولاية تولاها مَسلمة كانت في عهد والده عبد الملك بن مروان رغم صغر سنه، وهي [[مكة|مكة المكرمة]] ولَم يُذكر السنة على وجه التحديد أو المدة إلا أنه عزله وولى مكانه [[خالد بن عبد الله القسري]] الذي أتى لمكة فجأةً بينما كان مَسلمة يخطب بالناس، فأخرج رسالة تعيينه على مكة وقرأها على الناس فما كان من مَسلمة إلا أن دعى بفرسه فركبها وذهب عائداً للشام.<ref>كتاب الإمامة والسياسة المنسوب ل[[ابن قتيبة]] 2/ 44.</ref><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-8362/page-763 كتاب شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ج 2 ص 201-202] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165929/http://shamela.ws/browse.php/book-8362/page-763 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>كتاب العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ل[[تقي الدين الفاسي]]، ج 7 ص 195.</ref> وكانت الولاية الثانية على [[حلب]] حيثُ ولاه عليها أخيه الوليد عام [[90 هـ]]-[[709]].<ref name="كتاب الأعلاق الخطيرة">كتاب الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة لعز الدين ابن شداد، ج 1 ص 12.</ref> وفي [[91 هـ]]-[[710]] عزل الوليد عمه محمد بن مروان عن إرمينية وأذربيجان والجزيرة الفراتية وولى عليها مَسلمة.<ref>تاريخ ابن خلدون، (3/154).</ref> وفي عام [[101 هـ]]، ولاه أخيه يزيد على الكوفة والبصرة وفي بدايات [[102 هـ]] عندما قضى على ابن المهلب ولاه على كل العراق وخراسان وعزله بعد بضعة شهور. وفي عهد هشام تولى إمارة إرمينية وأذربيجان والجزيرة الفراتية مرتين الأولى ما بين [[107 هـ]] و[[111 هـ]]، والثانية ما بين [[112 هـ]] و[[114 هـ]]. وبالمجمل تولى مَسلمة 7 مرات، منها؛ مرتين على العراق، وثلاثة مرات على إرمينية وأذربيجان والجزيرة.<ref>كتاب موسوعة دول العالم الإسلامي ورجالها، ج 1 ص 109-115.</ref> وتولى مَسلمة موسم [[الحج (توضيح)|الحج]] عدة مرات، الأولى عام [[93 هـ]]<ref>كتاب المحبر لابن حبيب، ص 26.</ref>، والثانية عام [[94 هـ]]،<ref>تاريخ دمشق، (58/31).</ref> والثالثة في عام [[117 هـ]]، وفي عام [[119 هـ]] أيضاً حج بالناس.<ref>مروج الذهب للمسعودي، (4/583).</ref> | ذكر عددٍ من المؤرخين أنّ أوَّل ولاية تولاها مَسلمة كانت في عهد والده عبد الملك بن مروان رغم صغر سنه، وهي [[مكة|مكة المكرمة]] ولَم يُذكر السنة على وجه التحديد أو المدة إلا أنه عزله وولى مكانه [[خالد بن عبد الله القسري]] الذي أتى لمكة فجأةً بينما كان مَسلمة يخطب بالناس، فأخرج رسالة تعيينه على مكة وقرأها على الناس فما كان من مَسلمة إلا أن دعى بفرسه فركبها وذهب عائداً للشام.<ref>كتاب الإمامة والسياسة المنسوب ل[[ابن قتيبة]] 2/ 44.</ref><ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-8362/page-763 كتاب شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ج 2 ص 201-202] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165929/http://shamela.ws/browse.php/book-8362/page-763 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref><ref>كتاب العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ل[[تقي الدين الفاسي]]، ج 7 ص 195.</ref> وكانت الولاية الثانية على [[حلب]] حيثُ ولاه عليها أخيه الوليد عام [[90 هـ]]-[[709]].<ref name="كتاب الأعلاق الخطيرة">كتاب الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة لعز الدين ابن شداد، ج 1 ص 12.</ref> وفي [[91 هـ]]-[[710]] عزل الوليد عمه محمد بن مروان عن إرمينية وأذربيجان والجزيرة الفراتية وولى عليها مَسلمة.<ref>تاريخ ابن خلدون، (3/154).</ref> وفي عام [[101 هـ]]، ولاه أخيه يزيد على الكوفة والبصرة وفي بدايات [[102 هـ]] عندما قضى على ابن المهلب ولاه على كل العراق وخراسان وعزله بعد بضعة شهور. وفي عهد هشام تولى إمارة إرمينية وأذربيجان والجزيرة الفراتية مرتين الأولى ما بين [[107 هـ]] و[[111 هـ]]، والثانية ما بين [[112 هـ]] و[[114 هـ]]. وبالمجمل تولى مَسلمة 7 مرات، منها؛ مرتين على العراق، وثلاثة مرات على إرمينية وأذربيجان والجزيرة.<ref>كتاب موسوعة دول العالم الإسلامي ورجالها، ج 1 ص 109-115.</ref> وتولى مَسلمة موسم [[الحج (توضيح)|الحج]] عدة مرات، الأولى عام [[93 هـ]]<ref>كتاب المحبر لابن حبيب، ص 26.</ref>، والثانية عام [[94 هـ]]،<ref>تاريخ دمشق، (58/31).</ref> والثالثة في عام [[117 هـ]]، وفي عام [[119 هـ]] أيضاً حج بالناس.<ref>مروج الذهب للمسعودي، (4/583).</ref> | ||
كان التقليد عند بني أمية هو أنهم لا يعطون الخلافة لأبناء الجواري، وذلك لعدة أسباب منها؛ أن الناس قد لا يُطيعونهم، ويستخفون بهم، ولا يقبلون سيادتهم عليهم، وقد لا | كان التقليد عند بني أمية هو أنهم لا يعطون الخلافة لأبناء الجواري، وذلك لعدة أسباب منها؛ أن الناس قد لا يُطيعونهم، ويستخفون بهم، ولا يقبلون سيادتهم عليهم، وقد لا يخضعون لهم ويتمردون، وكانوا يظنون أنّ دولتهم ستنتهي على يد خليفة من أبناء الجواري، وفعلاً كان آخر ثلاثة خلفاء للدولة من أبناء الجواري وانتهت على يدهم، لذلك تمَّ استبعاد مَسلمة من الترشح لولاية الخلافة منذ أنّ ولد بسبب أمه ومُنع منها.<ref>كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه، ج 4 ص 130.</ref><ref>كتاب نظام ولاية العهد ووراثة الخلافة في العهد الأموي لحسين عطوان، ص 54.</ref><ref>الفرج بعد الشدة للتنوخي، ج 1 ص 245.</ref> ورغم هذا فإن مَسلمة بن عبد الملك كان من ذات نفسه عازفاً عن الخلافة ولا يُريدها، حتى أنّ جماعة من المسلمين عرضوا عليه أن يُنَصِّب نفسه للخلافة وأن يُبايعوه عليها فرفض وامتنع من شق عصا الطاعة، ومخالفة إخوانه، وأن يُشعل الفتنة.<ref>كتاب غرر السير للحسين بن محمد المرعشي، ص 153.</ref> وكان عازفاً وكارهاً حتى للعمل كوالي، إذ قال له أحد المرات رجلٌ أنه أمير ويستطيع أنّ يصبح والياً على أعظم مناطق الدولة إن أراد ولكنه لم يفعل هذا فسأله الرجل عن السبب، فقال مَسلمة: {{اقتباس مضمن|يَمْنَعُنِي ذُلُّ الطَّلَب، ومَرارة العَزْل، وهَوْل الخَطْب، وقَرْع حِلَق البَرِيْد}}.<ref>أنساب الأشراف للبلاذري، ج 8 ص 3549.</ref> | ||
وقد تميّز موقف مسلمة من الخلافة بالطاعة التامة، وكان يدين بالولاء المطلق للخلفاء، ومُخلصاً أشد الإخلاص لبني أمية، وكان حريص كثيراً على رصِّ الصفوف وتوحيدها، وكان يعتبر الخلافة وسيلة لأجل خدمة الأمة الإسلامية، وليست غاية لتحقيق أطماع وأمجاد شخصية، لذلك لَم يكن الخلفاء يخشونه، وأعطوه ثقتهم الكاملة. وقد استفتى مَسلمة مرةً من المرات الفقيه [[ميمون بن مهران]] عن طاعة ولاة الأمر، فقال له وهو يناقشه: {{اقتباس مضمن|أليس قد أُمِرتم بطاعتنا ؟}}، وقرأ عليه من القرآن: {{اقتباس مضمن|أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ}}، فقال له: {{اقتباس مضمن|إن الله قد انتزعه منكم إذا خالفتم الحق، قال الله تعالى: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)}}، فلمّا أجابه ميمون استفسره مسلمة قائلاً: {{اقتباس مضمن|فأين الله ؟}}، فقال ميمون: {{اقتباس مضمن|[[القرآن|الكتاب]]}}، فقال مسلمة: {{اقتباس مضمن|فأين الرسول ؟}}، فرد: {{اقتباس مضمن|[[سنة|السنة]]}}. واستناداً لهذا الكلام تعامل مسلمة مع الدولة مُنفذاً لأوامرها، ومبتصراً لنصائحها، ومسترشداً لتوجيهاتها، ومن جانب آخر كان يُصحح مسار الدولة إذا رأى أنّ أصحابها زاغوا وأخطئوا، وينصح الخلفاء بما يراه لصالح الدولة.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62273 حديث رقم (62273) - تاريخ دمشق] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164314/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62273 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>كتاب مسلمة بن عبد الملك، ص 52 وص 55.</ref><ref>كتاب قادة الفتح الإسلامي في إرمينية، ص 311.</ref> | وقد تميّز موقف مسلمة من الخلافة بالطاعة التامة، وكان يدين بالولاء المطلق للخلفاء، ومُخلصاً أشد الإخلاص لبني أمية، وكان حريص كثيراً على رصِّ الصفوف وتوحيدها، وكان يعتبر الخلافة وسيلة لأجل خدمة الأمة الإسلامية، وليست غاية لتحقيق أطماع وأمجاد شخصية، لذلك لَم يكن الخلفاء يخشونه، وأعطوه ثقتهم الكاملة. وقد استفتى مَسلمة مرةً من المرات الفقيه [[ميمون بن مهران]] عن طاعة ولاة الأمر، فقال له وهو يناقشه: {{اقتباس مضمن|أليس قد أُمِرتم بطاعتنا ؟}}، وقرأ عليه من القرآن: {{اقتباس مضمن|أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ}}، فقال له: {{اقتباس مضمن|إن الله قد انتزعه منكم إذا خالفتم الحق، قال الله تعالى: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)}}، فلمّا أجابه ميمون استفسره مسلمة قائلاً: {{اقتباس مضمن|فأين الله ؟}}، فقال ميمون: {{اقتباس مضمن|[[القرآن|الكتاب]]}}، فقال مسلمة: {{اقتباس مضمن|فأين الرسول ؟}}، فرد: {{اقتباس مضمن|[[سنة|السنة]]}}. واستناداً لهذا الكلام تعامل مسلمة مع الدولة مُنفذاً لأوامرها، ومبتصراً لنصائحها، ومسترشداً لتوجيهاتها، ومن جانب آخر كان يُصحح مسار الدولة إذا رأى أنّ أصحابها زاغوا وأخطئوا، وينصح الخلفاء بما يراه لصالح الدولة.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62273 حديث رقم (62273) - تاريخ دمشق] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164314/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62273 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>كتاب مسلمة بن عبد الملك، ص 52 وص 55.</ref><ref>كتاب قادة الفتح الإسلامي في إرمينية، ص 311.</ref> | ||
سطر 538: | سطر 517: | ||
ولعل أشهر ما بناه مسلمة بعد جامع العرب، هو الحصن الذي عُرِف بـ «حصن مسلمة»، بناه مسلمة في [[الجزيرة الفراتية]] بديار [[مضر]] في موضع بين [[رأس العين (الحسكة)|رأس عين]] و[[الرقة]]، بينه وبين نهر [[البليخ]] مسافة ميل ونصف فقط، وبينه وبين مدينة [[حران (تركيا)|حران]] مسافة تسعة [[فرسخ|فراسخ]]، وقد أصلحه مسلمة، وبنى فيه مصنع لشرب الماء طوله 200 ذراع، وعرضه أيضاً 200 ذراع، وعمقه يقدر بنحو 20 ذراعاً، ومعقود بالحجارة، والماء يجري في المصنع من نهر البليخ في نهر مفرد، في كل سنة يجري الماء مرة واحدة حتى يمتلئ المصنع، ويكفي بهذه المرة سكان الحصن بقية العام، ويسقي هذا النهر المُفرد بساتين حصن مسلمة وفوهته من البليخ على خمسة أميال.<ref>[http://islamport.com/w/bld/Web/2731/752.htm معجم البلدان للحموي، (2/265)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163600/http://islamport.com/w/bld/Web/2731/752.htm |date=04 يناير 2017}}</ref> وفي عام [[1986]] بدأت بعثة ألمانية-سورية في التنقيب بالحصن واستكشافه، وفي العصر الحديث يُطلق عليه مدينة الفار إضافة إلى - حصن مسلمة -، واستكشافات البعثة تمت على مدى عشرات السنين بسبب الانقطاع لفترة طويلة، وكشفت مشابه تماماً لمدينة [[الرصافة (سوريا)|الرصافة]]، وأنه يقع على الضفة اليسرى لنهر البليخ بالقرب من الرقة على بعد 70 كم شمالاً، وتقدر مساحة هذا الحصن بحوالي 96 هكتاراً، ويبلغ طول الحصن من الشمال إلى الجنوب حوالي 1400 م، ومن الشرق إلى الغرب بحدود 900 م ويخترقه نهر يطلق عليه نهر «سلوك»، تسيل فيه المياه في السنوات الماطرة ويجف في فصل الصيف، ولكون هذا الحصن يقع بالقرب من مجرى نهر البليخ من جهة الشمال الشرقي، فقد عمل مسلمة في فترة بناء هذا الحصن وتوليه مهمة الدفاع عن الأراضي العربية في فترة التحرير العربي، على شق قناة من نهر البليخ لإرواء الأراضي الزراعية المحيطة بالحصن. وكانت مهمة التي بنى بسببها مسلمة هذا الحصن هي الدفاع عن حدود أراضي الخلافة الأموية، وبالوقت نفسه كان يشكل قاعدة عسكرية متقدمة عند خط الثغور والحدود، ومنطلق لكل الغزوات التي كانت تشنها الدولة الأموية ضد معاقل الروم في عقر ديارهم. واكتُشف بالحصن عشرات البيوت والقصور و12 برجاً ومسجداً، وأيضاً اكتشفت خزانات وأحواض تجميع المياه، وقنوات صغيرة تحيط بالأبنية الأصلية في التجمع البنائي الشمالي، وأيضاً اكتشف عشرات اللقى والأثار والأواني والعملات والحُلي وغيره، وكانت هناك أهمية تجارية بالغةً للحصن إذ أنه مسيطراً على الطرق القديمة الواصلة والقادمة من وإلى الرقة، والرها، والجزيرة السورية، حتى أرمينيا، وأذربيجان، وتكاد تتوسط الطرق بين الرافقة وحرَّان. بعد وفاة مسلمة ورثت ذريته منه الحصن فبقوا يعيشون فيه عدة قرون وسنين طويلة، وفي فترة غير معلومة من العصر العباسي خُرِب الحصن ودُمِر لحدٍ كبير، ولا يُعرف بقية تاريخه.<ref>[http://furat.alwehda.gov.sy/node/136176 إكتشافات جديدة في حصن مسلمة في الرقة - جريدة الفرات] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104235753/http://furat.alwehda.gov.sy/node/136176 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.esyria.sy/eraqqa/index.php?p=stories&category=ruins&filename=200812041450049|عنوان=مدينة الفار...التاريخ يتحدث - موقع الرقة|تاريخ الوصول=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200316021648/http://www.esyria.sy/eraqqa/index.php?p=stories&category=ruins&filename=200812041450049|تاريخ أرشيف=2020-03-16}}</ref><ref>[http://furat.alwehda.gov.sy/node/157844 مكتشفات أثرية جديدة فـي حصن مسلمة بن عبد الملك وأهمها لقى أثرية والمسجد الجامع - جريدة الفرات] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104233942/http://furat.alwehda.gov.sy/node/157844 |date=04 يناير 2017}}</ref> | ولعل أشهر ما بناه مسلمة بعد جامع العرب، هو الحصن الذي عُرِف بـ «حصن مسلمة»، بناه مسلمة في [[الجزيرة الفراتية]] بديار [[مضر]] في موضع بين [[رأس العين (الحسكة)|رأس عين]] و[[الرقة]]، بينه وبين نهر [[البليخ]] مسافة ميل ونصف فقط، وبينه وبين مدينة [[حران (تركيا)|حران]] مسافة تسعة [[فرسخ|فراسخ]]، وقد أصلحه مسلمة، وبنى فيه مصنع لشرب الماء طوله 200 ذراع، وعرضه أيضاً 200 ذراع، وعمقه يقدر بنحو 20 ذراعاً، ومعقود بالحجارة، والماء يجري في المصنع من نهر البليخ في نهر مفرد، في كل سنة يجري الماء مرة واحدة حتى يمتلئ المصنع، ويكفي بهذه المرة سكان الحصن بقية العام، ويسقي هذا النهر المُفرد بساتين حصن مسلمة وفوهته من البليخ على خمسة أميال.<ref>[http://islamport.com/w/bld/Web/2731/752.htm معجم البلدان للحموي، (2/265)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163600/http://islamport.com/w/bld/Web/2731/752.htm |date=04 يناير 2017}}</ref> وفي عام [[1986]] بدأت بعثة ألمانية-سورية في التنقيب بالحصن واستكشافه، وفي العصر الحديث يُطلق عليه مدينة الفار إضافة إلى - حصن مسلمة -، واستكشافات البعثة تمت على مدى عشرات السنين بسبب الانقطاع لفترة طويلة، وكشفت مشابه تماماً لمدينة [[الرصافة (سوريا)|الرصافة]]، وأنه يقع على الضفة اليسرى لنهر البليخ بالقرب من الرقة على بعد 70 كم شمالاً، وتقدر مساحة هذا الحصن بحوالي 96 هكتاراً، ويبلغ طول الحصن من الشمال إلى الجنوب حوالي 1400 م، ومن الشرق إلى الغرب بحدود 900 م ويخترقه نهر يطلق عليه نهر «سلوك»، تسيل فيه المياه في السنوات الماطرة ويجف في فصل الصيف، ولكون هذا الحصن يقع بالقرب من مجرى نهر البليخ من جهة الشمال الشرقي، فقد عمل مسلمة في فترة بناء هذا الحصن وتوليه مهمة الدفاع عن الأراضي العربية في فترة التحرير العربي، على شق قناة من نهر البليخ لإرواء الأراضي الزراعية المحيطة بالحصن. وكانت مهمة التي بنى بسببها مسلمة هذا الحصن هي الدفاع عن حدود أراضي الخلافة الأموية، وبالوقت نفسه كان يشكل قاعدة عسكرية متقدمة عند خط الثغور والحدود، ومنطلق لكل الغزوات التي كانت تشنها الدولة الأموية ضد معاقل الروم في عقر ديارهم. واكتُشف بالحصن عشرات البيوت والقصور و12 برجاً ومسجداً، وأيضاً اكتشفت خزانات وأحواض تجميع المياه، وقنوات صغيرة تحيط بالأبنية الأصلية في التجمع البنائي الشمالي، وأيضاً اكتشف عشرات اللقى والأثار والأواني والعملات والحُلي وغيره، وكانت هناك أهمية تجارية بالغةً للحصن إذ أنه مسيطراً على الطرق القديمة الواصلة والقادمة من وإلى الرقة، والرها، والجزيرة السورية، حتى أرمينيا، وأذربيجان، وتكاد تتوسط الطرق بين الرافقة وحرَّان. بعد وفاة مسلمة ورثت ذريته منه الحصن فبقوا يعيشون فيه عدة قرون وسنين طويلة، وفي فترة غير معلومة من العصر العباسي خُرِب الحصن ودُمِر لحدٍ كبير، ولا يُعرف بقية تاريخه.<ref>[http://furat.alwehda.gov.sy/node/136176 إكتشافات جديدة في حصن مسلمة في الرقة - جريدة الفرات] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104235753/http://furat.alwehda.gov.sy/node/136176 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.esyria.sy/eraqqa/index.php?p=stories&category=ruins&filename=200812041450049|عنوان=مدينة الفار...التاريخ يتحدث - موقع الرقة|تاريخ الوصول=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200316021648/http://www.esyria.sy/eraqqa/index.php?p=stories&category=ruins&filename=200812041450049|تاريخ أرشيف=2020-03-16}}</ref><ref>[http://furat.alwehda.gov.sy/node/157844 مكتشفات أثرية جديدة فـي حصن مسلمة بن عبد الملك وأهمها لقى أثرية والمسجد الجامع - جريدة الفرات] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104233942/http://furat.alwehda.gov.sy/node/157844 |date=04 يناير 2017}}</ref> | ||
لقد كان مسلمة أيضاً محباً للزراعة ويُشجع عليها - وهي تمثل ركن الاقتصاد الأساسي للدولة وبُني عليها نظام الخراج في الإسلام -، وكان مخططاً ومنتجاً ومشجعاً على الإنتاج، وكان له باعٌ طويل في مجال الزراعة والاستثمار فيه، ومن حيثُ الأراضي الفلاحية والزراعية فقد كان مسلمة غنياً بسبب حروبه الكثيرة فتمكن من شراء الكثير من الأراضي الزراعية، ومن ضمنها الكثير من القرى والمزارع في [[حلب]] اشتراها أثناء إقامته فيها، ومن ضمن هذه الأراضي منطقة الحانوت التي توفي فيها. وأيضاً كان يملك عدة أراضي فلاحية وزراعية في مناطق أخرى، مثل؛ قرية باجدا الواقعة في الجزيرة الفراتية بين [[رأس العين (الحسكة)|رأس عين]] و[[الرقة]] بجانب حصنه الذي كان يعيش به أحياناً، وهذه القرية أقطعها مسلمة لصديقه أسيد السلمي فبناها ورممها، وأقام عليها سوراً. وأغلبية أراضي مسلمة وقراه الفلاحية تقع بين منطقة الناعورة، ومنطقة [[مسكنة|بالس]] - الاسم القديم لبلدة [[مسكنة]]، وفي الناعورة كان لمسلمة الكثير من الأراضي الفلاحية، خصوصاً في دير إسحاق، وقد اختلف مسلمة مع سكان دير إسحاق حول ملكية الأراضي فرفعوا قضيتهم لعمر بن عبد العزيز أثناء خلافته فحكم لصالح مسلمة وأعطاه الناعورة. وأيضاً يملك في [[أنطاكية (توضيح)|أنطاكية]]؛ أراضي عين السلور، وبغراس، والإسكندرونة، وبحيرة عين السلور، وهذه المناطق في أنطاكية تصدق بهن مسلمة وأوقفهن جميعهن في سبيل البر، وفي العهد العباسي قام الخليفة المهدي بإعطائها لمولاه رجاء. وكان له مزارع خاصة أقام فيها القنوات تُسمى المصانع، وكان مسلمة شديد الاهتمام بالناحية الزراعية، ويُقدم أموالاً كثيرة من أجل إصلاح أراضي زراعية يستفيد منها الناس، وكانت له همة عالية في استصلاح الأراضي لجعلها صالحة للزراعة. وفي عهد أخيه الوليد انبثقت بثوق نهر [[الفرات]]، فأرسل [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] للوليد يخبره أن قد قدر من المال الكافي لإصلاح النهر وسد بثوقه ما يقدر بـ 3 آلاف ألف درهم، فاستكثر أن يدفعها الوليد من بيت المال بسبب قيمة المبلغ العالية، فقال مسلمة للوليد: {{اقتباس مضمن|أنا أنفق عليها على أن تقطعني الأرضين المنخفضة التي يبقى فيها الماء، بعد انفاق ثلاثة آلاف ألف درهم يتولى إنفاقها ثقتك ونصيحك الحجاج}}، فقبل الوليد وأصلح مسلمة البثوق من ماله الخاص، فأعطاه الوليد تلك الأراضي التي أرادها، وكانت مجرد مستنقعات في سواد [[الكوفة]] على نهر الفرات الأوسط، فقام مسلمة بحفر اليابس في هذه المستنقعات، وأنشأ المزارع، وعمر تلك الأراضي، وأسكنها بالناس في ضياع وقرى كثيرة، فحصلت له أرضون من طساسيج متصلة فخفر السيبين وتألف الاكره والمزارعين، وعمر تلك الأرضين، وألجأ الناس إليها ضياعًا كثيرة للتعزز به، وكان أولئك الناس يعتاشون من هذه المزارع وهي مصدر رزقهم حتى أتى العباسيون ونهبوا أموال بني أمية، فانتزعوا هذه الأراضي من أولئك الناس وأخرجوهم، وأعطوها للأمير العباسي دواد بن علي بن عبد الله - عم الخلفاء العباسيون -. وفي أحد المرات ذهب مسلمة يريد غزو الروم من ناحية الثغور الجزرية، فعسكر ب[[مسكنة|بالس]] أو [[مسكنة]]، فأتاه أهلها وأهل بوبلس وقاصرين وعابدين وصفين وأهل الحد الأعلى، فطلبوا منه أن يحفر لهم نهراً من الفرات يسقي أراضيهم من ماله الخاص مقابل أن يجعلوا له الثلُث من غلاتهم بعد عشر السلطان الذي كان يأخذه، | لقد كان مسلمة أيضاً محباً للزراعة ويُشجع عليها - وهي تمثل ركن الاقتصاد الأساسي للدولة وبُني عليها نظام الخراج في الإسلام -، وكان مخططاً ومنتجاً ومشجعاً على الإنتاج، وكان له باعٌ طويل في مجال الزراعة والاستثمار فيه، ومن حيثُ الأراضي الفلاحية والزراعية فقد كان مسلمة غنياً بسبب حروبه الكثيرة فتمكن من شراء الكثير من الأراضي الزراعية، ومن ضمنها الكثير من القرى والمزارع في [[حلب]] اشتراها أثناء إقامته فيها، ومن ضمن هذه الأراضي منطقة الحانوت التي توفي فيها. وأيضاً كان يملك عدة أراضي فلاحية وزراعية في مناطق أخرى، مثل؛ قرية باجدا الواقعة في الجزيرة الفراتية بين [[رأس العين (الحسكة)|رأس عين]] و[[الرقة]] بجانب حصنه الذي كان يعيش به أحياناً، وهذه القرية أقطعها مسلمة لصديقه أسيد السلمي فبناها ورممها، وأقام عليها سوراً. وأغلبية أراضي مسلمة وقراه الفلاحية تقع بين منطقة الناعورة، ومنطقة [[مسكنة|بالس]] - الاسم القديم لبلدة [[مسكنة]]، وفي الناعورة كان لمسلمة الكثير من الأراضي الفلاحية، خصوصاً في دير إسحاق، وقد اختلف مسلمة مع سكان دير إسحاق حول ملكية الأراضي فرفعوا قضيتهم لعمر بن عبد العزيز أثناء خلافته فحكم لصالح مسلمة وأعطاه الناعورة. وأيضاً يملك في [[أنطاكية (توضيح)|أنطاكية]]؛ أراضي عين السلور، وبغراس، والإسكندرونة، وبحيرة عين السلور، وهذه المناطق في أنطاكية تصدق بهن مسلمة وأوقفهن جميعهن في سبيل البر، وفي العهد العباسي قام الخليفة المهدي بإعطائها لمولاه رجاء. وكان له مزارع خاصة أقام فيها القنوات تُسمى المصانع، وكان مسلمة شديد الاهتمام بالناحية الزراعية، ويُقدم أموالاً كثيرة من أجل إصلاح أراضي زراعية يستفيد منها الناس، وكانت له همة عالية في استصلاح الأراضي لجعلها صالحة للزراعة. وفي عهد أخيه الوليد انبثقت بثوق نهر [[الفرات]]، فأرسل [[الحجاج بن يوسف الثقفي]] للوليد يخبره أن قد قدر من المال الكافي لإصلاح النهر وسد بثوقه ما يقدر بـ 3 آلاف ألف درهم، فاستكثر أن يدفعها الوليد من بيت المال بسبب قيمة المبلغ العالية، فقال مسلمة للوليد: {{اقتباس مضمن|أنا أنفق عليها على أن تقطعني الأرضين المنخفضة التي يبقى فيها الماء، بعد انفاق ثلاثة آلاف ألف درهم يتولى إنفاقها ثقتك ونصيحك الحجاج}}، فقبل الوليد وأصلح مسلمة البثوق من ماله الخاص، فأعطاه الوليد تلك الأراضي التي أرادها، وكانت مجرد مستنقعات في سواد [[الكوفة]] على نهر الفرات الأوسط، فقام مسلمة بحفر اليابس في هذه المستنقعات، وأنشأ المزارع، وعمر تلك الأراضي، وأسكنها بالناس في ضياع وقرى كثيرة، فحصلت له أرضون من طساسيج متصلة فخفر السيبين وتألف الاكره والمزارعين، وعمر تلك الأرضين، وألجأ الناس إليها ضياعًا كثيرة للتعزز به، وكان أولئك الناس يعتاشون من هذه المزارع وهي مصدر رزقهم حتى أتى العباسيون ونهبوا أموال بني أمية، فانتزعوا هذه الأراضي من أولئك الناس وأخرجوهم، وأعطوها للأمير العباسي دواد بن علي بن عبد الله - عم الخلفاء العباسيون -. وفي أحد المرات ذهب مسلمة يريد غزو الروم من ناحية الثغور الجزرية، فعسكر ب[[مسكنة|بالس]] أو [[مسكنة]]، فأتاه أهلها وأهل بوبلس وقاصرين وعابدين وصفين وأهل الحد الأعلى، فطلبوا منه أن يحفر لهم نهراً من الفرات يسقي أراضيهم من ماله الخاص مقابل أن يجعلوا له الثلُث من غلاتهم بعد عشر السلطان الذي كان يأخذه، فوافق وحفر لهم النهر المعروف بـ «نهر مسلمة» ووفوا له بالشرط، وقام مسلمة أيضاً آنذاك بترميم سور المدينة وأحكمه، فصارت بالس وقراها ملكاً لمسلمة وورثها أولاده وذريته بعده، فلما أتت الدولة العباسية نهبوا أموال بني أمية، وأخذوها لأنفسهم فأخذ بالس الأمير العباسي سليمان بن علي بن عبد الله - عم الخلفاء العباسيون -، وكان من عادة مسلمة خلال سيره للحروب أن يشق قنوات المياه في طريقه، ويوزع الأراضي على الناس، ويوفر لهم فرص العمل، وبقيت هذه الأراضي لهم يعملون على فلاحتها ويترزقون منها حتى جاء العباسيون فانتزعوها منهم، وأخذوها لهم وأعطوها لأقاربهم ومواليهم.<ref>كتاب مسلمة بن عبد الملك، ص 48-49-50-51.</ref><ref>الفتح الإسلامي في ارمينية، ص 307-308-309.</ref> | ||
== شخصيته وإرثه == | == شخصيته وإرثه == | ||
سطر 550: | سطر 529: | ||
=== شعره === | === شعره === | ||
كان مسلمة بن عبد الملك شاعراً جزيلاً، ويحب الشعر كثيراً ويحفظه، وغالباً ما يُلقى في مجالسه ويتغنى به ويردده، إلا أن شعر مسلمة نفسه كان قليلاً بسبب انشغاله الدائم بالغزو والفتوح الذي انشغل بهما أغلبية حياته،<ref>كتاب مسلمة بن عبد الملك، ص 228.</ref> ومن شعره الذي وصل إلينا، قصيدة صغيرة قالها عندما توفي والده عبد الملك: | كان مسلمة بن عبد الملك شاعراً جزيلاً، ويحب الشعر كثيراً ويحفظه، وغالباً ما يُلقى في مجالسه ويتغنى به ويردده، إلا أن شعر مسلمة نفسه كان قليلاً بسبب انشغاله الدائم بالغزو والفتوح الذي انشغل بهما أغلبية حياته،<ref>كتاب مسلمة بن عبد الملك، ص 228.</ref> ومن شعره الذي وصل إلينا، قصيدة صغيرة قالها عندما توفي والده عبد الملك: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
لقد أفسد الموت الحياة\\وقد أتى على يومه إلى حبيب | |||
فإن تكن الأيام أحسن مرة\\إليَّ، لقد عادت لهن ذنوب | |||
أتى دون حلو العيش حتى\\أمره كروب على آثارهن كروب <ref>المنتظم لابن الجوزي، ج 6 ص 274.</ref>}} | |||
ومن شعره أيضاً: | ومن شعره أيضاً: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
لا شيء أحسن في الدنيا وساكنها\\من وامق قد خلا فرداً بموموق | |||
كذاك ليس بها أشجى لذي نظر\\من عاشقٍ هاضع قدام معشوق | |||
نفسي الفداء لظبي بات يسعدني\\ليلاً على قبض أرواح الأباريق <ref>كتاب البصائر والذخائرل[[أبو حيان التوحيدي]]، ج 3 ص 95-96.</ref>}} | |||
وقوله أيضاً: | وقوله أيضاً: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
ولو بعض الكفاف ذهلت عنه\\لأغناك الكفاف عن الفضول <ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62275 حديث رقم 62275 - تاريخ دمشق] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234310/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62275 |date=04 يناير 2017}}</ref>}} | |||
وحصل بين مسلمة وابن أخيه [[العباس بن الوليد بن عبد الملك]] مشاجرة خلال محاربة يزيد بن المهلب، فكان العباس يستنقص من مسلمة خلال الحرب، فوصل كلامه لمسلمة، فأرسل له قصيدة يعاتبه فيها على شتمه له رغم القرابة والصداقة الشديدة بينهما، يقول فيها: | وحصل بين مسلمة وابن أخيه [[العباس بن الوليد بن عبد الملك]] مشاجرة خلال محاربة يزيد بن المهلب، فكان العباس يستنقص من مسلمة خلال الحرب، فوصل كلامه لمسلمة، فأرسل له قصيدة يعاتبه فيها على شتمه له رغم القرابة والصداقة الشديدة بينهما، يقول فيها: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
فلولا أن أصلك حين تنمى\\وفرعك منتهى فرعي وأصلي | |||
وإني إن رميتك هيض عظمي\\ونالتني إذا نالتك نبلي | |||
إذا أنكرتني إنكار خوف تضم\\حشاك عن شتمي وعذلي | |||
فكم من سورة أبطأت عنها\\بنى لك مجدها طلبي وجملي | |||
ومبهمة عييت بها فأبدى\\حويلي عن مخارجها وفضلية | |||
كقول المرء عمرو في القوافي\\لقيس حين خالفه يفعل عذيرك | |||
من خليلك من مراد\\أريد حباءه ويريد قتلي <ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62277 حديث رقم 62277 - تاريخ دمشق] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163803/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62277 |date=04 يناير 2017}}</ref>}} | |||
وقال أيضاً عندما توفي صديقه شراحيل: | وقال أيضاً عندما توفي صديقه شراحيل: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
يسخى بنفسي عن شراحيل إنني\\إذا لاقيت امرأ مات صاحبه <ref>تاريخ دمشق ج 58، ص 43.</ref>}} | |||
وقال أيضاً أثناء حصاره لطوانة: | وقال أيضاً أثناء حصاره لطوانة: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أرِقتُ وصحراءُ الطُّوانَةِ بَيْنَنا\\لبرقٍ تَلالأ نحو عُمْرَةَ يَلْمَحُ | |||
أُزَاوِلُ أمراً يَكُنْ ليُطِيقَهُ\\مِنَ الْقوْمِ إِلا اللَّوْذَعِيُّ الصَّمَحْمحُ <ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-22892/page-229 الشكوى والعتاب وما وقع للخلان والأصحاب لأبو منصور الثعالبي ج 1 ص 237] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165809/http://shamela.ws/browse.php/book-22892/page-229 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>}} | |||
ومن شعره أيضاً: | ومن شعره أيضاً: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
إني إذا الأصوات في القوم علت\\في موطن يخشى به القوم العنت | |||
موطّن نفسي على ما خيّلت\\بالصّبر حتّى تنجلي عمّا انجلت <ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-23775/page-1267 كتاب الحيوان للجاحظ ج 5 ص 318] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164849/http://shamela.ws/browse.php/book-23775/page-1267 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>}} | |||
ومن شعره أيضاً: | ومن شعره أيضاً: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
قد كنتُ أبكي على ما فات من سلفي\\وأهل ودي جميعاً غير أشتات | |||
فما حياة امرئ أضحت مدامعه\\نوى بكيت على أهل المودات | |||
فالآن إذ فرقت بيني وبينهم\\مقسومة بين أحياء وأموات <ref>كتاب عيون التواريخ ل[[ابن شاكر]]، ص 149.</ref>}} | |||
وفي إحدى المرات غضب عبد الملك بن مروان على مسلمة لأنه تأخر في الذهاب لمحاربة الروم، فأرسل لمسلمة: | وفي إحدى المرات غضب عبد الملك بن مروان على مسلمة لأنه تأخر في الذهاب لمحاربة الروم، فأرسل لمسلمة: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
لِمَن الظَّعائِنُ سَيْرُهُنَّ تَزَحُّفُ\\سَيْرَ السَّفِينِ إِذا تَقَاعَسَ تَجْدِفُ <ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-10614/page-680 البيان والتبيين للجاحظ ج 3 ص 129] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165300/http://shamela.ws/browse.php/book-10614/page-680 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>}} | |||
فأرسل إليه مسلمة رداً على رسالته: | فأرسل إليه مسلمة رداً على رسالته: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
وَمُسْتَعْجِبٍ ممَّا يَرى مِنْ أَناتِنا\\ولو زَبَنَتْهُ الحَرْبُ لَمْ يَتَرَمْرَمِ <ref>[https://shamela.ws/browse.php/book-10646/page-2816 التذكرة الحمدونية، ج 7 ص 183] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104165758/http://shamela.ws/browse.php/book-10646/page-2816 |date=04 يناير 2017}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref>}} | |||
وزعم الثائر [[أبو ركوة]] الوليد بن هشام الأموي - الذي كان من نسل [[عبد الرحمن الداخل]] وثار ضد [[الدولة الفاطمية|الدولة العبيدية]] في عهد [[الحاكم بأمر الله]] -، أن مسلمة تنبأ أنه سيصبح خليفة، وأنه قال فيه شعراً، وهذا الشعر الذي زعمه الوليد هو:<ref name="نفح الطيب للمقري">[http://islamport.com/w/adb/Web/2871/1391.htm# نفح الطيب للمقري التلمساني(2/658)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104162717/http://islamport.com/w/adb/Web/2871/1391.htm |date=04 يناير 2017}}</ref> | وزعم الثائر [[أبو ركوة]] الوليد بن هشام الأموي - الذي كان من نسل [[عبد الرحمن الداخل]] وثار ضد [[الدولة الفاطمية|الدولة العبيدية]] في عهد [[الحاكم بأمر الله]] -، أن مسلمة تنبأ أنه سيصبح خليفة، وأنه قال فيه شعراً، وهذا الشعر الذي زعمه الوليد هو:<ref name="نفح الطيب للمقري">[http://islamport.com/w/adb/Web/2871/1391.htm# نفح الطيب للمقري التلمساني(2/658)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104162717/http://islamport.com/w/adb/Web/2871/1391.htm |date=04 يناير 2017}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
وابن هِشام قائم في [[برقة]]\\بِهِ ينال [[عبد شمس بن عبد مناف|عبد شمس]] حقه | |||
يكون في بربرها قيامة\\وقرة العرب لها إكرامه <ref>[http://islamport.com/w/adb/Web/2871/1392.htm نفح الطيب للمقري (2/659)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104164211/http://islamport.com/w/adb/Web/2871/1392.htm |date=04 يناير 2017}}</ref>}} | |||
=== فصاحته واهتمامه بالشعر والأدب واللغة العربية === | === فصاحته واهتمامه بالشعر والأدب واللغة العربية === | ||
سطر 643: | سطر 611: | ||
ومن قصصه المشهورة مع الشعراء هي قصته مع الشاعر الشيعي [[الكميت بن زيد]]، إذ كان الكميت ضد الدولة الأموية، ويسب بني أمية في شعره ويحرض عليهم، ومتعصباً لبني هاشم ويتشيع لهم، وبسبب تحريضه على الدولة وتمرده عليها بحث عنه هشام بن عبد الملك عشرين سنة ليسجنه، ولكنه ظل هارباً مختبئاً وخائفاً، وكان مسلمة بن عبد الملك له على هشام حاجة في كلّ يوم يقضيها له ولا يردّه فيها، خرج مسلمة يوماً إلى الصيد فلما رآه الناس أتوا يسلمون عليه، وأتى له الكميت معهم، فسلم على مسلمة، ثم قال:<ref>كتاب العقد الفريد، ج 2 ص 56.</ref> | ومن قصصه المشهورة مع الشعراء هي قصته مع الشاعر الشيعي [[الكميت بن زيد]]، إذ كان الكميت ضد الدولة الأموية، ويسب بني أمية في شعره ويحرض عليهم، ومتعصباً لبني هاشم ويتشيع لهم، وبسبب تحريضه على الدولة وتمرده عليها بحث عنه هشام بن عبد الملك عشرين سنة ليسجنه، ولكنه ظل هارباً مختبئاً وخائفاً، وكان مسلمة بن عبد الملك له على هشام حاجة في كلّ يوم يقضيها له ولا يردّه فيها، خرج مسلمة يوماً إلى الصيد فلما رآه الناس أتوا يسلمون عليه، وأتى له الكميت معهم، فسلم على مسلمة، ثم قال:<ref>كتاب العقد الفريد، ج 2 ص 56.</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
قف بالدّيار وقوف زائر\\وتأنّ إنّك غير صاغر | |||
يا مَسلم بن أبي الوليد\\لميتٍ إن شئت ناشر | |||
كم قال قائلكم لعالك\\عند عثرته لعاثر | |||
وغفرتم لذوي الذنوب\\من الأصاغر والأكابر | |||
فلقد نزلت إليكم\\غير المبجل للمعاذر | |||
علقت حبالي من حبالك\\ذمة الجار المجاور | |||
ومحل بيتي من بيوتك\\غير منقض الدوائر | |||
فالآن صرت إلى أمية\\والأمور إلى المصاير | |||
والآن كنت به المصيب\\كمهتدٍ بالأمس حائر}} | |||
فقال مسلمة: {{اقتباس مضمن|سبحان الله! من هذا الهندكيّ الجلحاب، الذي أقبل من أُخريات الناس فبدأ بالسلام، ثم أما بعد، ثم الشعر ؟}}، فقيل له إنه الكميت، فأعجب به بسبب فصاحته وبلاغته، وسأله عن قصته وسبب اختفاءه فأخبره بالسبب، فأعطاه مسلمة الأمان على حياته، وأخذه لهشام وتوسط بينهما حتى عفا عنه هشام لأجل مسلمة.<ref>كتاب العقد الفريد، ج 2 ص 57-58.</ref> وفي رواية أخرى أن خالد بن عبد الله القسري والي العراق وجد الكميت وألقى القبض عليه، وكان سيقتله ولكن هرب من السجن، وتوجه للشام يريد مسلمة فوصل له ليلاً وأنشده ذات الشعر، فقال له مسلمة: {{اقتباس مضمن|ويحك يا كميت! قد والله رأيت أمير المؤمنين حنقًا عليك شديدًا، وما أثق بنفسي لك منه، ولكني أشير عليك بواحدة، إنه قد مات له ابن يقال له [[معاوية بن هشام|معاوية]]، وهو غداً صائر إلى القبر، فكن أنت هنالك قبل مجيئه فاستجر به وأنا أعينك على ذلك}}، وفي اليوم التالي ذهب الكميت لقبر معاوية بن هشام - والد [[عبد الرحمن الداخل]] -، وذهب هشام للقبر ومعه مسلمة وأبناء عمامه، فلما وصلوا رأى هشام الكميت ولم يعرفه، فقال مسلمة: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين لعله مُستجير قد استجار بالقبر!}}، فقال هشام: {{اقتباس مضمن|قد أجرنا كل من قد استجار إلا الكميت}}، فقال مسلمة: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين وما الكميت حتى يستثنى باسمه!}}، فقال هشام: {{اقتباس مضمن|فإنا قد أجرناه وإن كان الكميت}}، ولما وصل للقبر عفى عنه هشام، ومدحه بقصائد، وجرت بينه وبين هشام محادثات طويلة استسمح فيها الكميت من هشام، ثم أعطاه هشام 40 ألف درهم، وأعطاه مَسلمة 20 ألف من ماله الخاص.<ref>كتاب الفتوح لابن أعثم، ج 8، من ص 268 إلى ص 274.</ref> | فقال مسلمة: {{اقتباس مضمن|سبحان الله! من هذا الهندكيّ الجلحاب، الذي أقبل من أُخريات الناس فبدأ بالسلام، ثم أما بعد، ثم الشعر ؟}}، فقيل له إنه الكميت، فأعجب به بسبب فصاحته وبلاغته، وسأله عن قصته وسبب اختفاءه فأخبره بالسبب، فأعطاه مسلمة الأمان على حياته، وأخذه لهشام وتوسط بينهما حتى عفا عنه هشام لأجل مسلمة.<ref>كتاب العقد الفريد، ج 2 ص 57-58.</ref> وفي رواية أخرى أن خالد بن عبد الله القسري والي العراق وجد الكميت وألقى القبض عليه، وكان سيقتله ولكن هرب من السجن، وتوجه للشام يريد مسلمة فوصل له ليلاً وأنشده ذات الشعر، فقال له مسلمة: {{اقتباس مضمن|ويحك يا كميت! قد والله رأيت أمير المؤمنين حنقًا عليك شديدًا، وما أثق بنفسي لك منه، ولكني أشير عليك بواحدة، إنه قد مات له ابن يقال له [[معاوية بن هشام|معاوية]]، وهو غداً صائر إلى القبر، فكن أنت هنالك قبل مجيئه فاستجر به وأنا أعينك على ذلك}}، وفي اليوم التالي ذهب الكميت لقبر معاوية بن هشام - والد [[عبد الرحمن الداخل]] -، وذهب هشام للقبر ومعه مسلمة وأبناء عمامه، فلما وصلوا رأى هشام الكميت ولم يعرفه، فقال مسلمة: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين لعله مُستجير قد استجار بالقبر!}}، فقال هشام: {{اقتباس مضمن|قد أجرنا كل من قد استجار إلا الكميت}}، فقال مسلمة: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين وما الكميت حتى يستثنى باسمه!}}، فقال هشام: {{اقتباس مضمن|فإنا قد أجرناه وإن كان الكميت}}، ولما وصل للقبر عفى عنه هشام، ومدحه بقصائد، وجرت بينه وبين هشام محادثات طويلة استسمح فيها الكميت من هشام، ثم أعطاه هشام 40 ألف درهم، وأعطاه مَسلمة 20 ألف من ماله الخاص.<ref>كتاب الفتوح لابن أعثم، ج 8، من ص 268 إلى ص 274.</ref> | ||
سطر 659: | سطر 626: | ||
==== مدح الشعراء لمسلمة بن عبد الملك ==== | ==== مدح الشعراء لمسلمة بن عبد الملك ==== | ||
لقد نال مسلمة إعجاب الشعراء، فامتدحوه قائداً، ووالياً، وأثنوا عليه في حياته، ورثوه بعد مماته، وذكروا فضله، وأظهروا قدره، ومن هذه الأشعار قصيدة قالها [[أبو نخيلة الراجز]]، وهي: | لقد نال مسلمة إعجاب الشعراء، فامتدحوه قائداً، ووالياً، وأثنوا عليه في حياته، ورثوه بعد مماته، وذكروا فضله، وأظهروا قدره، ومن هذه الأشعار قصيدة قالها [[أبو نخيلة الراجز]]، وهي: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أَمَسْلَمُ إنِّي يا ابْنَ خَيْرِ خَلِيْفَةٍ\\ويا فَارِسَ الدُّنْيا ويا جَبَل الأَرْضِ | |||
شَكَرْتُكَ إنَّ الشُّكْرَ حَبْلٌ مِن التُّقَى\\وما كُلُ مَنْ أَوْلَيْتَه نِعْمَةً يَقْضِي | |||
وأَلْقَيْت لمَّا جِئْتُ بابَكَ زَائِرًا رِواقًا\\مَدِيْدًا سامِقَ الطُّوْلِ والعَرْضِ | |||
وأَنْبَهْتَ لي ذِكْرِي وما كان خَامِلًا\\ولكنَّ بَعْضَ الذِّكْرِ أَنْبَه مِنْ بَعْضِ <ref name="الحكواتي"/>}} | |||
وفي رواية أخرى كان البيت الأول مختلف، وهو: | وفي رواية أخرى كان البيت الأول مختلف، وهو: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أمسلم يا من ساد كل خليفة\\ويا فارس الهيجاء ويا قمر الأرض <ref>دلائل الإعجاز للجرجاني، ج 1 ص 247.</ref>}} | |||
وقال أيضاً أبو نخيلة: | وقال أيضاً أبو نخيلة: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
مَسْلَمَ يَا مَسْلَمَةَ الْحُرُوبِ\\أَنْتَ الْمُصَفَّي مِنْ أَذَىَ الْعُيُوبِ | |||
مَضَاضَةً مِْن كَرَمْ وَطِيْبِ\\لَوْلَا ثِقِافٍ لَيْسَ بِالتّدبيْبِ | |||
تَفْرِى بِهِ عَنْ حُجُبِ الْقَلوبِ\\لأَمسَتْ الأُمةُ شَاءَ الذِّئبِ <ref>كتاب الأغاني للأصفهاني، ج 20 ص 406.</ref>}} | |||
وقال الكميت بن زيد في مسلمة قصيدة طويلة، وهي: | وقال الكميت بن زيد في مسلمة قصيدة طويلة، وهي: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
قف بالديار وقوف زائر\\وتأن إنك غير صاغر | |||
ماذا عليك من الوقوف\\بها مد الطللين داثر | |||
درجت عليك الغاديات\\الرائحات من الأعاصر | |||
يا مَسْلَم بن أبي الوليد\\لميَّتٍ إن شئت ناشر | |||
علقت حبالي من حبالك\\ذمة الجار المجاور | |||
فالآن صرت إلى أمية\\والأمور إلى المصاير | |||
والآن كنت بهِ المصيب\\كمهتد بالأمس حائر | |||
يا بن العقائل للعقائل\\والجحاجحة الأخابر | |||
من عبد شمس والأكابر\\من أمية فالأكابر | |||
إن الخلافة والألآف\\برغم ذي حسد وواغر | |||
دلفاً من الشرف التليد\\إيك بالرِّفد الموافر | |||
فحللت معتلج البطاح\\وحلَّ غيرُك بالظواهر | |||
كم قال قائلكم لعالك\\عند عثرته لعاثر | |||
وغفرتم لذوي الذنوب\\من الأكابر والأصاغر | |||
ابني أمية إنكم\\أهل الوسائل والأوامر | |||
ثقتي لكل ملمة\\وعشيرتي دون العشائر | |||
الطيب وترب المغارس\\والمنابت والمكاسر | |||
والساحبون اللاحفون\\الأرض هُدَّاب المآزر | |||
أنتم معادن للخلافة\\كابراً من بعد كابر | |||
بالتسعة المتتابعين\\خلائفاً وبخير عاشر <ref>[https://www.aldiwan.net/poem7174.html قف بالديار - ديوان الكميت بن زيد] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170619135750/http://www.aldiwan.net/poem7174.html |date=19 يونيو 2017}}</ref>}} | |||
ومدحه الكميت أيضاً بقصيدة يقول فيها:<ref>مظاهر التفسير اللغوي في شرح الحماسة، صفحة 418-419.</ref> | ومدحه الكميت أيضاً بقصيدة يقول فيها:<ref>مظاهر التفسير اللغوي في شرح الحماسة، صفحة 418-419.</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
فما غاب عن حِلم ولا شهد الخَنا\\ولا استعذب العوراء يوماً فقالها | |||
يدومُ على خير الخِلال ويتقي\\تصرفها من شيمة وانفالتها | |||
ويبتذل النفس المصونة نفسه\\إذا ما رأى حقاً عليه ابتذالها | |||
وما أجِمَ المعروف من طول كرهِ\\وأمراً بأفعال الندى وافتعالها | |||
وتفضل أيمان الرجل شماله\\كما فضلت يُمنى يديه شمالها | |||
بلوناك في أهل الندى ففضلتهم\\وباعك في الأبواع قِدماً فطالها | |||
فأنت الندى فيما ينوبك والسدى\\إذا الخَودُ عدّت عُقبة القدر مالها}} | |||
وقال الكميت أيضاً بمسلمة: | وقال الكميت أيضاً بمسلمة: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
ونزور مسلمة المهذب\\بالمؤيدة السرائر | |||
بالمذهبات المعجبات\\لمفحم منا وشاعر | |||
أهل التجاوب والمحافل\\والمقاول بالمخاصر | |||
فهم كذلك في المجالس\\والمحافل والمشاعر <ref>كتاب البيان والتبيين، ج 1 ص 194.</ref>}} | |||
ومدحه [[رؤبة بن العجاج]] بثلاث قصائد طويلة، منها قصيدة تتكون من 241 بيت، قال في بعض أبياتها:<ref>ديوان رؤبة بن العجاج، صفحة 5 حتى 11.</ref> | ومدحه [[رؤبة بن العجاج]] بثلاث قصائد طويلة، منها قصيدة تتكون من 241 بيت، قال في بعض أبياتها:<ref>ديوان رؤبة بن العجاج، صفحة 5 حتى 11.</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
على العدى ذو بسطةٍ وإرهاب\\[[خندف]] جد الخلفاء الأرباب | |||
للناس ضرابون هام الأحزاب\\بكل مُنشق الشُعاع رساب | |||
والحرب فيها مزعفات الأقشاب\\وحنظل الشري وأخلاط الصاب | |||
إذا جرت أرحاؤها في الأقطاب\\والتمس القونس كل ضراب | |||
وجدتنا الكافين خطب الأخطاب\\من الحقوق والدواهي النواب | |||
وعثرة الدهر وكيد الشُغاب\\يشذب عنا مصعبات الأصعاب | |||
ذلك والله مثيب الأثواب\\نعمة وفضلاً من عطايا الوهاب | |||
أرجو من الإله خير المنتاب\\والإذن يا بن الأكرمين الأنجاب | |||
نور المُصلى وابن خير الأحساب\\تفرعوا المجد بجدٍ غلاب | |||
جدٌ له الأولى وعقب الأعقاب\\له على رغم الحسود الحواب | |||
في قبض كفيك شِداد الأسباب\\وقبة الإسلام ذات الحُجاب | |||
أوتادها راسي الجبال الأرساب\\وسَمكها الرافع بين الأبواب | |||
برهوةعند النجوم الرُقاب\\يزل عنه كيد كل كذاب | |||
كالليل أجلى عن دُلام الأهضاب\\سامي الشناخيبِ مُنيف الأشقاب | |||
في تايِةِ المهوى بعيد الألهاب\\رب مسلمة وهو خير الأرباب | |||
له ولا تقدح بالزند الكاب\\إن مسلمةً لم يعش بالأخياب | |||
قد علم الناس غِياث السُغاب\\بالشام والمنتجعين الطلاب | |||
ونعم غيث الراغبين الرُغاب\\إذا غدا صِنعا بخير الآراب}} | |||
وقال أيضاً في قصيدة أخرى له يبلغ طولها 74 بيت:<ref>ديوان رؤبة بن العجاج، صفحة 25 حتى صفحة 27.</ref> | وقال أيضاً في قصيدة أخرى له يبلغ طولها 74 بيت:<ref>ديوان رؤبة بن العجاج، صفحة 25 حتى صفحة 27.</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أو صاحب السهم وما رُميت\\مَسلم لا أنساك ما حييتُ | |||
عهدك والعهد الذي رضيت\\لو أشرب السلوان ما سليت | |||
ما بي غنى عنك وإن غنيتُ\\لو أنني صممت أو عَميت}} | |||
ومنها قصيدة تتكون من 196 بيت، يقول في بعض أبياتها:<ref>ديوان رؤبة بن العجاج، صفحة 144 حتى صفحة 149.</ref> | ومنها قصيدة تتكون من 196 بيت، يقول في بعض أبياتها:<ref>ديوان رؤبة بن العجاج، صفحة 144 حتى صفحة 149.</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
يا هال ذات المنطق النمنام\\كان وسواسك بالنُمامِ | |||
وسواس شيطاني بني هِنام\\اِنِّي فموتي كمداً أو نامي | |||
مُنتجع مَسلمةَ الإسلام\\يا صاح ما شاقك من مقامِ | |||
بأسمحان الجبل السُحام\\بعد البلا والزمن القُدامِ | |||
لو لَم يلج ضوؤكَ من أمامي\\لَم يستقم بجسدي عظامي | |||
مَسلمة القائد وهو سامِ\\كالبدر أجلى عن دُجى الغيامِ | |||
فنِعم غيث الوافد المُعّتامِ\\اغرت بعد الفتل والإبرام | |||
قوي مُمر غير ذي انفصام\\فدى لأيامكَ من أيامِ | |||
سَمِح إذا قلَّ ندى الجَهام\\واِغبَرّ لون السَنَة الصُحامِ | |||
وافظعت داهيةٌ صمامِ\\ذببت تذبيب أمري ومُحامِ | |||
بالله عنا وعن الإسلام\\ولم تزل قائداً ذي قُدامِ | |||
عليه نسج الحلق التوامِ\\كأنه كشف من اليمامِ | |||
أو حُرة مسودة الأكام\\إلى عراق الشرق أو شامِ | |||
أبدى بني مروان بالخصام\\راسي المراسي خالدَ الدعامِ | |||
أعجس آباءٍ على المُرامي\\يبقى بقاء الجبل الدٌلامِ | |||
من [[مضر|مُضر الحمراء]] في قمقامِ\\يزيد لو سقت بني خُمامِ}} | |||
وقال [[الفرزدق]] عندما عُزل مسلمة عن ولاية العراق: | وقال [[الفرزدق]] عندما عُزل مسلمة عن ولاية العراق: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
راحت بمسلمة الركاب مودعاً\\فارعى فزراة لا هناك المرتع | |||
فسد الزمان وبدلت أعلامه\\حتى أمية عن فزارة تنزع <ref>طبقات فحول الشعراء للجمحي، ج 2 ص 340.</ref>}} | |||
وقال فيه أيضاً الفرزدق بعد حربه مع يزيد بن المهلب: | وقال فيه أيضاً الفرزدق بعد حربه مع يزيد بن المهلب: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
كَمْ فَرّجَ الله عَنّا كَرْبَ مُظْلِمَةٍ\\بسَيْفِ مَسَلَمَةَ الضّرّابِ للبُهَمِ | |||
وَيَوْمَ غِيمَ مِنَ الهِنْديِّ كُنْتَ لَهُ\\ضَوْءاً، وَقدْ كانَ مُسْوَدّاً من الظُّلَمِ | |||
تأتي قُرُومُ أبي العاصِي، إذا صَرَفَتْ\\أنْيَابُهَا حَوْلَ سَامٍ رَأسُهُ، قَطِمِ | |||
يا عَجَبا لعُمَانِ الأسْدِ إذْ هَلَكُوا\\وَقَد رَأوْا عِبَراً في سالِفِ الأُمَمِ | |||
لَوْ أنَّهُمْ عَرَبٌ أو كان قائدُهم\\مُدبِّراً، ما غزَا العِقبانَ بالرَّخَمِ <ref>ديوان الفرزدق، ص 78.</ref>}} | |||
وقال الشاعر الجويني، (المتوفى: [[586 هـ]])، في بعض إحدى قصائده: | وقال الشاعر الجويني، (المتوفى: [[586 هـ]])، في بعض إحدى قصائده: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
جند السماء لهذا الملك أعوان\\من شك فيهم فهذا الفتح برهان | |||
فأين مسلمة عنها وأين إخوته بل أين\\والدهم بل أين مروان <ref>كتاب الروضتين في أخبار الدولتين، ج 3 ص 369.</ref>}} | |||
وقال أعشى تغلب بمدح مسلمة: | وقال أعشى تغلب بمدح مسلمة: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
حَبِّرْ لمَسْلَمة البتاء فإنه\\فَضلَت أنامِلُه الأَكُفَّ فطالَها | |||
فلَتَبْلُغَنَّك مِدْحَةٌ قد حُبِّرَتْ\\أَعْشَى بَنِي غَنَم بن تَغْلِب قالها <ref>[http://islamport.com/w/adb/Web/613/6.htm المؤتلف والمختلف لابن القيسراني - (1/6)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104162715/http://islamport.com/w/adb/Web/613/6.htm |date=04 يناير 2017}}</ref>}} | |||
وقال شاعر مجهول يمتدح مسلمة: | وقال شاعر مجهول يمتدح مسلمة: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أمَسلمَ، أنتَ البحرُ إن جـــاءَ واردٌ\\وليث إذا ما الحربُ طارَ عُقابُها | |||
وأنت كسيف الهنْدُوَانِيّ إن غدَت\\حوادثُ من حـــربٍ يعب عُبابها | |||
وما خُلِقت أُكْرومَةٌ في امرئٍ له\\ولا غــايـة إلــاّ إلــيــك مَــآَبـُها | |||
كــأنــك ديَّــانٌ عــلــيــها مُــوَكَّلٌ\\بها، وعلى كفيك يَجرِي حِسابُها | |||
إليك رحلْنَا العِيسَ إذ لم نجد لها\\أخــا ثــقــة يــرجَــى لديه ثوابُهَا <ref>[http://islamport.com/w/adb/Web/766/192.htm زهر الأكم في الأمثال والحكم - (1/192)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170212181501/http://islamport.com/w/adb/Web/766/192.htm |date=12 فبراير 2017}}</ref>}} | |||
ومدحه [[جرير]] في قصيدة يقول فيها:<ref>[https://www.aldiwan.net/poem5701.html قصيدة مسلم جرار الجيوش - موسوعة الشعر العربي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200111044643/https://www.aldiwan.net/poem5701.html |date=11 يناير 2020}}</ref> | ومدحه [[جرير]] في قصيدة يقول فيها:<ref>[https://www.aldiwan.net/poem5701.html قصيدة مسلم جرار الجيوش - موسوعة الشعر العربي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200111044643/https://www.aldiwan.net/poem5701.html |date=11 يناير 2020}}</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
مَسلَمُ جَرّارُ الجُيوشِ إِلى العِدى\\كَما قادَ أَصحابَ السَفينَةِ نوحُ | |||
يَداكَ يَدٌ تَسقي السِمامَ عَدُوَّنا\\وَأُخرى بِرَيّاتِ السَحابِ تَفوحُ}} | |||
=== اهتمامه بالعلماء وعلاقته بهم === | === اهتمامه بالعلماء وعلاقته بهم === | ||
سطر 822: | سطر 774: | ||
=== [[علم الفراسة|فراسته]] وكرمه === | === [[علم الفراسة|فراسته]] وكرمه === | ||
كان مسلمة شديد [[علم الفراسة|الفراسة]]، ومُتقناً لعلم الحدثان،<ref>كتاب تاريخ بغداد للخطيب، ج 10 ص 8.</ref> وقد تعلم علم الحدثان من [[خالد بن يزيد بن معاوية]] بن أبي سفيان الأموي،<ref name="نفح الطيب للمقري"/> ومن الأمور التي تفرس بها، أن [[عبد الله بن علي | كان مسلمة شديد [[علم الفراسة|الفراسة]]، ومُتقناً لعلم الحدثان،<ref>كتاب تاريخ بغداد للخطيب، ج 10 ص 8.</ref> وقد تعلم علم الحدثان من [[خالد بن يزيد بن معاوية]] بن أبي سفيان الأموي،<ref name="نفح الطيب للمقري"/> ومن الأمور التي تفرس بها، أن [[عبد الله بن علي العباسي]] - أحد أعمدة التأسيس في [[الدولة العباسية]] وعم الخليفتين [[أبو العباس السفاح]] و[[أبو جعفر المنصور]] -، أتى إلى الخليفة هشام بن عبد الملك لغرض يريده، فقربه هشام منه وأكرمه وأعطاه ما أراد، وخلال وجوده في دار هشام دخل عليهم طفل من أبناء هشام، وكان مسلمة بن عبد الملك موجوداً، وكان مع الصبي لعبة يلعب بها فتشاقى الصبي وأخذ يلعب مع عبد الله ويرمي عليه لعبته، ففعلها عدة مرات دون أن يتكلم عبد الله بشيء واكتفى بالنظر إليه حتى أعطاه هشام ما يريد وخرج، فقال مسلمة لهشام: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين، أما رأيت ما صَنَع الصَّبِي؟ والله، لا يكون قَتْلُه، وقَتْلُ رجال أهل بيته إلا على يديه}}، فقال هشام: {{اقتباس مضمن|لا تَقُل هذا، فإنك لا تزال تأتينا بشيء لا نَعْرِفُه}}، فقال مسلمة: {{اقتباس مضمن|هو والله ذاك، وما أقول لك}}، فلَم يمضي الكثير حتى تأسست الدولة العباسية، وقام عبد الله بن علي بمجزرة كبيرة قتل فيها المئات من ذرية [[مروان بن الحكم]] رجالاً وأطفالاً، فأتى لذلك الصبي وهو أسير وقال له: {{اقتباس مضمن|أنت صاحب القوس!}}، ثم قطع عنقه.<ref>تاريخ دمشق، (31/58،57).</ref> | ||
وقد تفرس مسلمة أيضاً ب[[عبد الرحمن الداخل]] - حفيد أخيه هشام بن عبد الملك ومؤسس [[الدولة الأموية في الأندلس]] -، وتوقع أنّ يكون له شأن عظيم في المستقبل رغم أنه كان آنذاك مجرد طفل، ويُذكر أنه عندما توفي معاوية بن هشام نُقل أولاده ومعهم عبد الرحمن إلى مدينة [[الرصافة (سوريا)|الرصافة]] فاستقبلهم مسلمة فلما رآهم اغرورقت عيناه بالدمع، ودعاهم واحداً تلو الآخر فحضنهم حتى أتاه عبد الرحمن وهو طفل، فأخذ يقبله ويبكي بكاءً شديداً، وانشغل به تاركاً بقية إخوته، ثم أتى هشام وتوقع مسلمة لعبد الرحمن أمراً عظيماً، وسمعه عبد الرحمن ولَم ينسى ما قاله مسلمة، وفي إحدى الروايات المنسوبة لعبد الرحمن أنه قال: {{اقتباس مضمن|دخلت الأندلس، وأنا أضبط جلية مسلمة بن عبد الملك؛ فإنه أتى جدي هشاماً يوماً؛ فوجدني عنده صبياً؛ فأمر جدي بتنحيتي عنه؛ فقال له مسلمة: "دعه يا أمير المؤمنين! فإنه صاحب بني أمية ومحيي دولتهم بعد زوالها!"، فلم أزل أعرف لي مزية من جدي بعد}}، وقد أصبح هشام يهتم بعبد الرحمن أكثر من إخوته بسبب توقعات مسلمة بأنه سيكون ملكاً عظيماً حتى أصبح يخصص له مالاً شهرياً خصيصاً له وحده دون إخوانه، وكان بني أمية ينتظرون بأن تقوم دولة لعبد الرحمن بالغرب، ويرون علامات بعبد الرحمن تدل على هذا أخذوها من مسلمة، وسمع عبد الرحمن بنفسه مسلمة وهو يقول هذا، فكان يتذكرها دائماً، وحرضته على طلب الملك في الأندلس، وكان مسلمة يراه أهلاً للولاية والحكم، وموضعًا للنجابة والذكاء، وسمع عبد الرحمن ذلك منه مباشرة، فترك ذلك في نفسه أثرًا إيجابيًّا، ظهرت ثماره فيما بعد عندما أسس الدولة، وكان يتحدث بما توقع له مسلمة من المُلك العظيم.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.islamstory.com/newlibrary/-صقر-قريش-عبد-الرحمن-الداخل|عنوان=صقر قريش عبد الرحمن الداخل - قصة الإسلام|تاريخ الوصول=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200316021650/http://www.islamstory.com/newlibrary/-صقر-قريش-عبد-الرحمن-الداخل|تاريخ أرشيف=2020-03-16}}</ref><ref>البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب لابن عذاري، ج 1 ص 156.</ref><ref>كتاب أخبار مجموعة في فتح الأندلس وذكر أمرائها، ص 51-52.</ref><ref>كتاب نفح الطيب للمقري، ج 3 ص 53.</ref><ref>تاريخ ابن خلدون، (4/121،120).</ref> | وقد تفرس مسلمة أيضاً ب[[عبد الرحمن الداخل]] - حفيد أخيه هشام بن عبد الملك ومؤسس [[الدولة الأموية في الأندلس]] -، وتوقع أنّ يكون له شأن عظيم في المستقبل رغم أنه كان آنذاك مجرد طفل، ويُذكر أنه عندما توفي معاوية بن هشام نُقل أولاده ومعهم عبد الرحمن إلى مدينة [[الرصافة (سوريا)|الرصافة]] فاستقبلهم مسلمة فلما رآهم اغرورقت عيناه بالدمع، ودعاهم واحداً تلو الآخر فحضنهم حتى أتاه عبد الرحمن وهو طفل، فأخذ يقبله ويبكي بكاءً شديداً، وانشغل به تاركاً بقية إخوته، ثم أتى هشام وتوقع مسلمة لعبد الرحمن أمراً عظيماً، وسمعه عبد الرحمن ولَم ينسى ما قاله مسلمة، وفي إحدى الروايات المنسوبة لعبد الرحمن أنه قال: {{اقتباس مضمن|دخلت الأندلس، وأنا أضبط جلية مسلمة بن عبد الملك؛ فإنه أتى جدي هشاماً يوماً؛ فوجدني عنده صبياً؛ فأمر جدي بتنحيتي عنه؛ فقال له مسلمة: "دعه يا أمير المؤمنين! فإنه صاحب بني أمية ومحيي دولتهم بعد زوالها!"، فلم أزل أعرف لي مزية من جدي بعد}}، وقد أصبح هشام يهتم بعبد الرحمن أكثر من إخوته بسبب توقعات مسلمة بأنه سيكون ملكاً عظيماً حتى أصبح يخصص له مالاً شهرياً خصيصاً له وحده دون إخوانه، وكان بني أمية ينتظرون بأن تقوم دولة لعبد الرحمن بالغرب، ويرون علامات بعبد الرحمن تدل على هذا أخذوها من مسلمة، وسمع عبد الرحمن بنفسه مسلمة وهو يقول هذا، فكان يتذكرها دائماً، وحرضته على طلب الملك في الأندلس، وكان مسلمة يراه أهلاً للولاية والحكم، وموضعًا للنجابة والذكاء، وسمع عبد الرحمن ذلك منه مباشرة، فترك ذلك في نفسه أثرًا إيجابيًّا، ظهرت ثماره فيما بعد عندما أسس الدولة، وكان يتحدث بما توقع له مسلمة من المُلك العظيم.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.islamstory.com/newlibrary/-صقر-قريش-عبد-الرحمن-الداخل|عنوان=صقر قريش عبد الرحمن الداخل - قصة الإسلام|تاريخ الوصول=|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200316021650/http://www.islamstory.com/newlibrary/-صقر-قريش-عبد-الرحمن-الداخل|تاريخ أرشيف=2020-03-16}}</ref><ref>البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب لابن عذاري، ج 1 ص 156.</ref><ref>كتاب أخبار مجموعة في فتح الأندلس وذكر أمرائها، ص 51-52.</ref><ref>كتاب نفح الطيب للمقري، ج 3 ص 53.</ref><ref>تاريخ ابن خلدون، (4/121،120).</ref> | ||
سطر 831: | سطر 783: | ||
لقد كان مسلمة أيضاً شديد البر ببني هاشم ويكرمهم، ومن أمثلة كرمه أن [[أبو جعفر المنصور]] - الخليفة العباسي المستقبلي - أقبل مع خادمه متجهًا لمدينة الرصافة يريد أن يوفد إلى الخليفة هشام بن عبد الملك لكي يطلب منه قضاء حاجة من حوائجه، وفي الطريق مر ببيت مسلمة فنزل أبو جعفر عنده مع خادمه، فضيفهم مسلمة عنده وأكرمهم، وأمر لأبو جعفر بـ 500 درهم، وأعطاه طعاماً ومؤنة لإعانته على السفر.<ref>تاريخ دمشق، (22/366،365).</ref> | لقد كان مسلمة أيضاً شديد البر ببني هاشم ويكرمهم، ومن أمثلة كرمه أن [[أبو جعفر المنصور]] - الخليفة العباسي المستقبلي - أقبل مع خادمه متجهًا لمدينة الرصافة يريد أن يوفد إلى الخليفة هشام بن عبد الملك لكي يطلب منه قضاء حاجة من حوائجه، وفي الطريق مر ببيت مسلمة فنزل أبو جعفر عنده مع خادمه، فضيفهم مسلمة عنده وأكرمهم، وأمر لأبو جعفر بـ 500 درهم، وأعطاه طعاماً ومؤنة لإعانته على السفر.<ref>تاريخ دمشق، (22/366،365).</ref> | ||
وفي أحد الأيام مر ببيت مسلمة [[محمد بن علي بن عبد الله بن العباس]] - | وفي أحد الأيام مر ببيت مسلمة [[محمد بن علي العباسي|محمد بن علي بن عبد الله بن العباس]] - صاحب [[الإمامة العباسية|الدعوة العباسية]] التي بدأها سراً منذ عهد عمر بن عبد العزيز، ووالد الخليفان [[أبو العباس السفاح]] و[[أبو جعفر المنصور]] -، وأثناء مروره ببيت مسلمة استقبله وأكرمه وأحسن وفادته، وأعطاه أربعة آلاف دينار، وقال مسلمة له: {{اقتباس مضمن|يا ابن عَمِّ، هذان ألفان لدَيْنك، وألفان لمَعُوْنَتِك، فإذا نَفَدت، فلا تَحْتَشِمْنا}}. وبعد عشرات السنين عندما زالت الدولة الأموية وقامت العباسية لَم ينسى العباسيون فضائل مسلمة عليهم، ففي عام [[163 هـ]] ذهب الخليفة [[المهدي العباسي]] للشام، ومعه ابنه [[هارون الرشيد]] وعمه العباس بن محمد بن علي، فمروا أمام قصر مسلمة، فقال العباس لابن أخيه المهدي: {{اقتباس مضمن|إن لمَسْلَمَة في أعناقنا مِنَّة}}، وأخبره بإكرامه الكبير للعباسيون وبني هاشم، فقال المهدي لرجاله: {{اقتباس مضمن|أَحْضِروا من ها هنا من وَلَد مَسْلَمَة، ومَواليه}}، فأتوا له أحفاد مسلمة وذريته وعبيده ومواليه فأعطاهم عشرين ألف دينار، وأمر أن تُجر، عليهم الأزراق والأموال، ثم قال لعمه العباس: {{اقتباس مضمن|يا أبا الفَضْل، كافأنا مَسْلَمَة، وقَضَيْنا حَقَّه ؟}}. وكان هارون الرشيد في خلافته يكرم بنو مسلمة وذريته ويجتاز بهم ويصلهم بسبب إكرام مسلمة لبني هاشم. وعامل العباسيون ذرية مسلمة بشكل جيد رغم العداوة الشديدة التي كانت بين بني أمية وبني العباس بسبب خوف العباسيون على خلافتهم من أن يأخذها الأمويون التي تسببت بقتل العباسيون للأمويون وإقامة المجازر عليهم، إلا أن موقف العباسيون من بنو مسلمة كان جيداً بسبب فضائل مسلمة التي أقروا بها رغم العدواة القائمة.<ref>[https://www.alukah.net/culture/0/51324/#_ftn34 من أخلاق مسلمة بن عبد الملك ومناقبه (2) - شبكة الآلوكة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170614020907/http://www.alukah.net/culture/0/51324/ |date=14 يونيو 2017}}</ref> | ||
=== صفاته وخصاله وما قيل عنه === | === صفاته وخصاله وما قيل عنه === | ||
سطر 865: | سطر 817: | ||
* '''الرَّباب بنت [[زفر بن الحارث الكلابي|زُفَر بن الحارث الكلابيَّة]]'''، وهي بنت [[زفر بن الحارث الكلابي]] التي كان بينه وبين عبد الملك بن مروان عدواة شديدة وحروب كثيرة في بداية عهد عبد الملك، وأخويها الهُذيل والكوثر كانا قادة عسكريون ومن أقرب الناس لمسلمة، وكان يدخلهما في إيوانه قبل بقية الناس الذين يأتون إليه، وكانا قادة في حروب مسلمة، وخصوصاً الهذيل الذي عينه مسلمة كقائداً من قادة جيشه في حروب بالقوقاز والعراق.<ref>الكامل في التاريخ، ج 4، ص 340.</ref> | * '''الرَّباب بنت [[زفر بن الحارث الكلابي|زُفَر بن الحارث الكلابيَّة]]'''، وهي بنت [[زفر بن الحارث الكلابي]] التي كان بينه وبين عبد الملك بن مروان عدواة شديدة وحروب كثيرة في بداية عهد عبد الملك، وأخويها الهُذيل والكوثر كانا قادة عسكريون ومن أقرب الناس لمسلمة، وكان يدخلهما في إيوانه قبل بقية الناس الذين يأتون إليه، وكانا قادة في حروب مسلمة، وخصوصاً الهذيل الذي عينه مسلمة كقائداً من قادة جيشه في حروب بالقوقاز والعراق.<ref>الكامل في التاريخ، ج 4، ص 340.</ref> | ||
* '''الزَّعُوم بنت قيس بن [[محمد بن الأشعث|محمد]] بن [[الأشعث بن قيس|الأشعث بن قيس الكِنْدِيَّة]]'''، وهي بنت أخ [[عبد الرحمن بن الأشعث]] الذي خرج على [[الدولة الأموية]] في عهد عبد الملك وكادت ثورته أن تدمر الدولة، وأيضاً هي من أحفاد الصحابي [[الأشعث بن قيس]].<ref>كتاب أنساب الأشراف، (8/363).</ref> | * '''الزَّعُوم بنت قيس بن [[محمد بن الأشعث|محمد]] بن [[الأشعث بن قيس|الأشعث بن قيس الكِنْدِيَّة]]'''، وهي بنت أخ [[عبد الرحمن بن الأشعث]] الذي خرج على [[الدولة الأموية]] في عهد عبد الملك وكادت ثورته أن تدمر الدولة، وأيضاً هي من أحفاد الصحابي [[الأشعث بن قيس]].<ref>كتاب أنساب الأشراف، (8/363).</ref> | ||
* '''[[أم سلمة المخزومية|أم سلمة المخزومية القرشيَّة]]'''، هي من سيدات قريش، تزوجت بعد مسلمة من الخليفة العباسي الأول [[ | * '''[[أم سلمة المخزومية|أم سلمة المخزومية القرشيَّة]]'''، هي من سيدات قريش، تزوجت بعد مسلمة من الخليفة العباسي الأول [[أبو العباس السفاح]].<ref>كتاب المحبر لابن حبيب، ج 1 ص 445.</ref> | ||
=== أولاده === | === أولاده === | ||
سطر 878: | سطر 830: | ||
* '''سعيد الأكبر بن مسلمة'''، به يُكنى مسلمة وأمه [[أم ولد (توضيح)|أم ولد]] - جارية -، وهو [[محدث]] وراوي للحديث النبوي، من شيوخه الذين روى وتتلمذ على يدهم [[هشام بن عروة|هشام بن عروة بن الزبير بن العوام]]، أحاديثه موجودة في [[الكتب الستة|كتب الصحاح الستة]] عند [[أهل السنة والجماعة]].<ref>[http://islamport.com/w/trj/Web/2121/436.htm كتاب الكاشف للذهبي (1/444)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104162713/http://islamport.com/w/trj/Web/2121/436.htm |date=04 يناير 2017}}</ref> | * '''سعيد الأكبر بن مسلمة'''، به يُكنى مسلمة وأمه [[أم ولد (توضيح)|أم ولد]] - جارية -، وهو [[محدث]] وراوي للحديث النبوي، من شيوخه الذين روى وتتلمذ على يدهم [[هشام بن عروة|هشام بن عروة بن الزبير بن العوام]]، أحاديثه موجودة في [[الكتب الستة|كتب الصحاح الستة]] عند [[أهل السنة والجماعة]].<ref>[http://islamport.com/w/trj/Web/2121/436.htm كتاب الكاشف للذهبي (1/444)] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104162713/http://islamport.com/w/trj/Web/2121/436.htm |date=04 يناير 2017}}</ref> | ||
* '''يزيد بن مسلمة'''، كان شاعراً ولغوي.<ref>دلائل الإعجاز، ج 1، ص 113.</ref> | * '''يزيد بن مسلمة'''، كان شاعراً ولغوي.<ref>دلائل الإعجاز، ج 1، ص 113.</ref> | ||
* '''إبراهيم بن مسلمة'''، قُتِل في مجزرة أبي فطرس بفلسطين، مع 83 شخص من بني أمية رجالاً وأطفالاً على يد الأمير العباسي [[عبد الله بن علي | * '''إبراهيم بن مسلمة'''، قُتِل في مجزرة أبي فطرس بفلسطين، مع 83 شخص من بني أمية رجالاً وأطفالاً على يد الأمير العباسي [[عبد الله بن علي العباسي]] - عم الخلفاء العباسيون -.<ref>تاريخ دمشق، ج 7، ص 224.</ref> | ||
* '''شراحيل بن مسلمة'''، سُجِن في عهد الخليفة [[مروان بن محمد]] هو وعدة من أحفاد عبد الملك بن مروان بسبب الاختلافات السياسية بين بني أمية في أواخر دولتهم، في السجن أصبح صديقاً ل[[إبراهيم الإمام|إبراهيم بن محمد بن علي العباسي]] - أخ الخليفتان [[ | * '''شراحيل بن مسلمة'''، سُجِن في عهد الخليفة [[مروان بن محمد]] هو وعدة من أحفاد عبد الملك بن مروان بسبب الاختلافات السياسية بين بني أمية في أواخر دولتهم، في السجن أصبح صديقاً ل[[إبراهيم الإمام|إبراهيم بن محمد بن علي العباسي]] - أخ الخليفتان [[أبو العباس السفاح]] و[[أبو جعفر المنصور]] وزعيم الحركة العباسية، سجنه مروان عندما اكتُشف حقيقته وأنه يجهز للخروج على الدولة سراً وذلك عبر رسالة يأمر فيها [[أبو مسلم الخراساني]] أن يقتل كل العرب بخراسان -،<ref>الكامل في التاريخ، ج 2، ص 472.</ref> وفي السجن تسمم شراحيل وإبراهيم معاً، ولَم يُعرف الجاني أو سبب قتلهم.<ref>تاريخ دمشق، ج 22، ص 451.</ref> | ||
* '''إسحاق بن مسلمة'''.<ref>بغية الطلب في تاريخ حلب، ج 3، ص 1508.</ref> | * '''إسحاق بن مسلمة'''.<ref>بغية الطلب في تاريخ حلب، ج 3، ص 1508.</ref> | ||
* '''أبان بن مسلمة'''.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=376969 أبان بن مسلمة بن عبد الملك - تاريخ دمشق] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234258/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=376969 |date=04 يناير 2017}}</ref> | * '''أبان بن مسلمة'''.<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=376969 أبان بن مسلمة بن عبد الملك - تاريخ دمشق] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104234258/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=376969 |date=04 يناير 2017}}</ref> | ||
* '''سعيد الأصغر'''، أمه هي الزَّعُوم بنت قيس.<ref>[https://www.alukah.net/culture/0/48005/#_ftn2 إتمام التعريف بشخصية الفاتح العظيم الأمير مسلمة بن عبد الملك - شبكة الآلوكة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170709092210/http://www.alukah.net/culture/0/48005/ |date=09 يوليو 2017}}</ref> | * '''سعيد الأصغر'''، أمه هي الزَّعُوم بنت قيس.<ref>[https://www.alukah.net/culture/0/48005/#_ftn2 إتمام التعريف بشخصية الفاتح العظيم الأمير مسلمة بن عبد الملك - شبكة الآلوكة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170709092210/http://www.alukah.net/culture/0/48005/ |date=09 يوليو 2017}}</ref> | ||
* '''محمد بن مسلمة'''، كان شاعراً فارساً، وقائداً مغموراً، كان والده مسلمة يجعله قائداً على ميسرة جيشه في بعض حروبه مع الروم، وكان أشبه الناس بأبيه مسلمة خَلقاً وخُلقاً، وصفه المؤرخون بأنه كان شديد الوسامة والشجاعة، من أجمل الناس وأشجعهم. وفي [[معركة الزاب]] بين الأمويون والعباسيون قاتل محمد مع جيش الخليفة مروان بن محمد، فرآه [[عبد الله بن علي | * '''محمد بن مسلمة'''، كان شاعراً فارساً، وقائداً مغموراً، كان والده مسلمة يجعله قائداً على ميسرة جيشه في بعض حروبه مع الروم، وكان أشبه الناس بأبيه مسلمة خَلقاً وخُلقاً، وصفه المؤرخون بأنه كان شديد الوسامة والشجاعة، من أجمل الناس وأشجعهم. وفي [[معركة الزاب]] بين الأمويون والعباسيون قاتل محمد مع جيش الخليفة مروان بن محمد، فرآه [[عبد الله بن علي العباسي|عبد الله بن علي]] فأُعجب به لأنه كان شاباً عليه أبهة الشرف ويُقاتل ببسالة، فقال له عبد الله: {{اقتباس مضمن|يا فتى لك الأمان ولو كنت مروان بن محمد!}}، فقال محمد: {{اقتباس مضمن|إن لم أكنه فلستُ بدونه}}، فقال عبد الله: {{اقتباس مضمن|فلك الأمان ولو كنت من كنت!}}، فرأى محمد كيف يُهزم الجيش الأموي ويُقتل فثارت حميته، وتقدم بفرسه وهو يُنشد:<ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=391537 ترجمة محمد بن مسلمة - تاريخ دمشق] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163616/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=391537 |date=04 يناير 2017}}</ref><ref>كتاب مسلمة بن عبد الملك، ص 14.</ref> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أَذُلُّ الحياةِ وَكُرْهُ المْمَاتِ\\وكُلَّاً أَرَاَهُ شَرَّاً وَبِيْلَا | |||
فَإِنْ لَمْ يَكُنْ غَيرُ إِحَدَاهُما\\فَسَيْراً إِلَى الْمَوْتِ سَيْرَاً جَمْيِلا <ref>كتاب شرح نهج البلاغة، (7/124).</ref>}} | |||
فعاد لجيش مروان ووقف خلف فبقى يُقاتل الجيش العباسي بشراسة وهو يردد البيتين حتى قُتِل على يدهم.<ref>الأغاني للأصفهاني، ج 4، ص 1513.</ref> وقد زعم [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]] أن صاحب هذه القصة هو مسلمة نفسه، وأنه عاش حتى عهد مروان وتوفي بمعركة الزاب.<ref>الكامل في التاريخ، (2/491).</ref> ويُذكر من بنات مسلمة ابنة غير معروف اسمها تزوجها سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص الأموي، الذي ولاه مسلمة على خراسان، كذلك يُذكر أن مسلمة كان متزوجاً من أم سعيد بن عبد العزيز، واسمها غير معروف أيضاً.<ref>جمهرة أنساب العرب لابن حزم، (1/48).</ref> | فعاد لجيش مروان ووقف خلف فبقى يُقاتل الجيش العباسي بشراسة وهو يردد البيتين حتى قُتِل على يدهم.<ref>الأغاني للأصفهاني، ج 4، ص 1513.</ref> وقد زعم [[ابن الأثير الجزري|ابن الأثير]] أن صاحب هذه القصة هو مسلمة نفسه، وأنه عاش حتى عهد مروان وتوفي بمعركة الزاب.<ref>الكامل في التاريخ، (2/491).</ref> ويُذكر من بنات مسلمة ابنة غير معروف اسمها تزوجها سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص الأموي، الذي ولاه مسلمة على خراسان، كذلك يُذكر أن مسلمة كان متزوجاً من أم سعيد بن عبد العزيز، واسمها غير معروف أيضاً.<ref>جمهرة أنساب العرب لابن حزم، (1/48).</ref> | ||
سطر 903: | سطر 854: | ||
=== رثاء الشعراء له === | === رثاء الشعراء له === | ||
لقد توفي مسلمة بشكلٍ مفاجئ وغير متوقع بدون مرضٍ أو علامات تنبئ بالأمر، وعندما توفي كان أخيه هشام في معسكره يتفقد شرطته، فأتاه [[الوليد بن يزيد|الوليد بن يزيد بن عبد الملك]] - الخليفة الأموي المستقبلي -، فقال له وللناس: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين، إن عقبى من بقي لحوق من مضى، وقد أقفر بعد مَسلمة الصيد لمن رمى، واختل الثغر فوهى، وعلى أثر من سلف ما يمضي من خلف، (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ)}}، فَعَلِموا أن مسلمة مات، فوجم هشام والناس من الحزن ولَم يقولوا شيئاً، فذهب الوليد عائداً وهو يرثي مسلمة قائلاً:<ref name="كتاب مسلمة بن عبد الملك، ص 68"/> | لقد توفي مسلمة بشكلٍ مفاجئ وغير متوقع بدون مرضٍ أو علامات تنبئ بالأمر، وعندما توفي كان أخيه هشام في معسكره يتفقد شرطته، فأتاه [[الوليد بن يزيد|الوليد بن يزيد بن عبد الملك]] - الخليفة الأموي المستقبلي -، فقال له وللناس: {{اقتباس مضمن|يا أمير المؤمنين، إن عقبى من بقي لحوق من مضى، وقد أقفر بعد مَسلمة الصيد لمن رمى، واختل الثغر فوهى، وعلى أثر من سلف ما يمضي من خلف، (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ)}}، فَعَلِموا أن مسلمة مات، فوجم هشام والناس من الحزن ولَم يقولوا شيئاً، فذهب الوليد عائداً وهو يرثي مسلمة قائلاً:<ref name="كتاب مسلمة بن عبد الملك، ص 68"/> | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أَهَيْنَمَةٌ حَدِيْثُ الْقَوُمِ أَمْ هُمْ\\نِيَامٌ بَعْدَ مَا مَتَعَ النّهَارُ | |||
عَزِيْزٌ كَانَ بَيْنَهُمُ نَبِيّاً\\فَقَوُلُ الْقَوُمِ وُحَيٌّ لَا يُحَارُ | |||
كَأَنّا بَعْدَ مَسْلَمَةُ المُرْجّى\\شُروبٌ طوَّحت بِهُمْ عُقَارُ | |||
أَوْ آلَّافٌ هِجاينٌ فِي قُيودٌ\\تَلِفَتْ كُلما حنّت ُظؤارُ | |||
فَلَيْتَكَ لَمْ تَمُتْ وَفِدَاَكَ قَوُمٌ\\تُريح غيبتهم عنّا الدِّيارُ | |||
سقيمُ الصَّدرِ أو شرف نكيد\\وآخر لا يَزور ولا يُزارُ <ref>[http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62280 حديث رقم 62280 - تاريخ دمشق] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170104163512/http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=798&pid=392449&hid=62280 |date=04 يناير 2017}}</ref>}} | |||
وقال يرثي مسلمة أيضاً: | وقال يرثي مسلمة أيضاً: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أَتانا بَرِيدانِ من واسِطٍ\\يَخُبَّانِ بالكُتُب المُعَجَّمَةْ | |||
أقول وما البُعْدُ إلاَّ الرَّدَى\\أمَسْلَمُ لا تَبْعدَنْ مَسْلَمَةْ | |||
فقد كنتَ نُورًا لنا في البلاد\\تُضِيء فقد أَصْبَحَتْ مُظْلِمَةْ | |||
كتَمْنا نَعِيَك نَخْشَى اليَقِيْن\\فجَلَّى اليَقينُ عن الجُمْجُمَةْ | |||
وكَمْ من يَتيم تَلافَيْتَه\\بأرض العَدُوِّ وكَمْ أيِّمَةْ | |||
وكنتَ إذا الحَرْبُ دَرَّتْ دَمًا\\نَصَبْتَ لها رايةً مُعْلَمَةْ <ref>الأغاني للأصفهاني، ج 7، ص 12.</ref>}} | |||
وقال الشاعر عبد الله بن عبد الأعلى الشيباني يرثيه: | وقال الشاعر عبد الله بن عبد الأعلى الشيباني يرثيه: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أبا سَعِيْد أَراكَ اللهُ عافِيَةً\\فيها لرُوْحِك عند العُسْر تَيْسِيرُ | |||
فقد أَقَمْتَ قَناة الحَقِّ فاعْتَدَلَتْ\\إذْ أنت للدِّيْن مما نابَه سُورُ <ref>تاريخ دمشق، ج 73، ص 226.</ref>}} | |||
وقال ذي الشامة محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي يرثيه: | وقال ذي الشامة محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي يرثيه: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
ضاق صدري وعيل صبري\\فلا صبر دون ما أراه أتاكا | |||
كل مَيْتٍ قد اغْتَفَرْتُ فلم\\أَجْزَع عليه إذا جاورَ الهلاكا | |||
قبل مَيْتٍ وقبل قَبْرٍ على الخابور\\ولم أَستطع عليه اتِّراكا | |||
زائِنٌ للقُبُور فيها كما كُنْتَ\\تُزَيِّن السُّلْطان والأَمْلاكا <ref>الوافي بالوفيات للصفدي، ج 4، ص 230.</ref>}} | |||
وقال شاعر شامي مجهول يرثيه: | وقال شاعر شامي مجهول يرثيه: | ||
{{ | {{أبيات| | ||
أبعد مروان وبعد مسلمة\\وبعد إسحاق الذي كان لمة | |||
صار على الثغر فريخ الرخمة\\إن لنا بفعل يحيى نقمة <ref>البيان والتبيين للجاحظ، ج 3، ص 229.</ref>}} | |||
=== نبش قبره على يد العباسيين === | === نبش قبره على يد العباسيين === | ||
بعد وفاة مسلمة بـ 11 سنة في عام [[132 هـ]] هُزِم مروان بن محمد آخر خليفة أموي على يد العباسيين وقُتِل، وقُتِل معه الكثير من الأمويين، وبعد الهزيمة دخل الأمير العباسي [[عبد الله بن علي | بعد وفاة مسلمة بـ 11 سنة في عام [[132 هـ]] هُزِم مروان بن محمد آخر خليفة أموي على يد العباسيين وقُتِل، وقُتِل معه الكثير من الأمويين، وبعد الهزيمة دخل الأمير العباسي [[عبد الله بن علي العباسي|عبد الله بن علي]] بجيشه إلى الشام فأفدح فيها وارتكب الكثير من المجازر بالمدنيين، ونبش كثيراً من القبور، خصيصاً بعض قبور بني أمية، ومن القبور الأموية التي نبشها عبد الله والعباسيون قبر مسلمة في [[قنسرين]] فأخرج جثمانه، وأخذ جمجمته فأحرقها.<ref>كتاب تاريخ الموصل لابن أياس الأزدي، ص 138.</ref> | ||
== شخصيته في الأدب والإعلام == | == شخصيته في الأدب والإعلام == | ||
سطر 1٬008: | سطر 954: | ||
[[تصنيف:ولاة العراق الأمويون]] | [[تصنيف:ولاة العراق الأمويون]] | ||
[[تصنيف:ولاة قنسرين الأمويون]] | [[تصنيف:ولاة قنسرين الأمويون]] | ||
تعديل