ظهير الدين بابر: الفرق بين النسختين

لا تغيير في الحجم ، ‏ 1 يناير
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
 
لا ملخص تعديل
 
سطر 35: سطر 35:


== خلفية تاريخية ==
== خلفية تاريخية ==
حكم سلاطين الدولة المغولية الهند قرابة ثلاثة قرون، فشهدت هذه البلاد في عهدهم نهضة وحضارة كبيرة، وكان مؤسس هذه السلالة ظهير الدين محمد الذي ينتهي نسبُه من ناحية أبيه إلى السُلطان [[أتراك|التركي]] [[تيمورلنك]]، ومن ناحية أمه إلى خان ال[[مغول]] [[جنكيز خان]]. والمغول والترك كلاهما قد سبق إلى [[شبه القارة الهندية]] وكان لهما شأن خطير ودور هام في تاريخ [[آسيا الوسطى]] وبلاد الشرق الإسلامي.<ref>{{استشهاد مختصر|1=الساداتي|2=1957|ج=2|ص=328}}</ref> جاور المسلمون قبائل التُرك ببلاد [[آسيا الوسطى|أواسط آسيا]] ابتداءً من أواخر [[قرن 1 هـ|القرن الأول الهجري]]، وكانت قوافل التجار المسلمين تتوغل في آسيا الوسطى حتى بلغت الصين شرقاً وحوض الفولجا غرباً وكان هؤلاء التجار من أكبر الأسباب وأنشط الوسطاء في نشر تعاليم الدين ال[[الإسلام|إسلامي]]، وانتشر الإسلام في [[بلاد ما وراء النهر]] أيام [[قتيبة بن مسلم الباهلي|قُتيبة بن مُسلم الباهلي]] وذلك في أواخر القرن الأول الهجري، وبدأ الإسلام الجماعي للترك في [[قرن 4 هـ|القرن الرابع الهجري]] عندما أسلم خان قشغر «ساتوك بغراخان» الذي تسمى بهارون بن سُليمان، أمير القرة خانيين وأسلم معه أهل بلاده وفريق كبير من سكان [[تركستان الشرقية]] وإقليم خُطن. كذلك اعتنق [[الدولة السلجوقية|السلاجقة]] الإسلام في القرن الرابع الهجري.<ref>{{استشهاد مختصر|1=الساداتي|2=1957|ج=2|ص=339-340}}</ref> في النصف الثاني من [[قرن 8 هـ|القرن الثامن الهجري]] ظهر [[تيمورلنك]] في بلاد ما وراء النهر الذي استوزره الأمير الجغطائي «إلياس بن تغلق تيمور» أمير [[سمرقند]] حتى انقلب الوزير على أميره واتخذ من [[سمرقند]] عام [[771 هـ]] الموافق [[1370]]م عاصمة له، واستولى على بلخ ونشر سلطانه ونفوذه في على القسم الغربي من بلاد خغتاي، وضم إلى ملكه أيضاً مغولستان وخوارزم وغيرها من البلدان، وعند وفاته اقتسم ولداه «[[شاه رخ بن تيمورلنك|جلال الدين شاه رخ]]» و«[[ميرانشاه|معين الدين ميرانشاه]]».<ref>{{استشهاد مختصر|1=الساداتي|2=1957|ج=2|ص=349 -351}}</ref> وقتل ميرانشاه وبقي الحكم لشاه رخ الذي توفي في [[850 هـ]] الموافق فيه [[1446]]م وخلفه ابنه ألغ بك الذي قتله ابنه «عبد اللطيف ميرزا» بنفسه، وجاء بعده الأمير التيموري «أبو سعيد ميرزا» الذي ترك ملكه لأربعة من أولاده من أصل عشرة، فولى أحمد ميرزا إقليم [[سمرقند]] و[[بخارى]] وولى الُغ بك إقليم كابل وغزنة، وولى محمد ميرزا استراباد وهرات. ورابع هؤلاء الأربعة فهو عمر شيخ ميرزا الذي وُلي إمارة [[فرغانة]].<ref>{{استشهاد مختصر|1=الساداتي|2=1957|ج=2|ص=353-355}}</ref>
حكم سلاطين الدولة المغولية الهند قرابة ثلاثة قرون، فشهدت هذه البلاد في عهدهم نهضة وحضارة كبيرة، وكان مؤسس هذه السلالة ظهير الدين محمد الذي ينتهي نسبُه من ناحية أبيه إلى السُلطان [[أتراك|التركي]] [[تيمورلنك]]، ومن ناحية أمه إلى خان ال[[مغول]] [[جنكيز خان]]. والمغول والترك كلاهما قد سبق إلى [[شبه القارة الهندية]] وكان لهما شأن خطير ودور هام في تاريخ [[آسيا الوسطى]] وبلاد الشرق الإسلامي.<ref>{{استشهاد مختصر|1=الساداتي|2=1957|ج=2|ص=328}}</ref> جاور المسلمون قبائل التُرك ببلاد [[آسيا الوسطى|أواسط آسيا]] ابتداءً من أواخر [[قرن 1 هـ|القرن الأول الهجري]]، وكانت قوافل التجار المسلمين تتوغل في آسيا الوسطى حتى بلغت الصين شرقاً وحوض الفولجا غرباً وكان هؤلاء التجار من أكبر الأسباب وأنشط الوسطاء في نشر تعاليم الدين ال[[الإسلام|إسلامي]]، وانتشر الإسلام في [[بلاد ما وراء النهر]] أيام [[قتيبة بن مسلم الباهلي|قُتيبة بن مُسلم الباهلي]] وذلك في أواخر القرن الأول الهجري، وبدأ الإسلام الجماعي للترك في [[قرن 4 هـ|القرن الرابع الهجري]] عندما أسلم خان قشغر «ساتوك بغراخان» الذي تسمى بهارون بن سُليمان، أمير القرة خانيين وأسلم معه أهل بلاده وفريق كبير من سكان [[تركستان الشرقية]] وإقليم خُطن. كذلك اعتنق [[الدولة السلجوقية|السلاجقة]] الإسلام في القرن الرابع الهجري.<ref>{{استشهاد مختصر|1=الساداتي|2=1957|ج=2|ص=339-340}}</ref> في النصف الثاني من [[قرن 8 هـ|القرن الثامن الهجري]] ظهر [[تيمورلنك]] في بلاد ما وراء النهر الذي استوزره الأمير الجغطائي «إلياس بن تغلق تيمور» أمير [[سمرقند]] حتى انقلب الوزير على أميره واتخذ من [[سمرقند]] عام [[771 هـ]] الموافق [[1370]]م عاصمة له، واستولى على بلخ ونشر سلطانه ونفوذه في على القسم الغربي من بلاد جغطاي، وضم إلى ملكه أيضاً مغولستان وخوارزم وغيرها من البلدان، وعند وفاته اقتسم ولداه «[[شاه رخ بن تيمورلنك|جلال الدين شاه رخ]]» و«[[ميرانشاه|معين الدين ميرانشاه]]».<ref>{{استشهاد مختصر|1=الساداتي|2=1957|ج=2|ص=349 -351}}</ref> وقتل ميرانشاه وبقي الحكم لشاه رخ الذي توفي في [[850 هـ]] الموافق فيه [[1446]]م وخلفه ابنه ألغ بك الذي قتله ابنه «عبد اللطيف ميرزا» بنفسه، وجاء بعده الأمير التيموري «أبو سعيد ميرزا» الذي ترك ملكه لأربعة من أولاده من أصل عشرة، فولى أحمد ميرزا إقليم [[سمرقند]] و[[بخارى]] وولى الُغ بك إقليم كابل وغزنة، وولى محمد ميرزا استراباد وهرات. ورابع هؤلاء الأربعة فهو عمر شيخ ميرزا الذي وُلي إمارة [[فرغانة]].<ref>{{استشهاد مختصر|1=الساداتي|2=1957|ج=2|ص=353-355}}</ref>


== بداياته ==
== بداياته ==