جعفر الصادق: الفرق بين النسختين

لا يوجد ملخص تحرير
ط (استرجاع تعديلات Sandid7fs (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة Basir Al-Qufahfi)
 
لا ملخص تعديل
 
سطر 6: سطر 6:
| اسم الولادة          = جعفر بن مُحمَّد بن عليّ بن الحُسين الهاشميّ القُرشي
| اسم الولادة          = جعفر بن مُحمَّد بن عليّ بن الحُسين الهاشميّ القُرشي
| تاريخ الولادة        = [[17 ربيع الأول]] [[80 هـ]] / [[24 أبريل]] [[699]]م
| تاريخ الولادة        = [[17 ربيع الأول]] [[80 هـ]] / [[24 أبريل]] [[699]]م
| مكان الولادة        = [[المدينة المنورة]]
| مكان الولادة        = [[المدينة المنورة]],{{الدولة الأموية}}
| تاريخ الوفاة        = [[25 شوال]] [[148 هـ]] / [[8 ديسمبر]] [[765]]م
| تاريخ الوفاة        = [[25 شوال]] [[148 هـ]] / [[8 ديسمبر]] [[765]]م
| مكان الوفاة        = [[المدينة المنورة]]
| مكان الوفاة        = [[المدينة المنورة]]،{{الدولة العباسية}}
| مكان الدفن          = [[البقيع]]
| مكان الدفن          = [[البقيع]]،{{السعودية}}
| لقب                = الصَّادق، الفاضل، الطاهر، عليّ السادس.{{للهامش|1}}<ref name="book123">{{استشهاد بكتاب |عنوان=A Brief History of The Fourteen Infallibles |سنة=2004 |ناشر=Ansariyan Publications |مكان=Qum |ردمك=964-438-127-0 |صفحات=123}}</ref>
| لقب                = الصَّادق، الفاضل، الطاهر، عليّ السادس.{{للهامش|1}}<ref name="book123">{{استشهاد بكتاب |عنوان=A Brief History of The Fourteen Infallibles |سنة=2004 |ناشر=Ansariyan Publications |مكان=Qum |ردمك=964-438-127-0 |صفحات=123}}</ref>
| الكنية              = أبو عبد الله
| الكنية              = أبو عبد الله
سطر 117: سطر 117:
=== حياته خلال العهد العبَّاسي ===
=== حياته خلال العهد العبَّاسي ===
{{أيضا|أبو مسلم الخراساني|أبو العباس السفاح|معركة الزاب}}
{{أيضا|أبو مسلم الخراساني|أبو العباس السفاح|معركة الزاب}}
خلال أواخر العهد الأموي نشأت حركة مُناهضة عُرفت بالحركة العبَّاسيَّة، نظراً لأن مؤسسيها محمد بن علي بن عبد الله وأخوه [[أبو العباس عبد الله السفاح|أبو العبَّاس]] يرجعان بنسبهما إلى [[العباس بن عبد المطلب|العبَّاس بن عبد المطلب]] أصغر أعمام النبي [[محمد]]،<ref>[http://islamtoday.net/bohooth/artshow-86-6797.htm الدعوة العباسية ودورها في نهاية الدولة الأموية]، بحوث ودراسات، 22 شباط 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170828033947/http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-6797.htm |date=28 أغسطس 2017}}</ref> تولّى أبو العبَّاس شؤون الحركة العباسية بناءً على دعوة [[أبو مسلم الخراساني]] بعد وفاة شقيقه؛ وقد نجحت الحركة العبَّاسية في خلع آخر خلفاء بني أميَّة عن العرش والقضاء على هذه الأسرة الحاكمة في دمشق، وبويع [[أبو العباس عبد الله السفاح|أبو العباس]] بالخلافة ولقب بالسفّاح لكثرة سفكه الدماء،<ref>[http://islam.aljayyash.net/encyclopedia/book-6-22 خلافة أبو العباس السفاح]، موسوعة الأسرة المسلمة، 22 شباط 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171011224605/http://islam.aljayyash.net:80/encyclopedia/book-6-22 |date=11 أكتوبر 2017}}</ref> خصوصاً لدى دخوله [[دمشق]] حاضرة الأمويين، إذ نهب بيوت الأسرة الأموية والمقرّبين منها وأحرق قصورهم ثم نبش قبور خلفائهم. وقد استمال العبَّاسيون [[الشيعة]] الناقمين على الحكم الأموي، فساعدهم هؤلاء في التغلّب على الأمويين، وتوقعوا أن تؤول الخلافة إليهم،<ref>المصور في التاريخ: الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، [[منير البعلبكي]]، [[بهيج عثمان]]. [[دار العلم للملايين]]. [[بيروت]]-[[لبنان]]. صفحة: 7</ref> لكن حصل عكس ذلك، فبعد وفاة أبو العبَّاس السفَّاح أخذت البيعة لأخيه [[أبو جعفر المنصور|أبي جعفر المنصور]] والذي كان [[أبو العباس عبد الله السفاح|السفاح]] قد عيّنه [[ولي عهد|وليًا للعهد]].<ref name="أبو جعفر المنصور">[http://islamstory.com/ar/خلافة-أبي-جعفر-المنصور موقع قصة الإسلام: خلافة أبي جعفر المنصور]. إشراف الدكتور راغب السرجاني. تاريخ التحرير: 11/04/2010 - 2:10 مساءً {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170103224706/http://islamstory.com:80/ar/خلافة-أبي-جعفر-المنصور |date=3 يناير 2017}}</ref> ولمَّا تولّى المنصور الخلافة وضع نصب عينيه مخاطر ثلاث لا بُدَّ أن يقضي عليها: منافسة عمه عبد الله بن علي له في الأمر، وقد كان موكلاً بتدبير جيوش الدولة من أهل [[خراسان (توضيح)|خراسان]] و[[بلاد الشام|الشام]] و[[الجزيرة الفراتية]] و[[الموصل]] ليغزو بهم [[الإمبراطورية البيزنطية|الروم]]، واتساع نفوذ أبي مسلم الخراساني حتى أصبح وكأنه شريك ذو سطوة وسلطان في حكم الدولة الإسلاميَّة، والقضاء على بني عمومته من آل علي بن أبي طالب الذين لا يزال لهم في قلوب الناس مكان، خاصة [[محمد النفس الزكية]] وشقيقه إبراهيم ، فخاف أبو جعفر أن يحاولا الخروج عليه،<ref name="أبو جعفر المنصور"/> لا سيَّما وأنهما يُمثلان التيَّار الذي ساعد بني العبَّاس في الوصول إلى الحكم رغبةً بتولّي الخلافة ، وكانت علاقات الصادق بالمنصور طيبة والمنصور هو من لقبه بالصادق.<ref>مقاتل الطالبيين للاصفهاني ص 256 طبعة أحمد امين</ref><ref>انظر : العباسيون الاوائل ، فاروق عمر ، عمان 1977 ص 54</ref>
خلال أواخر العهد الأموي نشأت حركة مُناهضة عُرفت بالحركة العبَّاسيَّة، نظراً لأن مؤسسيها محمد بن علي بن عبد الله وأخوه [[أبو العباس السفاح|أبو العبَّاس]] يرجعان بنسبهما إلى [[العباس بن عبد المطلب|العبَّاس بن عبد المطلب]] أصغر أعمام النبي [[محمد]]،<ref>[http://islamtoday.net/bohooth/artshow-86-6797.htm الدعوة العباسية ودورها في نهاية الدولة الأموية]، بحوث ودراسات، 22 شباط 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170828033947/http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-6797.htm |date=28 أغسطس 2017}}</ref> تولّى أبو العبَّاس شؤون الحركة العباسية بناءً على دعوة [[أبو مسلم الخراساني]] بعد وفاة شقيقه؛ وقد نجحت الحركة العبَّاسية في خلع آخر خلفاء بني أميَّة عن العرش والقضاء على هذه الأسرة الحاكمة في دمشق، وبويع [[أبو العباس السفاح|أبو العباس]] بالخلافة ولقب بالسفّاح لكثرة سفكه الدماء،<ref>[http://islam.aljayyash.net/encyclopedia/book-6-22 خلافة أبو العباس السفاح]، موسوعة الأسرة المسلمة، 22 شباط 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171011224605/http://islam.aljayyash.net:80/encyclopedia/book-6-22 |date=11 أكتوبر 2017}}</ref> خصوصاً لدى دخوله [[دمشق]] حاضرة الأمويين، إذ نهب بيوت الأسرة الأموية والمقرّبين منها وأحرق قصورهم ثم نبش قبور خلفائهم. وقد استمال العبَّاسيون [[الشيعة]] الناقمين على الحكم الأموي، فساعدهم هؤلاء في التغلّب على الأمويين، وتوقعوا أن تؤول الخلافة إليهم،<ref>المصور في التاريخ: الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، [[منير البعلبكي]]، [[بهيج عثمان]]. [[دار العلم للملايين]]. [[بيروت]]-[[لبنان]]. صفحة: 7</ref> لكن حصل عكس ذلك، فبعد وفاة أبو العبَّاس السفَّاح أخذت البيعة لأخيه [[أبو جعفر المنصور|أبي جعفر المنصور]] والذي كان [[أبو العباس السفاح|السفاح]] قد عيّنه [[ولي عهد|وليًا للعهد]].<ref name="أبو جعفر المنصور">[http://islamstory.com/ar/خلافة-أبي-جعفر-المنصور موقع قصة الإسلام: خلافة أبي جعفر المنصور]. إشراف الدكتور راغب السرجاني. تاريخ التحرير: 11/04/2010 - 2:10 مساءً {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170103224706/http://islamstory.com:80/ar/خلافة-أبي-جعفر-المنصور |date=3 يناير 2017}}</ref> ولمَّا تولّى المنصور الخلافة وضع نصب عينيه مخاطر ثلاث لا بُدَّ أن يقضي عليها: منافسة عمه عبد الله بن علي له في الأمر، وقد كان موكلاً بتدبير جيوش الدولة من أهل [[خراسان (توضيح)|خراسان]] و[[بلاد الشام|الشام]] و[[الجزيرة الفراتية]] و[[الموصل]] ليغزو بهم [[الإمبراطورية البيزنطية|الروم]]، واتساع نفوذ أبي مسلم الخراساني حتى أصبح وكأنه شريك ذو سطوة وسلطان في حكم الدولة الإسلاميَّة، والقضاء على بني عمومته من آل علي بن أبي طالب الذين لا يزال لهم في قلوب الناس مكان، خاصة [[محمد النفس الزكية]] وشقيقه إبراهيم ، فخاف أبو جعفر أن يحاولا الخروج عليه،<ref name="أبو جعفر المنصور"/> لا سيَّما وأنهما يُمثلان التيَّار الذي ساعد بني العبَّاس في الوصول إلى الحكم رغبةً بتولّي الخلافة ، وكانت علاقات الصادق بالمنصور طيبة والمنصور هو من لقبه بالصادق.<ref>مقاتل الطالبيين للاصفهاني ص 256 طبعة أحمد امين</ref><ref>انظر : العباسيون الاوائل ، فاروق عمر ، عمان 1977 ص 54</ref>


وفي واقع الأمر فإنَّ جعفر الصادق كان مُدركاً لعاقبة تعاطيه السياسة والتقرّب إلى الحكَّام منذ أن أخذت الدولة الأموية تلفظ أنفساها الأخيرة، حيث أنَّ أبا مسلم الخراساني حاول أن يزجّ الإمام في الثورة العبَّاسيَّة نظراً لكلمته المسموعة بين الشيعة خصوصاً الذين يرونه معصوماً، وبين سائر المسلمين الثائرين، لكنه رفض المشاركة في الثورة العبَّاسيَّة، وتملَّص من الدعوة، وتفرَّغ لعمله الأهم الذي يعتمد عليه قيام الدين الإسلامي في مواجهة الأفكار الدخيلة والمذاهب الفكريَّة المنحرفة عن الطريق الذي يدعو إليه الإسلام. وقد استغل الإمام جعفر انشغال أبي العبَّاس السفَّاح في بداية العهد العبَّاسي في القضاء على الفتن الصغيرة وتوطيد دعائم الدولة الجديدة، فعمل على نشر العلم والدين والمعرفة، وحضر مجالسه علماء كبار وتناقشوا في أمور الدين والدنيا، ومنهم الإمامين [[أبو حنيفة النعمان]] و[[مالك بن أنس]]، وقد أدَّت هكذا مناظرات إلى تشكيل [[مذهب (فقه)|المذاهب الإسلاميَّة الكبرى]] الباقية حتى العصر الحالي. على الرغم من انصراف الإمام جعفر إلى شؤون العلم الديني والدنيوي وابتعاده عن السياسة، إلا أنه بقي محط أنظار الخليفة العبَّاسي، لا سيَّما وأن عدداً من أتباع زيد بن علي انضموا إلى مجالسه واستمعوا لكلامه ومواعظه وإرشاداته بعد أن لاحقهم العبَّاسيّون بلا هوادة،<ref name="Armstrong">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Armstrong, Karen|سنة=2000|عنوان=Islam: A Short History|مكان=USA|ناشر=Random House Digital, Inc.|ردمك=978-0-679-64040-0|مسار= http://www.amazon.com/Islam-Short-History-Karen-Armstrong/dp/0679640401|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190831094156/https://www.amazon.com/Islam-Short-History-Karen-Armstrong/dp/0679640401|تاريخ أرشيف=2019-08-31}}</ref> فأقدم العبَّاسيّون على اعتقال الصادق غير مرَّة، وزُجَّ بالسجن لفترة من الزمن على أمل أن تنقطع الصلة بينه وبين تلاميذه الذين يُحتمل أن يهددوا استقرار الدولة وينفذوا انقلاباً على الخلافة.<ref name="Armstrong"/><ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Campo, Juan E.|سنة=2009|عنوان=Encyclopedia of Islam (Encyclopedia of World Religions)|صفحة=386|مكان=USA|ناشر=Facts on File
وفي واقع الأمر فإنَّ جعفر الصادق كان مُدركاً لعاقبة تعاطيه السياسة والتقرّب إلى الحكَّام منذ أن أخذت الدولة الأموية تلفظ أنفساها الأخيرة، حيث أنَّ أبا مسلم الخراساني حاول أن يزجّ الإمام في الثورة العبَّاسيَّة نظراً لكلمته المسموعة بين الشيعة خصوصاً الذين يرونه معصوماً، وبين سائر المسلمين الثائرين، لكنه رفض المشاركة في الثورة العبَّاسيَّة، وتملَّص من الدعوة، وتفرَّغ لعمله الأهم الذي يعتمد عليه قيام الدين الإسلامي في مواجهة الأفكار الدخيلة والمذاهب الفكريَّة المنحرفة عن الطريق الذي يدعو إليه الإسلام. وقد استغل الإمام جعفر انشغال أبي العبَّاس السفَّاح في بداية العهد العبَّاسي في القضاء على الفتن الصغيرة وتوطيد دعائم الدولة الجديدة، فعمل على نشر العلم والدين والمعرفة، وحضر مجالسه علماء كبار وتناقشوا في أمور الدين والدنيا، ومنهم الإمامين [[أبو حنيفة النعمان]] و[[مالك بن أنس]]، وقد أدَّت هكذا مناظرات إلى تشكيل [[مذهب (فقه)|المذاهب الإسلاميَّة الكبرى]] الباقية حتى العصر الحالي. على الرغم من انصراف الإمام جعفر إلى شؤون العلم الديني والدنيوي وابتعاده عن السياسة، إلا أنه بقي محط أنظار الخليفة العبَّاسي، لا سيَّما وأن عدداً من أتباع زيد بن علي انضموا إلى مجالسه واستمعوا لكلامه ومواعظه وإرشاداته بعد أن لاحقهم العبَّاسيّون بلا هوادة،<ref name="Armstrong">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Armstrong, Karen|سنة=2000|عنوان=Islam: A Short History|مكان=USA|ناشر=Random House Digital, Inc.|ردمك=978-0-679-64040-0|مسار= http://www.amazon.com/Islam-Short-History-Karen-Armstrong/dp/0679640401|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190831094156/https://www.amazon.com/Islam-Short-History-Karen-Armstrong/dp/0679640401|تاريخ أرشيف=2019-08-31}}</ref> فأقدم العبَّاسيّون على اعتقال الصادق غير مرَّة، وزُجَّ بالسجن لفترة من الزمن على أمل أن تنقطع الصلة بينه وبين تلاميذه الذين يُحتمل أن يهددوا استقرار الدولة وينفذوا انقلاباً على الخلافة.<ref name="Armstrong"/><ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Campo, Juan E.|سنة=2009|عنوان=Encyclopedia of Islam (Encyclopedia of World Religions)|صفحة=386|مكان=USA|ناشر=Facts on File
سطر 282: سطر 282:
{{علم الفلك الإسلامي}}
{{علم الفلك الإسلامي}}
{{ضبط استنادي}}
{{ضبط استنادي}}
{{معرفات الأصنوفة}}
 
{{شريط بوابات|أعلام|الإسلام|الحديث النبوي|الدولة الأموية|الدولة العباسية|الشيعة|المدينة المنورة|علوم إسلامية}}
{{شريط بوابات|أعلام|الإسلام|الحديث النبوي|الدولة الأموية|الدولة العباسية|الشيعة|المدينة المنورة|علوم إسلامية}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=10348201|التاريخ=20 فبراير 2013}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=10348201|التاريخ=20 فبراير 2013}}