حصار عكا (1831)
يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. (ديسمبر 2018) |
حصار عكا 1831، حدث أثناء الحرب المصرية - العثمانية (1831 - 1833). انتهت بإستيلاء إبراهيم باشا علي المدينة.
خلفية
كانت عكا محصنة بأسوار متينة وتحميها عدة أبراج من الشرق والشمال. أما من جهة البحر فكانت الأسوار أقل متانة من السوار القائمة من جهة البر. والمياه المجاورة لها قليلة العمق لا تسمح للسفن الكبيرة بالرسو على مقربة منها. وكانت جميع الحصون في حالة جيدة. وقد وصفت حصون عكاء في كثير من الكتب المعاصرة. وممن تناولها بالإفاضة المؤرخ أسد رستم. وكانت حامية المدينة مؤلفة من ثلاثة ألاف مقاتل ومعهم مدفعية قوية وكميات وفيرة من المؤن والذخيرة والمياه والطعام، تكفي الحامية لحصار طويل الأمد. وبالاختصار كانت استحكامات عكا غاية في المنعة بعد الإصلاح الذي شملها عقب انسحاب الفرنسيين منها.
الحصار
وفي يوم 26 نوفمبر (1831) استهل إبراهيم باشا محاصرة عكا فاستبسلت حاميتها في الدفاع عنها – وقد امتاز العكاويون بروح قتال وبمعنوية عالية إلى نهاية القتال – وانتصرت حامية بعض الأبراج على المصريين، مما حدا إبراهيم باشا أن يطلق نيران مدفعيته علهيا أياما متواليات لكن بدون جدوى. وفي هذه الأثناء أرسل محمد علي إلى عكا مهندسا قديرا تولى إدارة أعمال الحصار بكل دقة. وقد تمكن المصريون. بالرغم من شدة مقاومة الحامية، من فتح ثغرتين في الجهة الشرقية من السور، وأمطروا المدينة وابلا من القنابل والرصاص، برا وبحرا، فجريت المدينة ومات الكثيرون من رجالها. ومع ذلك استمرت تدافع بكل شجاعة. وصبت المدافع المصرية النيران على أسرارها ونجحت في فتح ثلاث ثغرات ولكن بدون أثر. وفي خلال تبادل النيران أصيبت بعض السفن بتلف كبير، الشيء الذي دفع إبراهيم باشا على القيام بهجوم عام. ولكن قبيل شروعه في تنفيذ خطته دعا عبد الله باشا إلى التسليم فأبى. استعصمت عكا على الجيش المصري، وانقضت ثلاثة أشهر بدون معارك تستحق الذكر، فارتأى إبراهيم باشا الصمود قبالتها بينما تقدمت بعض وحداته – كما قلنا – واستولت على صور وصيدا وبيروت وطرابلس في الشمال. ولما وضح فوز إبراهيم باشا العسكري، وتقدمه الخاطف، واستيلائه على ثغور الشام الأخرى، وهي مفاتيح ينفذ منها الفاتح إلى داخلية البلاد.
كانت عكا على جانب عظيم من المنعة، ولا غرو فهي التي اعجزت نابليون منذ نيف وثلاثين سنة عن فتحها، وقد زاد احمد باشا الجزار في استحكاماتها القديمة بعد انسحاب الفرنسيين من سورية فصارت امنع مما كانت، فكان عبد الله باشا مطمئنا إلى امتناعه بها، واثقا من عجز الجيش المصري عن اقتحامها، وكانت حامية المدينة مؤلفة من ثلاثة آلاف مقاتل، فاعتزم ان يدافع عناه دفاع المستميت.
زحف الجيش المصري على عكا وضرب عليها الحصار منذ يوم 26 نوفمبر واشتركت العمارة المصرية في حصارها من البحر، فكان الحصار مضروبا عليها برا وبحرا، واطلقت مدافع البر والبحر قنابلها على أسوار عكا وحصونها، ولكن الحصون جاوبتها بنار حامية واحدثت اضرارا ببعض السفن المصرية مما اضطرها إلى الرجوع للإسكندرية لاصلاح ما اصابها من العطب، فاستعصت عكا على الجيش المصري، وانقضت ثلاثة أشهر دون أن ينال منها منالا، واخذ إبراهيم باشا في خلال هذه المدة يحتل المواقع الهمة في ولاية صيدا وما حولها، فاحتلت فرقة من الجنود المصرية بقيادة حسن بك المانسترلي وصور وصيدا وبيروت وطرابلس واحتلت كتيبة أخرى مدينة القدس وكان الجيش كلما نزل ببلدة سلمت له بدون قتال.
موقف الدولة العثمانية
اضطربت الدولة العثمانية امام زحف الجيش المصري، وبادرت في بادئ الامر إلى إرسال مندوب عنها إلى محمد علي باشا يطلب اليه الكف عن القتال، وكان الباشا يعلم بارتباك احوال تركيا وعجزها عن حشد جيش يصد زحف الحملة المصرية، فاخذ يماطل في الجواب، وتظاهر بالإخلاص للدولة العثمانية، وفي الوقت نفسه ارسل إلى إبراهيم باشا يأمره بمواصلة الحرب بالإخلاص للدولة العثمانية، وفي الوقت نفسه ارسل إلى إبراهيم باشا يامره بمواصلة الحرب وتشديد الحصار على عكا حتى يفتحها قبل ان يصل الجيش التركي لنجدتها إذا فكرت تركيا في امدادها.
وقد حشد الباب العالي نحو عشرين الف مقاتل تحت قيادة عثمان باشا اللبيب والي طرابلس وعهد اليه رفع الحصار.
فزحف الجيش العثماني يرمي اليها، وضم اليه كل من لقبهم في طريقه من جموع الاكراد والعرب.
علم إبراهيم باشا بتحرك هذا الجيش، فعقد مجلسا حربيا من نخبة ضباطه واركان حربه يتدبر في الامر، فاستقر رايه على ان يترك حول عكا القوة الكافية لمتابعة الحصار، وان يتحرك بالجزء الآخر من جيشه ليصادم الجيش التركي في الطريق، ويتغلب عليه قبل أن يصل الي عكا.
تقدم عثمان باشا يقود بضعة آلاف من جنوده وانتهز فرصة اشتغال إبراهيم باشا في حصار عكا فهاجم طرابلس التي كانت تحتلها حامية مصرية فدخل المدينة، ولكن جنود الحامية ردوا المهاجمين على اعقابهم، على أن مركزهم لم يلبث ان تحرك بازدياد قوات الاعداء وصارت طرابلس مهددة بسقوطها في يد الترك، فبادر إبراهيم باشا إلى نجدتها وسار اليها بطريق الساحل فلما اقترب منها ارتد عنا عثمان باشا.