ثورة اليهود في ليبيا

بعد انتهاء حكم البطالسة لمصر أصبحت البلاد جزءا من أملاك الإمبراطورية الرومانية وامتلاك الدولة الرومانية زمام الأمر في – ليبيا - وبهذه التبعية الجديدة بدأ يهود ليبيا يتعرضون لسياسة جديدة لم يتعودوا عليها أيام البطالسة الذين بالغوا في تدليلهم والتودد إليهم. ولم تكن هذه السياسة الجديدة التي اتبعها الرومان قاصرة على يهود ليبيا، بل شملت جميع المجتمعات اليهودية في الإمبراطورية الرومانية،. حدث ما عرف باسم – ثورة اليهود – في القدس سنة 66 م، وكان رد روما شديدا على ثورة اليهود في مدينة القدس 66م وتطور هذا حيث كانت نتيجة تبعاته وصول أثر هذه الثورة إلى – برقة – بعد سقوط القدس في 70 م،

ثورة اليهود الأولى

كان ليهود قورينا جالية مقيمة في مدينة القدس في ذلك الوقت. وعندما سقطت القدس في 70 م، لجأ بعض اليهود إلى ليبيا هربا من القدس. ونجحوا في إثارة يهود قورينا ضد الحاكم الروماني وبدأتا لثورة حيث قام ترزي (صانع للثياب) اسمه يونان منادياً فيها بالحرب لأنقاذ الوطن محرضاً على ذلك الطبقة الوسطى من اليهود في ليبيا من غير الأغنياء على ما ذكره يوسيفوس المؤرخ اليهودى ابن أبو زنطيط المولولب .

فلبى كثير منهم دعوته وسار في جيش كبير العدد ولكن قليل العدة قاصداً بلاد مصر ليساعد يهود الأسكندرية على الثورة كما كان مخططاً غير أنهم ما أن غادروا حدود قورينا حتى أفشى إخوانهم اليهود الأغنياء سرهم إلى كاتلوس وإلى هذه المقاطعة غدراً وخيانة فاقتفى الوالى الرومانى أثرهم على الفور فأدركهم وهزمهم شر هزيمة وفرقهم وسباهم، وقد عفا الوالى عن قتل يوناثان المذكور زعيم هؤلاء الثائرين على شرط أن يبوح له بأسماء اليهود الذين وعدوه بالانضمام إليه حينما يتم له الأمر.

فكشف له يوناثان بأسماء عدد كبير من أغنى وأقوى رجال اليهود في قورينة والأسكندرية ورما كانت النتيجة أن ثلاثة ألاف رجل من أغنياء اليهود في قورينة فقط سيقوا للذبح بلا تحقيق أو بحث بأسباب هذه الحادثة، وصودرت أملاكهم وأموالهم حسبما رواه يوسيفوس، أما بقية من اباح اسمائهم من يهود الأسكندرية وروما فقد رفع كاتلوس أمرهم إلى الإمبراطور، وكانت عاقبة ذلك بقفل هيكل اليهود في مصر، وأن لا يسمح لهم بإقامة العبادة العلنية فيه وبذلك كسرت شوكتهم ودنى كبرائهم إلى الحثضيض وأخمدت الثورة الأولى حينها

ثورة اليهود الثانية

ونشبت في سنة 115 م ثورة اليهود الكبرى التي بدأت في – قورينا – بزعامة لوقا حيث استباحوا قورينا وما جاورها وقتلوا ما يزيد عن 250000 من السكان حينها – كما يقول مؤرخون العصر الحديث -، من إغريق ورومان، رغم كون الرقم قد ورد فقط 20000 في سجلات - ديو كاسيوي -، في موجة تخريب عمت كل معابد ومبان وأشكال البنيان العمراني الروماني بصور تدمير لم تزل حية حتى اليوم. قد استغل اليهود فرصة انشغال الإمبراطور تراجان في حربه ضد مملكة بارثيا (غربي بحر قزوين) واستنجاده ببعض القوات من بقية الولايات الرومانية ؛ لتعزيز قواته المحاربة. وكانت الثورة قد بدأت في قورينا بفتنة أشعلها اليهود ضد الإغريق من سكان البلاد، ولكن الأمر سرعان ما تطور إلى حرب ضد السلطة الرومانية نفسها. وقام يهود قورينا يتزعمهم أحد أبنائهم المسمى اندرياس أو لوقا بقيادة الحركة، وقد نصب نفسه ملكا على يهود في ليبيا، وقام اليهود باستباحة مدينة قورينا والمناطق المجاورة لها، وارتكبوا أعمالهم الوحشية ضد سكانها من الإغريق والرومان. وانتهت الثورة في 118 م، بقيادة القائد الروماني ماركوس توريو

انظر أيضا