تاريخ الرسوم المتحركة الحاسوبية
بدأ تاريخ الرسوم المتحركة الحاسوبية مبكرًا في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، عندما بدأ الناس بتجربة الرسومات الحاسوبية، وأبرزها من قبل جون ويتني. فقط بحلول أوائل الستينيات عندما أنشِئت أجهزة الحاسوب على نطاق واسع، ازدهرت سبُل جديدة للرسومات الحاسوبية المبتكرة. بدايةً، استُخدمت لأغراض علمية وهندسية وأغراض بحثية أخرى، ولكن بدأت التجربة الفنية في منتصف الستينيات، وأبرزها من قبل الدكتور توماس كالفيرت. في منتصف السبعينيات، بدأت جهود عديدة بالدخول لوسائل الإعلام العامة. تضمنت العديد من الرسومات الحاسوبية لهذا الوقت صورًا ثنائية الأبعاد، رغم تحسن قوة الحاسوب بنحو متزايد، ركزت الجهود المبذولة على تحقيق رسومات ثلاثية أبعاد واقعية. في أواخر الثمانينات، بدأت الصور الواقعية ثلاثية الأبعاد بالظهور بتصوير الأفلام، وفي منتصف التسعينيات، تطورت لدرجة إمكانية استخدام الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد لإنتاج أفلام ذات ميزة كاملة.
تاريخ الرسوم المتحركة الحاسوبية |
الرواد الأوائل: من الأربعينيات إلى منتصف الستينيات
جون ويتني
عُد جون ويتني (1917–1995) رسامًا للرسوم المتحركة، وملحنًا ومُخترِعًا، وعُد أحد آباء الرسوم المتحركة الحاسوبية على نطاق واسع.[1] في الأربعينيات والخمسينيات، ابتكر هو وشقيقه جيمس سلسلة أفلام تجريبية مصنوعة بجهاز مخصص تعتمد على أجهزة الحاسوب التناظرية القديمة المضادة للطائرات (تنبؤات كيريسون) متصلة بوساطة ماكينات التحكم بحركة الأضواء والكائنات المضاءة، وتعد المثال الأول للتصوير بالتحكم الحركي. أحد أشهر أعمال ويتني من هذه الفترة المبكرة هو تسلسل العنوان المتحرك من فلم الدُوار لألفريد هيتشكوك عام 1958،[2] الذي تعاون فيه مع مصمم الغرافيك شاول باس. عام 1960، أسس ويتني شركته للرسوم المتحركة، التي ركزت إلى حد كبير على إنتاج عناوين الأفلام والتلفاز، مع استمرار المزيد من الأعمال التجريبية. عام 1968، استُخدم تصويره الفوتوغرافي لنموذج التحكم الحركي الرائد في فلم ستانلي كوبريك 2001: «رحلة فضائية»، أيضًا لتقنية التصوير المقطعي المستخدمة بخاتمة فلم «ستار غيت».
أول صورة رقمية
من أوائل أجهزة الحاسوب الرقمية القابلة للبرمجة هي SEAC «حاسوب المعايير الأوتوماتيكية الشرقية»، التي دخلت الخدمة عام 1950 بالمكتب الوطني للمعايير (NBS) بولاية ماريلاند، الولايات المتحدة الأمريكية.[3][4] عام 1957، كشف رائد الحاسوب راسل كيرش وفريقه عن ماسح ضوئي أسطواني لـ SEAC، «لتتبع اختلافات الكثافة لأسطح الصور الفوتوغرافية»، وبذلك صُنِعَت أول صورة رقمية بوساطة مسح الصورة الفوتوغرافية. تتكون الصورة، التي تصور ابن كيرش ذا الثلاثة أشهر، من 176*176 بكسل فقط. استخدموا الحاسوب لاستخراج الصور الخطية، وعد الكائنات، والتعرف على أنواع الشخصيات، وعرض الصور الرقمية على شاشة راسم الذبذبات. يمكن عد هذا الاختراق رائدًا لجميع الصور الحاسوبية اللاحقة، وإدراكًا لأهمية هذه الصورة الرقمية الأولى، نُسِبَت هذه الصورة بوصفها واحدة من «100 صورة غيرت العالم» بمجلة لايف عام 2003.[5][6]
من أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، أصبحت الحواسيب الرقمية المركزية شائعة داخل المؤسسات الضخمة والجامعات، وسَتُزَوَد بنحو متزايد بأجهزة الرسم البياني وشاشات الرسوم. ونتيجة لذلك، بدأ ينفتح مجال جديد من التجارب.
أول فلم رسومي بالحاسوب
عام 1960، انشِئت رسوم متحركة مدتها 49 ثانية لسيارة تسير على طريق سريع مخطط في المعهد الملكي السويدي للتكنلوجيا على حاسب BESK. أدركت شركة الاستشارية نورديسك ADB، التي قدمت برامج للوكالة السويدية الملكية لبناء الطرق والمياه، أن لها جميع الإحداثيات لتتمكن من رسم الطريق السريع من ستوكهولم إلى ناكا من منظور مقعد السائق. أمام راسم الذبذبات المصمم خصيصًا بدقة 1 ميغا بيكسل، رُكِبت كاميرا مقاسها 35 مم مع مجلة موسعة على حامل مصنوع خصيصًا. تحكم الحاسوب تلقائيًا بالكاميرا، الذي أرسل إشارة للكاميرا عند تغذية صورة جديدة على مرسمة الذبذبات. تأخذ صورة كل عشرين مترًا (ياردة) من المسار الافتراضي. نتيجةً لذلك كانت رحلة خيالية على الطريق السريع الافتراضي بسرعة 110 كم/ساعة (70 ميلًا بالساعة). بُثَت الرسوم المتحركة في 9 نوفمبر 1961، في وقت الذروة في نشرة الأخبار التلفزيونية الوطنية أكتويلت.[7][8]
مختبرات بيل
كانت مختبرات بيل في موراي هيل، نيو جيرسي، مساهمًا بحثيًا رائدًا في الرسومات الحاسوبية، والرسوم المتحركة الحاسوبية والموسيقى الإلكترونية منذ بداياتها في أوائل الستينيات. بدايةً، كان الباحثون مهتمين بما يمكن للحاسوب عمله، ولكن أثبتت نتائج الأعمال المرئية التي أنتجها الحاسوب خلال هذه الفترة أن أشخاصًا، مثل إدوارد زاجاك، ومايكل نول، وكين نولتون؛ عُدوا فنانين رائدين في مجال الحاسوب.
أنتج إدوارد زاجاك إحدى الأفلام الأوائل التي انشِئت بوساطة الحاسوب بمختبرات بيل عام 1963، بعنوان «نظام التحكم بالتدرج الجاذبي الثنائي»، التي أثبتت أنه بإمكان تثبيت القمر الصناعي حتى يكون له جانب مواجه للأرض في أثناء دورانه.[9]
طوّر كين نولتون نظام الرسوم المتحركة بيفليكس «Bell Flicks» عام 1963، التي استُخدمت لإنتاج عشرات الأفلام الفنية للفنانين ستان فانديربيك، ونولتون وليليان شوالتز.[10] بدلًا من البرمجة الأولية، عمِلَت بيفليكس باستخدام «بدائل رسومية»، مثل رسم خط، ونسخ منطقة، وملء منطقة، وتكبير منطقة وما شابه ذلك.
عام 1965، أنشأ مايكل نول أفلامًا مجسمة ثلاثية الأبعاد بوساطة الحاسوب، تتضمن فرقة باليه بأشكال عصية تتحرك على المسرح.[11] أظهرت بعض الأفلام أيضًا كائنات متشعبة رباعية الأبعاد المتوقعة لثلاثية الأبعاد.[12] نحو عام 1967، استخدم نول تقنية الرسوم المتحركة لإنتاج تسلسلات عناوين متحركة بالحاسوب للفيلم التجاري القصير «الآلة الرائعة» (من إنتاج مختبرات بيل)، والمسلسل التلفزيوني الخاص «المجهول» (من إنتاج والت ديفاريا).[13] نُفِذت أيضًا العديد من المشاريع في مجالات أخرى في ذلك الوقت.
المراجع
- ^ SIGGRAPH Whitney Profile page نسخة محفوظة April 16, 2012, على موقع واي باك مشين. (retrieved April 20, 2012)
- ^ Alex Through the Looking-Glass: How Life Reflects Numbers and Numbers Reflect Life نسخة محفوظة 2020-08-03 على موقع واي باك مشين.
- ^ NBS is now known as the المعهد الوطني للمعايير والتقنية, or NIST.
- ^ "Computer Development at the National Bureau of Standards." by Russell Kirsch, National Bureau of Standards, March 31, 2010. نسخة محفوظة 2016-03-04 على موقع واي باك مشين.
- ^ "Fiftieth Anniversary of First Digital Image Marked", Michael E Newman, Tech Beat (news release), NIST, May 24, 2007 (retrieved August 20, 2012). نسخة محفوظة 2016-08-28 على موقع واي باك مشين.
- ^ "Square Pixel Inventor Tries to Smooth Things Out", Rachel Ehrenberg, Wired News, June 28, 2010 (retrieved August 20, 2012). نسخة محفوظة 2014-02-26 على موقع واي باك مشين.
- ^ Du Rietz, Peter (20 Dec 2016). "Svensk datorhistoria – 1960-talet" [Swedish computer history – 1960s]. Tekniska museet (بsvenska). Tekniska museet. Archived from the original on 2017-01-03. Retrieved 2017-01-17.
In front of the oscilloscope mounted a 35 mm camera with extended magazine on a custom-made stand. The camera was controlled automatically by computer, which sent a signal to the camera when a new image has been fed on the oscilloscope. In the Nordic ADB, who counted a lot and release data stewed, they had realized that they had all the coordinates to draw perspective from the driver's seat. They took as an example of this in the future how the then nyprojekterade motorway towards Nacka, outside Stockholm, would look like. With the camera in front of the oscilloscope, they could snap a picture every twenty meters of the virtual road. The result was a fictitious trip in the virtual highway at a speed of 110 km/h. The film was transferred to 16 mm format and made in 100 copies. Technical Museum is the only known surviving copy of the film in the collections. On the film roll box says that it is the first computer-drawn film in the world. There is little other evidence that this is actually true, and that this is the world's first computer animation. The film aired on November 9, 1961 at primetime in the national television newscast Aktuellt.
- ^ "Världens äldsta datoranimation?" على يوتيوب
- ^ Edward Zajac on CompArt database (retrieved 2012/04/20) نسخة محفوظة 2012-07-25 على موقع واي باك مشين.
- ^ Knowlton, K. C., "Computer Generated Movies," Science, Vol. 150, (November 1965), pp. 116–1120.
- ^ Noll, A. Michael, "Computer-Generated Three-Dimensional Movies", Computers and Automation, Vol. 14, No. 11, (November 1965), pp 20–23.
- ^ Noll, A. Michael, "A Computer Technique for Displaying n-Dimensional Hyperobjects", Communications of the ACM, Vol. 10, No. 8, (August 1967), pp 469–473.
- ^ Noll, A. Michael, "Computer Animation and the Fourth Dimension", AFIPS Conference Proceedings, Vol. 33, 1968 Fall Joint Computer Conference, Thompson Book Company: Washington, D.C. (1968), pp. 1279–1283.