بُثَيْنَة اسم علم مؤنث عربي، وهو تصغير «بَثْنَة»،[1] وهي الأرض السهلة اللينة الطيبة الإنبات،[2] والطيبة والتربة والرملة الناعمة، فأسم بثينة له معني رقيق يطلق على الأرض الخضراء وأيضا على الوجه الأبيض الجميل شديد البياض.

بثينة
اسم بثينة مكتوب بخط عربي عادي.

ويقول ابن منظور: «وينبغي أن يكون اسم المرأة تصغيرها، أعني الزُّبدة، ولهذا وصفت المرأة الحسناء البضَّة بها». أما اسمها بمعنى الهرة فليس بشيء، لأن هذا الوهم اختلط عليهم من قولهم للهرة: «بس بس» دعاءً لها.[3]

في الشعر العربي

ولعل أجمل ما قيل في شعر الغزل العذري ما ذكره جميل بثينة[4] عن «بثينة» ومنه:

  • أبثين إنك قد ملكت فأسجحي
    وخذي بحظك من كريم واصل
  • فلرب عارضة علينا وصلها
    بالجد تخلطه بقول الهازل
  • فأجبتها بالقول بعد تستر
    حبي بثينة عن وصالك شاغلي
  • لو كان في قلبي كقدر قلامة
    فضلا وصلتك أو أتتك رسائلي
  • صادت فؤادي يا بثين حبالكم
    يوم الحجون وأخطأتك حبائلي
  • وجاء ذكر اسم بثينة في هذه الرائعة أيضا:
ألا ليتَ ريعانَ الشبابِ جديدُ
ودهراً تولى، يا بثينَ، يعودُ
فنبقى كما كنّا نكونُ، وأنتمُ
قريبٌ وإذ ما تبذلينَ زهيدُ
وما أنسَ، مِ الأشياء، لا أنسَ قولها
وقد قُرّبتْ نُضْوِي: أمصرَ تريدُ؟
ولا قولَها: لولا العيونُ التي ترى،
لزُرتُكَ، فاعذُرْني، فدَتكَ جُدودُ
خليلي، ما ألقى من الوجدِ باطنٌ
ودمعي بما أخفيَ، الغداة َ، شهيدُ
ألا قد أرى، واللهِ أنْ ربّ عبرة
إذا الدار شطّتْ بيننا، ستَزيد
إذا قلتُ: ما بي يا بثينة ُ قاتِلي،
من الحبّ، قالت: ثابتٌ، ويزيدُ
وإن قلتُ: رديّ بعضَ عقلي أعشْ بهِ
تولّتْ وقالتْ: ذاكَ منكَ بعيد!
فلا أنا مردودٌ بما جئتُ طالباً،
ولا حبها فيما يبيدُ يبيدُ
جزتكَ الجواري، يا بثينَ، سلامة
إذا ما خليلٌ بانَ وهو حميد
وقلتُ لها، بيني وبينكِ، فاعلمي
من الله ميثاقٌ له وعُهود
  • وجاء في شعر جميل أيضا:
أعوذ بك اللهم أن تشحط النوى
ببثنة في أدنى حياتي ولا حشري
وجاور إذا ما مت بيني وبينها
فيا حبذا موتي إذا جاورت قبري
هي البدر حسنا والنساء كواكب
وشتان بين الكواكب والبدر
لقد فضلت حسنا على الناس مثلما
على ألف شهر فضلت ليله القدر
أيبكي حمام الأيك من فقد ألفه
وأصبر ؟ مالي عن بثينة من صبر
يقولون : مسحور يجن بذكرها
وأقسم ما بي من جنون ولا سحر
لقد شغفت نفسي يا بثين بذكركم
كما شغف المخمور يابثن بالخمر
ذكرت مقامي ليله البان قابضا
على كف حوراء المدامع كالبدر
فكدت ولم أملك اليها صبابة
أهيم وفاض الدمع مني على نحري
فيا ليت شعري هل أبيتن ليلة
كليلتنا حتى نرى ساطع الفجر
تجود علينا بالحديث وتارة
تجود علينا بالرضاب من الثغر
فيا ليت ربي قد قضى ذاك مرة
فيعلم ربي عند ذلك ما شكري
ولو سألت مني حياتي بذلتها
وجدت بها إن كان ذلك من أمري
مضى لي زمان لو أخير بينه
وبين حياتي خالدا آخر الدهر
لقلت : ذروني ساعة وبثينة
على غفلة الواشين ثم أقطعوا عمري
مفلجة الأنياب لو أن ريقها
يداوى به الموتى لقاموا من القبر
إذا ما نظمت الشعر في غير ذكرها
أبى وأبيها أن يطاوعني شعري
فلا أنعمت بعدي ولا عشت بعدها
ودامت لنا الدنيا إلى ملتقى الحشر
بثينة ُ قالتْ يَا جَميلُ أرَبْتَني
فقلتُ كِلانَا، يا بُثينَ، مُريبُ
وأرْيَبُنَا مَن لا يؤدّي أمانة
ولا يحفظُ الأسرارَ حينَ يغيبُ
بعيدٌ عن من ليسَ يطلبُ حاجة
وأمّا على ذي حاجة ٍ فقريبُ

المراجع

طالع أيضا