المندائيون في العراق

المندائيون في العراق ساميون يتكلمون اللغة المندائية، وهي لهجة آرامية بالإضافة لتكلمهم اللغة العربية.

مندي الصابئة في الناصرية، جنوب العراق في عام 2016

حسب رأي ومعتقد الديانة المندائية فإنها تعتبر أحد الأديان الإبراهيمية وهي أصل جميع تلك الأديان التوحيدية السابقة وهي حسب رأيهم من أول الأديان القديمة[1]، وقد كانوا منتشرين في منطقة بلاد الرافدين وفلسطين، ولا يزال بعض الصابئة المندائيين موجودين في العراق خصوصا في بغداد في حي الدورة ومدن الجنوب مثل الناصرية والعمارة وقلعة صالح والبصرة، كما أن هناك تواجد للصابئة في المدن الحدودية في إيران في الأحواز والمحمرة امتدادا لتواجدهم في العراق،[2] إلى الآن ويطلق عليهم في اللهجة العراقية «الصبّة».

يذكر في مخطوطة هران گويثا (أو حران الداخلية) وجود المندائيين في العراق فترة حكم أردوان الخامس ملك فرثيا، ووصفت المخطوطة المندائيين باسم الناصورائيين، وهم أتباع النبي يحيى، والذين هاجروا من فلسطين إلى في نهاية القرن الميلادي الأول بسبب تعرضهم للاضطهاد والبطش والقتل من قبل اليهود.[3] ويشار إلى ان هجرة بعض الصابئة من فلسطين نحو العراق لا يعني خلوه من الصابئة قبل الهجرة، لأن الدلائل التاريخية تشير إلى تواجد الصابئة في جميع مناطق الشرق القديم منذ قبل الميلاد وهجرة صابئة فلسطين نحو المناطق الشرقية كان على الأرجح لوجود انتشار صابئي كبير سبق هجرتهم إلى تلك المناطق.[3] كما تذكر المخطوطة خروج أنش بن دنقا رئيس امة الصابئين حينها للقاء القائد العربي الذي حرر أرض العراق بعد معركة القادسية أي سعد بن أبي وقاص.[3]

كان المندائيون في العراق المجموعة الأكبر والأهم في العالم، فمن بين 75000 مندائي حول العالم، كان هنالك ما بين 30000 إلى 50000 منهم في العراق،[4] وينتشرون غالبا على ضفاف نهري دجلة والفرات.

كما كان المندائيون يعدون من الناجحين من الناحية الاقتصادية بسبب عملهم بالفضة والذهب.[5] كما منحتهم رئاسة جمهورية العراق في عام 2001 تسمية طائفة العراق الذهبية وذلك لدورهم العلمي والمعرفي والفني الفاعل في بناء الدولة العراقية الحديثة.[6]

بدأت هجرة المندائيين من العراق خلال فترة حكم صدام حسين، لكن الهجرة تسارعت بعد الغزو الأمريكي عام 2003 نتيجة للاحتلال،[7] فقد تعرض المندائيون مثل غيرهم من الأقليات مثل المسيحيين واليزيديين وغيرهم إلى تهديدات واعتداءات وحالات خطف وقتل مما أجبرهم على الهجرة.[7][8] كما تعرض المندائيون مثل بقية العراقيين للخطف بسبب عمل كثير منهم في صياغة الذهب.[7] كما أن الديانة المندائية ذات طبيعة مسالمة وتحرم العنف واستعمال السلاح.[7][9]

يواجه المندائيون في العراق خطر غيابهم كليا عن هـا البلد،[10][11] فأعدادهم التي كانت تبلغ 60000 نسمة خلال فترة تسعينات القرن العشرين، فقد انخفضت إلى ما بين 5000 إلى 10000 فردا متبقيا هناك، ففي عام 2007، كان حوالي 80٪ من المندائيين لاجئين في سوريا والأردن.

يقدر عدد المندائيين حاليا 10000 مندائي في العراق.[12]

مندائيون عراقيون

المصادر

  1. ^ نص الوصلة، موسوعة العيون المعرفية. نسخة محفوظة 30 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ "MANDAEANS iv. COMMUNITY IN IRAN". Encyclopaedia Iranica. مؤرشف من الأصل في 2019-01-18.
  3. ^ أ ب ت مخطوطة الصابئة المندائيين التاريخية : ديوان هران گويثا نسخة محفوظة 11 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Who are the Mandaeans نسخة محفوظة March 15, 2007, على موقع واي باك مشين.
  5. ^ Saddam praises Sabaeans, pledges to build temple نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  6. ^ الصَّفْحَة الرَّئِيسيَّة - مُوسُوعَة الْعِيُون الْمَعْرِفِيَّة نسخة محفوظة 27 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ أ ب ت ث Ekman، Ivar (9 أبريل 2007). "An exodus to Sweden from Iraq for ethnic Mandaeans". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2018-07-08. اطلع عليه بتاريخ 2010-05-12.
  8. ^ Newmarker، Chris (10 فبراير 2007). "Survival of Ancient Faith Threatened by Fighting in Iraq". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 2017-10-18. اطلع عليه بتاريخ 2010-05-12.
  9. ^ Lupieri (2002), p. 91.
  10. ^ Iraq's Mandaeans 'face extinction', Angus Crawford, BBC, March 4, 2007. نسخة محفوظة 27 يوليو 2008 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ Genocide Watch: Mandaeans of Iraq نسخة محفوظة May 8, 2009, على موقع واي باك مشين.
  12. ^ "Disciples of John the Baptist also flee ISIS - Inter Press Service". مؤرشف من الأصل في 2019-08-10.