الفن المعاصر في المغرب


يعود تاريخ الفن المغربي إلى الحقبة ما قبل التاريخ عبر النقوش الصخرية.[1]

حواف من الكتان الطبيعي مطرزة بالحرير الأحمر بتصميم هندسي من خيطين متشابكين ، مع حافة قلادة مزهرة.
حواف من الكتان الطبيعي مطرزة بالحرير الأحمر بتصميم هندسي من خيطين متشابكين، القرن 19
القرن التاسع عشر (CH 18474989) .jpg عينة تطريز تعرض سلسلة كبيرة من الزخارف المختلفة ، بما في ذلك الأزهار المنمقة والأشكال الهندسية ذات الزخارف المربعة في المنتصف. غرز مزدوجة الجري والساتان باللون الأحمر والأخضر والأزرق والأصفر
عينة تطريز من القرن التاسع عشر تعرض سلسلة كبيرة من الزخارف المختلفة، بما في ذلك الأزهار المنمقة والأشكال الهندسية ذات الزخارف المربعة في المنتصف. غرز مزدوجة والساتان باللون الأحمر والأخضر والأزرق والأصفر

ومنذ قرون حضر الفن في المغربية من خلال الزربيّة والسجّاد والخزف والحلْي والصناعة التقليديّة والعمارة، والفسيفساء والزليج والنقش على الخشب متشبعًا بجذوره الأمازيغيّة والعربيّة الإسلاميّة والمشرقيّة والأندلسيّة والإفريقيّة والمتوسطيّة. لكن اللوحة كقماشة وإطار، أوالقطعةُ النحتيّة بالمفهوم الحديث، لم تظهر إلا في بداية القرن العشرين.[2] ينقسم الفن التشكيلي في المغرب إلى ثلاثة مراحل. أولها قبل الإستعمار، كان خلالها الفن التشكيلي عبارة عن إعادة إنتاج للإبداع الغربي. والمرحلة الثانية وهي مرحلة الإستعمار والتي تعتبر أسوء مرحلة عرفها تاريخ الفن التشكيلي في المغرب، أي أنها كانت مرحلة تشويه واستغلال وإبعاد عن الثقافة الهوية، والمرحلة الثالثة هي المرحلة التي شهدت تطورا أكاديميا للفن التشكيلي المغربي.

بدأ حضور بعض الرسامين المغاربة ابتداء من سنة 1951 في معارض رسامين أوروبيين في المغرب. وفي سنة 1952، في معرض الشتاء بمراكش، عرض فريد بلكاهية، وعمر مشماشة، والطيب لحلو، وحسن الكلاوي، ومولاي أحمد الإدريسي، ومحمد الحمري، ومحمد بن علال. واقيم أيضًا بين نهاية السنوات الأربعينيات وسنة الاستقلال، بعض أوائل المعارض الفردية (الحمرى، ومريم مزيان، (أول رسامة مغربية) وفريد بلكاهية). ثم إن معارض شخصية دشنت في الخارج، (الكلاوي والإدريسي وأحرضان والبايز واليعقوبي) وبعد الاستقلال أي في السنوات الخمسين، أقيمت في المغرب معارض فردية، من بينها معارض المكي مورسيا والمكي مغارة والجيلالي الغرباوي وكريم بناني ومحمد المليحي ومحمد عطا الله وسعد السفاج وأحمد الشرقاوي.[3]

وأقيم على الخصوص عدد من المعارض الجماعية، مما ساهم في إعطاء نظرة أولى عامة عن الرسم المغربي لهذه الحقبة. وبين المعارض التي أقيمت في الخارج يمكن ذكر مساهمة المغرب في بينالي الإسكندرية الثاني سنة 1957، شارك فيه بالإضافة إلى الرسامين الذين ذكروا، ( حسداي الموزنينو وبنهاييم ومريس أراما وحسين) إضافة إلى معرض الفنانين المغاربة في سان فرانسيسكو ميزيوم أوف ارت سنة 1957، وفي رواق المغرب في المعرض الدولي ببروكسيل سنة 1958، وفي واشنطن ولندن وفيينا وغيرها.[3]

تاريخ

حقبة 1955-1965

 
فن الزليج بفاس

بدأ في سنة 1965 ظهور الفن التشكيلي مع "حلقة مدرسة الفنون الجميلة" في الدار البيضاء، التي كانت تضمّ فنّانين مثل فريد بلكاهية ومحمد شبعة ومحمد مليحي ومحمد حميدي ومصطفى حفيظ. لعب مجموعُ هؤلاء الفنّانون، كما يقول محمد قاسمي، "دورًا مهمًّا على المستوى البيداغوجيّ (التربية البصريّة) وعلى صعيد صياغة المفاهيم الفنّيّة.[4] والحد من التأثير الأجنبي (الاستعماري) في هذه الصياغة. لقد قدم هؤلاء الرواد مجهودا ضخما انطلقت معه أولى بوادر التشكيل المغربي، (1955-1965) ذلك أنه عانى كثيرا من العوائق والإحباطات. تجلت العوائق في انعدام ثقافة بصرية لدى المغاربة آنذاك (إلا ما كان خاصا بالفسيفساء والزليج والقيشاني)، وفي وقوف التقاليد الدينية أو عالرفية في وجه كل محاولة يقصد منها إدماج الفنون التشكيلية. وتجلت الإحباطات في أن مستهلك التشكيل المغربي أجنبي وليس محليا، ولذلك، كان استغلال الإمكانيات التشكيلية المحلية يكاد أن يكون ضعيفا. يضاف كل هذا إلى أن جيل الانطلاقة عانى من سلطة الآباء الواقعين تحت تأثير فكرة حرمة التصوير التي جهر بها الفقهاء وأشاعوها في الناس، فكان أن منع الآباء أبناءهم من ممارسة الرسم تعلما وتعليما وهواية واحترافا. ولم يصمد في وجه هذه الفكرة إلا الرسامون الذين ذهبت بهم الجرأة إلى أبعد مدى، أو الذين كان لهم آباء متنورون، وحتى العامة، ما كانوا يرون في الرسام سوى إنسان يشغل وقته بما لا يليق به.

التيارات الفنية

مارس جيل الانطلاقة التشكيل الذي كان آنذاك عبارة عن اتجاهين رئيسين هما التشخيصية أي الانطباعية والفطرية، واللاتشخيصية أي التجريدية التي اشتملت على الغنائية والمفارقية والعلامية والإلصاقية والهندسية والسوريالية والتلفيقية. ويلاحظ أن التشخيصية الفطرية قامت على العصامية، والتشخيصية الانطباعية على الدرس الأكاديمي، على حين امتازت اللا تشخيصية بكون أغلب ممثليها تخرجوا من كبريات المدارس الفنية الغربية. يستثني منهم أحمد اليعقوبي، الذي كان عصاميا شجعه على الرسم رسامون غربيون أقاموا في طنجة في السنوات الخمسين.

أبرز الفنانين التشكيليين المغاربة

 
محمد بن علي الرباطي
 
مشهد احتفالي لمحمد بن علي الرباطي

الجيل الأول ( الفن الفطري، مرحلة الاستعمار)

  • راضية بنت الحسين، ولدت سنة 1912 توفيت في سنة 1994 الفن الفطري [6]
  • محمد بن علال، 1924- 1995
  • المحجوبي أحرضان، عام 1924، في منطقة والماس في أواسط الأطلس
  • احمد الورديغي، ولد عام 1928، سلا
  • فاطمة حسن، ولدت سنة 1945

الجيل الأول من المتخرجين من مدارس الفنون الجميلة

الجيل الثاني

  • محمد شبعة، ولد طنجة، 1935-2013  (حلقة 1965).
  • فريد بلكاهية، ولد بمراكش، 1934-2014 (حلقة 1965).
  •  
    محمد مليحي
    محمد مليحي، ولد في أصيلة، عام 1936 (حلقة 1965).
  • المكي مغارة، بتطوان، 1933-2009 (حلقة 1965) محمد حميدي (حلقة 1965).
  • مصطفى حفيظ (حلقة 1965).
  • كريم بناني، بفاس 1936.
  • مليكة أكزناي سنة 1938 في مراكش.
  • سعد بن السفاج، بتطوان 1939.
  • ميلود لبيض، بقلعة السراغنة، 1939-200.
  • عبد اللطيف الزين، (1940 - 2016).
  •  
    عمل فني لمحمد مليحي
    محمد القاسمي، 1942، في مدينة مكناس.
  • محمد أمين دمناتي، (1942 - 1971).
  • عبد الرحمن الصقلي، ولد بالناظور سنة 1943.
  • محمد بناني، 1943 بتطوان.
  • عبد الكريم الغطاس، بالدار البيضاء، 1945.
  • خديجة طنانة 1945 بتطوان.
  • حسن السلاوي، فاس سنة 1945.
  • أحمد بن يسف، 1945 في مدينة تطوان.
  • عبد الحيّ الملاخ، 1947 بمراكش.

الجيل الثالث

 
ماحي بينبين

كتب حول الفن التشكيلي المغربي

  • إدريس كثير، هشاشة الفن المفرطة، 2011
  • بوجمعة أشفري، الفن بين الكلمة والشكل، 2005
  • زهرة زيراوي، الفن التشكيلي، مقامات أولى، 2005
  • شفيق الزكَاري، التشكيل المغربي بين الهوية والحداثة، 2007
  • شفيق الزكَاري، قراءة في التشكيل المغربي ، 2005
  • عبد العالي معزوز، فلسفة الصورة
  • عبد الكبير الخطيبي، مقدمات في الفن العربي المعاصر، 2003
  • عزيز أزغاي، التشكيل وخطاباته، 2015
  • فريد الزاهي، الجسد والصورة والمقدس في الإسلام، [11]

المغرب في الفن والأدب العالميين

يظهر اسم المغرب في العديد من الأعمال الفنية والأدبية العالمية، من أدب، أدب الرحلة مثالا، والسينيما، وغيرهما.

المراجع

  1. ^ أحمد بوكوس. الھیمنة والاختلاف في تدبیر التنوع الثقافي. دار الكتاب الثقافي.
  2. ^ الدكتور خير الدين عبد الحمن (2015). حيرة الفن التشكيلي ما بين جذور واغتراب(بالعربية)) (الأولى ed.). عمان- الأردن: أمواج للنشر والتوزيع. p. 45. ISBN:2014/7/3186. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (help) and تأكد من صحة |isbn= القيمة: حرف غير صالح (help)صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)دار الكتاب الثقافي. المرأة في الخطاب الأدبي الإعلامي والثقافي. دار الكتاب الثقافي.
  3. ^ أ ب "عبدالكبير أجوي - نشأة الفن التشكيلي المغربي (1/2)". الأنطولوجيا (بar-AR). Archived from the original on 2020-08-15. Retrieved 2020-08-15.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  4. ^ "حلقة 65 التشكيليّة: جدلُ التراث والحداثة". الآداب (بEnglish). 15 Jan 2018. Archived from the original on 2020-01-17. Retrieved 2020-08-15.
  5. ^ "Wayback Machine". web.archive.org. 2 فبراير 2017. مؤرشف من الأصل في 2017-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-30.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  6. ^ HAITAMI، PDG : Mohammed. "رواق 38 يكشف لأول مرة عن 40 لوحة للتشكيلية راضية بنت الحسين بالبيضاء". الصحراء المغربية. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-30.
  7. ^ Limited، Elaph Publishing. ""فنانات الحداثة": معرض نساء أغنين الفن في المغرب". @Elaph. مؤرشف من الأصل في 2017-05-04. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-16.
  8. ^ "الفنون التشكيلية في المغرب : الصورة والألق - شربل داغر - Charbel Dagher". www.charbeldagher.com. مؤرشف من الأصل في 2020-08-21. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-21.
  9. ^ Limited، Elaph Publishing (9 يوليو 2017). "إيلاف المغرب - معرض في اصيلة للجيل الأول من التشكيليين المغاربة". elaphmorocco.com. مؤرشف من الأصل في 2020-08-21. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-21.
  10. ^ "«النساء والفن في المغرب» يؤكد نضج الفن التشكيلي النسائي المغربي". الشرق الأوسط. مؤرشف من الأصل في 2020-08-23. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-23.
  11. ^ التشكيلي في المغرب "الفنّ التشكيلي في المغرب". الآداب (بEnglish). Archived from the original on 2020-01-15. Retrieved 2020-08-15. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (help)