الشوبك مدينة تقع في جنوب المملكة الأردنية الهاشمية تتبع محافظة معان في الجزء الشمالي الغربي وتبعد عن المركز حوالي 50 كم، وتقع قراها على سلسلة جبلية يتراوح ارتفاعها ما بين 1120 - 1651 متر عن مستوى سطح البحر.

الشوبك
مدينة
الشوبك شتاءً

خريطة
الإحداثيات
30°31′53″N 35°33′39″E / 30.53139°N 35.56083°E / 30.53139; 35.56083
تأسيس البلدية 2001
تقسيم إداري
 مملكة  الأردن
 المحافظة محافظة معان
الحكومة
 رئيس البلدية عادل الرفايعة
خصائص جغرافية
 المجموع 15 كم2 (6 ميل2)
ارتفاع 1٬330 م (4٬360 قدم)
عدد السكان (2009)[1]
 المجموع 14,000
 الكثافة السكانية 933٫33/كم2 (2٬417٫3/ميل2)
معلومات أخرى
منطقة زمنية التوقيت المحلي الشتوي (ت.ع.م+2)
 توقيت صيفي توقيت الرياض الصيفي (ت.ع.م +3)
رمز المنطقة 3(962)+
الموقع الرسمي http://www.shoubak.gov.jo
قلعة مونتريال الصليبية في الشوبك
الشوبك تحت الثلج

الشوبك اسم عريق يدل على التاريخ المجيد الذي تتمتع به المنطقة من الأشجار المتشابكة والكثيفة، وذات المناخ المعتدل، وهي من أهم المناطق الزراعية في المملكة حيث اشتهرت بزراعة التفاح بعد أن نجحت زراعته بشكل تجاري، ولقبت ببلدة التفاح، وقد مرت عليها عدة حضارات دلت على قيمتها المكانية والتاريخية وأول من سكنها هم الأدوميون. ومن أهم المناطق المميزة فيها القلعة الحصينة التي بنيت على أحد جبالها ومثلت مركزًا دفاعيًا للحضارات التي استوطنتها، حيث كانت تتحكم بالطريق من الشام إلى مصر في زمن الصليبيين ومن ثم الأيوبيين والمماليك.[2]

الموقع والحدود

يقع لواء الشوبك في الجزء الجنوبي من المملكة الأردنية الهاشمية وفي الجزء الشمالي الغربي من محافظة معان، بين خطي (32َ) و (35ْ) شرق غرينتش ودائرتي عرض (30َ) و (31ْ) شمال خط الاستواء ويحده من الشرق لواء الحسينية ومن الغرب قضاء وادي عربة في محافظة العقبة ومن الشمال لواء بصيرا في محافظة الطفيلة ومن الجنوب لواء قصبة معان ولواء البتراء.

وتقدر مساحتها بـ 640 كم2 أي ما يعادل 2% من مساحة محافظة معان، ويبلغ عدد سكان الشوبك حوالي 12500 نسمة موزعة في 14 قرية هي (نجل، الزبيرية، المقارعية، حواله، الجهير، بئر خداد، المثلث، الفيصلية، المنصورة، بئر الدباغات، البقعة والشماخ، الحدادة، الزيتونة) وبعض التجمعات السكانية في قرى تراثية مثل أبو مخطوب والجايه.

الإرث الحضاري

للشوبك إرث حضاري ضارب في القدم يبدأ من العصور الحجرية التي تمثلها مواقع عديدة من أهمها على الإطلاق منطقة الفجيج والتي تعود إلى العصر الحجري القديم – المرحلة الثانية أي أننا نتكلم عن 600 إلى 100 ألف سنة قبل الميلاد حيث تم العثور في هذه المنطقة على الفؤوس الصوانية ذات الوجهين والمطروقة جيدًا والتي تعود إلى تلك الفترة. وفي العصور التالية نجد أن الشوبك تحتوي على واحد من أهم مواقع العصر البرونزي (3200 إلى 1200ق.م) وهو موقع قبور الدولمنز في منطقة أم الطويرات، والدولمنز هي عبارة عن قبور رجمية دائرية تعلوها ألواح حجرية بحيث تكون شكل صندوقي تتراوح في ارتفاعها مابين نصف متر إلى مترين وكان الميت يدفن أسفلها. ومرورًا بالعصور التاريخية المتعاقبة نجد تمثيلاً لكل فترة أو عصر، يونانيًّا كان أم رومانيًّا في الشوبك من خلال الخراب الأثرية المتعددة المنتشرة في اللواء مثل خراب الجهير وصيحان وغيرها.

إلّا أن الصبغة الأهم التي اصطبغت بها الشوبك تاريخيا هي الصبغة الأيوبية المملوكية حيث تعتبر أهم مواقع تلك الفترة من خلال المعلم الأهم والأبرز فيها ألَا وهو قلعة الشوبك والتي بنيت عام 1115م على يد الأمير الصليبي بلدوين الأول ومن ثم حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1189م وتضم تسعة أبراج وعدد من المعالم الرائعة في الداخل كالكنيسة والقصر الأيوبي والحمام والنفق المؤدي إلى أسفل الوادي والذي يحتوي على 365 درجة بالإضافة إلى العديد من النقوش والزخارف الإسلامية. كما أن موقع هذه الفترة (الأيوبية/ المملوكية) لا تقتصر على القلعة إذ أنه إلى الشرق من القلعة على بعد 10كم تقريبا يقع قصر الدوسق والذي يبدو أنه بني على يد أحد المتنفذين في تلك الفترة ويتألف من بناءين منفصلين: شمالي وجنوبي، وتحيط به أراضٍ خصبة تتبع له كانت تستغل لزراعة الأشجار المثمرة في تلك الفترة. ومن مواقع تلك الفترة أيضا مقام أبي سليمان والذي يقع إلى الشرق من القلعة بحوالي 2كم وهو بناء مستطيل يقسم إلى قسمين: مسجد ذو قبة وضريح. وقد بني سنة 646 هجرية حسب النقوش الموجودة فيه على يد الملك نجم الدين أيوب وذلك ليدفن فيه الأمير محمد بن ناصرالدين ابن الأمير عز الدين نائب مملكة الشوبك. وفي الفترات الحديثة نجد العديد من القرى التراثية والتي يبلغ عمرها عشرات السنين وهجرها سكانها للانتقال إلى حياة التَّمدُّن، وفي هذه القرى نجد أنماط الحياة التي كان أجدادنا يعيشونها، وفنونا معمارية بسيطة وعملية وجميلة بنفس الوقت بالإضافة إلى أدوات الحياة اليومية. ومن الأمثلة على هذه القرى: شماخ/ الجاية/ أبو مخطوب/ ثابتة

السياحة البيئية والعلمية

قد يكون هذا النمط من السياحة العامل الأقوى الذي يمكن الاعتماد عليه من أجل تحريك عجلة السياحة في اللواء لما تزخر به الشوبك من مناظر طبيعية خلابة وتكوينات جيولوجية مميزة. حيثُ أن تنظيم رحلات من هذا النوع للمهتمين من خلال الجهات المتخصصة سيعطي دفعة قوية لقطاع السياحة في اللواء حيث أن هذا النوع من الرحلات يوفر الإثارة والمتعة، كما أنه في بعض الأحيان يتطلب التخييم وبالتالي الإقامة في المنطقة لعدة أيام للتمكن من زيارة الأماكن المتباعدة هنا وهناك وبالتالي تحريك الاستثمارات السياحية الموجودة حاليًا وإقامة غيرها مستقبلًا. ومن أهم المواقع في الشوبك لهذا الغرض:

  • منطقة البستان: وهي وادي يقع في الجزء الشمالي من الشوبك على أطراف بلدة المنصورة وهو أحد تشعبات حفرة الانهدام ويتميز بالخضرة وينابيع الماء.
  • الهيشة: غابة حرجية ترتفع حوالي 1700م عن سطح البحر وبالتالي فهي من أعلى المناطق في المملكة، وهي مصيف من الطراز الأول يطل على وديان حجرية تسمى البيضا.
  • وديان غربي الشوبك: والتي يمكن الاشراف على مناظرها وبالتالي النزول إليها من خلال مرتفعات الجيهر وشماخ، وبالإضافة إلى سحر الحياة الطبيعية فيها يمكن أن تكون هذه المناطق منجمًا لدارسي الجيولوجيا لِمَا فيها من تكوينات ومستحاثات غريبة.

تاريخ الشوبك

لا يعرف أحد تاريخ بناء الشوبك بالضبط.[3] ولكن ورد ذكرها لأول مرة إبّان احتلال القائد الفارسي بغدور إذ أوردت كتب التاريخ أنه بنى فيها حصنًا. غابت الشوبك بعد ذلك وارتفع ذكرها إبّان مملكة الأنباط إذ كانت جزءًا من العاصمة النبطية البتراء وواجهتها الشمالية. وعاد ذكرها للاندثار مرة ثانية. - بقيت الشوبك بلدة أو قرية صغيرة في العصور الإسلامية، وكان معظم أهلها من المسيحيين واليهود، على رغم قربهم من دار الإسلام المتمثلة في معان والمناطق القريبة، ومع بدء الغزوات الصليبية اتخذها الصليبيون في العام 1115م مملكة أطلق عليها اسم مونتريال أي الجبل الملكي، وأصبحت بمكانة رأس حربة هي والكرك في وجه المسلمين في جنوب الحجاز والجنوب الغربي حيث مصر. - استمر الاحتلال الصليبي لها حتى عام 1189م إذ حررها صلاح الدين الأيوبي وأصبحت مملكة إسلامية، ولأن سكانها من المسيحيين واليهود وقفوا إلى جانب السلطان المسلم ميزهم بلباس المسلمين تقديرًا لهم على جهدهم، بحسب كتب التاريخ. - أصبحت الشوبك مركزًا مهمًّا ومدينة ضاهت في ذلك الزمان دمشق ببساتينها ومائها، ومع بداية العهد العثماني في العام 1516م بدأ في الانحدار مرة ثانية، وأضحت قرية صغيرة معرضة لهجمات البدو من كل ناحية. - في مطلع القرن الثامن عشر (1700) هاجر إليها أبناء عز الدين أبو حمرا من عائلة الرفاعي في قضاء حمص (السوري)، ونزلوا بوادي موسى أولا ثم بدؤوا ارتحالهم إلى الشوبك واستقروا في القلعة بعد أن أعادوا بناءها وحولها، وتكونت منهم عشائر الملاحيم ومنها الغنميين والبدور والهيازعة والرواشدة، - وتقول كتب الأنساب والتأريخ أن عز الدين هذا هو من النسب الشريف للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهو عز الدين (أبو حمرا) بن إسماعيل (الصالح الأخضر) بن السيد علي (السلطان) بن السيد يحيى بن السيد ثابت بن السيد علي (الحازم أبو الفوارس) بن السيد أحمد (المرتضى) بن السيد علي (المكي المغربي الأشبيلي) بن السيد رفاعه الحسن بن السيد محمد (مهدي المكي) بن السيد محمد (أبو القاسم) بن السيد الحسن القاسم (رئيس بغداد) بن السيد الحسين (المحدث) بن السيد أحمد (الأكبر) بن السيد موسى (الثاني أبوسبحه) بن إبراهيم (المرتضى الأصغر) بن موسى (الكاظم) بن جعفر (الصادق) بن محمد (الباقر) بن علي (زين العابدين) بن الحسن (السبط الشهيد) بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-. وذكر المؤرخ أبو الهدى الصيادي نسب عزالدين أبوحمرا إلى أنه من الحسنيين (أبناء الحسن بن علي -عليهما السلام-، وأكد كذلك محمد فاخر فخر الدين بأن عز الدين ونعيم وفرج أبناء أحمد بن إسماعيل الصالح من الحسينية، وتجرح هذه الروايات رواية أخرى تقول إن عز الدين أبو حمرا من من أصول كردية (أي من جاء من منطقة الأكراد مع جيوش صلاح الدين الايوبي واستقر في مناطق سورية الداخلية (حمص وحماة وجبل لبنان). -

قلعة الشوبك

تقع قلعة الشوبك على ارتفاع 1330 م عن سطح البحر وتبعد حوالي نصف ساعة عن مدينة البتراء على الطريق الصحراوي ويُعتقَد بأن منطقة الشوبك سكنت في الفترة الآدومية ثم أُعيد ترميمها في الفترة النبطية، ويبدو أنها استخدمت كدير صغير للرهبان حتى أعاد بناءها الأمير الصليبي بلدوين الأول حاكم الرها ومن ثم ملك القدس وذلك في عام (1115) م وقد أطلق عليها (مونتريال)، إن أول من أقام قلعة الشوبك هو بلدوين الأول الصليبي ملك القدس عام (1115) م، ودعاها باسم مونتريال. ومن هذه القلعة الراسية على قمة جبل واضحة للعيان كان الصليبيون يغيرون على القوافل العربية والإسلامية التي كانت تسير بين القاهرة ودمشق والحجاز.

وقد اعتنى السلطان ابن الملك العادل الأيوبي الآتي ذكره بأمر الشوبك، فجلب إليها غرائب الأشجار المثمرة حيث تركها تضاهي دمشق في بساتينها وتدفق أنهارها ووصف هذه البلد (أبو الفداء) صاحب حماة المتوفى عام 732 هجري، بقوله «الشوبك بلد صغير كثير البساتين غالبية ساكنيه من النصارى وهو في شرق الأردن في الغور على طريق الشام من جهة الحجاز وتنبع من ذيل قلعتها عينان إحداهما على يمين القلعة والأخرى على يسارها كالعينين للوجه وتخترقان بلدتها ومنها شرب بساتينها وهي من غرب البلد، وفواكهها من المشمش والتين مفضلة وتنتقل إلى ديار مصر. وقلعتها مبنية من الحجر الأبيض وهي على تلٍّ مرتفع أبيض مطل على الغور»، ونتيجة لكثرة الحروب وتوالي الزلازل فقد هدم قسم كبير من القلعة حتى قام الصالح نجم الدين أيوب بترميمها فكتب تاريخ ذلك على جدرانها بهذه العبارة: «بسم الله الرحمن الرحيم… هذا ما عمر في أيام مولانا السلطان الأعظم العادل الملك الصالح (نجم الدين أيوب)». وتضم القلعة تسعة أبراج منها الدائري والمستطيل والمربع، تزينها الكتابات والزخارف من الخارج ومدخلها الرئيسي في الشرق. [1]

ثورة الشوبك 1905 م

من الأطعمة الشعبية

وتعدّ من الخبز واللبن المريس المضاف إليهما السمن البلدي، تسمى المجللة بهذا الاسم لأن الخبز المستخدم بالطبق يتم خبزه على نار الجل (والجل هو بعر الإبل وهو معروف بناره القوية)

مراجع

  1. ^ المملكة الأردنية الهاشمية، دائرة الإحصاءات العامّة[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 28 ديسمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ كتاب الشوبك الأرض والإنسان لمؤلفه الرواشدة الشوبكي
  3. ^ Shoubak Municipality نسخة محفوظة 27 يونيو 2009 على موقع واي باك مشين.

www.ansab-online.com