الثورة الثانية (جمهورية الصين)

الثورة الثانية (بالصينية: 二次革命؛ بالبينيينية: Èrcì Gémìng) تشير إلى تمرّد عام 1913 الذي نفذه حكام العديد من مقاطعات جنوب الصين إلى جانب مؤيدي سون يات سين والكومينتانغ ضد حكومة بييانغ في جمهورية الصين بقيادة يوان شيكاي. قمعت جيوش يوان الثورة في وقت قصير ما أدى إلى ترسيخ أقدامه كرئيس لجمهورية الصين. يُذكر أن تمرد باي لانغ تزامن مع الثورة الثانية.

الثورة الثانية

الخلفية

اغتيل زعيم الكومينتانغ سونغ جياو رين في مارس 1913. حمّل البعض يوان شيكاي مسؤولية الاغتيال، إذ خطط سابقًا لاغتيال العديد من الجنرالات الموالين للثورة، لكن لم يظهر دليل قاطع يدينه بمقتل جياو رين. على أي حال، نما العداء تجاه يوان الذي حصل في أبريل على قرض إعادة تنظيم بقيمة 25 مليون جنيه إسترليني من بريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا وألمانيا واليابان، دون استشارة البرلمان أولًا. استُخدام القرض لتمويل جيش بييانغ التابع ليوان.[1]

في 20 مايو 1913، أبرم يوان صفقةً مع روسيا منحتها امتيازات خاصة في منغوليا الخارجية، إلى جانب تقييد حق الصين في نشر القوات هناك.[2] وجه أعضاء الكومينتانغ في البرلمان أصابع الاتهام نحو يوان بسبب إساءة استخدام حقوقه وطالبوا بإقالته. من ناحية أخرى، حظي يوان بدعم الحزب التقدمي (بالصينية: 進步 黨؛ بالبينيينية: Jìnbùdǎng) الذي تألف من ملكيين دستوريين، واتهم الكومينتانغ بإثارة التمرد. قرر يوان لاحقًا اتخاذ إجراءات عسكرية ضد الكومينتانغ.[3]

توجد أسباب عدّة وراء الثورة الثانية إلى جانب إساءة استخدام يوان سلطته. أولًا، حُلّت معظم الجيوش الثورية في مختلف المقاطعات بعد إنشاء جمهورية الصين، وشعر العديد من الضباط والجنود بأنهم لم يحصلوا على أي مكافأة أو تعويض بعد الإطاحة بسلالة تشين، ما أثار السخط ضد الحكومة الجديدة في صفوف الجيش. ثانيًا، رأى العديد من الثوريين أن يوان شيكاي ولي يوان هونغ لا يستحقان منصبا الرئيس ونائبه، لأنهما استحوذوا على المناصب عبر مناورة سياسية بدلًا من المشاركة في الحركة الثورية. أخيرًا، أدّى استخدام يوان العنف (مثل اغتيال سونغ) إلى تحطيم أمل الكومينتانغ في تحقيق الإصلاحات والأهداف السياسية من خلال الوسائل الانتخابية.

الأحداث

إجراءات يوان شيكاي ضد أنصار حزب الكومينتانغ

في بداية مايو، قاد لي تشون الفرقة الثامنة من باودينغ إلى ووهان، ونقل أيضًا قواته الخاصة لتحصين شنغهاي.[4] في 9 يونيو، أقال الرئيس يوان مناصر الكومينتانغ لي ليجون من منصبه كمحافظ لجيانغشي، وعيّن نائب الرئيس لي يوان هونغ محلّه. يُذكر أن بعض العلماء المعاصرين أفادوا باستعادة لي ليجون منصبه في ضوء ذلك.[5]

شهد يوم 13 يونيو تعيين الحاكم العسكري لغوانغدونغ هو هانمين (من أعضاء الكومينتانغ) في منصب في التبت، وحل محله تشين جيونجمينج. في 30 يونيو، أُقيل حاكم أنهوي باي وينوي (من أعضاء الكومينتانغ) من منصبه، ونفّذ لي يوان هونغ اعتقالات جماعية لزعماء الحزب السري في ووهان في اليوم ذاته. أرسل يوان في 3 يوليو الفرقة السادسة التابعة لجيش بييانغ بقيادة لي تشون إلى جيانغشي، بناءً على طلب قائد حامية جيوجيانغ تشن تينجكسون.[6]

المراجع

  1. ^ Hirata Koji, "Britain's Men on the Spot in China: John Jordan, Yuan Shikai, and the Reorganization Loan, 1912–1914." Modern Asian Studies 47.3 (2013): 895-934. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-05-06. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-06.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  2. ^ Jianyong, Feng. "The 1911 Revolution and the Frontier: The 'Political Game' and 'State-Building' in Outer Mongolia during the 1911 Revolution 辛亥革命とフロンティア 外モンゴルにおける政治のゲームと国家建設." (2014). online نسخة محفوظة 2020-05-06 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ In Search of Modern China. When the other Guomindang delegates had assembled in Parliament, they pressed to gain control over Yuan, to develop a permanent constitution, and to hold a full and open presidential election. The Guomindang members, in particular, were intensely critical of Yuan's handling of national finances: instead of addressing tax-collection problems directly, he had taken out another huge loan—a so-called "reorganization loan"—of over £25 million (approximately $100 million) from a consortium of foreign banks. Yuan interpreted these bitter protests as personal attacks and resolved to strike back. In early May 1913, he dismissed the leading pro-Guomindang military governors. In heavy fighting that summer, troops loyal to the Guomindang were routed by Yuan's forces, and in September, Nanjing was taken for Yuan by the reactionary general Zhang Xun, whose troops still wore their Manchu queues. In October, Yuan forced the members of Parliament to elect him president for a five-year term. (It took three ballots before he won a majority, however.) Finally, calling the Guomindang a seditious organization, he ordered the dissolution of the party and the eviction of its remaining members from Parliament. At the end of November, Sun Yat-sen left China for Japan, driven once more into exile from his own country, his republican dreams in ruins.
  4. ^ 唐德剛 (1 أغسطس 2002). 《袁氏當國》. 台北: 遠流出版. ISBN:978-957-32-4680-0.
  5. ^ 李列钧在江西一带实行政治和经济改革,整顿财政、选派留学生出国、并捉捕了彭木香等匪徒。見:李中福、周望高. "李烈钧督赣期间的得失探析". 湖南师范大学. مؤرشف من الأصل في 2019-09-20. 吴晓平、周望高. "民初李烈钧在江西的改革". 华南师范大学学报. مؤرشف من الأصل في 2019-09-20.
  6. ^ 向祎华 (27 فبراير 2014). "1913年江西进入北洋军阀黑暗统治时期 都督李纯大肆搜刮在天津建". 江西晨報. مؤرشف من الأصل في 2014-07-15.