التعدين في السعودية

التعدين في السعودية تحتوي موارد المملكة المعدنية الهائلة على البوكسيت، والفضة الفوسفيت، الزنك، النحاس والذهب ، مع وجود موارد تقدر ب 20 مليون طن من الذهب و المعادن النفيسة و60 مليون طن من النحاس؛ فأراضي المملكة الشاسعة وغير المكتشفة توفر إمكانيات هائلة للاستكشاف لما تحتويه هذه الأراضي من موارد.[1]

التاريخ

تاريخ التعدين والمناجم في المملكة العربية يعود تاريخ التعدين والتنقيب عن المعادن في شبه الجزيرة العربية إلى أكثر من 900 عام قبل الميلاد، وذلك من خلال وجود مناجم الذهب التي تم استغلالها، كما أن النشاط المنجمي استمر خلال فترة القرنين الثامن والتاسع الميلاديين في عهد الخلافتين الأموية والعباسية لاستغلال مناجم الذهب والفضة.

وقد بدأت أعمال التعدين والمناجم في عهد الملك عبد العزيز-، حيث تم استغلال منجمي مهد الذهب وظلم مابين عام «1939-1954» و«1952-1954م» على التوالي.[2]

في عام 1933م، أُنشئ مكتب اتصال لقطاع الزيت والمعادن، تحت مظلة وزارة المالية السعودية ، للإشراف على أعمال البحث عن المعادن في المملكة.

وفي عام 1934م، وقّعت الحكومة السعودية اتفاقية للتعدين، مع «نقابة التعدين العربية السعودية» (سامس)، وهي شركة سعودية بريطانية أمريكية، وذلك للبحث عن المعادن، وتشغيل بعض المناجم القديمة، مثل مهد الذهب وظَلم والسُّوق. وفي فبراير من عام 1935م، صادق الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، الذي كان آنذاك، نائب الملك في الحجاز، على الاتفاقية مع «نقابة التعدين العربية السعودية»، وباشرت النقابة عملها في تشغيل المنجم القديم في مهد الذهب، في الأول من مارس عام 1935م.

وفي عام 1939م، قامت «نقابة التعدين العربية السعودية» باستخراج وتركيز معدني الذهب والفضة من منجم مهد الذهب، حيث استمر العمل هناك لمدة 15 عاماً، أُنتج خلالها ما يزيد على 900 ألف أوقيةٍ من الذهب، وأكثر من مليون أوقيةٍ من الفضة، أسهمت في دعم الاقتصاد الوطني وتوطين وتشغيل أبناء البادية في تلك المنطقة.[3]

شركة التعدين العربية السعودية «معادن»

ومن أجل تطوير قطاع التعدين والمناجم أنشأت المملكة شركة التعدين العربية السعودية «معادن» بالمرسوم الملكي رقم 17/م وتاريخ 14/11/1417هـ (23/3/1997م) كشركة مساهمة سعودية لها شخصية معنوية وذمة مالية مستقلة برأس مال وقدره أربعة آلاف مليون ريال سعودي.

ويتركز اهتمام شركة معادن على تشغيل خمسة مناجم للذهب تشمل: مهد الذهب، والأمار، والصخيبرات، وبلغة، والحجار. وتقوم الشركة بتوسيع نشاطها ليشمل تطوير الفوسفات، ومشروع الألمنيوم، ومشاريع أخرى تشمل معادن الأساس والمعادن النفيسة، وتتعاون الشركة مع الحكومة والمشرعين المحليين لوضع إطار تنظيمي لإدارة وتنظيم صناعة التعدين والمناجم في المملكة العربية السعودية.[2]

تقسيم الخامات المعدنية

يمكن تقسيم الخامات أو الرواسب المعدنية إلى فلزية ولا فلزية.

رواسب معدنية فلزية، تشمل مايلي
  • الفلزات النفيسة: مثل الذهب والفضة ومجموعة البلاتين.
  • الفلزات غير الحديدية: وتشمل النحاس، الزنك، الرصاص، القصدير، الألمنيوم.
  • الحديد والفلزات الحديدية: وتشمل الحديد، المنجنيز، النيكل، الكروم، التنجستن، المولبدنيوم، الفناديوم، الكوبالت.
  • الفلزات ضئيلة المصدر واللافلزات المصاحبة: وتشمل التنتالم والنيوبيوم، التيتانيوم، العناصر الأرضية النادرة، اليورانيوم، الزركونيوم، البريليوم، المغنسيوم، الإنتيمون، البزموث، الكادميوم، الزئبق.
رواسب معدنية لافلزية، تشمل مايلي
  • المواد الخزفية: مثل الصلصال والفلسبار.
  • أحجار الزينة: الجرانيت والجابرو والرخام والحجر الجيري.
  • المواد الميتالوجينية والمقاومة للصهر: مثل الفلورايت، الجرافيت، الجير والحجر الجيري، المغنزايت.
  • معادن الصناعة الكيميائية: مثل الفوسفات، الملح الصخري، الكبريت، أملاح البوتاسيوم.
  • المواد الصناعية: الميكا، التلك، الأسبستوس، البارايت، الكبريت.
  • مواد البناء: الجبس والمواد الركامية.
  • معادن الزينة: مثل الماس والياقوت والفيروز.

وتتميز جيولوجية المملكة بوجود منطقتين من الناحية الجيولوجية:

منطقة الدرع العربي

وهي موازية للبحر الأحمر، وتغطي ثلث مساحة المملكة، وتُعد المنطقة الرئيسة التي توجد فيها معادن الذهب والفضة، ومعادن الأساس مثل النحاس والزنك، إضافة إلى بعض المعادن الصناعية.

منطقة الثانية شرق الدرع العربي

حيث تظهر فيها الصخور الرسوبية ذات الأعمار الجيولوجية المختلفة، وتحتوي على بعض المعادن الصناعية، وخاصة معادن البوكسايت والفوسفات.

وتنتشر الرواسب المعدنية في المملكة في مواقع كثيرة من الدرع العربي، وغالبية خامات المعادن الفلزية توجد في الصخور التابعة لما قبل الكامبري «Precambrian» التي يتكون منها الدرع العربي في الجزء الغربي من المملكة. ومن الناحية المعدنية نجد أن هناك رواسب معدنية تتميز بصحبة معينة من الصخور، فرواسب الذهب والفضة توجد في عديد من الصخور النارية والمتحولة والرسوبية. وأهم الرواسب هي رواسب الحشو «Fissure–filling deposits» حيث توجد مع الكوارتز في العروق وفي لحام البريشيا وغيرها من الفراغات، كما يوجد الذهب على شكل رواسب المراقد النهرية أو الشاطئية الحديثة «Placer deposits».

وعندما نتتبع مواقع عروق الكوارتز الحاملة للذهب في المملكة، نجد أن تركيز معظمها يكون حول خط يتجه من الجنوب إلى الشمال في منتصف الدرع العربي، مابين نجران وظلم ثم حائل متطبقاً إلى حد ما – مع درز نبيطة «Nabith suture».

وتقطع عروق الكوارتز الحاملة للذهب والفضة مختلف أنواع الصخور المتطبقة والمتداخلة في الدرع العربي. وتُعد مناجم مهد الذهب والأمار والصخيبرات وبلغة والحجار من أهم المواقع الحاملة للذهب في المملكة.

وتوجد رواسب النيكل ومجموعة عناصر البلاتين في صخور البيريدوتايت أو السربنتنايت، ورواسب القصدير والمولبدينوم في صخور الجرانيت. أما رواسب معادن الأساس مثل النحاس والزنك فتكون مصاحبة للصخور البركانية أو الفتاتية بركانية الأصل.

وقد بلغت المواقع أو التواجدات المعدنية الفلزية واللافلزية المكتشفة في المملكة حوالي 5076 موقعاً، حيث بلغ عدد المواقع المعدنية الفلزية حوالي 2424 موقعاً وتشكل مانسبته %47 من مجمل المواقع المتمعدنة. ويمكن تقسيم النشاط التعديني في المملكة إلى قسمين رئيسين:

  • النشاط المتعلق باستخراج المعادن الفلزية اللازمة للصناعات التحويلية «المناجم».
  • النشاط المتعلق بالمحاجر المحتوية على المواد الخام اللازمة للبناء والتشييد، لتلبية احتياجات صناعة البناء والتشييد وبعض الصناعات الأخرى.

استمرت أعمال التنقيب عن المناجم التي تحتوي على الذهب ومعادن الأساس «النحاس والزنك»، والمعادن والصخور الصناعية، بغرض اكتشاف موارد جديدة، وتوفير أهداف ومعلومات جيدة للمستثمرين في مجال التعدين والمناجم في الدرع العربي، بالإضافة إلى البحث عن رواسب اقتصادية واعدة، سواء في الدرع العربي، أو في الغطاء الرسوبي للمملكة.[2]

وقد نتج عن أعمال المسح والتنقيب عن الخامات المعدنية الفلزية في صخور الدرع العربي التعرف إلى عدد كبير من المواقع، منها حوالي 980 موقعاً للذهب، و610 مواقع للفضة، و856 موقعاً للنحاس، و477 موقعاً للزنك، و282 موقعاً للرصاص، و76 موقعاً للنيكل، و117 موقعاً للكروم، و176 موقعاً للعناصر النادرة.[2]

أهم المناجم

وفيما يلي بعض أهم المناجم في المملكة:

  • منجم مهد الذهب: ويقع في المنطقة الغربية من المملكة ضمن منطقة المدينة المنورة. وتتم عمليات التعدين بواسطة «التعدين تحت السطحي أو النفقي»، ويزيد إجمالي أطوال الطرق في المنجم عن 60 كم. ويحتوي الموقع على مصنع معالجة لفصل المعادن الفلزية. ويستخرج المنجم ويعالج حوالي 185.000 طن من الخام سنوياً بدرجة تركيز 10 غرامات طن تقريباً من الذهب. وبلغ الإنتاج في عام 2007م حوالي 85.257 أونصة من الذهب وأكثر من 116.170 أونصة فضة و737 طن نحاس و800 طن زنك.
  • منجم الصخيبرات: ويقع في منطقة القصيم على بُعد 250 كم تقريباً إلى الشمال من مهد الذهب. ويوجد الذهب الحر أو الطليق في صخور الديورايت، كما يوجد حول حواف بلورات معدن الأرزينوبيرايت والشقوق الداخلية له، وفي عروق الكوارتز وحواف العروق. ويضم المنجم المفتوح مصنعاً للغسيل بالكربون، وتتم فيه معالجة الخام المنقول من منجم بلغة الذي يبعُد 65كم عن الصخيبرات. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمنجم الصخيبرات 600 ألف طن في السنة. بلغ إنتاج الذهب حوالي 25.000 أونصة ذهب و3.259 أونصة فضة في 2007م.
  • منجم بلغة: ويقع ضمن منطقة المدينة المنورة على مسافة 65كم إلى الجنوب من مصنع المعالجة في الصخيبرات، ويشمل منجماً للتعدين السطحي. وتتم معالجة الخام، منخفض التركيز في مصنع الغسيل والترشيح بالمنجم، بينما يرسل الخام، مرتفع التركيز للصخيبرات للمعالجة. وبلغ إنتاج الذهب في عام 2007م حوالي 43.299 أونصة و 4.972 أو نصة فضة.
  • منجم الآمار: ويقع في منطقة الرياض إلى الجنوب الغربي من مدينة الرياض، وهو منجم تحت سطحي تتم معالجة خام الذهب بمعدل 200 ألف طن في السنة لإنتاج الذهب على شكل خليط من مركزات النحاس والزنك. وقد بدأ الإنتاج في بداية عام 2008 م.
  • منجم الحجار: ويقع في جنوب المملكة بالقرب من محافظة العقيق، ويحتوي على مصنع للغسيل والترشيح. ويوجد الذهب على شكل طليق دقيق الحبيبات، ويقدر الاحتياطي بحوالي خمسة ملايين طن، تحتوي على 6 جم طن ذهب.
  • الزنك في الحنيقية: ويوجد هذا الموقع على بُعد 170 كم غرب مدينة الرياض، ويحتوي على حوالي 5.1 مليون طن من الخام بنسبة %11 زنك و%0.88 نحاس. ويمكن تعدين حوالي «145» ألف طن سنوياً بطريقة المنجم تحت السطحي، وذلك لإنتاج نوعين من مركزات الخام كالتالي: «34.400» طن بدرجة تركيز %56 زنك، و«2400» طن بدرجة تركيز 25 - %30 نحاس. أو استخراج «290» ألف طن سنوياً بطريقة المنجم السطحي لإنتاج «54.800» طن مركزات زنك، بالإضافة إلى «4800» طن مركزات نحاس.
  • جبل صائد: ويقع على مسافة 40 كم شمال مهد الذهب، وعلى بعد 400 كم شمال شرق مدينة جدة. ويحتوي الموقع على أكبر رواسب فلزات القاعدة المصاحبة للبركانيات في المملكة. ويحتوي الموقع على حوالي «20» مليون طن من الخام بنسبة %2.68 نحاس. ويمكن استخراج الخام بطريقة المنجم تحت السطحي بمعدل مليون طن سنوياً، وذلك لإنتاج «76» ألف طن سنوياً من مركزات النحاس بتركيز يصل إلى %30 من النحاس تقريباً.[2]

أهم الرواسب المعدنية

وتقع ترسبات صخور الفوسفات في حزم الجلاميد شمال شرق المملكة. وقد أوضحت الدراسات وجود كميات احتياطية من الفوسفات تقدر بحوالي «313» مليون طن، إضافة إلى وجود ترسبات من البوكسايت في منطقة الزبيرة يقدر احتياطها بحوالي 250 مليون طن. ويتم حالياً تطوير وتعدين البوكسايت لإنتاج الألومينا بطاقة إنتاجية تصل إلى «2.4» مليون طن سنوياً، والألمنيوم بطاقة إنتاجية قدرها «650» ألف طن سنوياً.[2]

المعادن الصناعية

ويوجد عدد كبير من المواقع التي تحتوي على المعادن الصناعية والتي يمكن استخراجها بطريقة التعدين السطحي وتشمل:[2]

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ الهيئة العامة للاستثمار-التعدين والمعادن نسخة محفوظة 4 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ التعدين والمناجم في المملكة العربية السعودية-الدكتور أحمد عبدالقادر المهندس
  3. ^ https://mim.gov.sa/mim/about.html حول وزارة الصناعة والثروة المعدنية نسخة محفوظة 2022-06-15 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية