قرية أم الوليد- قرية تقع في جنوب العاصمة الأردنية (عمان)، تابعة للواء الجيزة (زيزيا) علي طريق المطار وبالقرب من منطقة أم الرصاص، وتعد من أقدم القري في اللواء وأكثرها تعدادًا للسكان ؛ إذ يقطنها حوالي 6000 نسمة، وتبعد عن عمان العاصمة حوالي 50كم ، يعمل سكانها في الزراعة وتربية المواشي والإبل.[1] وهي تمثل منطقة أثرية وتاريخية مهمة تحوي بداخلها العديد من الكنوز التاريخية التي تعود إلي حضارات قديمة، والقرية تحتاج إلي المزيد من العمل وإعادة الـتأهيل لتأخذ مكانها الصحيح علي خريطة الأردن السياحية.[2]

أم الوليد

تعود تسميتها إلي "ولادة بنت العباس" والدة "الوليد بن عبدالملك بن مروان" والتي سكنت في قصر الحكم أثناء فترة" الأموية الذهبية" لحكم عبدالملك بن مروان الذي تولي فيه ابنه الوليد وحكم بلاد الشام.[2]

لمحة تاريخية

القرية الموجودة حاليا مقامة في معظمها على بقايا مواقع اثرية منتشرة في كافة ارجاء هذه البلدة. وذلك بعد أن دمرها زلزال عام 750م ، وبقيت تحت الأنقاض لسنوات طويلة إلي أن جاءت بعثة سويسرية بالتعاون مع الجهات الأردنية للكشف عما بها من كنوز تاريخية وآثار للعديد من الحضارات القديمة.[3]

 

ومن خلال المسوحات وأعمال التنقيب التي جرت في هذه القرية تبين لنا بأنها كانت مستوطنة منذ العصور اليونانية والرومانية حيث كشف عن معابد ومدافن رومانية ترجع إلى القرن الثاني الميلادي.

 

اما في الفترة الإسلامية فإن ام الوليد برزت بشكل يدل على انها كانت مصيفا في الفترة الاموية حيث ان وجود ثلاث قصور اموية متقاربة في هذه المنطقة وجود مسجد اموي ومستوطنة سكنية لا تزال اثار بيوتها ظاهرة للعيان مجاورة لتلك القصور بالإضافة إلى وجود سدود بالقرب من هذه القرية هما سد القناطر وسد ارينبة الغربية وهذا يدل على ان ام الوليد كانت منطقة زراعية بالإضافة إلى انها تقع على الطريق التجاري فكانت القوافل التجارية تمر في ام الوليد.

 

ومن خلال دراسة الجدران الاثرية للقصور والأقواس تبين بأن هناك إعادة استخدام في الفترة العباسية وكذلك الفترة المملوكية حيث تبدو واضحة الاقواس والأعمدة الصغيرة.

الكنوز التاريخية والمقتنيات الأثرية

تحتضن أم الوليد الكثير من الآثار والكنوز التاريخية، مثل القصور والقلاع التاريخية والمساجد.كما تضم أنفاقًا وسدود وآبار تعود إلي عصور تاريخية متعددة خلفتها حضارات قديمة منذ العصور اليونانية والرومانية وكذلك الأموية.بالإضافة إلي الفخاريات والعملات القديمة والأواني البرونزية التي ضمت العديد من الأباريق والصحاف والمباخر( ومنها مبخرتين ذات غطاء مزين بالنقوش) ، ومعابد ومدافن رومانية، كما يوجد بها سوق تجاري يعود للعهد الروماني ومستوطنة بشرية قديمة،[2] ويمكن التعريف ببعض هذه الكنوز التاريخية من خلال الآتي:

قصور ام الوليد

 

توجد في ام الوليد ثلاث قصور أموية ضخمة ذات مخططات تميزت بها الفترة الأموية وقد أطلق العلماء على هذه القصور اسماء نسبة إلى موقعها من القرية الأثرية وهي: القصر الشرقي والقصر المركزي والقصر الغربي[2][4]

قصر ام الوليد الشرقي

ان الطريقة المعمارية المميزة لهذا المبنى اعطت حماسا خاصا للكشف عن معالم هذا المبنى والذي وصفه الرحالة ترسترام لأول وهلة انه ساحة يونانية، وقد بدأ العمل به منذ عام 1980من قبل البعثة السويسرية برئاسة الدكتور جاك بوجارد

والقصر مربع الشكل ابعاده 70,5 × 70.5م يحيط به خمسة عشر برجا يحتوي على مدخل في جهة الشرق ثم ممر إلى الساحة الرئيسية السماوية بعد ذلك يدخلك إلى اجنحة القصر الخمسة التي توجد امامها ساحة داخلية نصفها مكشوفه والنصف الآخر مغطاة بسقف تحمله الاقواس وكل جناح يحتوي على غرف وحمامات والقصر كان مقصور بطبقة من الجَبص من الداخِل، أما ساحة القصرفهي مربعة الشكل اطوالها 33م×33م مبلطة بشكل كامل من الحجارة المشذبة وهي الساحة الرئيسية لهذا القصر مكشوفة ومحاطة من جميع الاتجاهات بساحات داخلية وهذه الساحات مقسومة بالأعمدة بحيث تحمل هذه الاعمدة اقواسا لتحمل السقف الذي يغطي نصف الساحة الداخلية والذي يقع امام كل جناح من اجنحة الخمس وكل ساحة داخلية لها مدخل واحد.

أما عن جدرانه فقد بني القصر من الحجارة المشذبة بعضها أخذ من ابنية أخرى تعود لفترات سابقة في العصور الرومانية والبيزنطية والجدران من الداخل عليها قصارة بيضاء اللون والتي عرفت في الفترة الاموية. ويحتوي هذا القصر على خمسة عشر برجا نصف كروي ثلاث ابراج في كل واجهة وبرجين في الواجهة الامامية وبرج في كل زاوية ثلاث ارباع الدائرة، هي ابراج جمالية لدعم جدران القصر وليست لها أي اغراض دفاعية ويستدل من ذلك من صغر حجمها وإنها مملوءة تماما بالحجارة وليست مفرغة

أهم المكتشفات

 
عتبة باب مميزة في قصر ام الوليد

كشفت هذه العتبة الحجرية التي تعتبر الأولى من نوعها في الأردن من حيث الاسلوب في موسم 1993 من قبل البعثة السويسرية وعثر عليها في الرواق الشمالي الغربي لقصر ام الوليد امام بوابات إحدى الغرف وهي عبارة عن عتبة باب عليا ابعادها 3,34م × 60 سم مغطاة بالجبص وزخرفة بالفريسكو بمنظر يمثل اسد يطارد غزال وعثر عليها مكسورة إلى قسمين وتم ترميمها انذاك من قبل البعثة. [5] [6]

المراجع

  1. ^ "قرية أم الوليد - بحث Google". www.google.com. مؤرشف من الأصل في 2023-09-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-02.
  2. ^ أ ب ت ث "'أم الوليد' قرية تضم كنوزا تاريخية تحتاج إلى اعادة التأهيل". alrainewspaper. 23 مارس 2018. مؤرشف من الأصل في 2023-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-02.
  3. ^ "قرية أم الوليد - بحث Google". www.google.com. مؤرشف من الأصل في 2023-09-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-02.
  4. ^ "أم الوليد | Archiqoo". archiqoo.com. مؤرشف من الأصل في 2023-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-02.
  5. ^ وكالة الأنباء الأردنية - "أم الوليد" قرية تضم كنوزا تاريخية تحتاج إلى اعادة التأهيل نسخة محفوظة 13 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ الدكتور فوزي زيادين - كتاب عمان الكبرى اثار وحضارة

عمر الدهامشة - صحفي في وكالة الأنباء الأردنية بترا

http://www.petra.gov.jo/Public_News/Nws_NewsDetails.aspx?Site_Id=2&lang=1&NewsID=345767&CatID=16&Type=Home&GType=1