قالب:قائمة اليوم المختارة/2018-06-10
اعتمدت الدولة العُثمانيَّة بدايةً من فتح القُسطنطينيَّة سنة 1453م تقسيمًا إداريًّا من خمس مُستويات، وجعلت التقسيم الإداري الأعلى فيها هو «الإيالة» وجمعُها «إيالات»، وقد اشتهرت هذه أيضًا خِلال فترةٍ من الفترات باسم «البكلربكيَّات» ومُفردها «بكلربكيَّة» أو «البشالك» ومُفردها «بشلك»، وكان الخطاب الرسمي العُثماني يُسمِّي إيالات الدولة «إيالات الممالك المحروسة» (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: ايالات ممالك محروسه) واختصارًا «الإيالات المحروسة» أو «الممالك المحروسة»، وعُرفت كذلك باسم «إيالات الدولة العليَّة» (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: ايالات دولت عليَّه). اقتبس العُثمانيُّون تسمية «الإيالة» من اللُغة الفارسيَّة، التي تأثَّر بها التُرك نتيجة احتكاكهم مع الفُرس مُنذ أن اعتنقوا الإسلام، وكتبوا بها أغلب مؤلفاتهم الأدبيَّة والشعريَّة، على أنَّ الكلمة نفسها مُشتقَّة من العربيَّة من مصدر «آلَ». قسَّم العُثمانيُّون كُل إيالة إلى أقسامٍ إداريَّةٍ أًصغر يُعرف كُلٌ منها بِالـ«سنجق» وعلى رأسه «سنجق بك» أو «أمير لواء» أو «أميرالآي»، وكُل سنجق قُسِّم إلى «أقضية» على رأس كُلٌ منها «قائممقام»، وكُل قضاء يُقسم إلى نواحٍ على رأس كُلٍ منها مُدير، والنواحي إلى قُرى وبلدات ومُدن. وكان كُل والٍ يُلقَّب بِـ«الباشا»، ويجمع بين يديه السُلتطين التنفيذيَّة والقضائيَّة، فكان هو حاكم الإيالة باسم السُلطان الذي هو خليفة المُسلمين، وكان أيضًا ناظر ماليَّة الإيالة، وصاحبُ شُرطتها، وناظرُ قضائها، وأميرُ الجيش المُرابط فيها. وكان لِبعض الإيالات منصب أميرُ بحارٍ نظرًا لِأهميَّة ثُغُورها ودورها في صناعة الأساطيل والجهاد البحري، وكان هذا الأمير يُعرف باسم «القُبطان باشا أو قُبطان البحار» (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: قپودان پاشا أو قپودان دریا). ولقد حلَّت بعض الإيالات في المرتبة الأولى من حيثُ الأهميَّة عند الدوائر الحاكمة في إستانبول نظرًا لِأهميَّتها الاستراتيجيَّة أو السُكَّانيَّة أو الدينيَّة أو الاقتصاديَّة، مثل مصر وبغداد والحبشة والأناضول والروملِّي، ثُمَّ تلتها في الترتيب سائر الولايات مُرتبة بِحسب أقدميَّة فتحها. ثم استُبدل نظام الإيالات بِنظام «الولايات» خِلال عهد السُلطان عبدُ العزيز خان بن محمود، في الفترة التي اشتهرت باسم «عهد التنظيمات في السلطنة العُثمانيَّة».