الرسالة التبوكية (كتاب)
الرسالة التبوكية، هو كتاب لمحمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (ت: 751هـ)، ويشتمل الكتاب على موضوعات مهمة بدأها ابن قيم الجوزية بتفسير قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة:2]، وذكر أنواع التعاون، وأن من أجل وأعظم التعاون على البر والتقوى: التعاون على سفر الهجرة إلى الله ورسوله باليد واللسان والقلب، وتطرق فيه إلى موضوع السعادة وكمالها، كما فسر الآيات (24-30) من سورة الذاريات.[1]
الرسالة التبوكية (كتاب) |
زمن التأليف والتسمية
هذه الرسالة كتبها ابن قيم الجوزية في المحرم من سنة 733هـ في تبوك، وأرسلها إلى أصحابه في بلاد الشام، فسميت بالتبوكية.[2]
الموضوع العام للكتاب
هذه الرسالة فسر فيها المؤلف قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة:2]، وذكر أنواع التعاون، وأن من أجل وأعظم التعاون على البر والتقوى: التعاون على سفر الهجرة إلى الله ورسوله باليد واللسان والقلب، وزاده: العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وطريقه: بذل الجهد واستفراغ الوسع، ومركبه: صدق اللجأ إلى الله والانقطاع إليه بالكلية، وتحقيق الافتقار إليه من كل وجه، كما فسر الآيات (24-30) من سورة الذاريات[2]، وتناول ابن قيم الجوزية فيها أيضا: موضوع السعادة، ماهيتها وطريقة الوصول إليها.[3]
منهجه في الكتاب
- يذكر ابن قيم الجوزية الآية ثم يفسرها باستفاضة.
- يذكر الموضوع متسلسلا، بحيث يبدأ الكلام في فصل ويكمله في فصل آخر.
محتويات الكتاب
يحتوي الكتاب على ثلاثة عشر فصلا، تناول المؤلف فيها عددًا من الموضوعات، وتتمثل في التالي:
- الفصل الأول: بدأه بقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة:2] وتكلم عن تفسير الآية بإسهاب.
- الفصل الثاني: ذكر فيه حكم العبد فيما بينه وبين الناس وما بينه وبين الله، وكان هذا الفصل بمثابة توطئة للفصل الذي بعده.
- الفصل الثالث: في الهجرة إلى الله ورسوله، وهي هجرة بالقلب لا بالبدن، وهي الهجرة الحقيقية، وهي الأصل وهجرة الجسد تابعة لها، وقد تناول فيه مبدأ الهجرة ومنتهاها، والفرار من الله إليه.
- الفصل الرابع: الهجرة بين القوة والضعف، وأوضح فيه أنها مرتبطة بداعي المحبة في قلب العبد، ثم فصل نوعيها وهما: الهجرة العارضة والدائمة.
- الفصل الخامس: الهجرة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، عرف فيه هذه الهجرة، وتناول مسألة التأكيد على اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وصدق حبه، وقد تكلم باستفاضة عن قوله تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ [الأحزاب:6]، كما تكلم عن قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ٨﴾ [المائدة:8].
- الفصل السادس: معركة الأتباع والمتبوعين، وفيه وضح ابن القيم حكم الأتباع والمتبوعين المشتركين في الضلالة، وهم الأتباع الأشقياء.
- الفصل السابع: الأتباع السعداء، وأوضح فيه نوعا الأتباع السعداء، الأول: أتباع لهم حكم الاستقلال وهم الذين قال الله عزوجل فيهم: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [التوبة:100].
- الفصل الثامن: ذكر فيه النوع الثاني من الأتباع، وهم: أتباع المؤمنين الذين لم يثبت لهم حكم التكليف في دار الدنيا.
- الفصل التاسع: عاد إلى الهجرة إلى الله ورسوله، وتناول زاد هذا السفر، وأنه هو العلم الموروث عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
- الفصل العاشر: تدبر القرآن الكريم، حيث يرى ابن القيم أنه لا يستقيم القلب إلا به.
- الفصل الحادي عشر: ذكر في هذا الفصل كيفية تدبر القرآن والإشراف على عجائبه وكنوزه، وتحدث باستفاضة عن معاني قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ٢٤﴾ [الذاريات:24] إلى قوله تعالى: ﴿قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ٣٠﴾ [الذاريات:30]، وهو بذلك يقدم تطبيقا عمليًّا لكيفية تدبر آيات القرآن.
- الفصل الثاني عشر: ذكر فيه إعراض القلب عن الملهيات، وحث على الصحبة الصالحة التي تحيي القلب وتبلغه مقصده من السفر.
- الفصل الثالث عشر: معاملة الله، والانقطاع إليه بالكلية.
سمات الكتاب
من يقرأ الكتاب يلاحظ أن الكتاب متسم بالآتي:
- توسع المؤلف في تفسير بعض الآيات، بحيث لا يجد الإنسان تفسيرا لابن قيم الجوزية لهذه الآيات بشكل أفضل مما ذكره هنا.
- أودع فيه ابن قيم الجوزية فلسفته الخاصة في هجرة القلب إلى الله ورسوله.
- الكتاب مختص بالسلوك والأخلاق، وميزته أنه مبني على القرآن والسنة.
- قدم فيه ابن قيم الجوزية تطبيقا عمليا لتدبر القرآن الكريم.
طبعات الكتاب
طبع الكتاب عدة طبعات، وهي:
- طبعة المطبعة السلفية بمكة المكرمة سنة 1347هـ بعناية الشيخ: عبد الظاهر أبي السمح، تحت عنوان: «الرسالة التبوكية».
- طبعة مكتبة المنار عام 1410هـ، تحقيق: حماد سلامة، والدكتور: محمد عويضة.
- طبعة مكتبة الخراز ودار ابن حزم سنة 1419هـ، بتحقيق الشيخ: سليم الهلالي.
- طبعة وزارة المعارف السعودية، قدم له وقرأه: محمد بن جميل غازي، تحت عنوان: «زاد المهاجر إلى ربه».
- طبعة دار عالم الفوائد، تحقيق: محمد عزير شمس. (ضمن مجموع الرسائل)، [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (4)].
- طبعة دار عطاءات العلم، الرياض، وهي إعادة لطبعة دار عالم الفوائد.
انظر أيضًا
مراجع
- ^ مقدمة كتاب "التبوكية"، دار عالم الفوائد، محمد عزير شمس (ص: 5)، مقدمة كتاب "زاد المهاجر إلى ربه"، وزارة المعارف السعودية، د.محمد جميل غازي (ص:4)
- ^ أ ب مقدمة كتاب التبوكية، دار عالم الفوائد، محمد عزير شمس (ص: 5).
- ^ مقدمة كتاب ازاد المهاجر إلى ربه، وزارة المعارف السعودية، د.محمد جميل غازي (ص:4).