راقودة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 16:39، 1 مايو 2023. العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)

راقودة أو راكوتيس (مصطلح مصري، يوناني Ῥακῶτις ؛ يُكتب أيضًا باللاتينية باسم Rhakotis) وهو اسم مدينة على الساحل الشمالي لدولة مصر تحديداً في الإسكندرية. القدماء من العصر اليوناني الروماني أطلقوا عليها اسم راكوتيس قبل وصول الإسكندر الأكبر الذي أطلق عليها اسم الإسكندرية.

Rhacotis
Ῥακῶτις
City
تقسيم إداري
 البلد Egypt

كانت راقودة التي تدعى بـ Rhacotis تقع غرب الفرع الكانوبي لنهر النيل، أما بالنسبة للموانئ التي داخل دلتا النيل، كان الوصول إليها حتمياً من قبل السفن الكبيرة وبالإضافة إلى أنه يمكن توفير المياه الكافية للمدينة عن طريق القناة وكما أنها توصف بموطن الحراس الذين حموا المملكة المصرية من الغرباء.

علم أصول الكلمات

جذر اسم qd يعني «بناء». يمكن استخدام الحرف الأول r-ꜥ كإشتقاق يشكل أسماء للفعل من المصدر الأصلي، لذا فإن التفسير المحتمل للاسم ككل هو «موقع البناء» أو «الإنشاء قيد التقدم».[1] يجادل العالم ميشيل شافو من المدرسة العملية للدراسات العليا بأن راقودة Rhakotis يمكن أن يكون اسم مصري بسبب موقع الإسكندرية.[2] بينما يوضح جون باينز أن أسلوب الاسم وسياقه اللغوي يشير إلى أن الاسم أقدم من ذلك الوقت.[3]

الأوصاف الكلاسيكية

من المحتمل أن أصل المدينة تضمن جزيرة فاروس بالإضافة إلى المرفأ المذكور في أوديسة هوميروس بمسمى مملكة بروتيوس.[4] كما ذكر بلوتارخ أن هذه الإشارة أثرت في قرار الإسكندر بتأسيس عاصمة جديدة في ميناء فاروس.[5][6]

يشير أقدم نص من الإسكندرية، وهو عبارة عن لوحة هيروغليفية «مرزبانية» من شهر ثوت في عام 311 ما قبل الميلاد، إلى R-qd على أنه الاسم القديم لهذه المدينة.[2][7]

عندما وصف سترابو الإسكندرية وصف قرية راكوتيس بأنها موطن الحراس المصريين الذين يحرسون النيل.[2][8] كما يوضح بليني الأكبر Rhacotes كاسم سابق لموقع الإسكندرية.[9]

دينوكراتس مهندس معماري يوناني متمرس خطط الإسكندرية بالإضافة إلى أنه مخطط مدينة رودس وقد صمم المدينة على غرار الطراز المعماري الهلنستي المشهور في العالم اليوناني في ذلك الوقت. أصبحت قرية راقودة Rhacotis الصغيرة الموجودة ومن ثم ميناء الصيد وتلاها الحي المصري من المدينة وكما أنها تقع على الجانب الغربي.[10] ربما استمر المصريون في الإشارة إلى المدينة بأكملها باسم راقودة Rhakotis ولكنهم في بعض الأحيان يستاءون منها.[2]

يروي تاسيتوس قصة الكهنة المصريين وأولهم بطليموس الذي تلقى تعليمات للحصول على تمثال معين من معبد «المشتري الجهنمي» (بلوتو) في بونتوس (على الساحل الشمالي لتركيا الحديثة، على طول البحر الأسود) والذي كان يطلب البركة لبناء الإسكندرية حيث قاموا أولاً بزيارة أوراكل بيثيا في دلفي وقد أكدوا أنهم سينزعون التمثال لكنه ليس التمثال الخاص برفيقته الأنثى (بروسيربينا). عندما وصلوا إلى الملك Scydrothemis ووجدوه في سينوب متردد مع جزء من التمثال وبعد ذلك يغادر الإله المعبد بإرادته وينقل الحفلة مرة أخرى إلى الإسكندرية حيث تم إنشاء معبد جديد في راقودة - الموقع التاريخي لمعبد لسيرابيس وإيزيس.[11]

علم الآثار

كشفت الآثار البحرية في ميناء الإسكندرية عن تفاصيل راقودة Rhakotis قبل وصول الإسكندر. عثر المهندس الفرنسي جاستون جونديت على مرفق ميناء قديم متطور غرب فاروس في عام 1916، أثناء الاستعداد لتحضير بناء ميناء جديد وكما أكمل كمال أبو السعادات مشوار بحثه في الستينيات من القرن الماضي من خلال حملة رائدة في علم الآثار تحت سطح البحر، والتي عثرت على العديد من الآثار وقطعة تمثال يبلغ وزنها 25 طناً ومن ثم بدأت حملة أخرى في التسعينيات تحت إشراف فرانك جوديو، حيث عُثر على العديد من القطع الأثرية حيث أزال البطالمة بعضاً منها من هليوبوليس. ومن الاثآر التي وجدت بتلك الحملة: اثني عشر تمثالًا لأبي الهول [12]

تم انتشال أعمدة وألواح خشبية مؤرخة كيميائيا وطبقية يعود تاريخها إلى 400 سنة قبل الميلاد وبعض من قطع الفخار التي يعود تاريخها إلى 1000 سنة قبل الميلاد من ميناء الإسكندرية الشرقي.[13][14]

أُكتُشفت مستويات عالية من الرصاص في الألفية الثالثة قبل الميلاد من خلال التحليل الكيميائي الأخير للقطع الأثرية الموجودة في الميناء حيث بلغت ذروتها في مطلع القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد (المملكة القديمة) ومرة أخرى في مطلع الألفية الأولى قبل الميلاد (العشيرتان التاسعة عشر والعشرون.)، وأيضاً بعد غزو الإسكندر في العصر الهيليني.[14][15] تم اقتراح شبكة تجارة واسعة يتضمنها واردات المعادن من قبرص وتركيا.[16]

قد تقع بعض من بقايا راقودة Rhacotis أو جميعها تحت مدينة الإسكندرية الحديثة ذات الكثافة السكانية العالية، وبالتالي أصبحت بعيدة عن علماء الآثار وحتى الآن لم تكتشف أي بقايا مدينة قديمة في حي الإسكندرية تحمل نفس الاسم.[14]

الدلالة

تظل أهمية راقودة Rhacotis موضع نقاش إذ أنها لم تكن أكثر من ساحة بناء وكما أنها جزءًا غير مهم من الحضارة المصرية قبل وصول الغزاة اليونانيين.[2]

مراجع

  1. ^ Mark Depauw, "Alexandria, the Building Yard"; Chronique d'Égypte 75(149), pp. 64–65. doi:10.1484/J.CDE.2.309126.
  2. ^ أ ب ت ث ج Michel Chaveau, "Alexandrie et Rhakôtis: Le Point de Vue des Égyptiens"; in Alexandrie : une mégapole cosmopolite (Proceedings of ninth colloquium at Villa Kérylos, Beaulieu-sur-Mer, 2–3 October 1998); Cahiers de la Villa Kérylos 9); Académie des Inscriptions et Belles Lettres, 1999. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2019-12-21. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-14.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  3. ^ John Baines, "Possible implications of the Egyptian word for Alexandria", Journal of Roman Archaeology, Vol. 16 (2003), pp. 61–63. (Appendix to Judith McKenzie, "Glimpsing Alexandria from archaeological evidence".) نسخة محفوظة 11 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Ahmed Abdel-Fattah, "The Question of the Presence of Pharaonic Antiquities in the City of Alexandria and its Neighboring Sites (Alexandria pre-Alexander the Great"; in Hawass (2003), pp. 63–73. نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ فلوطرخس, Life of Alexander, 26. "Accordingly, he rose up at once and went to Pharos, which at that time was still an island, a little above the Canobic mouth of the Nile, but now it has been joined to the mainland by a causeway. And when he saw a site of surpassing natural advantages (for it is a strip of land like enough to a broad isthmus extending between a great lagoon and a stretch of sea which terminates in a large harbour), he said he saw now that Homer was not only admirable in other ways, but also a very wise architect, and ordered the plan of the city to be drawn in conformity with this site." نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ Daniel Ogden, "Alexander and Africa (332–331 BC and beyond) : the facts, the traditions and the problems"; Acta Classica supplement 5, January 2014. نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Ahmed Bey Kamal, Catalogue Général des Antiquités Égyptiennes du Musée du Caire: Nos. 22001–22208: Stèles Prolemaiques et Romaines. Cairo: L'Institut Franćais d'Archéologie Orientale, 1905; Cairo Museum #22182, p. 168.
  8. ^ سترابو, Geographica, XVII.1.6. "The former kings of Egypt, satisfied with what they possessed, and not desirous of foreign commerce, entertained a dislike to all mariners, especially the Greeks (who, on account of the poverty of their own country, ravaged and coveted the property of other nations), and stationed a guard here, who had orders to keep off all persons who approached. To the guard was assigned as a place of residence the spot called Rhacotis, which is now a part of the city of Alexandreia, situated above the arsenal. At that time, however, it was a village. The country about the village was given up to herdsmen, who were also able (from their numbers) to prevent strangers from entering the country." نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ بلينيوس الأكبر, Natural History, V.11. "With the greatest justice, however, we may lavish our praises upon Alexandria, built by Alexander the Great on the shores of the Egyptian Sea, upon the soil of Africa, at twelve miles' distance from the Canopic Mouth and near Lake Mareotis25; the spot having previously borne the name of Rhacotes." نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ Michael Sabottka, Kathrin Machinek, & Colin Clement, "Le Serapeum d'Alexandrie – Résumé"; المعهد الفرنسي للآثار الشرقية. Das Serapeum in Alexandria. Untersuchungen zur Architektur und Baugeschichte des Heiligtums von der frühen ptolemäischen Zeit biszur Zerstörung. Etudes Alexandrines (15), pp.XI-XIII, 2008. نسخة محفوظة 9 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ تاسيتس, Histories, 4.83–84. "A temple, proportioned to the grandeur of the city, was erected in a place called Rhacotis, where there had stood a chapel consecrated in old times to Serapis and Isis." See also فلوطرخس, Moralia, "Isis and Osiris" §28. نسخة محفوظة 21 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ Victor V. Lebedinsky, "The Potential of Egyptian–Russian Cooperation in Underwater Archaeology: An Historical Perspective"; in Hawass (2003), p. 289. نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ Jean-Daniel Stanley, Thomas F. Jorstad, & Franck Goddio, "Human impact on sediment mass movement and submergence of ancient sites in the two harbours of Alexandria, Egypt[وصلة مكسورة]"; Norwegian Journal of Geology 86(3), 2006. نسخة محفوظة 23 فبراير 2022 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ أ ب ت Jean-Daniel Stanley et al., "Alexandria, Egypt, before Alexander the Great: A multidisciplinary approach yields rich discoveries"; GSA Today 17 (8), August 2007; doi:10.1130/GSAT01708A.1.
  15. ^ A. Véron, J. P. Goiran, C. Morhange, N. Marriner, & J. Y. Empereur, "Pollutant lead reveals the pre-Hellenistic occupation and ancient growth of Alexandria, Egypt"; Geophysical Research Letters 33(6), 2006. نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ Alain J. Véron et al., "A 6000-year geochemical record of human activities from Alexandria (Egypt)"; Quaternary Science Reviews 81, 2013. نسخة محفوظة 23 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.

فهرس

  • زاهي حواس، ed. (2003). Egyptology at the Dawn of the Twenty-first Century: Proceedings of the Eighth International Congress of Egyptologists, Cairo, 2000. Volume 2: History, Religion. American University in Cairo Press. (ردمك 977 424 714 0).

روابط خارجية