حديث سلسلة الذهب
حديث سلسلة الذهب أو السلسلة الذهبية، حديث مروي عن علي ابن موسی الرضا المكنى بأبي الحسن وهو الإمام الثامن من أئمة الشيعة الإمامية عند مروره بمدينة نيسابور إثناء مسيره إلى مرو — بعدما أحضره المأمون من المدينة— فعندما استشعروا أهل المدينة بوصوله إلي قرب ديارهم خرجوا من البيوت وأحاطوا بقافلته، واجتمعوا حول محمله، وقالو:"يابن رسول الله نريد أن نأخذ من علمك ونسمع كلامك" فاستجاب طلبهم وذكر لهم حديث سلسلة الذهب ورواه عن أبيه عن آبائه عن النبي (ص).
مصادر الحدیث
أورد هذا الحديث بإسناد مختلف في عديد من الکتب الذي أهمّها:[1]
کتب الشیعة
- أوردها الشيخ الصدوق في معانی الاخبار، عیون اخبارالرضا والتوحید، بسندین.[2][3]
- ورواه الشیخ الطوسي في الأمالي بسندين.[4][5]
- وجاء في کتاب کشف الغمة لابن أبي الفتح الإربلي [6]
کتب السنّة
نص الحدیث
في محرّم سنة ستّ وتسعين وخمسمائة لمّا دخل علي بن موسى الرضا نيسابور في سفرته الأخيرة، كان في قبّة مستورة على بغلة شهباء، فأحاطوا بقافلته الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية، والمثابران على السنّة المحمدية، ومعهم خلق لا يحصون من طلبة العلم والحديث والدراية، فقالا: أيّها السيّد الجليل، إروي لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك محمّد (ص) نذكرك فيه. فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلة عن القبّة، فصاح العلماء والفقهاء: معاشر الناس، اسمعوا، وأنصتوا لسماع ما ينفعكم، ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم.[9] فذكر لهم حديث سلسلة الذهب وهو ما رواه عن أبيه عن آبائه عن النبي (ص).
روایات الشيعة
جاء في کتاب «التوحید» لشیخ صدوق:
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي، قال: حدثنا محمد بن الحسين الصوفي، قال: حدثنا يوسف ابن عقيل،عن إسحاق بن راهويه، قال: لما وافى أبو الحسن الرضا بنيسابور وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا ابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ؟ وكان قد قعد في العمارية، فأطلع رأسه وقال: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين ابن علي بن أبي طالب يقول: سمعت أبي علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول الله يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت الله جل جلاله يقول: لا إله إلا الله حصني فمن دخل أمن من عذابي. قال: فلما مرت الراحلة نادانا. بشروطها وأنا من شروطها.[10]
روايات السنة
و جاء في کتاب «التدوین في أخبار قزوین»، لرافعي قزویني:
أحمد بْنُ عِيسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الصَّغِيرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحسين بْن علي بْن أبي طَالِبٍ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا وَكَانَ قَدْ قَدِمَ قَزْوِينَ وَالِيًا عَلَيْهَا مِنْ قِبَلِ الْحَسَنِ بْن زيد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمَاتَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ بِطَبَرِسْتَانَ حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْبَجَلِيِّ ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْمُؤَدِّبُ ثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْعَلَوِيُّ ثنا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بن علي عن أبيه عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: "عَنْ جِبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ حِصْنِي وَمَنْ دَخَلَ حِصْنِي أَمِنَ مِنْ عَذَابِي"[8]
شرح الحديث
کلمة«لا اله الّا اللّه» هو المحور الرئيس والأساس لهذا الدین ومن هذه الکلمة بالذات یتفرّع کلّ ما في هذا الدین من الاصول والفروع من دون استثناء.وهذه الکلمة تتألّف من بعدین: البعد السلبي، والبعد الایجابي، ویتقدم البعد السلبي علی البعد الإيجابي.
البعد السلبي لهذه الکلمة هو «لا إله» وهو ینفي کل سلطان وسیادة في حیاة الإنسان من دون اللّه تعالی. والبعد الإيجابي هو تقریر الوهیة اللّه تعالی في الکون وسلطان اللّه تعالی وولایة علی الإنسان بشکل مطلق.و اللّه تعالی هو الإله الحاکم والمهیمن علی حیاة الإنسان وعلاقاته وتحرکه وسلوکه.
و الکلمة الثانیة الواردة في الحدیث وهی حصني والمعروف أن «الحصن» یحفظ الإنسان من العدوّ الذي یهدد سلالة الإنسان. الهوی والطاغوت والشیطان ثلالثة من اکبر وأخطر أعداء الإنسان وهم من اوسع ابواب جهنّم في حیاة الإنسان والهوی من داخل النفس والطاغوت من خارج النفس. فإذا تحصّن الإنسان بـ«لا اللّه الّا اللّه» لم یکن للهوی والطاغوت والشیطان إلی نفسه سبيل، وذلك لأنّ کلمة التوحيد تحصر الولایة والحکم باللّه تعالی في حیاة الإنسان والحصر نفي وإثبات، نفي لسلطان الهوی والطاغوت علی الإنسان وإثبات السلطان والولایة للّه تعالی علی الإنسان.[11]
یعتقد الشيعة أنّ هذا الحديث یشیر إلی ترابط العقيدة الإسلاميّة في أصولها، ومعرفة الله حق معرفته متوقف علی معرفة الأئمة حق معرفتهم و هذا هو الشرط الذي یقول علی الرضا «و انا من شروطها». .[12][13]
خصائص الحديث
علم مصطلح الحديث هو علم يهتم بالنظر في ثبوت الحديث عن رسول الله، يعرف به حال الراوي والمروي من حيث القَبول والرد، والنظر في دلالة النص على الحكم.ولهذا وضعوا علماء علم الحديث قواعد يميّز بها المقبول من المردود.فمن خصائص هذا الحديث:
- روي هذا الحديث عن النبي (ص) عن اللّه سبحانه وتعالى فهو یعتبر حديث قدسي.
- وقد ذُکر في كتب عديدة بأسانيد مختلفة، وبالفاض متعددة ولكن مضمونه واحد فیعتبر حدیث متواتر معنوي.
- وانه حديث مسلسل لأنّ رَواهُ كلُّ إمام لاحق عن الإمام السابِق إلى أن يصل السَند إلى رسول الله ـ (ص).
- وذکر جمیع رجال السند في المصادر فیعتبر حدیث مسند.[1]
انظر ایضاً
مراجع
- ^ أ ب حديث «سلسلة الذّهب»،محمّد رحمانى ،(فارسي) نسخة محفوظة 12 مارس 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ کتاب معاني الأخبار ، الشيخ الصدوق،الجزء :1،صفحة : 371 نسخة محفوظة 03 2يناير6 على موقع واي باك مشين.
- ^ کتاب عيون أخبار الرضا (ع) ،الشيخ الصدوق ، الجزء:1، صفحة : 144 نسخة محفوظة 16 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ الأمالي ،أبي جعفر محمّد الطّوسي،الجزء:1 ، صفحة:589 نسخة محفوظة 11 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ نفسه،صفحة:279 نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ کتاب کشف الغمّة،ابن أبي الفتح الإربلي،الجزء:3،صفحة:102 نسخة محفوظة 03 2يناير6 على موقع واي باك مشين.
- ^ الفصول المهمة في معرفة احوال الأئمّة، الشيخ الامام على بن محمد الشهير بابن الصبّاغ، منشورات دارالحديث، ص235
- ^ أ ب التدوین في أخبار قزوین،رافعي قزویني، عبد الکریم بن محمد،الجزء:2،صفحة:213، من صفحة المکتبة الشاملة نسخة محفوظة 03 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
- ^ الفصول المهمة في معرفة الائمة ،علي بن محمد بن أحمد المالكي المكي ، الجزء : 2 صفحة : 1002. نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ التوحيد، الشيخ صدوق ،الجزء:1، صفحة:25. نسخة محفوظة 11 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ مجلة: الفکر الاسلامي،الآصفی،محمد مهدی؛ 1998م-رقم: 17،صفحة:169 إلی 180.من موقع مجلات نور التخصصیة نسخة محفوظة 16 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ من موقع شبکة الإمام الرضا[وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 02 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ Ahmadi Birjandi، Ahmad. "The Fourteen Luminaries of Islam". Al-islam/. Islamic Research Foundation Astan Quds Razavi. مؤرشف من الأصل في 2018-04-12.