تمساحيات
التمساحيات (الاسم العلمي: ) هي رتبة من الزواحف الكبيرة التي ظهرت قبل 84 مليون عام في العصر الطباشيري المتأخر (الفترة الكامبانية). إنهم أقرب القرائن الحية للطيور، حيث أن المجموعتين هما الناجيان المعروفان الوحيدان من الأركوصورات.[1] تتألف التمساحيات من 23 نوعاً حياً، 14 منها تنتمي إلى فصيلة التماسيح و8 إلى القاطوريات وواحد إلى أشباه التماسيح[2] (مع أنه توجد العديد من الأنواع المنقرضة الأخرى).
الوصف
أصغر أنواع التمساحيات هو قاطور كفيير القزم[3] وأكبرها تمساح الماء المالح.[4] البنية العامة للجسم التمساحي متطورة جداً، فالأنواع الحديثة تشبه إلى حد كبير أسلافها الطباشيرية التي عاشت قبل 84 مليون عام. وقد تكيفت الثدييات أيضاً إلى بنية الجسم هذه مرة واحدة على الأقل خلال تاريخها. فإحدى فصائل أسلاف الحيتان كانت مُفترسات بحرية تعيش في الأنهار والبحيرات، وقد شغلوا مرتبة بيئية مُشابهة للتمساحيات. وقبل ذلك بكثير، قبل عصر الزواحف، كانت بعض أنواع البرمائيات هي أول الحيوانات التي تبنت بنية الجسم والموضع البيئي هذين.
تستطيع التمساحيات الوقوف بمرونة، فبإمكانها أن تقف بشكل نصف-منتصب. ويَسمح هذا الوضع النصف-منتصب لبعض الأنواع بأن تعدو بسرعة على الأرض إذا احتاجت لذلك.[5] كما أنه يُمكنهم المشي وأجسادهم ممتدة وملتصقة بالأرض، أو أن يَضعوا أقدامهم تحت أجسادهم مباشرة لكي يَمشوا مرتفعين عن الأرض.[6]
الأعضاء الداخلية
مثل الثدييات والطيور وعلى عكس الزواحف الأخرى، تملك التمساحيات قلوباً ذات أربع حجرات، وبالرغم من هذا فعلى عكس الثدييات، يُمكن أن يَختلط الدم المُشبع بالأكسجين مع منزوع الأوكسجين بسبب وجود «قوس أبهر» أيسر. حيث يَملك البطين الأيمن شريانين يَخرجان منه، شريان رئوي - والذي يَذهب إلى الرئتين - والقوس الأبهري الأيسر - والذي يَذهب إلى الجسم أو الجهاز الدوري -. وهناك أيضاً ثقب بين القوسين الأبهريّين الأيمن والأيسر.[7] بسبب أن القوس الأبهري الأيسر يَذهب مباشرة إلى أنبوب تمرير الطعام فإن نقل الدم ذا الأوكسجين المُستنزف - الغني بـ"CO2" - ربما يُساهم في صُنع حمض للمعدة للمُساعدة بهضم عظام فريسة الحيوان.[8] وقد أظهرت دماء التمساحيات أنها تملك خصائص قوية مضادة للبتكيريا.[9]
مثل الأمنيوتات الأخرى، تستخدم التمساحيات للتنفس عضلات تقع بين الأضلاع لزيادة أو إنقاص حجم الحجاب الحاجز. إضافة إلى ذلك، تتم عملية الزفير بتقليص العضلات لتحريك الكبد إلى الأمام لتدوير عظام أسفل جسدها مما يُنقص حجم البطن. أما الشهيق فيَتم بتقليص عضلات الحجاب الحاجز والعضلات الأخرى لتكوين فراغ في البطن يَسمح بدفع أعضاء الجسم إلى الوراء. عند التمساحيات، على الأغلب ما يَتم الزفير دون تأثير كبير على حالة الأعضاء (حيث لا يَشمل إلا تقلصاً ضئيلاً في العضلات)، بينما يَشمل الشهيق دائماً تقلص العديد من العضلات.[10]
من المعروف عن التمساحيات أنها تبتلع الحجارة، والتي تعرف بـ«حجارة المعدة»، والتي تعمل كثقل لموازنة الجسم إضافة إلى المساعدة في عملية هضم فرائسها. المعدة التمساحية مقسمة إلى حجرتين، الأولى هي حجرة ذات عضلات قوية مثل قانصة الطيور، وهنا توجد حجارة المعدة. أما الثانية فهي تملك أكثر الأجهزة الهضمية حمضية عند أي حيوان معروف، ويُمكنها أن تهضم كل جزء تقريباً من الفريسة، بما في ذلك العظام والريش والقرون.
الفرق بين التمساح والقاطور
في حين أنه كثيراً ما يُخلط بين القاطور والتمساح، فهما يَنتميان لفصيلتين تصنيفيّتين مختلفتين كثيراً.
أكثر الفروقات الخارجية وضوحاً موجودة في الرأس، فالقاطور يَملك رأساً أعرض وأقصر وشكله يَميل إلى حرف "U" أكثر من "V". فك القاطور العلوي أعرض من السفلي، وتأخذ أسنان الفك السفلي حيزها من الفم داخل منخفضات صغيرة في الفك العلوي (أي أن الفكين لا يَنطبقان على بعضهما، بل توجد فراغات بين الأسنان فيهما للسماح للأسنان بالإغلاق دون الاصطدام ببعضها). الفكان العلوي والسفلي للتماسيح عما بنفس العرض، وأسنان الفك السفلي تنطبق على حافة الفك العلوي أو خارجه عندما يُغلق الفم. عند يُغلق التمساح فمه، يَدخل السن الرابع الكبير للفك السفلي في انقباض ضمن الفك العلوي. بسبب صعوبة التفريق بين الأنواع، فإن السن الناتئ للتماسيح هو أكثر العلامات موثوقية للتفريق بينها وبين القواطير.[11] بالرغم من هذا، ربما تظهر التماسيح والقواطير في الأسر تشوهات تتسبب بنتوء السن السفلي.
تفتقر القواطير إلى النتؤات الخشنة التي تظهر على أرجل وأقدام التماسيح الخلفية، كما أنها تملك غشاءً رقيقاً يَربط بين أصابع أقدامها الخلفية. تفضل القواطير الماء العذب كثيراً، بينما يُمكن للتماسيح أن تتحمل أكثر ماء البحر بسبب غددها الخاصة التي تقوم بتصفية الملح من الماء. بالرغم من هذا، كلا الفصيلتين يُمكنهما النجاة في أي من البيئتين.
تملك لقواطير ألواناً مظلمة إلى حد ما أكثر من التماسيح، وكثيراً ما يَكون لونها أسوداً تقريباً (لكن اللون يَعتمد بشكل كبير على جودة الماء). فالماء الغني بالطحالب يُنتج جلداً أكثر اخضراراً، في حين أن الحمض الدبغي المتدلي من الأشجار المحيطة يُمكن في كثير من الأحيان أن يُنتج جلداً أكثر ظلمة.
عند إفراغ حوض قواطير، يُمكن لبعض حماة الحياة البرية أن يَخطو على القواطير دون أن يُستثاروا أو أن يُبدوا استجابة، على الرغم من أن التماسيح تتفاعل دائماً تقريباً وبُعدوانية كبيرة، وهي أيضاً أكثر عدوانية في بيئتها الطبيعية.[12]
التصنيف
- أشباه التماسيح: تضم حالياً نوعاً واحداً يَتمثل في الغاريال.
- التماسيح: تضم 14 نوعاً أشهرها تمساح النيل.
- القاطوريات: تضم 8 أنواع، وتنقسم إلى نوعين هما القاطور والكايمن.
التمساحيات |
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المراجع
- ^ "ADW: Crocodilia: Information". Animaldiversity.ummz.umich.edu. مؤرشف من الأصل في 2009-03-09. اطلع عليه بتاريخ 2009-04-05.
- ^ قائمة أنواع التمساحيات. "آدم بريتون" (Adam Britton)، متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي. تاريخ الولوج 5-11-2010. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2011-07-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-09-05.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link) - ^ <http://www.flmnh.ufl.edu/cnhc/csp_ppal.htm> نسخة محفوظة 2011-07-17 على موقع واي باك مشين.
- ^ <http://www.flmnh.ufl.edu/cnhc/csp_cpor.htm> نسخة محفوظة 2011-07-17 على موقع واي باك مشين.
- ^ Britton، Adam. "Crocodilian Biology Database-Locomotion". مؤرشف من الأصل في 2011-05-25. اطلع عليه بتاريخ 2007-04-20.
- ^ Major Features of Vertebrate Evolution نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ Axelsson، Michael (1997). "From anatomy to angioscopy: 164 years of crocodilian cardiovascular research, recent advances, and speculations". Comparative Biochemistry and Physiology A. ج. 188 ع. 1: 51–62. DOI:10.1016/S0300-9629(96)00255-1.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة) - ^ Farmer, C., Uriona, T.J., Olsen, D.B., Steenblick, M. and Sanders, K. (2008). "The right-to-left shunt of crocodilians serves digestion". Physiological and Biochemical Zoology. ج. 81 ع. 2: 125–137. DOI:10.1086/524150. PMID:18194087.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) - ^ Crocodile blood shows anti-HIV activity نسخة محفوظة 03 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ Farmer، Colleen G. (2000). "Pelvic aspiration in the american alligator (Alligator mississippiensis)". The Journal of Experimental Biology. ج. 203 ع. Pt 11: 1679–1687. PMID:10804158.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة) - ^ "Crocodilian Biology Database - FAQ - What's the difference between a crocodile and an alligator". Flmnh.ufl.edu. مؤرشف من الأصل في 2011-07-05. اطلع عليه بتاريخ 2009-04-05.
- ^ Guggisberg, C.A.W. (1972). Crocodiles: Their Natural History, Folklore, and Conservation. Newton Abbot: David & Charles. ص. 195.
تمساحيات في المشاريع الشقيقة: | |