أحمد السرهندي
الإمام أحمد السرهندي الملقب بالفاروقي نسبا [1](1564=972 هـ-1624=1033 هـ) تلقب بالإمام الرباني ومجدد الألف الثاني، كان عالِم هندي ، فقيه حنفي ، وعضوًا في الطريقة النقشبندية التي تُعرف باسم "النظام الصوفي" وقد وصفه بعض أتباعه بأنه مجدد ومعناها "المحيي"، لعمله في تجديد و إحياء الإسلام في جنوب آسيا وإسقاط الدين الإلهي ومعارضه كل البدع والآراء الإشكالية للإمبراطور المغولي أكبر، في حين الدراسات المبكرة في جنوب آسيا نسبت إليه الفضل في المساهمة في الاتجاهات والمحافظة في دين الإسلام في شبه القارة الهندية، وايضا أشارت الأعمال الحديثة إلى انه مساهمات السرهندي الكبيرة في نظرية المعرفة والممارسات الصوفية.[2][3]
أحمد السرهندي | |
---|---|
رسم تخيلي للإمام أحمد السرهندي | |
الإِمامُ الرَّبّانيُّ ، مُجَدِّدُ الأَلْفِ الثَّانِي ، الفَارُوقِي ، أَبُو البَرَكَاتِ ، بَدْرُ الدّينِ | |
تاريخ الميلاد: | 1564م = 972 هـ |
مكان الميلاد: | سرهند ، سلطنة مغول الهند ، شبه القارة الهندية |
تاريخ الوفاة: | 1624م = 1033 هـ |
مكان الوفاة: | سلطنة مغول الهند ، شبه القارة الهندية |
الفقه: | حنفي |
العقيدة: | أهل السنة والجماعة |
الطريقة الصوفية: | النقشبندية |
المؤلفات: | المكتوبات الربانية |
أفكار مميزة: | تجديد الإسلام في شبه القارة الهندية |
تأثر بـ: | أبو حنيفة النعمان |
أثر بـ: | اشخاص :
شاه ولي الله الدهلوي ، عبد الحكيم السيالكوتي ، آزاد البلكرامي جماعات: النقشبندية |
قال صاحب سبحة المرجان: «لم يظهر في الهند مثل الفاروقيين: أحدهما في علم الحقائق، وهو الشيخ أحمد السرهندي، والثاني في علوم الحكمة والأدب، وهو ملا محمود».[4]
نَشْأَتْهُ وَحَياتُهُ مُنْذُ الصِّغَرِ
نشأ في حجر والده فأخذ منه مبادى كتب العرب وحفظ القرآن الكريم في صغره وحفظ عدة من المتون في أنواع العلوم. ثم رحل إلى سيالكوت وقرأ هناك على كمال الدين الكشميري وهو أستاذ عبد الحكيم السيالكوتي بعض كتب المعقولات. وأخذ الحديث عن يعقوب الكشميري الصرفي وأيضا أخذ الحديث في الحرمين الشريفين عن ابن حجر المكي وعبد الرحمن بن فهد المكي، وحصل على إجازة في كتب الحديث والتفسير وبعض كتب الأصول. ولم يبلغ من العمر سبعة عشرة سنه إلا وقد فرغ من تحصيل علوم الدراسية وتحقيقها وتدقيقها.
تعلم الطريقة القادرية والجشتية من والده فأجازه في هاتين الطريقتين. فاشتغل في حياة والده بتدريس علوم الظاهرية للطالبين وتعليم الطريقة للسالكين وصنف في تلك الفترة بعض الرسائل مثل رسالة التهليلية ورسالة رد الروافض ورسالة إثبات النبوة. وكان له علم بالعلوم الأدبية والفصاحة والبلاغة.
لما توفي والده خرج لأداء فريضة الحج، ولما دخل بلدة دهلى كرسي سلطنة بلاد الهند، ذهب إلى محمد الباقى بالله، فبايعه بعد يومين من ملاقاته، وتعلم عنده الطريقة النقشبندية. وبعد مضى شهر وعدة أيام أجازه محمد الباقى بالله في الطريقة النقشبندية، ورجع إلى وطنه وأخذ يعلم الطريقة.
آراؤُهُ
- كان له مقالات له متأثرة بالفلاسفة، وكان يقول بمبدأ «وحدة الشهود».[5]
- كان ينكر على من يقسم البدعة إلى حسنة وسيئة، ويقرر أن البدع كلها سيئة ورافعة للسنة، ويذكر عدد من الأشياء التي أعدها من البدع «كصلاة الرغائب والصلاة الغوثية والعرس والميلاد والعاشوراء وما فيها» إلى أن يقول: «وأحكام القبور والفاتحة المروجة والأذان بعد الدفن كلها».[6]
- أنكر الذبح عند القبور وعده شركًا، فيقول: «اعتاد كثير من الجهال أن ينذروا حيوانات لمشايخهم والصالحين والأولياء، ويسوقونها إلى قبورهم فيذبحونها، وقد عده الفقهاء فيما نقل عنهم شركًا، وشددوا في ذلك، وصرحوا بالتشنيع عليه والتحذير منه، وقد عدوا ذبح هذه الحيوانات من ضمن الذبائح التي كان يذبحها المشركون للجن، طمعًا في رضاهم وخوفًا من سخطهم.»[6][7]
- كان يرد على من زعم أن العقل وحده قادر على إدراك الحقائق الحاضرة منها والغائبة، والاستغناء بذلك عن الرسل والرسالات، فيقول: «والعقل حجة، ولكنه ليس بحجة بالغة، وليس في حجته بكامل.»[6]
رَأْيُهُ فِي الشّيعَةِ
كان الإمام أحمد السرهندي يكره الشيعة بشده ويضطهدهم لشتمهم للخلفاء للراشدين، بحلول نهاية القرن السادس عشر، كتب القديس السني الشهير أحمد السرهندي (1564 - 1624) أطروحة بعنوان «رد روافض» لتبرير ذبح عبد الله خان أوزبكي للشيعة في مشهد. في هذا يقول:«وبما أن الشيعة أجازوا سب أبي بكر وعمر وعثمان وإحدى الزوجات العفيفات ، وهو في حد ذاته كفر، فإنه يقع على الحاكم المسلم، بل على الناس جميعًا، تنفيذا لأمر الملك العليم (الله) بقتلهم وظلمهم من أجل رفع الدين الحنيف. يجوز هدم مبانيهم والاستيلاء على ملكياتهم وممتلكاتهم.»كان إتقاد خان، الذي شغل منصب الحاكم لمدة أحد عشر عامًا، طاغية لا يرحم. لقد عامل الشيعة بمنتهى القسوة. كان القديسون النقشبنديون خواجة خواند محمود وتلاميذ أحمد السرهندي يكرهون الشيعة. أثناء حكم ظفر خان الأول، في عام 1636 م، بينما كان الناس يقطفون الثمار، بدأ الجدال بين الشيعة والسنة وتصاعد إلى هجوم شامل على الأحياء الشيعية[8][9][10]
مُؤَلَّفاتُهُ
- المكتوبات الربانية، في ثلاثة مجلدات.
- آداب المريد
- أثبات النبوة
- أثبات الواجب
- تعليقات العوارض
- المبدأوالمعاد
- المعارف اللدنية
- المكاشفات الغيبية[11]
مِنْ أَثْنَى عَلَيْهُ مِنْ مُعاصِريه
- قال عنه خواجه محمد الباقي بالله: «إن الوفا من النجوم أمثالنا تتلاشي وتضمحل وأشعة أنوار شمسه، فلو لم يوجد الا هذه الشهادة من شيخه لكفت دليلا على فضله الشامخ.»
- كان عبد الحكيم السيالكوتي يعظمه تعظيما بليغا ويشنع على المنكرين بأشد التشنيع، ويقرر بأنه مجدد الألف الثاني وقيل أنه أول من أطلق عليه هذا الوصف.
مُرِيدُوهُ
من كبار مريديه:
- شاه ولي الله الدهلوي
- آدم البنوري
- مير محمد نعمان البدخشي
- شيخ تاج الدين الهندي صاحب الرسالة التاجية
اَخَرٌ لِحَضَاتِ حَياتِهِ
قبل وفاته بعدة شهور، بدأت تصيبه نوبات من ضيق التفس، فعند ذلك انقطع عن الطلاب والناس وعزم على الاختلاء بنفسه لا يخرج من عزلته إلا لأداء الصلوات الخمس في جماعة. فكان يقضي غالب وقته في الذكر والاستغفار، حتى رحل عن العالم في 1034 هـ.[12]
ألِّقابُه
الفَارُوقِي
تلقب الإمام أحمد السرهندي بالفاروقي نسبا لانه ينسب للخليفه الثاني للإسلام الفاروق عمر بن الخطاب[13]
مُجَدِّدُ الأَلْفِ الثَّانِي
اللقب الذي أطلق عليه بعد وفاته، مجدد ألف ثاني ("مجدد الألفية الثانية")، في إشارة إلى حقيقة أنه عاش في بداية الألفية الثانية للمسلمين[14]
الإِمامُ الرَّبّانيُّ
ومعنى الرباني من عرف دين الرب العامل معه. لأنه إذا لم يعمل بعلمه فليس بعالم[15]
اُنْظُرْ اَيْضًا
المَصادِرُ
- ^ "الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي رحمه الله (4651-4261م)". مؤرشف من الأصل في 2023-10-01.
- ^ "Ahmad Sirhindi". Wikipedia. مؤرشف من الأصل في 2023-10-21.
- ^ "الإمام أحمد بن عبد الأحد السرهندي المجدد للالف الثاني Imam ahmad farooq al sarhindi.ഇമാം സര്ഹിന്ദി". مؤرشف من الأصل في 2023-08-28.
- ^ الزركلي، خير الدين (أيار 2002 م). الأعلام - ج 7 (ط. الخامسة عشر). بيروت: دار العلم للملايين. ص. 184. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية، عبد المجيد بن محمد بن محمد الخاني، ص(180)
- ^ أ ب ت أحمد الفاروقي السرهندي، موقع الصوفية نسخة محفوظة 12 مارس 2017 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
- ^ مكتوبات السرهندي، (41/35)
- ^ "اضطهاد الشيعة الكشميريين". مؤرشف من الأصل في 2023-10-21.
- ^ "كتاب رسالة رد الروافض". مؤرشف من الأصل في 2023-09-24.
- ^ "رسالة رد الروافض". ويكي مصدر. مؤرشف من الأصل في 2023-09-24.
- ^ إسماعيل البغدادي - هدية العارفين - ج5 ص 165
- ^ "أحمد السرهندي والصحوة الإسلامية في الهند". موقع أخضر. مؤرشف من الأصل في 2023-09-18.
- ^ "المجدد للالف الثاني مولانا الشيخ احمد الفاروقي السرهندي (971 – 1034هـ)". مؤرشف من الأصل في 2023-09-24.
- ^ "Shaykh Aḥmad Sirhindī | Indian Sufi, Theologian & Mystic - Britannica". مؤرشف من الأصل في 2023-10-01.
- ^ "Rabbani". مؤرشف من الأصل في 2023-10-21.
المَواقِعُ الخارِجيَّةُ
- مقالات تستعمل روابط فنية بلا صلة مع ويكي بيانات
- موقع بلغة الأردية عن شيخ أحمد السرهندي