تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أرابيكا:ورشات الجمعية الملكية لحماية الطبيعة
ملخَّص: في 19 آذار/مارس عام 2013 عقدت ورشة لتعليم أسس تحرير ومبادئ أرابيكا في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بعمَّان، الأردن. حضر الورشة ثلاثة مساهمين في أرابيكا العربية، وتلخَّصت نتائجها بإعطاء ترخيصٍ لنقل محتويات من موقع الجمعية إلى أرابيكا العربية، كما جرى بعض التنسيق حول إمكانية نشر سجل صور الجمعية على كومنز.
التفاصيل
تم الاتفاق مسبقاً على عقد الورشة في الساعة العاشرة صباحاً من يوم الثلاثاء 19 من آذار (مارس)، على أن تدوم لمدة ثلاث ساعات، يستلم الإلقاء فيها الدكتور رامي طراونة، وإلى جانبه مرفت سلمان وعبَّاد ديرانية للمساعدة. حدث بعض التأخير نتيجة صعوباتٍ في الاستدلال على الموقع، إلا إنَّ الالتقاء تمَّ في قرابة العاشرة بين الويكيبيديّين. مع ذلك، وقع تأخير إضافيٌّ في البدء بسبب عدم وصول معظم أعضاء الجمعية الحاضرين في الوقت المحدد، بالإضافة إلى حدوث مشاكل فنية في الاتصال بالإنترنت.
في نحو العاشرة والربع وبعد جلسة تعارفٍ قصيرة بدأ الدكتور طراونة شرحه حول أهميَّة أرابيكا وضرورة دعمها وتطويرها، واستشهد لإثبات ما يقوله بنتائج محرّك غوغل وإحصائيات مختلفة. في البداية، كان هناك نوعٌ من الارتياب لدى أغلب الحاضرين، وكانت هناك طوال الوقت أسئلة ونقاشات تتَّجه في معظمها إلى التساؤل عن مدى الفائدة التي يمكن أن تقدّمها أرابيكا للجمعية، عوضاً عن العكس. في بعض الأحيان، كان النقاش يتّجه نحو بعض الحدة والتشكيك إلى حدّ كبير بفائدة المشروع بالنسبة للجمعية.
حاول الدكتور الرد على هذه التساؤلات بإمكانية كسب الزوار عبر روابط المراجع والمصادر التي سترفق لموقع الجمعية، كما حاولت أنا من جهتي الإشارة إلى واقع أن الجمعية هي التي يجب أن تقدم إلى أرابيكا وليس العكس، محاولاً إعادة الأمور إلى نصابها، ومبرراً ذلك بأنَّ أرابيكا ستخدم الجمعية بالترويج لقضاياها وأهدافها التي تبحث عن التمويل لأجلها.
كبداية، خفَّت وتيرة الطعن بهذه المسألة، إلا إنه لم يبدو، مع ذلك، أن آراء الحاضرين الحقيقية كانت قد تأثَّرت كثيراً فعلاً بالحجج التي قُدّمت إليهم. مع الوقت، بدأ نقاش التشكيك هذا بالتحوُّل إلى تساؤلاتٍ أكبر، فأصبح الحاضرون يبحثون عن إجابةٍ لسؤال: "من هي أرابيكا؟ ومن يمتلكها؟"، وهنا اضطررنا للدخول في شروحاتٍ طويلة، لتوضيح بعض النقاط الجوهرية حول حرية أرابيكا واستقلاليتها، التي بدى استيعابها صعباً بالنسبة لهم بالبداية، ثم تقبَّلوا الأمر قليلاً مع تقدم الحوار.
تطوَّر الوضع أكثر، فدخلنا في مناقشاتٍ مُطوَّلة عن آلية إدارة أرابيكا وانتخاب المسؤولين وصلاحيات المجتمع وطريقة منح الثقة وترقية المحررين وغير ذلك من المسائل. ومع أن هذا النقاش لم يكن متعلّقاً بشكلٍ مباشرٍ بدعم الجمعية ومساعدتها لنا، إلا إنَّه أحدث تأثيراً واضحاً على الأعضاء، وكان من الواضح ممَّا دار فيما بعد، أن هذا الشرح المطول قد منحهم ثقةً كبيرةً وإيماناً واقتناعاً إلى حد ما بفكرة أرابيكا وبأنَّها تستحق الدعم فعلاً، وجعلهم ذلك أكثر حماسةً بكثيرٍ للتعاون معنا، بعد أن كانوا قد أبدوا نوعاً من الفتور والارتياب في بداية المحاضرة.
أخذنا استراحةً قصيرةً عند الساعة الثانية عشرة، فشربنا الشاي والقهوة ودردشنا قليلاً، ثم عدنا من جديد. في هذه المرة خرجنا من النقاشات السابقة واتَّجهت المحاضرة أكثر إلى التعريف بقواعد وسياسات أرابيكا، وشروط الكتابة فيها، وأسلوب صياغة المقالات، وكيفية تنسيقها بترميز الويكي. واستمرَّ الأمر هكذا لنحو نصف ساعةٍ إلى ساعة.
بعد ذلك، بدأنا ندخل أخيراً وبقوَّة أكثر من أي وقتٍ مضى في غايتنا الرئيسة، وهي ما يمكن أن تقدّمه الجمعية لنا. تمَّت مناقشة موضوع الصور في البداية، حيث كانت هناك بعض المسائل المتعلّقة بحقوق التأليف والنشر ومدى الشُّبهات التي يمكن أن تحيط بها بسبب تعدّد مصادر صور الجمعية والسياق الذي أخذت فيه، لكن النقاش بيَّن أن معظمها في الواقع تعد قانونياً ملكية للجمعية، ولها حقّ التصرف فيها. تشمل هذه الصور أرشيفاً ثرياً للحيوانات والمحميات وأنشطة الجمعية، بالإضافة إلى خرائط ورسوماتٍ للمحميات والمناطق الطبيعية.
وأما الموضوع الثاني فكان قاعدة بيانات بحيوانات الأردن، فيها معلوماتٌ عن جميع الأنواع الحية في المملكة تشمل أسماءها بالعربية والأجنبية ووصفاً مختصراً وتبياناً لحالة الخطر على صعيد الانقراض وفق معايير الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة. تم - بشكل سريع - تدارس إمكانية استعمال بوتٍ لإنشاء مقالات آلية عنها. والأفضل من ذلك أنه قد تبيَّن أن قاعدة البيانات ما هي إلا جزءٌ من مشروع لإصدار كتابٍ أحمر للأردن، وهو كتاب يتخصَّص بخطر الانقراض الذي يواجه كافة حيوانات الأردن، ويقدّم شروحاتٍ مختصرةٍ عن كلّ منها، وفق معايير الاتحاد العالمي.
أخيراً، تمت مناقشة خطة أولية تهدف إلى العمل، كبدايةٍ للمشروع، على نقل مقالات محميات الأردن الطبيعية الموجودة على موقع الجمعية، إلى أرابيكا العربية، مع تنسيقها وترتيبها وفقاً لأسلوب الموسوعة، كون ذلك أسهل وأسرع عملٍ من بين الأعمال والخطط المقترحة. ومع أنه لم يتمَّ الاتفاق بعد على تفاصيل مرحلة التنفيذ، فقد حدث شبه اتفاقٍ بخصوص العمل على هذا المشروع في القريب العاجل.