أورخان غازي: الفرق بين النسختين

لا تغيير في الحجم ، ‏ 28 فبراير
لا يوجد ملخص تحرير
(الرجوع عن تعديل معلق واحد من 159.255.164.238 إلى نسخة 65533454 من باسم.)
 
لا ملخص تعديل
 
سطر 22: سطر 22:
|الأولاد          = [[أورخان غازي#زوجاته وأولاده|انظر]]
|الأولاد          = [[أورخان غازي#زوجاته وأولاده|انظر]]
|الأب            = [[عثمان الأول|عُثمان الأوَّل]]
|الأب            = [[عثمان الأول|عُثمان الأوَّل]]
|الأم            = مال خاتون
|الأم            = [[مال خاتون]]
|تاريخ الولادة    = [[687 هـ|687هـ]]\[[1281]]م
|تاريخ الولادة    = [[687 هـ|687هـ]]\[[1281]]م
|مكان الولادة    = [[سوغوت|سُكود]]، [[الأناضول]]، {{الخانية القاييوية}}
|مكان الولادة    = [[سوغوت|سُكود]]، [[الأناضول]]، {{الخانية القاييوية}}
سطر 157: سطر 157:
=== في مضمار الحوار الديني ===
=== في مضمار الحوار الديني ===
[[ملف:Gregor Palamas by North Greece anonym (15th c., Pushkin museum).jpg|تصغير|يمين|180بك|أيقونة روميَّة لِلمُطران ثُمَّ القدِّيس جرجس پالاماس.]]
[[ملف:Gregor Palamas by North Greece anonym (15th c., Pushkin museum).jpg|تصغير|يمين|180بك|أيقونة روميَّة لِلمُطران ثُمَّ القدِّيس جرجس پالاماس.]]
عندما فتح العُثمانيُّون قلِّيبُلِي، وقع في يدهم مُطران سالونيك المدعو جرجس پالاماس، الذي كان أحد ألمع اللاهوتيين الروم وزعيمًا لِلحركة الهسيكاستيَّة التي اعتمدتها [[كنيسة الروم الأرثوذكس|الكنيسة الروميَّة الأرثوذكسيَّة]] عقيدةً رسميَّةً في عهد يُوحنَّا السادس قانتاقوزن الذي لقي تأييدًا من جانب پالاماس.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Philippidis-Braat|2=1975|ص=193-196|لغة=en}}</ref> وكان پالاماس يُبحرُ من جزيرة تينيدوس إلى القُسطنطينيَّة عندما وقع أسيرًا في يد البحَّارة العُثمانيين، فاقتادوه إلى [[بيثينيا]]. ولمَّا أدرك أورخان الهويَّة المُميزة لِسجينه طلب فديةً ضخمةً لِإطلاق سراحة، وأكرمه تكريمًا عاليًا، وأتاح لهُ الاجتماع بِعددٍ من مسيحيي بثينيا وإطلاعهم على التطوُّرات الجارية في الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة والكنيسة. وأظهرت عائلة السُلطان أورخان اهتمامًا بِوُجود هذا المُطران على الأراضي العُثمانيَّة بِسبب علاقاته الوثيقة مع الدوائر الملكيَّة المُحيطة بِقانتاقوزن. وأثناء وليمةٍ دُعي إليها ذات مرَّةٍ من قِبل إسماعيل حفيد أورخان، تسنَّى لِلمُطران پالاماس أن يُثير في مُناقشةٍ مُستفيضة مسائل [[صوم (مسيحية)|الصوم في المسيحيَّة]] والإعراض عن أكل اللحم، والمُعتقد المسيحي في الصليب والسيِّدة [[مريم العذراء]].<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Philippidis-Braat|2=1975|ص=147-148|لغة=en}}</ref> وقد تناهت بلاغة پالاماس إلى السُلطان أورخان الذي بادر إلى عقد ندوة عامَّة لِلحوار بين المسيحيين والمُسلمين في نيقية، حيثُ دعا عددًا من اليهود الذين اعتنقوا الإسلام لِتمثيل الجانب الإسلامي في هذا اللقاء.<ref>{{استشهاد مختصر|1=زخاريادو|2=1995|ص=28}}</ref> جرت المُناقشة [[يونانية العصور الوسطى|بِاللُغة اليونانيَّة]] كونها كانت اللُغة الأُم للروم واليهود ممن اعتنقوا الإسلام مُؤخرًا، كما حضر الندوة عددٌ من المُترجمين لِمُساعدة المُسلمين التُرك على التقاط وقائع المُساجلة. وتميَّزت تلك الندوة بِالحيويَّة، وتناولت مسائل جوهريَّة عدَّة منها: [[موسى]] و[[النبوة في الإسلام|الأنبياء]]، والبعث وصُعُود المسيح، وإحجام المسيحيين عن الاعتراف بِرسالة النبيّ [[محمد|مُحمَّد]]، و[[ختان|الخِتان]]. وبدا في تلك الندوة أنَّ المُسلمين كانوا مُغتبطين ممَّا سمعوا وتعلَّموا وقد حيُّوا پالاماس باحترامٍ كبيرٍ قبل أن تُختتم المُناقشات وينفضُّ المُستمعون. وفي المُقابل، أقدم أحد اليهود ممن اعتنقوا الإسلام على إهانة المُطران وضربه، غير أنَّهُ اعتُقل فورًا وجيء به إلى السُلطان.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Philippidis-Braat|2=1975|ص=151, 169 - 185|لغة=en}}</ref> وبادر پالاس، بعد أيَّامٍ قليلة، إلى خوض مُناقشةٍ دينيَّةٍ عامَّة على نحوٍ غير رسميّ، مع عالمٍ مُسلمٍ مُتمكِّنٍ شاهده وهو يؤم [[صلاة الجنازة]]. دار السجال بين الطرفين حول مسألةٍ رئيسيَّةٍ تمثَّلت في اجتثاث اسم [[محمد والكتاب المقدس|الرسول مُحمَّد من الكتاب المُقدَّس]]، وتحلَّق حول الرجلين جمعٌ من المُسلمين والمسيحيين لِمُتابعة تفاصيل الحوار، وبدا پالاس مُتطرفًا قليلًا في آرائه الأمر الذي استفزَّ بعض المُسلمين من الحُضُور. وعندما لاحظ ما آلت إليه أجواء المُناقشة استدرك، مُبتسمًا، بِالقول أنَّهُ في حال اتفق الجميع على سائر المسائل، فإنهم، بِذلك، يتقاسمون دينًا واحدًا بِعينه. ثُمَّ اندفع أحد المُسلمين قائلًا بِلهجةٍ مُتفائلة إنَّ يومًا ما قد يحملُ في طيَّاته توفُقًا من هذا القبيل، قبل أن ينفضّ الجمع بِسلام.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Philippidis-Braat|2=1975|ص=153-165, 187-190|لغة=en}}</ref>
عندما فتح العُثمانيُّون قلِّيبُلِي، وقع في يدهم مُطران سالونيك المدعو جرجس پالاماس، الذي كان أحد ألمع اللاهوتيين الروم وزعيمًا لِلحركة الهسيكاستيَّة التي اعتمدتها [[كنيسة الروم الأرثوذكس|الكنيسة الروميَّة الأرثوذكسيَّة]] عقيدةً رسميَّةً في عهد يُوحنَّا السادس قانتاقوزن الذي لقي تأييدًا من جانب پالاماس.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Philippidis-Braat|2=1975|ص=193-196|لغة=en}}</ref> وكان پالاماس يُبحرُ من جزيرة تندوس إلى القُسطنطينيَّة عندما وقع أسيرًا في يد البحَّارة العُثمانيين، فاقتادوه إلى [[بيثينيا]]. ولمَّا أدرك أورخان الهويَّة المُميزة لِسجينه طلب فديةً ضخمةً لِإطلاق سراحة، وأكرمه تكريمًا عاليًا، وأتاح لهُ الاجتماع بِعددٍ من مسيحيي بثينيا وإطلاعهم على التطوُّرات الجارية في الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة والكنيسة. وأظهرت عائلة السُلطان أورخان اهتمامًا بِوُجود هذا المُطران على الأراضي العُثمانيَّة بِسبب علاقاته الوثيقة مع الدوائر الملكيَّة المُحيطة بِقانتاقوزن. وأثناء وليمةٍ دُعي إليها ذات مرَّةٍ من قِبل إسماعيل حفيد أورخان، تسنَّى لِلمُطران پالاماس أن يُثير في مُناقشةٍ مُستفيضة مسائل [[صوم (مسيحية)|الصوم في المسيحيَّة]] والإعراض عن أكل اللحم، والمُعتقد المسيحي في الصليب والسيِّدة [[مريم العذراء]].<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Philippidis-Braat|2=1975|ص=147-148|لغة=en}}</ref> وقد تناهت بلاغة پالاماس إلى السُلطان أورخان الذي بادر إلى عقد ندوة عامَّة لِلحوار بين المسيحيين والمُسلمين في نيقية، حيثُ دعا عددًا من اليهود الذين اعتنقوا الإسلام لِتمثيل الجانب الإسلامي في هذا اللقاء.<ref>{{استشهاد مختصر|1=زخاريادو|2=1995|ص=28}}</ref> جرت المُناقشة [[يونانية العصور الوسطى|بِاللُغة اليونانيَّة]] كونها كانت اللُغة الأُم للروم واليهود ممن اعتنقوا الإسلام مُؤخرًا، كما حضر الندوة عددٌ من المُترجمين لِمُساعدة المُسلمين التُرك على التقاط وقائع المُساجلة. وتميَّزت تلك الندوة بِالحيويَّة، وتناولت مسائل جوهريَّة عدَّة منها: [[موسى]] و[[النبوة في الإسلام|الأنبياء]]، والبعث وصُعُود المسيح، وإحجام المسيحيين عن الاعتراف بِرسالة النبيّ [[محمد|مُحمَّد]]، و[[ختان|الخِتان]]. وبدا في تلك الندوة أنَّ المُسلمين كانوا مُغتبطين ممَّا سمعوا وتعلَّموا وقد حيُّوا پالاماس باحترامٍ كبيرٍ قبل أن تُختتم المُناقشات وينفضُّ المُستمعون. وفي المُقابل، أقدم أحد اليهود ممن اعتنقوا الإسلام على إهانة المُطران وضربه، غير أنَّهُ اعتُقل فورًا وجيء به إلى السُلطان.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Philippidis-Braat|2=1975|ص=151, 169 - 185|لغة=en}}</ref> وبادر پالاس، بعد أيَّامٍ قليلة، إلى خوض مُناقشةٍ دينيَّةٍ عامَّة على نحوٍ غير رسميّ، مع عالمٍ مُسلمٍ مُتمكِّنٍ شاهده وهو يؤم [[صلاة الجنازة]]. دار السجال بين الطرفين حول مسألةٍ رئيسيَّةٍ تمثَّلت في اجتثاث اسم [[محمد والكتاب المقدس|الرسول مُحمَّد من الكتاب المُقدَّس]]، وتحلَّق حول الرجلين جمعٌ من المُسلمين والمسيحيين لِمُتابعة تفاصيل الحوار، وبدا پالاس مُتطرفًا قليلًا في آرائه الأمر الذي استفزَّ بعض المُسلمين من الحُضُور. وعندما لاحظ ما آلت إليه أجواء المُناقشة استدرك، مُبتسمًا، بِالقول أنَّهُ في حال اتفق الجميع على سائر المسائل، فإنهم، بِذلك، يتقاسمون دينًا واحدًا بِعينه. ثُمَّ اندفع أحد المُسلمين قائلًا بِلهجةٍ مُتفائلة إنَّ يومًا ما قد يحملُ في طيَّاته توفُقًا من هذا القبيل، قبل أن ينفضّ الجمع بِسلام.<ref group="la">{{استشهاد مختصر|1=Philippidis-Braat|2=1975|ص=153-165, 187-190|لغة=en}}</ref>


=== توطيد العلاقة بين الدولة والبكطاشيَّة ===
=== توطيد العلاقة بين الدولة والبكطاشيَّة ===