عبد الملك بن مروان: الفرق بين النسختين

لا يوجد ملخص تحرير
ط (استبدال قوالب (بداية قصيدة، بيت ، شطر، نهاية قصيدة) -> أبيات)
 
لا ملخص تعديل
 
سطر 261: سطر 261:
==== بناء قبة الصخرة ====
==== بناء قبة الصخرة ====
[[ملف:MosqueOfOmar1914.jpg|تصغير|250بك|يسار|الزخرفة الداخلية لمسجد قبة الصخرة]]
[[ملف:MosqueOfOmar1914.jpg|تصغير|250بك|يسار|الزخرفة الداخلية لمسجد قبة الصخرة]]
[[ملف:صورة قبة الصخرة المشرفة في القدس.jpg|تصغير|صورة قبة الصخرة المشرفة في [[القدس]]]]
قام عبد الملك بن مروان ببناء قبة الصخرة، حيث بدأ العمل في بنائها سنة [[66 هـ]] / [[685]]م، وتم الفراغ منها سنة [[72 هـ]] / [[691]]م. وقد أشرف على بنائها المهندسان العربيان هما: [[رجاء بن حيوة]] وهو من بيسان فلسطين، وكان المسؤول عن التصميم والشكل العام للبناء، و[[يزيد بن سلام]] مولى عبد الملك بن مروان وهو من القدس، وكان المسؤول عن النواحي العملية في هندسة العمارة. فكر عبد الملك بن مروان أن يغطي الصخرة المقدسة بنوع من البناء يتناسب وقباب المدينة المرتفعة، وقيل إن عبد الملك بن مروان حين فكر في بناء قبة عالية تغطي الصخرة رصد لبنائها خراج مصر لسبع سنين، وحين أنفقت هذه الأموال على البناء بقي منها مائة ألف دينار، فأمر عبد الملك بن مراون بها جائزة للرجلين المشرفين على البناء وهما رجاء بن حيوة الكندي ويزيد سلام فرفضا قائلين: «نحن أولى أن نزيد من حلي نسائنا فضلاً عن أموالنا فاصرفه في أحب الأشياء إليك»، فأمر عبد الملك بأن يصنع منها صفائح ذهبية تكسى بها القبة من الخارج.<ref>[[سيد حسين العفاني]] ([[1421 هـ]] - [[201]]م). تذكير النفس بحديث القدس واقدساه الجزء الأول (الطبعة الأولى). [[بني سويف (توضيح)|بني سويف]] - [[مصر]]. مكتبة معاذ بن جبل صفحة 213</ref> ذكر بعض المؤرخين أن عبد الملك لما أمر ببناء القبة أقاموا له قبة صغيرة لطيفة كنموذج لقبة الصخرة، ولها أحد عشر ضلعًا من الخارج، وستة أضلاع تحمي القبة الصغيرة، والمعروفة ب[[قبة السلسلة]] قرب قبة الصخرة، فلما انتهت زارها وقال: «ابنوا قبة أكبر من هذه باثني عشر ضعفًا وانقصوا من الأضلاع»، فتم تجهيز وإعداد الشكل لقبة الصخرة بأضلاعها الثمانية، ثم بدء العمل بها، وقد كانت قبة السلسلة بعد بنائها المكان الرئيسي للإشراف على بناء قبة الصخرة. يأخذ تخطيط قبة الصخرة شكلا مثمَّنا خارجيا، به أربعة مداخل محورية يتقدم كلاً منها سقيفة محمولة على أعمدة، يليها مثمن داخلي مكون من دعائم رئيسة، وبين كل دعامتين عمودان يكونان ثلاثة عقود تكون في مجموعها أربعة وعشرين عقدًا داخل التثمينة، ودائرة من الأعمدة والأكتاف مكونة من أربعة دعائم كبيرة بين كل دعامة وأخرى ثلاثة أعمدة تحمل ستة عشر عقدًا مدببًا، وقد صنعت القبة من الخشب وغطيت من الخارج بطبقة من الرصاص، ويوجد بالرقبة 16 نافذة، وقد أحاطت الدائرة بالصخرة حتى يمكن الطواف حولها.<ref>القيم الجمالية وهندسة العمارة في مسجد قبة الصخرة المشرفة وسبل الاستفادة منها في العمارة المعاصرة، رسالة ماجستير، خالد مطلق بكر عيسى ([[1432 هـ]] - [[2011]]م) كلية الهندسة ب[[الجامعة الإسلامية (غزة)|الجامعة الإسلامية بغزة]]. [[غزة]] - [[فلسطين]]. صفحة 44</ref> وصف [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] في كتابه [[البداية والنهاية]] مدى جمالية المسجد بقوله: «ولم يكن يومئذ على وجه الأرض بناء أحسن ولا أبهى من قبة صخرة بيت المقدس، بحيث أن الناس التهوا بها عن الكعبة والحج، وبحيث كانوا لا يلتفتون في موسم الحج وغيره إلى غير المسير إلى بيت المقدس، وافتتن الناس بذلك افتتانا عظيما، وأتوه من كل مكان، وقد عملوا فيه من الإشارات والعلامات المكذوبة شيئا كثيرا مما في الآخرة، فصوروا فيه صورة الصراط وباب الجنة، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووادي جهنم، وكذلك في أبوابه ومواضع منه، فاغتر الناس بذلك، وإلى زماننا، وبالجملة أن صخرة بيت المقدس لما فرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض بهجة ومنظرا، وقد كان فيها من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شيء كثير، وأنواع باهرة».<ref>[http://islamport.com/w/tkh/Web/927/3160.htm كتاب البداية والنهاية الجزء الثامن صفحة 309] الموسوعة الشاملة. وصل لهذا المسار في 22 أغسطس 2016 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150808231804/http://islamport.com/w/tkh/Web/927/3160.htm |date=08 أغسطس 2015}}</ref>
قام عبد الملك بن مروان ببناء قبة الصخرة، حيث بدأ العمل في بنائها سنة [[66 هـ]] / [[685]]م، وتم الفراغ منها سنة [[72 هـ]] / [[691]]م. وقد أشرف على بنائها المهندسان العربيان هما: [[رجاء بن حيوة]] وهو من بيسان فلسطين، وكان المسؤول عن التصميم والشكل العام للبناء، و[[يزيد بن سلام]] مولى عبد الملك بن مروان وهو من القدس، وكان المسؤول عن النواحي العملية في هندسة العمارة. فكر عبد الملك بن مروان أن يغطي الصخرة المقدسة بنوع من البناء يتناسب وقباب المدينة المرتفعة، وقيل إن عبد الملك بن مروان حين فكر في بناء قبة عالية تغطي الصخرة رصد لبنائها خراج مصر لسبع سنين، وحين أنفقت هذه الأموال على البناء بقي منها مائة ألف دينار، فأمر عبد الملك بن مراون بها جائزة للرجلين المشرفين على البناء وهما رجاء بن حيوة الكندي ويزيد سلام فرفضا قائلين: «نحن أولى أن نزيد من حلي نسائنا فضلاً عن أموالنا فاصرفه في أحب الأشياء إليك»، فأمر عبد الملك بأن يصنع منها صفائح ذهبية تكسى بها القبة من الخارج.<ref>[[سيد حسين العفاني]] ([[1421 هـ]] - [[201]]م). تذكير النفس بحديث القدس واقدساه الجزء الأول (الطبعة الأولى). [[بني سويف (توضيح)|بني سويف]] - [[مصر]]. مكتبة معاذ بن جبل صفحة 213</ref> ذكر بعض المؤرخين أن عبد الملك لما أمر ببناء القبة أقاموا له قبة صغيرة لطيفة كنموذج لقبة الصخرة، ولها أحد عشر ضلعًا من الخارج، وستة أضلاع تحمي القبة الصغيرة، والمعروفة ب[[قبة السلسلة]] قرب قبة الصخرة، فلما انتهت زارها وقال: «ابنوا قبة أكبر من هذه باثني عشر ضعفًا وانقصوا من الأضلاع»، فتم تجهيز وإعداد الشكل لقبة الصخرة بأضلاعها الثمانية، ثم بدء العمل بها، وقد كانت قبة السلسلة بعد بنائها المكان الرئيسي للإشراف على بناء قبة الصخرة. يأخذ تخطيط قبة الصخرة شكلا مثمَّنا خارجيا، به أربعة مداخل محورية يتقدم كلاً منها سقيفة محمولة على أعمدة، يليها مثمن داخلي مكون من دعائم رئيسة، وبين كل دعامتين عمودان يكونان ثلاثة عقود تكون في مجموعها أربعة وعشرين عقدًا داخل التثمينة، ودائرة من الأعمدة والأكتاف مكونة من أربعة دعائم كبيرة بين كل دعامة وأخرى ثلاثة أعمدة تحمل ستة عشر عقدًا مدببًا، وقد صنعت القبة من الخشب وغطيت من الخارج بطبقة من الرصاص، ويوجد بالرقبة 16 نافذة، وقد أحاطت الدائرة بالصخرة حتى يمكن الطواف حولها.<ref>القيم الجمالية وهندسة العمارة في مسجد قبة الصخرة المشرفة وسبل الاستفادة منها في العمارة المعاصرة، رسالة ماجستير، خالد مطلق بكر عيسى ([[1432 هـ]] - [[2011]]م) كلية الهندسة ب[[الجامعة الإسلامية (غزة)|الجامعة الإسلامية بغزة]]. [[غزة]] - [[فلسطين]]. صفحة 44</ref> وصف [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] في كتابه [[البداية والنهاية]] مدى جمالية المسجد بقوله: «ولم يكن يومئذ على وجه الأرض بناء أحسن ولا أبهى من قبة صخرة بيت المقدس، بحيث أن الناس التهوا بها عن الكعبة والحج، وبحيث كانوا لا يلتفتون في موسم الحج وغيره إلى غير المسير إلى بيت المقدس، وافتتن الناس بذلك افتتانا عظيما، وأتوه من كل مكان، وقد عملوا فيه من الإشارات والعلامات المكذوبة شيئا كثيرا مما في الآخرة، فصوروا فيه صورة الصراط وباب الجنة، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووادي جهنم، وكذلك في أبوابه ومواضع منه، فاغتر الناس بذلك، وإلى زماننا، وبالجملة أن صخرة بيت المقدس لما فرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض بهجة ومنظرا، وقد كان فيها من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شيء كثير، وأنواع باهرة».<ref>[http://islamport.com/w/tkh/Web/927/3160.htm كتاب البداية والنهاية الجزء الثامن صفحة 309] الموسوعة الشاملة. وصل لهذا المسار في 22 أغسطس 2016 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150808231804/http://islamport.com/w/tkh/Web/927/3160.htm |date=08 أغسطس 2015}}</ref>