الدولة العثمانية: الفرق بين النسختين

لا يوجد ملخص تحرير
ط (استرجاع تعديلات 51.39.103.52 (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة HubaishanBot)
 
لا ملخص تعديل
 
سطر 52: سطر 52:
| بلد سابق5 = ديسبوتية إبيروس{{!}}إمارة إبيروس البيزنطية
| بلد سابق5 = ديسبوتية إبيروس{{!}}إمارة إبيروس البيزنطية
| علم بلد سابق5 = SeEuropeBury1903XXXIV.jpg
| علم بلد سابق5 = SeEuropeBury1903XXXIV.jpg
| بلد سابق6 = دوقية الأرخبيل
| بلد سابق6 = دوقية [[الأرخبيل (دبي)|الأرخبيل]]
| علم بلد سابق6 = Armoiries Naxos.svg
| علم بلد سابق6 = Armoiries Naxos.svg
| بلد سابق7 = إمارة قرمان
| بلد سابق7 = إمارة قرمان
سطر 156: سطر 156:
بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين [[القرن 16|السادس عشر]] [[القرن 17|والسابع عشر]]؛ فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات [[العالم القديم]] الثلاث: [[أوروبا]] و[[آسيا]] و[[إفريقيا|أفريقيا]]؛ حيث خضع لها كامل [[الأناضول|آسيا الصغرى]]، وأجزاء كبيرة من [[جنوب شرق أوروبا]]، و[[غرب آسيا|غربي آسيا]]، و[[شمال إفريقيا|شمالي أفريقيا]].<ref group="la">[https://www.oxfordislamicstudies.com/article/opr/t125/e1801?_hi=41&_pos=3 From the article on the Ottoman Empire in Oxford Islamic Studies Online] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190415050748/http://www.oxfordislamicstudies.com/article/opr/t125/e1801?_hi=41&_pos=3 |date=15 أبريل 2019}}</ref> وصل عدد الولايات العثمانية إلى 29 ولاية، وكان للدولة سيادة اسمية على عدد من الدول والإمارات المجاورة في [[أوروبا]]، التي أضحى بعضها يُشكل جزءًا فعليًّا من الدولة مع مرور الزمن، بينما حصل بعضها الآخر على نوع من [[استقلال ذاتي|الاستقلال الذاتي]]. وعندما ضمَّ العُثمانيُّون [[بلاد الشام|الشَّام]] و[[مصر]] و[[الحجاز]] سنة [[1517]]م، وأسقطوا [[الدولة المملوكية]] بعد أن شاخت وتراجعت قوتها، تنازل آخر الخلفاء العباسيين المُقيم في القاهرة [[المتوكل على الله الثالث|مُحمَّد المتوكل على الله]] عن الخلافة لِلسُلطان [[سليم الأول]]، ومُنذ ذلك الحين أصبح سلاطين آل عُثمان خُلفاء المُسلمين. كما كان للدولة العثمانية سيادة على بضع دول بعيدة، إما بحكم كونها دولًا إسلامية تتبع شرعًا سلطان آل عثمان كونه يحمل لقب «[[أمير المؤمنين]]» و«[[خلافة إسلامية|خليفة المسلمين]]»؛ كما في حالة [[آتشيه|سلطنة آتشيه]] [[سومطرة|السومطرية،]] التي أعلنت ولاءها للسلطان في سنة [[1565]]م، أو عن طريق استحواذها عليها لفترة مؤقتة؛ كما في حالة جزيرة «أنزاروت» في [[المحيط الأطلسي]]، والتي فتحها العثمانيون سنة [[1585]]م.<ref>[https://www.dzkk.tsk.mil.tr/TURKCE/TarihiMiras/AtlantikteTurkDenizciligi.asp الموقع الرسمي للبحرية التركية: "Atlantik'te Türk Denizciliği"] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090416040844/http://www.dzkk.tsk.mil.tr:80/TURKCE/TarihiMiras/AtlantikteTurkDenizciligi.asp |date=16 أبريل 2009}}</ref>
بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين [[القرن 16|السادس عشر]] [[القرن 17|والسابع عشر]]؛ فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات [[العالم القديم]] الثلاث: [[أوروبا]] و[[آسيا]] و[[إفريقيا|أفريقيا]]؛ حيث خضع لها كامل [[الأناضول|آسيا الصغرى]]، وأجزاء كبيرة من [[جنوب شرق أوروبا]]، و[[غرب آسيا|غربي آسيا]]، و[[شمال إفريقيا|شمالي أفريقيا]].<ref group="la">[https://www.oxfordislamicstudies.com/article/opr/t125/e1801?_hi=41&_pos=3 From the article on the Ottoman Empire in Oxford Islamic Studies Online] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190415050748/http://www.oxfordislamicstudies.com/article/opr/t125/e1801?_hi=41&_pos=3 |date=15 أبريل 2019}}</ref> وصل عدد الولايات العثمانية إلى 29 ولاية، وكان للدولة سيادة اسمية على عدد من الدول والإمارات المجاورة في [[أوروبا]]، التي أضحى بعضها يُشكل جزءًا فعليًّا من الدولة مع مرور الزمن، بينما حصل بعضها الآخر على نوع من [[استقلال ذاتي|الاستقلال الذاتي]]. وعندما ضمَّ العُثمانيُّون [[بلاد الشام|الشَّام]] و[[مصر]] و[[الحجاز]] سنة [[1517]]م، وأسقطوا [[الدولة المملوكية]] بعد أن شاخت وتراجعت قوتها، تنازل آخر الخلفاء العباسيين المُقيم في القاهرة [[المتوكل على الله الثالث|مُحمَّد المتوكل على الله]] عن الخلافة لِلسُلطان [[سليم الأول]]، ومُنذ ذلك الحين أصبح سلاطين آل عُثمان خُلفاء المُسلمين. كما كان للدولة العثمانية سيادة على بضع دول بعيدة، إما بحكم كونها دولًا إسلامية تتبع شرعًا سلطان آل عثمان كونه يحمل لقب «[[أمير المؤمنين]]» و«[[خلافة إسلامية|خليفة المسلمين]]»؛ كما في حالة [[آتشيه|سلطنة آتشيه]] [[سومطرة|السومطرية،]] التي أعلنت ولاءها للسلطان في سنة [[1565]]م، أو عن طريق استحواذها عليها لفترة مؤقتة؛ كما في حالة جزيرة «أنزاروت» في [[المحيط الأطلسي]]، والتي فتحها العثمانيون سنة [[1585]]م.<ref>[https://www.dzkk.tsk.mil.tr/TURKCE/TarihiMiras/AtlantikteTurkDenizciligi.asp الموقع الرسمي للبحرية التركية: "Atlantik'te Türk Denizciliği"] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090416040844/http://www.dzkk.tsk.mil.tr:80/TURKCE/TarihiMiras/AtlantikteTurkDenizciligi.asp |date=16 أبريل 2009}}</ref>


أضحت الدولة العثمانية في عهد السلطان [[سليمان القانوني|سليمان الأول «القانوني»]] (حكم منذ عام [[1520]]م حتى عام [[1566]]م)، قوّة عظمى من الناحيتين السياسية والعسكرية، وأصبحت عاصمتها [[القسطنطينية]] تلعب دور همزة الوصل بين العالمين: الأوروبي المسيحي والشرقي الإسلامي،<ref group="la">Glasse, Cyril, ''New Encyclopedia of Islam'', (Rowman Altamira, 2003), 229.</ref><ref group="la">Finkel, Caroline, ''Osman's Dream'', (New York: Basic Books, 2005), 57.</ref> كما كان لها سيطرة مُطلقة على البحار: [[البحر الأبيض المتوسط|المُتوسط]] و[[البحر الأحمر|الأحمر]] و[[البحر الأسود|الأسود]] و[[بحر العرب|العربي،]] بالإضافة [[المحيط الهندي|للمحيط الهندي]]. كان التوجه الأكاديمي السابق ينص على أنه بعد انتهاء عهد السلطان سالف الذكر، الذي يُعد عصر الدولة العثمانية الذهبي، أصيبت الدولة بالضعف والتفسخ، وأخذت تفقد ممتلكاتها شيئًا فشيئًا، على الرغم من أنها عرفت فترات من الانتعاش والإصلاح، إلا أنها لم تكن كافية لإعادتها إلى وضعها السابق، غير أن التوجه المُعاصر يُخالف هذا الرأي؛<ref group="la" name="decline">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Hathaway |الأول=Jane |عنوان=The Arab Lands under Ottoman Rule, 1516–1800 |ناشر=Pearson Education Ltd. |سنة=2008 |isbn=978-0-582-41899-8 |صفحة=8 |اقتباس=historians of the Ottoman Empire have rejected the narrative of decline in favor of one of crisis and adaptation}}
أضحت الدولة العثمانية في عهد السلطان [[سليمان القانوني|سليمان الأول «القانوني»]] (حكم منذ عام [[1520]]م حتى عام [[1566]]م)، قوّة عظمى من الناحيتين السياسية والعسكرية، وأصبحت عاصمتها [[القسطنطينية]] تلعب دور همزة الوصل بين العالمين: الأوروبي المسيحي والشرقي الإسلامي،<ref group="la">Glasse, Cyril, ''New Encyclopedia of Islam'', (Rowman Altamira, 2003), 229.</ref><ref group="la">Finkel, Caroline, ''Osman's Dream'', (New York: Basic Books, 2005), 57.</ref> كما كان لها سيطرة مُطلقة على البحار: [[البحر الأبيض المتوسط|المُتوسط]] و[[البحر الأحمر|الأحمر]] و[[البحر الأسود|الأسود]] و[[بحر العرب|العربي،]] بالإضافة [[المحيط الهندي|للمحيط الهندي]]. كان التوجه الأكاديمي السابق ينص على أنه بعد انتهاء عهد السلطان سالف الذكر، الذي يُعد عصر الدولة العثمانية الذهبي، أصيبت الدولة بالضعف والتفسخ، وأخذت تفقد ممتلكاتها شيئًا فشيئًا، على الرغم من أنها عرفت فترات من الانتعاش والإصلاح، إلا أنها لم تكن كافية لإعادتها إلى وضعها السابق، غير أن التوجه المُعاصر يُخالف هذا الرأي؛<ref group="la" name="decline">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Hathaway |الأول=Jane |عنوان=The Arab Lands under Ottoman Rule, 1516–1800 |وصلة=https://archive.org/details/arablandsunderot0000hath |ناشر=Pearson Education Ltd. |سنة=2008 |isbn=978-0-582-41899-8 |صفحة=[https://archive.org/details/arablandsunderot0000hath/page/8 8] |اقتباس=historians of the Ottoman Empire have rejected the narrative of decline in favor of one of crisis and adaptation}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Tezcan|الأول=Baki |عنوان=The Second Ottoman Empire: Political and Social Transformation in the Early Modern Period |ناشر=Cambridge University Press |تاريخ=2010 |صفحة=9 |isbn=978-1-107-41144-9 |اقتباس=Ottomanist historians have produced several works in the last decades, revising the traditional understanding of this period from various angles, some of which were not even considered as topics of historical inquiry in the mid-twentieth century. Thanks to these works, the conventional narrative of Ottoman history – that in the late sixteenth century the Ottoman Empire entered a prolonged period of decline marked by steadily increasing military decay and institutional corruption – has been discarded.}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Tezcan|الأول=Baki |عنوان=The Second Ottoman Empire: Political and Social Transformation in the Early Modern Period |ناشر=Cambridge University Press |تاريخ=2010 |صفحة=9 |isbn=978-1-107-41144-9 |اقتباس=Ottomanist historians have produced several works in the last decades, revising the traditional understanding of this period from various angles, some of which were not even considered as topics of historical inquiry in the mid-twentieth century. Thanks to these works, the conventional narrative of Ottoman history – that in the late sixteenth century the Ottoman Empire entered a prolonged period of decline marked by steadily increasing military decay and institutional corruption – has been discarded.}}
* {{استشهاد بكتاب|محرر=Christine Woodhead |عنوان=The Ottoman World |الفصل=Introduction |الأخير=Woodhead |الأول=Christine |isbn=978-0-415-44492-7 |تاريخ=2011 |صفحة=5 |اقتباس=Ottomanist historians have largely jettisoned the notion of a post-1600 ‘decline’}}</ref> إذ حافظت الدولة على اقتصادها القوي والمرن، وأبقت على مُجتمعها مُتماسكًا طيلة القرن السابع عشر، وشطرًا من القرن الثامن عشر. لكن، بدايةً من سنة 1740م، أخذت الدولة العُثمانيَّة تتراجع وتتخلَّف عن ركب الحضارة، وعاشت فترةً طويلةً من الخمود والركود الثقافي والحضاري، فيما أخذ خصومها يتفوقون عليها عسكريًّا وعلميًّا، وفي مُقدمتهم [[ملكية هابسبورغ|مملكة هابسبورغ النمساويَّة]] و[[الإمبراطورية الروسية]]. عانت الدولة العثمانية من خسائر عسكرية قاتلة على يد خصومها الأوروبيين والروس خلال أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وتغلغلت القوى الأوروبية في البلاد العثمانية، وتدخلت في شؤون الدولة، وفرض بعضها الحماية على الأقليات الدينية، مما أدى إلى ازدياد أوضاع الدولة سوءًا. وقد حثَّت هذه الحالة السلاطين العُثمانيين كي يتصرفوا ويُحاولوا انتشال السلطنة مما آلت إليه، فكان أن أُطلقت [[التنظيمات العثمانية|التنظيمات]] التي طالت الجيش والإدارة والتعليم وجوانب الحياة، فأُلبست الدولة حُلَّةً مُعاصرة، وتماسكت وأصبحت أكثر قُوَّةً وتنظيمًا من ذي قبل، رَغم أنَّها لم تسترجع البلاد التي خسرتها لصالح الغرب وروسيا، بل خسرت مزيدًا منها، وخصوصًا في البلقان.<ref group="la">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Quataert|الأول=Donald |محرر-الأخير=İnalcık |محرر-الأول=Halil |محرر2=Donald Quataert |عنوان=An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300–1914 |المجلد=2 |ناشر=Cambridge University Press |تاريخ=1994 |صفحة=762 |الفصل=The Age of Reforms, 1812–1914 |isbn=0-521-57456-0}}</ref>
* {{استشهاد بكتاب|محرر=Christine Woodhead |عنوان=The Ottoman World |الفصل=Introduction |الأخير=Woodhead |الأول=Christine |isbn=978-0-415-44492-7 |تاريخ=2011 |صفحة=5 |اقتباس=Ottomanist historians have largely jettisoned the notion of a post-1600 ‘decline’}}</ref> إذ حافظت الدولة على اقتصادها القوي والمرن، وأبقت على مُجتمعها مُتماسكًا طيلة القرن السابع عشر، وشطرًا من القرن الثامن عشر. لكن، بدايةً من سنة 1740م، أخذت الدولة العُثمانيَّة تتراجع وتتخلَّف عن ركب الحضارة، وعاشت فترةً طويلةً من الخمود والركود الثقافي والحضاري، فيما أخذ خصومها يتفوقون عليها عسكريًّا وعلميًّا، وفي مُقدمتهم [[ملكية هابسبورغ|مملكة هابسبورغ النمساويَّة]] و[[الإمبراطورية الروسية]]. عانت الدولة العثمانية من خسائر عسكرية قاتلة على يد خصومها الأوروبيين والروس خلال أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وتغلغلت القوى الأوروبية في البلاد العثمانية، وتدخلت في شؤون الدولة، وفرض بعضها الحماية على الأقليات الدينية، مما أدى إلى ازدياد أوضاع الدولة سوءًا. وقد حثَّت هذه الحالة السلاطين العُثمانيين كي يتصرفوا ويُحاولوا انتشال السلطنة مما آلت إليه، فكان أن أُطلقت [[التنظيمات العثمانية|التنظيمات]] التي طالت الجيش والإدارة والتعليم وجوانب الحياة، فأُلبست الدولة حُلَّةً مُعاصرة، وتماسكت وأصبحت أكثر قُوَّةً وتنظيمًا من ذي قبل، رَغم أنَّها لم تسترجع البلاد التي خسرتها لصالح الغرب وروسيا، بل خسرت مزيدًا منها، وخصوصًا في البلقان.<ref group="la">{{استشهاد بكتاب|الأخير=Quataert|الأول=Donald |محرر-الأخير=İnalcık |محرر-الأول=Halil |محرر2=Donald Quataert |عنوان=An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300–1914 |المجلد=2 |ناشر=Cambridge University Press |تاريخ=1994 |صفحة=762 |الفصل=The Age of Reforms, 1812–1914 |isbn=0-521-57456-0}}</ref>