عرض مصدر معركة قوصوه الثانية

{{معلومات نزاع عسكري
| اسم_النزاع = معركة كوسوڤو الثانية
| جزء_من = [[الحروب العثمانية في أوروبا]] و[[الحروب العثمانية المجرية]]
| صورة = Sueleymanname akinci.png
| تعليق = فارس عثماني من [[آقنجي|الآقنجيّة]] يُسقط فارساً مجرياً من على جواده ويجرّه بالحبل. من مخطوطة «سليمان نامه» المُزخرفة.
| تاريخ = 17-19 أكتوبر 1448م
| مكان = سهل قوصوه [[مقاطعة بريشتينا|بمقاطعة پريشتينا]]، حالياً [[كوسوفو|كوسوڤو]]
| نتيجة = انتصار حاسم للعثمانيين
| حالة = 
| خصم1 = [[ملف:Flag of the Ottoman Empire (1453-1517).svg|22px]] [[الدولة العثمانية]]
| خصم2 = [[ملف:Armoiries Hongrie ancien.svg|20px]] [[مملكة المجر]]<br />
[[ملف:POL Przemysł II 1295 COA.svg|20px]] [[مملكة بولندا|مملكة بولونيا]]<br />
{{رمز علم|الأفلاق}} [[الأفلاق|إمارة الأفلاق]]<br />
[[ملف:Flag of Moldavia.svg|20px]] [[إمارة البغدان]]
| قائد1 = [[ملف:Flag of the Ottoman Empire (1453-1517).svg|22px]] [[مراد الثاني]]
| قائد2 = [[ملف:Armoiries Hongrie ancien.svg|20px]] [[يوحنا هونياد]]<br />{{رمز علم|الأفلاق}} [[فلاديسلاف الثاني حاكم الأفلاق|ڤلاديسلاڤ الثاني]]
| قوة1 = ما بين 40,000 و60,000 جندي
| قوة2 = ما بين 24,000 و30,000 جندي
}}
'''معركة قوصوه''' '''الثانية''' أو '''معركة كوسوڤو الثانية''' (تُكتب «قوص اوه» [[اللغة التركية العثمانية|بالتركية العثمانية]] وتُنطق بالتركية الحالية «[[كوسوفو|كوسوڤا]]») {{تر|İkinci Kosova Savaşı}}، وتُعرف عند الصرب باسم معركة كوسوڤو 1448 {{لغة-صربية|Косовска битка1448}}، وهي معركة معروفة في التاريخين التركي والمجري باسم «معركة ميدان كوسوڤو الثانية» {{تر|İkinci Kosova Meydan Muharebesi}} {{لغة-مجرية|második rigómezei csata}}، ذكرها [[مؤرخ|المؤرخ]] [[أسقف|والأسقف]] [[سياسي|والسياسي]] [[المجر|المجري]]: [[ميهالي هورفاث|ميخائيل هورفاث]] {{لغة-مجرية|Horváth Mihály}} ([[1809]]<nowiki/>م - [[1878]]<nowiki/>م) بأنها «إحدى أشهر المعارك في التاريخ المجري». وهي معركة برية وقعت في [[سهل كوسوفو|سهل كوسوڤو]] {{تر|Kosova Ovası}} ضمن أراضي [[ديسبوتية الصرب|ديسپوتية الصرب]] -التابعة [[الدولة العثمانية|للدولة العثمانية]] آنذاك- بين ائتلافٍ صليبيٍّ تقوده [[مملكة المجر]] و[[الأفلاق]] بقيادة النبيل المجري [[يوحنا هونياد]] مقابل [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] بقيادة [[مراد الثاني|السلطان مراد الثاني]]، واستمرت ثلاثة أيام من 17 إلى 19 أكتوبر 1448م (تشير الموسوعة البريطانية إلى وقوعها بين 17 و20 أكتوبر).<ref group="la" name="la0">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Britannica|}}</ref>

كانت المعركة ذروة العدوان المجري للانتقام للهزيمة الثقيلة التي تلقاها الصليبيون في [[معركة فارنا|معركة ڤارنا]] سنة 1444م، وقد أسفرت عن انتصارٍ حاسمٍ [[الدولة العثمانية|للدولة العثمانية]] مرةً أخرى مؤكدةً انتصارها السابق على [[حملة فارنا الصليبية|حملة ڤارنا الصليبية]] قبلها بأربعة أعوامٍ، وكما انتهت [[معركة قوصوه|معركة قوصوه الأولى]] عام 1389م بانتصار العثمانيين. تكبد [[يوحنا هونياد|هونياد]] إحدى أعظم إخفاقاته في حروبه ضد الدولة العثمانية، وأحبطت هذه المعركة آخر محاولةٍ كبيرةٍ للصليبيين لتحرير [[البلقان]] من الحُكم العثماني ودعم [[القسطنطينية]] والتخفيف من وطأة حصار العثمانيين لها،<ref group="la" name="la0"/> فتمهّدت بذلك الأرضية [[فتح القسطنطينية|لفتح القسطنطينية]] بعد هذه المعركة بخمسة أعوام سنة 1453م، عندما فتحها السلطان الشاب «[[محمد الفاتح|محمد]]» ابن [[مراد الثاني|السلطان مراد الثاني]].<ref group="la" name="la0"/>

قاتل الجيشان بضراوةٍ، فكانت هذه المعركة إحدى أطول المعارك وأشدها عنفاً في أوائل العهد العثماني، وأوقع أثراً من [[معركة قوصوه|معركة قوصوه الأولى]] سنة 1389م، إذ تَضَاعَف حجم الجيشين عن المعركة الأولى (تتراوح مصادر التعداد بين المعركتين من 12,000-30,000 مجري وأصبح 24,000-30,000، ومن 27,000-40,000 عثماني فأصبح 40,000 - 60,000)، وكان للصدامين النتيجة نفسها من هزيمة الجيش المجري وانتصار العثمانيين، إلا أن السلطان [[مراد الثاني]] لم يتمكن من أسر [[يوحنا هونياد]] الذي نجا واستمر في حملاته ضد العثمانيين حتى وفاته عام 1456م بعد ثلاث سنواتٍ من [[فتح القسطنطينية]].

== خلفية تاريخية ==
بعدما لحق بالصليبيين بقيادة [[يوحنا هونياد]] من هزيمةٍ فادحةٍٍ في [[معركة فارنا|معركة ڤارنا]] سنة 1444م، لم يتوقف [[يوحنا هونياد|هونياد]] عن التآمر في سبيل صدامٍ حاسمٍ مع السلطان [[مراد الثاني]]. في عام 1446م عُيِّن هونياد وصِياً على عرش المجر ليصبح بذلك حاكماً فعلياً لها. ورغم الهزيمة الساحقة في [[معركة فارنا|ڤارنا]] وتدمير جزء كبير من الجيشين المجري والبولوني من قِبَلِ العثمانيين، إلا أن التمردات في [[الأفلاق]] [[تاريخ ألبانيا#الإمارات وعصبة ليجه|وألبانيا (الأرناؤوط)]] و[[المورة]] (جنوب [[اليونان]]) منحتِ الصليبيين أملاً في طرد العثمانيين من [[البلقان]] من خلال تجييش حملةٍ صليبيةٍ جديدةٍ في أوروپا.

أما العثمانيون فبعد انتصارهم في [[معركة فارنا|معركة ڤارنا]] قام السلطان [[مراد الثاني]] بإخضاع بلاد [[المورة]] عام 1446م وأخمد القلاقل والتمردات بها، وكانت [[ديسبوتية المورة|ديسپوتية المورة]] يومها تابعةً [[الدولة العثمانية|للدولة العثمانية]].<ref group="la" name="la0"/> بعد ذلك توجه السلطان مراد لمواجهة [[إسكندر بك]] الذي أعلن تمرده بدعمٍ من البابا [[نقولا الخامس]] وحاكم المجر [[يوحنا هونياد]].<ref group="la" name="la0"/>

عام 1448م عبر هونياد [[دانوب|نهر الطونة (الدانوب)]] لينضم بقواته إلى [[إسكندر بك]]، ولكنه التقى في 17 أكتوبر 1448م بالجيش العثماني في سهل قوصوه (كوسوڤو). بنى الطرفان استحكاماتهما واستُهلت المعركة باشتباكاتٍ منفصلة. في 18 أكتوبر جرتِ المعركة حيث أوقعتِ الخيالة العثمانية بالفرسانَ المجريين هزيمةً مدمرةً سحقتهم بالكُلِّيَّة، وفي 19 أكتوبر قتل العثمانيون أولئك الجند الذين يحتمون خلف حصن العربات الحربية المتحركة [[هوسيون|الهوسية]] {{لغة-تشيكية|vozová hradba}}{{ألمانية|Wagenburg}} ليحتموا بها ضد سيل القوات العثمانية الذي انحطّ عليهم.

{{Location map many
|Serbia|relief=
|label1=پليمنتين|lon1_deg=21.0458|lat1_deg=42.7075|mark=Flashspot.gif|mark1size=12|pos1=top|caption=في سبتمبر من عام 1448م سار هونياد بالقوات المجرية عبر [[دانوب|نهر الطونة (الدانوب)]] وعسكر بهم في بلاد الصرب بالقرب من «كوڤين».
|label2=كوڤين|lon2_deg=20.96666667|lat2_deg=44.75|pos2=top|mark2size=10
|coordinates3={{إحداثيات|42.4|22.0}}|mark3size=0|pos3=left|label3=[[كوسوفو|كوسوڤو]]|label3_size=200
|coordinates4={{إحداثيات|43.7|22.35}}|mark4size=0|pos4=left|label4=[[صربيا]]|label4_size=300
|float=left
|width=180
}}
قَدّر [[يوحنا هونياد]] أنه سيحتاج إلى أكثرَ من أربعينَ ألفَ رجلٍ لهزيمة العثمانيين، فَسَعَى إلى ضم القوات الألبانية (الأرناؤوطية) الثائرة على العثمانيين، والتي يُعتقد بأنها كانت بقيادة النبيل الأرناؤوطي المتمرد [[إسكندر بك]]، واسمه الأصلي جرجس كستريو الذي قاد تمرداً ضد [[الدولة العثمانية]] لقرابة خمسٍ وعشرين سنة. تلقَّى العثمانيون في قاعدتهم في [[صوفيا]] خبراً مفاده بأن الجيش الصليبي قد تحرك، فبدأوا بتجهيز رجالهم للحرب.

فشل [[يوحنا هونياد|هونياد]] بتحديد موقع الجيش العثماني الرئيسي، إذ كان يعتقد أنه ما يزال في العاصمة [[أدرنة]]، غير أن العثمانيين بادروه على حين غِرَّةٍ في 17 أكتوبر 1448م عندما ظهروا فجأةً أمام الجيش الصليببي في سهل قوصوه. سارع هونياد لبناء حصن العربات الحربية المتحركة [[هوسيون|الهوسية]] الدفاعي في تلة «پليمنتين» [[مقاطعة بريشتينا|بمقاطعة «پريشتينا»]] {{ألبانية|Plemetin}}{{صربية|Племетина / Plemetina }} استعداداً للمعركة، أما العثمانيون فأنشأوا استحكاماتِ خطٍّ دفاعيٍّ من جانبهم بالمقابل.

وقعت مناوشات بين الفرسان على طرفي الاستحكامات خلال اليومين الأولين، تلاها هجوم صليبي ليلي باستخدام العربات الحربية والمدافع ضد الموقع المركزي للسلطان ليلةَ 18-19 أكتوبر 1448م أسفرت عن الكثير من الدماء ولكن من دون نتائجَ عسكريةٍ حاسمة.

في 19 أكتوبر 1448م وباستخدام فرسان [[سباهية|السپاهية]] من [[ثيساليا|تساليا]] قام [[مراد الثاني]] بتطويق فرسان ميسرة الجيش الصليبي، بجانب هذا قام أيضاً بهجومٍ عامٍّ على طول خط التماس بين الجيشين لتشتيت انتباه هونياد عن الهدف الأساسي للهجوم. نجحت المناورة وقام فرسان [[سباهية|السپاهية]] باجتياح فرسان [[الأفلاق]] [[إمارة البغدان|والبغدان]] والمجر وأبادوهم جميعاً ولم يأخذوا أسرى، ما أدى لتراجع معظم الجيش الصليبي للاحتماء بخطه الدفاعي. وفي 20 أكتوبر وتحت متابعةٍ شخصيةٍ دقيقةٍ للمعركة من قبل [[مراد الثاني]] هاجم [[إنكشارية|الإنكشارية]] وأجهزوا على كل من بقي في استحكامات الخط الدفاعي.

أنهت معركة قوصوه الثانية كل أملٍ متبقِّ للصليبيين في إنقاذ [[القسطنطينية]] من [[الدولة العثمانية|العثمانيين]]، ولم تعد لدى المملكة المجرية الموارد العسكرية أو المالية لشن حربٍ أخرى ضد [[الدولة العثمانية]]، وبانتهاء التهديد الصليبي على الحدود العثمانية الغرپية الذي استمر قرابة نصف قرنٍ لم يعد ثمة حائل بين [[محمد الفاتح|محمد الثاني]] (الفاتح لاحقاً) ابن [[مراد الثاني]] و[[فتح القسطنطينية]] عام 1453م.

== مقدمات المعركة ==
{{Location map many
|Kosovo|relief=
|label1=پليمنتين|lon1_deg=21.0458|lat1_deg=42.7075|mark=Flashspot.gif|mark1size=12|caption=موقع معركة قوصوه الثانية عند «پليمنتين» بمقاطعة «پريشتينا» في [[كوسوفو|كوسوڤو]] المعاصرة.|pos=top
|coordinates2={{إحداثيات|42.43|21.55}}|mark2size=0|pos2=left|label2=[[كوسوفو|كوسوڤو]]|label2_size=250
|float=left
|width=180
}}
[[ملف:Vladislav al II-lea.jpg|بديل=|تصغير|120x120px|الصورة الوحيدة لحاكم [[الأفلاق]]: [[فلاديسلاف الثاني حاكم الأفلاق|ڤلاديسلاڤ الثاني]].|يمين]]
بعد الهزيمة المدوية التي ألحقها العثمانيون بالقوات الأوروپية المتحالفة في [[معركة فارنا|معركة ڤارنا]] عام 1444م، أصبح [[يوحنا هونياد]] يتحيَّن اللحظة المناسبة للانتقام، وبحلول عام 1448م تمكن من جمع جيش آخر ليهاجم العثمانيين، واعتمد على دعم السكان المحليين في [[البلقان]].

في عام 1448م، رأى [[يوحنا هونياد]] حاكم المملكة المجرية وكان وصياً على عرش المجر، أن الوقت صار مناسباً لقيادة حملة أخرى ضد [[الدولة العثمانية]] واستند في استراتيجيته على التمرد المتوقع من ثورة شعوب [[البلقان]]، وإمكانية تنفيذ هجوم مفاجئ، وتدمير القوة الرئيسية للعثمانيين في معركة واحدة. كان [[يوحنا هونياد|هونياد]] في قمة الاندفاع وقاد قواته دون أن يترك أي دعم احتياطي ورائه.

وفي شهر سبتمبر من عام 1448م، سار هونياد مع حاكم [[الأفلاق]] الجديد «[[فلاديسلاف الثاني حاكم الأفلاق|ڤلاديسلاڤ الثاني]]» بجيش قوامه قرابة سبعين ألف رجل (في المصادر العثمانية) من القوات المجرية من مدينة «[[بشت (بودابست)|بست]]» (لاحقاً: [[بودابست]]، عاصمة [[المجر]]) وعبر مع الجيش [[دانوب|نهر الدانوب]] وعسكر بهم في الصرب بالقرب من «كوڤين» {{تر|Kovin}}{{صربية|Ковин}}، خارج العاصمة الصربية «سمندرية» {{صربية|Смедерево}}{{إنج|Smederevo}}،<ref group="la" name="Bánlaky">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|p=336|Bánlaky|1929}}</ref> عازمين على الاتحاد مع جيش [[إسكندر بك]] الأمير الأرناؤوطي المتمرد على العثمانيين.

كان السلطان [[مراد الثاني]] بعد انتصاره في [[معركة فارنا|معركة ڤارنا]] قد سار بالجيش ومعه ابنه الشاهزاده [[محمد الفاتح|محمد (الثاني)]] وأخمدوا الثورة في [[المورة]] (جنوب [[اليونان]]) ثم في [[أرناؤوط|الأرناؤوط]]. وفي نفس تلك الفترة علِم السلطان [[مراد الثاني]] باستعداد جيش الصليبيين الجديد للكرّ عليه مرة أخرى، فأسرع إلى [[صوفيا]] عاصمة [[إيالة الروملي]] العثمانية (عاصمة [[بلغاريا|جمهورية بلغاريا]] حالياً) لينضم إلى قواته الموجودة هناك، وتحرك بقوة مكونة من ستين ألف رجل متجهاً إلى قوصوه (كوسوڤو).
[[ملف:Skanderbeg by Kol Idromeno.jpg|تصغير|230x230بك|رسم يعود لعام 1890م للمتمرد الأرناؤوطي [[إسكندر بك]]، واسمه الحقيقي جرجس كستريو. تربى في القصر العثماني، ويُروى أنه اعتنق دين الإسلام، وعمل بالجيش العثماني وأصبح قائداً لبعض القطاعات العسكرية، ثم ارتد عن الإسلام إلى النصرانية من جديد وتمرّد.]]
كان هدف هونياد الأساسي هو غزو البلاد الصربية ثم التحرك صوب [[بلغراد]] وقوصوه، وكان يعتقد أن الجيش العثماني مازال متواجداً في الأرناؤوط فأراد مهاجمة الجيش العثماني من الخلف، أو في أسوأ الاحتمالات أن ينتظر مستعداً بجيشه في سهل قوصوه في أفضل موضع عسكري منتظراً العثمانيين لإجبارهم على خوض المعركة في وضع ميداني سيء.

عسكرت القوات المجرية هناك لمدة شهر كامل بانتظار وصول الجيش الصليبي الألماني، وحاكم [[الأفلاق]]، والجيشان: البوهيمي والأرناؤوطي.<ref group="la" name="Rogers2010">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|p=471|Rogers|2010}}</ref> ومع ذلك، لم يأت جيش الأرناؤوطيين بقيادة [[إسكندر بك]]، لأن [[ديسبوتية الصرب|ديسپوت (حاكم) الصرب]] «[[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]]» {{صربية|Ђурађ Бранковић / Đurađ Branković}} {{لغة-مجرية|Brankovics György}}، حليف السلطان [[مراد الثاني]]، احتجزهم.<ref group="la" name="Bánlaky"/><ref group="la" name="Engel">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|p=440|Engel|1834}}</ref><ref group="la" name="Kiss">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|p=157—181|Kiss|1895}}</ref><ref group="la" name="Cambridge Medieval History">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|p=573|Cambridge Medieval History|1923}}</ref> وكان برانكوڤيتش هو والد الأميرة «[[مارا برنكوفيتش|مارا]]» زوجة السلطان [[مراد الثاني]].

=== دور برانكوڤيتش ===
[[ملف:Horváth Mihály1867.jpg|تصغير|204x204بك|رسم يعود لعام 1867م للأسقف [[كاثوليكية|الكاثوليكي]] والمؤرخ والسياسي المجري [[ميهالي هورفاث|ميخائيل هورفاث]] {{لغة-مجرية|Horváth Mihály}} ([[1809]]<nowiki/>م- [[1878]]<nowiki/>م) الذي كان من دعاة القومية المجرية مع التركيز على ثقافتها التاريخية. ذكر هورفاث أن معركة قوصوه الثانية هي «إحدى أشهر المعارك في تاريخ المجر».]]
لعب [[ديسبوتية الصرب|ديسپوت الصرب]] [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] دور الوسيط في المفاوضات العثمانية المجرية لإبرام صلح مدته عشر سنوات، وتفاني في دوره إلى درجة أنه عرض على [[يوحنا هونياد|هونياد]] وملك بولونيا والمجر [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] {{بولندية|Władysław}} (ويُنطق بالپولندية: ڤواديسواڤ) جميع ممتلكاتهم المجرية حتى يوافقوا على التفاوض على السلام مع السلطان، لأنه على الرغم من أن هونياد لم يكن حريصًا بشكل خاص على عقد اتفاقات مع العثمانيين، إلا أن برانكوڤيتش رأى أنها فرصة لصربيا كي تعيش في سلام ورخاء.

بعد إبرام معاهدة أدرنة-[[سيجد|سكدين]] عام 1444م أعاد العثمانيون المدن الصربية التي افتتحوها إلى جُريج برانكوڤيتش ليحكمها بالتبعية للدولة العثمانية، والتزم برانكوڤيتش بدفع خمسين ألف [[فلورين (عملة إيطالية)|فلورين]] للعثمانيين وبتزويد السلطان بمفرزة من سلاح الفرسان قدرها أربعة آلاف فارس إذا دعا العثمانيون لتعبئة الجيش وحمل السلاح.

نكص الصليبيون المعاهدة سراً وبدأوا الزحف في [[حملة فارنا الصليبية|حملة كبيرة]] إلى [[أدرنة]] عاصمة العثمانيين في نفس عام إبرام معاهدة الصلح (1444م)، وأرادوا المسير عبر صربيا وبلغاريا ولكن برانكوڤيتش رفض السماح لهم بالمرور عبر أراضيه ولم ينضم إلى الحملة الصليبية التي انتهت بهزيمتهم في [[معركة فارنا|معركة ڤارنا]].

لم يشارك الأرناؤوطيون بقيادة [[إسكندر بك]] في هذه المعركة أيضاً لأن [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] وحلفائهم منعوهم من اللحاق بجيش [[يوحنا هونياد]]،<ref group="la" name="Frashëri2002pp160-161">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Frashëri|2002|p=160-161}}</ref> ومن المعتقد أنه تأخر بسبب [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] المتحالف مع السلطان [[مراد الثاني]]، أما دور برانكوڤيتش على وَجْهِ التّحديد فهو محل خلاف، ويقال أيضاً أنه أثّر على الأمير [[إسكندر بك]] لكي لا ينضم إلى هونياد، كما كان هناك شك في أنه قد حذر [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] من هجوم آخر قادم من الصليبيين.<ref group="la" name="Vaughan1954">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Vaughan|1954|p=62}}</ref><ref group="la" name="Sedlar1994">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Sedlar|1994|p=393}}</ref><ref group="la" name="Babinger1992p40">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Babinger|1992|p=53-54}}</ref> تذكر بعض المراجع أن برانكوڤيتش أعطي [[يوحنا هونياد|هونياد]] موافقة من خلال رئيس الخزانة التابع له «پاسكو سوركوڤيتش» {{صربية|Pasco Sorkočević}} من أهالي [[جمهورية راغوزا|دوبروڤنيك]]، على مرور الجيش، ثم أنه تردد بعد ذلك. أراد برانكوڤيتش الذي استعاد أرضه مؤخراً من العثمانيين، أن يحافظ على عرشه وكان خائفاً من السطان [[مراد الثاني]]. كان جيش هونياد كبيراً وقوياً ولكن برانكوڤيتش كان يعرف أن الجيش العثماني لم يكن أقل من ذلك.<ref group="la" name="Ćorović">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Ćorović|1989|}}</ref>

لعبت عوامل أخرى دورًا في رفض [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] المشاركة مع الصليبيين ضد العثمانيين:
* في ذلك الوقت كان لبرانكوڤيتش نزاعات ومعارك حدودية مع الملك البوسني «أسطفان طوماس» أضعفت قوة برانكوڤيتش.
* بالإضافة إلى ذلك لم يرغب برانكوڤيتش في الخضوع لهونياد تحت أي ظرف من الظروف لأنه اعتبره مغروراً وكانت لديه اعْتِرَاضَات عليه.<ref group="la" name="Bánlaky"/><ref group="la" name="Engel"/><ref group="la" name="Cambridge Medieval History"/><ref group="la" name="Kiss "/>
* لم ير برانكوڤيتش فائدة مباشرة لصربيا من التحرر من العثمانيين لأن هذا التحرر كان يعني فقط زيادة الضغوط عليه من المجر،<ref group="la" name="Ćorović"/> والهيمنة المجرية على الصرب تعني تهديدًا لوجود الأرثوذكسية فيها.<ref group="la" name="Kiss "/>
* وفقًا للمؤرخ «كالّاي بنينيك» {{لغة-مجرية|Kállai  Béninek}} فإن برانكوڤيتش كان يأمل في استنفادٍ متبادلٍ لكل من قوى المجريين والعثمانيين في المعركة.<ref group="la" name="Kiss "/>
* رأى برانكوڤيتش فرصة لصربيا كي تعيش في سلام وازدهار.
* ولذلك في نهاية المطاف رفض برانكوڤيتش مرة أخرى مرور جيش هونياد.<ref group="la" name="Bánlaky"/><ref group="la" name="Engel"/><ref group="la" name="Cambridge Medieval History"/>
* علاوة على ذلك أرسل برانكوڤيتش «باسكو سوركوڤيتش» إلى السلطان [[مراد الثاني]] الذي كان يحاصر في ذلك الوقت [[كرويه]] في ألبانيا، وأخبره أن هونياد قد غزا صربيا ودخل أراضيها.<ref group="la" name="Ćorović"/>

ونتيجة لذلك خرَّبّ [[إسكندر بك]] ممالك برانكوڤيتش كعقاب له على تخليه عن القضية المسيحية و«مساعدة عدو المسيحيين».<ref group="la" name="Bánlaky"/><ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Setton|1997|p=100}}</ref> ثم حاول [[يوحنا هونياد]] إجبار برانكوڤيتش عن طريق الإرهاب بالمشاركة في الحملة الصليبية، فتعمد في عبوره صربيا مع جيشه أن يعيث فساداً في جميع أنحاء البلاد، حتى إذا ماورده خبر اقتراب العثمانيين توجه جنوباً إلى حيث وقعت المعركة الثانية في «سهل كوسوڤو».
[[ملف:Wiki Šumadija XV Smederevo Fortress 040.jpg|تصغير|350بك|صورة لأحد أبراج قلعة سمندريَّة المُطلَّة على [[دانوب|نهر الدانوب]]".
* فتح السلطان [[مراد الثاني]] قلعة سمندريَّة يوم الخميس [[16 ربيع الأول]] [[842 هـ|842هـ]] الموافق [[5 سبتمبر|5 سپتمبر]] [[1438]]م بعد عصيان [[ديسبوتية الصرب|ديسپوت الصرب]] «[[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]]».
* أخلى [[الدولة العثمانية|العثمانيون]] القلعة بعد أسبوع واحد من مفاوضات معاهدة [[أدرنة]]-[[سيجد|سكدين]]، ليستلمها مرة أخرى «جُريج برانكوڤيتش» يوم الخميس [[7 جمادى الأولى|7 جمادى الأول]] [[848 هـ|848هـ]] الموافق [[22 أغسطس]] [[1444]]م حسب معاهدة السلام ببن الطرفين.|يمين]]
كان رد فعل [[جريج برانكوفيتش|جريج برانكوڤيتش]] على التجاوزات الصليبية بحق أراضيه ونهب الصليبيين لها غير حازم، ولكنه في الأثناء تفاوض بشأن شروط الانضمام إلى الحملة ضد العثمانيين. كان [[يوحنا هونياد]] قد أخبر برانكوڤيتش بأنه أحضر عشرين ألفاً من رجاله وأنه بانتظار تعزيزات إضافية في طريقها إليه، وأن برانكوڤيتش بسلاح فرسانه الخفيفة هو الحليف الوحيد الضروري لجعل هذا النصر حاسماً، وفي المقابل كان برانكوڤيتش شديد الحذر من المشاركة مع التحالف الصليبي لأن العثمانيون كانوا قد أعادوا له عرشه منذ أربع سنوات فقط في معاهدة سلام [[أدرنة]][[سيجد|-سكدين]] عام 1444م بعدما سلبوها منه قبل ذلك بفتوحاتهم واسعة النطاق التي شملت جميع أملاكه في بلاد الصرب. كان برانكوڤيتش يُدرك تماماً القوة العسكرية العثمانية المهولة، ويرغب في الحفاظ على عرشه، ويتحمل مسؤولية سيادة الصرب وتبعيتها للعثمانيين في الوقت نفسه، كما كان يتوقع هزيمة [[يوحنا هونياد]]. إضافةً لما سبق كان [[ديسبوتية الصرب|ديسپوت الصرب]] عازفٍ في وضع نفسه تحت جناح هونياد تحت أي ظرفٍ من الظروف فقد كان يكن له كرهاً شخصياً معتبراً إياه أقل منه مكانةً ومنزلةً.

برزت الخصومة الشخصية بين [[يوحنا هونياد]] و[[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] كنقطةٍ جوهريةٍ في النزاع بينهما. بالنسبة للنبيل المجري هونياد وملك بولونيا [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]]، فقد عرض [[ديسبوتية الصرب|ديسپوت الصرب]] التنازل عن جميع ممتلكاته المجرية مقابل السلام مع العثمانيين. لم يُعرْ [[يوحنا هونياد]] كبير اعتبارٍ لأي صفقاتٍ مع العثمانيين، في حين رأى برانكوڤيتش -الذي سُلب منه مُلكُه كلَُه- أنها فرصة لإحلال السلام وازدهار صربيا، ولذلك وافق على السلام في معاهدة [[أدرنة]][[سيجد|-اسكدين]] عام 1444م، وغادر برانكوڤيتش المجر إلى مدينة وقلعة سمندرية {{لغة-صربية|Смедерево / Smederevo}} {{تر|Semendire}} التي استلمها من العثمانيين بموجب المعاهدة.

في وقت لاحق من عام توقيع المعاهدة (1444م) أراد [[يوحنا هونياد]] قائد [[حملة فارنا الصليبية|حملة ڤارنا الصليبية]] الوصول إلى [[أدرنة]] عاصمة العثمانيين عبر المرور بأراضي صربيا وبلغاريا، لكن [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] منع مرورهم عبر مملكته ([[ديسبوتية الصرب|الديسپوتية الصربية]]) التي ردَّها له العثمانيون بموجب المعاهدة.

وبما أن الصليبيين كانوا يعلمون بأن أسطول [[جمهورية البندقية|البندقية]] لا يُمكنه أن يفرض حصاراً على [[مضيق|المضائق البحرية]] في [[بحر مرمرة]] إلا لفترة قصيرة فقط، فقد اختاروا أن يسلكوا طريق [[دانوب|الدانوب]]، ولكن [[يوحنا هونياد|هونياد]] اعتبر [[ديسبوتية الصرب|الديسپوت الصربي]] برانكوڤيتش مجنوناً ليعتقد بأن السلطان [[مراد الثاني]] قد أعاد إليه مُلكه إلى الأبد، وتوّعد برانكوڤيتش بإضرام النار في كامل صربيا بعدما يرجع منتصراً من [[حملة فارنا الصليبية|حملته]] على العثمانيين، ولكن قدَّر الله أن يُهزم الصليبيون هزيمة شنعاء عند مدينة [[فارنا|ڤارنا]] [[بلغاريا|البلغارية]] الواقعة على ساحل [[البحر الأسود]]، وأن يُقتل معظم أفراد الجيش في المعركة ويموت الكثير من الفلول أثناء محاولتهم الهرب.
{{عدة صور
| caption_align = center
| header_align = center
| align = left
| footer = وقع عداءٌ مُتبادل بين أولريتش الثاني [[كونت|قُمَّس]] «[[تسليه]]» وعائلة هونياد المجرية سببه:
# شعور [[يوحنا هونياد]] بالمرارة جراء حملته الفاشلة على العثمانيين وهزيمته في [[معركة فارنا|معركة ڤارنا]] عام 1444م بينما بقي أولريتش الثاني خاملاً لم يعاون الصليبيين في تلك الحملة.
# حقد أولريتش الثاني  على [[يوحنا هونياد|هونياد]] لأن الأخير رفض الاعتراف بحقه في عرش [[البوسنة (منطقة)|البوسنة]] بعد وفاة ملكها اسطفان تڤرتكو الثاني {{لغة-بوسنية|Stjepan Tvrtko II Kotromanić}} عام 1443م. 
ولذلك بعد أن أصبح [[يوحنا هونياد|هونياد]] [[وصي العرش|وصياً على عرش المجر]] هاجم أراضي «[[تسليه]]» عام 1446م؛ ولكن كُسرت قوته في معركة قوصوه الثانية عام 1448م ضد [[الدولة العثمانية|العثمانيين]]، فاستغل أولريتش الثاني الفرصة لقيادة حملة ناجحة ضد المجر عام 1450م اسمياً لمصلحة آل [[هابسبورغ]]، ودفع القيصر [[فريدريك الثالث|فريدريك الثالث الهابسبورغي]] لينقل حُكم المجر من [[يوحنا هونياد|هونياد]] ويُسلِّمه إلى الوريث الشرعي الملك الطفل «[[لاديسلاوس اليتيم|لاديسلاوس]]» عام 1452م.
| image1 = Counts of Celje coat of arms (1-4).svg
| caption1 = شعار النبالة ل[[كونت|قُمَّس]] تسليه
| width1 = 106
| image2 = View over Celje from the Old town.JPG
| caption2 = قلعة [[تسليه]] (تقع حالياً في [[سلوفينيا|سلوڤينيا]])
| width2 = 170
| image3 = Ulrich II. of Cilli.JPG
| caption3 = أولريتش الثاني قُمَّس تسليه
| width3 = 74
| footer_align = right
}}
[[ملف:Lotz John Hunyadi.jpg|تصغير|209x209px|[[يوحنا هونياد]] منحه البابا [[بيوس الثاني]] (حبريته 58-1464) لقب [[بطل المسيح]]، ولُقّبَ بالفارس الأبيض.|يمين]]
بعد الهزيمة المُريعة للصليبيين في [[معركة فارنا|معركة ڤارنا]] يوم [[28 رجب]] [[848 هـ|848هـ]] الموافق في [[10 نوفمبر|10 نوڤمبر]] [[1444]]<nowiki/>م،<ref name=":3">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|فريد|1981|p=158}}</ref><ref group="la" name="Beyaz ">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Beyaz Tarih|2019|p=}}</ref><ref group="la" name="Emecen">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Emecen|2012|p=527-530}}</ref> تمكن [[يوحنا هونياد|هونياد]] من الوصول إلى المجر خلال يومين لوجود أدلةٍ معه يرشدونه على الطريق، وفي المصادر العثمانية أنه انسحب إلى [[الأفلاق]].<ref group="la" name="Emecen"/> بحلول عام 1448م تمكن [[يوحنا هونياد|هونياد]] من حشد جيش جديد وشنّ حملة عسكرية ضد السلطان مراد الثاني، ولكن برانكوڤيتش منع ثانيةً الجيوش الصليبية الأخرى من الانضمام لهم.<ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bánlaky|2001|p=}}</ref>

=== دور يوحنا هونياد ===
عندما أراد الجيش الصليبي، في نفس عام المعاهدة 1444م، الزحف إلى [[أدرنة]] عبر الأراضي الصربية والبلغارية، رفض [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] مرورهم ولم ينضم إلى الصليبيين. وبعد تعرضه لهزيمة من السلطان العثماني مراد الثاني في [[معركة فارنا|معركة ڤارنا]]، أضحى هونياد ينتظر اللحظة المناسبة للانتقام. <ref group="la" name="Ferrant7">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Ferrant|2021|}}</ref>
[[ملف:Coa_Hungary_Family_Hunyadi_János_(extended)_v2.svg|بديل=|يمين|تصغير|125x125px|[[شعار النبالة|شعار]] نبالة [[يوحنا هونياد]].]]
قضى [[يوحنا هونياد|هونياد]] عام 1445م في ترتيب الشؤون الداخلية لبلاده. وفي عام 1446م اضطر إلى تنظيم حملة في «[[شتايرمارك|ستيريا]]» {{ألمانية|Steiermark}} (تقع جنوب شرق [[النمسا]] بالقرب من [[سلوفينيا|سلوڤينيا]]) ضد أولريتش الثاني {{ألمانية|Ulrich II von Cilli}} [[كونت|قُمَّس]] «[[تسليه]]» (تقع حالياً في [[سلوفينيا|سلوڤينيا]]). وفي عام 1447م قكع ثورة [[الأفلاق]] المحالفة للعثمانيين.

ثم حانت فرصة أخرى في عام 1448م لشن حملة صليبية جديدة على الدولة العثمانية، ولكنها كانت في الوقت نفسه فرصة [[ديسبوتية الصرب|لديسپوت الصرب]] برانكوڤيتش لتأكيد ولاءه للعثمانيين، فرفض مرة أخرى السماح بمرور الحملة الصليبية عبر أراضيه وطلب مساعدة السلطان مراد بدلاً من ذلك. <ref group="la" name="Ferrant7" />

كان هونياد قد تمكن بحلول عام 1448م من جمع جيش لشن حملة ضد العثمانيين، اعتمد فيها على دعم السكان المحليين في البلقان. وفي سبتمبر 1448م، عبر هونياد مع الجيش [[دانوب|نهر الدانوب]]، يعتزم انضمام جيش [[إسكندر بك]] إليه، وكانت أراضي [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] تقع بين جيش الحاكم المجري هونياد وجيش الأمير الأرناؤوطي [[إسكندر بك]]. أقام هونياد معسكراً بالقرب من العاصمة الصربية سمندرية، حيث انتظر المجريون شهراً واحداً لوصول حلفائهم: الصليبيون الألمان، وحاكم [[الأفلاق]] والجيوش البوهيمية والجيوش الأرناؤوطية بقيادة [[إسكندر بك]]. ومع ذلك لم يأت الأرناؤوطيون لأن [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] حليف العثمانيين ووالد زوجة السلطان مراد الثاني، كان قد احتجزهم ومنع مرورهم.<ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Bánlaky|1929|p=}}</ref><ref group="la" name="Kiss1">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kiss|1895|p=33}}</ref><ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Cambridge Medieval History|1923|p=573-574}}</ref><ref group="la" name="Pál1">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Pál|2008|p=187–210}}</ref>

قاد هونياد جيوشه في عمق أراضي العثمانيين دون توفير الحماية الكافية لانسحاب محتمل.

== تعداد القوات المتحاربة ==
[[ملف:Pomnik Jana Długosza w Kłobucku.jpg|تصغير|239x239بك|[[نصب تذكاري|نُصُب تذكاري]] [[الكاهن في الكاثوليكية|للكاهن]] والدبلوماسي والجندي [[بولندا|البولوني]] «[[يان دوغوش|يُوحنَّا دوغوش]]» (1415م - 1480م) بمدينة كلوبوك (Kłobuck) بجنوب پولندا، وهو يُعتبر أول مؤرخ [[بولندا|پولندي]]. بالغ دوغوش المُعاصر للمعركة في تأريخه لعدد العثمانيين المنتصرين بعشرة أضعاف الصليبيين، لكي يُبرر تلك الهزيمة النكراء، ولم يوافقه في ذلك أي مؤرخ آخر.]]
تُشير المصادر - على اختلافها - بتباين كبير في تعداد الجيشين وحصر القتلى. بالغ المؤرخون الغربيون في تعداد الجيش العثماني، لإخفاء مرارة الحدث العظيم والخسارة الفادحة للصليبيين.

كتب المؤرخ المجري پالوسفالڤي {{لغة-مجرية|Tamás Pálosfalvi}} أنه من المستحيل حساب حجم جيش هونياد بالضبط.
<ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Pálosfalvi|2018|p=166}}</ref> ومع ذلك، اعتبر أنَّ هذا كان أكبر جيش إطلاقاً جمعه هونياد لحرب العثمانيين.<ref group="la" name="Bánlaky2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Pálosfalvi|2018|p=125}}</ref>

;المصادر المجرية:
* كان تعداد الصليبيين قُرابة خمسة عشر ألف خيّال، وثمانية آلاف فارس، وستة آلاف من المشاة.
* كان تعداد العثمانيين قُرابة سبعة آلاف جندي [[إنكشارية|إنكشاري]]، وعشرة آلاف من فرسان [[سباهية|سپاهية]] [[الأناضول]] [[الروملي|والروملي]]، وعشرة آلاف من فرسان [[آقنجي|الآقنجيّة]]، وعشرة آلاف من جنود [[عزب|العزب]] (المشاة الخفيفة غير النظاميين).
* قتلى الصليبيين قُرابة خمسة عشر ألف محارب.
* قتلى العثمانيين، غير معروف.

;مصادر غربية أخرى:
* تراروح تعداد الصليبيين بين اثنين وعشرين ألفاً إلى ثلاثين ألف محارب، منهم خمسة آلاف من البولونيين، وأربعة آلاف من الأفلاق وثلاثة آلاف من البُغدان.
* تراوح تعداد العثمانيين من أربعين ألف إلى ستين ألف محارب.
* خسائر الصليبيين ترواحت بين ستة آلاف وسبعة عشر ألف محارب بين مقتول ومأسور.<ref group="la" name="Antoche1">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Antoche|2017|p=273}}</ref><ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Babinger|1992|p=55}}</ref><ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Antoche|2017|p=283}}</ref>
* وصل عدد قتلى العثمانيين إلى أربعة آلاف محارب.<ref group="la" name="Antoche1"/>

;المصادر العثمانية:
* وصل تعداد الصليبيين لقرابة ستين ألفاً، وفي مصادر: مائة ألف.<ref name="فريد19">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|فريد|1981|p=159}}</ref>
* كان تعداد العثمانيين قُرابة أربعين ألفاً.
* قتلى الصليبيين قُرابة سبعة عشر ألفاً، وفي مصادر: وأُسر الباقي.<ref name="فريد19"/>
* قتلى العثمانيين، غير معروف، وفي مصادر: أربعة آلاف.<ref name="فريد19"/>
{| class="wikitable" style="margin-left: auto; margin-right: auto; border: none; text-align:center; "
|+جدول التقييمات المختلفة لتعداد الجيشين في معركة قوصوه الثانية
!المصدر
! جيش هونياد
! جيش العثمانيين
!مجموع الجيشين
!ملاحظات
|-
!أنطونيو بونفيني Antonio Bonfini (1427م-1502م)
مؤرخ البلاط لملك المجر وبوهيميا «متَّى كورفينو»
|22,000<ref group="la" name="kiss1">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kiss|1895|p=158}}</ref> 
|
|
|لم يُقدّر تعداد جيش العثمانيين
|-
![[يان دوغوش|يُوحنَّا دوغوش]] (1 ديسمبر 1495م - 19 مايو 1480م)<br>كاهن ودبلوماسي وجندي بولوني.<br>يُعتبر أول مؤرخ پولندي.
|ما لا يقلُّ عن 30,000<br>(منهم 12,000 قتيل و15,000 أسير)<ref group="la" name="kiss1"/>
|360,000<ref group="la" name="kiss2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kiss|1895|p=170}}</ref>
|390,000
|بالغ في إظهار عدد العثمانيين عشرة أضعاف الصليبيين كي يُبرر الهزيمة النكراء لهؤلاء
|-
!يوحنَّا التوروكي Johannes de Thurocz
({{قرابة}} 1435م - 1488م أو 1489م)
مؤرخ مجري ومؤلف الكتاب اللاتيني «Chronica Hungarorum» (تاريخ المجريين)، وهو العمل الأكثر شمولاً في القرن الخامس عشر الميلادي عن المجر وأول تاريخ للمجر كتبه شخص عادي.
|ما يزيد قليلاً عن 24,000<ref group="la" name="kiss2"/>
|200,000<ref group="la" name="kiss2"/>
|224,000
|بالغ في إظهار عدد العثمانيين قائلاً أنهم فاقوا الصليبيين ثمانية أضعافٍ كي يُبرر الهزيمة النكراء
|-
!يوحنا لينكلافيوس Johannes Leunclavius
({{قرابة}} 1533م/1541م-1594م)
|
|50,000 - 60,000<ref group="la" name="kiss2"/>
|
|لم يُقدّر تعداد جيش هونياد
|-
!في رسالة من المبعوث الفرنسي في القسطنطينية، بتاريخ 8 ديسمبر 1448م، إلى دوق بُرغُونية
|40,000<ref group="la" name="kiss2"/>
|400,000<ref group="la" name="kiss2"/>
|440,000
|بالغ في إظهار عدد العثمانيين قائلاً أنهم فاقوا الصليبيين ثمانية أضعافٍ
|-
!في رسالة بتاريخ 25 نوفمبر 1448م<br>إلى البابا بيوس الثاني، بابا الكنيسة الكاثوليكية منذ عام 1458م
|70,000<ref group="la" name="kiss2"/>
|200,000<ref group="la" name="kiss2"/>
|270,000
|بالغ في إظهار عدد العثمانيين 3 أضعاف الصليبيين كي يُبرر الهزيمة النكراء للصليبيين
|-
!لاونيكوس تشالكوكونديلوس (1430م-1470م)<br>مؤرخ بيزنطي يوناني من أثينا، اشتهر بتقديم عروضه للتاريخ في عشرة كتب، والتي سجل فيها آخر مائة وخمسين عامًا من حياة الإمبراطورية البيزنطية. 
|51,000<br>(منهم 47,000 فارس و4,000 مشاة)<ref group="la" name="kiss2"/>
|15,000 ولكن جوزيف ڤون هامر يُشير إلى أن هذا خطأ الناسخ،<ref group="la" name="Hammer15">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hammer-Purgstall|1840|p=210-211}}</ref> فيرفعها إلى 150,000<ref group="la" name="kiss2"/>
|201,000
|بالغ في إظهار عدد العثمانيين فجعلهم أربعة أضعاف الصليبيين 
|-
!جوزيف بانلاكي (14 فبراير 1863م - 12 أكتوبر 1945م)
ضابط ومؤرخ عسكري، كتب أحد أعظم الأعمال في التاريخ العسكري المجري، مؤلف من أربعة وعشرين مجلداً للتاريخ العسكري للأمة المجرية. 
|24,000
|150,000 - 200,000
|174,000 - 224,000
|بالغ في إظهار عدد العثمانيين ما بين ستة وثمانية أضعاف الصليبيين 
|-
!لاجوس كيس (مارس 1881م - 2 فبراير 1965م)
عالم [[علم الأعراق|إثنوغرافي]] (عِلم الأعراق)
|
|ما لا يقلُّ عن 150,000<ref group="la" name="kiss2"/>
|
|لم يُقدّر تعداد جيش هونياد
|-
!جوزيف فون هامر - برجشتال (1774م-1856م)
[[مستشرق]] [[النمسا|نمساوي]].
|
|50,000
|
|لم يُقدّر تعداد جيش هونياد
|-
!
* [[جون بانيل بيوري]] (1927م-1861م) (1861-1927) [[مؤرخ]] وكاتب [[لسانيات|ولغوي]] [[بريطانيون|بريطاني]]، أستاذ [[جامعة كامبريدج|بجامعة كمبردج]] نشر نصوصا بيزنطية كما نشر كتاب [[إدوارد جيبون]]: «اضمحلال الإمبراطورية البريطانية وسقوطها».
* هنري ميلفيل جواتكين (30 يوليو 1844م - 14 نوفمبر 1916م) عالم لاهوت إنجليزي ومؤرخ كَنَسِي، عُيِّن أستاذاً للتاريخ الكنسي في [[جامعة كامبريدج|جامعة كمبردج]].
* جيمس پاوندر ويتني (30 نوفمبر 1857م - 17 يونيو 1939م) مؤرخ كَنَسِي بريطاني، رُسِّم كاهناً أنجليكانياً عام 1895م. كان أستاذاً للتاريخ الكنسي في [[كلية الملك في كامبريدج|كُلِّيَّة الملك بكمبردج]]. وكان أستاذاً للتاريخ الكنسي في [[جامعة كامبريدج|جامعة كمبردج]]، ومحرراً مشتركًا لكتاب «تاريخ العصور الوسطى في كمبردج».
|24,000
(منهم ثمانية آلاف من [[الأفلاق]] وألفيّ [[ألمانيا|ألماني]])
|100,000
|124,000
|بالغوا في إظهار عدد العثمانيين فجعلوهم أربعة أضعاف الصليبيين 
|-
![[فلاديمير تشوروفيتش|فلاديمير تشوروڤيتش]] (27 أكتوبر 1885م - 12 أبريل 1941م) 
مؤرخ صربي وأستاذ جامعي ومؤلف [[الأكاديمية الصربية للعلوم والفنون|وأكاديمي]].
|70,000
|
|
|لم يُقدّر تعداد جيش العثمانيين
|-
!مصطفى سيزار (1920م - 3 ديسمبر 2009م)، مؤرخ تركي.
|50,000 - 60,000 
(منهم خمسٌ وعشرون ألف [[مجريون|مجري]] وثمانية آلاف من [[الأفلاق]]، ومفارز ألمانية وبولونية وبوهيمية وصقلّية)
|
|
|لم يُقدّر تعداد جيش العثمانيين
|-
![[إسماعيل حقي أوزون تشارشيلي]] (23 أغسطس 1888م - 10 أكتوبر 1977م) أكاديمي ومعلم وسياسي ومؤرخ تركي، يُعتبر من الأسماء التي قدمت مساهمات مهمة في التاريخ العثماني بدراساته.
|90,000
|100,000
|190,000
|
|-
![[يلماز أوزتونا]] ([[20 سبتمبر]] [[1930|1930م]] - [[9 فبراير]] [[2012]]م) كاتب ومؤرخ وصحفي تركي، من أشهر مؤلفاته والتي تُرجمت إلى اللغة العربية كتاب «تاريخ الدولة العثمانية».
|100,000<ref name="أوزتونا">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|أوزتونا|1988|p=128}}</ref>
|
|
|لم يُقدّر تعداد جيش العثمانيين
|}

== المعركة ==
{{عدة صور
| caption_align = center
| header_align = center
| align = left
| footer = أمثلة على «حصن العربات المتحركة» {{ألمانية|Wagenburg}}.
| image1 = Wagenburg.jpg
| caption1 = العربة المُحصنة المتحركة [[هوسيون|للهوسيين]]، رسم من [[القرن 15|القرن الخامس عشر]].
| width1 = 184
| image2 = Husitsky bojovy vuz replika.jpg
| caption2 = نسخة حديثة مُعاد تصنيعها من العربة المُحصنة المتحركة [[هوسيون|للهوسيين]].
| width2 = 190
| footer_align = center
}}
[[ملف:Murat_II.jpg|تصغير|180بك|يمين|قاد السلطان [[مراد الثاني]] بنفسِهِ المدفعية و[[إنكشارية|جنود الإنكشارية]] في المعركة.]]
قبل بدء المعركة، أرسل السلطان مراد مبعوثاً إلى هونياد يعرض السلام ولكن هونياد رفض، وعاد المبعوث إلى السلطان دون أن يحقق شيئاً.<ref group="la" name="Uzunçarşılı">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Uzunçarşılı|1988|p=390-391}}</ref>

كان تعداد القوات الصليبية يتراوح بين اثنان وعشرون ألفاً وثلاثين ألف رجل،<ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Antoche|2017|p=253}}</ref><ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Turnbull|2003|p=36 }}</ref><ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Sedlar|1994|p=248}}</ref> وتختلف المصادر اختلافاً كبيراً في تقييم تلك الأعداد، كما تقدم تفصيله. بحسب المؤرخين العثمانيين، كان الجيش العثماني مسلحاً بالبنادق والمدافع.<ref group="la" name="Uzunçarşılı"/> وكان الصليبيون مقسمون إلى ثمانية وثلاثين كتيبة، معظمها لا تعرف إحداها لغة الأخرى.<ref name="فريد19"/> وصلت القوات الصليبية إلى سهل [[كوسوفو|كوسوڤو]] الذي وقعت فيه قبل نحو ستين عاماً [[معركة قوصوه|معركة قوصوه (الأولى)]] الأكثر شهرة والتي كانت أيضاً بين [[صرب|الصرب]] بقيادة الأمير «لازار هربليانوڤيتش» {{لغة-صربية|Lazar Hrebeljanović}} والعثمانيين بقيادة السلطان [[مراد الأول]] وانتهت بانتصار العثمانيين. كان العثمانيون قد اتخذوا بالفعل مواقعهم يوم 16 أكتوبر عندما ظهر [[يوحنا هونياد|هونياد]] في سهل كوسوڤو، فاحتل فرسانه التلال وحصّنوا هذه المواقع «بحصن مركبات الحرب [[هوسيون|الهوسية]]». اصطف الجيشان متقابلين في ذلك اليوم، وبدأت المعركة في اليوم التالي.

استمرت المعركة لثلاثة أيام، قاد فيها السلطان [[مراد الثاني]] بنفسِهِ المدفعية و[[إنكشارية|جنود الإنكشارية]]، وفقاً لحفيد [[الشيخ بدر الدين محمود]] (1359م-1420م) الذي شارك شخصياً في هذه المعركة، بينما أسند قيادة قوات [[الأناضول]] بالجناح الأيمن للجيش العثماني لابنه وخليفته في المستقبل: السلطان [[محمد الفاتح]] وهو ابن ستة عشر ربيعاً ليواجه معركة حربية للمرة الأولى في حياته. قاد [[يوحنا هونياد|هونياد]] قلب الجيش الصليبي في المعركة بينما كانت ميمنة الصليبيين تحت قيادة [[الأفلاق]]، أما المجريون فكانوا يمتلكون مدافع طويلة المدى.

=== قبيل المعركة 16 أكتوبر ===
تصافَّ الجيشان لمدة يوم ونصف يوم في مواجهة بعضهما بعضاً، وكان هذا التأخير في صالح العثمانيين لأن غالب جنودهم المُصطفين كانوا مُدرَّعين بدروعٍ خفيفة، بينما كان في جيش هونياد العديد من الفرسان ذوي الدروع الثقيلة، الذين وجدوا صعوبة في الانتظار طويلاً. ولذلك كان هونياد هو أول من بدأ المعركة في نهاية الأمر.<ref group="la" name="Szalay11">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Szalay-Baróti|1895}}</ref>

=== اليوم الأول من المعركة 17 أكتوبر ===
[[ملف:Uhlans8SK581.JPG|تصغير|250x250بك|«حزام السرج» يربط خصر الجواد بالسرج كما يظهر في الصورة خلف الركاب المتدلي. خلال نزال فردي قبل بدء المعركة، سقط الفارس المجري عن جواده فاستبشر العثمانيون واعتبروها بُشرى النصر، بينما انقطع حزام سرج الفارس العثماني «إلياس» فلم يُجهز على المجري.]]
في اليوم التالي 17 أكتوبر 1448م لم يأتِ أحد بأي حركةٍ حتى الظهر،<ref group="la" name="Cezar">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|p=342|Cezar|2010}}</ref> ثم اُفتُتحت المعركة بمصادماتٍ خفيفة.

بعد تنظيم القوات المتحاربة في أماكنها مباشرةً انطلق أحد الفرسان المجريين وتحدى العثمانيين لنزالٍ فرديٍّ فتقدم منهم محارب يٌدعى «إلياس» واشتبك معه. خلال المبارزة سقط الفارس المجري عن حصانه في الوقت الذي انقطع حزام السرج الذي يربطه بخصر جواد إلياس، فانزلق سرجه إلى ذيل الحصان، وبالكاد تمكن إلياس من البقاء على سرجه ولم يستطع استغلال سقوط المجري عن جواده. عاد المتبارزان إلى موقعيهما دون نتيجةٍ حاسمةٍ للنزال [معرفة من هو الأقوى]، ولكن العثمانيين استبشروا بسقوط المجري.<ref group="la" name="Bánlaky7">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|p=|Bánlaky|2001}}</ref><ref group="la" name="Engel12">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|p=|Engel|1834}}</ref>

في فترة ما بعد الظهر هاجم هونياد الأجنحة العثمانية بسلاح فرسان مختلط (خفيف وثقيل)،<ref group="la" name="Cezar"/> مما تسبب في خسائر كبيرة من الجانبين، إلا أن ذلك الهجوم لم يؤثر تاثيراً كبيراً على نتيجة المعركة.<ref group="la" name="Bánlaky7"/> اجتمع هونياد بمجلس الحرب بعد انتهاء القتال لمناقشة كيفية المضي قدماً،<ref group="la" name="Bánlaky7"/> وبناءً على نصيحة أميرٍ عثماني مُنشق يُدعى داود قرر هونياد مهاجمة العثمانيين في منتصف الليل. فوجئ [[إنكشارية]] بالهجوم الليلي ولكنهم استطاعوا رغم ذلك الصمود بوجه المهاجمين، ولما أدرك هونياد أن استمرار الهجوم غدا بلا جدوى أعاد مع الفجر مفارزه المتعبة إلى مواقعها الأصلية ولم يحرز تقدماً نتيجة الاشتباك.<ref group="la" name="Bánlaky7"/>

هناك أكثر من رواية لتسلسل بدء العمليات العسكرية:

<u>الرواية الأولى:</u>

بدأت المعركة بهجوم من [[يوحنا هونياد|هونياد]] بفرسان مختلطة: خفيفة وثقيلة مُدرعة على جانبيّ الجيش العثماني الميمنة والمسيرة.

ظلَّ جناحا الجيش العثماني الميمنة والميسرة المكونان من جنود [[الروملي]] و[[الأناضول]] يتلقيان الضربات ويتراجعان عن مواقعهما دون أن ينكسروا حتى وصلت الخيالة الخفيفة العثمانية لتعزيزهم، فاندحرت الأجنحة الصليبية وانكسرت لاحقاً وتراجع الناجون منهم إلى القوة الرئيسية [[يوحنا هونياد|لهونياد]] في قلب الجيش الصليبي.

<u>الرواية الثانية:</u>
[[ملف:İsmail Hakkı Uzunçarşılıoğlu.jpg|بديل=|تصغير|238x238بك|[[إسماعيل حقي أوزون تشارشيلي]]، مؤرخ تركي أرّخ لعدد الجيشين المتحاربين في معركة قوصوه الثانية بقرابة تسعين ألف صليبي مقابل مائة ألف عثماني. يتوافق هذا التقدير مع شراسة المعركة التي استمرت ثلاثة أيام لتكافؤ المتحاربين، مخالفاً المؤرخين الغربيين الذين بالغوا بتدوين أضعاف عدد العثمانيين كي يُبرروا هزيمة الصليبيين النكراء. جاء تقييمه قريباً مما سُجِّل في رسالة بتاريخ 25 نوفمبر 1448م إلى [[بيوس الثاني]]، بابا [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]].]]
[[ملف:Frederick III, Holy Roman Emperor (Burgkmair).jpg|تصغير|180بك|القيصر [[فريدريك الثالث]] ابن [[إرنست الحديدي]] [[قائمة حكام النمسا|دوق النمسا]] من [[هابسبورغ|آل هابسبورغ]] وحاكم مقاطعات [[شتايرمارك|ستيريا]] و[[كارينثيا]] [[كارنيولا|وكارنيولا]] التي تمثل الأجزاء الرئيسية من دوقية [[النمسا الداخلية]]، سلَّم حُكم المجر من [[يوحنا هونياد|هونياد]] الذي كان [[وصي العرش|وصياً على عرش]] المجر إلى الملك اليافع «[[لاديسلاوس اليتيم]]» عام 1452م، بعد هزيمة معركة قوصوه الثانية.]]
الرواية المجرية: بدأ اليوم بهجوم فرسان [[سباهية|السپاهية]] على المجريين الذين أوقفوا ذلك الهجوم إلا أنهم لم يستطيعوا القيام بهجوم مضاد نظراً لقوة المشاة العثمانيين.

اندلع الذعر في سلاح الفرسان المجريين عندما خبروا استحالة اختراق قلب الجيش العثماني مما أدى إلى فرار أجنحة الجيش المجري من المعركة.

<u>الرواية المشتركة لما بعد ذلك:</u>

عندما رأى [[يوحنا هونياد|هونياد]] هزيمة جناحيه هاجم قلب الجيش العثماني بقوته الرئيسية المؤلفة من الفرسان المُدرعة والمشاة الخفيفة ولم ينجح [[إنكشارية|جنود الإنكشارية]] في صد ذلك الهجوم وأحرز الفرسان الصليبيون تقدماً في قلب الجيش العثماني حتى أوقفوا عند مضارب «المعسكر العثماني» واستحكامات السلطان.

عندما أُوقف الهجوم الصليبي الرئيسي أعاد المشاة العثمانيون تجميع صفوفهم ونجحوا بدفع الفرسان المجريين للخلف، وبذلك تمكنتِ [[الدولة العثمانية|العثمانيون]] من التغلب على سلاح الخيالة الخفيفة التي أضحت بدون دعم وحماية من الخيالة المُدرعة، فتراجعت القوات المجرية إلى معسكرها تاركةً المشاة للإبادة على يد العثمانيين، وخلال هذا التراجع قتل القنَّاصة العثمانيون [[إنكشارية|الإنكشاريون]] مُعظم النبلاء المجريين.

داهمت قوات [[يوحنا هونياد|هونياد]] العثمانيين في مساء اليوم نفسه، لكن الهجوم صُدَّ، وفي تلك الليلة أيضاً تبادل الطرفان القصف المدفعي.

=== اليوم الثاني من المعركة 18 أكتوبر ===
بدأ الهجوم الرئيسي في صباح اليوم الثاني 18 أكتوبر واستمر حتى المساء ولكن لم يستطع أي من الجانبين أن يحسم المعركة لصالحه.<ref group="la" name="Purgstall13">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Hammer-Purgstall|1840|p=211}}</ref>

هاجم الصليبيون جناحي الجيش العثماني في وقتٍ واحدٍ، فأمر [[مراد الثاني]] قوات القلب المؤلفة من [[عزب|العزب]] [[إنكشارية|والإنكشارية]] بالثبات في مواقعها وسحب قوات الميمنة والميسرة في خداعٍ تكتيكي. يرى المؤرخون الغربيون أن المجريين أجبروا فرسان الجناحين الأناضول والروملي العثمانيين على التراجع، في حين أوقعت هذه الخدعة التكتيكية المجريين لاحقاً تحت حصار العثمانيين.<ref group="la" name="Pálosfalvi14">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Pálosfalvi|2018|p=177-178}}</ref>

عندما رأى هونياد انسحاب جناحي الجيش العثماني هاجم القلب بكل قواته لاستغلال الفرصة السانحة. كان انسحاب المُجنّبتين خدعةً من السلطان الذي -عقب إلقاء هونياد بكامل ثقله في الهجوم- أمر عندها قوات القلب بالتراجع أيضاً، وبذا سمح للصليبيين بالدخول وسط فكي كماشة مكرراً خطته السابقة في [[معركة فارنا|معركة ڤارنا]] 1444م. ثم انطلقت فرسان الأناضول والروملي من الجناحين بكرٍّ سريعٍ في حركة التفافٍ إلى أن حاصرتِ الصليبيين بمناورةٍ مفاجئة. توقف الخيالة الصليبيون أمام المعسكر العثماني ثم انسحبوا إلى معسكرهم تحت وطأة الإنكشارية تاركين المشاة لمصيرهم، فأعمل العثمانيون القتل في الصليبيين المحاصرين من كل الجوانب، وسحق فرسان الروملي بقيادة [[طرخان بك]] الجناح الأيمن لهونياد.

[[ملف:Jeniceru-karogs.png|تصغير|راية جنود [[إنكشارية|الإنكشارية]] العثمانية، ويظهر عليها رمز [[ذو الفقار|السيف ذو الفقار]].|190x190بك|يمين]]
وفقاً للمؤرخ البيزنطي لاونيكوس تشالكوكونديلوس (30-1470م)، هاجم [[طرخان بك]] مع فرسان [[آقنجي|الآقنجية]] الجناح الأيسر للصليبيين من الخلف على الجانب الذي كانت فيه قوات الأفلاق، ولكن هذا الحدث المنسوب إلى يوم 19 أكتوبر، إما أن يكون قد وقع يوم 18، أو أن يكون محض كذب من المؤرخ.<ref group="la" name="Pálosfalvi14"/>

أرسل حاكم الأفلاق رجاله إلى السلطان مراد للتفاوض مع [[صدر أعظم|الصدر الأعظم]] [[خليل باشا الجاندرلي الصغير|خليل باشا الجاندارلي]]. وفي لحظة حرجة من المعركة انحاز ثمانية آلاف أفلاقي إلى العثمانيين في مفاجأةٍ غير متوقعةٍ بالنسبة لهونياد. كانت خسارة ثمانية آلاف مقاتل من التحالف الصليبي، وزيادة جيش العثمانيين بهذا العدد إضافةً إلى القوات الصليبية التي ضُربت من الخلف حاسمةً في مجريات المعركة. تعرض المجريون للهجوم من الأمام والخلف، لكنهم تمكنوا من إعادة تجميع صفوفهم واستعادة خنادقهم. وبحلول المساء جمع هونياد قادته، وأمر الألمان والمدفعية بالتمركز في مواجهة المواقع التي احتلها العثمانيون أثناء المعركة معداً خطةً للهروب.<ref group="la" name="Purgstall13"/><ref group="la" name="Ćorović"/><ref group="la" name="Engel12"/>

هرب هونياد من المعركة مُدركاً أن جيشه سيُهزم لا محالة، تاركاً جنده دون خطة انسحاب أو قيادة، وتاركاً المشاة الصليبيين لمصيرهم المحتوم، كما فعل سابقاً في [[معركة فارنا|معركة ڤارنا]] سنة 1444م حين فرّ من ساحة المعركة بصعوبة ونجا يومها من الوقوع في الأسر. إلا أنه هذه المرة سيَقبِضُ عليه [[جريج برانكوفيتش|برانكوڤيتش]] أثناء مروره بالأراضي الصربية محاولاً العودة إلى دياره. <ref group="la" name="Ferrant7" />

=== اليوم الثالث من المعركة 19 أكتوبر ===
صباح اليوم الثالث قام العثمانيون بالهجوم النهائي الذي دمَّرَ بقية الجيش المجري. شن [[إنكشارية|الإنكشاريون]] هجوماً على «العربات المُحصنة المتحركة [[هوسيون|للهوسيين]]»، التي دافع عنها الألمان والبوهيميون ببسالة -بعد أن هجرهم قائدهم وفرّ من المعركة- حتى كادوا يفنون عن بكرة أبيهم.<ref group="la" name="Szalay-Baróti">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Szalay-Baróti|1895|p=}}</ref><ref group="la" name="Bánlaky7"/>

تغلب العثمانيون على آخر المتاريس التي أقامتها القوات الصليبية في معسكرها وأسروا العديد من الصليبيين، وأسفرت الحرب التي استمرت يومين ونصف يوم عن انتصار حاسم للجيش العثماني. كانت شراسة القوات العثمانية والصربية شديدة ومُعادية للصليبيين، مما تسبب في فرار الكثيرين منهم أمام العثمانيين في أرض المعركة، فطاردوهم وأوقعوا منهم قتلى وأسرى. <ref group="la" name="Ferrant7" />

== هروب هونياد والصليبيين ==
[[ملف:Vladimir Ćorović.jpg|بديل=|تصغير|239x239px|اختلاف التأريخ الصربي والمجري:<br>المؤرخ الصربي [[فلاديمير تشوروفيتش|فلاديمير تشوروڤيتش]] (في الصورة)، قدّم وثيقة تاريخية تُفيد بأن [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] لم يرغب في تسليم [[يوحنا هونياد]] الأسير لديه إلى [[مراد الثاني|السلطان مراد الثاني]]، وذلك عكس ما ذكره المؤرخ المجري بانلاكي بأن [[جريج برانكوفيتش|برانكوڤيتش]] عَرَضَ على [[مراد الثاني|السلطان مراد الثاني]] تسليمه إليه، ولكن السلطان رفض.]]
بعد صدمة الهزيمة المروعة بالصليبيين، فرّ جيش هونياد المهزوم في اتجاهات مختلفة، فهرب البعض إلى [[إمارة زيتا]] الصربية في [[البلقان]] جنوب البوسنة، والبعض إلى [[جمهورية راغوزا|راغوزة]] في [[دالماسيا]]، وهرب البعض مثل هونياد نفسه إلى الأراضي الصربية.

وقع هونياد في أسر الصرب بُعيد فراره من المعركة متنكّراً في زيّ جندي بسيط، أثناء مُحاولته عُبور بلاد الصرب، فقبض عليه [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] وسجنه، ولم يُسلمه إلى السلطان [[مراد الثاني]] بسبب الإجراءات النشطة التي قام بها النواب المجريون. وكان [[يوحنا هونياد|هونياد]]. <ref group="la" name="Ferrant7" />

=== هروب هونياد وسجنه ===
وفقًا لوثيقة [[قائمة ملوك بوهيميا|ملك بوهيميا]] و[[قائمة حكام النمسا|دوق النمسا]] [[ماتياس كورفينوس|متياس كورڤن]] ابن [[يوحنا هونياد]]، فإن أباه اصطحب في رحلة هروبه من قوصوه القُمَّس الكرواتي مارتن فرانقبان {{لغة-كرواتية|Martin II Frankopan Tržački}} (توفي 1479م) حاكم ترسات {{لغة-كرواتية|Trsat}} وڤينودول {{لغة-كرواتية|Vinodolska}} وباكار {{لغة-كرواتية|Bakar}} مع مائتي فارس، ولكن [[ديسبوتية الصرب|الديسپوت الصربي]] [[جريج برانكوفيتش|برانكوڤيتش]] أمر بالسماح لجميع اللاجئين بالمرور بحرية، باستثناء هونياد، الذي أمر بالقبض عليه، حيث اعتبره مسؤولاً عن جميع الأضرار والسرقات التي قام بها جيشه على الأراضي الصربية. <ref group="la" name="Ferrant7" />

اختبأ هونياد أثناء رحلة هروبه للعودة إلى موطنه، وتسلل ليتخفى عن أعين الناس، واضطر للتخلص من حصانه لكي لا يُعرف، وحارب اللصوص على الطريق وقطّاع الطرق، واضطر إلى التسول للحصول على الطعام.

وخلال إحدى محطات استراحته بالقرب من كلادوڤو {{لغة-صربية|Кладово / Kladovo}} بشرق صربيا، تعرَّف عليه بعض الجند واقتادوه إلى العاصمة الصربية [[سميديريفو|سمندرية]]، حيث سُجن.

=== تضارب التأريخ الصربي والمجري ===
المزيد من الأحداث موصوفة بشكل مختلف ما بين التأريخ الصربي والمجري. قدّم المؤرخ الصربي [[فلاديمير تشوروفيتش|فلاديمير تشوروڤيتش]] (1885م-1941م) وثيقة تاريخية تُفيد بأن [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] لم يرغب في تسليم [[يوحنا هونياد]] الأسير لديه إلى [[مراد الثاني|السلطان مراد الثاني]]، <ref group="la" name="Ferrant7" /> فقد احتجزه فقط وتفاوض معه على شروط مواتية للحصول على فدية. وعلى العكس من ذلك، كتب المؤرخ المجري بانلاكي (1863م-1945م) {{لغة-مجرية|Bánlaky József}} المُعاصر [[فلاديمير تشوروفيتش|لفلاديمير]]، أنه وفقاً لمعلومات الكُتَّاب المعاصرين للمعركة، عرض [[جريج برانكوفيتش|برانكوڤيتش]] على [[مراد الثاني|السلطان مراد الثاني]] تسليم العدو المأسور إليه، ولكن السلطان مراد رفض.

== خسائر المعركة ==
[[ملف:Johann Christian Engel (cropped).jpg|بديل=|تصغير|206x206px|وفقاً [[مؤرخ|للمؤرخ]] النمساوي [[يوهان كريستيان فون إنجل|يوهان كريستيان ڤون إنجل]] فقد قُتل 9000 مجري، وهذا الرقم متوافق مع ما ذكره أنطونيو بونفيني (1427م-1502م) ومؤلفو تاريخ كمبردج للقرون الوسطى.]]
[[ملف:Joseph von Hammer-Purgstall. Benedetti (um 1857).jpg|بديل=|تصغير|242x242px|[[جوزيف فون هامر-برجشتال|جوزيف ڤون هامر]]، [[مستشرق]] نمساوي، رفع تقدير المؤرخ البيزنطي لاونيكوس تشالكوكونديلوس الذي عاصر المعركة، لتعداد الجيش العثماني: من 15 ألفاً إلى 150 ألفاً بعد مرور أربعمائة عام على المعركة، متعللاً بخطأ في النسخ وبدون تقديم أي دليل.]]
=== تقييمات المؤرخين ===
وفقاً لمعظم المؤرخين، فإن جيش هونياد قد فقد سبعة عشر ألف جُندي في المعركة.

وفقاً للمؤرخ الإيطالي أنطونيو بونفيني (1427م-1502م)، ذكر السلطان مراد الثاني في رسالته إلى مدينة [[كورنث|كورنثة]] [[اليونان|اليونانية]] أن ثمانية آلاف مجري قُتلوا في المعركة.

وفقاً [[مؤرخ|للمؤرخ]] النمساوي [[يوهان كريستيان فون إنجل|يوهان كريستيان ڤون إنجل]] فقد قُتل تسعة آلاف مجري.

اعتبر مؤلفو تاريخ كمبردج للقرون الوسطى، أن ثمانية آلاف جُندي أكثر واقعية، مضيفين أن زهرة النبلاء المجريين قد قُتلوا في تلك المعركة.

كما أفاد [[يوهان كريستيان فون إنجل|يوهان إنجل]] دون الإشارة إلى أي مصدر، بأن السلطان مراد قد أعدم ستة آلاف أفلاقي من الذين انحازوا إلى جانبه وأطلق سراح رئيسهم والبقية الباقية منهم على وعدٍ بدفع الجزية وتقديم فيلق عسكري كل عام للخدمة في الجيش العثماني. ذكر [[يوهان كريستيان فون إنجل|يوهان إنجل]] أن قوام هذا الفيلق تراوح ما بين سبعمائة إلى ثلاثمائة جندي مشاة وأربعمائة من سلاح الفرسان. خالفه [[مستشرق|المستشرق]] [[النمسا|النمساوي]] [[جوزيف فون هامر-برجشتال|جوزيف ڤون هامر]]، وذكر أن ذلك الفيلق مكوّن من سبعة آلاف محارب.

هذا التضارب الضخم في تأريخ عدد أفراد الفيلق بسبعة أضعاف بين النمساويين المعاصرين لبعضهما في الزمان والمكان وقد توفر لهما نفس المصادر المتاحة، المؤرخ [[يوهان كريستيان فون إنجل|يوهان إنجل]] ([[1770|1770م]] – [[1814]][[تقويم ميلادي|م]]) والمستشرق [[جوزيف فون هامر-برجشتال|جوزيف ڤون هامر]] (1774م-1856م)، ليس له مجال للتقدير الشخصي ولكنه لا بد أن يعتمد على مصدر تاريخي بحسب أصول التأريخ، وعليه، تظهر عدم المسئولية التاريخية وانحياز المستشرقين ومنهم [[جوزيف فون هامر-برجشتال|جوزيف ڤون هامر]] سالف الذِكر، خاصة وأنه قد رفع أيضاً تقييم عدد الجيش العثماني من خمسة عشر ألف بحسب تقدير المؤرخ البيزنطي اليوناني لاونيكوس تشالكوكونديلوس (1430م-1470م) المعاصر للمعركة، إلى مائةٍ وخمسين ألفاً، متعللاً بتصحيف وخطأ في النسخ بدون تقديم أي دليل، لكي يبرر الهزيمة المدوية للصليبيين.

ومن ناحية أخرى، فإن عدم ذكر [[يوهان كريستيان فون إنجل|يوهان إنجل]] لأي مصدر تاريخي حول خبر إعدام السلطان لمن انحازوا إليه من الأفلاق، خاصة عدم ورود ذلك الخبر في المصادر السابقة عليه خلال أربعمائة عام بعد المعركة، ينفي هذا الخبر بالكلية ويشكك بمصداقية روايات [[يوهان كريستيان فون إنجل|إنجل]] كمؤرخ محايد.

استشهد «[[نشري|محمد نشري]]» (1450م - 1520م) {{تر|Mehmed Neşrî}} المؤرخ العثماني المولود بعد المعركة بعامين، بأرقام بعيدة كل البعد عن الواقعية: «حاولوا إحصاء عدد القتلى، لكنهم تمكنوا من استنتاج أن هناك ما بين ثمانين إلى تسعين ألف جثة. كان من المستحيل حساب القتلى بدقة: الجبال والصخور والحقول والصحراء، كل شيء كان مليئاً بالموتى، ومن بينهم وجدوا فقط خمسة عشر مسلماً مقتولاً».<ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Нешри||p=}}</ref>

=== قتلى المعركة ===
* قُتل النبيل «يوحنا سزكيلي» (John Székely de Szentgyörgy) [[بان (لقب)|بان]] الكروات (1446م-1448م) وصهر [[يوحنا هونياد]] (أخو زوجته) في اليوم الثاني للمعركة، 18 أكتوبر 1448م، وكان هو قائد ميسرة الجيش الصليبي.<ref group="la" name="Ferrant7" />
* قُتل النبيل «فرانكو تالوتشي» {{لغة-مجرية|Tallóci Frank}} الذي حارب العثمانيين في [[معركة فارنا|معركة ڤارنا]] سنة 1444م وكان وقتها هو [[بان (لقب)|بان]] الكروات (1444م-1446م)، ثم فرّ بعد الهزيمة.<ref group="la" name="Ferrant7" />
* قُتل النبيل «إمرة بابك» {{لغة-مجرية|Bebek Imre}} [[فويفود ترانسيلفانيا|ڤويڤود ترانسيلڤانيا]].<ref group="la" name="Ferrant7" />
* قُتل النبيل «إمرة ماركالي» {{لغة-مجرية|Marcali Imre}}.<ref group="la" name="Ferrant7" />
* قُتل النبيل «تاماس زيكسي» {{لغة-مجرية|Szécsi Tamás}}.<ref group="la" name="Ferrant7" />

== آثار ما بعد المعركة ==
{{صندوق اقتباس|align=left|width=240|اقتباس="عانى مثل يوحنا (هونياد) في كوسوڤو"|المصدر=مَثَل شعبي بَلقاني}}
لم تستطع دول [[البلقان]] المسيحية مقاومة [[الدولة العثمانية|العثمانيين]] بعد هذه الهزيمة النكراء، وانضوت في النهاية تحت سيطرة [[الدولة العثمانية]]. وبسبب فشل الحملة الصليبية السادسة التي نظمتها الدول المسيحية ضد الدولة العثمانية، قبلت الدول الأوروبية وجود العثمانيين في [[البلقان]] واستمروا في موقف المدافعين حتى [[حصار فيينا|حصار فيينا الآخر]] عام 1683م، وبذلك ضمنت الدولة العثمانية أمن المنطقة حتى ضفاف [[دانوب|نهر الدانوب]].

بعد المعركة، قبض [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] على [[يوحنا هونياد|هونياد]] أثناء مروره بأراضيه في رحلة هروبه للعودة إلى وطنه، ولم يُفرج عنه حتى اتفقا في نهاية شهر نوڤمبر بعد أيام عديدة من المناقشة على شروط الإفراج التالية:
* نسيان ونبذ العداوة القديمة بينهما.
* تعهد [[يوحنا هونياد|هونياد]] بعدم مهاجمة إقطاعات برانكوڤيتش في المجر، وفي المستقبل، لن يمر الجيش المجري عبر الصرب إلا بناءً على دعوة أو لمساعدة أميرها، وتتعهد المجر بمساعدة الصرب ضد أعدائها.
* دفع فدية قدرها مائة ألف [[فلورين (عملة إيطالية)|فلورين]] لبرانكوڤيتش، ثمن الأضرار التي ألحقها جيشه ببلاد الصرب، واعتبر المجريون هذا الاتفاق بأنه ليس تعويضاً عن الضرر، بل فدية.<ref group="la" name="Pál1" />
* عودة جميع البلاد والأراضي التي كانت مملوكة سابقاً للديسپوت الصربي برانكوڤيتش واستلبها منه هونياد عام 1444م، تحت جناح الصرب.
[[ملف:HUF 1000 1998 obverse.jpg|تصغير|220x220بك|[[نقود|عملة نقدية]] حديثة بقيمة ألف [[فورنت مجري]]، عليها صورة الملك [[ماتياس كورفينوس|متياس كورڤن]] ابن [[يوحنا هونياد]]، الذي أظهرت وثائقه أن أباه [[يوحنا هونياد|هونياد]] قد فرّ من المعركة بصحبة القُمَّس مارتن فرانقبان ومائتي فارس، وعندما مرّ بالأراضي الصربية، ألقى [[جريج برانكوفيتش|برانكوڤيتش]] [[ديسبوتية الصرب|ديسپوت الصرب]] القبض عليه وسمح للآخرين بالعبور في أراضيه بحرّية.]]
* اتُفق على تزويج وريث هونياد من ابنة برانكوڤيتش،<ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Molnár|2001|p=65}}</ref> وأن يبقى هذا الوريث المستقبلي رهينة عند الديسپوت برانكوڤيتش حتى يفي والده بوعوده.
[[ملف:Mihai_1600-ar.png|بديل=|تصغير|270x270بك|الإمارات [[دانوب|الدانوبية]] الثلاث (مقاطعات [[رومانيا]] الحديثة): [[الأفلاق]] و[[البغدان (إقليم)|البغدان]] والأردل ([[ترانسيلفانيا|ترانسيلڤانيا]]) لم تستطع بعد معركة قوصوه الثانية مقاومة تغلغل العثمانيين.|يمين]]
خلال الفترة المتبقية من حكم [[يوحنا هونياد|هونياد]]، نجح في الدفاع عن [[مملكة المجر]] ضد الحملات العثمانية، حتى عُزل من منصبه وصادر [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] جميع إقطاعياته، وبهذا أُنهيت السيادة المجرية على الصرب، ومنذ ذلك الحين أصبح [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] يعتمد بالكامل على دعم العثمانيين.

بعد انتصار العثمانيين في قوصوه، خرجوا بحملة عسكرية جديدة لتأديب [[إسكندر بك]] الذي أعلن استقلاله في بلاد الأرناؤوط وواصل مقاومته بنجاح حتى وفاته عام 1468م، مُؤجلاً النتيجة الحتمية، إذ بعد عشر سنوات أصبحت البلاد كلها تحت السيطرة العثمانية الكاملة عام 1478م.

على الرغم من أن الهزيمة في المعركة كانت خطوة إلى الوراء بالنسبة للصليبيين الذين قاوموا الفتح العثماني لأوروپا في ذلك الوقت، إلا أنها لم تشكل «ضربة قاضية للقضية»، حيث ظل يوحنا هونياد قادراً على إبقاء المقاومة المجرية نشطة ضد العثمانيين بقية حياته، وبلغت ذروتها بالفوز في معركة [[حصار بلغراد (1456)|حصار بلغراد]] عام 1456م عندما هجمت المملكة المجرية على مخيم العثمانيين مما أفضى إلى قتلى وجرحى فقرر السلطان [[محمد الفاتح]] فك الحصار والانسحاب.

من المؤكد أن نتائج معركة قوصوه الثانية كانت أكثر ضرراً على الصرب والإمارات [[دانوب|الدانوبية]] ([[الأفلاق]] و[[مولدوفا|البغدان]] و[[ترانسيلفانيا|الأردل]]) التي لم تستطع بعد تلك الهزيمة مقاومة تغلغل العثمانيين الذين كانوا على وشك إنهاء الإمبراطورية البيزنطية بعد المعركة بخمس سنوات، حتى أتمُّوا [[فتح القسطنطينية]] عام 1453م.

== الآثار [[علم السكان|السُكَّانيَّة]] للمعركة ==
* بعد المعركة مباشرة، أُصيب «سهل كوسوڤو» [[طاعون|بالطاعون]] لدرجة أنه كان من المستحيل العيش فيه لسنوات طويلة بعد أن كان منطقة خصبة.
* في وقت لاحق غادر السكان [[صرب|الصربيون]] كوسوڤو وحل محلهم عدد كبير من [[ألبان|الألبان]] ([[أرناؤوط|الأرناؤوط]]) الذين ما زالوا يعيشون هناك.
* على الرغم من أن الصرب لم يشاركوا في معركة قوصوه الثانية، إلا أن هذه المعركة ساهمت على الأرجح في تشكيل الأسطورة الوطنية الصربية حول معركة قوصوه الأولى.
* تحققت [[أسلمة]] كامل دول [[البلقان|شبه جزيرة البلقان]] خلال [[قرن (زمن)|القرنين]] التاليين.

== المعركة في التراث الشعبي البلقاني ==
* {{صندوق اقتباس|align=left|width=240|اقتباس=تتكون الأغاني الشعبية البلقانية الرثائية عادةً من خمسة عشر إلى ستة عشر مقطعاُ لفظياً (بيتاً)، مع [[وقف (عروض)|التوقف عند منتصف بيت الشعر]] السابع أو الثامن، وقطع سَير الإيقاع في منتصف بيت الشعر تقريباً، لتسهيل قراءته وتجميلها بعد المقطع.|المصدر=الأغاني الشعبية البلقانية}}
حُفظت ذكرى هذه المعركة من خلال العديد من الأغاني الشعبية، وخاصة [[دالماسيا|الدالماسية]] (يقع معظم [[دالماسيا]] في [[كرواتيا]] الحديثة).
* يقول الناس في المثل الشعبي: {{مض|عانى مثل يوحنا (هونياد) في كوسوڤو}} {{صربية|Страдао као Јанко на Косову}}. <ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Corovic||p=}}</ref>
* في الملاحم الشعبية الصربية، يُصور هونياد بشكل مشبوه، إذ تُصوِّر أغنية فلكلورية صربية قديمة عن المعركة [[يوحنا هونياد|هونيادَ]] بأنه «مُهددٌ للإيمان». في الأغنية الشعبية: يسأل [[جريج برانكوفيتش|برانكوڤيتش]] هونياد قبل المعركة ماذا سيحدث بعد انتصار المجريين على العثمانيين قائلاً: «ما مدى إيمانكم بنا؟» ثم يرسل [[جريج برانكوفيتش|برانكوڤيتش]] سفيره إلى [[مراد الثاني|السلطان مراد]] بنفس السؤال، فيجيبه السلطان بسؤال آخر: «لقد بنيتُ مسجداً وكنيسة بجوار بعضهما البعض، فمن يريد الذهاب إلى المسجد؟ ومن يريد الذهاب إلى الكنيسة المقابلة له؟». وهكذا، وفقاً لهذه الأغنية الشعبية، فإنها تُلمح بأن [[يوحنا هونياد|هونياد]] كاثوليكي [[تعصب|متعصب]] يُهدد الصرب بتحويلهم إلى العقيدة الكاثوليكية في حال ما إذا ما انتصر؛ بينما في المقابل يتعهد [[مراد الثاني|السلطان مراد]] بعدم التدخل في اتباع الصرب لمذهبهم الأرثوذكسي. وهذا ما يفُسِّرُ في الملحمة الصربية رفض [[جريج برانكوفيتش|برانكوڤيتش]] مساعدة المجريين بأنه أراد أن يُحافظ على مذهب الصرب الأرثوذكسي رافضاً تحولهم إلى الكاثوليكية.
* رغم أن الملاحم الشعبية التراثية الصربية تظهر موقف [[ديسبوتية الصرب|الديسپوت الصربي]] [[جريج برانكوفيتش|برانكوڤيتش]] بأنه أراد الحفاظ على الأرثوذكسية، إلا أن هناك أغاني تراثية أخرى تُقدَّمه على أنه «فاسد وجشع وشرير».

== تأريخ المعركة ==
[[ملف:San Juan Capistrano.jpg|بديل=|تصغير|203x203px|[[الكاهن في الكاثوليكية|الكاهن الكاثوليكي]] الإيطالي «يوحنا كاپسترانو» أعلن أن [[جريج برانكوفيتش|جريج برانكوڤيتش]]: «كافر وخصم [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|للكنيسة الرومانية]]».]]
* ألقى التأريخ المجري بنمط تقليدي باللوم على [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] بأنه كان سبب فشل الحملة المجرية التي خرج بها [[يوحنا هونياد]].
* وفقاً للمؤرخ البيزنطي اليوناني لاونيكوس تشالكوكونديلوس (1430م-1470م) المُعاصر للمعركة، فإن [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] لم يعتبر الجيش المجري قوياً بما يكفي لهزيمة العثمانيين، فاختار عدم المخاطرة مع الصليبيين بدولته المُستعادة حديثاً بعد أن ردّها له العثمانيون تحت بنود معاهدة أدرنة-سكدين سنة 1444م.
* اعتبر المؤرخون الصرب أن رفض [[جريج برانكوفيتش|برانكوڤيتش]] المسيحي الانضمام إلى جانب الحملة المجرية الصليبية ومولقفه المناوئة لها، كان بسبب قلقه على بلاده.
* بحسب المعتقدات التأريخية الكاثوليكية، أُعلن [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] خائناً: «كافراً وخصماً للكنيسة الرومانية» كما دعاه بذلك [[الكاهن في الكاثوليكية|الكاهن الكاثوليكي]] الإيطالي «يوحنا كاپسترانو» (24 يونيو 1386م-23 أكتوبر 1456م){{إيطالية|San Giovanni da Capestrano}} في رسالة إلى البابا [[كاليستوس الثالث]].<ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Maksimović|2014|p=153}}</ref>
قاد [[الكاهن في الكاثوليكية|الكاهن]] «يوحنا كاپسترانو» حملة صليبية وهو بعمر السبعين مع [[يوحنا هونياد]] لرفع الحصار العثماني عن بلغراد عام 1456م،<ref group="la" name="foley2">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Foley|2016|p=}}</ref> فلُقِّب بـ«الكاهن الجندي»، كما لُقِّب أيضاً بـ«آفة اليهود» لتحريضه على العنف ضد اليهود،<ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gottheil|1908|p=554}}</ref> وتوفي في 23 أكتوبر1456م [[طاعون دملي|بالطاعون الدملي]] بسبب الظروف غير الصحية السائدة بين جيوش الصليبيين.<ref group="la" name="foley2" />
* ذكر الأسقف [[كاثوليكية|الكاثوليكي]] والمؤرخ والسياسي المجري [[ميهالي هورفاث|ميخائيل هورفاث]] {{لغة-مجرية|Horváth Mihály}} ([[1809]]<nowiki/>م- [[1878|1878م]]): {{اقتباس مركزي|هي واحدة من أشهر المعارك في تاريخ المجر.}}
[[ملف:Philostratus Filóstrato.jpg|بديل=|تصغير|197x197px|المؤرخ الإيطالي «أنطونيو بونفيني» (1427-1502م) مؤرخ البلاط المجري الذي كتب مؤلفه المعروف: «تاريخ المجر»، ادعى أن [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] كشف عن خطط [[يوحنا هونياد|هونياد]] للسلطان [[مراد الثاني]]، وأنه كان يُخبر السلطان يومياً بمستجدات حملة الجيش المجري.]]
* اعتمد التأريخ المجري من غير نقد نسخة [[النهضة الإنسانية|النهضوي]] والشاعر الإيطالي «أنطونيو بونفيني» {{إيطالية|Antonio Bonfini}} (1434-1503م) الذي كان مؤرخاً للبلاط المجري وأسند إليه الملك [[ماتياس كورفينوس|متياس كورڤن]] كتابة «تاريخ المجر» {{لغة-مجرية|Magyarország története}}.<ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Britannica2|2015|p=}}</ref> لم يدَّعي «أنطونيو بونفيني» فقط أن [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] قد كشف عن خطط [[يوحنا هونياد|هونياد]] للسلطان [[مراد الثاني]]، بل أضاف أيضًا أن برانكوڤيتش كان يُخبر السلطان يومياً بمستجدات حملة الجيش المجري.<ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Pálosfalvi|2018|p=155}}</ref>
<ref group="la" name="Szalay-Baróti" />

* بناء على رواية «أنطونيو بونفيني»، لم يدخر المؤرخ المجري «لاجوس كيس» {{لغة-مجرية|Kiss Lajos}} أي لعنات إلا وصبّها على [[ديسبوتية الصرب|الديسپوت الصربي]] برانكوڤيتش،<ref group="la">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Kiss|1895|p=26}}</ref> فذكر على سبيل المثال:
{{اقتباس مركزي|سيرة برانكوڤيتش الطويلة هي سلسلة متصلة من المكر والازدواج والتردد والخيانة، وهو تقليد عائلي، إذ أن والده ڤوك برانكوڤيتش قد خان الصرب من قبل في [[معركة قوصوه|معركة كوسوڤو (المعركة الأولى عام 1389م)]].}}
* كما كتب «أنطونيو بونفيني»:
{{اقتباس مركزي|لم يكن نهر سيتنيكا يفيض بالأسماك، بل بجثث الموتى.}}
* مؤرخ مجري آخر هو «ج. سالي» {{لغة-مجرية|J. Salai}}، دعا [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] بـ«الحقير المُسِنّ»، وصرَّح بأن أعمال [[جريج برانكوفيتش|جُريج برانكوڤيتش]] «جبانة وغير أمينة».<ref group="la" name="Szalay-Baróti"/>
[[ملف:يلماز أوزتونا.jpg|بديل=|تصغير|150x150بك|الكاتب والمؤرخ والصحفي التركي [[يلماز أوزتونا]]، ذكر أن الحرب استمرت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، وأن الطرفان كانا يملكان المدافع.]]
* [[إسماعيل حقي أوزون تشارشيلي]] (23 أغسطس 1888م - 10 أكتوبر 1977م) {{تر|İsmail Hakkı Uzunçarşılı}} أكاديمي ومعلم وسياسي وعضو پرلماني ومؤرخ تركي، ويُعتبر من الأسماء التي قدمت مساهمات مهمة في [[تاريخ الدولة العثمانية|التاريخ العثماني]] بدراساته. أرّخ لعدد الجيشين المتحاربين في معركة قوصوه الثانية بقرابة تسعين ألف جندي من ائتلاف الجيوش الصليبية، مقابل قرابة مائة ألف جندي من الجيش العثماني. وهذا التقدير يتوافق مع شراسة المعركة التي استمرت ثلاثة أيام، حيث أنها إحدى أطول الحروب وأكثرها دموية في أوائل العهد العثماني، مخالفاً بذلك المؤرخين الغربيين الذين بالغوا في تقديراتهم ليُوصلوا الجيش العثماني إلى عشرة أضعاف الجيش الصليبي لكي يُبرروا أسباب تلك الهزيمة النكراء، ولو كانت تلك التقديرات صحيحة لانتهت المعركة في غضون أقل من يوم واحدٍ كما هو حال حروب ذلك العصر. وتقييم المؤرخ [[إسماعيل حقي أوزون تشارشيلي|إسماعيل حقي]] لجيش الصليبيين يقارب نفس التقييم الذي قدّره المؤرخ الصربي المعاصر والأستاذ الجامعي والمؤلف [[الأكاديمية الصربية للعلوم والفنون|الأكاديمي]] [[فلاديمير تشوروفيتش|فلاديمير تشوروڤيتش]] (27 أكتوبر 1885م - 12 أبريل 1941م) الذي أرّخ عدد جيش الصليبيين بحوالي سبعين ألف جندي.
* وفقًا لمؤلفي «تاريخ كمبردج في العصور الوسطى»: {{اقتباس مركزي|كانت عواقب الهزيمة في هذه المعركة بالنسبة للمجر وأوروپا الغربية مروعة!}}
* ذكر الكاتب والمؤرخ والصحفي التركي: [[يلماز أوزتونا]] ([[20 سبتمبر]] [[1930|1930م]] - [[9 فبراير]] [[2012]]م)، أن الصليبيون كانوا منقسمين إلى ثمانيةٍ وثلاثين كتيبة، معظمهم لا يعرفون لغة بعض، وأن الكتائب قاتلت بشجاعة وخاصة الكتائب المجرية، وكان الطرفان يملُكان المدافع. كانت تلك الحملة هي المحاولة السادسة والأخيرة للصليبيين لإخراج العثمانيين من البلقان، فتحولوا بعدها إلى موقف المُدافع وليس المُهاجم. {{اقتباس مركزي|كانت تلك الحملة هي المحاولة السادسة والأخيرة للصليبيين لإخراج العثمانيين من البلقان<ref name="أوزتونا"/>}}

== المراجع ==
;باللُّغة العربيَّة
{{مراجع}}
;بِلُغاتٍ أجنبيَّة
{{مراجع|مجموعة="la"|2|محاذاة=نعم}}
=== ثبت المراجع ===
==== باللُّغة العربيَّة ====
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q113541212|ref={{SfnRef|فريد|1981}}}}
* {{استشهاد بويكي بيانات|Q114356334| ref ={{SfnRef|أوزتونا|1988}}}}
==== بِلُغاتٍ أجنبيَّة ====
{{بداية المراجع|2|محاذاة=نعم}}
* {{استشهاد بكتاب |ref={{SfnRef|Antoche|2017}}|الأخير=Antoche |الأول=E.C. |الفصل= Hunyadi’s Campaign of 1448 and the Second Battle of Kosovo Polje (October 17–20)|عنوان=Reconfiguring the Fifteenth-Century Crusade |محرر1-الأخير=Housley |محرر1-الأول=Norman |ناشر=Palgrave Macmillan |سنة=2017 |isbn=9781137462800|لغة=en}}
* {{استشهاد بموسوعة|موسوعة= [[موسوعة بريتانيكا|Encyclopædia Britannica]]|عنوان= Antonio Bonfini: Italian humanist|لغة= en|طبعة= الإلكترونيَّة|ناشر= [[الموسوعة البريطانية المحدودة (شركة)|Encyclopædia Britannica, Inc.]]|مسار= https://www.britannica.com/biography/Antonio-Bonfini|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20150426192001/http://www.britannica.com/EBchecked/topic/1091467/Antonio-Bonfini|تاريخ أرشيف= [[26 أبريل]] [[2015]]|ref= {{SfnRef|Britannica2|}}}}
* {{استشهاد|الأخير=Babinger|الأول=Franz|عنوان=Mehmed the Conqueror and His Time|مسار=https://books.google.com/books?id=PPxC6rO7vvsC|سنة=1992|ناشر=Princeton University Press|isbn=9780691010786|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20160504211939/https://books.google.com/books?id=PPxC6rO7vvsC|تاريخ أرشيف=2016-05-04|لغة=en|ref={{SfnRef|Babinger|1992}}}}
* {{استشهاد بموسوعة|موسوعة= [[موسوعة بريتانيكا|Encyclopædia Britannica]]|عنوان= Battle of Kosovo: Balkans [1448]|لغة= en|طبعة= الإلكترونيَّة|ناشر= [[الموسوعة البريطانية المحدودة (شركة)|Encyclopædia Britannica, Inc.]]|مسار= https://www.britannica.com/event/Battle-of-Kosovo-Balkans-1448|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190508022042/https://www.britannica.com/event/Battle-of-Kosovo-Balkans-1448|تاريخ أرشيف= [[8 مايو]] [[2019]]|ref= {{SfnRef|Britannica|}}}}
* {{Книга|автор=Bánlaky, József |часть=Az 1448. évi rigómezei hadjárat.|ссылка часть=http://mek.oszk.hu/09400/09477/html/0010/776.html|заглавие=A magyar nemzet hadtörténelme|ссылка=|ответственный=|издание=|место=|издательство=Grill K|год=1929|страницы=|страниц=|isbn=|isbn2=|ref={{SfnRef|Bánlaky|1929}}}}
* {{استشهاد بكتاب |الأخير=Bennett |الأول=Matthew |مسار=https://archive.org/details/hutchinsondictio0000benn/page/336 |عنوان=The Hutchinson Dictionary of Ancient & Medieval Warfare |تاريخ=1998 |ناشر=Fitzroy Dearborn Publishers |isbn=9781579581169 |مكان=Chicago |مؤلف-وصلة=:en:Matthew Bennett (historian) |التسجيل=registration |ref={{SfnRef|Bennett|1998}} }}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Чорович|مؤلف1-الأول=Владимир|عنوان=Историја српског народа|الفصل=Разлаз између деспота и Мађара|مسار= https://www.rastko.rs/rastko-bl/istorija/corovic/istorija/4_7.html|سنة=1989|ناشر=Beogradski|لغة=bg|ref={{SfnRef|Ćorović|1989}}|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230525210435/http://www.rastko.rs/rastko-bl/istorija/corovic/istorija/4_7.html|تاريخ أرشيف=2023-05-25}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Cezar |مؤلف1-الأول=Mustafa  |عنوان=Mufassal Osmanlı Tarihi: Resimli-Haritalı |المجلد=1 |سنة=2010|ناشر=Türk Tarih Kurumu Basımevi |مكان=Ankara |لغة=tr |isbn=9789751623218 |ref={{SfnRef|Cezar|2010}}}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Christian von Engel|مؤلف1-الأول=Johan|مؤلف-وصلة=يوهان كريستيان فون إنجل|عنوان=Geschichte des ungarichte des ungarischen Reichs|مسار=https://archive.org/details/geschichtedesung31engeuoft/mode/2up|سنة=1834|ناشر=F. Volke|مكان=Wien|لغة=de|ref={{SfnRef|Engel|1834}}}}
* {{استشهاد بموسوعة|الأخير= Emecen|الأول= Feridun|موسوعة= TDV İslâm Ansiklopedisi|عنوان= VARNA MUHAREBESİ|لغة= tr|تاريخ= [[2012]]|ناشر= TDV İslâm Araştırmaları Merkezi|المجلد= 42|مسار= https://cdn2.islamansiklopedisi.org.tr/dosya/42/C42013794.pdf|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191215113050/https://islamansiklopedisi.org.tr/varna-muharebesi|تاريخ أرشيف= [[15 ديسمبر]] [[2019]]|ref= {{SfnRef|Emecen|2012}}}}
* {{استشهاد ويب|مسار= http://www.americancatholic.org/Features/Saints/saint.aspx?id=1177|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20160408025748/http://www.americancatholic.org/Features/Saints/saint.aspx?id=1177|تاريخ أرشيف= 8 أبريل 2016|عنوان= St. John of Capistrano (1386-1456)|الأخير= Foley|الأول= Leonard|تاريخ= [[8 أبريل]] [[2016]]|موقع= American Catholic|ref= {{SfnRef|Foley|2016}}}}
* {{استشهاد|الأخير=Frashëri|الأول=Kristo|عنوان=Gjergj Kastrioti Skënderbeu: jeta dhe vepra, 1405–1468|مسار= https://books.google.com/books?id=vwR3PQAACAAJ|سنة=2002|ناشر=Botimet Toena|لغة=sq|isbn=9992716274|ref={{SfnRef|Frashëri|2002}}|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230414080736/https://books.google.com/books?id=vwR3PQAACAAJ|تاريخ أرشيف=2023-04-14}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Freiherr von Hammer-Purgstall|تاريخ أرشيف=[[19 سبتمبر]] [[2020]]|مؤلف1-الأول=Joseph|عنوان=Histoire de L'Empire Ottoman|مسار=https://books.google.ru/books?id=DQspAAAAYAAJ|سنة=[[1840]]|ناشر=Parent-Desbarres|لغة=fr|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200919071029/https://books.google.ru/books?id=DQspAAAAYAAJ|ref={{SfnRef|Hammer-Purgstall|1840}}}}
* {{استشهاد بموسوعة|مؤلف1-الأخير=Gottheil|مؤلف1-الأول=Richard|مؤلف2-الأخير=Rosenthal|مؤلف2-الأول=Herman|موسوعة=Jewish Encyclopedia|عنوان=CAPISTRANO, JOHN OF|تاريخ=1908|ناشر=Funk & Wagnalls|لغة=en|المجلد=3|مسار=https://www.jewishencyclopedia.com/articles/4004-capistrano-john-of|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20190902165829/http://www.jewishencyclopedia.com/articles/4004-capistrano-john-of|تاريخ أرشيف=[[2 سبتمبر]] [[2019]]|ref={{SfnRef|Gottheil|1908}}}}
* {{استشهاد بكتاب|محرر1= J. R. Tanner|محرر2= C. W. Previté|محرر3= Z. N. Brooke|عنوان= The Cambridge Medieval History|طبعة= 1|المجلد= IV:  The Eastern Roman Empire 717-1453|مسار= https://archive.org/details/cambridgemedieva04buryuoft/mode/2up|سنة= [[1923]]|ناشر= Cambridge University Press|مكان= Cambridge|لغة= en|ref= {{SfnRef|Cambridge Medieval History|1923}}}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=József|مؤلف1-الأول=Bánlaky|عنوان=A Magyar Nemzet Hadtörténelme|طبعة=الإلكترونيَّة|مسار=http://mek.oszk.hu/09400/09477/html/0010/776.html|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20180902183943/http://mek.oszk.hu/09400/09477/html/0010/776.html|تاريخ أرشيف=[[2 سبتمبر]] [[2018]]|سنة=2001|ناشر=Arcanum Adatbázis Kft.|لغة=hu|ref={{SfnRef|Bánlaky|2001}}}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1=Kenneth|الأول=Setton|عنوان=The papacy and the Levant, 1204–1571: The thirteenth and fourteenth centuries|مسار=https://books.google.com/?id=0Sz2VYI0l1IC&pg=PA100&lpg=PA100&dq=ragusa+Kastriot+senate#v=onepage&q=ragusa%20Kastriot%20senate&f=false|تاريخ الوصول=December 8, 2010|المجلد=II|سنة النشر الأصلية=1978|سنة=1997|ناشر=American Philosophical Society|مكان=Philadelphia|ISBN=9780871691279|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200205092731/https://books.google.com/?id=0Sz2VYI0l1IC&pg=PA100&lpg=PA100&dq=ragusa+Kastriot+senate#v=onepage&q=ragusa%20Kastriot%20senate&f=false|تاريخ أرشيف=2020-02-05|ref={{SfnRef|Setton|1997}}|لغة=en}}
* {{استشهاد بدورية محكمة|الأخير= Lajos|الأول= Kiss|دورية= Hadtörténelmi Közlemények|مسار= http://epa.oszk.hu/00000/00018/00110/pdf/EPA00018_hadtortenelmi_1895_001-042.pdf|عنوان= A Rigómezei hadjárat (Az 1894-ik évi hadtörténelmi pályázaton pályadíjjal kitüntetett munka)|المجلد= 8|العدد= 1|سنة= [[1895]]|لغة= hu|ref= {{SfnRef|Kiss|1895}}|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221023180251/http://epa.oszk.hu/00000/00018/00110/pdf/EPA00018_hadtortenelmi_1895_001-042.pdf|تاريخ أرشيف=2022-10-23}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Lampel|مؤلف1-الأول=Róbert|مؤلف2-الأخير=Szalay|مؤلف2-الأول=József|عنوان=A magyar nemzet története: Magyarország története a vegyes házakból származott királyok korában|مسار= http://mek.niif.hu/00800/00892/html/doc/c300048.htm|سنة=1895|ناشر=Wodianer F. és fiai|لغة=hu|ref={{SfnRef|Szalay-Baróti|1895}}|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230406050220/http://mek.niif.hu/00800/00892/html/doc/c300048.htm|تاريخ أرشيف=2023-04-06}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Maksimović|مؤلف1-الأول=Milomir|عنوان=nos despota Đurđa Brankovića i Janoša Hunjadija u srpskim epskim pesmama|مسار= https://www.academia.edu/12931504/Odnos_despota_%C4%90ur%C4%91a_Brankovi%C4%87a_i_Jano%C5%A1a_Hunjadija_u_srpskim_epskim_pesmama_Relations_between_despot_George_Brankovi%C4%87_and_%D0%88ohn_J%C3%A1nos_Hunyadi_in_Serbian_epic_poems|سنة=2014|ناشر=Fiatal Szlavisták Budapesti Nemzetközi Konferenciája|مكان=Budapest|لغة=ro|ref={{SfnRef|Maksimović|2014}}|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221027205035/https://www.academia.edu/12931504/Odnos_despota_%C4%90ur%C4%91a_Brankovi%C4%87a_i_Jano%C5%A1a_Hunjadija_u_srpskim_epskim_pesmama_Relations_between_despot_George_Brankovi%C4%87_and_%D0%88ohn_J%C3%A1nos_Hunyadi_in_Serbian_epic_poems|تاريخ أرشيف=2022-10-27}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Molnár|مؤلف1-الأول=Miklós|عنوان=A Concise History of Hungary|طبعة=المُصوَّرة|مسار=https://books.google.com.lb/books?id=y0g4YEp7ZrsC&pg=PA65&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false|سنة=2001|ناشر=Cambridge University Press|مكان=Cambridge|لغة=en|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200102090236/https://books.google.com/books?id=y0g4YEp7ZrsC&pg=PA65#v=onepage&q&f=false|تاريخ أرشيف=2 يناير 2020|ISBN=9780521667364|ref={{SfnRef|Molnár|2001}}}}
* {{استشهاد ويب|مؤلف= Нешри, Мехмед|عنوان= ОГЛЕДАЛО НА СВЕТА. История на османския двор|مسار= http://macedonia.kroraina.com/kalojan/mn/mn_181-210.html|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210510050123/https://macedonia.kroraina.com/kalojan/mn/mn_181-210.html|تاريخ أرشيف= 10 مايو 2021|موقع= kroraina.com|لغة= bg|تاريخ الوصول= 2022-03-14|ref= {{SfnRef|Нешри|}}}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=Pál|مؤلف1-الأول=András|مؤلف2-الأخير=Kristó|مؤلف2-الأول=Gyula|عنوان=Histoire de la Hongrie médiévale|طبعة=الجديدة|مسار=https://books.openedition.org/pur/4139|سنة=2008|ناشر=Presses universitaires de Rennes|مكان=Rennes|لغة=fr|الفصل=Chapitre VI. La victoire des ordres. L’époque de Jean Hunyadi (1437-1457)|isbn=9782753531109|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20220313130602/https://books.openedition.org/pur/4139|تاريخ أرشيف=13 مارس 2022|ref={{SfnRef|Pál |2008}}}}
* {{استشهاد بكتاب|ref= {{SfnRef|Engel|2008}}|مؤلف1-الأخير= Pál|مؤلف1-الأول= Engel|عنوان= Histoire de la Hongrie médiévale|مسار= https://books.openedition.org/pur/4139|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200421235637/https://books.openedition.org/pur/4139|تاريخ أرشيف= 21 أبريل 2020|سنة= 2008|ناشر= Presses universitaires de Rennes|مكان= Rennes|لغة= fr|isbn= 9782753531109|doi= 10.4000/books.pur.4122|تاريخ الوصول= 1 مارس 2020|حالة المسار= bot: unknown}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=Histoire de la Hongrie médiévale|مسار=https://books.openedition.org/pur/4139|ناشر=Presses universitaires de Rennes|تاريخ=2015|مكان=Rennes|ISBN=9782753531109|سلسلة=Histoire|مؤلف1=Pál|مؤلف2-الأول=Gyula|مؤلف2=Kristó|مؤلف3-الأول=András|مؤلف3-الأخير=Kubinyi|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20190327092504/https://books.openedition.org/pur/4139|تاريخ أرشيف=27 مارس 2019|المجلد=II : Des Angevins aux Habsbourgs|ref={{SfnRef|Pál ''et al''|2015}}''.''}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=From Nicopolis to Mohács: A History of Ottoman-Hungarian Warfare, 1389-1526|الأخير=Pálosfalvi|الأول=Tamás|ناشر=BRILL|isbn=9789004375659|لغة=en|مسار=https://books.google.com/books?id=QJByDwAAQBAJ|تاريخ=2018|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20221101225809/https://books.google.com/books?id=QJByDwAAQBAJ|تاريخ أرشيف=13 مارس 2022|ref={{SfnRef|Pálosfalvi|2018}}}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1=Rogers|الأول=Clifford|عنوان=The Oxford Encyclopedia of Medieval Warfare and Military Technology|مسار=https://books.google.com/books?id=mzwpq6bLHhMC&pg=RA1-PA471|تاريخ الوصول=11 September 2012|تاريخ=2010|ناشر=Oxford University Press|ISBN=9780195334036|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20191221032059/https://books.google.com/books?id=mzwpq6bLHhMC|تاريخ أرشيف=21 ديسمبر 2019|ref={{SfnRef|Rogers|2010}}|لغة=en}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1=Sedlar|الأول=Jean W.|عنوان=East Central Europe in the Middle Ages, 1000-1500|مسار=https://books.google.com/books?id=ANdbpi1WAIQC&pg=PA393|تاريخ الوصول=12 September 2012|سنة=1994|ناشر=University of Washington Press|ISBN=9780295972909|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20160430164010/https://books.google.com/books?id=ANdbpi1WAIQC|تاريخ أرشيف=30 أبريل 2016|ref={{SfnRef|Sedlar|1994}}|لغة=en}}
* {{استشهاد بكتاب|الأخير=Turnbull|الأول=Stephen|عنوان=The Ottoman Empire: 1326–1699|ناشر=Osprey Publishing|سنة=2003|isbn=1841765694|ref={{SfnRef|Turnbull|2003}}}}
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف1-الأخير=Uzunçarşılı |مؤلف1-الأول=İsmail Hakkı |عنوان=OSMANLI TARİHİ |مسار=https://historianyavuz.files.wordpress.com/2013/11/osmanlc4b1-tarihi-1-4-cilt-ismail-hakkc4b1-uzunc3a7arc59fc4b1lc4b1.pdf |سنة=1988 |ناشر=Türk Tarih Kurumu |مكان=Ankara |لغة=tr |ref={{SfnRef|Uzunçarşılı|1988}} |تاريخ الوصول=12 مارس 2022 |تاريخ أرشيف=28 يونيو 2021 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20210628054225/https://web.archive.org/web/20170507165509/https://historianyavuz.files.wordpress.com/2013/11/osmanlc4b1-tarihi-1-4-cilt-ismail-hakkc4b1-uzunc3a7arc59fc4b1lc4b1.pdf |حالة المسار=dead }}
* {{استشهاد ويب|عنوان=Varna Savaşı|مسار=https://www.beyaztarih.com/ansiklopedi/varna-savasi|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20191215113049/https://www.beyaztarih.com/ansiklopedi/varna-savasi|تاريخ أرشيف=[[15 ديسمبر]] [[2019]]|موقع=Beyaz Tarih|لغة=tr|تاريخ الوصول=[[22 نوفمبر]] [[2019]]|ref={{SfnRef|Beyaz Tarih|}}}}
* {{استشهاد بكتاب|مؤلف1=Vaughan|الأول=Dorothy Margaret|عنوان=Europe and the Turk: a pattern of alliances, 1350-1700|مسار=https://books.google.com/books?id=whkOAQAAMAAJ|تاريخ الوصول=12 September 2012|تاريخ=1954|ناشر=AMS Press|ISBN=9780404563325|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20140103021243/http://books.google.com/books?id=whkOAQAAMAAJ|تاريخ أرشيف=3 يناير 2014|لغة=en|ref={{SfnRef|Vaughan|1954}}}}
* {{استشهاد ويب
|مؤلف= [[فلاديمير تشوروفيتش|Vladimir Corovic]]
| مسار= https://www.rastko.rs/rastko-bl/istorija/corovic/istorija/4_7.html
|عنوان= Istorija srpskog naroda
| موقع= www.rastko.rs
| تاريخ الوصول = 2022-12-03
|لغة= ru
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211027232411/http://rastko.rs/rastko-bl/istorija/corovic/istorija/4_7.html 
| تاريخ أرشيف = 27 أكتوبر 2021 
|ref= {{SfnRef|Corovic|}}}}
* {{استشهاد ويب
|مؤلف= Cabe Ferrant
| مسار= http://hungaryfirst.hu/cikkek/2021-10-17/masodik-rigomezei-csata
|عنوان= A második rigómezei csata
| موقع= HungaryFirst
| تاريخ الوصول = 2022-12-03
|لغة= hu
| تاريخ أرشيف =2022-12-04|ref= {{SfnRef|Ferrant|2021}}|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221204083108/http://hungaryfirst.hu/cikkek/2021-10-17/masodik-rigomezei-csata}}
{{نهاية المراجع}}

== روابط خارجية ==
* [http://www.britannica.com/eb/article-9046113/Battle-of-Kosovo معركة كوسوڤو (الثانية)] - [[موسوعة بريتانيكا|الموسوعة البريطانية (بريتانيكا)]].
* [https://www.newworldencyclopedia.org/entry/John_Hunyadi يوحنا هونياد] - New World Encyclopedia.
* {{يوتيوب|3CKg1NZd3fE|السلطان مراد الثاني، تنازل عن العرش للعبادة، دمر الجيوش الأوروبية، معركة كوسوڤو الثانية 1448م - تصوير متحرك لأحداث المعركة.}} {{أيقونة عربية}}
* {{يوتيوب|iTgZfHtXqAM|يوحنا هونياد - معركة كوسوڤو الثانية 1448م. تصوير متحرك لأحداث المعركة.}} {{أيقونة إنجليزية}}
* {{يوتيوب|9dTv-_pSOlc|معركة ميدان كوسوڤو الثانية 1448م - تصوير متحرك لأحداث المعركة.}} {{أيقونة تركية}}
{{معارك الدولة العثمانية}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|التاريخ الإسلامي|الحرب|الدولة العثمانية|العصور الوسطى}}
{{لا لربط البوابات المعادل}}
{{روابط شقيقة|commons=Battle of Kosovo (1448)}}

[[تصنيف:تاريخ كوسوفو العسكري]]
[[تصنيف:الدولة العثمانية في 1448]]
[[تصنيف:أوروبا في 1448]]
[[تصنيف:تاريخ كوسوفو]]
[[تصنيف:معارك الأفلاق]]
[[تصنيف:معارك الحروب العثمانية المجرية]]
[[تصنيف:معارك الدولة العثمانية]]
[[تصنيف:معارك المجر]]
[[تصنيف:معارك تشمل المجر في العصور الوسطى]]
[[تصنيف:معارك صربيا في العصور الوسطى]]
[[تصنيف:معارك محمد الفاتح]]
[[تصنيف:نزاعات في 1448]]