عرض مصدر معركة جزر سانتا كروز

{{معلومات نزاع عسكري
|اسم_النزاع= معركة جزر سانتا كروز
|جزء_من    = [[حملة غوادالكانال]] - [[الحرب العالمية الثانية]]
|صورة      = USS Enterprise (CV-6) under attack by dive bombers during the Battle of Santa Cruz Islands on 26 October 1942 (80-G-20989).jpg
|تعليق     = القذائف المضادة للطائرات تملأ السماء باتجاه الطائرات اليابانية المهاجمة، فوق حاملة الطائرات إنتربرايز (يسار الوسط)، وسفن الحماية خلال المعركة في 26 أكتوبر 1942.
|تاريخ     = 25 - 27 أكتوبر 1942
|مكان      = قبالة [[جزر سانتا كروز]]، [[جزر سليمان]]
|نتيجة     =انتصار ياباني
|خصم1      ={{علم|الولايات المتحدة|1912}}
|خصم2      ={{علم الدولة|إمبراطورية اليابان}}
|قائد1     ={{علم ديكو|الولايات المتحدة|1912}} [[ويليام هالسي جونيور|ويليام هالسي]]<br />{{علم ديكو|الولايات المتحدة|1912}} [[توماس سي. كينكيد]]<br />{{علم ديكو|الولايات المتحدة|1912}} [[جورج د. موراي]]<br />{{علم ديكو|الولايات المتحدة|1912}} تشارلي ب. ماسون
|قائد2     ={{علم ديكو|إمبراطورية اليابان|naval}} [[نوبوتاكي كوندو]]<br/>{{علم ديكو|إمبراطورية اليابان|naval}} [[تشويتشي ناغومو]]<br/>{{علم ديكو|إمبراطورية اليابان|army}} [[هيرواكي آبي]]<br/>{{علم ديكو|إمبراطورية اليابان|naval}} [[كاكوجي كاكوتا]]
|قوة1      = 2 حاملة أسطول<br />1 بارجة<br />3 طراد ثقيل<br />3 طراد خفيف<br />12 مدمرة<br />136 طائرة{{للهامش|1}}
|قوة2      = 3 حاملة أسطول<br />1 حاملة خفيفة<br />4 بارجة<ref>''Kongō'', ''Haruna'', ''Hiei'', ''Kirishima''. انظر {{استشهاد ويب |مسار=http://www.navweaps.com/index_oob/OOB_WWII_Pacific/OOB_WWII_Santa-Cruz.php |عنوان=تشكيل - معركة جزر سانتا كروز |تاريخ الوصول=21 September 2009| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20161105093040/http://www.navweaps.com/index_oob/OOB_WWII_Pacific/OOB_WWII_Santa-Cruz.htm | تاريخ أرشيف = 5 نوفمبر 2016 }}</ref> <br />8 طراد ثقيل<br />2 طراد خفيف<br />25 مدمرة<br /> 199 طائرة{{للهامش|2}}
|خسائر1    = 1 [[يو إس إس هورنيت (سي في-8)|حاملة طائرات غرقت]]<br />1 مدمرة غرقت<br />1 حاملة طائرات تضررت<br />1 بارجة تضررت<br />1 طراد خفيف تضرر<br />2 مدمرة تضررت<br />81 طائرة<br />266 قتيل{{للهامش|3}}
|خسائر2    = 1 حاملة أسطول تضررت بشدة<br />1 حاملة خفيفة تضررت بشدة<br />1 طراد ثقيل تضرر<br />1 مدمرة تضررت<br />99 طائرة<br />400–500 قتيل{{للهامش|4}}
|صندوق_حملة= 
}}
'''معركة جزر سانتا كروز'''، هي [[معركة]] وقعت بين 25 و27 أكتوبر 1942. يُشار إليها أحيانًا باسم '''معركة سانتا كروز''' أو '''معركة بحر سليمان الثالثة''' وتُعرف في المصادر اليابانية باسم '''معركة جنوب المحيط الهاديء''' ([[اللغة اليابانية|باليابانية]]: 南太平洋 海 戦، ميناميتايهيو كايسن)، تُعد رابع معركة بين [[حاملة طائرات|حاملات الطائرات]] ضمن [[حرب المحيط الهادئ|حملة المحيط الهادئ]] خلال [[الحرب العالمية الثانية]]. كذلك تُعد رابع أكبر معركة بحرية بين [[بحرية الولايات المتحدة|البحرية الأمريكية]] و[[البحرية الإمبراطورية اليابانية]] خلال [[حملة غوادالكانال]] الطويلة والهامة استراتيجيًا. على غرار معارك [[معركة بحر المرجان|بحر المرجان]] و[[معركة ميدواي|ميدواي]] و[[معركة جزر سليمان الشرقية|جزر سليمان الشرقية]]، كانت سفن الخصمين في الأفق أو في مرمى مدفعية بعضها البعض بالكاد. عوضًا عن ذلك، انطلقت جميع الهجمات تقريبًا لكلا الجانبين بالطائرات على متن الحاملات أو بالطائرات على البر.

خطط [[الجيش الإمبراطوري الياباني]] لهجوم بري كبير على غوادالكانال في الفترة من 20 إلى 25 أكتوبر 1942، في محاولة لطرد قوات [[حلفاء الحرب العالمية الثانية|الحلفاء]] من [[غوادالكانال]] والجزر المجاورة وإنهاء حالة الجمود القائمة منذ سبتمبر 1942. ولدعم هذا الهجوم، أبحرت الحاملات اليابانية وسفن حربية كبيرة أخرى إلى موقع بالقرب من جزر سليمان الجنوبية، على أمل الاشتباك مع قوات الحلفاء البحرية. من هذا الموقع، أملّت القوات البحرية اليابانية في الاشتباك وإلحاق هزيمة ساحقة بأي قوات بحرية تابعة للحلفاء (البحرية الأمريكية في المقام الأول)، خاصةً قوات حاملات الطائرات، التي استجابت للهجوم البري. وبالمثل، عقدت قوات الحلفاء البحرية الأمل على مواجهة القوات البحرية اليابانية في معركة تحقق نفس الأهداف المتمثلة في إنهاء الجمود وهزيمة خصمها هزيمة حاسمة.

تزامن الهجوم البري الياباني على غوادالكانال خلال [[معركة مطار هندرسون]]، مع مواجهة السفن الحربية البحرية والطائرات للخصمين بعضها البعض في صباح يوم 26 أكتوبر 1942، شمال [[جزر سانتا كروز]]. عقب الهجمات الجوية المتبادلة بين الحاملات، تراجعت سفن الحلفاء السطحية من منطقة المعركة مع غرق حاملة الأسطول هورنت وتضرر حاملة الأسطول الأخرى إنتربرايز بشدة. كما انسحبّت قوة حاملات الطائرات اليابانية المشاركة بسبب خسائرها الكبيرة في الطائرات والأطقم الجوية، بالإضافة إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بحاملة الأسطول شوكاكو والحاملة الخفيفة زوهيو.

عدت سانتا كروز انتصارًا تكتيكيًا واستراتيجيًا قصير المدى لليابانيين من حيث السفن الغارقة والمتضررة، بجانب سيطرتهم البحرية حول غوادالكانال. ومع ذلك، ثبت أن خسارة اليابان للعديد من أطقم الطائرات المخضرمين الذين لم تتمكن من استعاضتهم أنها كانت ميزة إستراتيجية طويلة المدى للحلفاء، الذين عانوا من خسائر منخفضة نسبية بين أطقمهم الجوية في المعركة والتي عوضّت بسرعة.

== خلفية تاريخية ==
{{مفصلة|حملة غوادالكانال}}
في 7 أغسطس 1942، نزلت قوات [[حلفاء الحرب العالمية الثانية|الحلفاء]] (ومعظمها من الولايات المتحدة) على جزر [[غوادالكانال]] و[[تولاغي]] و[[جزر نجيلا|فلوريدا]] في [[جزر سليمان]] الواقعة تحت الاحتلال الياباني. كان الهدف من عمليات الإنزال على هذه الجزر منع اليابانيين من استخدامها كقواعد تُهدد طرق الإمداد بين الولايات المتحدة و[[أستراليا]]، ولتأمين الجزر كنقاط انطلاق لحملة بهدف نهائي يتمثل في تحييد القاعدة اليابانية الرئيسية في [[رابول]] مع دعم [[حملة غينيا الجديدة|حملة الحلفاء في غينيا الجديدة]]. كانت عمليات الإنزال هذه هي بداية [[حملة غوادالكانال|لحملة غوادالكانال]] التي استمرت ستة أشهر.

عقب [[معركة جزر سليمان الشرقية]] في 24-25 أغسطس، والتي تعرضت فيها حاملة الأسطول [[يو إس إس إنتربرايز (سي في-6)|يو إس إس إنتربرايز]] لأضرار جسيمة أجبرتها على الإبحار إلى [[بيرل هاربر|بيرل هاربور]] في [[هاواي]]، حيث ظلّت لمدة شهر تحت الإصلاحات الرئيسية، تبقّت ثلاث فرق عمليات لحاملات الطائرات الأمريكية في منطقة جنوب [[المحيط الهادئ]]. كانت فرق العمليات متمركزة حول حاملات الأسطول {{وإو|يو إس إس واسب|USS Wasp (CV-7)}} و[[يو إس إس ساراتوغا (سي في-3)|ساراتوغا]] و[[يو إس إس هورنيت (سي في-8)|هورنت]] بالإضافة إلى [[مجموعة (سلاح الجو)|مجموعاتها الجوية]] والسفن الحربية السطحية الداعمة بما في ذلك [[بارجة|البوارج]] و[[طراد|الطرادات]] و[[مدمرة|المدمرات]] التي كانت تتمركز أساسًا بين [[جزر سليمان]] و[[هيبريدس الجديدة]] ([[فانواتو]]). في منطقة العمليات هذه، كُلفّت الحاملات بحراسة خط الاتصال بين قواعد الحلفاء الرئيسية في [[كاليدونيا الجديدة]] و[[إسبيريتو سانتو]] ودعم قوات الحلفاء البرية في غوادالكانال وتولاغي ضد أي هجمات مضادة يابانية وحماية حركة سفن الإمداد إلى غوادالكانال والاشتباك مع أي سفن حربية يابانية وتدميرها، خاصة حاملات الطائرات التي تظهر ضمن النطاق.<ref>Hammel, ''Carrier Clash'', p. 106.</ref> كانت منطقة المحيط التي تعمل فيها فرق عمليات حاملات الطائرات الأمريكية تُعرف باسم «تقاطع [[طربيد|الطوربيدات]]»<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 6–7.</ref> من قبل القوات الأمريكية نظرًا لكثرة تواجد الغواصات اليابانية فيها.
[[ملف:USS Wasp (CV-7) brennt.jpg|تصغير|يمين|اشتعال حاملة الطائرات يو إس إس واسب بعد إصابتها بالطوربيد في 15 سبتمبر.]]
في 31 أغسطس، أصيبت ساراتوغا بطوربيدات من [[الغواصة اليابانية آي-26]] وظلت خارج الخدمة لمدة ثلاثة أشهر لحين إصلاحها.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 10–12</ref>{{للهامش|5}} وفي 15 سبتمبر، أصيبت هورنيت بثلاثة طوربيدات أطلقتها [[الغواصة اليابانية آي-19]] أثناء دعمها قافلة تعزيزات وإمدادات كبيرة متجهة إلى غوادالكانال وكادت أن تشتبك مع الحاملتين اليابانيتين [[حاملة الطائرات اليابانية شوكاكو|شوكاكو]] و[[حاملة الطائرات اليابانية زويكاكو|زويكاكو]] اللتان انسحبتا قبل أن يدخل الخصمان في النطاق الجوي لبعضهما البعض. ونظرًا لانقطاع الكهرباء الناجم عن أضرار الطوربيدات، لم تتمكن فرق السيطرة على الأضرار في واسب من احتواء الحرائق الكبيرة التي تلت ذلك، لذلك أُخليّت الحاملة و[[إغراق|أُغرقت]].{{للهامش|6}} على الرغم من أن الولايات المتحدة لم يعد لديها سوى حاملة عاملة واحدة (يو إس إس هورنت) في جنوب المحيط الهادئ، فقد ظل الحلفاء محتفظين ب[[تفوق جوي|السيادة الجوية]] فوق جزر سليمان الجنوبية بسبب طائراتهم المتمركزة في [[مطار هندرسون (غوادالكانال)|مطار هندرسون]] بغوادالكانال. ومع ذلك كان اليابانيون قادرين على تسيير سفنهم حول غوادالكانال تقريبًا كما يشاؤون خلال الليل عندما تعجز الطائرات عن العمل بفعالية. وهكذا، تطورت حالة الجمود في معركة غوادالكانال، فبينما ينقل الحلفاء الإمدادات والتعزيزات إلى غوادالكانال خلال النهار، يقوم اليابانيون بنفس الأمر ليلًا من خلال السفن الحربية التي أشار إليها الحلفاء باسم «[[قطار طوكيو السريع]]» مع عجز الجانبين إرسال قوات كافية إلى الجزيرة لتحقيق ميزة حاسمة. بحلول منتصف أكتوبر، كان للجانبين عدد متساوٍ تقريبًا من القوات على الجزيرة.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 19–21, 84–85.</ref> كسرت عمليتان بحريتان كبيرتان الجمود لفترة وجيزة؛ في ليلة 11-12 أكتوبر، اعترضت قوة بحرية أمريكية قوة بحرية يابانية كانت في طريقها لقصف مطار هندرسون وهزمتها خلال [[معركة كيب أسبرانس]]. ولكن بعد ليلتين فقط، قصفّت قوة يابانية مؤلفة من البارجتين {{وإو|هارونا|Japanese battleship Haruna}} وكونغو مطار هندرسون بنجاح، مما أدى إلى تدمير معظم الطائرات الأمريكية هناك وإلحاق أضرار جسيمة بمرافق المطار.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', pp. 316–319.</ref>

[[ملف:EnterpriseWildcat.jpg|تصغير|يسار|مقاتلات [[غرومان إف 4 إف ويلدكات]] على متن الحاملة «إنتربرايز» أثناء انطلاق العمليات الجوية في 24 أكتوبر]]
خطّت الولايات المتحدة خطوتين في محاولة لكسر جمود معركة غوادالكانال. أولها، الإسراع في إصلاحات إنتربرايز كي تتمكن من العودة إلى جنوب المحيط الهادئ في أقرب وقت ممكن. ففي 10 أكتوبر تلقت إنتربرايز مجموعتها الجوية الجديدة (المجموعة الجوية العاشرة)، وفي 16 أكتوبر غادرت [[بيرل هاربر|بيرل هاربور]]، وفي 23 أكتوبر<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 154–155.</ref> عادت إلى جنوب المحيط الهادئ وانضمت إلى هورنت وباقي قوات الحلفاء البحرية في جنوب المحيط الهادئ في 24 أكتوبر على بعد 273 ميل بحري (506 كم؛ 314 ميل) من شمال شرق [[إسبيريتو سانتو]].<ref>McGee, ''The Solomons Campaigns'', p. 145.</ref>

جرت الخطوة الثانية في 18 أكتوبر، عندما استبدل [[أدميرال|الأدميرال]] [[تشيستر نيمتز|تشيستر نيميتز]] القائد العام للقوات المتحالفة لقوات المحيط الهادئ [[فريق (بحرية)|نائب الأدميرال]] روبرت إل. غورملي بنائب الأدميرال [[ويليام هالسي جونيور|ويليام هالسي]] كقائد لمنطقة جنوب المحيط الهادئ وهو المنصب الذي يتولى قيادة قوات الحلفاء المشاركة في [[حملة جزر سليمان]].<ref>McGee, ''The Solomons Campaigns'', p. 134.</ref> شعر نيميتز بقصر نظر غورملي وتشاؤمه لدرجة أنه لم يتمكن من قيادة قوات الحلفاء بفاعلية في الصراع من أجل غوادالكانال. وبحسب ما ورد فإن هالسي كان موضع احترام كمُقاتل عند كافة الأسطول البحري الأمريكي.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', p. 334.</ref> شرع هالسي فور توليه القيادة في وضع خطط لاستدراج القوات البحرية اليابانية إلى معركة، فكتب إلى نيميتز: «علي أن أبدأ في توجيه الضربات على الفور تقريبًا.»<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', p. 150.</ref>

سعى [[الأسطول المشترك|الأسطول الياباني المشترك]] أيضًا لاستدراج قوات الحلفاء البحرية إلى مواجهة كان بمقدورها أن تصبح حاسمة. في أوائل أكتوبر؛ أبحرت حاملتا الأسطول هيو وجانيو بالإضافة إلى الحاملة الخفيفة زويهو من [[اليابان]] إلى القاعدة البحرية اليابانية الرئيسية في [[تشوك لاغون|آتول ترك]] وانضمت إلى حاملتي الطائرات شوكاكو وزويكاكو. وبوجود خمس حاملات مجهزة تجهيزًا كاملاً بالمجموعات الجوية، بالإضافة إلى العديد من البوارج والطرادات والمدمرات، كان الأسطول الياباني المشترك بقيادة الأدميرال [[إيسوروكو ياماموتو]] واثقًا من قدرته على تعويض الهزيمة التي مُني بها في [[معركة ميدواي]].<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 146–149.</ref> وبغض النظر عن غارتين جويتين على مطار هندرسون في أكتوبر، ظلت الحاملات اليابانية والسفن الحربية الداعمة لها في المنطقة الشمالية الغربية من جزر سليمان خارج معركة غوادالكانال في انتظار فرصة للاقتراب والاشتباك مع حاملات الطائرات الأمريكية. تحركت سفن الأدميرال ياماموتو الحربية نحو جنوب جزر سليمان لدعم الهجوم [[الجيش الإمبراطوري الياباني|الجيش الياباني]] البري الرئيسي التالي الذي خُطط له لمواجهة قوات الحلفاء في غوادالكانال في 20 أكتوبر، واستعدت السفن الحربية للاشتباك مع أي سفن معادية خاصةً الحاملات التي اقتربت أيضًا من غوادالكانال لدعم دفاعات الحلفاء.{{للهامش|7}}

== مقدمات المعركة ==
من 20 إلى 25 أكتوبر، حاولت القوات البرية اليابانية في غوادالكانال [[معركة مطار هندرسون|الاستيلاء على مطار هندرسون]] عبر هجوم واسع النطاق ضد المدافعين الأمريكيين، لكنها تعرضت لهزيمة نكراء ومُنيّ اليابانيون بخسائر فادحة.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 95–97.</ref> أرسل اليابانيون سفنًا حربية باتجاه غوادالكانال في صباح يوم 25 أكتوبر لدعم قواتهم البرية على الجزيرة، نتيجة اعتقادهم الخاطئ أن قوات الجيش الياباني نجحت في الاستيلاء على مطار هندرسون. فهاجمت الطائرات التي أقلعّت من مطار هندرسون القافلة طوال اليوم وأغرقت [[طراد خفيف|الطراد الخفيف]] [[الطراد الياباني يورا|يورا]] وألحقت أضرارًا بالمدمرة [[المدمرة اليابانية أكيزوكي (1941)|أكيزوكي]].{{للهامش|8}}
[[ملف:Battle of Santa Cruz map-ar.jpg|تصغير|يسار|خريطة معركة جزر سانتا كروز، 26 أكتوبر 1942.]]
وعلى الرغم من فشل الهجوم البري الياباني وخسارة يورا، واصل بقية الأسطول المشترك المناورة بالقرب من جزر سليمان الجنوبية في 25 أكتوبر على أمل الاشتباك مع قوات الحلفاء البحرية في معركة. حينها كانت القوات البحرية اليابانية مؤلفة من أربع حاملات، لأن هيو تعرضت لحريق عرضي خطير في غرفة محركها في 22 أكتوبر مما أجبرها على العودة إلى ترك للإصلاح.<ref>Hara, ''Japanese Destroyer Captain'', p. 124.</ref>

قُسمّت القوات البحرية اليابانية إلى ثلاث مجموعات: القوة «المتقدمة» وتتألف من الحاملة جونيو وبارجتين وأربع طرادات ثقيلة وطراد خفيف وعشر مدمرات بقيادة نائب الأدميرال [[نوبوتاكي كوندو]] في الطراد الثقيل آتاغو؛ «القوة الرئيسية» وتتألف من الحاملات شوكاكو وزويكاكو وزويهو بالإضافة إلى طراد ثقيل وثماني مدمرات بقيادة نائب الأدميرال [[تشويتشي ناغومو]] على متن شوكاكو؛ وقوة «الطليعة» المؤلفة من بارجتين وثلاث طرادات ثقيلة وطراد خفيف وسبع مدمرات بقيادة الأدميرال [[هيرواكي آبي]] في [[البارجة اليابانية هييي|البارجة هييي]]. كان كوندو بمثابة القائد العام للقوى الثلاث بالإضافة إلى قيادته القوة المتقدمة.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', pp. 374–375.</ref>

على الجانب الأمريكي، مشطّت مجموعتا المهام لهورنت وإنتربرايز بقيادة الأدميرال [[توماس سي. كينكيد|توماس كينكيد]] شمال جزر سانتا كروز في 25 أكتوبر بحثًا عن القوات البحرية اليابانية. توزعّت السفن الحربية الأمريكية في مجموعتين منفصلتين للحاملتين تبعدان عن بعضها البعض مسافة تقدر بحوالي 10 ميل بحري (19 كم؛ 12 ميل). في الساعة 11:03 صباحًا، رصدت طائرة استطلاع أمريكية من طراز [[كونسوليديتد بي بي واي كاتالينا|پي بي كاتالينا]] من جزر سانتا كروز حاملات القوة الرئيسية اليابانية. ومع ذلك كانت حاملات الطائرات اليابانية على بعد حوالي 355 ميلًا بحريًا (657 كم، 409 ميل) من القوة الأمريكية، ما جعلها خارج النطاق الجوي للحاملات. أبحر كينكيد صوب الحاملات اليابانية بأقصى سرعة على أمل تضييق النطاق ليتمكن من شن هجوم في ذلك اليوم، وفي الساعة 14:25 أطلق قوة ضاربة قوامها 23 طائرة. أدرك اليابانيين أن الطائرات الأمريكية قد رصدتهم لكنهم كانوا يجهلون مكان حاملات الطائرات الأمريكية، فاتجهوا شمالًا للبقاء بعيدًا عن نطاق طائرات حاملات الطائرات الأمريكية.<ref>Hara, ''Japanese Destroyer Captain'', p. 127.</ref> نتيجة لذلك عادت القوة الأمريكية الضاربة إلى حاملاتها دون العثور على السفن الحربية اليابانية أو مهاجمتها.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 163–174.</ref>

== المعركة ==
=== اشتباك حاملات الطائرات في 26 أكتوبر: الضربة الأولى ===
في الساعة 02:50 يوم 26 أكتوبر، عكست القوات البحرية اليابانية اتجاهها وتقلصّت المسافة بين القوات البحرية المتخاصمة حتى بلغت 200 ميل بحري (370 كم؛ 230 ميل) عن بعضها البعض بحلول الساعة 05:00.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', p. 186.</ref> أطلق الجانبان طائرات بحث وجهزا طائراتهما المتبقية للهجوم بمجرد العثور على سفن الجانب الآخر. وبالرغم من أن طائرة [[كونسوليديتد بي بي واي كاتالينا|كاتالينا]] المجهزة بالرادار قد رصدت الحاملات اليابانية في الساعة 03:10، فإن تقريرها لم يصل إلى كينكيد إلا في 5:12. لذلك، نتيجة اعتقاده أن السفن اليابانية ربما غيرت موقعها خلال الساعتين المنصرمتين، قرر الامتناع عن إطلاق قوة هجومية لحين تلقيه معلومات وافية أكثر حول موقع السفن اليابانية.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', p. 381.</ref>

[[ملف:Aircraft prepare to launch from Japanese carrier Shōkaku during Battle of the Santa Cruz Islands, 26 October 1942 (80-G-176150).jpg|تصغير|يسار|مقاتلات وقاذفات انقضاضية يابانية تستعد لشن هجوم على قوات حاملات الطائرات الأمريكية من على متن شوكاكو]]
في الساعة 06:45، رصدت طائرة استطلاع أمريكية حاملات القوة الرئيسية لناغومو.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', p. 187.</ref> في الساعة 06:58، أبلغت طائرة استطلاع يابانية عن موقع فرقة عمل هورنت.<ref name="Frank">Frank, ''Guadalcanal'', p. 382.</ref> تسابق كلا الجانبين ليكون كل منهما أول من يهاجم الآخر. كان اليابانيون أول من أطلق قوتهم الضاربة بنحو 64 طائرة، بما في ذلك 21 [[قاذفة انقضاضية]] طراز [[إيشي دي3إيه|إيشي دي3إيه2]] و20 [[قاذفة طوربيد]] طراز [[ناكاجيما بي5إن|ناكاجيما بي5إن2]] و21 مقاتلة [[ميتسوبيشي زيرو|إيه6إم3 زيرو]]، وطائرتا اتصال طراز [[ناكاجيما بي5إن|ناكاجيما بي5إن2]] في طريقهم نحو هورنت بحلول الساعة 07:40.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 191–192.</ref> قاد هذه الضربة الأولى الملازم أول [[شيغهارو موراتا]]، بينما كان قاد مقاتلات الحماية المُلازمين {{وإو|أياو شيراني|Ayao Shirane}} و{{وإو|سانياسو هيداكا|Moriyasu Hidaka}}. أيضًا في الساعة 07:40، وصلت طائرتا استطلاع أمريكيتان من طراز [[دوغلاس إس بي دي دونتليس|إس بي دس-3 دونتليس]]، استجابة للرصد السابق للحاملات اليابانية، وانقضتا على زويهو. ومع انشغال [[دورية جوية قتالية|الدورية الجوية القتالية]] اليابانية بمطاردة طائرات استطلاع أمريكية أخرى بعيدًا، تمكنت الطائرتان الأمريكيتان من قصف زويهو بقنابلهما البالغ وزنها 500 رطل، مما تسبب في أضرار جسيمة جعلت مدرج طيران الحاملة غير صالح لهبوط الطائرات.<ref name="Frank"/>

في غضون ذلك، أمر كوندو قوة الطليعة التابعة لآبي بالإسراع قدمًا لمحاولة اعتراض السفن الحربية الأمريكية والاشتباك معها. دفعّ كوندو أيضًا قوته المتقدمة قدمًا بأقصى سرعة كي تتمكن طائرات جونيو من الاشتراك في الهجمات على السفن الأمريكية. في الساعة 08:10، أطلقت شوكاكو موجة ثانية من الطائرات الهجومية تتكون من 19 قاذفة انقضاضية و5 مقاتلات زيرو وأطلقت زويكاكو 16 قاذفة طوربيد و4 مقاتلات زيرو في الساعة 08:40. وكان قائد الضربة الثانية هو الملازم أول {{وإو|مامورو سيكي|Mamoru Seki}}، بينما قاد الملازم {{وإو|هيديكي شينغو|Hideki Shingō}} مقاتلات الحماية. وهكذا، بحلول الساعة 09:10، كان لدى اليابانيين 110 طائرة في طريقها لمهاجمة حاملات الطائرات الأمريكية.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', p. 383.</ref>

تأخرت طائرات الضربة الأمريكية عن الطائرات اليابانية بنحو 20 دقيقة، انطلقّت الطائرات الأمريكية في مجموعات صغيرة نحو السفن اليابانية بدلاً من تشكيل قوة هجومية كبيرة واحدة اعتقادًا بأن الهجوم السريع أكثر أهمية من الهجوم الحشدي، ولافتقارها للوقود لقضاء بعض الوقت في التجمع قبل الضربة. كانت المجموعة الأولى والمكونة من 15 قاذفة قنابل طراز دوغلاس إس بي دي دونتليس، و6 قاذفات طوربيد من طراز غرومان تي بي إف-1 آفنجر، و8 مقاتلات طراز [[غرومان إف 4 إف ويلدكات|غرومان إف4إف ويلدكات]]، بقيادة [[رائد (بحرية)|الرائد البحري]] وليام جيه. «غس» ويدهيلم وأقلعت من هورنت في طريقها نحو أهدافها حوالي الساعة 08:00. في حين كانت المجموعة الثانية والمكونة من 3 قاذفات دونتليس، و9 طائرات آفنجر (بها قائد المجموعة الجوية)، و8 طائرات ويلدكات من إنتربرايز متأخرة بحلول الساعة 08:10. أما المجموعة الثالثة فتكونت من 9 طائرات من طراز [[دوغلاس إس بي دي دونتليس]]، و10 طائرات من طراز [[غرومان تي بي إف آفنجرز]] (من ضمنها طائرة يقودها قائد المجموعة الجوية)، و7 طائرات من طراز [[غرومان إف 4 إف ويلدكات]] منقولة كلها على متن حاملة الطائرات [[يو إس إس هورنيت (سي في-8)|يو أس أس هورنيت]] وكانت في طريقها بحلول الساعة 08:20.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 198–199.</ref>

في الساعة 08:40، مرت التشكيلات الضاربة للطائرات المتعارضة على مرأى من بعضها البعض. فاجأت تسع طائرات من طراز زيرو انطلقت من الحاملة زويهو بقيادة الملازم هيداكا مجموعة إنتربرايز وهاجمتها، حيث هاجمت الطائرات الصاعدة المحلقة في الظل. نجم عن الاشتباك تدمير 4 طائرات زيرو، 3 وايلدكات، 2 آفنجر، بالإضافة إلى طائرتي آفنجر وطائرة ويلدكات أُجبرت على العودة إلى إنتربرايز بأضرار جسيمة.{{للهامش|9}} انسحبت طائرات زيرو المتبقية من الحاملة زويهو من الاشتباك بعد نفاذ ذخيرتها.
[[ملف:Shokaku Santa Cruz fire.jpg|تصغير|يسار|طاقم حاملة الطائرات [[حاملة الطائرات اليابانية شوكاكو|شوكاكو]] يكافح النيران على مدرج الطيران بعد الهجوم الأمريكي.]]
في الساعة 08:50، رصد التشكيل الهجومي الأمريكي الرئيسي المنطلق من هورنت أربع سفن من قوة الطليعة التي يقودها الأدميرال آبي. فعجل من سرعته حتى شاهدت الطائرات الأمريكية الحاملات اليابانية واستعدت للهجوم. هاجمت ثلاث مقاتلات زيرو من زويهو طائرات ويلدكات في التشكيل، مما شتت انتباهها بعيدًا عن القاذفات المُكلفة بحمايتها. وهكذا بدأت القاذفات الانقضاضية في المجموعة الأولى هجماتها دون مقاتلات حماية. هاجمت اثنتا عشر مقاتلة زيرو من الدورية الجوية القتالية للحاملات اليابانية تشكيل قاذفات دونتليس، وأسقطت قاذفتين (إحداهما يقودها الرائد ويدهيلم لكنه نجا)، وأجبرت اثنتين أُخريين على الانسحاب. بدأت قاذفات دونتليس الإحدى عشر المتبقية هجومها على شوكاكو في الساعة 09:27، وضربتها بثلاث إلى ست قنابل، فدمرت مدرج طائراتها وألحقت أضرارًا جسيمة بباطنها. فقدت قاذفة دونتليس الأخيرة من القاذفات الإحدى عشر مسار شوكاكو وبدلاً من ذلك أسقطت قنابلها بالقرب من المدمرة اليابانية [[المدمرة اليابانية تيروزوكي (1941)|تيروزوكي]] مما تسبب في أضرار طفيفة.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 213–223.</ref> لم تعثر قاذفات آفنجر الست في القوة الضاربة الأولى، بعد انفصالها عن مجموعتها الضاربة على الحاملات اليابانية وعادت في النهاية نحو هورنت. في طريق العودة، هاجمت الطراد الياباني الثقيل [[الطراد الياباني توني (1937)|توني]] بكل طوربيداتها وكلها أخفقت في إصابته.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', pp. 387–388.</ref>

[[ملف:Japanese cruiser Chikuma under air attack during the Battle of the Santa Cruz Islands, 26 October 1942 (NH 82404).jpg|تصغير|يسار|الطراد الياباني [[الطراد الياباني تشيكوما (1938)|تشيكوما]] يتعرض لهجوم في 26 أكتوبر، ويتصاعد الدخان من منتصفه بعدما أصابت قنبلة تزن 1000 رطل (450 كجم) مقصورة القيادة مباشرة.]]
لم تتمكن قاذفات آفنجر من تشكيل الهجوم الأمريكي الثاني المنطلق من إنتربرايز من تحديد موقع الحاملات اليابانية وبدلاً من ذلك هاجمت الطراد الياباني الثقيل [[الطراد الياباني سوزويا (1934)|سوزويا]] من قوة الطليعة للأدميرال آبي لكنها لم تلحق به أي ضرر. في نفس الوقت تقريبًا، عثرت تسع قاذفات دونتليس من التشكيل الهجومي الأمريكي الثالث - من هورنت - على سفن آبي وهاجمت الطراد الياباني الثقيل [[الطراد الياباني تشيكوما (1938)|تشيكوما]]، وضربته بقنبلتين زنة 1000 رطل (450 كجم) مما تسبب في أضرار جسيمة. ثم وصلت ثلاث قاذفات دونتليس من إنتربرايز وهاجمت تشيكوما أيضًا، فألحقت به مزيدًا من الضرر بقنبلة أصابته واثنتين سقطت بجواره. في النهاية، وصلت قاذفات آفنجر التسع من المجموعة الضاربة الثالثة وهاجمت تشيكوما المشتعل، وألحقت به إصابة أخرى. انسحب تشيكوما برفقة مدمرتين من المعركة متوجهًا نحو ترك للإصلاح.{{للهامش|10}}
تلقت قوات الحاملات الأمريكية رسالة من طائراتها الهجومية الخارجة في الساعة 08:30 تفيد بأن الطائرات الهجومية اليابانية في طريقها إليها.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', p. 235.</ref> في الساعة 08:52، شاهد قائد القوة الضاربة اليابانية فرقة عمل هورنت - كانت فرقة عمل إنتربرايز غير مرئية بسبب [[زوبعة|عاصفة مطيرة]] - وجهز طائراته للهجوم. في 08:55، رصدت حاملات الطائرات الأمريكية اقتراب الطائرات اليابانية على الرادار - على بعد حوالي 35 ميل بحري (65 كم، 40 ميل) - وبدأت بتوجيه 37 قاذفة ويلدكات من دوريتها الجوية القتالية للاشتباك مع الطائرات اليابانية القادمة. ومع ذلك، فإن مشاكل الاتصال والأخطاء التي ارتكبها مديرو السيطرة على المقاتلات الأمريكية، وإجراءات التحكم البدائية منعت جميع القاذفات باستثناء القليل من الاشتباك مع الطائرات اليابانية قبل أن تبدأ هجماتها على هورنت.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 235–239.</ref> على الرغم من أن الدورية الهجومية القتالية الأمريكية كانت قادرة على إسقاط أو إصابة العديد من قاذفات القنابل (كان على قائد التشكيل الملازم أول سادامو تاكاهاشي إلغاء الهجوم نتيجة الأضرار)<ref>Lundstrom, ''Guadalcanal Campaign'', p. 388.</ref>، فإن معظم الطائرات اليابانية بدأت في شن هجماتها نسبيًا دون اعتراض من المقاتلات الأمريكية.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', p. 385.</ref>

{{عدة صور
|align = left
|direction = vertical
|width = 220
|footer =
|image1 = Japanese aircraft attack USS Hornet (CV-8) during the Battle of the Santa Cruz Islands on 26 October 1942 (80-G-33947).jpg
|alt1 =
|caption1 = قاذفة انقضاضية يابانية مصابة (أعلى اليسار) تنقض باتجاه "هورنت" في الساعة 09:14&nbsp;...
|image2 = Japanese Aichi D3A crashes into USS Hornet (CV-8) during the Battle of the Santa Cruz Islands on 26 October 1942.jpg
|alt2 =
|caption2 = ... وبعد ثوانٍ تصطدم بالحاملة.
}}

في الساعة 09:09، فتحت مدافع هورنت المضادة للطائرات والسفن الحربية المرافقة لها النار عندما بدأت 20 قاذفة طوربيد يابانية سليمة و16 قاذفة قاذفة انقضاضية هجماتها على الحاملة.{{هامش|11}} وفي الساعة 09:12، ألقت قاذفة انقضاضية قنبلة «عادية» [[قذيفة خارقة للدروع|خارقة للدروع]] زنة 250 كجم على النقطة الميتة من مدرج طيران هورنت قبالة الجزيرة، والتي اخترقت ثلاثة طوابق قبل أن تنفجر، مما أسفر عن مقتل 60 رجلاً. بعد لحظات، أصابت قنبلة أرضية شديدة الانفجار زنة 242 كجم مدرج الطيران، وانفجرت عند الاصطدام لتحدث خرقًا بعمق 11 قدمًا (3.4 م) وتقتل 30 رجلاً. بعد دقيقة أو نحو ذلك، سقطت قنبلة ثالثة على هورنت بالقرب من مكان سقوط القنبلة الأولى، واخترقت ثلاثة طوابق قبل أن تنفجر، مما تسبب في أضرار جسيمة دون وقوع خسائر في الأرواح.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 253–356.</ref> في الساعة 09:14، أصابت مدافع هورنت المضادة للطائرات قاذفة انقضاضية، فعمد طيارها [[مساعد (رتبة عسكرية)|المساعد]] شيجيوكي ساتو إلى الاصطدام بمدخنة هورنت، مما أسفر عن مقتل سبعة رجال وانسكب وقود الطائرة المشتعل فوق سطح الإشارة.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', p. 386; Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 262–267.</ref>

اقتربت قاذفات الطوربيد العشرين أيضًا من هورنت من اتجاهين مختلفين في نفس توقيت هجوم القاذفات الانقضاضية. وبالرغم من تكبدها خسائر فادحة بفعل النيران المضادة للطائرات بما في ذلك طائرة موراتا، فقد أصابت طائرات الطوربيد جانب هورنت بطوربيدين بين الساعة 09:13 و09:17، مما أدى إلى إعطاب محركاتها. عندما توقفت هورنت، اقتربت قاذفة انقضاضية يابانية متضررة وتحطمت عمدًا في جانب الحاملة، مما أدى إلى اندلاع حريق بالقرب من أنبوب إمداد وقود الطيران الرئيسي في الحاملة. في الساعة 09:20، انسحبت آخر الطائرات اليابانية بعد توقف هورنت واشتعالها في الماء.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 269–271.</ref> خلال هذا الهجوم دُمِّرت 25 طائرة يابانية وست طائرات أمريكية.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', p. 386; Hammel, ''Carrier Strike'', p. 284.</ref>

أمكن السيطرة على الحرائق على هورنت بمساعدة خراطيم الحرائق من ثلاث مدمرات مرافقة بحلول الساعة 10:00. أُخليّ الجرحى من الحاملة، وحاول الطراد الثقيل [[يو إس إس نورثامبتون (سي أيه-26)|يو إس إس نورثامبتون]] بقيادة النقيب ويلارد أيه. كيتس قطرها بعيدًا عن منطقة المعركة. ومع ذلك، فإن الجهود المبذولة لتجهيز خط القطر أخذت بعض الوقت، مع وصول المزيد من الموجات الهجومية للطائرات اليابانية.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 271–280.</ref>

=== اشتباك حاملات الطائرات في 26 أكتوبر: اشتباكات ما بعد الضربة الأولى ===
بدءًا من الساعة 09:30، هبطت على متن حاملة الطائرات [[يو إس إس إنتربرايز (سي في-6)|إنتربرايز]] العديد من المقاتلات الدورية الجوية القتالية المتضررة والمستنفدة لوقودها وطائرات الاستطلاع العائدة لكلتا الحاملتين. وبسبب ازدحام مدرج الطيران واكتشاف الرادار لمجموعة ثانية من الطائرات اليابانية القادمة في الساعة 09:30، لم تعد إنتربرايز قادرة على استقبال الطائرات للهبوط على متنها في الساعة 10:00. فبدأت الطائرات التي استنفذت وقودها في الهبوط في المحيط، وقد أنقذت المدمرات المرافقة للحاملة أطقم هذه الطائرات. إحدى الطائرات التي هبطت في المياه وهي طائرة آفنجر متضررة من القوة الضاربة لإنتربرايز والتي سبق أن هاجمتها طائرات زيرو المنطلقة من زويهو، حطّت في المياه بالقرب من المدمرة [[يو إس إس بورتر (دي دي-356)|يو إس إس بورتر]]. وخلال إنقاذ بورتر لطاقم طائرة الآفنجر أصابها طوربيد، ربما خرج من الطائرة الطافية، مما تسبب بأضرار جسيمة لها وبمقتل 15 من أفراد طاقمها.<ref>{{استشهاد بكتاب|الأخير=Hammel|الأول=Eric|عنوان=Guadalcanal: The Carrier Battles|مسار=https://archive.org/details/guadalcanalcarri00hamm|التسجيل=registration|سنة=1987|ناشر=Crown Publishers, Inc.|مكان=New York|صفحات=[https://archive.org/details/guadalcanalcarri00hamm/page/411 411–413]| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200731221351/https://archive.org/details/guadalcanalcarri00hamm | تاريخ أرشيف = 31 يوليو 2020 }}</ref> نتيجة ذلك، أمر قائد فرقة العمل بخرق المدمرة، وقد أنقذت المدمرة [[يو إس إس شو (دي دي-373)|يو إس إس شو]] الطاقم، قبل أن تطلق نيران مدافعها على بورتر وتُغرقها.<ref>Evans, ''Japanese Navy'', p. 520; Frank, ''Guadalcanal'', pp. 388–389; Hammel, ''Carrier Strike'', p. 299.</ref>

[[ملف:A Japanese Aichi D3A is shot down between USS Enterprise (CV-6) and USS South Dakota (BB-57) on 26 October 1942.jpg|تصغير|يسار|إسقاط قاذفة انقضاضية يابانية (في المنتصف) أثناء الهجوم على إنتربرايز (أسفل اليمين)، بينما ينبعث الدخان من الحاملة نتيجة سقوط قنبلة في وقت سابق بينما تحيد قنبلة أخرى عن الحاملة. تقع البارجة داكوتا الجنوبية على يسار الحاملة.<ref>Fahey, ''The Ships and Aircraft of the United States Fleet'', p. 5.</ref>]]

عندما بدأت الموجة الضاربة الأولى للطائرات اليابانية في العودة إلى حاملاتها بعد هجومها على هورنت، رصدت إحداها فرقة عمل إنتربرايز، التي خرجت للتو من العاصفة المطيرة، وأبلغت عن موقع الحاملة.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', p. 283.</ref> حولّت الموجة الضاربة الثانية للطائرات اليابانية التي كانت تعتقد أن هورنت تغرق هجماتها على فرقة عمل إنتربرايز بدءًا من الساعة 10:08. ومجددًًا، واجهت الدورية الجوية القتالية الأمريكية مشكلة في اعتراض الطائرات اليابانية قبل أن تهاجم إنتربرايز وأسقطت اثنتين فقط من القاذفات الانقضاضية التسعة عشر عندما بدأت تنقض على الحاملة. كانت فرقة الملازم أول {{وإو|مامورو سيكي|Mamoru Seki}} هي أول من بدأ بالهجوم بالرغم من النيران الكثيفة المضادة للطائرات من إنتربرايز والسفن الحربية المرافقة لها، لكن فرقة سيكي لم تحقق أي إصابات. في الهجمات اللاحقة تمكنت فرقة الملازم كايشي أريما من تسجيل إصابات في الحاملة بقنبلتين «عاديتين» نصف خارقة للدروع، زنة 250 كجم، حيث ألقى [[رقيب (بحرية)|الرقيب]] كايوتو فوروتا من طياري أريما القنبلة الأولى. قتلت القنبلتان 44 رجلاً وجرحت 75 وألحقت أضرارًا جسيمة بالحاملة، بما في ذلك تعطل مصعدها الأمامي بالموضع «العلوي». بالإضافة إلى ذلك، أسقطّت فرقة الملازم أريما أيضًا قنبلة قريبة أخرى.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 300–313; Lundstrom, ''Guadalcanal Campaign'', pp. 413–415.</ref> ومع ذلك، فُقدت عشرة من قاذفات القنابل اليابانية التسعة عشر في هذا الهجوم من ضمنها القاذفة التي يقودها الملازم سيكي، وهبطت اثنتان أخريان في الماء عند عودتهما.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', p. 390; Lundstrom, ''Guadalcanal Campaign'', pp. 416, 418, 446.</ref>

بعد عشرين دقيقة، وصلت طائرات الطوربيد الستة عشر من زويكاكو وتفرقت لمهاجمة إنتربرايز. تعرضت إحدى مجموعات قاذفات الطوربيد لهجوم من طائرتي ويلدكات من الدورية الجوية القتالية واللتان أسقطتا ثلاثة منهم وألحقتا ضررًا بطائرة رابعة اصطدمت عمدًا أثناء اشتعالها في المدمرة [[يو إس إس سميث (دي دي-378)|سميث]] مما أدى إلى اشتعال النيران فيها ومقتل 57 من أفراد طاقمها. كما انفجر الطوربيد الذي كانت تحمله هذه الطائرة بعد وقت قصير من تحطمها مما تسبب في ضرر إضافي. في البداية بدت الحرائق خارجة عن السيطرة إلى أن أمر قبطان المدمرة سميث بتوجهها نحو الرذاذ الكبير لأثر مخرج البارجة [[يو إس إس ساوث داكوتا (بي بي-57)|يو إس إس ساوث داكوتا]] مما ساعد على إخماد الحرائق. استأنفت المدمرة سميث رحلتها واستهدفت طائرات الطوربيد بما تبقى من مدافعها المضادة للطائرات.{{للهامش|12}}

[[ملف:F4F-4 Wildcat of VF-72 crash-lands on USS Enterprise (CV-6) on 26 October 1942.jpg|تصغير|يسار|انزلاق حاد لطائرة وايلدكات تتبع الحاملة هورنت، كانت قد هبطت لتوها على مدرج طيران إنتربرايز، نتيجة مناورة عنيفة للحاملة تفاديًا لهجوم قاذفة انقضاضية أقلعت من جونيو]]

هاجمت طائرات الطوربيد المتبقية إنتربرايز وساوث داكوتا والطراد [[يو إس إس بورتلاند (سي سي-33)|بورتلاند]]، لكن كل طوربيداتها إما حادت أو أخفقت، ولم تتسبب في أي ضرر. انتهى الاشتباك في الساعة 10:53؛ بخسارة 9 طائرات طوربيد من أصل 16 في هذا الهجوم.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', p. 391.</ref> بعد إخماد معظم الحرائق على متن حاملة الطائرات، في الساعة 11:15، عادوت إنتربرايز فتح مدرج طيرانها لبدء هبوط الطائرات العائدة من الهجمات الأمريكية الصباحية على قوات السفن الحربية اليابانية. ومع ذلك، لم يهبط سوى القليل من الطائرات فقط قبل وصول الموجة التالية من الطائرات الهجومية اليابانية التي شرعت في مهاجمة إنتربرايز، مما أجبرها على تعليق عمليات الهبوط.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 335–337.</ref>

بين 09:05 و09:14، وصلت جونيو على بعد 280 ميل بحري (320 ميل؛ 520 كم) من حاملات الطائرات الأمريكية وشنت غارة من 17 قاذفة قنابل و 12 طائرة زيرو، بقيادة الرائد [[يوشيو شيغا (عسكري)|يوشيو شيغا]].<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 330–331; and Frank, ''Guadalcanal'', p. 391.</ref> وبينما كانت القوة اليابانية الرئيسية والقوة المتقدمة تناور في محاولة للانضمام إلى التشكيلات، تأهبت جونيو لشن ضربات المتابعة.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', p. 331.</ref> في الساعة 11:21، وصلت طائرات جونيو وانقضت تجاه فرقة عمل إنتربرايز. سجلت القاذفات الانقضاضية إصابة قُرب إنتربرايز، مما تسبب في المزيد من الضرر، وإصابتين في كلاً من داكوتا الجنوبية والطراد الخفيف [[يو إس إس سان خوان (سي إل-54)|سان خوان]]، مما تسبب في أضرار متساوية لكلاهما. خلال هذا الهجوم، دُمرّت ثمانية من القاذفات الانقضاضية اليابانية السبعة عشر، مع هبوط ثلاثة أخرى في الماء عند عودتها.<ref name="مولد تلقائيا1">Frank, ''Guadalcanal'', pp. 391–393; Lundstrom, ''Guadalcanal Campaign'', p. 437</ref>{{للهامش|13}}
في الساعة 11:35، قرر كينكيد سحب إنتربرايز وسفن الحماية الخاصة بها من المعركة، بعد خروج هورنت عن العمل وتعرض إنتربرايز لأضرار جسيمة، بينما اعتقاد اليابانيين أن هناك واحدة أو اثنتين من الحاملات غير المتضررة في المنطقة.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', p. 395.</ref> أمر كينكيد إنتربرايز وفرقة عملها بالانسحاب بمجرد تمكنهم من ذلك، تاركًا هورنت لمصيرها. بين الساعة 11:39 و13:22، استعادت إنتربرايز 57 طائرة من أصل 73 طائرة أمريكية تابعة للحاملات أثناء انسحابها.{{للهامش|14}} هبطت الطائرات الأمريكية المتبقية في المحيط وأنقذت السفن الحربية المرافقة أطقمها.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 345–352.</ref>

بين الساعة 11:40 و14:00، استقبلت الحاملتان اليابانيتان السليمتان، زويكاكو وجونيو، الطائرات القليلة التي عادت من الضربات الصباحية على هورنت وإنتربرايز وتأهبت لضربات المتابعة. وقد بدا جليًا حينها مقدار الخسائر الشديدة التي تكبدتها خلال هذه الهجمات. وصف الرائد البحري. ماساتاكي أوكوميا، ضابط الأركان الجوية لجونيو، عودة المجموعات الضاربة الأولى للحاملة:

{{اقتباس|دققنا النظر في السماء بتخوف. فلم يكن هناك سوى قلة من الطائرات في الجو مقارنة بالأعداد التي انطلقّت قبيل عدة ساعات... كانت الطائرات تتمايل وتتأرجح على السطح، كل مقاتلة وقاذفة مثقوبة بالطلقات... وكلما صعد الطيارون بضجر قُمراتهم الضيقة، تحدثوا عن مقاومة شديدة وعن سماوات مختنقة بفعل الرشقات النارية للقذائف المضادة للطائرات وخطوطها.}} لم يعد سوى قائد واحد من قادة قاذفات جونيو من الضربة الأولى، ولدى هبوطه بدا «مضطربًا لدرجة أنه لم يستطع التحدث بتماسك في بعض الأحيان».<ref>Lundstrom, ''Guadalcanal Campaign'', p. 446.</ref>

في الساعة 13:00، اتجهت قوة كوندو المتقدمة والسفن الحربية التابعة لقوة طليعة آبي مباشرة نحو آخر موقع علمت به لقوات مهام حاملة الطائرات الأمريكية ورفعت سرعتها في محاولة لاعتراضها في معركة بالمدفعية. انسحبت الحاملتان المتضررتان زويهو وشوكاكو من منطقة المعركة، بينما كان ناغومو لا يزال على متن إحداها، تاركًا الأدميرال [[كاكوجي كاكوتا]] مسؤولًا عن قوات زويكاكو وجونيو الجوية. في الساعة 13:06، أطلقت جونيو هجومها الثاني من سبع طائرات طوربيد بقيادة الملازم يوشياكي إريكين، والتي كانت تحت حماية ثمان طائرات زيرو بقيادة الملازم شيراني. في الوقت نفسه، أطلقت زويكاكو هجومها الثالث من سبع طائرات طوربيد وقاذفتين انقضاضيتين وخمس مقاتلات زيرو، بقيادة الملازم إيتشيرو تاناكا. كانت معظم طائرات الطوربيد مسلحة بقنابل خارقة للدروع زنة 800 كجم. في الساعة 15:35، أطلقت جونيو آخر هجمة يابانية في ذلك اليوم، من أربع قاذفات انقضاضية وست مقاتلات زيرو، بقيادة الرائد البحري شيغا مجددًا.<ref>Hara, ''Japanese Destroyer Captain'', pp. 129–131; Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 357–358; Lundstrom, ''Guadalcanal Campaign'', pp. 446–447.</ref>

[[ملف:Listing USS Hornet (CV-8) is abandoned in the late afternoon of 26 October 1942.jpg|تصغير|يسار|غرق هورنت وإخلائها]]
بدأ الطراد [[يو إس إس نورثامبتون (سي أيه-26)|نورثهامبتون]] أخيرًا في سحب هورنت ببطء بعد عدة مشاكل فنية من منطقة المعركة في الساعة 14:45، بسرعة خمس عقد فقط. كان طاقم هورنت على وشك استعادة الطاقة الجزئية،<ref>Frank, ''Guadalcanal'', pp. 395–396.</ref> ولكن في الساعة 15:20، وصلت الموجة الهجومية الثانية لجونيو، وهاجمت طائرات الطوربيد السبع حاملة الطائرات شبه الثابتة. على الرغم من أن ستة من طائرات الطوربيد أخطأت هدفها، لكن في الساعة 15:23، أصاب طوربيد واحد منتصف هورنت، والتي ثبت أنها الضربة القاتلة. دمر الطوربيد إصلاحات نظام الطاقة وتسبب في فيضانات غزيرة وميل بمقدار 14 درجة. مع عدم وجود طاقة لضخ المياه، أُخليّت هورنت لخسارتها وأخلاها الطاقم. في هذا الوقت، هاجمت الضربة الثالثة لزويكاكو هورنت، حيث ضربت قاذفات بي5إن الحاملة الغارقة بقنبلة زنة 800 كجم. غادر جميع أفراد طاقم هورنت بحلول الساعة 16:27. خلال الهجوم الياباني الأخير لهذا اليوم، ألقت قاذفة قنابل من الموجة الهجومية الثالثة لجونيو قنبلة أخرى شبه خارقة للدروع، زنة 250 كجم، على الحاملة الغارقة في الساعة 17:20.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', pp. 359–376; Lundstrom, ''Guadalcanal Campaign'', p. 448.</ref>

أمر هالسي بإغراق هورنت بعد إبلاغه باقتراب القوات اليابانية وعدم جدوى جهود القطر الإضافية. بينما تراجعت السفن الحربية الأمريكية المتبقية باتجاه الجنوب الشرقي للخروج من نطاق أسطول كوندو وآبي القادم، حاولت المدمرتان [[يو إس إس موستين (دي دي-413)|يو إس إس موستين]] و[[يو إس إس أندرسون (دي دي-411)|أندرسون]] خرق هورنت بطوربيدات متعددة وأكثر من 400 قذيفة، لكنها ظلت راسية. لكن المدمرتين الأمريكيتين تخلتا عن هيكل هورنت المحترق في الساعة 20:40 بعدما أصبحت القوات البحرية اليابانية على بعد 20 دقيقة فقط. بحلول الساعة 22:20، وصلت بقية السفن الحربية التابعة لكوندو وآبي إلى موقع هورنت. ثم قضت المدمرتان ماكيغمو وأكيغومو على الحاملة بأربعة طوربيدات عيار 24 بوصة (610 ملم) في الساعة 01:35 يوم 27 أكتوبر 1942، لتغرق أخيرًا.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', p. 380.</ref> نظرًا للهجمات الليلية العديدة التي شنتها طائرات كاتالينا المجهزة بالرادار على جونيو وتيروزوكي وعلمهم بالأسبقية التي حققتها السفن الحربية الأمريكية خلال انسحابها من المنطقة، بالإضافة إلى حالة الوقود الحرجة، دفع كل ذلك اليابانيين على ما يبدو إلى إعادة النظر في مطاردة السفن الحربية الأمريكية. وبعدما تزودت السفن اليابانية بالوقود بالقرب من جزر سليمان الشمالية عادت إلى قاعدتها الرئيسية في ترّك في 30 أكتوبر. أثناء الانسحاب الأمريكي من منطقة المعركة باتجاه [[إسبيريتو سانتو]] و[[كاليدونيا الجديدة]] وخلال اتخاذ إجراءات مراوغة من غواصة يابانية، اصطدمت داكوتا الجنوبية بالمدمرة [[يو إس إس ماهان (دي دي-364)|ماهان]]، مما سبب أضرارًا جسيمة بماهان.<ref>Evans, ''Japanese Navy'', p. 520; Frank, ''Guadalcanal'', p. 399. ''Mahan'' returned to action on 9 January 1943.</ref>

== نتائج المعركة ==
[[ملف:Burial-at-sea aboard USS Enterprise (CV-6) after the Battle of the Santa Cruz Islands, 27 October 1942.jpg|تصغير|يسار|طاقم إنتربرايز خلال مراسم [[دفن في البحر]] في 27 أكتوبر لرفاقهم من الطاقم الذين قتلوا في اليوم السابق]]أعلن كلا الجانبين انتصارهما. ذكر الأمريكيون أن حاملتي أسطول من طراز شوكاكو قد أصيبتا بالقنابل ودُمرتا. تضمن تقرير كينكيد بشأن الخسائر التي لحقت باليابانيين إصابة بارجة وثلاثة طرادات ثقيلة وطراد خفيف وإصابة محتملة لطراد ثقيل آخر. في الواقع كانت السفن (شوكاكو) و (زويهو) و (شيكوما) هي الوحيدة التي تعرضت لأضرار خلال المعركة ولم تغرق أي منهما.<ref>Prados, ''Islands of Destiny: The Solomons Campaign and the Eclipse of the Rising Sun'' [Kindle version], Chapter III.</ref> من جانبهم، أكد اليابانيون أنهم أغرقوا ثلاث حاملات أمريكية وبارجة وطراد ومدمرة<ref>Belote & Belote, ''Titans of the Seas'', p. 150</ref> وسفينة حربية كبيرة غير محددة.{{للهامش|15}} شملت الخسائر الأمريكية الفعلية حاملة الطائرات هورنت والمدمرة بورتر وتضرر الحاملة إنتربرايز والطراد الخفيف سان خوان والمدمرة سميث والبارجة [[يو إس إس ساوث داكوتا (بي بي-57)|ساوث داكوتا]].<ref>{{استشهاد ويب | الأخير = Office of Naval Intelligence | سنة = 1943 | مسار = http://www.ibiblio.org/hyperwar/USN/USN-CN-SantaCruz/index.html | عنوان = ''The Battle of the Santa Cruz Islands, 26 October 1942'' | عمل = Combat Narrative | ناشر = Publications Branch, Office of Naval Intelligence, United States Navy | تاريخ الوصول = 17 May 2006 | مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20060513024810/http://www.ibiblio.org/hyperwar/USN/USN-CN-SantaCruz/index.html| تاريخ أرشيف= 13 May 2006 | حالة المسار= live}}</ref>

كانت خسارة هورنت بمثابة ضربة قاصمة لقوات الحلفاء في جنوب المحيط الهادئ، تاركة إنتربرايز الحاملة الوحيدة العاملة (لكنها متضررة) للحلفاء في مسرح المحيط الهادئ بأكمله. أثناء انسحاب إنتربرايز من المعركة، وضع طاقمها لافتة على مدرج الطيران تقول: «إنتربرايز ضد اليابان».<ref>[http://www.cv6.org/1942/1942.htm USS Enterprise CV-6 – 1942]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210314171123/http://www.cv6.org/1942/1942.htm|date=2021-03-14}}</ref><ref>[http://www.pacificwrecks.com/ships/usn/CV-6.html USS Enterprise CV-6] at Pacific Wrecks.com. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20211207131924/https://pacificwrecks.com/ships/usn/CV-6.html|date=2021-12-07}}</ref><ref>''[[Battle 360]]'', Episode 5: Enterprise versus Japan. [[قناة التاريخ التلفزيونية]], 2008.</ref> تلقت إنتربرايز إصلاحات مؤقتة في [[كاليدونيا الجديدة]]، وعلى الرغم من عدم استعادة قواها بالكامل، فقد عادت إلى منطقة جزر سليمان الجنوبية بعد أسبوعين فقط لدعم قوات الحلفاء خلال [[معركة غوادالكانال البحرية]].<ref>Tillman, ''Enterprise'', pp. 132–134.</ref> هناك لعبت دورًا فعالاً تبين لاحقًا أنه الاشتباك البحري الحاسم في حملة غوادالكانال بأثرها، عندما أغرقت طائراتها العديد من السفن الحربية اليابانية وناقلات الجنود خلال المناوشات البحرية حول مطار هندرسون.<ref name="Hammel"/><ref>Tillman, ''Enterprise'', pp. 134–144.</ref> دفع نقص حاملات الطائرات الأمريكيون واليابانيون إلى نشر بوارج في عمليات ليلية حول غوادالكانال، فوقعت معركة ضمن معركتين فقط في حرب المحيط الهادئ بأكملها واجهت فيها البوارج بعضها البعض،{{للهامش|16}} نتج عنهما تضرر البارجة ساوث داكوتا مجددًا مقابل غرق بارجتين يابانيتين.<ref name="Hammel">Hammel, ''Carrier Strike'', p. 384.</ref>

على الرغم من أن معركة سانتا كروز كانت انتصارًا تكتيكيًا لليابانيين من حيث السفن الغارقة، فإنها جاءت بتكلفة عالية لقواتهم البحرية، حيث كانت جونيو حاملة الطائرات النشطة الوحيدة المتبقية لمواجهة إنتربرايز أو مطار هندرسون في نهاية حملة غوادالكانال.<ref>''See'' Tully, Anthony P., [http://www.combinedfleet.com/junyo.htm IJN ''Jun'yō'': Tabular Record of Movement], combinedfleet.com, 2013. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200628101642/http://www.combinedfleet.com:80/junyo.htm|date=2020-06-28}}</ref> أما زويكاكو، وعلى الرغم من عدم تعرضها لأضرار واستيعابها لطائرات الحاملتين المتضررتين، فقد عادت إلى جزر الوطن عبر ترّك لاعتبارات التدريب ونقل الطائرات، ولم تبحر إلى جنوب المحيط الهادئ إلا في فبراير 1943 لتغطية إجلاء القوات البرية اليابانية من غوادالكانال.<ref name = Zuiku>Tully, Anthony P., [http://www.combinedfleet.com/Zuikak.htm "IJN Zuikaku ("Happy Crane"): Tabular Record of Movement"], combinedfleet.com, September 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20211221160428/http://www.combinedfleet.com/Zuikak.htm|date=2021-12-21}}</ref> وبالنسبة للحاملتين المتضررتين فقد أُجبرّتا على العودة إلى اليابان لإجراء إصلاحات واسعة النطاق وتجديدهما. بعد إصلاحهما، عادت زويهو إلى ترّك في أواخر يناير 1943. في حين ظلّت شوكاكو قيد الإصلاح حتى مارس 1943 ولم تعد إلى الجبهة حتى يوليو 1943، عندما انضمّت إلى زويكاكو في ترّك.<ref>Parshall & Tully, ''Imperial Japanese Navy Page (Combinedfleet.com)'', [http://www.combinedfleet.com/shokaku.htm ''Shokaku''] & [http://www.combinedfleet.com/Zuiho.htm ''Zuiho'']. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20211228213925/http://www.combinedfleet.com/shokaku.htm|date=2021-12-28}}</ref>

كانت خسائر أطقم الطائرات هي الأكثر خطورة بالنسبة للبحرية اليابانية. خسرت الولايات المتحدة 81 طائرة من أصل 175 كانت متاحة في بداية المعركة؛ من بينها 33 مقاتلة و28 قاذفة انقضاضية و20 قاذفة طوربيد. ومع ذلك، فقدت 26 طيارًا وملاحًا من أفراد الأطقم فحسب.<ref>Lundstrom, ''Guadalcanal Campaign'', p. 456.</ref> أما أداء اليابان فكان أسوأ بكثير، خاصة على مستوى الطيارين؛ فبالإضافة إلى خسارة 99 طائرة من أصل 203 طائرة مشاركة في المعركة، خسرت 148 طيارًا وملاحًا من الأطقم الجوية، بما في ذلك اثنان من قادة مجموعات القاذفات الانقضاضية وثلاثة من قادة أسراب قاذفات الطوربيد وثمانية عشر آخرين من قادة الأقسام أو المقاتلات.<ref>Hornfischer, ''Neptune's Inferno: The U.S. Navy at Guadalcanal'', p. cxx</ref> وكانت أبرز الخسائر مقتل موراتا وسيكي، قائدي الضربتين الأولى والثانية. قُتل 49٪ من أطقم قاذفات الطوربيد اليابانية المشاركة في المعركة، إلى جانب 39٪ من أطقم القاذفات الانقضاضية و20٪ من طياري المقاتلات.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', pp. 400–440; Hammel, ''Carrier Strike'', p. 381; and Lundstrom, ''Guadalcanal Campaign'', p. 454.</ref> خسر اليابانيون عددًا من الأطقم الجوية في سانتا كروز أكثر مما خسروه في كل معارك حاملات الطائرات الثلاث السابقة، (90) في [[معركة بحر المرجان|بحر المرجان]] و (110) في [[معركة ميدواي|ميدواي]] و (61) في [[معركة جزر سليمان الشرقية|شرق سليمان]]. بحلول نهاية معركة سانتا كروز، قُتل ما لا يقل عن 409 من 765 من نخبة ملاحي الحاملات اليابانية الذين شاركوا في [[الهجوم على بيرل هاربر|الهجوم على بيرل هاربور]].{{للهامش|17}} كما تلقت الحاملة السليمة زويكاكو أمرًا بالعودة إلى اليابان، نظرًا لخسارتها الكثير من أطقمها الجوية المخضرمة وعدم وجود طريقة سريعة لتعويضهم بسبب القدرة المؤسسية المحدودة في برامج تدريب أطقمها البحرية وغياب الاحتياطي المدرب. في حين ظلت جونيو تقدم الدعم الجوي خلال معركة غوادالكانال البحرية،<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=Imperial flattops|مسار=http://www.combinedfleet.com/junyo.htm|تاريخ الوصول=2022-01-27|موقع=www.combinedfleet.com| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200628101642/http://www.combinedfleet.com/junyo.htm | تاريخ أرشيف = 28 يونيو 2020 }}</ref> وقد عادت زويكاكو في الوقت المناسب لتغطية انسحاب القوات من غوادالكانال.<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=Imperial Flattops|مسار=http://www.combinedfleet.com/Zuikak.htm|تاريخ الوصول=2022-01-27|موقع=www.combinedfleet.com| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20211221160428/http://www.combinedfleet.com/Zuikak.htm | تاريخ أرشيف = 21 ديسمبر 2021 }}</ref>

أُعفيّ الأدميرال ناغومو من القيادة عقب المعركة بوقت قصير وأعيد تكليفه بالخدمة في القواعد البحرية في اليابان. وقد اعترف بأن الانتصار لم يكن حاسمًا:

{{اقتباس|كانت هذه المعركة انتصارًا تكتيكيًا، لكنها خسارة استراتيجية مدمرة لليابان... بالنظر إلى التفوق الكبير لقدرة العدو الصناعية، كان علينا الانتصار في كل معركة انتصارًا ساحقًا من أجل كسب هذه الحرب. هذا الانتصار الأخير، على الرغم من اعتباره انتصارًا، لكنه مع الأسف، لم يكن انتصارًا ساحقًا.<ref>Hara, ''Japanese Destroyer Captain'', pp. 134–35</ref>}}

بالنظر إلى ما سبق، وبالرغم من اعتبار المعركة انتصارًا تكتيكيًا، فقد قضت فعليًا على أي أمل للبحرية اليابانية في تحقيق نصر حاسم قبل أن تحوله القوة الصناعية الأمريكية إلى هدف بعيد المنال. لخص المؤرخ إريك هاميل أهمية معركة جزر سانتا كروز قائلًا: «تعد سانتا كروز انتصارًا يابانيًا. مع ذلك، كلف هذا النصر اليابان آخر أمل عندها في الانتصار بالحرب.»<ref name="Hammel"/>
أما المؤرخ العسكري د. جون برادوس فقد قدم وجهة نظر مغايرة تؤكد أن المعركة لم تكن [[نصر بيروسي|انتصارًا يابانيًا باهظًا]]، بل [[نصر إستراتيجي|انتصارًا استراتيجيًا]]:
{{اقتباس|وفق أي مقاييس معقولة، مثلت معركة سانتا كروز انتصارًا يابانيًا استراتيجيًا. في نهايتها، امتلكت البحرية الإمبراطورية قوة الحاملات العاملة الوحيدة في المحيط الهادئ. كان اليابانيون قد أغرقوا مزيدًا من السفن والحمولات القتالية، وكان عندهم مزيدًا من الطائرات المتبقية، وكان لديهم الحيازة المادية لمنطقة المعركة ... تدور الحجج القائمة بشأن خسائر أطقم الطائرات أو حيازة غوادالكانال حول شيء آخر، ألا وهو الحملة، لا المعركة.<ref>{{استشهاد بكتاب | الأخير = Prados | الأول = John | عنوان = Islands of Destiny: The Solomons Campaign and the Eclipse of the Rising Sun | مسار = https://archive.org/details/islandsofdestiny0000prad | سنة = 2012 | ناشر = NAL | isbn = 978-0451238047 | صفحة = [https://archive.org/details/islandsofdestiny0000prad/page/158 158]}}</ref>}}

من وجهة نظر برادوس، فإن السرد الحقيقي لنتائج المعركة هو فشل البحرية الإمبراطورية في استغلال انتصارها الصعب.<ref>Prados, ''Islands of Destiny: The Solomons Campaign and the Eclipse of the Rising Sun'', p. 159.</ref>

== انظر أيضًا ==
* [[بحرية الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية]]
'''<big>معارك حاملات الطائرات خلال الحرب العالمية الثانية</big>'''
* [[معركة بحر المرجان]]
* [[معركة ميدواي]]
* [[معركة جزر سليمان الشرقية]]
* [[معركة بحر الفلبين]]
* [[معركة خليج ليتي|معركة كيب إنجانيو]]

== الهوامش ==
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px">
: {{هامش|1}}. توزيع الطائرات حسب النوع: (63) [[غرومان إف 4 إف ويلدكات|إف4إف ويلدكات]] و (47) [[دوغلاس إس بي دي دونتليس|إس بي دي دونتليس]] و (26) [[غرومان تي بي إف آفنجرز|تي بي إف آفنجرز]]. لا يشمل عدد الطائرات البالغ (136) طائرات [[بوينغ بي-17 القلعة الطائرة|بي-17]] المتمركزة في إسبيريتو سانتو (والتي لعبت دورًا محدودًا خلال المعركة) أو أي طائرات بحرية في المنطقة.<ref name="مولد تلقائيا2">Frank, ''Guadalcanal'', p. 373</ref>
: {{هامش|2}}. توزيع الطائرات حسب النوع: (87) [[ميتسوبيشي زيرو|إيه6إم زيرو]] و (68) قاذفة انقضاضية [[إيشي دي3إيه]] و (57) قاذفة طوربيد من طراز [[ناكاجيما بي5إن]] وطائرة قيادة وتحكم طراز [[يوكوسوكا دي4واي]].<ref name="مولد تلقائيا2" />
: {{هامش|3}}. كما ذكر لندستورم، في ''حملة غوادالكانال''، ص. 456، توزيع الخسائر كالتالي: ''هورنت'' (118 طائرة)، ''إنتربرايز'' (44 طائرة)، ''سميث'' (57 طائرة)، ''بورتر'' (15 طائرة)، ''بينساكولا'' (3 طائرة)، ''ساوث داكوتا'' (2 طائرة)، ''موريس'' (1 طائرة)، بجانب 22 من الأطقم الجوية. كما أسرّ اليابانيون أربعة من أفراد الأطقم الجوية الأمريكية. تضمنت خسائر الطائرات الأمريكية الإجمالية: (32) ويلدكات و (31) إس بي دي دونتليس و (18) تي بي إف آفنجر.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', p. 401</ref>
: {{هامش|4}}. وفقًا لبيتي، ص. 180 و339 ولندستورم، في ''حملة غوادالكانال''، ص. 454. فإن خسائر اليابانيين نتيجة الأضرار التي لحقت بالحاملة ''زويهو'' غير معروفة. عدد القتلى اليابانيين المعروف موزع كالتالي: ''شوكاكو'' (60)، ''تشيكوما'' (190)، ''تيروزوكي'' (7) و (148) من أطقم الطائرات. تضمنت الخسائر الإجمالية للطائرات اليابانية: (27) مقاتلة زيرو، (40) قاذفة انقضاضية، (29) قاذفة طوربيد وطائرة واحدة طراز يوكوسوكا دي4واي. وتوزعت خسائر أطقم الطائرات كالتالي: (55) من ''شوكاكو''، (57) من ''زويكاكو''، (9) من ''زويهو'' و (27) من ''جونيو''.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', p. 400–401</ref>
: {{هامش|5}}. عقب هذا الحادث، أُعفي قائد فرقة عمل حاملة الطائرات الأمريكية [[فرانك جاك فليتشر]] وقتها من قيادته وأعيد تكليفه بمهام على البر لما تبقى من الحرب.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', p. 204–205</ref>
: {{هامش|6}}. كما أصيبت البارجة نورث كارولينا والمدمرة أوبراين بطوربيدات خلال نفس الهجوم. غرقت أوبراين لاحقًا نتيجة لأضرار الطوربيد، بينما كانت نورث كارولينا قيد الإصلاح في بيرل هاربور حتى 16 نوفمبر 1942.<ref>Evans, ''Japanese Navy'', p. 179–180</ref><ref>Hammel, ''Carrier Strike'', p. 24–41</ref>
: {{هامش|7}}. وفقًا لهارا، اعتقد اليابانيون أنه قد يحتمل تواجد القوات البحرية الأمريكية في منطقة جزر سليمان لأنهم قرأوا تقريرًا، صدر عن [[برس إنترناشيونال]] بتاريخ 20 أكتوبر، ذكرّ أن البحرية الأمريكية كانت تستعد لمعركة بحرية وجوية كبيرة في جنوب المحيط الهادئ.<ref>Hara, ''Japanese Destroyer Captain'', p. 124–125</ref>
: {{هامش|8}}. تألفت القوة من الطراد الياباني يورا والمدمرات: أكيزوكي، هاروسامي، موراسامي، ويوداتشي (بارشال، صفحة البحرية اليابانية الإمبراطورية. على [http://www.combinedfleet.com/kaigun.htm موقع الأسطول المشترك])، على الرغم من أن هامل ذكر أنها كانت قافلة إمداد، فإن بارشال يقول إنها كانت قوة قصف. أبحرت أكيزوكي إلى اليابان للإصلاحات، والتي اكتملت في 16 ديسمبر 1942. وعادة ما يعتبر هذا الحادث عملاً منفصلاً عن معركة جزر سانتا كروز.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', p. 103–106</ref>
: {{هامش|9}}. أمكن فقط استعادة طائرة ويلدكات بأمان.<ref>sfn|Frank, ''Guadalcanal'', p. 384–385</ref>
: {{هامش|10}}. ذكر بارشال، في صفحة البحرية الإمبراطورية اليابانية، أن تشيكوما كان قيد الإصلاح في [[تشوك لاغون|ترك]] ولاحقًا في [[كورشي (هيروشيما)|كورشي]]، اليابان، حتى يناير 1943 وهو ما ذكره هارا أيضًا.<ref>Hara, ''Japanese Destroyer Captain'', p. 132</ref>
: {{هامش|11}}. تضمنت سفن حماية هورنت؛ الطرادان الثقيلان [[يو إس إس نورثامبتون (سي أيه-26)|نورثهامبتون]] و[[يو إس إس بينساكولا (سي أيه-24)|بينساكولا]] والطرادان الخفيفان [[يو إس إس سان دييغو (سي إل-53)|سان دييغو]] و[[يو إس إس جونو (سي إل-53)|جونو]] وست مدمرات.<ref>Hammel, ''Carrier Strike'', p. 132</ref>
: {{هامش|12}}. توجهت سميث في النهاية إلى بيرل هاربور للصيانة والتي اكتملت في فبراير 1943.<ref>Frank, ''Guadalcanal'', pp. 390–391</ref>
: {{هامش|13}}.<ref name="مولد تلقائيا1" /> كان للمدفعية المضادة للطائرات من البارجة الحربية ''ساوث داكوتا'' الفضل في إسقاط 26 من إجمالي 99 طائرة معادية ادعاها الأمريكيون خلال المعركة.<ref>[http://www.hazegray.org/danfs/battlesh/bb57.htm ''ساوث داكوتا'']، ''قاموس سفن البحرية الأمريكية المقاتلة''، قسم البحرية الأمريكية. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20220125041118/http://www.hazegray.org/danfs/battlesh/bb57.htm|date=2022-01-25}}</ref>
: {{هامش|14}}. تمكنت إحدى الطائرات الأمريكية، التي يقودها قائد مجموعة هورنت الجوية، من الوصول إلى القاعدة الجوية الأمريكية في [[إسبيريتو سانتو]].<ref>Lundstrom, ''Guadalcanal Campaign'', p. 444</ref>
: {{هامش|15}}. أحصى اليابانيون غرق طرادين هما أوكوميا وهوريكوشي.<ref>''Zero!'', p. 274</ref>
: {{هامش|16}}. وقعت المواجهة الثانية بين البوارج في المحيط الهادئ في أكتوبر 1944 خلال [[معركة خليج ليتي]]، وكانت آخر معركة من نوعها في التاريخ.
: {{هامش|17}}. تضمنت خسائر أطقم الطائرات: (55) من شوكاكو، (57) من زويكاكو، (9) من زويهو و (27) من جونيو.<ref>Peattie, pp. 180 & 339</ref>
 </div>

== المراجع ==
=== فهرس المراجع ===
{{مراجع|محاذاة = نعم}}

=== للمزيد من القراءة ===
<div class="mw-content-ltr" style="height: 350px; overflow: auto; padding: 3px">
{{بداية المراجع|2}}
<div dir="ltr">
* {{استشهاد بكتاب | الأخير = Bergerud | الأول = Eric M. | تاريخ = 2001 | عنوان = Fire in the Sky: The Air War in the South Pacific | مكان = New York | ناشر = [[تايلور وفرانسيس]] | isbn = 0-8133-3869-7 |ref=none}}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير = D'Albas | الأول = Andrieu | سنة = 1965 | عنوان = Death of a Navy: Japanese Naval Action in World War II | ناشر = Devin-Adair Publishing | isbn = 0-8159-5302-X |ref=none}}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير = Dull | الأول = Paul S. | سنة = 1978 | عنوان = A Battle History of the Imperial Japanese Navy, 1941–1945 | ناشر = Naval Institute Press | isbn = 0-87021-097-1 | التسجيل = registration | مسار = https://archive.org/details/battlehistoryofi0000dull|ref=none |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230109131440/https://archive.org/details/battlehistoryofi0000dull|تاريخ أرشيف=2023-01-09}}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1-الأخير = Lacroix | مؤلف1-الأول = Eric | مؤلف2-الأخير = Wells |مؤلف2-الأول = Linton | سنة = 1997 | عنوان = Japanese Cruisers of the Pacific War | ناشر = Naval Institute Press | isbn = 0-87021-311-3|ref=none }}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير = Morison | الأول = Samuel Eliot | مؤلف-وصلة = Samuel Eliot Morison | سنة = 1958 | عنوان = The Struggle for Guadalcanal, August 1942 – February 1943'', vol. 5 of ''History of United States Naval Operations in World War II | ناشر = [[Little, Brown and Company]] | مكان = Boston | isbn = 0-316-58305-7|ref=none }}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير = Parkin | الأول = Robert Sinclair | سنة = 1995 | عنوان = Blood on the Sea: American Destroyers Lost in World War II | ناشر =[[Da Capo Press]] | isbn = 0-306-81069-7 |ref=none}}
* {{استشهاد بكتاب | مؤلف1-الأخير = Poor | مؤلف1-الأول = Henry Varnum | مؤلف-وصلة = Henry Varnum Poor (Yale dean)| مؤلف2-الأخير = Mustin | مؤلف2-الأول = Henry A. | مؤلف3-الأخير = Jameson | مؤلف3-الأول = Colin G. | سنة = 1994 | عنوان = The Battles of Cape Esperance, 11 October 1942 and Santa Cruz Islands, 26 October 1942 (Combat Narratives. Solomon Islands Campaign, 4–5) | ناشر = Naval Historical Center | isbn = 0-945274-21-1|ref=none }}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير = Rose | الأول = Lisle Abbott | سنة = 2002 | عنوان = The Ship that Held the Line: The USS Hornet and the First Year of the Pacific War | ناشر = Bluejacket Books | isbn = 1-55750-008-8 |ref=none}}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير = Smith | الأول = Douglas V. | سنة = 2006 | عنوان = Carrier Battles: Command Decision in Harm's Way | مسار = https://archive.org/details/carrierbattlesco0000smit | ناشر = U.S. Naval Institute Press | isbn = 1-59114-794-8 |ref=none}}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير = Stafford | الأول = Edward P. | آخرون = Paul Stillwell (Introduction) | سنة = 2002|طبعة=reissue | عنوان = The Big E: The Story of the USS Enterprise | مسار = https://archive.org/details/bigestoryofussen00unse | ناشر = Naval Institute Press | isbn = 1-55750-998-0 |ref=none}}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير = Stille | الأول = Mark | سنة = 2007 | عنوان = USN Carriers vs IJN Carriers: The Pacific 1942 | ناشر = Osprey | مكان = New York | isbn = 978-1-84603-248-6 |ref=none}}
* {{استشهاد بكتاب | الأخير = Stille | الأول = Mark | سنة = 2012 | عنوان = Santa Cruz 1942: Carrier duel in the South Pacific | ناشر = [[أوسبري للنشر]]؛ Osprey Campaign Series #247| مكان = New York | isbn = 978-1-84908-605-9 |ref=none}}
{{نهاية المراجع}}
</div></div>
== وصلات خارجية ==
{{روابط شقيقة}}
* {{استشهاد ويب | الأخير = كاغني | الأول = جيمس | سنة = 2005 | مسار = http://www.historyanimated.com/SantaCruzPage.html | عنوان = ''معركة جزر سانتا كروز'' | صيغة = جافا سكريبت | عمل = هيستوري أنيميتيد.كوم | تاريخ الوصول = 2006-05-17 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20060503184109/http://www.historyanimated.com/SantaCruzPage.html | تاريخ أرشيف = 3 May 2006 | حالة المسار = dead |ref=none}} رسوم متحركة تفاعلية للمعركة
* {{استشهاد ويب | الأخير = تشن | الأول = سي. بيتر | سنة = 2004–2006 | مسار = http://www.ww2db.com/battle_spec.php?battle_id=8 | عنوان = ''معركة جزر سانتا كروز'' | عمل = قاعدة بيانات الحرب العالمية الثانية | تاريخ الوصول = 2006-05-17 | حالة المسار = dead | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20060323031827/http://www.ww2db.com/battle_spec.php?battle_id=8 | تاريخ أرشيف = 2006-03-23|ref=none }}
* {{استشهاد ويب | الأخير = هوران | الأول = مارك | مسار = http://www.navweaps.com/index_oob/OOB_WWII_Pacific/OOB_WWII_Santa-Cruz.htm | عنوان = ''معركة جزر سانتا كروز – 26 أكتوبر 1942'' | عمل = تشكيل المعركة | تاريخ الوصول = 2006-05-17 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20060517135035/http://www.navweaps.com/index_oob/OOB_WWII_Pacific/OOB_WWII_Santa-Cruz.htm | تاريخ أرشيف = 17 May 2006 | حالة المسار = live |ref=none}}
* {{استشهاد ويب | مؤلف1-الأخير = هوف | مؤلف1-الأول = فرانك أو. | مؤلف2-الأخير = لوديج | مؤلف2-الأول = فيرل إ. | مؤلف3-الأخير = شو | مؤلف3-الأول = هنري آي. الابن. | مسار = http://www.ibiblio.org/hyperwar/USMC/I/index.html | عنوان = من بيرل هاربر إلى غوادالكانال | عمل = تاريخ عمليات مشاة البحرية الأمريكية في الحرب العالمية الثانية | تاريخ الوصول = 2006-05-16 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20060627075209/http://www.ibiblio.org/hyperwar/USMC/I/index.html | تاريخ أرشيف = 27 June 2006 | حالة المسار = live|ref=none }}
* {{استشهاد ويب | الأخير = لانزيندورفر | الأول = تيم | مسار = http://www.microworks.net/PACIFIC/battles/santa_cruz.htm | عنوان = ''معركة جزر سانتا كروز'' | عمل = حرب المحيط الهادئ: البحرية الأمريكية | تاريخ الوصول = 2006-05-17|ref=none |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20220916001823/http://www.microworks.net/PACIFIC/battles/santa_cruz.htm|تاريخ أرشيف=2022-09-16}}
* {{استشهاد ويب | مؤلف1-الأخير = بارشال | مؤلف1-الأول = جون | مؤلف2-الأخير = هاكيت | مؤلف2-الأول = بوب | مؤلف3-الأخير = كينغسب | مؤلف3-الأول = ساندر | مؤلف4-الأخير = نفيت | مؤلف4-الأول = ألين | مسار = http://www.combinedfleet.com/kaigun.htm | عنوان = صفحة البحرية الإمبراطورية اليابانية | تاريخ الوصول = 2006-06-14 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20060613172444/http://www.combinedfleet.com/kaigun.htm | تاريخ أرشيف = 13 June 2006 | حالة المسار = live|ref=none }}
* {{استشهاد ويب | الأخير = شيفرد | الأول = جويل | سنة = 1998–2003 | مسار = http://www.cv6.org/1942/santacruz/santacruz.htm | عنوان = ''1942 – سانتا كروز'' | عمل = يو إس إس إنتربرايز سي في-6 | تاريخ الوصول = 2006-05-17 | مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20060425233316/http://www.cv6.org/1942/santacruz/santacruz.htm | تاريخ أرشيف = 25 April 2006 | حالة المسار = live|ref=none }}
* {{استشهاد ويب|عنوان=رسوم متحركة موجزة عن معركة جزر سانتا كروز، 26 أكتوبر 1942|مسار=http://www.pacificwaranimated.com/Guadalcanal_SantaCruzIslands.html|تاريخ الوصول=26 July 2012|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20121027004426/http://www.pacificwaranimated.com/Guadalcanal_SantaCruzIslands.html|تاريخ أرشيف=27 October 2012|حالة المسار=dead|ref=none}}
{{الحرب العالمية الثانية}}
{{عمليات عسكرية بحرية في الحرب العالمية الثانية}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|إمبراطورية اليابان|الحرب العالمية الثانية|المحيط الهادئ|الولايات المتحدة|اليابان|جزر سليمان|عقد 1940}}

{{شريط محتوى متميز|1=جيدة|التاريخ=5 يونيو 2022|النسخة=58308706|تاريخ مراجعة الزملاء=22 مارس 2022}}

[[تصنيف:اليابان في 1942]]
[[تصنيف:أحداث أكتوبر 1942]]
[[تصنيف:تاريخ اليابان العسكري في الحرب العالمية الثانية]]
[[تصنيف:جزر سليمان في 1942]]
[[تصنيف:عمليات ومعارك المحيط الهادئ الجوية في الحرب العالمية الثانية]]
[[تصنيف:مسرح المحيط الهاديء للحرب العالمية الثانية]]
[[تصنيف:معارك الولايات المتحدة البحرية]]
[[تصنيف:معارك الولايات المتحدة البحرية في الحرب العالمية الثانية]]
[[تصنيف:معارك الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية]]
[[تصنيف:معارك اليابان البحرية]]
[[تصنيف:معارك اليابان البحرية في الحرب العالمية الثانية]]
[[تصنيف:معارك اليابان في الحرب العالمية الثانية]]
[[تصنيف:معارك وعمليات الحرب العالمية الثانية تشمل جزر سليمان]]
[[تصنيف:نزاعات في 1942]]