عرض مصدر غنيمة (إسلام)

{{عن|3=غنيمة (توضيح)}}
{{فقه}}
'''الغنيمة''' في [[فقه إسلامي|الفقه الإسلامي]] هو كل ما أخذ من الكفار بقوة الخيل والركاب أو ما يقوم مقامهما في كل زمن، ويدخل في الغنيمة سلاح العدو وعتاده والحيوان من خيل وماشية وذهب وفضة وكل ما يصلح من متاع الدنيا من النساء والعبيد حتى الخيط والإبرة. وحكمها توزع علي المجاهدين كلٍ على قدر مساهمته وعدته وعتاده، ويصرف [[أداء الخمس من المغنم (إسلام)|الخمس لله والرسول ولذي القربي واليتامي والمساكين]].<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.ibn-jebreen.com/books/7-223-8727-7617-30355.html
| عنوان = الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - رحمه الله -
| موقع = www.ibn-jebreen.com
| تاريخ الوصول = 2021-07-31
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190904231302/http://www.ibn-jebreen.com/books/7-223-8727-7617-30355.html | تاريخ أرشيف = 4 سبتمبر 2019 }}</ref>

== تعريف الغنائم في [[الشريعة الإسلامية]] ==
هي ما أُخذ من أموال أهل الحرب عنوةً بطريق القهر والغلبة، أو هي ما يُؤخذ من مالٍ حربيٍ قهراً عن طريق القتال مما هو واجب الاقتسام بين المقاتلين. ووفقاً لهذا التعريف يخرج من مفهوم الغنائم كل ما يؤخذ من أموال العدو ولا تتوجب قسمته بين المقاتلين، ك[[جزية|الجزية]] و[[خراج (توضيح)|الخراج]] و[[العشور]]، وما جلا العدو عنه خوفاً وفزعاً فغنمه [[مسلم|المسلمون]] من دون قتال (وهو ما يُسمى [[فيء|الفيء]])، وأسلاب القتلى من المشركين؛ لأن هذه جميعاً لا يتوجب قسمتها.

== أحكام الغنائم ==

حلل الله تعالى الغنائم الحربية لل[[مسلم]]ين، وجعلها من نصيب [[رسول|الرسول]] حصراً في أوّل الأمر وذلك بموجب الآيـة الكريمـة (يَسْأَلُوَنَكَ عَن الأَنْفالِ قُل ِالأَنْفالُ لِلِّهِ والرَّسُولِ فاتَّقُوا اللَّهَ وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وأَطِيْعُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ إنْ كُنْتُمْ مؤْمِنْين) ([[سورة الأنفال|الأنفال]] 1). ثم نزلت بعد ذلك [[آية]] التخميس التي تقول: (واعْلَمُوا أنَّما غَنِمتُمْ مِنْ شَيءٍ فَأَنّ للَّهِ خُمْسَهُ ولِلرَّسُول ولِذي القُرْبَى واليَتامَى والمَساكِيْنِ وابَّنِ السَّبِيْلِ) ([[سورة الأنفال|الأنفال]] 41). وهكذا وضعت هذه الآية الكريمة مبدأً عاماً وشاملاً هو قسمة الغنائم إلى خمسة أقسام:

'''الخمس الأول:''' يُصرف في سبيل الله على فئات معينة من الأشخاص، وقد اتفق الفقهاء في عهد [[محمد|رسول الله]] [[الصلاة على النبي|صلى الله عليه وسلم]] على تقسيم هذا الخُمس إلى خمسة أنصبة: النصيب الأول ل[[بيت المال|بيت مال المسلمين]] كي يُصرف في سبيل الله، والنصيب الثاني للرسول وذوي القربى - آل بيته -، والثالث يُصرف على [[اليتامى]]، والرابع على المساكين، والخامس على أبناء السبيل. '''أما الأخماس الأربعة الباقية''' فتُوزع بين من شهد [[معركة|المعركة]] من مُقاتلي [[مسلم|المسلمين]]. إذ مّيز [[الله]] سبحانه وتعالى [[المجاهدين]] في سبيله من القاعدين، وإذا كان لهؤلاء المجاهدين أجر [[جهاد|الجهاد]] العظيم فإن لهم أجراً آخر هو حقهم في توزيع أربعة أخماس الغنائم الحربية عليهم من دون القاعدين، والرأي السائد بين الجمهور هو أن توزع هذه النسبة بين من حضروا الوقيعة حصراً، استناداً إلى قول عمر رضي الله عنه: «إنما الغنيمة لمن شهد الوقيعة».

ينبغي التأكيد أخيراً أنه وإن أحلت الغنائم في [[الإسلام]]، ونزل في شأنها [[تشريع]] تفصيلي، لم يكن مقصد [[جهاد|الجهاد]] هو الحصول على الأموال والأسلاب، وإنما كما قال [[فقيه|الفقهاء]]: المقصود الأعظم من [[جهاد|الجهاد]] هو إعلاء كلمة [[الله]] تعالى، ونشر شرع [[الله]] والدفاع عنه والغنائم تابعة، أي إن الغنائم نتيجة [[حرب|الحرب]]، ويتملكها المسلمون بالإحراز، فهي لإضعاف العدو ومعاقبته وتعويض ما أُنفق في القتال، فلم يكن المسلمون يوماً يهدفون في حروبهم إلى غرض دنيوي أو يشنون حروباً [[اقتصادية]] للسيطرة على مناطق النفوذ والثروة والأسواق الخارجية في [[العالم]]، كما حصل في [[الحرب العالمية الأولى]]، أو لتحقيق المطامع والأهواء المادية أو لتوسع في [[الملك (توضيح)|الملك]]، كما هو هدف أغلب الحروب الحديثة، قال [[الله]] عز وجل: (يا أَيّها الَّذِيْنَ آمَنُوا إذا ضَرَبْتُمْ في سَبيْلِ اللَّه فَتَبَيَّنُوا ولا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَلامَ لَسْتَ مُؤّمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيَرةٌ) ([[النساء (توضيح)|النساء]] 49). وواجب هنا ذكر قول [[عمر بن عبد العزيز]] لبعض ولاته: «إن الله بعث محمداً بالحق هادياً ولم يبعثه جابياً» أي أن الهدف هو الهداية لا ال[[جباية (توضيح)|جباية]]، والمساواة لا القهر والتفريق.

== مراجع ==
{{مراجع}}

== مصادر ==
* محمد أبو زهرة، العلاقات الدولية في الإسلام ([[الدار القومية للطباعة والنشر]]، القاهرة 1964).
* وهبة الزحيلي، آثار الحرب في الفقه الإسلامي، دراسة مقارنة (دار الفكر، دمشق 1983).
* أحمد أبو الوفا، الوسيط في القانون الدولي العام (دار النهضة العربية، القاهرة 1996).
* شارل روسو، القانون الدولي العام، ترجمة شكر الله خليفة (منشورات الأهلية، بيروت 1987).

{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|إسلام}}

[[تصنيف:اقتصاد إسلامي]]
[[تصنيف:مصطلحات إسلامية]]