عرض مصدر سفر الخروج

{{نواقص|
{{مصادر غير موثوقة|تاريخ=أبريل 2022}}
{{استشهاد نصوص دينية|تاريخ=أبريل 2022}}
}}
{{صندوق معلومات سفر كتاب مقدس
| الاسم = سفر الخروج
| عنوان أصلي = שמות
| صورة = [[ملف:Lukhot Habrit.svg|220بك]]
| عنوان الصورة = رسم رقمي للوحي الشريعة وعليها الوصايا العشر.
| كاتب = [[موسى]] (حسب التقليد)
| تاريخ الكتابة = القرن الخامس عشر قبل الميلاد - القرن الخامس قبل الميلاد.
| لغة أصلية = [[عبرية توراتية (لغة)|العبرية التوراتية]]
| تصنيف = [[التوراة]]، [[تناخ]]
| أسلوب = أحكام [[هالاخاه|الشريعة اليهودية]]، سرد قصصي.<ref>[https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Introductions-Elkalima-Arabic-Bible-Fr-A-F/Mokademat-ArabicBible-01-Old-Testament/Scripture-Bible-Study-OT-02-Book-of-Khorog.html  مقدمة في سفر الخروج] الأنبا تكلا، 19 أيلول 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170726080820/http://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Introductions-Elkalima-Arabic-Bible-Fr-A-F/Mokademat-ArabicBible-01-Old-Testament/Scripture-Bible-Study-OT-02-Book-of-Khorog.html |date=26 يوليو 2017}}</ref>
| ويكي مصدر = سفر الخروج
| سبقه = [[سفر التكوين]]
| تبعه = [[سفر اللاويين]]}}
'''سِفْرُ اَلْخُرُوجُ''' أو '''كِتَابُ اَلْخُرُوجُ''' ([[اللغة العبرية|بالعبريَّة]]:'''שְׁמוֹת''') هو أحد الأسفار المقدسة لدى [[اليهودية|الديانة اليهودية]] [[المسيحية|والمسيحية]]، يصنف هذا السفر كثاني أسفار [[العهد القديم]] [[تناخ|التناخ]]؛ ولا يوجد خلاف حوله بين مختلف الطوائف المسيحية أو اليهودية حول قيمته المقدسة. يتحدّث هذا السفر عن كيفيَّة نجاة [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]] من استبداد وظلم وبطش [[فرعون]] [[مصر]] واستعباده إياهم، وذلك بقدرة وإرادة [[الله]] الذي خصّهم بالرسالة، وأرسل إليهم نبيه موسى ليعظهم ويُعلمهم، فقادهم في رحلةٍ طويلة عبر البراري حتى وصلوا [[جبل موسى (مصر)|جبل الطور]] في [[شبه جزيرة سيناء|سيناء]]، حيث وعدهم الله أرض [[كنعان (توضيح)|كنعان]] ([[أرض الميعاد]])، وأخذ ميثاقهم، ثمَّ أنزل الشريعة على موسى، ليُعلمهم الدين.

[[التأليف الموسوي|نسب سفر الخروج في التقاليد اليهودية والمسيحية إلى موسى]]، ويدعى إلى جانب أول أربعة أسفار في [[العهد القديم]] باسم أسفار موسى الخمسة أو [[التوراة]] أو الشريعة، حيث أن كلمة ''توراة'' في العبريّة تفسر بمعنى الشريعة.<ref>موسوعة المعرفة المسيحية، أسفار الشريعة أو التوراة، مجموعة من المؤلفين بموافقة بولس باسيم النائب البابوي في لبنان، دار المشرق، طبعة أولى، بيروت 1990، ص.5.</ref> بينما يرى الباحثون الحديثون أن السفر كان في البداية نتاج فترة النفي البابلي (القرن السادس قبل الميلاد)، وتم تكوينه على أساس التقاليد المكتوبة والشفهية السابقة، مع حدوث المراجعات النهائية في [[يهود مديناتأ|الفترة الفارسية ما بعد النفي]] (القرن الخامس قبل الميلاد).<ref>Johnstone, p. 72.</ref><ref name="Finkelstein, I. p.68">Finkelstein, p. 68</ref>

تقول الباحثة كارول مايرز في تعليقٍ لها على السفر، أنَّه أكثر أسفار الكتاب المُقدس أهميَّة، فهو على حدّ تعبيرها: يُمثّلُ التفاصيل التوضيحيَّة للهويَّة اليهوديَّة، فيعكس ذكريات ماضٍ مليء بالشقاء والهروب، وميثاق أخذه الله على بني إسرائيل وفضَّلهم بعده على العالمين، وتعاليمه التي بعث بها موسى ليُعلّمهم أسس بناء مُجتمع جديد وكيفيَّة الحفاظ على ديمومته.<ref>Meyers, p. xv.</ref>

يلتقي سفر الخروج مع [[القرآن]] في كثير من الأحداث والشرائع، بل إن أغلب الروايات الواردة في سفر الخروج ذكرت في القرآن،<ref>e.g. Gerald Hawting, interviewed for The Religion Report, Radio National (Australia), 26 June 2002.</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Studying Islam: The Critical Issues|مؤلف=Clinton Bennett|سنة=2010|مسار= https://books.google.com/books?id=pSujZMpI7wAC&pg=PA36|ناشر=Continuum International Publishing Group|isbn=9780826495501|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191208032805/https://books.google.com/books?id=pSujZMpI7wAC&pg=PA36|تاريخ أرشيف=2019-12-08}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Encyclopedia of Islam|مؤلف=Juan Eduardo Campo|مسار= https://books.google.com/books?id=OZbyz_Hr-eIC&pg=PA483|isbn=9781438126968|سنة=2009|ناشر=Infobase Publishing|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190331154323/https://books.google.com/books?id=OZbyz_Hr-eIC|تاريخ أرشيف=2019-03-31}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Abraham's Children: Jews, Christians, and Muslims in Conversation|مؤلف1=Norman Solomon|مؤلف2=Richard Harries|مؤلف3=Tim Winter|مسار= https://books.google.com/books?id=9A4JZ8CSJJwC&pg=PA67|isbn=9780567081612|سنة=2006|ناشر=Continuum International Publishing Group|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20151126161122/https://books.google.com/books?id=9A4JZ8CSJJwC|تاريخ أرشيف=2015-11-26}}</ref> وكذلك يوجد تشابه في الشرائع، كالتوافق في شرائع [[زنى|الزنى]]، ومن القصص المشتركة عصا موسى التي تحولت لأفعى، وعبور [[بنو إسرائيل]] [[البحر الأحمر|للبحر الأحمر]]، وسواهما.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=A Comprehensive Commentary on the Quran: Comprising Sale's Translation and Preliminary Discourse with Additional Notes and Emendations|المجلد=Volume 1|مؤلف1=Elwood Morris Wherry|مؤلف2=George Sale|مسار= https://books.google.com/books?id=vUKO434qBTIC&pg=PA314|isbn=9780415245272|سنة=2001|ناشر=Routledge|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191208032808/https://books.google.com/books?id=vUKO434qBTIC&pg=PA314|تاريخ أرشيف=2019-12-08}}</ref>

وفقاً للباحثين، محتوى السفر ليس تاريخياً،<ref>Fretheim, p. 7.</ref> لأنه لا يوجد أدلة تاريخية على صحة قصة [[تيه|الخروج]].<ref>{{استشهاد بخبر|مسار=https://www.nytimes.com/2007/04/03/world/africa/03exodus.html|عنوان=Did the Red Sea Part? No Evidence, Archaeologists Say|الأخير=Slackman|الأول=Michael|تاريخ=2007-04-03|عمل=The New York Times|تاريخ الوصول=2019-04-10|لغة=en-US|issn=0362-4331| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190517034442/https://www.nytimes.com/2007/04/03/world/africa/03exodus.html | تاريخ أرشيف = 17 مايو 2019 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://english.tau.ac.il/news/exodus_history_and_myth|عنوان=Exodus: History and myth, then and now|موقع=Tel Aviv University|لغة=en-US|تاريخ الوصول=2019-04-10| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190410221402/https://english.tau.ac.il/news/exodus_history_and_myth | تاريخ أرشيف = 10 أبريل 2019 }}</ref> يتم تقديم كل شيء في السفر على أنه عمل من أعمال الله (والذي يظهر بشكل شخصي في كثير من الأحيان)، والظروف التاريخية المذكورة ليست سوى رسم ضبابي للغاية.<ref>Houston, p. 68.</ref> الغرض من السفر ليس تسجيل أحداث حدثت بالفعل، ولكن يعكس قصة مجتمع [[الأسر البابلي|المنفى في بابل]] وفي وقت لاحق القدس، في مواجهة الأسر من قبل قوى أجنبية والحاجة إلى الاتفاق حول فهمهم لله.<ref>Fretheim, p. 8.</ref>

== مؤلف السفر ==
كان التقليد اليهودي والمسيحي ينظر إلى [[التأليف الموسوي|موسى على أنه مؤلف سفر الخروج]] وكل أسفار موسى الخمسة، ولكن بحلول نهاية القرن التاسع عشر، أدى الوعي المتزايد بالاختلافات والتناقضات والتكرار وغير ذلك من الملامح في أسفار موسى الخمسة إلى دفع العلماء إلى التخلي عن هذه الفكرة.<ref>Meyers, p. 16.</ref> ربما بدأت العملية التي أنتجت سفر الخروج وأسفار موسى الخمسة حوالي سنة 600 قبل الميلاد عندما تم جمع التقاليد الشفوية والكتابية الموجودة لتكوين كتب يمكن التعرف عليها كتلك التي نعرفها، ووصلت إلى شكلها النهائي كنصوص مقدسة غير قابلة للتغيير حوالي عام 400 قبل الميلاد.{{sfn|McEntire|2008|p=8}}
[[ملف:ClemensVonAlexandrien.jpg|يمين|تصغير|320x320بك|يرى [[إكليمندس الإسكندري]] أن للنصوص المقدسة خمسة معاني: التاريخي والعقائدي والنبوي والفلسفي والصوفي.]]
يجب التمييز في [[التوراة]] عمومًا [[سفر التكوين|وسفر التكوين]] وسفر الخروج على وجه الخصوص، بين الجانب التاريخي والجانب الأسطوري الرمزي،<ref>العبادات في الديانة اليهودية، عبد الرزاق الموحي، دار الأوائل، طبعة أولى، دمشق 2004، ص.25</ref> في حين يرى قاموس الكتاب المقدس: {{اقتباس|إن تفهم الديانة اليهودية مستحيل، ما لم يؤخذ بعين الاعتبار وبشكل مستمر، الأديان والثقافات الأخرى التي نشأت وترعرعت في وادي الفرات. فإن الأصول القضائية البابلية وكذلك الطقوس المعمول بها في المعابد البابلية، يجب أن تؤخذ كعوامل حاسمة التأثير على الشرائع العبرانية في الأصول القضائية والطقوس الدينية.<ref>العبادات في الديانة اليهودية، مرجع سابق، ص.115</ref>}} فهناك على سبيل المثال تشابه بين قصة طفولة موسى المذكورة في السفر وطفولة [[سرجون الأكدي|سرجون الأكادي]]: {{خط/عربي|وحملت بي أمي، ووضعتني في سلة من الحناء قصيرة ورمتني في الماء الذي لم يغرقني، وحملني الماء إلى آكي ساقي الماء، فانتشلني ورباني وصرت له ولدًا}}.<ref name="ReferenceA">العبادات في الديانة اليهودية، مرجع سابق، ص.116</ref> وهو ما يدفع بعض الباحثين للقول بأن السفر بالشكل المتعارف عليه اليوم لم يتم كتابته إلا في أعقاب السبي البابلي، حيث أتيح لليهود التمازج مع الثقافات الفارسية والبابلية، ولا يرى المسيحيون واليهود الآن في ذلك انتقاصًا من قدسية السفر ومكانته، فغاية السفر الممثلة في الخلاص تجلت من خلال الأسطورة.<ref>[http://www.paulfeghali.org/index.php?page=books&chapter_id=175 تفسير الكتاب المقدس، سفر الخروج] موقع الأب بولس فغالي، 30 أيلول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20071206024157/http://paulfeghali.org/index.php?page=books&chapter_id=175|date=06 ديسمبر 2007}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> إذ أن المسيحيّين يعتقدون أن للنصوص المقدسة خمس معانٍ، معنى تاريخي وعقائدي ونبوي وفلسفي وصوفي. ويعتبر [[إكليمندس الإسكندري]] هو أول من أرسى هذه القواعد في [[القرن 2|القرن الثاني]].<ref>الكنيسة والعلم، جورج مينوا، دار الأوائل، طبعة أولى، دمشق 2005، ص.91</ref> ورأى [[أوريجانوس|أوريجين]] في منتصف [[القرن 2|القرن الثاني]] أن [[الكتاب المقدس]] يوحي بحقائق يتيسر فهمها، وليس بحقائق تاريخية، قائلاً:
{{صندوق اقتباس|Right|اقتباس=صحيحٌ  أننا لا نتصوره مؤلفًا<br />للأسفار بالمفهوم الحديث،<br />لكن ليس ثمة دافع لنرتاب<br />في أن له دورًا فريدًا مهمًا في<br />الأحداث التي تصفها تلك التقاليد<br />ولا سيما دوره كمشرع.|المصدر=النسخة الأمريكية الجديدة للكتاب المقدس.}}
{{اقتباس|أحيانًا قد يكون المعنى الحرفي سهل القبول، بيد أن القارئ المنتبه سوف يتردد أمام بعض المقاطع، إذ لا يستطيع اتخاذ قراره دون تفحص عميق جدًا، إذا كانت حادثة ما تعتبر تاريخية أم حرفية أم لا.<ref>الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.97</ref>}} أما [[أوغسطينوس|أوغسطين]] فيقول: {{اقتباس مضمن|إن غلاف التوراة المنفر بوسعه أن يشتمل خلف الصور على حقائق جوهرية.<ref>الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.146</ref>}} بيد أنهم يشيرون إلى إمكانية وقوع هذه الأحداث أيضًا.

يستخدم السفر عبارة [[إلوهيم|ألوهيم]] للإشارة إلى الإله، وهي صيغة جمع لأيل، وربما استخدمت للتفخيم، واستخدمت بشكل كثيف في الأسفار الخمسة الأولى كما استخدمت في بعض المزامير. ويرى المستشرق الفرنسي [[جوستاف لوبون|غوستاف لوبون]] أن كلمة [[إلوهيم|ألوهيم]] كانت تعني الإله الأعلى، في وقت كان الاعتقاد بتفرد الإله سائدًا في المجتمع اليهودي،<ref>العبادات في الديانة اليهودية، عبد الرزاق الموحي، دار الأوائل، طبعة أولى، دمشق 2004، ص.23</ref> كما كان يطلق عليه اسم [[بعل]] وهو إله كنعاني أصبح مرادفًا لكلمة [[الله]] في [[اليهودية|الديانة اليهودية]]،<ref>العبادات في الديانة اليهودية، مرجع سابق، ص.24</ref> إلى جانب ورود لفظ [[يهوه]] والذي لم يتحول إلى اسم الجلالة الرسمي والأكثر شيوعًا حتى العودة من [[الأسر البابلي|سبي بابل]].

== قصة السفر وأحداثه ==
{{التوراة}}
يعتبر سفر الخروج من الأسفار الطويلة في [[الكتاب المقدس]]، وهو يروي في حلقات متتابعة طفولة النبي موسى، وهربه من مصر، ثم عودته إليها ليقود أسباط يعقوب خارجًا من حكم الفرعون،<ref>[http://www.ahl-alquran.com/?page_id=243 من هو فرعون موسى؟] أهل القرآن، 1 تشرين أول، 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170802135138/http://ahl-alquran.com/arabic/document.php?page_id=243|date=02 أغسطس 2017}}</ref> والأحداث التي رافقت المرحلة الأولى من خروج الشعب، الذي شكل الحدث الأساسي، ومنه استقى السفر اسمه.

=== المقدمة ===
يبدأ سفر الخروج بذكر أسماء بني يعقوب الذين استقروا في [[مصر]]، عندما طلب [[يوسف]] إحضار إخوته وأبيه إليها،<ref>خروج 7/1</ref> أي أنه يبدأ من المكان الذي توقف عنده [[سفر التكوين]]،<ref>تكوين 20/50</ref> وهو ما يؤيد نظرية كون الكاتب واحدًا. ويذكر السفر أن يوسف وإخوته الأحد عشر قد توفوا جميعًا في مصر، لكن ذريتهم تكاثرت حتى ملأت البلاد،<ref>6-7/1</ref> فتخوف الفرعون أن تؤدي هذه الزيادة الضخمة في أعداد بني يعقوب إلى انقلاب في حكم مصر إذا ما أصبحوا أكثر من المصريين،<ref>خروج 8/1</ref> أو أن يتعاملوا وقت الحرب مع أعداء مصر،<ref>خروج 10/1</ref> لذلك أمر الفرعون بإجهادهم في عمل السخرة، وإذلالهم خلال العمل.<ref>خروج 12/1</ref> ويصف السفر حياة بني إسرائيل ذلك الوقت بالعبودية القاسية،<ref>خروج 14/1</ref> لكن فرعون لم يستفد شيءًا من هذه السياسة، إذ استمر عدد اليهود بالتزايد، لذا طلب من القابلات اليهوديات قتل الذكور واستبقاء الإناث.<ref>خروج 15/1</ref> لكن القابلات رفضن طلب فرعون سرًا،<ref>خروج 17/1</ref> وعندما اكتشف فرعون ذلك أمر أن يرمى صغار بني يعقوب الذكور في [[نهر النيل]].<ref>خروج 22/1</ref>

=== قصة موسى ===
{{مفصلة|موسى}}
[[ملف:MosesRescued_FromTheNile.JPG|يمين|تصغير|220x220بك|ابنة الفرعون تلتقط [[موسى]] من [[نهر النيل]]؛ لوحة [[نيكولا بوسان|لبوسان]]، [[1638]].]]
بدءًا من الفصل الثاني يذكر السفر قصة موسى، فهو من سبط لاوي،<ref>خروج 1/2</ref> أخفاه أهله ثلاث أشهر ثم اضطروا أن يضعوه في النهر،<ref>خروج 3/2</ref> حتى وجدته ابنة الفرعون فربته وأسمته موسى لأنها انتشلته من الماء،<ref>خروج 10/2</ref> ورغم تربيته المصرية ظل موسى مخلصًا لشعبه الأصلي.<ref>خروج 11/2</ref> اضطر موسى للهرب إلى مديان حيث تزوج ابنة كاهن القرية،<ref>خروج 21/2</ref> وبعد سبعة سنوات، ظهر له ملاك الرب في وسط عليقة تشتعل فيها النار ولا تحترق،<ref>خروج 2/3</ref> ثم ظهر الله له في العليقة {{خط/عربي|فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله}}،<ref>خروج 6/3</ref> ويذكر هنا مصطلحين سيكون لهما عميق التأثير في [[اليهودية|الديانة اليهودية]] وهما [[يهوه]]، والتي تعني «أنا هو»،<ref>خروج 14/3</ref> ومصطلح إله الآباء: إله إبراهيم وإسحق ويعقوب.<ref>خروج 3/ 14-15</ref>

بحسب السفر، فقد عيّن الله موسى لكي ينقذ شعب إسرائيل من العبودية، وقد فعل موسى كما طلب الله منه،<ref>خروج 15/3</ref> وبحسب السفر أيضًا فقد جعل الله عصا موسى تتحول إلى أفعى، كلما ألقاها موسى على الأرض،<ref>خروج 3/4</ref> لكي تكون دليلا لبني إسرائيل على حقيقة دعوة موسى.<ref>خروج 1/4</ref> وعين [[هارون]] أخاه لمساعدته، وبالفعل التقى موسى وهارون بفرعون، لكنه رفض إطلاق سراح الشعب، بل شدد من قسوته عليهم،<ref>6-7/5</ref> وعندما التقى موسى وهارون مرة جديدة بفرعون، اجترح موسى عجيبة العصا التي تحولت إلى أفعى.<ref>خروج 7/ 9-13</ref> لكن فرعون رفض إطلاق سراح بني إسرائيل من مصر فأخذت المصائب تتتالى عليه وعلى شعبه: فتحولت مياة الأنهار إلى دماء،<ref>خروج 7/ 19-24</ref> ثم غزا الذباب والضفادع جميع أماكن مصر،<ref>خروج 6/8</ref> تلى ذلك غزو الجراد لمحاصيل مصر وإتلافها،<ref>خروج 12/10</ref> وكذلك البرد،<ref>22/9</ref> وأخيرًا ماتت جميع بكور المواشي والأبناء في مصر. وهنا يذكر السفر أن الرب قد ميّز بين مواشي وأبناء بني يعقوب ومواشي وأبناء المصريين،<ref>خروج 4/9</ref> وعندها فقط وافق فرعون على إطلاق سراح بني يعقوب من مصر.

=== خروج الشعب ===
[[ملف:Moses_Pleading_with_Israel_(crop).jpg|يسار|تصغير|227x227بك|[[موسى]] يعظ [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]].]]
بين موافقة الفرعون وخروج الشعب من مصر، يضع سفر الخروج على لسان الله، عددًا من التشريعات فينظم السنة العبرية،<ref>خروج 1/12</ref> وطرق الاحتفال [[عيد الفصح (توضيح)|بعيد الفصح]] اليهودي،<ref>خروج 12/ 15-23</ref> وحمل الفصح.<ref>خروج 22/ 43-51</ref> ويذكر أن خروج بني إسرائيل من مصر قد تم بعد أربعمائة سنة من استطيانهم فيها.<ref>خروج 41/12</ref> وخلال سيرهم في الصحراء، كان الرب يقودهم من خلال الترائي أمامهم في عمود من سحاب نهارًا وعمود من نار ليلاً،<ref>خروج 21/13</ref> وقد وعدهم بأنهم بعد خروجهم من مصر سيمنحهم أرض [[فلسطين]] ملكًا لهم.<ref>خروج 5/13</ref>

لكن فرعون أراد استرجاع بني يعقوب مجددًا لخدمة المصريين، لذلك قام بملاحقتهم مع جيشه،<ref>خروج 10/14</ref> حينها يذكر السفر أن الرب أمر موسى أن يضرب مياه [[البحر الأحمر]]، فانشق الماء وظهرت اليابسة في وسطه،<ref>خروج 21/14</ref> فدخل بنو إسرائيل إلى البحر ومشوا على اليابسة والماء سور لهم من اليمين واليسار.<ref>خروح 22/14</ref> وعندما وصلوا إلى الضفة المقابلة، كان المصريون قد وصلوا إلى نصف البحر فعادت المياة إلى حالتها الطبيعية فغرق الفرعون وجيشه.<ref>خروج 27/14</ref>

الفصل الخامس عشر من السفر يروي ابتهاج بني إسرائيل بنصرهم هذا وخروجهم، وينتقل في الفصل السادس عشر إلى ذكر المنّ والسلوى، الطعام اليومي المرسل من السماء للشعب أثناء عبورهم في الصحراء،<ref>خروج 12/16</ref> في حين يذكر الفصل السابع عشر، محاربة بني إسرائيل للعماليق وانتصارهم عليهم بمعجزة.<ref>خروج 11/17</ref> ثم ينظم عملية القضاء في حل المشاكل التي تنشأ بين الشعب.<ref>خروج 18/ 25-26</ref>

=== الوصايا والشريعة ===
{{مفصلة|وصايا عشر|الشريعة اليهودية}}
[[ملف:GoldCalf.jpg|يمين|تصغير|290x290بك|عندما تأخر موسى مدة أربعين يومًا على الجبل، أخذ الشعب بعبادة [[عجل الذهب]]؛ لوحة [[نيكولا بوسان|لنيكولا بوسان]]، [[1633]].]]
[[ملف:Moses041.jpg|تصغير|351x351بك|[[موسى|النبي موسى]] يحمل لوحي الشريعة.]]
بعد ثلاث أشهر من خروجهم، وصل [[بنو إسرائيل]] إلى برية سيناء، عندها أوصى الرب موسى بسلسلة من الطقوس الخاصة بتقديس وتطهير الشعب استعدادًا لنزول الشريعة على جبل سيناء، وفي اليوم المحدد تجمع الشعب في سفح الجبل وصعد موسى وحده، فاستلم لوحي [[الوصايا العشر]]، التي اشتملت إلى جانب أمور أخرى في التوراة: وحدانية الله وعدم الاعتراف بغيره إلهًا، تقديس [[سبت (توضيح)|يوم السبت]] وأحكامه، إكرام الوالدين والنفس البشريّة وأملاكها. يلحق بالنص الأصلي للوصايا العشر أحكام السنة السبتية، والزواج بما فيه المتعدد، وعقوبات القتل والسرقة والزنى، وأحكام الغرباء، والقروض، والتجديف، والنميمة، وأحكام خاصة بالفقراء، والرشوة، والأعياد اليهودية، التعامل مع الأوثان، تنظيم [[سنهدرين|السنهدرين]] أي مجلس اليهود، وتنظيم الذبائح؛ بعض هذه الأحكام وردت أيضًا في عدد آخر من أسفار التوراة. وبكل الأحوال، فإنّ بعد أربعين يومًا نزل موسى من الجبل ومعه لوحي الوصايا فحسب، وفي اليوم التالي صعد مجددًا إلى الجبل مع الشيوخ السبعين وجلسوا في حضرة الله وعاينوا مجده.<ref>عدد 8/12</ref>

تنظم الفصول الأخيرة من السفر أحكام [[تابوت العهد]]، وخيمة الاجتماع حيث يوضع تابوت العهد، وأحكام الكهنة وأدوات الطقوس، والذبح مجددًا، وقد ظل موسى أربعين يومًا وهو ينقش مبادئ الشريعة، فلما تأخر عن الشعب، أخذوا بعبادة العجل الذهبي، فلما رآهم موسى حطم لوحي الشريعة وطحن العجل وذرّه في الماء،<ref>خروج 32</ref> ويروي السفر مراسم توبة بني إسرائيل،<ref>خروج 33</ref> وكيف نحت موسى لوحي شريعة جديدين،<ref>خروج 34</ref> أما الفصول بين الخامس والثلاثون حتى الأربعون تتكلم عن تنفيذ بني إسرائيل لشريعة الرب. ويرى بعض الباحثين أن العجل الذي عبده [[بنو إسرائيل]] هو [[آبيس|عجل آبيس]] الذي كان يعبده قدماء المصريين.<ref name="ReferenceA" />

== الغاية والأهمية ==
الغاية الأساسية من السفر، التذكير بأنّ الخلاص يأتي من الله وحده: {{خط/عربي|«لا تخافوا انظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم»}} (14/ 13)، وأنه كلّي القدرة وصانع للمعجزات: {{خط/عربي|«لأجل هذا أقمتك لكي أريك قوتي ولكي يخبر باسمي في كل الأرض»}} (9/ 16)؛ {{خط/عربي|«فمن مثلك يا الله معتزًا في القداسة مخوفًا في التسابيح صانعًا العجائب».}} (15/ 11).

وينحو العديد من المفسرين حديثًا، بأخذ بعض أحداث السفر بشكل رمزي؛ سوى ذلك، فإن أغلب التشريعات الواردة فيه لم تعد تأخذ على حرفيتها لدى غالبية الطوائف المسيحية واليهوديّة. ففي حين تمسكت بعض الفرق [[بروتستانتية|البروتستانتية]] واليهود الأرثوذكس، بجميع الشرائع، ترى سائر الطوائف، بأن هذه الشرائع تتكلم عن مرحلة تاريخية معينة، وأنه بتطور الأزمان تتطور معها الشرائع، فلا يوخذ النص بحرفيته وإنما يؤخذ بغايته.<ref>[http://alkalema.net/articl/kherog.htm سفر الخروج] موقع الكلمة، 19 أيلول 2010 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170721074215/http://www.alkalema.net/articl/kherog.htm|date=21 يوليو 2017}}</ref>

=== في اليهودية ===
[[ملف:سفر الخروج بالعربيَّة.png|يمين|تصغير|الفصل الأوَّل من سفر الخُروج باللُغة العربيَّة.]]
اعتبر سفر الخروج أهم أسفار التوراة، فخروج بني إسرائيل من مصر شكل الحدث الذي «خلق» فيه الأسباط الإثني عشر، وعلى الرغم من كل الأحداث اللاحقة، كدخول الأرض المقدسة مع [[يوشع بن نون|يشوع]] أو إقامة الملكية مع [[داود]]، فإن حدث الخروج من مصر وفلق البحر الأحمر، ظل دومًا مرتكز الحياة اليهوديّة عمومًا حتى إن عبارة «الذي أخرجنا من أرض مصر» باتت أحد ألقاب الله الرئيسية في التراث العبري إن لم نقل أحد أسمائه.<ref>موسوعة المعرفة المسيحية، مرجع سابق، ص.31</ref> وهذا ما يترجم في صلوات عيد الفصح اليهودي حيث يرد إرشاد بأنه «على كل إمرؤ، على مدى لأجيال، أن يعتبر نفسه قد خرج من مصر».<ref>موسوعة المعرفة المسيحية، مرجع سابق، ص.33.</ref>

يظهر تأثير سفر الخروج أيضًا في الصلوات والطقوس اليهودية اليومية، إذ تترافق صلاة المساء مع ذبائح المساء اليومية،<ref>[https://www.enjeel.com/bible.php?ch=29&op=read&bk=2 خروج 29/ 38-42] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160629172956/http://www.enjeel.com/bible.php?op=read&bk=2&ch=29|date=29 يونيو 2016}}</ref><ref>العبادات في الديانة اليهودية، مرجع سابق، ص.50</ref> وفي البركات التسعة عشر التي تترافق مع جميع الصلوات اليهودية تعتمد البركة الأولى على ما ورد في السفر (3/ 15)، وتدعى هذه البركة بآبوي والتي تعني الآباء، إذ يذكر بها الآباء الأقدمون [[يهود|للشعب اليهودي]].<ref>العبادات في الديانة اليهودية، مرجع سابق، ص.59</ref> كما أنّ له أهمية في تنظيم العشور والصدقات وضريبة خيمة الاجتماع، ومن ثم [[هيكل سليمان]]،<ref>العبادات في الديانة اليهودية، مرجع سابق، ص.70-71</ref> كذلك فإن السفر يعتمد عليه في تحديد أيام الصوم اليهودي،<ref>العبادات في الديانة اليهودية، مرجع سابق، ص.82</ref> والاحتفالات بالأعياد اليهودية،<ref>العبادات في الديانة اليهودية، مرجع سابق، ص.83</ref> إضافة إلى الحج.<ref>العبادات في الديانة اليهودية، مرجع سابق، ص.96-97</ref> إلى جانب ذلك فإن [[يهود|اليهود]] في صلواتهم اليومية يفتخرون بالتوراة وسفر الخروج جزءًا منها، وترد أدعية تفيد ذلك ويلقب الله في بعض الأحيان بمعطي التوراة.<ref>العبادات في الديانة اليهودية، مرجع سابق، ص.55</ref>

=== في المسيحية ===
[[ملف:Adi_Holzer_Werksverzeichnis_849_Die_Taufe.jpg|تصغير|218x218بك|[[يسوع]] [[يوحنا المعمدان|ويوحنا المعمدان]] كلاهما استشهد بسفر الخروج؛ اللوحة لإيدي هولزر، [[1997]].]]
في المسيحية، فقد وصف سفر الخروج بكونه «إنجيل العهد القديم»، لأنه على غرار الإنجيل، يعلن بشارة تدخل الله في حياة الناس ليحررهم،<ref>موسوعة المعرفة المسيحية، مرجع سابق، ص.28</ref> وتظهر علاقة سفر الخروج بالعهد الجديد بشكل خاص في سفر [[رؤيا يوحنا|الرؤيا]]، إذ إن الرؤيا تشيد بالمسيح بوصفه حمل الفصح (رؤ 5/ 6)، والنكبات التي تصيب عبدة الوحش مأخوذة من ضربات مصر (رؤ 15/ 5-21)، والمنتصرون في المجيء الثاني للمسيح على الوحش ينشدون هم أيضًا نشيد موسى (رؤ 15/ 3)؛ وأخيرًا فإن زوال البحر، وصف لظهور العالم الجديد الخالد. (رؤ 21/ 1).<ref name="معرفة">موسوعة المعرفة المسيحية، مرجع سابق، ص.34</ref>

كما أن يسوع نفسه قد اعتمد على سفر الخروج في تعاليمه أو بعض نقاشاته كما ذكرتها أناجيل العهد الجديد،<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، لجنة من اللاهوتيين، دار تاندل للنشر، لندن بريطانيا العظمى، طبعة أولى 2004، ص.52</ref> كما في متى 12/ 1-8؛ وإشارة يسوع إلى واجب إكرام الوالدين في متى 15/ 4 يمكن مقابلته مع الخروج 20/ 12؛ أيضًا فمن المواضع الهامة التي أشار بها يسوع إلى السفر كانت في جداله مع [[صدوقيون|الصدوقيين]] حول قيامة الموتى (متى 22/ 32؛ خروج 3/ 6). بل إن يسوع دعي في التقليد المسيحي «موسى الثاني»،<ref>[https://orthodoxonline.org/theology/?option=com_content&view=article&id=1493%3Aconcerning-perfection-in-virtue-chapter-iii&catid=126&Itemid=133#.UHxS76DiLs0 تأملات في حياة موسى]، أوثوذكس أون لاين، 15 أكتوبر 2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200126121303/https://www.orthodoxonline.org/theology/index.php?option=com_content&view=article&id=1493:concerning-perfection-in-virtue-chapter-iii&catid=126&Itemid=133 |date=26 يناير 2020}}</ref> يعود ذلك لبعض أوجه التشابه، فكلاهما صاما أربعين يومًا وليلة (لوقا 34/ 28؛ خروج 34/ 28)، وكلاهما تعرضا لحادث تجلي (لوقا 9/ 29؛ خروج 34/ 29)؛ كما يحوي [[إنجيل يوحنا]] مقارنتين بين موسى ويسوع في 1/ 17؛ و5/ 46. كما يوجد تشابه بين بعض وصايا [[يوحنا المعمدان]] وسفر الخروج. (لوقا 3/ 14؛ وخروج 23/ 1).

يستشهد أيضًا بسفر الخروج في مجمع أورشليم الأول الوارد ذكره في [[أعمال الرسل|سفر أعمال الرسل]] (أعمال 15/ 20؛ خروج 20/ 3-4)؛ وفي الرسائل تأتي بعض الاقتباسات في إطار الوعظ (الرسالة الأولى إلى كورنثس 5/ 7؛ خروج 12/ 21)؛ أو التذكير بأحكامه (الرسالة الأولى إلى كورنثس 7/ 3؛ خروج 21/ 10) أو إعادة تفسيرها على ضوء المعتقدات المسيحية. (الرسالة إلى روما 9/ 15؛ خروج 33/ 19).

كذلك، فإن تأثير السفر في [[شعيرة دينية|الليتورجيا المسيحية]] واضح، ومنها قراءة عبور البحر ونشيد موسى (خروج 14-15) من ضمن صلوات الفصح ضمن كلا الطقسين البيزنطي والروماني، واستخدم حمل الفصح والمن والسلوى والصخر الذي انبجس منه الماء في عظات [[آباء الكنيسة]] وتفسير بعض الحركات الطقسية مرّات كثيرة، فالعبور بالبحر مثال [[معمودية|للمعمودية]]، والمن والسلوى مثال [[أفخارستيا|للإفخارستيا]]؛<ref>[http://www.paulfeghali.org/index.php?page=books&chapter_id=433&page_id=1632 سفر الخروج] أعمال الأب بولس فغالي، 29 أيلول 2010 {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200412082329/http://www.paulfeghali.org/index.php?page=books&chapter_id=433&page_id=1632|date=2020-04-12}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-10-13|bot=JarBot}}</ref> وكذلك فإنّ الوصايا العشرة، التي أوحيت إلى موسى حسب المعتقدين اليهودي والمسيحي، في الألواح، مثلت على الدوام ركنًا بارزًا من التعليم المسيحي، بناءً على وصية يسوع نفسه.<ref name="معرفة" /><ref>قارن متى 18/19 وخروج 20/ 12-17</ref>

== السياق التاريخي ==
الدراسات التاريخية الحديثة، سيّما في [[القرن 20|القرن العشرين]] بعد تقدم العلم، يمكن مقارنتها مع ما ورد في سفر الخروج. وقد ورد في نصوص ساميّة مختلفة ذكر لقوم ملقبين عبير أو عبيرو القريبة من مصطلح عبرانيين في الزمن الحاضر.<ref name="معرفة ثاني">موسوعة المعرفة المسيحية، مرجع سابق، ص.35</ref> وفيما يتعلق بتحديد تاريخ موسى، هناك تردد بين القرن الخامس عشر قبل الميلاد أي عهد [[الأسرة المصرية الثامنة عشر|السلالة المصرية الثامنة عشر]] فيكون الفرعون المقصود [[تحتمس الثالث]]؛ أو القرن الثالث عشر قبل الميلاد، أي عهد [[الأسرة المصرية التاسعة عشر|السلالة المصرية التاسعة عشر]] وأن الفرعون المقصود هو [[سيتي الأول]] أو [[رمسيس الثاني]] أو [[مرنبتاح]]. غير أن أغلب المؤرخين، يفضلون الترتيب الذي يقال له «القصير» وهو الخاص بالقرن الثالث عشر قبل الميلاد.<ref name="معرفة ثاني" />

كذلك فإنه من الثابت، وجود عمالة سامية في مصر خلال تلك الفترة، ولعلها من بقايا [[الهكسوس|الرعاة الهسكوس]] الذين طردوا في القرن السادس عشر قبل الميلاد، علمًا أن القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد، وهي الفترة المفترضة لخروج موسى وقومه، اتسمت بالضعف المصري، بسبب الأزمات الدينية المتلاحقة والتي كان أقواها أزمة العمارنة، وما تأسيس السلالة التاسعة عشر على يد القائد حورمحب، إلا محاولة إصلاحيّة للضعف الحاصل، سيما بعد هجمات [[حيثيون|الحثيين]].<ref>موسوعة معرفة الكتاب المقدس، مرجع سابق، ص.36</ref>

== موازاة مع القرآن ==
أغلب القصص الواردة عن موسى وقومه في سفر الخروج، وردت لاحقًا في [[القرآن]]. يمكن أن يستثنى الفصول 25-30 المتعلقة بتنظيم خيمة الاجتماع وقبة الشهادة، وهي تنظيم وقتي زال مع بناء [[هيكل سليمان|الهيكل]]. القصص القرآنية ترد موزعة على عدد من السور أغلبها [[آية مكية|مكيّة]]، وهي غير مرتبة زمنيًا كما في سفر الخروج؛ كما أنها لا تدخل في التفاصيل الدقيقة التي ترد في السفر.
{| border="3" cellpadding="5" cellspacing="1" style="width: 220px; margin-bottom: 1em; text-align: center ;width:100%; border: 1px solid #333333; font-family: Arial; margin: 0 10px 0 10px; float: right"
|'''الحدث'''
|'''سفر الخروج'''
|'''القرآن'''
|'''ملاحظات'''
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''إذلال قوم فرعون لبني إسرائيل'''
|1/ 8-14؛ 5/ 6-18
|القصص 4؛ إبراهيم 6؛ الأعراف 141؛ البقرة 49.
|
|-
|'''ميلاد موسى'''
|2/ 1-10
|القصص 7-13؛ طه 38-40
|
|-
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''موسى يقتل رجلاً مصريًا'''
|2/ 11-15
|القصص 4-21؛ طه 40.
|
|-
|'''حديث الشجرة المشتعلة'''
|3/ 2 - 18
|القصص 29-30؛ النمل 7-9؛ طه 9-16.
|<small>لا يذكر يوم القيامة صراحة في سفر الخروج ضمن حديث الشجرة المتحرقة خلافًا للقرآن؛ لكن 3/ 6 درج التقليد الفريسي والمسيحي على اعتبارها إشارة إلى يوم القيامة. انظر مثلاً متى 22/ 23- 32.</small>
|-
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''ربّ الآباء'''
|3/ 6
|الشعراء 26
|<small>الآباء في التقليد العبري هم [[آدم]]، [[نوح|ونوح]]، وبشكل خاص [[إبراهيم]]، [[إسحاق|واسحق]]، [[يعقوب|ويعقوب]].</small>
|-
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''موسى يهرب إلى مدين ويتزوج'''
|2/ 15- 25
|القصص 22- 28؛ طه 40.
|<small>يذكر سفر الخروج الأسماء، فحمو موسى هو يثرون، وزوجته الأولى صفورة.</small>
|-
|'''أعجوبتي عصا موسى ويده'''
|4/ 1- 8
|القصص 31 - 32؛ النمل 9؛ الأعراف 107-120؛ الشعراء 30-45؛ طه 17-23.
|
|-
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''موسى يتشدد بأخيه هارون'''
|4/ 10- 17
|القصص 34-35؛ طه24-37
|
|-
|'''مواجهة فرعون وطلب إطلاق بني إسرائيل'''
|5/ 1- 5
|الشعراء 17؛ الأعراف 104-105
|
|-
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''ضربات مصر'''
|7/ 15- 11/ 6
|الزخرف 98؛ النمل 12-14؛ الإسراء 101؛ الأعراف 133-136
|<small>ضربات مصر التسعة هي الدم والضفادع والبعوض والذباب وقتل المواشي والغبار والبَرد أي المطر والجراد وأخيرًا قتل الأبكار. ذكرها القرآن دون أن يفصلها.</small>
|-
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''حفظ تذكار النجاة من فرعون'''
|12/ 1 - 13/ 16
|<nowiki>-</nowiki>
|<small>صوم المسلمين في يوم نجاة قوم موسى من فرعون وهو [[عاشوراء|يوم عاشوراء]]،<ref>فقال «فأنا أحق بموسى منكم» كما جاء في حديث ابن عباس قال: «قدم النبي المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: "ما هذا" ؟ قالوا: "هذا يوم صالح، هذا يوم نجا الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى"، قال: "فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه»، رواه البخاري رقم الحديث 1500.</ref> دون استذكار حمل الفصح أو الخبز الفطير.</small>
|-
|'''الرّب يطعمهم المنّ والسلوى'''
|16/ 1- 26
|طه 80-81؛ الأعراف 160؛ البقرة 57
|
|-
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''موسى يفجر نبع ماء من الحجارة'''
|17/ 1- 7
|الإسراء 90؛ الأعراف 160؛ البقرة 60.
|
|-
|'''تعيين نقباء الأسباط'''
|18/ 13- 27
|الأعراف 160
|
|-
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''موسى يعتكف على الجبل أربعين نهارًا وليلة'''
|24/ 18
|الأعراف 142- 143
|
|-
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''تجلي الإله لموسى'''
|19/ 14-21
|الأعراف 142- 143
|<small>يوضح في [[سفر العدد]] أنه عاين "شبه مجد الرب".</small>
|-
|'''نقش لوحي الشريعة'''
|20/ 1 - 23/ 19
|الأعراف 145
|<small>الألواح لم تذكر في القرآن إلا لمامًا، غير أن التشريع القرآني بحد ذاته مشابه لها: رفض الأصنام (20/ 4)، والأمر بالعدالة بين النساء (21/ 10؛ النساء 3)، وقتل القاتل (21/ 12؛ البقرة 178)، وقاعدة العين بالعين والسن بالسن (21/ 24؛ المائدة 45).</small>
|-
|- style="background-color: #EDEDED"
|'''اختيار الشيوخ السبعين'''
|24/ 1
|الأعراف 155
|
|-
|'''اتخاذ العجل'''
|32/ 1- 30
|طه 86- 98؛ الأعراف 148- 154.
|
|-
|}
{{تحديد}}

== انظر أيضًا ==
* [[التوراة|توراة]].
* [[العهد القديم]].
* [[موسى]].
* [[سفر التكوين]]، [[سفر اللاويين]]، [[سفر العدد]]، [[سفر التثنية]]: وهي الأسفار المنسوبة تقليديًا مع سفر الخروج [[موسى|لموسى]].

== المراجع ==
{{مراجع}}

== وصلات خارجية ==
{{روابط شقيقة}}
* [http://www.arabchurch.com/ArabicBible/Exodus/ النص الكامل لسفر الخروج باللغة العربية بالتشكيل والترميز ] (من موقع [http://www.arabchurch.com الكنيسة])
* [http://www.arabchurch.com/commentaries/father_antonios/Exodus.php التفسير الكامل لسفر الخروج]
* [http://www.aslalyahud.org/subpage.php?id=91 الخروج من العبودية]
{{بداية صندوق}}
{{تعاقب-سبقه وتبعه|سبقه=[[سفر التكوين]]|عنوان اللقب=[[العهد القديم]]|الأعوام=|تبعه=[[سفر اللاويين]]}}
{{نهاية صندوق}}
{{أسفار الكتاب المقدس}}
{{العهد القديم}}
{{شريط سفلي موسى}}
{{ضبط استنادي}}
{{الوصايا العشر}}
{{شريط بوابات|الأديان|الإسلام|الإنجيل|المسيحية|اليهودية|تاريخ الشرق الأوسط|كتب|مصر القديمة}}
{{شريط محتوى متميز|جيدة|النسخة=6088382|تاريخ=4 ديسمبر 2010}}

[[تصنيف:سفر الخروج| ]]
[[تصنيف:أسفار العهد القديم]]
[[تصنيف:تناخ]]
[[تصنيف:كتب القرن 5 ق م]]
[[تصنيف:كتب القرن 6 ق م]]
[[تصنيف:كتب عن الأساطير]]
[[تصنيف:كتب عن الفلسفة السياسية]]
[[تصنيف:كتب عن مصر]]
[[تصنيف:مواضيع إسلامية مسيحية]]