عرض مصدر حرب لبنان 1982

{{معلومات نزاع عسكري
| اسم_النزاع = حرب لبنان 1982
| صورة = Lebanese Army, Beirut, Lebanon 1982.jpg
| تعليق = جنود لبنانيون في بيروت سنة 1982
| جزء_من = الصراع العربي الإسرائيلي
| تاريخ = [[6 يونيو]] [[1982]]
| مكان = [[لبنان]]، [[فلسطين]]، [[إسرائيل]]، [[سوريا]]
| نتيجة = انسحاب [[منظمة التحرير الفلسطينية]] من الجنوب<br />احتلال [[إسرائيل]] للجنوب اللبناني 1982 -1985 <br />بقاء [[القوات المسلحة السورية|الجيش السوري]] في لبنان حتى عام 2005
| خصم1 = {{إسرائيل}}<br/>[[جيش لبنان الجنوبي]]
| خصم2 = [[ملف:Plo emblem.png|20px]] [[منظمة التحرير الفلسطينية|منظمة التحرير]]<br />[[ملف:Flag of Syria.svg|20px]] [[سوريا]]<br /> [[ملف:Flag of Mourabitoun.svg|20px]] [[حركة الناصريين المستقلين - المرابطون|المرابطون]]<br /> [[حزب الله]]<br />[[ملف:Fateh-logo.jpg|20px]] [[حركة فتح|فتح]]<br />[[ملف:Flag of the Amal Movement.svg|20px]] [[حركة أمل]]<br />[[الحزب الشيوعي اللبناني]]<br/>{{!}}[[ملف:Flag of Kurdistan Workers' Party 1978.svg|20px|حدود]] [[حزب العمال الكردستاني|بي كي كي]]<ref name="PKK1">{{استشهاد ويب|مسار=http://www.cdi.org/terrorism/pkk-pr.cfm |عنوان=In the Spotlight: PKK (A.k.a KADEK) Kurdish Worker's Party |ناشر=Cdi.org |تاريخ الوصول=29 February 2012 |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20110813012428/http://www.cdi.org/terrorism/pkk-pr.cfm |تاريخ أرشيف=13 August 2011 }}</ref><ref name="PKK2">{{استشهاد ويب|مسار=http://www.xs4all.nl/~kicadam/kurdistan/2_99/ocalan.html |عنوان=Abdullah Öcalan en de ontwikkeling van de PKK |ناشر=Xs4all.nl |تاريخ الوصول=29 February 2012 |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20101215175054/http://www.xs4all.nl/~kicadam/kurdistan/2_99/ocalan.html |تاريخ أرشيف=15 December 2010 }}</ref><ref name="PKK3">{{استشهاد ويب|مسار=http://www.niqash.org/content.php?contentTypeID=75&id=2285&lang=0 |عنوان=a secret relationship |ناشر=Niqash.org |تاريخ الوصول=29 February 2012 |حالة المسار=dead |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20120314022637/http://www.niqash.org/content.php?contentTypeID=75&id=2285&lang=0 |تاريخ أرشيف=14 March 2012 }}</ref>
| قائد1 = [[ملف:Flag of Israel.svg|20px]] [[أرئيل شارون]]
| قائد2 = [[ملف:Plo emblem.png|20px]] [[ياسر عرفات]]<br />[[ملف:Flag of Mourabitoun.svg|20px]] [[إبراهيم قليلات]]<br /> [[عماد مغنية|عماد فايز مغنية]]
| قوة1 = 100,000 جندي<br /> 1250 دبابة <br /> 400 طائرة مقاتلة
| قوة2 = -'''منظمة التحرير''':<br /> 20,000 مقاتل <br /> 100 دبابة<br />-'''القوات السورية''':<br /> 40,000 جندي <br />600 دبابة<br /> 270 طائرة مقاتلة<br />-'''حركة أمل''':<br />14,000 مقاتل آنذاك<br />-'''حزب الله''':<br />حوالي 1500 مقاتل آنذاك.
| خسائر1 = 1,216 قتيل
| خسائر2 = 9,800 قتيل
}}
{{صندوق حملة الحرب الأهلية اللبنانية}}
'''حرب [[لبنان]] 1982''' وتسمى أيضا '''بغزو [[لبنان]]''' أو ما أطلقت عليه إسرائيل اسم '''عملية السلام للجليل''' و'''عملية الصنوبر''' ([[اللغة العبرية|بالعبرية]]: מבצע שלום הגליל، أو מבצע של"ג) هي حرب عصفت [[لبنان|بلبنان]] فتحولت أراضيه إلى ساحة قتال بين [[منظمة التحرير الفلسطينية]] و[[سوريا]] و[[إسرائيل]]. ترجع أسباب هذه [[حرب|الحرب]] إلى عدد من الأحداث التي جرت في الشرق الأوسط خلال السنين التي سبقتها، من [[اتفاق القاهرة (1969)|اتفاق القاهرة]] الذي نظم وجود الفصائل الفلسطينية المسلحة في [[لبنان]]، إلى [[الحرب الأهلية اللبنانية]].

بدأت المعارك في [[6 يونيو|6 حزيران]] [[1982]] عندما قررت الحكومة الإسرائيلية شن عملية عسكرية ضد [[منظمة التحرير الفلسطينية]] بعد محاولة اغتيال سفيرها إلى [[المملكة المتحدة]]، شلومو أرجوف على يد منظمة أبو نضال،<ref>Chomsky, Noam. [http://books.google.com/books?id=aHphMCIkhK0C&pg=PA196&dq=#PPA197,M1 ''Fateful Triangle''] p.196. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150417130503/http://books.google.com/books?id=aHphMCIkhK0C&pg=PA196&dq= |date=17 أبريل 2015}}</ref> قامت [[إسرائيل]] باحتلال [[جنوب لبنان]] بعد أن هاجمت [[منظمة التحرير الفلسطينية]] و[[القوات المسلحة السورية|القوات السوريّة]] والمليشيات المسلحة الإسلامية اللبنانية، وحاصرت [[منظمة التحرير الفلسطينية|منظمة التحرير]] وبعض وحدات [[القوات المسلحة السورية|الجيش السوري]] في بيروت الغربيّة. انسحبت [[منظمة التحرير الفلسطينية|منظمة التحرير من]] [[بيروت]] بعد أن تعرّض ذلك القسم منها إلى قصف عنيف، وكان ذلك بمعاونة المبعوث الخاص، [[فيليب حبيب]]، وتحت حماية قوات حفظ السلام الدولية.

انتهت هذه الحرب بشكلها المعترف به في عام [[1985]] إلا أن آثارها ومخلفاتها لم تنته حتى مايو/ أيار من عام [[2000]] عندما [[انسحاب إسرائيل من لبنان 2000|انسحب الجيش الإسرائيلي]] وأعوانه فعلياً من [[جنوب لبنان]]. والجدير ذكره أن إسرائيل قد زجت في هذه الحرب ضعف عدد القوات التي واجهت بها [[مصر]] و[[سوريا]] في [[حرب أكتوبر|حرب تشرين الأول/أكتوبر]] [[1973]].<ref>
[https://www.aljazeera.net/nr/exeres/cbc50777-9555-4dc4-9950-cc9e24651436.htm الجزيرة الفضائية، برامج القناة: حرب لبنان.. الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ج8] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110930150741/http://www.aljazeera.net/NR/exeres/CBC50777-9555-4DC4-9950-CC9E24651436.htm |date=30 سبتمبر 2011}}</ref>

== خلفيات الحرب ==
=== الوضع السياسي في الشرق الأوسط ===
==== اتفاق القاهرة 1969 ====

{{مفصلة|اتفاق القاهرة 1969}}
في [[3 نوفمبر]] [[1969]] تم التوقيع على هذا الاتفاق في [[القاهرة]] لغرض تنظيم الوجود [[فلسطين|الفلسطيني]] المسلح في [[لبنان]]، وقد أعطى الشرعية لوجود وعمل المقاومة الفلسطينية في لبنان. حيث تم الاعتراف بالوجود السياسي والعسكري ل[[منظمة التحرير الفلسطينية]] من قبل لبنان، وتم التأكيد على حرية العمل العسكري انطلاقاً من الأراضي اللبنانية. حمى هذا الاتفاق الفلسطينيين، من المحاولات المتعددة لنزع سلاحهم. لكن البعض اعتبره متعارضاً مع مبادئ سيادة الدولة اللبنانية ويتضمن بنوداً تتعارض وأحكام [[قانون|القوانين]] اللبنانية، ولم يكن لهذه الاتفاقية دور ملموس على الساحة العملية لتحسين العلاقات بين القيادتين اللبنانية والفلسطينية، ومن جانب آخر اعتبرت إسرائيل اتفاق القاهرة خرقاً للهدنة المعقودة بينها وبين [[لبنان]] سنة [[1949]].

==== أيلول الأسود في الأردن ====
{{مفصلة|أيلول الأسود}}
في شهر [[سبتمبر|أيلول]] من عام [[1970]] م، تحرك [[القوات المسلحة الأردنية|الجيش الأردني]] بناء على تعليمات [[الحسين بن طلال|الملك حسين]] ومستشاريه العسكريين لوضع نهاية لوجود المنظمات الفلسطينية في الأردن، وفي نفس الوقت كانت القيادة في إسرائيل تخطط للقضاء على العمل العسكري المتزايد في الخارج عن طريق خلق شروخات بين المنظمات الفلسطينية بعضها ببعض أو مع الأنظمة العربية. ما بين منتصف عام [[1968]] ونهاية عام [[1969]] م كان هنالك أكثر من 500 اشتباك عنيف وقع بين الفصائل الفلسطينية وقوات الأمن الأردنية. وأصبحت أعمال العنف والخطف والقتل تتكرر بصورة مستمرة حتى باتت تُعرف [[عمان (مدينة)|عمّان]] في وسائل الإعلام العربية [[هانوي|بهانوي]] العرب. وبعد عدّة مناوشات خرجت المنظمات الفلسطينية من المدن الأردنية كاملة إلى أحراش [[جرش]] و[[عجلون]] ثم عادت قوات الجيش الأردني واجتاحت تلك المناطق واستئصلت آخر معاقل [[منظمة التحرير الفلسطينية]] وباقي المنظمات وطردتهم إلى لبنان.

==== الحرب الأهلية اللبنانية ====
{{مفصلة|الحرب الأهلية اللبنانية}}
عام [[1969]]، اقتتل الجيش اللبناني مع المسلحين الفلسطينيين والتي أدت إلى الاعتراف بحق الفلسطينيين بامتلاك السلاح على الأرض اللبنانية من خلال ما عرف ب[[اتفاق القاهرة (1969)|اتفاق القاهرة]]. وعام 1975، خرجت اضطرابات مختلفة في لبنان كان أخطرها مظاهرة الصيادين في صيدا والتي أدت إلى مقتل الزعيم [[معروف سعد]]. والعديد من المناوشات بين المسيحيين والفلسطينيين في مناطق [[مخيم تل الزعتر]] و[[كحالة|الكحالة]]. كما قام الفلسطينيين بالعديد من الأعمال العسكرية ضد [[إسرائيل]] مما جعل الغرب يعتبر لبنان مرتعا للجهاديين.

أما الشرارة الحقيقية لبدأ الحرب الأهلية اللبنانية كانت في [[13 أبريل]] [[1975]] عندما قام مجهولون بمحاولة اغتيال [[بيار الجميل|بيار الجميّل]] رئيس حزب الكتائب. نجا الجميّل من المحاولة ولقى أربعة منهم اثنين من الحراس الشخصيين له. ردت ميليشيات حزب الكتائب على محاولة الاغتيال بالتعرض لحافلة كانت تقل أعضاء من [[الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة|الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة]] إلى [[مخيم تل الزعتر]] مروراً بمنطقة [[عين الرمانة (توضيح)|عين الرمانة]]. أدي الكمين الذي نصبه مقاتلي حزب الكتائب إلى مقتل 27 فلسطينياً. سميت الحادثة [[مجزرة عين الرمانة|بحادثة البوسطة]] والتي كانت بمثابة الشرارة لبدء القتال في كل أنحاء البلاد.

==== دخول القوات السورية ====
[[ملف:syrian army.jpg|تصغير|يسار|250بك|الجيش السوري في لبنان.]]
كانت [[الولايات المتحدة]] قد أرسلت بالكثير من الإشارات [[سوريا|لسوريا]] بموافقتها على التدخل السوري في الأراضي اللبنانية، ففي [[21 يناير|21 كانون الثاني]] [[1976]] أعلن الناطق باسم البيت الأبيض:
{{اقتباس|إن الرئيس [[جيرالد فورد]] تخلى عن معارضته لتدخل عسكري خارجي في [[لبنان]]، وإن الولايات المتحدة كان من الضروري عليها أن تأخذ بعين الاعتبار طبيعة سوريا.}}

بعد حوالي الأسبوع في 29 [[كانون الثاني]]/[[يناير]] أعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية:{{اقتباس|إن الولايات المتحدة تعترف بأهمية الدور الذي تقوم به سوريا، بالنسبة لتسوية الأزمة اللبنانية.}}

ونقل عن [[هنري كيسنجر|هنرى كسنجر]] قوله: {{اقتباس مضمن|الولايات المتحدة تلعب دوراً رئيسياً في لبنان، ونحن شجعنا المبادرة السورية هناك، والوضع يسير لصالحنا ويمكن رؤية خطوط تسوية}}. وكان الهدف من دخول القوات السورية العمل على إخماد الحرب الاهلية ونزع سلاح المليشيات المتحاربة وحماية لبنان والحفاظ عليه. دخلت [[قوات الردع العربية]] إلى لبنان ووصلت إلى منطقة [[قضاء عكار|عكار]] في [[الشمال (محافظة)|شمال لبنان]]، وبدخول يوم [[1 يونيو]]/[[حزيران]] بدأت القوات السورية تسيطر على المواقع الإستراتيجية في سهل [[البقاع (محافظة)|البقاع]] وتمركزت في العديد من الأماكن. نقلت وكالة الصحافة [[فرنسا|الفرنسية]] تصريحاً [[موشيه دايان|لموشي دايان]] في [[5 يونيو]]/[[حزيران]]:
{{اقتباس خاص|إن على إسرائيل أن تظل في موقف المراقب، حتى لو دخلت القوات السورية بيروت لأن دخول القوات السورية في لبنان، ليس عملاً موجهاً ضد أمن إسرائيل.}}

وكان دخول القوات السورية لحماية لبنان من الانقسام والحرب الأهلية التي كانت دائرة ويعتقد البعض أن التدخل السوري كان منسقاً أيضاً مع [[الكنيسة المارونية|الموارنة]]، حيث صرح الرئيس اللبناني [[كميل شمعون]] في [[16 يونيو]]/[[حزيران]] [[1976]]: {{اقتباس مضمن|لقد اتفقنا مع سوريا على خطط ترضينا}}. وفي [[9 أغسطس]]/[[آب]] صرح من [[دمشق]] بقوله: {{اقتباس مضمن|أنني أثق ثقة كاملة بالرئيس [[حافظ الأسد]]، وسوريا هي الدولة الوحيدة التي تستطيع فرض السلام في لبنان.<ref>الأخبار القاهرية في 16/6/ 1976</ref>}} وفي [[20 يوليو]] ألقى الرئيس السوري خطابه الشهير من مدرج [[جامعة دمشق]] معلناً أنه ليس بحاجة لطلب الإذن لدخول لبنان. حيث قال وقتها: {{اقتباس مضمن|قررنا وبدأ الجيش بالدخول إلى لبنان، ولم نأخذ أذناً من أحد.<ref>{{يوتيوب|bdckwk_bNgY|مقطع من خطاب الأسد في جامعة دمشق عام 1976}}</ref>}}

==== عملية الليطاني ====
{{مفصلة|عملية الليطاني}}
في [[14 مارس|الرابع عشر من مارس]]/[[آذار]] 1978، أقامت إسرائيل حزاماً أمنياً بمسافة عشرة كيلو مترات لحماية شمالها من هجمات الفلسطينيين. أدان [[مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة|مجلس الأمن]] هذه العملية مصدرًا [[قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 425|قرار 425]] الذي يطلب من إسرائيل الانسحاب الفوري غير المشروط من لبنان. تجاهلت إسرائيل هذا القرار، خاصة أنه لم يمارس عليها أي ضغط دولي أو أميركي أو حتى عربي.

==== خدعة ميليشيا القوات اللبنانية ====
{{أيضا|القوات اللبنانية}}
[[ملف:Lebanon PLO ammunition stadium 1982.jpg|تصغير|250بك|المدينة الرياضية في [[بيروت]] عام [[1982]]م خلال الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي.]]
في فترة أواخر عقد السبعين وبداية عقد الثمانين، قسم [[لبنان]] فعلياً إلى مناطق نفوذ عسكرية موزعة بين [[سوريا|السوريين]] و[[فلسطين|الفلسطينيين]] و[[إسرائيل|الإسرائيليين]] والميليشيات اللبنانية المتعددة المتحالفة معهم. يصف [[تيمور غوكسل]] المتحدث باسم قوات [[الأمم المتحدة]] الوضع فيما يخص الإسرائيلين قائلاً: {{اقتباس|الإسرائيليون لم يسلموا المناطق التي احتلوها، وأخذوا يختلقون الأعذار، وأخيراً ابتكروا رائعة من الروائع، قالوا: نعم، انسحبنا ولكن ها هو [[سعد حداد|الرائد حداد]]، إنه يسيطر على هذه المنطقة وهو صديقنا فلم نحتل أراضيه. ولكن عذراً، ألم تحتلوا البلاد؟! لا.. نحن لم نحتل منطقته، مررنا بها فقط لأنه صديقنا، نحن راحلون، تعمل مع الرائد حداد مَنْ؟ ها هو رائد لبناني غريب علينا التعامل معه ومعرفة خلفيته. كان ابن المنطقة وربما كانت نيته من أحسن ما يكون تجاه منطقته، ولكن كيف يفكر؟ لم نعرف طبيعة علاقته ب[[الجيش اللبناني]]، كان يقول أنه عسكري لبناني، ولكن الإسرائيليين كانوا يدفعون راتبه، ثم يريدون من القوات الدولية أن ترتب الأمور.}} ثم يكمل واصفا الفلسطينيين:{{اقتباس خاص|كان الفلسطينيون يتدخلون كثيراً في حياة الناس، كانوا منتشرين في كل مكان مدججين ب[[سلاح|السلاح]] ومتعجرفين، اسميها عجرفة [[أيه كيه-47|الكلاشينكوف]]، كان الكل يملك مدفعاً للطائرات، يبدو أنه كان لدى منظمة التحرير أموال طائلة، فلم أكن أصدق عيني، إذ كان المقاتلون يذهبون إلى السوق مصطحبين المدافع المضادة للطائرات. في إحدى المرات ذهبت من الناقورة إلى [[بيروت]] فمررت بأربعة عشر حاجزاً كلها للفلسطينيين باستثناء اثنين للجماعات اللبنانية المرتبطة بالفلسطينيين.}}

إلا أن الوضع على الأرض بالرغم من المناوشات اليومية بين الجميع كان جامداً، على شكل استنزاف مادي وبشري للميليشيات المختلفة، بدون تحقيق أي نتيجة، الأمر الذي دفعها لتغير الوضع بحيث تخرج من الجمود، كما عبر [[رودلف بوليكوفيتش]]، المستشار الإعلامي للرئيس [[كميل شمعون]]: {{اقتباس مضمن|لا تلم أحداً بعد أن تضعه في زاوية، لا تلمه لأنه محشور، فأنت حشرته، السوريون حشرونا.}}
أعلنت ميليشيا القوات اللبنانية، بقيادة [[بشير الجميل]]، أنه لا يجوز الفصل بين [[المسيحية|مسيحيي]] البقاع والجبل، وتحركت من [[جبال كسروان]] إلى [[البقاع (محافظة)|البقاع]] باتجاه مدينة [[زحلة]]. عنى البقاع كونه عمقاً إستراتيجياً لسوريا أن سوريا لا يمكن أن تسمح بهذه الحركة. استعملت سورية طائرات [[مروحية]] لقصف ميليشيا القوات اللبنانية المساندة من قبل إسرائيل، وفرضت حصاراً عليهم في مدينة زحلة التي تحصنوا فيها، وبدأت بقصفها بمشاركة الميليشيات المناوئة. وقام بشير الجميل بإرسال [[جوزيف أبو خليل]]، رئيس تحرير جريدة العمل التابعة للقوات اللبنانية وقت الأحداث، إلى الإسرائيليين لإقناعهم بمهاجمة [[القوات الجوية العربية السورية]] بخرقه الأجواء يعتبر أقدم على إعلان [[حرب|الحرب]]، مما قدم الذريعة لإسرائيل للتدخل كما قال [[مناحم بيجن|مناحيم بيغن]]:
{{اقتباس خاص|...السوريون استخدموا حوامات زودهم بها [[الاتحاد السوفيتي|السوفييت]] و[[فرنسا|الفرنسيون]]. الجبل هو نقطة استطلاع أساسية يمكن منها قصف مدينة [[جونيه]] وهي الميناء الوحيد الذي يستخدمه المسيحيون، ولذا يكون بإمكان السوريين –من وجهة النظر المسيحية- فرض حصار على لبنان. المسيحيون يواجهون الآن خطراً داهماً، ونحن ملتزمون أخلاقياً بإنقاذهم وسوف ننجدهم.}}

قام سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط طوافتين سوريتين. فجاء رد [[سوريا]] سريعا بإدخال صواريخ [[سام 6]] المضادة للطائرات إلى سهل البقاع، دخل سلاح الطيران السوري لحماية الصواريخ وحصلت مناوشات جوية في أجواء لبنان. اعتبرت إسرائيل ما حصل خرقا [[اتفاق الخطوط الحمر|لاتفاق الخطوط الحمر]]، واعتبرت سوريا أن [[تل أبيب]] كانت البادئة بخرق الاتفاق من خلال هجومها على [[القوات المسلحة السورية|القوات السورية]].

==== الهدنة على الحدود الشمالية مع إسرائيل ====
في [[10 يوليو]]/[[تموز]] [[1981]] وبعد فوز [[ليكود|الليكود]] في انتخابات [[كنيست|الكنيست]] في شهر [[يونيو]]/[[حزيران]]،<ref>Shlaim, Avi (2007). ''Lion of Jordan; The life of King Hussein in War and Peace''. Allen Lane. p. 412. ISBN 978-0-7139-9777-4</ref> قامت إسرائيل بشن غارات جوية عنيفة على عدة مواقع في جنوب لبنان، وفي [[17 يوليو]]/[[تموز]] قصفت مراكز قيادة حركة [[حركة فتح|فتح]] و[[الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين|الجبهة الديمقراطية]] في [[بيروت]] الغربية.<ref>يزيد صايغ،"التجربة العسكرية الفلسطينية المعاصرة"، ص444.</ref> واستمر القصف إلى يوم [[24 يوليو]] وذلك بعد صدور قرار من مجلس الأمن في [[22 يوليو]] يطالب فيه بوقف فوري للهجمات المسلحة على لبنان. تم التوقف بناء على مساعي موفد الرئاسة الأمريكي، [[فيليب حبيب]]، بين منظمة التحرير وإسرائيل.<ref>د.عمر الخطيب، "حرب عام 1981"، في د.اسعد عبد الرحمن، "م.ت.ف. جذورها، تأسيسها، مساراتها"، ص332_346.</ref> حبيب كان واضحا بأنه في حالة حدوث أي مناوشة عسكرية مع إسرائيل أو أي اعتداء بالمفهوم الأميركي لإسرائيل فسيجري اجتياح كبير. بينما التزمت [[منظمة التحرير الفلسطينية]] بالهدنة التي رعتها [[الولايات المتحدة]] وأمنت حدودا شمالية آمنة لإسرائيل. خرقت [[إسرائيل]] الهدنة 2777 مرة في الفترة بين عامي [[1981]] و[[1982]].

==== الشرق الأوسط الجديد ومشروع السلام السعودي ====
[[ملف:fahad arafat.jpg|تصغير|يسار|250بك|صورة أرشيفية [[فهد بن عبد العزيز آل سعود|لفهد بن عبد العزيز]] مع [[ياسر عرفات]].]]
في [[نيسان (توضيح)|نيسان]]/[[أبريل]] [[1981]] وفي أثناء زيارة إلى عدة دول في [[الشرق الأوسط]]، دعا وزير الخارجية الأمريكي [[ألكسندر هيغ]] إلى قيام شرق أوسط جديد. حيث قال: {{اقتباس|إن النزاع العربي الإسرائيلي يجعل بعضاً من أوثق أصدقائنا منقسمين على أنفسهم. والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط لا يمكن حمايتها إلا بإستراتيجية لا تغفل تعقيدات المنطقة ولا التهديد بحدوث تدخل خارجي. و[[الولايات المتحدة]] تعتبر عملية السلام، والجهود المبذولة لمواجهة التهديدات [[الاتحاد السوفيتي|السوفييتية]] والإقليمية، تعزّز بعضها بصورة متبادلة، فإذا كان أصدقاؤنا [[عرب|العرب]] على استعداد أكبر لركوب المخاطر من أجل السلام مع الإسرائيليين فإن التعاون في مجال الأمن سيكون سهلاً، باعتباره تعاوناً ضرورياً لردع أي تدخل سوفييتي ولردع الدول العاملة لحسابه}}. جاء الرد من [[الرياض]]، في [[7 أغسطس]]/[[آب]] [[1981]]، بمبادرة [[فهد بن عبد العزيز آل سعود|الأمير فهد]] ولي العهد السعودي، المكونة من ثمانية مبادئ هي:
{{بداية-عمو}}
{{عمو-2}}
* انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلت في العام [[1967]] بما فيها [[القدس]] العربية.
* إزالة المستعمرات التي أقامتها [[إسرائيل]] في الأراضي العربية بعد العام 1967.
* ضمان [[حرية]] العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان في الأماكن المقدسة.
* تأكيد حق الشعب [[فلسطين|الفلسطيني]] في العودة وتعويض من لا يرغب في العودة.
{{عمو-2}}
* تخضع [[الضفة الغربية]] و[[قطاع غزة]] لفترة انتقالية تحت أشراف [[الأمم المتحدة]] ولمدة لا تزيد عن بضعة أشهر.
* قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس.
* تأكيد حق دول المنطقة في العيش بسلام.
* تقوم الأمم المتحدة أو بعض الدول الأعضاء فيها بضمان تنفيذ تلك المبادئ.<ref>الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1981،ص 357</ref>
{{نهاية-عمو}}
رفضت [[مصر]] المبادرة فوراً، وأعلنت عن تمسكها ب[[اتفاقات كامب ديفيد|اتفاقية كامب ديفيد]]. وفي [[9 أغسطس]]/[[آب]]، رفضها أيضاً [[مناحم بيجن|مناحيم بيغن]]. وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيان جاء فيه<ref>شؤون فلسطينية، العدد119، تشرين الأول1981، ص213_214</ref> {{اقتباس|إن إسرائيل ترى في الاقتراح السعودي خطة لتدميرها على مراحل، وبموجب هذا الاقتراح فإن الاعتراف بإسرائيل تبعاً لذلك ليس سوى وهم. وأن هذه الخطة تناقض اتفاقية كامب ديفيد}}. أعلنت المجموعة [[أوروبا|الأوروبية]] أن المبادرة تشكل أساسا للتفاوض، أما الولايات المتحدة فتجاهلت المبادرة ولم تتخذ أي موقف واضح منها. تباين الموقف العربي بين الرافض [[سوريا|كسوريا]] و[[العراق]]، بينما أعربت دول أخرى عن الدعم. قيادة وكوادر حركة [[حركة فتح|فتح]] داخل [[منظمة التحرير الفلسطينية]]، رفضتها بعنف،<ref>آلان غريش "م.ت.ف تاريخ واستراتيجيات"،ص245</ref>، حيث أعلن [[فاروق القدومي]] «'''إن الظروف غير مناسبة لحل سلمي، وإن الفلسطينيين يرفضون النقطة السابعة في المشروع رفضا قاطعا'''»<ref>المصدر السابق، ص245</ref> إلأ أن [[ياسر عرفات]] دعم المبادرة حيث نقل عنه [[جورج حاوي]]، الأمين العام السابق [[الحزب الشيوعي اللبناني|للحزب الشيوعي اللبناني]]، قوله: {{اقتباس مضمن|استعدوا للضربة، ولقد أديتم بضغطكم هذا إلى موقف سيؤدي إلى رفع الغطاء العربي عنا، واللهم اشهد أني بلغت}}.

قامت السعودية بسحب مشروعها في [[قمة فاس]] في نوفمبر [[1981]] وذلك إثر الضغوط التي مورست عليها. حيث قال الناطق الرسمي وقتها:{{اقتباس|نظراً لإيمان المملكة التام بأن أي إستراتيجية عربية يجب أن تحظى بالتأييد الجماعي لكي تستطيع دفع الموقف العربي إلى الأمام، فقد قام الوفد السعودي بسحب المشروع مؤكداً لمؤتمر القمة أن المملكة العربية السعودية على استعداد تام لأن تقبل أي بديل يجمع عليه العرب.<ref>شؤون فلسطينية، العدد 122_132،كانون الثاني، 1982، ص225_230</ref>}} يعتقد العديد من الباحثين أن إفشال المبادرة السعودية كان أساسيا لإتمام عملية غزو [[لبنان]] في العام الذي تلاها. حيث بدأت إسرائيل بالتحضير الفوري للعملية وانتظرت الحصول على الضوء الأخضر الأمريكي.<ref>آلان، غريش، م.ت.ف تاريخ واستراتيجيات، ص246.</ref>

=== الخلفيات المباشرة ===
كان الوضع في لبنان في بداية عام 1982 يشكل امتداداً لأوضاع [[الحرب الأهلية اللبنانية (توضيح)|الحرب الأهلية اللبنانية]] التي بدأت عام 1975، وهي صراع مستمر بين كتلة [[يسارية|اليسار]] اللبناني والمقاتلين الفلسطينيين و[[منظمة التحرير الفلسطينية]] و[[الحزب التقدمي الاشتراكي]] من جهة واللبنانيين اليمينيين من [[المسيحية|المسيحيين]] و[[حزب الكتائب اللبنانية]] و[[إسرائيل]] من جهة أخرى واستمر خلال النصف الأول من عام 1982 على شكل صراعات عنيفة بين هذه الأطراف.

في تموز 1981، تم إبرام وقف إطلاق نار بين إسرائيل وقوات [[منظمة التحرير الفلسطينية]] بإشراف [[فيليب حبيب]]. إلا أن الإسرائيلين كانوا قلقين من تجمع قوات منظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان منذ وقف إطلاق النار والذي اعتبرته تهديداً لأمن حدودها الشمالية.

في 21 [[نيسان (توضيح)|نيسان]]/[[أبريل|ابريل]] 1982 قصف [[سلاح الجو]] الإسرائيلي موقعا لمنظمة التحرير في جنوب [[لبنان]] وفي 9 [[أيار]]/[[مايو]] 1982 قامت منظمة التحرير الفلسطينية بالرد بقصف [[صاروخ]]ي لشمال إسرائيل وتلى هذا القصف المتبادل محاولة [[اغتيال|لاغتيال]] سفير إسرائيل في [[المملكة المتحدة|بريطانيا]]، [[شلومو أرجوف]] في 3 [[حزيران]]/[[يونيو]] 1982 فقامت إسرائيل، وكردٍّ على عملية الاغتيال هذه، بقصفٍ لمنشأت ومواقع تابعة لمنظمة التحرير في قلب [[بيروت]].<ref>ومن الجدير بالذكر أن منفذي محاولة اغتيال شلومو أرجوف كانوا من جماعة [[صبري البنا|أبو نضال]] المناهضة ل[[ياسر عرفات]] والتي كانت تعرف باسم [[حركة فتح - المجلس الثوري|فتح-المجلس الثوري]] (توفي شْلومو أرْغوف عام [[2003]])</ref> في اليوم التالي من محاولة الاغتيال والقصف الإسرائيلي [[بيروت|لبيروت]]، قامت منظمة التحرير بقصف شمال [[إسرائيل]] مرة أخرى وقتل في هذا القصف إسرائيلي واحد.

== بداية الحرب ==
=== عشية الاجتياح ===
في 5 - 6 [[حزيران]]/[[يونيو]] 1982 بدأت إسرائيل جزء_من قصف جوي ومدفعي كثيف على مدينة [[صيدا]] وقرى [[النبطية (محافظة)|النبطية]] و[[الدامور]] و[[تبنين]] و[[عرنون]] و[[قلعة الشقيف]] الإسترتيجية. ودخل الجيش الإسرائيلي الأراضي اللبنانية في 6 [[حزيران]]/[[يونيو]] 1982 وتم اجتياز المواقع الذي كان يشغلها 7,000 جندي تابعين لقوات [[الأمم المتحدة]] بكل سهولة.

قدم [[رونالد ريغان]] الرئيس الأمريكي وقتها الغطاء لإسرائيل في هجومها، حيث أعطى لإسرائيل الضوءالأخضر لتدمير منظمة التحرير، وأكدت إسرائيل للأمريكين أنها ستدخل لبنان لمسافة لا تتجاوز 30 كيلومترا لتحقيق أمنها والدفاع عن نفسها. كان ريغان لا يمانع في القيام بعملية سريعة تكون بمثابة درس قوي ل[[منظمة التحرير الفلسطينية]] [[سوريا|لسوريا]] حليفة [[الاتحاد السوفيتي]] [[شيوعية|الشيوعية]] حيث صرح [[دافيد كمحي]] بأنه لم يكن هناك مقاومة قوية لخطط أرئيل شارون في [[واشنطن (توضيح)|واشنطن]] وإن [[الولايات المتحدة]] لم تستطيع منع إسرائيل من الهجوم. وفي مقالة في [[واشنطن بوست]] مع شارون قال هيغ: {{اقتباس مضمن|...''إننا نفهم أهدافكم ولا نستطيع أن نقول لكم لا تدافعوا عن مصالحكم''.<ref>وليم كوانت عملية السلام الدبلوماسية الإسرائيلية والنزاع العربي الإسرائيلية منذ 1967- مركز الاهرام 1994، ص535.</ref>}} وقام وزير الخارجية الأمريكي، الجنرال ألكسندر هيغ بإخبار شارون عن الحاجة إلى «استفزاز واضح يعترف به العالم» بهدف شنّ الهجوم. ويرى البعض أن عملية [[صبري البنا|أبو نضال]] لمحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في [[لندن]] جاءت في اللحظة المناسبة تماما بصورة غريبة.<ref>[http://gush-shalom.org/arabic/archive/240.html أوري أفنيري، كل البلاد جبهة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110520012034/http://www.gush-shalom.org/arabic/archive/240.html |date=20 مايو 2011}} {{وصلة مكسورة|تاريخ=2020-08-02|bot=JarBot}}</ref><ref>وليم كوانت عملية السلام الدبلوماسية الإسرائيلية والنزاع العربي الإسرائيلية منذ 1967- مركز الاهرام 1994، ص322</ref>

قاد العمليات الإسرائيلية [[أرئيل شارون]] وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت في الحكومة التي رأسها [[مناحم بيجن|مناحيم بيغين]]. أعلن وقتها أن السبب هو دفع [[منظمة التحرير الفلسطينية]] وصواريخ [[كاتيوشا (توضيح)|الكاتيوشا]] إلى مسافة 40 كيلومتر عن حدود [[إسرائيل]]. تعدلت الأهداف لاحقا، حيث أعلن الناطق الرسمي للحكومة الإسرائيلية آفى بارنز إن أهداف إسرائيل هي:
* إجلاء كل القوات الغريبة عن [[لبنان]] ومن ضمن ذلك [[القوات المسلحة السورية|الجيش السوري]].
* تدمير منظمة التحرير الفلسطينية.
* مساعدة [[القوات اللبنانية]] على السيطرة على [[بيروت]] وتنصيبها كحكومة لبنانية تملك سلطة وسيادة على كامل التراب اللبناني.
* توقيع اتفاقية سلام مع الحكومة اللبنانية وضمان أمن [[قائمة المستوطنات الإسرائيلية|المستوطنات الإسرائيلية الشمالية]].

=== بداية عملية الاجتياح ===
[[ملف:Israeli troops in south Lebanon (1982).jpg|تصغير|200بك|جنود إسرائليون في جنوب لبنان، يونيو، 1982.]]
[[ملف:Syrian Tank burning in Tzuk Track.jpg|تصغير|يسار|دبابة سورية من نوع تي-62 تحترق خلال الصراع السوري الإسرائيلي في لبنان.]]
استناداً إلى لقاء [[تلفاز|تلفزيوني]] مع [[تيمور غوكسل]] المتحدث باسم قوات [[الأمم المتحدة]] التي كانت منتشرة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية آنذاك فإنه وفي تمام الساعة 10:35 صباحا ليوم 6 يونيو 1982 اقتربت 13 دبابة [[ميركافا]] عند جسر الحمراء الفاصل وكان هناك في تلك اللحظة 6 [[جندي|جنود]] [[هولندا|هولنديين]] عند الحاجز حاولوا منع الدبابات من التقدم بوضع عوائق على الطريق ولكن جنود [[الجيش الإسرائيلي]] استمروا بالتقدم هاتفين «نحن آسفون هذا غزو» تمكن الهولنديون الستة من إعاقة تقدم دبابتين بصورة مؤقتة لكن هذا لم يدم طويلا فقد تلى الدبابات الأولى 1,100 دبابة أخرى.<ref name="حرب لبنان">[https://www.aljazeera.net/nr/exeres/cbc50777-9555-4dc4-9950-cc9e24651436.htm حرب لبنان.. الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ج8] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110930150741/http://www.aljazeera.net/NR/exeres/CBC50777-9555-4DC4-9950-CC9E24651436.htm |date=30 سبتمبر 2011}}</ref> تقدمت القوات الإسرائيلية على عدة محاور تجاه العاصمة [[بيروت]] ولكنها واجهت مقاومة عنيفة من قبل [[قائمة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين|مخيمات اللاجئين الفلسطينيين]] في الجنوب اللبناني وتعرض الجيش الإسرائيلي إلى مقاومة شرسة عند محاولته [[معركة قلعة شقيف|احتلال قلعة شقيف]] الإستراتيجية والتي قام [[مناحم بيجن|مناحيم بيغن]] بزيارتها شخصيًا بعد بسط السيطرة الإسرائيلية عليها نظراً لأهميتها. استناداً إلى [[عمر العيساوي]] فإن القيادة السورية لم تدرك ضخامة العملية العسكرية الإسرائيلية وبالرغم من المباغتة تمكن الجيش السوري من وقف تقدم القوة الإسرائيلية المتجهة إلى [[ضهر البيدر]] وقاتل فيما بعد بشراسة في [[البقاع (محافظة)|البقاع]] وكبد إسرائيل خسائر كبيرة.<ref name="حرب لبنان"/>
[[ملف:beirut time.jpg|تصغير|يمين|200بك|غلاف [[تايم (مجلة)|مجلة تايم]] [[16 أغسطس|16 اغسطس]]/[[آب]] 1982.]]
بعد احتلال قلعة شقيف تم تسليم القلعة إلى [[سعد حداد]] قائد [[جيش لبنان الجنوبي]] الموالية لإسرائيل وبعد أيام سقطت [[صيدا]] و[[صور (توضيح)|صور]] و[[الدامور]]، معاقل منظمة التحرير الواحدة تلو الأخرى أمام التقدم الإسرائيلي وبدأ [[الجيش الإسرائيلي]] بالتقدم نحو الطريق الرئيسي بين [[بيروت]] و[[دمشق]] مخترقين منطقة [[قضاء الشوف|الشوف]] الواقعة في الجزء الجنوبي من جبل لبنان وفي 8 [[حزيران]]/[[يونيو]] 1982 اشتبك [[القوات المسلحة السورية|الجيش السوري]] لأول مرة مع الجيش الإسرائيلي. بعد 5 أيام فقط من الاجتياح تمكنت القوات الإسرائيلية من بسط سيطرتها على 1/3 من الأراضي اللبنانية وفي 9 [[حزيران]]/[[يونيو]] 1982 وصل [[الجيش الإسرائيلي]] إلى مشارف [[بيروت]] وفي نفس اليوم تمكن [[سلاح الجو]] الإسرائيلي من من تدمير عدة مواقع [[دفاع جوي|للدفاع الجوي]] السوري بالإضافة إلى إسقاط مقاتلة [[ميكويان-جوريفيتش ميج-21|ميغ 21]] سورية في اشتباك جوي ضخم بين 90 مقاتلة إسرائيلية و 60 [[القوات الجوية العربية السورية|مقاتلة سورية]]،<ref>[https://www.realclearpolitics.com/articles/2006/08/israels_lost_moment.html RealClearPolitics - Articles - Israel's Lost Moment<!-- Bot generated title -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171011222408/https://www.realclearpolitics.com/articles/2006/08/israels_lost_moment.html |date=11 أكتوبر 2017}}</ref> الجيش السوري اعاد تمركزه خارج منطقة [[قضاء الشوف|الشوف]] وفي يوم 14 [[حزيران]]/[[يونيو]] 1982 دخل الجيش الإسرائيلي شرق بيروت ذات الأغلبية [[المسيحية]] وطوقت القسم الغربي من بيروت الذي كان معقلا رئيسيا للميليشيات الفلسطينية.<ref>[https://www.globalsecurity.org/military/library/report/1985/DTM.htm Lebanon 1982: The Imbalance Of Political Ends And Military Means<!-- Bot generated title -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171006113701/https://www.globalsecurity.org/military/library/report/1985/DTM.htm |date=06 أكتوبر 2017}}</ref>

مع اقتراب نهاية شهر [[حزيران]]/[[يونيو]] كان هناك 100,000 [[جندي]] إسرائيلي في [[لبنان]] بينما وصل عدد القوات السورية إلى 40,000 وكان هناك 11,000 مقاتل فلسطيني محاصرين مع [[ياسر عرفات]] في غرب [[بيروت]]. في مطلع شهر [[يوليو]] قام [[الجيش الإسرائيلي]] بفرض حصار على غرب بيروت قاطعا وصول المواد [[طعام|الغذائية]] وال[[ماء]] إلى تلك المنطقة وتم منع الانتقال بين شطري بيروت واستمر القصف الإسرائيلي لغرب بيروت بصورة متفاوتة طوال شهر يوليو.

في [[12 أغسطس]] 1982 ومع الاقتراب من الوصول إلى اتفاق وشيك حول آلية مغادرة المقاتلين الفلسطينيين [[بيروت|لبيروت]] قامت [[إسرائيل]] بحركة مباغة أثارت استغراب [[عالم (توضيح)|العالم]] وغضب الرئيس الأمريكي [[رونالد ريغان]]، حيث قام [[سلاح الجو]] الإسرائيلي بشن أعنف قصف جوي ومدفعي وبحري على بيروت استمرت لعشر ساعات متواصلة وأدت هذه الحركة الغير متوقعة إلى إثارة غضب ريغان الذي اتصل [[هاتف]]يا مع [[مناحم بيجن|مناحيم بيغن]] معربا عن استياءه الشديد من ذلك التصرف. توصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في [[18 أغسطس|18 اغسطس]] بوساطة المبعوث الأمريكي [[فيليب حبيب]] وفي يوم [[19 أغسطس]] خففت إسرائيل من حصارها لغرب بيروت وسمحت لإمدادات [[صليب أحمر (توضيح)|الصليب الأحمر]] بدخول بيروت الغربية.
[[ملف:Lebanese Army APC, Beirut 1982.jpg|تصغير|150بك|مصفحة للجيش اللبناني في جنوب بيروت عام 1982.]]

=== محاور القتال ===
* '''[[الجيش اللبناني]]''': لم يتدخل في الصراع نهائياً وبقي على الحياد.
* '''[[القوات المسلحة السورية|الجيش السوري]]''': لم تدخل القوات السورية بشكل كامل بالقتال إلى أن قام [[سلاح الجو]] الإسرائيلي بقصف عدت بطاريات [[صاروخ|للصواريخ]] من طراز سام 2، 3، 6 [[روسيا|روسية]] الصنع كانت سوريا قد نصبتها في [[لبنان]]. تم صدام في الجو بين ما يقارب 200 [[القوات الجوية العربية السورية|طائرة سورية]] وما يقاربها من الإسرائيلية بعد معركتين أرضيتين سريعتين.
* '''المقاتلين الفلسطينين''': كان معظم المقاتلين الفلسطينين [[سلاح|مسلحين]] تسليحاً خفيفاً مما جعلهم يستعملون أسلوب المقاومة و[[حرب عصابات|حرب العصابات]].

== العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ==

ظهرت تدريجيا انقسامات ضخمة في الإدارة الأمريكية بين تيار بقيادة [[ألكسندر هيغ]] و[[جين كيركباترك]] ينادي باستمرار إسرائيل بعملياتها بغض النظر عن المبرر الأصلي، حتى تدمير منظمة التحرير وتيار مناد بكبح جماح [[إسرائيل]] بقيادة [[جورج بوش الأب]] و[[جيمس بيكر]] ووليام كلارك. دخل [[الاتحاد السوفيتي|السوفييت]] على الخط وأرسل [[ليونيد بريجنيف|ليونيد الييتش بريجنيف]] إلى [[رونالد ريغان]] يخبره عن قلقه ويلمح له عن إمكانية توسع النزاع وهنا شعر ريغان أن وزير خارجيته لم يكن يعمل معه بنفس الاتجاه وإنه منحاز إلى إسرائيل وأرسل مذكرة إلى [[مناحم بيجن|مناحيم بيغن]] قال فيها:

{{اقتباس|إنني أشعر ببالغ القلق نتيجة للتقارير الأخيرة عن حدوث زحف إسرائيلي آخر إلى وسط [[لبنان]]، وتصاعد العنف بين [[إسرائيل]] و[[سوريا]]. لقد تجاوزت قواتكم كثيرا من الأهداف التي ابلغتمونا بها. وقد تكون المزايا التعبوية ظاهرة ولكن الحاجة الأكثر أهمية هي تفادي نشوب [[حرب]] أوسع باشتراك سوريا، وربما باشتراك السوفيت أيضا. وقد تلقيت اليوم رسالة من بريجنيف تعرب عن بالغ القلق من أن وضعا خطيرا جدا قد ينشأ، وأنه قد يخلق امكانية تفجر أعمال عسكرية أوسع نطاقا. وبطبيعة الحال، فانني لم أقبل معظم النقاط التي وردت في رسالته، إلا أن خطر حدوث تصاعد آخر لا يزال قائما ولقد أصبح واضحا الآن انه حدث تصاعد في أعمال العنف بين [[سوريا]] وإسرائيل. وإنني ادعوك الآن لأن تقبل وقف إطلاق النار إلى الساعة السادسة صباحا يوم [[الخميس]] [[10 يونيو]] 1982. وأناشدك أن توصي حكومتكم بقبول اقتراحي، مناحم، إن رفض إسرائيل قبول وقف إطلاق النار سيزيد بدرجة أكبر من التحديد الخطير الذي يتعرض له السلام العالمي، وسوف يخلق توترا شديدا في علاقاتنا.<ref>وليم كوانت عملية السلام الدبلوماسية الإسرائيلية والنزاع العربي الإسرائيلية منذ 1967- مركز الاهرام 1994، ص424</ref>}}

اعتقدت إسرائيل أن تيار [[ألكسندر هيغ]] قادر على الضغط على الرئيس الأمريكي. وصل الخلاف بين الرجلين إلى درجة ضخمة، وبدأ هيج يخفي رسائل وبرقيات حبيب عن البيت الأبيض، الأمر الذي اضطر حبيب إلى استعمال [[خط هاتفي أمن]] للاتصال مباشرة مع البيت الأبيض.<ref name="aljazeera.net">[https://www.aljazeera.net/nr/exeres/cbc50777-9555-4dc4-9950-cc9e24651436.htm الجزيرة الفضائية، حرب لبنان.. الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ج8] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110930150741/http://www.aljazeera.net/NR/exeres/CBC50777-9555-4DC4-9950-CC9E24651436.htm |date=30 سبتمبر 2011}}</ref> وفي النهاية ومع شعور هيغ بالمحاصرة وانعدام ثقة ريغان به، هدّد شفويا بالاستقالة، وقبلها ريغان فورا بدون كتابتها.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://www.ahewar.org/del.asp?url=http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=59365|عنوان=الحوار، حرب لبنان 1982|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200316051055/http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=59365|تاريخ أرشيف=2020-03-16}}</ref> بعض المحللين يدافع عن هيغ ويعتبره [[كبش فداء]] لفشل [[سياسة]] البيت الأبيض في [[لبنان]]. باستقالة [[ألكسندر هيغ|ألكسندر هيج]] أصبح [[جورج شولتز]] وزيرا للخارجية. شولتز كان يرى أن الغزو الإسرائيلي يدمر عملية السلام وأدرك إمكانية [[الولايات المتحدة]] وضع مبادرة لعملية السلام، وبدأ صنع مشروعه لعملية سلام عربي إسرائيلي. في [[30 يوليو]] عرضت المبادرة على ريغان وظهر مشروع ريغان لمنطقة [[الشرق الأوسط]] حيث عارض قيام دولة [[فلسطين]]ية مستقلة واعتمد فكرة عودة السيطرة [[الأردن]]ية على [[الضفة الغربية]]، و[[قطاع غزة]] على شكل اتحاد [[فدرالية|فدرالي]]. من جهة أخرى رأى [[مناحم بيجن|مناحيم بيغن]] أن ريغان تجاوز مرحلة الصداقة<ref>برنارد جورتنمان، نيويورك تايمز 14/7/1982، ص 325</ref>، وقام بمعارضة رؤية ريغان الداعية إلى مبدأ الأرض مقابل السلام. وكان [[أرئيل شارون]] يؤكد أنه سيحل القضية من خلال جنازير الدبابات إلا أن مقتل [[بشير الجميل]] الذي نصبه الأمريكان لتصفية الوجود الفلسطيني في [[لبنان]]<ref>{{استشهاد بكتاب |الأخير=Seale |الأول=Patrick |عنوان=Asad: The Struggle for the Middle East |صفحة=391|تاريخ=1988|ردمك=0-520-06667-7}}</ref> وإدانة شارون بتهمة التغاضي عن [[مجزرة صبرا وشاتيلا|جريمة مخيمي صبرا وشاتيلا]] حيث تم إخراجه من الحكومة أدى إلى إفشال مساعي الدولة الإسرائيلية في إخراج المنظمة من اللعبة السياسية.

== بيروت المحاصرة ==
{{مفصلة|حصار بيروت}}
فوجئ [[ياسر عرفات]] بوصول برقية من الجنوب تنبئ بأن القوات الإسرائيلية تعدت [[صور (توضيح)|صور]] شمالاً وبسرعة. نقل [[جورج حاوي]] عن عرفات قوله: «مش ممكن، لا مستحيل»، واتصل مع الحاج إسماعيل ليستفهم منه عن الأوضاع، إلا أن الحاج إسماعيل كان منشغلا بإخراج القوات من [[صيدا]] بسبب محاصرة الإسرائيلين لها. فوجئ الجميع بحجم الاجتياح، بالرغم من أن [[بشير الجميل]] كان قد أكد في أكثر من مرة أن القوات الإسرائيلية قادمة. ربما يعزى ذلك إلى خطاب ريغان الذي أكد فيه أن الدخول سيكون محدودا بثلاثين كيلومترًا.

تشكل في 14 حزيران/[[يونيو]] 1982 ما عرف باسم القيادة المشتركة للقوات الفلسطينية و[[الحركة الوطنية اللبنانية]] أو '''هيئة الإنقاذ الوطني''' في [[بيروت]] بدعوة من [[قائمة رؤساء لبنان|الرئيس اللبناني]] [[إلياس سركيس]] ضمت زعماء الطوائف الرئيسية في لبنان وكتيبتين سوريتين استمرتا في القتال. كان هدف هيئة الإنقاذ هو منع تفاقم أزمة المواجهة المسلحة بين [[إسرائيل]] و[[منظمة التحرير الفلسطينية]] ولكن تدريجيًا أصبحت هيئة الإنقاذ هذه عاجزة عن إنجاز أية نتيجة ملموسة، وبعد 9 أيام من تشكيلها انسحب [[وليد جنبلاط]] منها واصفًا إياها «بهيئة دفن القتلى».

مع اقتراب نهاية فترة حكم الرئيس اللبناني [[إلياس سركيس]] تم تنظيم انتخابات رئاسية في [[بيروت]] وقام [[مجلس النواب|البرلمان]] اللبناني في [[23 أغسطس|23 اغسطس]] 1982 بانتخاب [[بشير الجميل]] رئيسا بإجماع 57 صوتاً وامتناع 5 عن التصويت وعدم اشتراك أغلبية الكتلة [[الإسلام|المسلمة]] في البرلمان الذي اعتبر الجميل حليفاً [[إسرائيل|لإسرائيل]] وقبل 9 أيام من تسلم الجميل مهامه الرئاسية وفي 14 [[أيلول]]/[[سبتمبر]] 1982 تم [[اغتيال]]ه [[قنبلة|بقنبلة]] موقوتة وبعد أسبوع وفي 21 [[سبتمبر]] 1982 انتخب البرلمان اللبناني شقيقه [[أمين الجميل]] رئيسًا الذي قام بتوجيه دعوة إلى زعيم الكتلة المسلمة ورئيس الوزراء [[شفيق الوزان]] ([[1925]] - [[1999]]) بالبقاء في منصبه كرئيس للوزراء في محاولة من الجميل لتضييق الفجوة وتوحيدالصفوف. على الصعيد [[اقتصاد (علم)|الاقتصادي]] انخفضت قيمة [[ليرة لبنانية|الليرة اللبنانية]] إلى مستويات متدنية وظهرت بوادر عجز للحكومة اللبنانية في فرض الضرائب ووصلت نسبة [[تضخم (توضيح)|التضخم]] إلى ما بين 20 و 30% وتم تدمير واسع النطاق للبنية التحتية في [[لبنان]].

في [[13 يونيو]] قامت القوات الإسرائيلية ومليشيا [[بشير الجميل]] بمحاصرة [[بيروت]]، واستمر هذا الحصار إلى [[28 أغسطس]]. طوال فترة الحصار قامت [[الجيش الإسرائيلي|القوات الإسرائيلية]] بقصف بيروت من البر باستعمال [[مدفعية|المدفعية]] ومن الجو و[[بحر|البحر]]. تم تسوية معظم المدينة بالأرض، قتل أكثر من 30,000 مدني لبناني وإصيب أكثر من 40,000 شخص، أكثر من نصف [[مليون]] شخص نزحوا عن بيروت وفي فترة الست وسبعون يوما استمرت إسرائيل بمنع المعونات الدولية والإنسانية عن المدينة.<ref>{{استشهاد ويب 
|عنوان= Twentieth Century Atlas - Death Tolls and Casualty Statistics for Wars, Dictatorships and Genocides<!-- Bot generated title -->|مسار=http://users.erols.com/mwhite28/warstat3.htm#Lebanon|مسار أرشيف=http://www.webcitation.org/5gbBg9Jlu|تاريخ أرشيف=7 May 2009|تاريخ الوصول=5 April 2009|حالة المسار=live}}</ref> صرحت [[إسرائيل]] أن مسؤولية [[موت|الوفيات]] والدمار الذي أصاب البنية التحتية والخسائر البشرية هو استعمال [[منظمة التحرير الفلسطينية]] المدنيين كدروع بشرية واستعمال منازل المدنيين كمعاقل للقتال مما اضطر إسرائيل مرغمة على القصف لتدمير البنية التحتية التي يمكن أن يستعملها المقاتلون أو «المخربون» حسب تعبير إسرائيل. استعملت إسرائيل في هجومها على بيروت أسلحةً محرمةً دوليًا بدءًا من [[قنبلة|القنابل]] العنقودية والفسفورية مرورًا بالنابالم وألعاب الأطفال المفخخة، وانتهاء بقنابل بخار الوقود. أعاد كل من [[رونالد ريغان]] و[[هنري كيسنجر|هنري كسنجر]] التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وتم منع جميع المبادرات التي قدمت لإيقاف القتال. انتهى الحصار بمسح كامل لثلث [[بيروت]] من الخارطة، ومقتل 675 جنديا إسرائليّا إلى جانب المدنيين اللبنانيين.<ref>Ross, Michael (2006). ''The Volunteer''.</ref>

== نتائج الغزو ==
[[ملف:PLO evacuation.jpg|تصغير|يسار|200بك|مغادرة مقاتلي [[منظمة التحرير الفلسطينية]] لبيروت.]]
قدم [[رونالد ريغان]] ضماناً شخصياً للمقاتيلن [[فلسطين|الفلسطينين]] بالحفاظ على أمن عائلاتهم إذا ما غادروا إلى [[تونس]]، واضطرت إسرائيل إلى الموافقة على خروج المقاتلين تحت حماية دولية مكونة من 800 جندي [[قوات مشاة بحرية الولايات المتحدة|مارينز]] أمريكي، و 800 جندي [[فرنسا|فرنسي]] و 400 جندي [[إيطاليا|إيطالي]]. غادر 14,614 مقاتل فلسطيني بيروت إلى تونس تحت الحماية الدولية.<ref>[http://news.bbc.co.uk/onthisday/hi/dates/stories/august/30/newsid_2536000/2536441.stm BBC ON THIS DAY | 30 | 1982: PLO leader forced from Beirut<!-- Bot generated title -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180208095012/http://news.bbc.co.uk/onthisday/hi/dates/stories/august/30/newsid_2536000/2536441.stm |date=08 فبراير 2018}}</ref> على الجانب الآخر قُتل في الفترة ما بين [[5 يونيو]] [[1982]] وحتى [[31 مايو]] [[1985]] 1,216 [[جندي]] إسرائيلي. على الصعيد [[سياسة|السياسي]] أوفت إسرائيل بوعودها وبضغط أمريكي ل[[بشير الجميل]] حيث أصبح رئيسا [[لبنان|للبنان]] إلا أنه في [[14 سبتمبر]] تم [[اغتيال]]ه هو و 25 من طاقمه بتفجير ضخم استهدف مقره.

تغيرت الخريطة [[سياسة|السياسية]] اللبنانية بصورة جذرية بعد الغزو الإسرائيلي فبالرغم من أن الميليشيات [[المسيحية]] اللبنانية لم تشترك فعليا في القتال إلى جانب [[الجيش الإسرائيلي]] إلا أنها انتشرت وهيمنت على المناطق التي كانت تحت سيطرة [[إسرائيل]] وخاصة في الجنوب اللبناني التي هيمنت عليها [[حزب الكتائب اللبنانية]] وقامت إسرائيل أثناء الغزو بنزع [[سلاح]] المجموعات [[موحدون دروز|الدرزية]] التي كانت في صراع مسلح مع حزب الكتائب. عمل [[حزب الكتائب اللبنانية]] بقيادة [[بشير الجميل]] جاهدا على نزع سلاح الفلسطينين في سائر أنحاء لبنان.<ref name="bbcfb">[http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/1779713.stm "Flashback: Sabra and Shatila massacres"], ''BBC News Online'' (London), 24 January 2002. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171013215316/http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/1779713.stm |date=13 أكتوبر 2017}}</ref> تمكنت حركة [[حركة فتح|فتح]] من أسر ستة جنود إسرائيليين، تمت مبادلتهم لاحقًا بخمسة آلاف معتقل لبناني وفلسطيني تم احتجازهم في [[معتقل أنصار]] في جنوب لبنان.

استناداً على أرقام [[وزارة الخارجية (الولايات المتحدة)|وزارة الخارجية الأمريكية]] توزع مقاتلو منظمة التحرير الفلسطينية على الشكل التالي:
{{بداية-عمو}}
{{عمو-4}}
* 970 مقاتل إلى [[تونس]].
* 261 مقاتل إلى [[الأردن]].
{{عمو-4}}
* 136 مقاتل إلى [[العراق]].
* 1,093 مقاتل إلى [[جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية|اليمن الجنوبية]]
{{عمو-4}}
* 841 مقاتل إلى [[الجمهورية العربية اليمنية|اليمن الشمالي]]
* 448 مقاتل إلى [[السودان]].
{{عمو-4}}
* 588 مقاتل إلى [[الجزائر]].
* 3,900 مقاتل إلى [[سوريا]].
{{نهاية-عمو}}

=== قمة فاس الثانية ===
في [[6 سبتمبر]] [[1982]] عاد مجلس الجامعة العربية ليعقد قمته الخامسة عشر الطارئة في [[فاس]]، بعد أشهر من الاجتياح الإسرائيلي، شارك بالقمة 19 دولة عربية بغياب كل من [[ليبيا]] و[[مصر]]، وبعكس القمة الأولى في فاس، اعترفت جامعة الدول العربية هذه المرة بوجود إسرائيل، وتم إقرار مشروع السلام الذي تقدمت به السعودية.<ref>[http://www.arabsummit.dz/ar/historique_sp.php Arab summit, historique] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070202131754/http://www.arabsummit.dz/ar/historique_sp.php |date=02 فبراير 2007}}</ref>

=== مذبحة صبرا وشاتيلا ===
{{مفصلة|مذبحة صبرا وشاتيلا}}
في مساء 16 سبتمبر، قامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة مخيمات صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينين، وسمحت بدخول حوالي 350 عنصر مسيحي إلى المخيمات تحت ذريعة البحث عن مقاتلين فلسطينين.<ref name="bbcfb"/><ref>[http://www.palestinefacts.org/pf_1967to1991_sabra_shatila.php "What happened at the Sabra and Shatila refugee camps in 1982?"], ''Palestine Facts''. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20171024102338/http://www.palestinefacts.org/pf_1967to1991_sabra_shatila.php |date=24 أكتوبر 2017}}</ref> تم ذبح ما يقارب 3000 مدني أعزل بالرغم من التعهدات الأمريكية بحماية المدنيين الفلسطينيين بعد خروج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان، يعتقد الكثير أن المجزرة التي وصفها الكاتب اللبناني المغترب بيار كماليو بأنها غير إنسانية ووصمة عار في جبين لبنان الحر، وإنها كانت رد فعل على اغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميل.

=== القصف الأمريكي ===
بعد الحرب كان مايقارب 98% من الأراضي اللبنانية تحت سيطرة وحماية قوات متعددة الجنسية وميليشيات لبنانية مختلفة وكانت [[حكومة|الحكومة]] اللبنانية مهيمنة فقط على [[بيروت]] وضواحيها. في عام 1983 كان هناك 30,000 [[جندي]] إسرائيلي في الجنوب اللبناني وكان شرق وشمال [[لبنان]] تحت سيطرة 40,000 جندي [[سوريا|سوري]] و 10,000 مقاتل [[فلسطين]]ي، بالإضافة إلى هذه الأرقام كان هناك 10,000 جندي تابعين لقوات [[الأمم المتحدة]] من [[الولايات المتحدة]] و[[إيطاليا]] و[[المملكة المتحدة|بريطانيا]] و[[فرنسا]].

تدريجيا أصبحت القوات المتعددة الجنسية مستهدفة بشكل يومي وفي 19 [[سبتمبر]] 1983 وفي خطوة مثيرة للجدل قامت البارجات الأمريكية بقصف معاقل القوات [[موحدون دروز|الدرزية]] في [[سوق الغرب]] علما ان [[قوات مشاة بحرية الولايات المتحدة|المارينز]] المرابطين حول [[بيروت]] والبالغ عددهم 1,600 لم يتعرضوا لاستهداف مباشر لحين تلك اللحظة ولكن الأمر تغير بعد ذلك القصف الذي قام به بارجتان أمريكيتان وأصبح المارينز بعد ذلك مستهدفين في عمليات إطلاق نار بالقناصات من قبل أطراف مجهولة، وبحلول شهر نوفمبر 1983 تم قتل 6 من المارينز.

=== تفجير السفارة الأمريكية في بيروت ===
{{مفصلة|تفجير بيروت 1983}}
[[ملف:embassy bombing.jpg|تصغير|200بك|السفارة الأمريكية في بيروت بعد تفجيرها.]]
في 18 [[أبريل|ابريل]] 1983 اقتربت [[سيارة]] مفخخة من سفارة [[الولايات المتحدة]] في [[بيروت]] وحدث انفجار هائل أدى إلى تدمير كامل للقسم المركزي للبناية وتسبب الانفجار في سقوط 60 قتيلا بينهم 17 أمريكيا و 100 جريح، تبنت [[الجماعة الإسلامية في مصر|منظمة الجهاد الإسلامي]] مسؤوليتها عن الحادث ويلقي الكثيرين بالمسؤولية الرئيسية في تنظيم الانفجار إلى [[عماد مغنية|عماد فايز مغنية]] وتم لاحقا توجيه التهمة إلى مغنية بضلوعه في التخطيط لتفجير سيارة مفخخة في حاجز عسكري مشترك للمارينز والقوات الفرنسية في 23 [[أكتوبر]] 1983 والذي أدى إلى مصرع 58 جنديا [[فرنسا|فرنسيا]] و 241 من [[قوات مشاة بحرية الولايات المتحدة|المارينز]] وتم اتهامه أيضا بتخطيطه ل[[اختطاف طائرة تي دبليو أي الرحلة 847]] في 14 [[يوليو]] 1985 والتي كانت متوجهة من [[روما]] إلى [[بوسطن]].<ref>[http://www.daralhayat.com/archivearticle/88180 5 ملايين دولار من أميركا لكشف خاطفي طائرة "تي دبليو اي" ] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090630045043/http://www.daralhayat.com/archivearticle/88180 |date=30 يونيو 2009 }} عن [http://www.daralhayat.com الحياة اللندنية] 30-6-2005. تاريخ الولوج 6-6-2009. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120523092913/http://daralhayat.com/ |date=23 مايو 2012 }}</ref><ref>[http://www.iraker.dk/maqalat14/122.htm الأرشيف العراقي في الدنمارك، مهندس الإرهاب الأول في العراق عماد مغنية]. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160304131317/http://www.iraker.dk/maqalat14/122.htm |date=04 مارس 2016}}</ref>

كانت السيارة المفخخة التي دمرت السفارة مجهزة بحوالي 180 كغم من المتفجرات وكانت السيارة حسب تقارير [[وكالة المخابرات المركزية|وكالة المخابرات الأمريكية]] قد تمت سرقتها قبل عام واحد من السفارة الأمريكية وكانت تحمل شارة السفارة واستطاع سائقها لهذا السبب من الدخول بسهولة إلى مرآب السفارة. كان من بين القتلى الأمريكيين 8 موظفين لوكالة المخابرات الأمريكية وكان تفجير السفارة حسب تصريحات الجهة المنفذة ردة فعل على [[مجزرة صبرا وشاتيلا|مذبحة صبرا وشاتيلا]]. بعد حادثة تفجير السفارة تم نقل البعثة الدبلوماسية الأمريكية إلي بيروت الشرقية ولكن الموقع الجديد تعرض إلى استهداف بسيارة مفخخة أخرى في [[20 سبتمبر]] [[1984]] وقتلت في هذه المرة أمريكيان و 20 لبنانيا.

=== اتفاق 17 أيار ===
{{مفصلة|اتفاق 17 أيار}}
مع اقتراب نهاية [[كانون الأول]]/[[ديسمبر]] 1982 دخل [[لبنان]] في محادثات مع [[إسرائيل]] وبوساطة [[الولايات المتحدة]] لغرض التوصل إلى نوع من التطبيع في العلاقات وإيجاد آلية لانسحاب [[الجيش الإسرائيلي]] من لبنان مع ضمانات بعدم تعرض الحدود الشمالية لإسرائيل لهجمات من قبل [[منظمة التحرير الفلسطينية]] وبعد مفاوضات ومحادثات إتسمت بالصعوبة واستغرقت 6 أشهر توصل الطرفان إلى ما سمي باتفاق 17 أيار أو «اتفاق جلاء القوات الإسرائيلية» حيث وافق الطرفان بإنهاء حالة [[حرب|الحرب]] التي كانت قائمة بين الدولتين منذ قيام دولة إسرائيل في عام 1948 بالرغم من إصرار إسرائيل على توقيع اتفاقية سلام رسمية إلا أن لبنان اكتفى باتفاقية «عدم الحرب» حيث كانت القيادة اللبنانية متخوفة من عزلة مع بقية [[الوطن العربي|العالم العربي]] إن وقعت على اتفاقية سلام مشابهة للعزلة التي حدثت [[مصر|لمصر]] عقب [[اتفاقات كامب ديفيد|اتفاقية كامب ديفيد]].

نصت الاتفاقية على انسحاب [[الجيش الإسرائيلي]] في غضون 8 - 12 أسابيع بشرط ان تقوم [[سوريا]] ومنظمة التحرير بالانسحاب أيضا. بالرغم من عدم تشكيل علاقات [[دبلوماسية]] على مستوى السفارات بين لبنان و[[إسرائيل]] إلا أن الطرفان وافقا على وجود هيئات دبلوماسية للدولتين على أراضي الآخر. من النقاط المثيرة للجدل في ذلك الاتفاق كان تشكيل حزام أمني إسرائيلي في جنوب لبنان يتواجد فيه اقل من 4,341 [[جندي]] من كلا الجيشين اللبناني والإسرائيلي مع تعاون مستمر بين الجيشين على هيئة دوريات مشتركة. من النقاط الحساسة في ذلك الاتفاق كان وضع الرائد [[سعد حداد]] و[[جيش لبنان الجنوبي]] فبالرغم من أن الاتفاقية لم تذكر الرائد حداد بالاسم إلا أنها نصت على قبول حماية الحزام الأمني من قبل «قوات محلية». وقع عن لبنان السفير أنطوان فتال بينما وقع ديفيد كمحي رئيس الوفد الإسرائيلي كما وقع أيضا المندوب الأميركي موريس درايبر على هذه الوثيقة. وافق [[مجلس النواب|البرلمان]] اللبناني على هذه الوثيقة بالأكثرية المسيحية حيث عارضه نائبان فقط من الطائفة المسيحية مع غياب كامل للشيعة والسنة وفي إسرائيل وقعت [[كنيست|الكنيست]] على الاتفاق. بقيت هذه الاتفاقية مجرد حبر على الورق حيث لم ينسحب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية واعتبر الرئيس السوري [[حافظ الأسد]] بقاء إسرائيل في الجنوب اللبناني منافيا لمبادئ سيادة لبنان وخطرا على أمن [[سوريا]].

=== السرقات ===
قامت [[الجيش الإسرائيلي|قوات الاحتلال الإسرائيلية]] بعمليات سرقة منظمة ومثبته من خلال لجان التحقيق التابعة [[الأمم المتحدة|للأمم المتحدة]]، مما تم سرقته: مجموعة ضخمة من الرسوم الزيتية الفنية والتراث [[ثقافة|الثقافي]] من قصر الأونيسكو، اللوحات الفنية من [[الجامعة اللبنانية]]، جميع المعدات والأجهزة من كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، أرشيف [[نهار (توضيح)|جريدة النهار]]، ومكتبة مركز الأبحاث في [[منظمة التحرير الفلسطينية]].

== رد الفعل الشعبي ومونديال 1982 ==
تزامن حصار بيروت مع انطلاق [[كأس العالم 1982|كأس العالم لكرة القدم 1982]] في [[إسبانيا]]. والذي شهد دخول دولتين عربيتيين هما [[منتخب الكويت لكرة القدم]] و[[الجزائر]]. وبدأ حصار وقصف الميليشيات وإسرائيل لبيروت يوم [[13 يونيو]] [[1982]] وهو نفس اليوم الذي لُعبت به أول مباراة في المونديال بين [[الأرجنتين]] و[[بلجيكا]]. يعتقد الكثير بأن اختيار توقيت الاجتياح بالتزامن مع مونديال 1982 كان ضمن ترتيبات الاجتياح.<ref>[https://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=422 أعمدة: عبد الهادي خلف، الليلة أسوء من البارحة] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160307102242/http://alwaqt.com/blog_art.php?baid=422 |date=07 مارس 2016}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://www.ahewar.org/del.asp?url=http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=68344|عنوان=كأس العالم وتسليع مشاعر الجماهير|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200316051057/http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=68344|تاريخ أرشيف=2020-03-16}}</ref>

انشغل العالم العربي وقتها بالإحداث المتسارعة في المونديال، ف[[الجزائر]] فازت على [[منتخب ألمانيا لكرة القدم]] 2-1 في 16 [[يونيو]]، وعلى تشيلي في 24 يونيو. و[[فهد الأحمد الجابر الصباح|فهد الأحمد الصباح]] رئيس [[الاتحاد الكويتي لكرة القدم|الإتحاد الكويتي لكرة القدم]] آنذاك، قام بتعطيل مباراة [[الكويت]] و[[منتخب فرنسا لكرة القدم]] في [[21 يونيو]] محتجا على هدف رابع سجلته فرنسا في شباك الكويت بعد أن نزل إلى أرض الملعب لمدة سبع دقائق، واضطر الحكم الروسي ميروسلاف ستوبار لإلغاء الهدف. قام [[الاتحاد الدولي لكرة القدم]] بتغريم الأمير فهد مبلغ 8000 [[جنيه إسترليني]] بسبب تدخله. وايقاف الحكم وعدم إسناد باقي مبارياته له.{{بحاجة لمصدر}}

يذكر [[جورج حاوي]] الصدمة برد الفعل العربي الشعبي فيقول:
{{اقتباس خاص|عدما يزداد القصف يزداد التحدي، ويخيل الآن أن العالم سيهتز إن بيروت تحترق، إن قذيفة قد دخلت ملجأ في برج البراجنة فقتلت 75 أو أكثر بريئاً، الآن العالم سيهتز، شوارع [[الجزائر]] ستنزل بها المظاهرات، فإذا بنا نفاجأ أن المظاهرة كانت تعمل لفريق الجزائر الذي انتصر على [[ألمانيا]] في [[كرة القدم]].<ref name="aljazeera.net"/>}}

بينما خرجت مظاهرات بسبب ما فسره العرب بالمؤامرة<ref>[https://web.archive.org/web/20030713131055/http://sports.naseej.com.sa/Champ.asp?ChampID=556 نسيج الرياضية:تآمر أوروبي ضد ممثل العرب المنتخب الجزائري]</ref> لإخراج الجزائر من الدور الأول في المباراة بين [[ألمانيا الغربية]] و[[النمسا]] في [[25 يونيو]]. كانت المظاهرات الوحيدة في الشرق الأوسط التي خرجت تستنكر الاجتياح، كما يذكر [[فيصل القاسم]] هي المظاهرات الضخمة التي نظمتها حركة السلام الآن في إسرائيل للمطالبة بالانسحاب من لبنان.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://www.ahewar.org/del.asp?url=http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=72509|عنوان=الحوار المتمدن: هل نحن أولاد شوارع؟|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200316051104/http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=72509|تاريخ أرشيف=2020-03-16}}</ref> كما قام الفريق الإيطالي بإهداء لبنان كأس العالم (رمزيا) تعاطفا معه.<ref>[https://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=656 ذرائع: وحــدك... قـــف وحــدك، غسان الشهابي] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170409111059/http://alwaqt.com/blog_art.php?baid=656 |date=09 أبريل 2017}}</ref>

== انظر أيضًا ==
* [[قائمة نزاعات الشرق الأوسط الحديثة]]

== مصادر ==
{{مراجع|2}}

== وصلات خارجية ==
* [//ar.wikisource.org/wiki/إتفاق_17_أيار نص إتفاقية 17 أيار.]
* [//ar.wikisource.org/wiki/إلغاء_إتفاق_17_أيار بيان مجلس الوزراء اللبناني بإلغاء اتفاق 17 أيار في بيروت 3 مارس 1984.]
* [http://www.liberty05.com/civilwar/civi2.html حرب لبنان 1982، صور ومعلومات.]
{{الصراع العربي الإسرائيلي}}
{{القضية الفلسطينية}}
{{مواضيع السلطة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني}}
{{حروب إسرائيل}}{{مواضيع إسرائيل}}
{{مواضيع لبنان}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|إسرائيل|الحرب|الصراع العربي الإسرائيلي|سوريا|عقد 1980|فلسطين|لبنان}}
{{تصنيف كومنز|1982 Lebanon War}}

{{حركة فتح}}

[[تصنيف:حرب لبنان 1982|*]]
[[تصنيف:علميات منظمة التحرير الفلسطينية العسكرية]]
[[تصنيف:إسرائيل في 1982]]
[[تصنيف:لبنان في 1982]]
[[تصنيف:أزمات الشرق الأوسط]]
[[تصنيف:الحرب الأهلية اللبنانية]]
[[تصنيف:المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان]]
[[تصنيف:تاريخ اللاجئين الفلسطينيين]]
[[تصنيف:جبل عامل]]
[[تصنيف:حروب إسرائيل]]
[[تصنيف:غزوات إسرائيل]]
[[تصنيف:غزوات لبنان]]
[[تصنيف:معارك سوريا]]
[[تصنيف:مناحم بيجن]]
[[تصنيف:نزاعات في 1982]]