عرض مصدر تمرد الزيتون (1895-96)

{{معلومات نزاع عسكري}}
'''تمرد الزيتون''' أو '''مقاومة الزيتون الثانية''' ([[اللغة التركية|بالتركيَّة]]: ''Zeyt'uni yerkrord goyamartĕ'') وقعت في شتاء 1895-1896، وذلك خلال [[المجازر الحميدية]]، عندما حمل [[أرمن]] الزيتون ([[اللغة التركية|بالتركيَّة]]: modern Süleymanlı) السلاح للدفاع عن أنفسهم خوفًا من احتمال تعرضهم لمجازر على يد القوات العثمانية.<ref name="Badmoutioun Hayots, Volume III">{{استشهاد بكتاب | الأخير = Kurdoghlian | الأول = Mihran | عنوان = Պատմութիւն Հայոց (History of Armenia), Volume III | ناشر = Council of National Education Publishing |سنة= 1996 | مكان = Athens, Greece | صفحات =28–29}}</ref><ref>Hovannisian, Richard G. "The Armenian Question in the Ottoman Empire, 1876-1914" in ''The Armenian People From Ancient to Modern Times, Volume II: Foreign Dominion to Statehood: The Fifteenth Century to the Twentieth Century''. Richard G. Hovannisian (ed.) New York: St. Martin's Press, p. 223. ISBN 0-312-10168-6.</ref>

== الخلفية ==
تمتع أرمن الزيتون تاريخيًا بفترة من الحكم الذاتي بدرجة كبيرة في الإمبراطورية العثمانية حتى القرن التاسع عشر. وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر، قررت الحكومة المركزية إخضاع هذه المنطقة من الإمبراطورية لسيطرة أكثر صرامة وحاولوا القيام بذلك عن طريق توطين المسلمين في القرى المحيطة بالزيتون وتحريضهم ضد الأرمن.<ref>Barsoumian, Hagop. "The Eastern Question and the Tanzimat Era" in ''The Armenian People From Ancient to Modern Times, Volume II'', p. 200.</ref> وهذه الإستراتيجية أثبتت في نهاية المطاف عدم فعاليتها. وفي صيف عام 1862، أرسل العثمانيون وحدة عسكرية من 12000 من الرجال إلى الزيتون لإعادة السيطرة الحكومية. ومع ذلك، تم احتجاز القوات من قِبل الأرمن. ومن خلال الوساطة الفرنسية، انتهت مقاومة الزيتون الأولى.

ومع ذلك كانت الحكومة العثمانية مستاءة بشأن نتائج الوساطة. وفي العقود التالية، كانت أكثر عزمًا على إخضاع المنطقة تحت سيطرتها من خلال إثارة أرمن الزيتون: تحرشت القوات الحكومية المتمركزة حديثًا بالسكان وصدرت دعوات متكررة من قِبل عدد من الأتراك بارتكاب مجزرة بحقهم.<ref>{{استشهاد بكتاب
| الأخير = Dadrian
| الأول = Vahakn N
| عنوان = The History of the Armenian Genocide: Ethnic Conflict from the Balkans to Anatolia to the Caucasus
| مسار = https://archive.org/details/historyofarmenia00dadr
| ناشر =Berghahn Books
| مكان= Oxford
| سنة = 1995
| صفحة= [https://archive.org/details/historyofarmenia00dadr/page/127 127]
| الرقم المعياري =1-57181-666-6}}</ref> وبين عامي 1891 و1895، زار نشطاء من حزب الهنشاك الاجتماعي الديمقراطي الأرميني سيليسيا، وأنشأ فرعًا جديدًا في الزيتون، وشجع الأرمن على مقاومة الممارسات القمعية للحكومة العثمانية. وفي هذا الوقت أيضًا، قرر حاكم [[الدولة العثمانية|الإمبراطورية العثمانية]] السلطان [[عبد الحميد الثاني]] القضاء على أحد معاقل الحكم الذاتي الأرميني خلال مجازر الحميدية عام 1895-1896.<ref name="Badmoutioun Hayots, Volume III"/>

ومع خلع حاكم الإقليم واستبداله بأفني بك، وهو الرجل الذي كان يكن كراهية عميقة للأرمن، تم إعطاء أوامر في 24 أكتوبر عام 1859 من قِبل السلطات العثمانية لاستخدام القوات لبدء هدم العديد من القرى الأرمينية بالقرب من الزيتون.<ref>{{استشهاد بكتاب
| الأخير = Balakian
| الأول = Peter
| عنوان = The Burning Tigris: The Armenian Genocide and America's Response
| مسار = https://archive.org/details/burningtigrisarm00bala
| ناشر =HarperCollins
| مكان= New York
| سنة = 2003
| صفحة=[https://archive.org/details/burningtigrisarm00bala/page/60 60]
| الرقم المعياري = 0-06-055870-9}}</ref>

== المقاومة ==
[[ملف:Monument to Zeytun Resistance at Surp Kevork Armenian Church, Aleppo.jpg|تصغير|نصب تذكاري لمقاومة الزيتون في كنيسة سورب كيفورك، [[حلب]]، [[سوريا]].]]
سمع المواطنون الأرمن في الزيتون، الخاضعة لحزب الهنشاك، بالمجازر الجارية في المناطق المجاورة، وبالتالي أعدوا نفسهم لمقاومة مسلحة. وتم إرسال ما بين 1500 و6000 رجل، مسلحين ببنادق فلينتلوك وبنادق مارتيني-هنري، إلى ساحة المعركة وتم اختيار ستة عشر من الأرمن لرئاسة هيئة إدارية خلال الحصار. وفي ضوء ذلك، أرسل القائد العسكري العثماني رسالة للسلطان عبد الحميد الثاني ليخبره بأن الأرمن قد بدأوا انتفاضة ويتقدمون لارتكاب مذابح ضد المسلمين.<ref name="Dadrian">Dadrian. ''History of the Armenian Genocide'', p. 128.</ref> وكانت القوات العثمانية تمتلك ميزة عددية وتكنولوجية ساحقة: تألفت القوة بأكملها من 24 كتيبة (20000 جندي) واثني عشر مدفعًا و8000 رجل من شعبة زيبك من [[إزمير]]، فضلاً عن 30000 جندي غير نظامي من الأكراد والشركسيين.<ref name="Dadrian"/>

وقد بدأ الأرمن بالهجوم على الحامية العثمانية القريبة، وأسروا 600 من الجنود والضباط العثمانيين ووضعوهم تحت مراقبة النساء الأرمنيات. وحاول السجناء الهرب، ولكنهم فشلوا وقتلوا. ولقت القوات العثمانية الهزيمة بشكل متكرر في اشتباكاتهم مع الميليشيات الأرمينية. وخلال المفاوضات التي أدت إلى تسوية النزاع فيما بعد، أعرب قائد الجيش العثماني عن إعجابه بآغاسي، وهو أحد قادة المقاومة، وذلك بفضل مهارة الرماية الدقيقة التي تمتع بها الأرمن وثباتهم في مقاومة.<ref>Dadrian. ''History of the Armenian Genocide'', p. 130.</ref>

== التسوية ==
من خلال تدخل القوى الأوروبية الرئيسية الست، أنهى أرمن الزيتون مقاومتهم. وسُمح لنشطاء حزب الهنشاك بالذهاب إلى منفى، وتم تخفيف العبء الضريبي، كما تم تعيين نائب حاكم مسيحي. ونظرًا لانخفاض درجات الحرارة، مات آلاف الأتراك وتوفي العديد من الآخرين في المستشفيات متأثرين بجروح أصيبوا بها في المعركة.<ref name="Dadrian"/> يشار إلى أن أرقام عدد الضحايا متضاربة بشكل كبير، إلا أن الجميع يتفق على أن القوات العثمانية عانت كثيرًا. وذكرت القنصلية البريطانية في 6 يناير 1896 أن «5000 على الأقل قد قُتلوا على الرغم من أن تقريرًا مشتركًا يشير إلى أن العدد بلغ 10000 قتيل.»<ref name="Dadrian2">Dadrian. ''History of the Armenian Genocide'', p. 129.</ref> وذكرت القنصلية النمساوية ومقرها في [[حلب]] أن الأرمن قتلوا 1300 من الأتراك في المعركة النهائية فقط.<ref name="Dadrian2"/> وقدر القنصل البريطاني أن عدد الوفيات جراء العمليات القتالية وغير القتالية بين جميع الأرمن اقترب من 6000.<ref name="Dadrian2"/> وقدر بيير كويلارد، وهو كاتب فرنسي، أن إجمالي الخسائر العثمانية بلغ ما لا يقل عن 20000 رجل.

وعاش الأرمن في سلام نسبي حتى الحرب العالمية الأولى، عندما تم ذبحهم وترحيلهم من الزيتون في عام 1915.<ref>On which, see Aram Arkun, "Zeytun and the Commencement of the Armenian Genocide," in ''A Question of Genocide: Armenians and Turks at the End of the Ottoman Empire'', eds. R.G. Suny, Fatma Muge Goçek, and Norman Naimark. Oxford: Oxford University Press, 2011, pp. 221-243.</ref>

== انظر أيضًا ==
* دفاع فان
* [[المجازر الحميدية]]

== ملاحظات ==
{{مراجع|2}}

== كتابات أخرى ==
* Aghasi. ''Զեյթուն եւ իր շրջականները'' [Zeitun and its Environs]. Beirut: Shirak Publishing, 1968.
* Mkrtchyan, Levon. ''Զեյթունի ապստամբությունը'' [The Zeitun Uprising]. Yerevan: Pan-Armenian and Armenian Educational and Cultural Union, 1995.

== وصلات خارجية ==
{{Cite EB1911|first=David George |last=Hogarth|wstitle=Zeitun |volume=28|pages= 965, 966}}

{{حركة التحرير الوطنية الأرمنية}}
{{شريط بوابات|أرمينيا|الدولة العثمانية|تركيا}}

[[تصنيف:أرمينيا في 1895]]
[[تصنيف:الدولة العثمانية في 1895]]
[[تصنيف:الدولة العثمانية في 1896]]
[[تصنيف:أحداث أكتوبر 1895]]
[[تصنيف:أحداث ديسمبر 1895]]
[[تصنيف:أحداث نوفمبر 1895]]
[[تصنيف:أحداث يناير 1896]]
[[تصنيف:المجازر الحميدية]]
[[تصنيف:المقاومة الأرمينية]]
[[تصنيف:تاريخ محافظة قهرمان مرعش]]
[[تصنيف:تمردات في أرمينيا]]
[[تصنيف:ولاية حلب]]