عرض مصدر تفشي وباء الكوليرا في شارع برود عام 1854

{{صندوق معلومات حدث
| العنوان = 
| الصورة = Pump Handle - John Snow .jpg
| التعليق = صورة توضح الموقع الجديد لمضخة النسخة المماثلة التي أزال جون سنو مقبضها.
| حجم الصورة = 
| بديل الصورة = 
| المكان = [[سوهو (لندن)|سوهو]]، [[لندن]]
| البلد = [[المملكة المتحدة]]
| التاريخ = 1854
| تاريخ البدء = 31 أغسطس 1854
| الوقت = 
| تعرف أيضا = 
| السبب = [[كوليرا|الكوليرا]]
| first reporter = 
| التصوير = 
| الإحداثيات = {{إحداثيات|51.51334|-0.13667|format=dms|type:event_region:GB|display=inline,title}}
| المساهمين = 
| تسمية أخرى = 
| النتائج = 
| الخسائر البشرية = 
| الوفيات = 616
| الاصابات = 
| المفقودين = 
| الخسائر المادية = 
| المشتبه بهم =
| دفن = 
| استجواب = 
| تحقيق = 
| محقق في أسباب الوفيات = 
| المتهم = 
| مدان = 
| رسوم = 
| حكم = 
| إدانات = 
| حظر النشر = 
| دعوى = 
| جوائز = 
| لقطات = <!-- استخدم {{مسار|example.com}} -->
| موقع ويب = <!-- استخدم {{مسار|example.com}} -->
| خريطة البلد = 
| خط الطول = 
| دائرة العرض = 
| تكبير الخريطة = 
| ملاحظات =  
}}
[[ملف:John_Snow_memorial_and_pub.jpg|تصغير|333x333بك|شارع برودويك حيث يُعرض النصب التذكاري [[جون سنو (طبيب)|للطبيب جون سنو]] والمنزل العام. أُزيلَت المضخة التذكارية بسبب الإنشاءات الجديدة في مارس 2016. كُتب على اللوحة الملصقة على البيت العام: إن علامة حجر الغرانيت الأحمر هي موقع المضخة التاريخية في الشارع العام المرتبطة باكتشاف الدكتور جون سنو في عام 1854 والتي ينص على انتقال الكوليرا بالماء.]]
'''تفشي وباء الكوليرا في شارع برود''' أو '''تفشي المربع الذهبي''' هو [[تفشي (وبائيات)|تفشي]] شديد [[كوليرا|للكوليرا]] حدث في عام 1854م بالقرب من شارع برود أو برود ستريت «شارع برودويك الآن»<ref group="ع" name=تاريخ>{{استشهاد بكتاب|عنوان=تاريخ الطب|مسار=https://books.google.iq/books?id=IFqGDwAAQBAJ&pg=PT85&dq=%D9%85%D8%B6%D8%AE%D8%A9+%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9+%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AF&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwi-qJKpscHqAhUTu3EKHRYEBf4Q6AEIIDAB#v=onepage&q=%D9%85%D8%B6%D8%AE%D8%A9%20%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9%20%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AF&f=false|ناشر=دار المحرر الأدبي|ISBN=978-977-6653-10-8|لغة=en|مؤلف1=ويليام| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200710002151/https://books.google.iq/books?id=IFqGDwAAQBAJ&pg=PT85&dq=%D9%85%D8%B6%D8%AE%D8%A9+%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9+%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AF&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwi-qJKpscHqAhUTu3EKHRYEBf4Q6AEIIDAB#v=onepage&q=%D9%85%D8%B6%D8%AE%D8%A9%20%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9%20%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AF&f=false | تاريخ أرشيف = 10 يوليو 2020 }}</ref> في منطقة [[سوهو (لندن)|سوهو]] في مدينة [[لندن]] عاصمة [[إنجلترا]]. تُوفّيَ بسبب هذه [[تفشي (وبائيات)|الجائحة]] 616 شخصا، واشتهر الطبيب [[جون سنو (طبيب)|جون سنو]] «[[15 مارس]] [[1813]] - [[16 يونيو]] [[1858]]» بدراسة أسبابها وله فرضية أن المياه الملوثة، وليس الهواء،<ref group="ع" name=تاريخ/><ref group="ع" name=اكتشافات>{{استشهاد بكتاب|عنوان=اكتشافات واختراعات علمية|مسار= https://books.google.iq/books?id=iTBaDwAAQBAJ&pg=PA36&dq=%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8+%D8%AC%D9%88%D9%86+%D8%B3%D9%86%D9%88&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwiPqPvXqcHqAhUbAmMBHXhZCAAQ6AEILzAD#v=onepage&q=%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8%20%D8%AC%D9%88%D9%86%20%D8%B3%D9%86%D9%88&f=false|ناشر=Al Manhal|تاريخ=2009-01-01|ISBN=9796500072661|لغة=ar|مؤلف1=عمرو حسان|مؤلف2-الأول=عبد المهدي سليم|مؤلف2=السعود|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200709234949/https://books.google.iq/books?id=iTBaDwAAQBAJ&pg=PA36&dq=%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8+%D8%AC%D9%88%D9%86+%D8%B3%D9%86%D9%88&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwiPqPvXqcHqAhUbAmMBHXhZCAAQ6AEILzAD#v=onepage&q=%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8%20%D8%AC%D9%88%D9%86%20%D8%B3%D9%86%D9%88&f=false/|تاريخ أرشيف=2020-07-09}}</ref> كان مصدر [[كوليرا|الكوليرا]]، وكان سنو أول من أثبت في القرن التاسع عشر أنه يمكن منع انتقال الكوليرا إلى حد كبير عن طريق توفير مياه الشرب النظيفة للناس.<ref name=":0"/><ref group="ع" name=bbc>{{استشهاد بخبر
| عنوان = ما هو مرض الكوليرا؟
| مسار = https://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-40028775
| تاريخ = 2017-05-24
| تاريخ الوصول = 2020-01-11
| لغة = en-GB
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190301051242/http://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-40028775 | تاريخ أرشيف = 1 مارس 2019 }}</ref><ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://link.springer.com/article/10.1007/BF01593177#page-1|عنوان=The changing assessments of John Snow's and William Farr's Cholera Studies|تاريخ=يوليو 2001|صحيفة=Sozial- und Präventivmedizin|DOI=10.1007/BF01593177|المجلد=46|صفحات=225–32|PMID=11582849|الأخير=Eyeler|الأول=William|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190309235226/https://link.springer.com/article/10.1007/BF01593177|تاريخ أرشيف=2019-03-09}}</ref> هذا الاكتشاف أدى إلى الاهتمام [[صحة عامة|بالصحة العامة]]<ref name=b1/> وتحسين مرافق [[تطهير المياه]] ابتداء من منتصف القرن التاسع عشر. في وقت لاحق استُخدمَ مصطلح «محور العدوى» لوصف مواقع مثل مضخة شارع برود، حيث تكون الظروف جيدة لنقل العدوى. تسببت محاولة سنو للعثور على سبب انتقال الكوليرا في إنشاء [[تجربة عمياء]] دون علمه.

== الخلفية ==
[[ملف:Punch-A Court for King Cholera.png|تصغير|رسم من [[بانش (مجلة)|مجلة بانش]] (1852).]]
واجهت مقاطعة سوهو في لندن في منتصف القرن التاسع عشر مشكلةً خطيرةً بسبب التدفق الكبير للناس وعدم وجود خدمات صحية مناسبة،<ref group="ع" name=العربية>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.alarabiya.net/ar/last-page/2020/05/13/حفاضات-ومصادر-مياه-رجل-أنقذ-لندن-من-الموت-وكذبه-الجميع.html
| عنوان = حفاضات ومصادر مياه.. رجل أنقذ لندن من الموت وكذبه الجميع
| تاريخ = 2020-05-13
| موقع = العربية
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2020-07-09
| الأخير = العربية
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200525093552/https://www.alarabiya.net/ar/last-page/2020/05/13/حفاضات-ومصادر-مياه-رجل-أنقذ-لندن-من-الموت-وكذبه-الجميع.html | تاريخ أرشيف = 25 مايو 2020 }}</ref> لم يصل نظام الصرف الصحي في لندن إلى سوهو. وكثرت الحظائر والمجازر وساهمت في انتشار فضلات الحيوانات والسوائل المتعفنة والملوثات الأخرى في نظام الصرف الصحي البدائي في سوهو.<ref name=":1">{{استشهاد ويب|مسار=https://www.ph.ucla.edu/epi/snow/broadstreetpump.html|عنوان=Broad Street Pump Outbreak|الأخير=Frerichs|الأول=Ralph R.|موقع=www.ph.ucla.edu|تاريخ الوصول=2017-02-24| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190126085932/http://www.ph.ucla.edu/epi/snow/broadstreetpump.html | تاريخ أرشيف = 26 يناير 2019 }}</ref>

وكان للعديد من [[سرداب|الأقبية]] [[بئر ترسيب|بالوعات]] تحت ألواحها الأرضية والتي تشكلت من المجاري والقذارة المتسربة إلى الخارج. وحيث أن البالوعات كانت تمتلئ وتطفح، قررت حكومة لندن التخلص من النفايات في [[نهر التمز]]، أدّى ذلك تلويث مصادر المياه.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=A Rivalry of Foulness: Official and Unofficial Investigations of the London Cholera Epidemic of 1854|مسار=https://archive.org/details/sim_american-journal-of-public-health_1998-10_88_10/page/1545|تاريخ=أكتوبر 1998|صحيفة=American Journal of Public Health|العدد=10|DOI=10.2105/ajph.88.10.1545|المجلد=88|صفحات=1545–1553|الأخير=Paneth|الأول=Nigel|مؤلف2-الأول=Peter|مؤلف2-الأخير=Vinten-Johansen}}</ref>

عانت لندن من «سلسلة منهكة لتفشي الكوليرا»،<ref name=":2">{{استشهاد ويب|مسار=https://www.atlasobscura.com/places/broad-street-cholera-pump|عنوان=Broad Street Cholera Pump|موقع=Atlas Obscura|لغة=en|تاريخ الوصول=2017-02-24| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190330120423/https://www.atlasobscura.com/places/broad-street-cholera-pump | تاريخ أرشيف = 30 مارس 2019 }}</ref> وشملت هذه الفاشيات عام 1832 وعام 1849 حيث قتلت ما مجموعه 14,137 شخصا.<ref name=":2" /><ref group="ع" name=الجزيرة>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.aljazeera.net/news/healthmedicine/2017/6/27/قصة-الكوليرا
| عنوان = قصة الكوليرا
| موقع = www.aljazeera.net
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2020-07-03
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200703065613/https://www.aljazeera.net/news/healthmedicine/2017/6/27/قصة-الكوليرا | تاريخ أرشيف = 3 يوليو 2020 }}</ref>

== النظريات المتنافسة حول الكوليرا ==
سادتْ قبل ظهور وباء الكوليرا في عام 1854، نظريتان متنافستان حول أسباب الكوليرا في جسم الإنسان.<ref name="Frerichs">{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.ph.ucla.edu/epi/snow/choleratheories.html
| عنوان = Competing Theories of Cholera
| موقع = www.ph.ucla.edu
| تاريخ الوصول = 2017-03-05
| الأخير = Frerichs
| الأول = Ralph R.
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190418212649/https://www.ph.ucla.edu/epi/snow/choleratheories.html | تاريخ أرشيف = 18 أبريل 2019 }}</ref> ناقش المجتمع الطبي في لندن بين [[نظرية ميازما]] و[[نظرية جرثومية المرض|نظرية الجراثيم]] كسببين محتملين لتفشي الكوليرا المتزايد في المدينة. مسبب الكوليرا ال[[بكتيريا سلبية الغرام]] «''[[ضمة الكوليرا|ضمات الكوليرا]]''» التي اكتشف علاقتها بمرض الكوليرا العالم الإيطالي المعاصر للدكتور جون سنو، وهو [[فيليبو باتشيني]] في عام 1854م حيث عَزَل الجرثومة وتعرّف عليها. وهذه النتيجة لم تنشر حتى عام 1883 عندما نشرها الطبيب الألماني [[روبرت كوخ]].<ref name="Britannica">{{استشهاد بخبر
| مسار = https://www.britannica.com/biography/John-Snow-British-physician
| عنوان = John Snow {{!}} British physician
| عمل = Encyclopedia Britannica
| لغة = en
| تاريخ الوصول = 2017-07-28
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180612145037/https://www.britannica.com/biography/John-Snow-British-physician | تاريخ أرشيف = 12 يونيو 2018 }}</ref>

=== نظرية ميازما ===
{{مفصلة|نظرية ميازما}}
استنتج منظرو [[نظرية ميازما|ميازما]] أن الكوليرا كانت ناجمة عن جسيمات في الهواء، أو «تلوث»، نشأ من مادة متحللة أو غيرها من المصادر العضوية القذرة. كان يعتقد أن جزيئات الميازما تنتقل عن طريق الهواء وتصيب الأفراد، وبالتالي تسبب الكوليرا. كان الدكتور ويليام فار، المفوض المعني بإجراء الإحصاء في لندن عام 1851 وعضو في مكتب السجل العام، يعتقد أن ميازما نشأت من التربة المحيطة بنهر التايمز. والتي تحتوي على المواد العضوية المتحللة التي تحتوي على جسيمات ميازما انتشرت في هواء لندن. بينما اعتقد منظرو ميازما بصدق نظرية ميازما وأنها السبب في التفشي وليس النظرية الجرثومية. وفي وقت لاحق وافق ويليام فار على نظرية الدكتور سنو الجرثومية بعد صدور تقرير الدكتور سنو.<ref name="Britannica"/>

=== نظرية الجرثومة ===
{{مفصلة|نظرية جرثومية المرض}}
في المقابل، فإن نظرية الجرثومة افترضت أن السبب الرئيسي للكوليرا هو خلية جرثومية لم تُحدَّد بعد. وقد اقتنع سنو أن هذه الجرثومة غير المعروفة قد تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق تناول الماء. أما الطبيب [[جون سايمون (أخصائي علم أمراض)|جون سايمون]] «10 أكتوبر 1816 - 23 يوليو 1904»، أخصائي ومسؤول طبي كبير في لندن فقد وصف النظرية بأنها «غريبة»، وقال إن الكوليرا تنتشر بين الناس عن طريق تناول الطعام أو الشراب الملوّث بالجرثومة، ثمّ تتكاثر داخل جسم المصاب مُسبّبةً المرض «الكوليرا».<ref name="Frerichs"/> وعلى الرغم من أن سايمون قد فهم نظرية سنو، إلا أنه شكك في علاقتها بالكوليرا.

== تحقيق جون سنو ==
=== الطبيب جون سنو ===
{{مفصلة|جون سنو (طبيب)}}
[[ملف:John Snow.jpg|تصغير|[[جون سنو (طبيب)|الطبيب جون سنو]]]]
'''جون سنو''' ([[15 مارس]] [[1813]]-[[16 يونيو]] [[1858]])<ref name="Britannica"/> هو [[طبيب]] [[إنجليز]]ي رائد في [[تخدير|التخدير]]<ref group="ع" name=تاريخ/> وفي اعتماد [[نظافة|النظافة الطبية]].<ref name=b1>{{استشهاد بكتاب |مؤلف1-الأخير=Brody |مؤلف1-الأول=H. |عنوان=Cholera, Chloroform, and the Science of Medicine: A Life of John Snow |مسار= https://books.google.com/?id=_93j18W7cvwC&printsec=frontcover&dq=John++snow++St++Thomas's++hospital#v=onepage&q=John%20%20snow%20%20St%20%20Thomas's%20%20hospital&f=false |ناشر=Oxford University Press|تاريخ= 2003 |صفحة=30|اقتباس=A Life of John Snow Peter Vinten-Johansen, Howard Brody, Nigel Paneth, Stephen ... The senior surgeon was Thomas Michael Greenhow (1792–1881)....Consider also T. M. Greenhow: “When patients rally from collapse, it is often most difficult to ascertain on what causes....|isbn=9780199747887 |مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200629081438/https://books.google.com/?id=_93j18W7cvwC&printsec=frontcover&dq=John++snow++St++Thomas's++hospital#v=onepage&q=John%20%20snow%20%20St%20%20Thomas's%20%20hospital&f=false/|تاريخ أرشيف=2020-06-29}}</ref> ويعتبر واحدا من آباء ومؤسّسي علم [[وبائيات|الأوبئة]] الحديثة، وجزءا من هذا العلم بسبب عمله في تعقب مصدر تفشي وباء [[كوليرا|الكوليرا]] في سوهو، [[لندن]]، في عام 1854. أدّت النتائج التي توصل إليها إلى تغييرات جوهرية في أنظمة المياه والنفايات في لندن، وتغييرات مماثلة في مدن أخرى، كما أدّت كذلك إلى تحسن كبير في الصحة العامة في جميع أنحاء العالم.<ref name=b1/>

=== التحقيق ===
[[ملف:Snow-cholera-map-1.jpg|تصغير|350x350بك|يمين|الخريطة الأصلية للطبيب جون سنو تظهر مجموعات من حالات الكوليرا «المشار إليها بالمستطيلات المكدسة» في وباء لندن عام 1854. تقع المضخة الملوثة في تقاطع شارع برود وكامبردج ستريت «الآن شارع ليكسينغتون»، ويمر إلى شارع ليتل ويندميل.]]
كان تفشي شارع برود تأثيرا وليس سببا. لم تكن استنتاجات سنو تعتمد في الغالب على تفشي شارع برود، كما أشار إلى أنه تردد في التوصل إلى استنتاج بناء على السكان الذين فر أغلبهم من المنطقة وتوزعوا في أماكن أخرى. وكان يخشى رمي نتائج الدراسة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار= https://www.ph.ucla.edu/epi/snow/snowbook.html|عنوان=On the Mode of Communication of Cholera|تاريخ=1855|ناشر=John Churchill|مكان=London|الأخير=Snow|الأول=John|مؤلف-وصلة=John Snow|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20180727085733/http://www.ph.ucla.edu/epi/snow/snowbook.html|تاريخ أرشيف=2018-07-27}}</ref>

من منظور الرياضيات، كان ابتكار جون سنو يركز على معدلات الوفيات في المناطق التي تخدمها شركتان للمياه كان مصدر مياهها نهر التايمز،<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=The Book of Why|الأخير=Pearl|الأول=Judea|ناشر=Basic Books|سنة=2018|isbn=|مكان=New York|صفحة=246|صفحات=|اقتباس=his most brilliant idea}}</ref> بدلاً من الاعتماد على البيانات من ضحايا مضخة شارع برود (التي استمدت المياه من البئر). أدى عمل سنو أيضًا إلى تأثير أكبر على الصحة والسلامة بإزالة مقبض مضخة شارع برود.<ref group="ع" name=جوهر>{{استشهاد بكتاب|عنوان=جوهرُ الإنسانية: سَعيٌ لا ينتهي وحَرَاكٌ لا يتوقف|مسار= https://books.google.iq/books?id=Xh-NDwAAQBAJ&pg=PT229&dq=%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8+%D8%AC%D9%88%D9%86+%D8%B3%D9%86%D9%88&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwiPqPvXqcHqAhUbAmMBHXhZCAAQ6AEIGTAA#v=onepage&q=%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8%20%D8%AC%D9%88%D9%86%20%D8%B3%D9%86%D9%88&f=false|ناشر=دار المحرر الأدبي|ISBN=978-977-6669-29-1|لغة=ar|مؤلف1=تشارلز|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200709234952/https://books.google.iq/books?id=Xh-NDwAAQBAJ&pg=PT229&dq=%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8+%D8%AC%D9%88%D9%86+%D8%B3%D9%86%D9%88&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwiPqPvXqcHqAhUbAmMBHXhZCAAQ6AEIGTAA#v=onepage&q=%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8%20%D8%AC%D9%88%D9%86%20%D8%B3%D9%86%D9%88&f=false/|تاريخ أرشيف=2020-07-09}}</ref><ref group="ع" name=اكتشافات/> أثّر تعطيل المضخة على وباء الكوليرا على مستوى المدينة، والذي أودى بحياة ما يقرب من 3000 شخص.{{sfn|Pearl|2018}}

كان وباء الكوليرا 1849-1854 مرتبطًا أيضًا بالمياه التي وفرتها الشركات في لندن في ذلك الوقت. كانت شركات تجهيز المياه الرئيسية شركة ساوث وورك وفوكسهول لأعمال المياه{{للهامش|1}} وشركة لامبث. حيث كانت توفّر المياه لعملائها من نهر التايمز، وكانت المياه ملوثة بشدة بمنتوجات مرئية وغير مرئية إضافة إلى البكتيريا. قام الدكتور هاسال بفحص المياه المفلترة ووجد أنها تحتوي على شعر حيواني، ومواد كريهة أخرى. ولوحظ أن شركات أخرى، مثل شركة نيو ريفر وشركة تشيلسي، كانت تجهّز بمياه مفلترة أفضل؛ حدثت وفيات قليلة في الأحياء التي زودتها الشركتان. لم تحصل هاتان الشركتان على مياه من مصادر أنظف من نهر التايمز فحسب، ولكنهما قامتا بتصفية المياه ومعالجتها حتى لم تكن هناك ملوثات واضحة.{{sfn|Snow|1855|pp=[http://www.ph.ucla.edu/epi/snow/snowbook.html]}}

كان الدكتور سنو متشككا ب[[نظرية ميازما]] السائدة والتي اعتبرت أن سبب الأمراض مثل الكوليرا أو [[الموت الأسود]] هو التلوث أو «الهواء الفاسد». [[نظرية جرثومية المرض|ونظرية الجرثومة]] لم تنشأ في هذه المرحلة «لم ينشر [[لويس باستور]] نظريته حتى عام 1861». لم يفهم سنو الآلية التي كان المرض ينتقل بواسطتها، ولكن الأدلة دفعته إلى الاعتقاد بأن ذلك لم يكن بسبب استنشاق الهواء. شرع سنو برسم خريطة للمرض وبدأ تسجيل الحالات من منزل لآخر في كل شارع،<ref group="ع" name=علم>{{استشهاد بكتاب|عنوان=علم النفس الصحي|مسار= https://books.google.iq/books?id=frNeDwAAQBAJ&pg=PA26&lpg=PA26&dq=%D8%AA%D9%81%D8%B4%D9%8A+%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A1+%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B1%D8%A7+%D9%81%D9%8A+%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9+%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AF+%D8%B9%D8%A7%D9%85+1854&source=bl&ots=72qDtSBwt_&sig=ACfU3U0vKSiCDe9r9C6SRtjwFbAPWyAQHQ&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwiht7mpm87oAhWBShUIHXnIBf0Q6AEwBnoECAMQAQ#v=onepage&q=%D8%AA%D9%81%D8%B4%D9%8A%20%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B1%D8%A7%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9%20%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AF%20%D8%B9%D8%A7%D9%85%201854&f=false|ناشر=Al Manhal|تاريخ=2012-01-01|ISBN=9796500168791|لغة=ar|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200404073722/https://books.google.iq/books?id=frNeDwAAQBAJ&pg=PA26&lpg=PA26&dq=%D8%AA%D9%81%D8%B4%D9%8A+%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A1+%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B1%D8%A7+%D9%81%D9%8A+%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9+%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AF+%D8%B9%D8%A7%D9%85+1854&source=bl&ots=72qDtSBwt_&sig=ACfU3U0vKSiCDe9r9C6SRtjwFbAPWyAQHQ&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwiht7mpm87oAhWBShUIHXnIBf0Q6AEwBnoECAMQAQ#v=onepage&q=%D8%AA%D9%81%D8%B4%D9%8A%20%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B1%D8%A7%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9%20%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AF%20%D8%B9%D8%A7%D9%85%201854&f=false|تاريخ أرشيف=2020-04-04}}</ref> واستنادا إلى نمط المرض بين السكان، استنتج سنو أن الكوليرا تنتشر بواسطة عوامل في المياه الملوثة.<ref>{{استشهاد بخبر
| مسار = https://www.britannica.com/biography/John-Snow-British-physician#ref1085324
| عنوان = John Snow {{!}} British physician
| عمل = Encyclopedia Britannica
| لغة = en
| تاريخ الوصول = 2017-02-24
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180612145037/https://www.britannica.com/biography/John-Snow-British-physician | تاريخ أرشيف = 12 يونيو 2018 }}</ref> نشر سنو نظريته لأول مرة في عام 1849.<ref>{{استشهاد بكتاب|مسار=https://collections.nlm.nih.gov/ext/cholera/PDF/0050707.pdf|عنوان=On the Mode of Communication of Cholera|ناشر=John Churchill|سنة=1849|مكان=London|الأخير=Snow|الأول=John|مؤلف-وصلة=John Snow| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190830175938/https://collections.nlm.nih.gov/ext/cholera/PDF/0050707.pdf | تاريخ أرشيف = 30 أغسطس 2019 }}</ref> في عام 1855 نشر الطبعة الثانية، بما في ذلك تحقيق أكثر تفصيلا لتأثير مصادر المياه في تفشي سوهو عام 1854.{{Sfn|Snow|1855}}

== تفشي شارع برود ==
انتشر تفشي كبير للكوليرا في سوهو في 31 أغسطس عام 1854 بعد عدة موجات أخرى من التفشي التي حدثت في أماكن أخرى في المدينة. وصف [[جون سنو (طبيب)|الطبيب جون سنو]] الذي ربط التفشي بالمياه الملوثة هذا التفشي بأنه «أفظع تفشٍّ للكوليرا وقع في المملكة.»<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=Epidemiology 101|سنة=2015|مسار=https://archive.org/details/intermediateepid0000magn|ناشر=Jones & Bartlett|صفحة=[https://archive.org/details/intermediateepid0000magn/page/13 13]|الأخير=Robert Friis}}</ref> على مدى الأيام الثلاثة التالية، توفي 127 شخصا في شارع برود أو بالقرب منه. وخلال الأسبوع التالي، ثلاثة أرباع السكان فروا من المنطقة. وبحلول العاشر من سبتمبر، توفي 500 شخص وكان معدل الوفيات 12.8 بالمئة في بعض أجزاء المدينة. قبل نهاية التفشي، توفي 616 شخصا. نُقل العديد من الضحايا إلى مستشفى ميدلسكس، حيث أشرفت [[فلورنس نايتينجيل]] على علاجهم، وكانت نايتينجيل قد انضمت فترةً وجيزةً إلى المستشفى في أوائل سبتمبر للمساعدة في مكافحة تفشي المرض.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1-الأخير=O'Malley |مؤلف1-الأول=Ida |عنوان=Florence Nightingae, 1820-1856, A Study of Her Life Down to the End of the Crimean War |تاريخ=1931 |ناشر=Thornton Butterworth |مكان=London |صفحة=208}}</ref>

من خلال التحدث إلى السكان المحليين<ref group="ع" name=الجزيرة1/> «بمساعدة من القس هنري وايتهيد»، حدد سنو مصدر التفشي بمضخة مياه في شارع برود «الآن برودويك ستريت» في كامبردج. على الرغم من أن الفحوص الكيميائية والمجهرية على عينة من المياه في [[سوهو (لندن)|سوهو]] لم تثبت بشكل قاطع أن لها خطرا فإن استنتاجاته حول أنماط المرض والموت بين السكان في سوهو أقنعت سلطات سانت جيمس بتعطيل مضخة عن طريق إزالة المقبض. على الرغم من أن هذا الإجراء قد أُبلِغَ عنه شعبيًا على أنه أنهى تفشي الوباء إلا أن الوباء قد شهد تراجعا سريعا، كما أوضح الطبيب سنو:

{{صندوق اقتباس
| align = write
| width = 100%
| اقتباس = ليس هناك شك في أن معدل الوفيات قد تقلص إلى حد كبير، كما قلت من قبل، بسبب هروب السكان، الذي بدأ بعد فترة قصيرة من تفشي المرض؛ لكن الإصابات تضاءلت حتى الآن قبل إيقاف استخدام المياه، ومن المستحيل تحديد ما إذا كانت البئر لا تزال تحتوي على سم الكوليرا وفي حالة نشطة، أو ما إذا كانت المياه قد خلت منها بسببٍ ما.
| المصدر = {{Sfn|Snow|1855}}}}

استخدم سنو لاحقًا خريطة<ref group="ع" name=الجزيرة1>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.aljazeera.net/news/healthmedicine/2020/4/19/كيف-تموت-الأوبئة
| عنوان = كيف تموت الأوبئة؟
| موقع = www.aljazeera.net
| لغة = ar
| تاريخ الوصول = 2020-07-03
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200428193732/https://www.aljazeera.net/news/healthmedicine/2020/4/19/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D9%85%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%A6%D8%A9 | تاريخ أرشيف = 28 أبريل 2020 }}</ref> نقطية لتوضيح كيفية حدوث حالات الكوليرا حول هذه المضخة. استندت جهود سنو لربط حالات الإصابة بالكوليرا مع المصادر الجغرافية المحتملة إلى إنشاء ما يعرف الآن باسم [[مخطط فورونوي]]. رسم خرائط<ref group="ع" name=علم1>{{استشهاد بكتاب|عنوان=علم النفس الصحي|مسار=https://books.google.iq/books?id=frNeDwAAQBAJ&pg=PA26&lpg=PA26&dq=%D8%AA%D9%81%D8%B4%D9%8A+%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A1+%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B1%D8%A7+%D9%81%D9%8A+%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9+%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AF+%D8%B9%D8%A7%D9%85+1854&source=bl&ots=72rBrQyzuV&sig=ACfU3U1bgXfq74YnQlW9rtZfWsf7FP67KA&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwiQr6GFyLDqAhUwyKYKHY06CNQQ6AEwCHoECAYQAQ#v=onepage&q=%D8%AA%D9%81%D8%B4%D9%8A%20%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%B1%D8%A7%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9%20%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%AF%20%D8%B9%D8%A7%D9%85%201854&f=false|ناشر=Al Manhal|تاريخ=2012-01-01|ISBN=9796500168791|لغة=ar| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200703073723/https://books.google.iq/books?id=frNeDwAAQBAJ&pg=PA26&lpg=PA26&dq=تفشي+وباء+الكوليرا+في+شارع+برود+عام+1854&source=bl&ots=72rBrQyzuV&sig=ACfU3U1bgXfq74YnQlW9rtZfWsf7FP67KA&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwiQr6GFyLDqAhUwyKYKHY06CNQQ6AEwCHoECAYQAQ | تاريخ أرشيف = 3 يوليو 2020 }}</ref> لمواقع مضخات المياه الفردية وخلايا مولدة تمثل جميع النقاط على خريطته الأقرب إلى كل مضخة. القسم الذي يمثل مناطق المدينة في خريطة سنو، بيّن أن أقرب مصدر متاح للمياه وهو مضخة شارع برود قد تضمن أعلى حالات الإصابة بالكوليرا. كما أجرى سنو مقارنة إحصائية بين شركة ساوث وورك وفوكسهول لأعمال المياه، ومحطات المياه في سيثينغ ويلز، التي كانت أفضل الشركات وبالتالي كانت تحتوي على مياه أنظف؛ وأوضح أن المنازل التي تزودهها المحطة الأولى لديها معدل وفيات الكوليرا أكثر بنسبة 14 مرة من تلك التي تزودها الأخيرة.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=[[The Ghost Map]]: The Story of London's Most Terrifying Epidemic – and How it Changed Science, Cities and the Modern World|ناشر=[[Riverhead Books]]|سنة=2006|ISBN=1-59448-925-4|صفحات=[https://archive.org/details/ghostmapstoryofl00john/page/195 195]–196|الأخير=Johnson|الأول=Steven|مؤلف-وصلة=Steven_Berlin_Johnson}}</ref>

وفيما يتعلق بانخفاض الحالات المتعلقة بمضخة شارع برود، قال سنو:
{{صندوق اقتباس
| align = write
| width = 100%
| اقتباس = يُلاحظ أن الوفيات إما أن تكون تضاءلت إلى حد كبير، أو أن تكون توقفت تمامًا، في كل نقطة تصبح فيها أقرب إلى الإرسال إلى مضخة أخرى غير تلك الموجودة في شارع برود. قد يلاحظ أيضًا أن عدد الوفيات هو الأكثر قربًا من المضخة حيث يمكن الحصول على الماء بسهولة أكبر.
| المصدر ={{Sfn|Snow|1855|pp=[http://www.ph.ucla.edu/epi/snow/snowbook.html]}}}}

كانت هناك مفارقة كبيرة لم يُصَبْ أي من العمال في مصنع الجعة القريب من شارع برود بالكوليرا. ولأنهم حصلوا على بديل يومي من الجعة، فإنهم لم يستهلكوا الماء من البئر المجاورة.{{Sfn|Snow|1855|p=[https://archive.org/stream/b28985266#page/42/mode/1up/search/brewery 42]}} أثناء عملية التخمير، يُغْلى نقيع الشعير (أو البيرة غير المخمرة) جزئيًا حتى يمكن إضافة [[جنجل شائع|عشبة الدينار]]. قتلت هذه الخطوة بكتيريا الكوليرا في الماء الذي اعتادوا على تخميره، مما جعلها آمنة للشرب. وأظهر سنو أن شركة ساوث وورك وفوكسهول لأعمال المياه كانت تأخذ المياه من أقسام ملوثة بمياه الصرف الصحي في نهر التايمز وتوصلها إلى المنازل، مما أدى إلى زيادة حالات الإصابة بالكوليرا بين عملائها. دراسة سنو هي جزء من تاريخ [[صحة عامة|الصحة العامة]] [[جغرافيا الصحة|وجغرافيا الصحة]]، واعتُبر هذا حدثًا تأسيسيًا [[وبائيات|للوبائيات]].

قال سنو معلقًا:
{{صندوق اقتباس
| align = write
| width = 100%
| اقتباس = عند الانتقال إلى الموقع، اكتشفتُ أن جميع الوفيات تقريبًا حدثت على مسافة قصيرة من مضخة شارع برود. لم يكن هناك سوى عشرة وفيات في منازل تقع بلا ريب بالقرب من مضخة شارع أخرى. في خمس من هذه الحالات، أبلغتني عائلات المتوفين أنهم كانوا يرسلون دائمًا إلى المضخة في شارع برود،<ref group="ع" name=العربية/> حيث فضلوا الماء على المضخات التي كانت أقرب. في ثلاث حالات أخرى، كان المتوفون أطفالًا ذهبوا إلى المدرسة بالقرب من المضخة في شارع برود ...

فيما يتعلق بالوفيات التي تحدث في المنطقة التي تنتمي إليها المضخة، كانت هناك 61 حالة أبلغت فيها أن المتوفين اعتادوا على شرب مياه الضخ من شارع برود، إما باستمرار أو في بعض الأحيان ...

وكانت نتيجة التحقيق آنذاك أنه لم يكن هناك تفشي أو انتشار خاص للكوليرا في هذا الجزء من لندن باستثناء الأشخاص الذين اعتادوا على شرب مياه بئر المضخة المذكورة أعلاه.

كان لي مقابلة مع مجلس أولياء الأمور في سانت جيمس، مساء الخميس 7 سبتمبر، ومثلت لهم الظروف المذكورة أعلاه. ونتيجة لما قلته، أُزيلَ مقبض المضخة في اليوم التالي.
| المصدر = {{Sfn|Snow|1855|pp=[https://archive.org/stream/b28985266#page/39/mode/1up 39-40]}}}}

اكتُشف لاحقًا أن هذه البئر العامة فيها فتحة (3 أقدام، 0.9م) من حفرة عميقة بدأت بتسريب البكتيريا البرازية. مياه الصرف الناتجة عن غسل [[حفاظة|الحفاظات]]، التي يستخدمها أطفال مصابون بالكوليرا من مصدر آخر، تُغسل وتذهب فضلاتُها في هذه الحفرة. اكتُشفت الفتحة تحت منزل قريب أعيد بناؤه بعد نشوب حريق. في ذلك الوقت كانت هناك حفر امتصاص تحت معظم المنازل. حاولت معظم العائلات جمع مياه الصرف الصحي الخام وإلقائها في [[نهر التمز|نهر التايمز]] لمنع الحفرة من الامتلاء.

وفي الوقت نفسه، جرى تحقيق حول انتقال الكوليرا في [[دتفورد]]. توفي حوالي 90 شخصًا في غضون أيام قليلة في تلك المدينة، حيث كان من المعروف أن المياه نظيفة، ولم تكن هناك حالات تفشٍّ سابقة للكوليرا. أُبلِغَ سنو بأن الماء قد أصبح نجسًا مؤخرًا. أُجبر السكان على ترك الماء يجري فترةً من الوقت قبل استخدامه، للتخلُّص من المياه الشبيهة بالصرف الصحي حتى تصبح صافية. وجد سنو أن الماء الذي كان السكان يستخدمونه لا يختلف عن الماء المعتاد في مضختهم، وقرر أن الفاشية يجب أن تكون ناجمة عن تسرّب في الأنابيب سمح للصرف الصحي المحيط وملوثاته بالتسرب إلى إمدادات المياه. كان هذا السيناريو مشابهًا لسيناريو تفشي شارع برود. كانت المياه الواردة ملوثة من جراء زيادة مستويات الصرف الصحي، إلى جانب عدم وجود السباكة المناسبة والآمنة.

بعد أن خمد وباء الكوليرا، استبدل المسؤولون الحكوميون مقبض مضخة شارع برود. لقد استجابوا فقط للتهديد العاجل المفروض على السكان، وبعد ذلك رفضوا نظرية سنو. إن قبول اقتراحه كان يعني القبول غير المباشر بطريقة انتقال المرض عن طريق البراز الذي يلوث المياه، والتي كانت مزعجة للغاية بالنسبة لمعظم الجمهور.<ref>Frank Chapelle, ''Wellsprings,'' New Brunswick, New Jersey: Rutgers University Press, 2005, p. 82 {{استشهاد ويب |مسار=https://archive.org/stream/b28985266 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=12 مايو 2018 |تاريخ أرشيف=10 يوليو 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200710004711/https://archive.org/stream/b28985266 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>

== تقييم سنو في مرحلة ما بعد التفشي ==
امتد تحليل سنو للكوليرا وتفشي الكوليرا بعد إغلاق مضخة شارع برود. وخلص إلى أن الكوليرا تنتقل عن طريق القناة الهضمية في جسم الإنسان وتؤثر عليه. الكوليرا لم تؤثر في الدورة الدموية أو الجهاز العصبي ولا يوجد «سم في الدم...في الحمى المتتالية يكون الدم مسموما من [[يوريا|اليوريا]] في الدورة الدموية». وفقا لسنو، فإن «اليوريا» تكثر في الدم من خلال الفشل الكلوي. «الفشل الكلوي الحاد هو من مضاعفات مرض الكوليرا.»<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|مسار= https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/8682355/|عنوان=[Acute renal failure as a complication of cholera]|تاريخ=1995-12-15|صحيفة=Harefuah|العدد=12|المجلد=129|صفحات=552–555, 615|issn=0017-7768|PMID=8682355|الأخير=Knobel|الأول=B.|مؤلف2-الأول=M.|مؤلف2-الأخير=Rudman|مؤلف3-الأول=S.|مؤلف3-الأخير=Smetana|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190322074858/https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/8682355|تاريخ أرشيف=2019-03-22}}</ref>

ولذلك فإن الحمى ناجمة عن الفشل الكلوي، وليس عن طريق السم الموجود في مجرى الدم. الممارسات الطبية الشعبية، مثل إعطاء الدم «الإدماء»،{{للهامش|2}} لن تكون فعالة في هذه الحالة. وقال سنو أيضا إن الكوليرا لم تكن نتيجة الميازما. «لم يكن هناك شيء في الهواء يسبب انتشار الكوليرا». وفقا لسنو، تنتشر الكوليرا بين الأشخاص عن طريق تناول مادة ما، وليس من خلال الغلاف الجوي. واستشهد سنو بحالة اثنين من البحارة أحدهما مصاب بالكوليرا والآخر لم يكن مصابا. أصيب الثاني بالمرض عندما تناول بالخطأ من سوائل الأول.

== مشاركة القس هنري وايتهيد ==
[[ملف:Whitehead henry1884.jpg|تصغير|القس هنري وايتهيد]]
كان القس {{وإو|هنري وايتهيد|Henry Whitehead (priest)}}{{فاصل}} (22 سبتمبر 1825 – 5 مارس 1896) مساعد الخدمة في كنيسة سانت لوقا في سوهو خلال تفشي الكوليرا عام 1854.

وكان وايتهيد مؤمنا ب[[نظرية ميازما]]، وعمل على دحض النظريات الخاطئة، حيث تأثر بفكرة الطبيب سنو بأن الكوليرا تنتشر عن طريق استهلاك المياه الملوثة بالنفايات البشرية. أعمال الطبيب سنو، وخاصة خرائطه عن ضحايا الكوليرا في منطقة سوهو أقنعت وايتهيد بأن مضخة شارع برود كانت مصدر الإصابات المحلية. وانضم وايتهيد إلى سنو في تتبُّع التلوث وتوصلا إلى بالوعة معطوبة وأشارا إلى [[المريض رقم صفر|الحالة الدالة]] «الطفل المصاب بالكوليرا».<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=The Ghost Map: The Story of London's Most Terrifying Epidemic – and How it Changed Science, Cities and the Modern World|مسار=https://archive.org/details/ghostmapstoryofl00john|ناشر=Riverhead Books|سنة=2006|ISBN=1-59448-925-4|صفحة=[https://archive.org/details/ghostmapstoryofl00john/page/206 206]|الأخير=Johnson|الأول=Steven|مؤلف-وصلة=Steven_Berlin_Johnson| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201023011154/https://archive.org/details/ghostmapstoryofl00john | تاريخ أرشيف = 23 أكتوبر 2020 }}</ref>

نتجَت عن أعمال وايتهيد مع سنو دراسةٌ [[تركيبة سكانية|ديموغرافيةٌ]] بملاحظاتٍ علمية، وكانت هذه سابقة هامة في علم الأوبئة «الدراسات الوبائية».<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.ph.ucla.edu/epi/Snow/whitehead.html
| عنوان = Reverend Henry Whitehead
| تاريخ = 11 أكتوبر 2006
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20071216094434/http://www.ph.ucla.edu/epi/snow/whitehead.html
| تاريخ أرشيف = 16 December 2007 <!--DASHBot-->
| وصلة مكسورة = no
| تاريخ الوصول = 2007-12-10
| الأخير = Frerichs
| الأول = Ralph R
}}</ref>

== مجلس الصحة ==
عقد مجلس الصحة في لندن عدة لجان منها اللجنة العلمية للتحريات التي كانت مسؤولة عن التحقيق في تفشي وباء الكوليرا. وكان على اللجنة دراسة بيئة الغلاف الجوي في لندن، وفحص عينات من المياه من عدة شركات للمياه في لندن. ووجدت اللجنة أن معظم المياه الملوثة قد جاءت من شركات المياه في جنوب لندن، ساوثوورك وفوكسهول.<ref name=":0">{{استشهاد بدورية محكمة|عنوان=A rivalry of foulness: official and unofficial investigations of the London cholera epidemic of 1854.|مسار=https://archive.org/details/sim_american-journal-of-public-health_1998-10_88_10/page/1545|تاريخ=1998-10-01|صحيفة=American Journal of Public Health|العدد=10|المجلد=88|صفحات=1545–1553|issn=0090-0036|الأخير=Paneth|الأول=N|مؤلف2-الأول=P|مؤلف2-الأخير=Vinten-Johansen|مؤلف3-الأول=H|مؤلف3-الأخير=Brody|مؤلف4-الأول=M|مؤلف4-الأخير=Rip|pmc=1508470|pmid=9772861|doi=10.2105/ajph.88.10.1545}}</ref>

كجزء من اللجنة العلمية للتحريات، قام ريتشارد دونداس تومسون وآرثر هيل هاسال بفحص ما أشار إليه تومسون «[[ضمة الكوليرا|بفيبريو]]». درس تومسون «الفيبريو» أو بكتريا الضمة في عينات من الهواء من مختلف مناطق انتشار الكوليرا كما تحرى هاسال عن بكتريا الضمة في عينات المياه. ولم يجزم أن هذه البكتريا هي سبب الكوليرا.<ref name=":0" />

وكجزء من التحقيق في وباء الكوليرا أرسل مجلس الصحة أطباء لدراسة ظروف حي المربع الذهبي وسكانه. وفي نهاية المطاف عزا مجلس الصحة الوباء إلى [[نظرية ميازما]].<ref name=":0" />

== تقييم الدكتور إدوين لانكستر ==
كان الدكتور {{وإو|إدوين لانكستر|Edwin Lankester}}{{فاصل}} (23 أبريل 1814 – 30 أكتوبر 1874) طبيبا في مجموعة البحوث المحلية التي درست وباء الكوليرا 1854. في عام 1866 كتب لانكستر عن استنتاج [[جون سنو (طبيب)|الطبيب جون سنو]] بأن المضخة نفسها هي سبب تفشي الكوليرا. وقال إنه اتفق مع جون سنو في ذلك الوقت؛ ومع ذلك، لم يكن رأيه مدعوما بشكل عام. قام لانكستر في وقت لاحق بإغلاق المضخة كنتيجة لنظرية سنو وبيانات عن نمط العدوى، وانخفضت معدلات الإصابة بشكل كبير، وعُيّن لانكستر كأول مسؤول طبي من الصحة في منطقة سانت جيمس في لندن، وهي نفس المنطقة التي تقع فيها المضخة.<ref name="ph.ucla.edu">{{استشهاد ويب|مسار=https://www.ph.ucla.edu/epi/snow/removal.html|عنوان=John Snow and the removal of the Broad Street pump handle|الأخير=Frerichs|الأول=Ralph R.|موقع=www.ph.ucla.edu|تاريخ الوصول=2017-03-05| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20180803055413/http://www.ph.ucla.edu:80/epi/snow/removal.html | تاريخ أرشيف = 03 أغسطس 2018 }}</ref>

== مضخة شارع برودويك في القرن 21 ==
في عام 1992 نُصبت مضخة مماثلة في نفس موقع المضخة لعام 1854. وفي كل عام تعقد جمعية جون سنو محاضرات «مقبض المضخة» حول مواضيع الصحة العامة. حتى أغسطس 2015 عندما أُزيلَت المضخة بسبب التجديد، كان التقليد مُتَّبعًا بإزالة وإعادة ربط مقبض المضخة للإشادة باكتشاف الدكتور سنو تاريخي. زُيّن الموقع الأصلي التاريخي للمضخة برصيف الغرانيت الأحمر. بالإضافة إلى ذلك، تصف اللوحات الموجودة في حانة جون سنو أهمية النتائج التي توصل إليها سنو في هذا الموقع.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.atlasobscura.com/places/broad-street-cholera-pump
| عنوان = Broad Street Cholera Pump
| موقع = Atlas Obscura
| لغة = en
| تاريخ الوصول = 2017-03-05
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190330120423/https://www.atlasobscura.com/places/broad-street-cholera-pump | تاريخ أرشيف = 30 مارس 2019 }}</ref>

== انظر أيضًا ==
* [[كارثة الرائحة الكريهة]]
* [[أمراض وأوبئة القرن التاسع عشر]]

== الهوامش ==
* {{هامش|1}} '''ساوث وورك وفوكسهول''' هي شركة سابقة توفر المياه لأجزاء من جنوب لندن في إنجلترا. تَشكّلت الشركة من اندماج شركة ساوث وورك وشركة فوكسهول في عام 1845 وأصبحت في الملكية العامة وجزءًا من مجلس مياه متروبوليتان في عام 1903.
* {{هامش|2}} توجد عدة طرق لإعطاء الدم كنوع من العلاج منها [[فصد|الفصد]] [[حجامة|والحجامة]] [[حجامة صينية|والحجامة الصينية]] أو [[دم|التبرع بالدم]].

== المراجع ==
;باللغة العربية
{{مراجع|مجموعة=ع|2}}

;باللغة الإنجليزية
{{مراجع|محاذاة=نعم}}

;قراءة موسعة
<div dir="ltr">
{{استشهاد بكتاب|مسار= https://archive.org/stream/b28985266#page/n3/mode/2up|عنوان=On the Mode of Communication of Cholera|ناشر=John Churchill|سنة=1855|طبعة=الثانية|مكان=London|الأخير=Snow|الأول=John|مؤلف-وصلة=John Snow|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20201112002214/https://archive.org/stream/b28985266|تاريخ أرشيف=2020-11-12}}
</div>

== وصلات خارجية ==
{{روابط شقيقة|commons=1854 Broad Street cholera outbreak}}
* [https://web.archive.org/web/20091022114348/https://www.umapper.com/maps/view/id/43438 نسخة تفاعلية من خريطة جون سنو]
{{كوليرا}}
{{أوبئة}}
{{تاريخ لندن}}
{{شريط بوابات|القرن 19|المملكة المتحدة|تاريخ العلوم|تمريض|طب|لندن|موت}}
{{شريط محتوى متميز|1=جيدة|التاريخ=11 أكتوبر 2020|النسخة=50913817|تاريخ مراجعة الزملاء=27 يوليو 2020}}

[[تصنيف:تفشي الكوليرا]]
[[تصنيف:العلم في 1854]]
[[تصنيف:لندن في 1854]]
[[تصنيف:أحداث أغسطس 1854]]
[[تصنيف:أحداث سبتمبر 1854]]
[[تصنيف:أوبئة القرن 19]]
[[تصنيف:الصحة في لندن]]
[[تصنيف:الصحة في مدينة وستمنستر]]
[[تصنيف:مدينة وستمنستر في القرن 19]]
[[تصنيف:تاريخ الطب في المملكة المتحدة]]
[[تصنيف:تاريخ مدينة وستمنستر]]
[[تصنيف:تايمز ووتر]]
[[تصنيف:تفشي طبي في المملكة المتحدة]]
[[تصنيف:تفشي طبي في إنجلترا]]
[[تصنيف:سوهو (لندن)]]
[[تصنيف:كوارث 1854]]
[[تصنيف:كوارث صحية في القرن 19]]
[[تصنيف:كوارث صحية في عقد 1850]]