عرض مصدر ترتيل القرآن

{{القرآن الكريم}}
'''ترتيل القرآن''' أو '''الترتيل في القرآن'''<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/37615|عنوان=كتاب الوافي في كيفية ترتيل القرآن الكريم - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=دار الكتب العلمية - بيروت|تاريخ الوصول=2023-05-12|الأخير=الحفيان|الأول=أحمد محمود عبد السميع الشافعى|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230203161039/https://shamela.ws/book/37615|تاريخ أرشيف=2023-02-03}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://quranpedia.net/book/16405|عنوان=دروس في ترتيل القرآن الكريم|موقع=quranpedia.net|لغة=en|تاريخ الوصول=2023-05-12|الأخير=شيخ الزور|الأول=فائز بن عبد القادر|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230512151255/https://quranpedia.net/book/16405|تاريخ أرشيف=2023-05-12}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=أحكام الترتيل لآيات التنزيل|مؤلف=الخطيب الإدريسي|ناشر=دار ابن حزم|سنة=2005م|لغة=ar|مسار=https://www.muslim-library.com/arabic/أحكام-الترتيل-لآيات-التنزيل/|تاريخ=2020-12-28|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230512150808/https://www.muslim-library.com/arabic/%D8%A3%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D9%84-%D9%84%D8%A2%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B2%D9%8A%D9%84/?lang=Arabic|تاريخ أرشيف=2020-12-28}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.daralsalam.com/ar/BookDetails/index?BookCode=2114002&Code=1|عنوان=احكام ترتيل القران ميسرة لعباد الرحمن غلاف ابيض ملون 20×28|موقع=www.daralsalam.com|ناشر=مكتبة القاهرة|لغة=en|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230512151058/https://www.daralsalam.com/ar/BookDetails/index?BookCode=2114002&Code=1|تاريخ أرشيف=2023-05-12|تاريخ الوصول=2023-05-12|الأخير=الجندي|الأول=مصطفى}}</ref> التَرتيل في اللغة مرادفة [[ترتيل|لترنيمة]]، وفي [[تجويد]] [[قراءة (القرآن)|القرآن]]، يشير إلى أسلوب قراءة «بترتيب سليم» و«بدون تسرع» وهو التأني فيه والتمهل، وإظهار الحروف والحركات، فذلك عون على فهم القرآن وتدبره<ref name=":0">{{استشهاد ويب|مسار= https://search.mandumah.com/MyResearch/Home|عنوان=ترتيل القرآن|موقع=search.mandumah.com|ناشر=جامعة الكوفة، كلية الآداب، العراق|صفحات=156|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=الكريطي|الأول=حاكم حبيب عزر|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230509130739/http://search.mandumah.com/MyResearch/Home|تاريخ أرشيف=2023-05-09}}</ref><ref name=":1">موقع منهل الثقافة التربوي: <nowiki>https://www.manhal.net/art/s/23160</nowiki>.. {{استشهاد ويب |مسار=https://www.manhal.net/art/s/23160 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=14 مايو 2023 |تاريخ أرشيف=2 ديسمبر 2022 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20221202003754/https://www.manhal.net/art/s/23160 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>، ومتضمنات الترتيل وأركانه ستة وهي: تبيين الكلام المرتل<ref name=":2">{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/9764|عنوان=كتاب إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=دار الإيمان، القاهرة|صفحات=249،251،252،253،254،250،264|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=المجيدي|الأول=عبد السلام مقبل|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230511054823/https://shamela.ws/book/9764|تاريخ أرشيف=2023-05-11}}</ref><ref name=":3">{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/1687|عنوان=كتاب لسان العرب - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=دار صادر، بيروت، 1414هـ|صفحات=265|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى|الأول=محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230507002037/https://shamela.ws/book/1687|تاريخ أرشيف=2023-05-07}}</ref>، والتؤدة والتمهل في النطق بأجزاء الكلام المرتل<ref name=":2" /><ref name=":4">{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/21662|عنوان=كتاب تحفة الأحوذي - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان|صفحات=194،187|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=المباركفورى|الأول=أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230511053856/https://shamela.ws/book/21662|تاريخ أرشيف=2023-05-11}}</ref><ref name=":5">{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/1733|عنوان=كتاب المعجم الكبير للطبراني - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الأولى، الجزء الثاني عشر، السعودية، 1994م|صفحات=20|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=أبو القاسم الطبراني|الأول=سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230114023433/https://shamela.ws/book/1733|تاريخ أرشيف=2023-01-14}}</ref>، وإشباع الحروف والحركات<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/22835|عنوان=كتاب تفسير الألوسي = روح المعاني - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=دار الكتب العلمية، بيروت، الجزء التاسع والعشرون، الطبعة الأولى، ١٤١٥ هـ|صفحات=104|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=الألوسي|الأول=شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230507091728/https://shamela.ws/book/22835|تاريخ أرشيف=2023-05-07}}</ref>، وحسن التنسيق، وأن يكون ذلك كله بغير بغي<ref name=":2" /><ref name=":6">{{استشهاد ويب|مسار= https://quranpedia.net/book/21221|عنوان=سنن القراء ومناهج المجودين|موقع=quranpedia.net|ناشر=مكتبة الدار، 1993م-1414هـ|صفحات=68|لغة=en|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=القارئ|الأول=عبد العزيز|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230514205640/https://quranpedia.net/book/21221|تاريخ أرشيف=2023-05-14}}</ref>، وأن يكون ذلك على نحو مستملح مستطاب، والسكينة والوقار<ref name=":2" />، ولا شك أن الترتيل يقتضي أن تكون القراءة أطول من المقروء وهذا سمت النبي في ترتيله<ref name=":2" />، والترتيل مطلوب من القارئ في الدنيا والاخرة<ref name=":4" />، ويمثل المد أساس هيئة التغني الواضحة والمميزة للقران من أحكام التجويد (الترتيل)<ref name=":2" /><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=أصوات القرآن كيف نتعلمها ونعلمها|مؤلف=يوسف الخليفة أبو بكر|ناشر=مكتبة الفكر الإسلامي|سنة=1392 - 1973|صفحات=20|مسار= https://waqfeya.net/book.php?bid=3800|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230510222522/https://waqfeya.net/book.php?bid=3800|تاريخ أرشيف=2023-05-10}}</ref><ref name=":7">{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/522|عنوان=كتاب حاشية السندي على سنن النسائي - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، ١٤٠٦ – ١٩٨٦م|صفحات=179|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=نور الدين السندي|الأول=محمد بن عبد الهادي التتوي، أبو الحسن|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230513060358/https://shamela.ws/book/522|تاريخ أرشيف=2023-05-13}}</ref>، ومراتب الترتيل هي: التحقيق<ref name=":2" /><ref name=":9">{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/11728|عنوان=كتاب الإتقان في علوم القرآن - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب، الجزء الاول|صفحات=165،266،265|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=السيوطي|الأول=عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230504172939/https://shamela.ws/book/11728|تاريخ أرشيف=2023-05-04}}</ref><ref name=":10">{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/26458|عنوان=كتاب التحديد في الإتقان والتجويد لأبي عمرو الداني - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=مكتبة دار الأنبار، بغداد، ساعدت جامعة بغداد على طبعه، الطبعة: الأولى ١٤٠٧ هـ - ١٩٨٨م|صفحات=79|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=الداني|الأول=عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر أبو عمرو|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230511012334/https://shamela.ws/book/26458|تاريخ أرشيف=2023-05-11}}</ref>، والحدر<ref name=":2" /><ref name=":9" /><ref name=":11">{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/23691|عنوان=كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=المكتبة العلمية، بيروت، لبنان، ١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م|صفحات=16|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=ابن الأثير|الأول=مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230510220817/https://shamela.ws/book/23691|تاريخ أرشيف=2023-05-10}}</ref>، والتدوير.<ref name=":9" />

== التعريف ==
'''الترتيل:''' مأخوذ من اتّساق الشيء وانتظامه على استقامة<ref name=":0" /><ref name=":1" /> وتعني إرسال الكلمة من الفم بسهولة واستقامة<ref name=":1" />، ومنه قوله تعالى: '''{أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}'''.<ref name=":0" /><ref name="مولد تلقائيا2">سورة المزمل، آية رقم: 4.</ref>

'''القرآن:''' مصدر قرأ يقرأ قراءةً أو قرآناً<ref name=":8">{{استشهاد ويب|مسار=https://shamela.ws/book/37435|عنوان=كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - محمد حسن عبد الغفار - المكتبة الشاملة|ناشر=دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، وتم نشره في المكتبة الشاملة بتاريخ 9رجب 1432هـ|تاريخ الوصول=2023-05-05|موقع=shamela.ws|صفحات=5|الأخير=عبد الغفار|الأول=محمد حسن|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230501123313/https://shamela.ws/book/37435|تاريخ أرشيف=2023-05-01}}</ref>، وهو "كلام الله المعجز<ref name=":8" />، المنزل على النبي [[محمد]] المتعبد بتلاوته".<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://shamela.ws/book/12011|عنوان=كتاب دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي - المكتبة الشاملة|ناشر=حقوق الطبع محفوظة للمؤلف، الرياض، السعودية، 2003م|تاريخ الوصول=2023-05-05|موقع=shamela.ws|صفحات=21|الأخير=الرومي|الأول=أ. د. فهد بن عبد الرحمن بن سليمان|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20230501123347/https://shamela.ws/book/12011|تاريخ أرشيف=2023-05-01}}</ref>{{مفصلة|القرآن}}
'''الترتيل في القرآن''': هو التأني فيها والتمهل، وتبيين وإظهار الحروف والحركات، تشبيها بالثغر المرتل الذي ليس بين ثناياه افتراق كبير، فيقرأه على تمهل؛ فذلك عون على فهم القرآن وتدبره، وهو المطلوب من قراءة القرآن، ويكون بالتعلم والدرس<ref name=":0" /><ref name=":1" /> ، وهو أيضًا المصطلح المستخدم لتحديد القواعد التي تشرح التلاوة الصحيحة للقرآن بالطريقة التي أنزلها [[جبريل]] على [[محمد|النبي محمد]] في علم [[تجويد|التجويد]].

== أركان الترتيل ==

=== ‌‌أولاً: تبيين الكلام المرتل ===
ويكون بتبيين الحروف والحركات المكونة للكلام، قال [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]] في قوله عز وجل: '''{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}'''<ref name="مولد تلقائيا2" />، قال: بينه تبيينا.<ref name=":2" /><ref name=":3" />

‌‌ وقد أكد الأمر بالترتيل والإخبار عنه في ايتي [[سورة الفرقان|الفرقان]] و[[سورة المزمل|المزمل]] بالمصدر، وذلك لأنه يدل على المبالغة على وجه لا يلتبس فيه بعض الحروف ببعض.

وهذا التبيين في قراءة المرتل، يجب أن يكون بحيث يتميز كل حرف عن الآخر، ولا يتميز عن الآخر إلا إذا عرف حق الحرف ومستحقه (التجويد)، ولا يكون ذلك بالضرورة بالتوصيف العلمي الذي درج عليه المتأخرون، بل بالتطبيق العملي، فقد كان النبي يعلمهم هذا على هيئة دقيقة وعملياً، على أن معظم أحكام التجويد كان معروفاً عند العرب بسليقتهم اللغوية.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://quranpedia.net/book/21205|عنوان=شرح شعلة على الشاطبية المسمى كنز المعاني في شرح حرز الأماني|موقع=quranpedia.net|ناشر=المكتبة الأزهرية للتراث|صفحات=28|لغة=en|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=شعلة (ت: 656هـ )|الأول=أبو عبد الله|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230510211145/https://quranpedia.net/book/21205|تاريخ أرشيف=2023-05-10}}</ref>

بل ما ذكره [[فخر الدين الرازي|الفخر الرازي]] في تفسيره من أن المختار عندنا أن اشتباه الضاد بالظاء لا يبطل الصلاة ويدل عليه أن المشابهة حاصلة فيهما جداً، والتميز عسير فوجب أن يسقط التكليف بالفرق وبيان المشابهة، وإذا ثبت هذا فنقول لو كان الفرق معتبراً، لوقع السؤال عنه في زمن رسول الله وأزمنة الصحابة، لا سيما عند دخول العجم، فلما لم ينقل وقوع السؤال عن هذا البتة، علمنا أن التمييز بين هذين الحرفين ليس في محل التكليف.<ref name=":2" />

ويجب على المرء أن يأخذ في الاعتبار ''فصل'' و''وصل'' الكلمات والجمل، إن تفسير الآية المذكورة عند [[ابن كثير الدمشقي|ابن كثير]] هو «تلاوة القرآن ببطء وتوضيح الحروف، فهذا يساعد في فهم [[القرآن]] والتأمل في معناه»، وينسب إلى [[علي بن أبي طالب]] قوله {{اقتباس مضمن|الترتيل: هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف}}.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=22&idto=22&bk_no=49&ID=23|عنوان=إسلام ويب - تفسير ابن كثير - مقدمة ابن كثير - الترتيل في القراءة- الجزء رقم1|موقع=islamweb.net|لغة=ar|تاريخ الوصول=2023-05-14|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20201213185210/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=22&idto=22&bk_no=49&ID=23|تاريخ أرشيف=2020-12-13}}</ref>

والترتيل له مكانته في [[آداب تلاوة القرآن]]، إذ ينصح «قراءته بتؤدة وترتيل وتحسين الصوت لأن ذلك أعون على الفهم».<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.iid-quran.com/readqu/TelaQu.php|عنوان=آداب تلاوة القرآن الكريم<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2020-12-16|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200506215541/http://www.iid-quran.com:80/readqu/TelaQu.php|تاريخ أرشيف=2020-05-06}}</ref>

والترتيل في اصطلاح علماء التجويد معناه أن يلفِظَ الحروف كما ينبغِى من غير إسراعٍ كلما أنهى حرفاً جاء بالذى بعدَه مع الإتيان بالحرف كما ينبغى الإتيان بحقه».<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.iid-quran.com/Tajweed/Tjeed1.php|عنوان=التجويدُ<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2020-12-16|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200506215259/http://www.iid-quran.com:80/Tajweed/Tjeed1.php|تاريخ أرشيف=2020-05-06}}</ref>

=== ‌‌ثانياً: التؤدة والتمهل في النطق بأجزاء الكلام المرتل ===
سواءً كانت حركات وحروفا، حتى كأن الناطق به يقرؤه حرفاً حرفا، فمعنى (رتل) أي: انبذه حرفاً حرفا، والصورة التطبيقية من تعليم النبي لصحابته، ما تعلمته [[أم سلمة]] من كيفية ترتيل القرآن، فقد سأل يعلى بن مملك أم سلمة عن قراءة النبي وصلاته فقالت: وما لكم وصلاته؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى ثم يصلي قدر ما نام ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح ونعتت له قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفاً حرفا.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/1446|عنوان=كتاب صحيح ابن خزيمة - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=المكتب الإسلامي، بيروت، لبنان|صفحات=188|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=النيسابوري|الأول=إمام الأئمة، أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230223173725/https://shamela.ws/book/1446|تاريخ أرشيف=2023-02-23}}</ref>

أي كان يقرأ بحيث يمكن عد حروف ما يقرأ، قال الطيبي: يحتمل وجهين، الأول أن تقول كانت قراءته كيت وكيت والثاني أن تقرأ مرتلة كقراءة النبي<ref name=":4" />، والمراد حسن الترتيل والتلاوة على نعت [[تجويد|التجويد]].<ref name=":4" />

ومن أقوى أدلة التأني والتؤدة قوله تعالى: '''{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ}'''<ref>سورة الإسراء، آية رقم: 106.</ref>، وقد استدل [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] بهذه الآية على الترتيل<ref name=":12">البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، الجزر الرابع، الطبعة الأولى، دار القلم، بيروت، لبنان، 1407هـ -1987م، رقم الحديث: (1924).</ref>، وعن كريب قال: سألت ابن عباس عن جهر النبي بالقراءة بالليل، فقال: كان يقرأ في حجرته قراءة لو شاء حافظ أن يتعلمها لتعلمها.<ref name=":2" /><ref name=":13">{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/10660|عنوان=كتاب شعب الإيمان - ط الرشد - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، ١٤٢٣هـ - ٢٠٠٣م|صفحات=383،541|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=البيهقي|الأول=أبو بكر أحمد بن الحسين|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230510220927/https://shamela.ws/book/10660|تاريخ أرشيف=2023-05-10}}</ref>

‌‌'''تسلسل المنهجية''': أنكر [[عبد الله بن مسعود|ابن مسعود]] على تلاميذه الهذ في القراءة، فعن أبي وائل قال غدونا على عبد الله فقال رجل: قرأت المفصل البارحة فقال: هذا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة وإني لأحفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي ثماني عشرة سورة من المفصل وسورتين من ال حم.<ref name=":12" />

ومثل ذلك ما قاله [[أبو الدرداء الأنصاري|أبو الدرداء]]: إياكم والذين يحرفون القران وإياكم والهذاذين بالقران، الذين يهذون القران ويسرعون بقراءته، فإنما مثل ذلك كمثل الأكمة لا أمسكت ماء ولا أنبتت كلأ<ref name=":13" />، قال [[مجاهد بن جبر|مجاهد]] في قوله تعالى: '''{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}'''<ref name="مولد تلقائيا2" />، أي بعضه على أثر بعض، وقال [[محمد بن إدريس الشافعي|الشافعي]]: أقل الترتيل ترك العجلة في القرآن عن الإبانة.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/12415|عنوان=كتاب السنن الصغير للبيهقي - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=مكتبة الدار، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1410- 1989م|صفحات=556|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=البيهقي|الأول=أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230511012321/https://shamela.ws/book/12415|تاريخ أرشيف=2023-05-11}}</ref>

وكذلك مما يستشهد به على تعليم النبي لهم، قال [[عبد الله بن عباس|ابن عباس]]: بت عند خالتي [[ميمونة بنت الحارث|ميمونة]]، فقام رسول الله فزعاً فاستقى ماء فتوضأ ثم قرأ: '''{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَاب}'''<ref>سورة آل عمران، آية رقم: 190.</ref>'''،''' إلى آخر السورة، ثم افتتح [[سورة البقرة|البقرة]] فقرأها حرفاً حرفا حتى ختمها.<ref name=":2" /><ref name=":5" />

=== ‌‌ثالثاً: إشباع الحروف والحركات ===
بحيث تأخذ حقها دون شطط، وهذا ما نطلق عليه (التمكين) ويتم بأن يبين جميع الحروف ويوفيها حقها من الإشباع<ref name=":3" />، وقال [[ابن حجر العسقلاني|ابن حجر]] في معنى قوله تعالى: '''{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}'''<ref name="مولد تلقائيا2" />، اقرأه مترسلاً بتبيين الحروف وإشباع الحركات، حتى يكاد المرء يعد الحروف الخارجة من فم القارئ، وأخرج العسكري في المواعظ عن علي قال بينه تبييناً ولا تنثره نثر الدقل، ولا تهذه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.<ref name="مولد تلقائيا1" />

=== ‌‌رابعاً: حسن التنسيق والتنضيد ===
والمراد التنضيد لعلاقة كل حرف بالآخر، وهذا ما نطلق عليه تحقيق الحروف، ولذا جعل الزجاج أصل الترتيل التفنين والتنسيق وحسن النظام، وقد كان النبي يعلمهم التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن .

=== ‌‌خامساً: أن يكون ذلك كله بغير بغي ===
فلا يتولد من الحرف آخر، ولا من الحركة حرفاً، فالترتيل في القراءة الترسل فيها والتبيين بغير بغي<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/23193|عنوان=كتاب مختار الصحاح - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=المكتبة العصرية، الدار النموذجية، الجزء الحادي عشر، الطبعة الخامسة، صيدا، بيروت، لبنان، 1999م|صفحات=98|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=الرازي|الأول=زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221225065743/https://shamela.ws/book/23193|تاريخ أرشيف=2022-12-25}}</ref>، وقد كان من عادة السلف أن يفسروا الشيء ببعض معناه، إذ المراد من هذا الأمر التبيين والإفصاح والتحسين، حتى يؤدي القرآن على أكمل وجه، فيظهر حسنه، ويبدو رونقه، وذلك لا يتم إلا بالتجويد.<ref name=":2" /><ref name=":6" />

=== ‌‌سادساً: أن يكون ذلك على نحو مستملح مستطاب ===
في حدود التلقي الذي ضبط وحدد بقواعد موزونة، وهو الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: زينوا أصواتكم بالقران، وقد كان النبي يعلمهم ذلك عملياً في حلقات الإقراء أو في التبليغ العام، أو في الصلوات الجهرية من فرائض وتطوع، وحسبك أن تكون ثلاث صلوات يعلمهم فيها أداء القران تلقيناً، ومن ذلك ما جاء عن [[حذيفة بن اليمان|حذيفة]] قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لأصلى بصلاته، فافتتح فقرأ قراءة ليست بالخفية ولا بالرفيعة قراءة حسنة يرتل فيها يسمعنا.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/25794|عنوان=كتاب مسند أحمد - ط الرسالة - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 2001م|صفحات=402|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=حنبل|الأول=الإمام أحمد|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221128171933/https://shamela.ws/book/25794|تاريخ أرشيف=2022-11-28}}</ref>

=== سابعاً: السكينة والوقار ===
إذ لا بد منه في الترتيل لتضبطه، وهو ضابط من ضوابط التجويد والتغني.<ref name=":2" />

== ‌‌زمن القراءة حال الترتيل ==
لا شك أن الترتيل بهذه الأركان يقتضي أن تكون القراءة أطول من المقروء وهذا سمت النبي صلى الله عليه وسلم في ترتيله، فعن [[حفصة بنت عمر|حفصة]] قالت: ما رأيت رسول الله في سبحته قاعداً قط حتى كان قبل وفاته بعام فكان يصلي قاعداً ويقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها<ref>النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، الجزء الأول، الناشر: مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، ص 507.</ref>، وهذا هو المعمول به عند المسلمين في قراءة القرآن ، وإن تفاوت زمن القراءة عندهم.<ref name=":2" />

والترتيل مطلوب من القارئ في الدنيا والاخرة، وقد روى هذا سلسلة القراء فعن [[عبد الله بن عمرو بن العاص|عبد الله بن عمرو]] قال: قال رسول الله: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عن اخر اية تقرؤها<ref name=":14">{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/5507|عنوان=كتاب فضائل القرآن للنسائي - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة، 1930م|صفحات=22،347|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=النسائي|الأول=أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني،|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230510213156/https://shamela.ws/book/5507|تاريخ أرشيف=2023-05-10}}</ref>، فقوله «ورتل» أي: اقرأ بالترتيل ولا تستعجل بالقراءة كما كنت ترتل في الدنيا من تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.<ref name=":4" />

== الترتيل في علم التجويد ==
الترتيل هو لفظ يشمل التحقيق (الإبطاء) والحدر (الإسراع) والتدوير (التوسط) ويُقصد بالترتيل في علم التجويد تطبيق الأحكام وتحسين اللفظ والصوت ومراعاة الوقف والابتداء.<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=إعانة المكلفين في ترتيل القرآن المبين|مؤلف1=مختار العمري|ناشر=دار الإيمان|مكان النشر=الإسكندرية، مصر|سنة=2001|صفحات=12-13}}</ref><br />
وقيل حول نشأة الترتيل {{اقتباس مضمن|ولقد كان المسلمون الأولون لسلامة فطرتهم وسليقتهم العربية، يتولن القرآن تلاوة مرتلة مجودة، كما علمهم إياها الرسول الكريم وكما كان ينتاقلها عن السلف. ولكن بعد أن ابتدأ اختلاط العرب بالأعاجم ..وضع العلماء أصولًا وقواعد لضبط التلاوة، حفاظًا على كتاب الله، وخوفًا من الخطأ فيه. واعتبروا تعلم قواعد الترتيل والتجويد فرض كفاية إن تعلمه البعض سقط عن الباقين.. أما العمل به أي تطبيق قواعده في الكلمات القرآنية ففرض عين على كل قارئ لكتاب الله تعالى.}}<ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=دروس في ترتيل القرآن الكريم|مؤلف1=فائز عبد القادر شيخ الزور|ناشر=مطابع الدوحة الحديثة|مكان النشر=الدوحة، قطر|سنة=1984|صفحات=14}}</ref>

== ‌‌العلاقة بين الترتيل والتجويد ==
وبمقارنة ما فصلناه من أركان الترتيل السبعة بأركان التجويد الثلاثة، وبالمقارنة التي تضمنها الكلام التفصيلي عن أركان الترتيل بتعريف التجويد نصل إلى حقيقة ظاهرة في العلاقة بين الترتيل والتجويد، فالعلاقة بينهما هي المثلية، فترتيل القرآن هو التجويد، إلا أنه اصطلاح حادث، ثم صار يطلق أكثر على التوصيف العلمي الدقيق منه على المطلوب العملي.<ref name=":2" />

== أمثلة على فروع الترتيل التي علمها النبي (المد) ==
يمثل المد أساس هيئة التغني الواضحة المميزة للقران من أحكام التجويد (الترتيل)، فكان لا بد من الكلام على ما يدل على تعليم النبي لأصحابه هذا الحكم، وقد اعتنى العلماء بإيضاح ذلك، فقد بوب أهل العلم له أبواباً مستقلة، ومنهم الإمام [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]]<ref name=":12" /><ref>{{استشهاد بكتاب|عنوان=أصوات القرآن كيف نتعلمها ونعلمها|مؤلف=يوسف الخليفة أبوبكر|ناشر=مكتبة الفكر الإسلامي|لغة=ar|مسار= https://www.muslim-library.com/arabic/أصوات-القرآن-كيف-نتعلمها-ونعلمها/|تاريخ=2020-12-28|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230513085324/https://www.muslim-library.com/arabic/%d8%a3%d8%b5%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d9%86%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%85%d9%87%d8%a7-%d9%88%d9%86%d8%b9%d9%84%d9%85%d9%87%d8%a7/|تاريخ أرشيف=2023-05-13}}</ref> مع أن التلقي كاف في الإثبات لذلك، فقد كان يظهر في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم المد فقد قال [[قتادة بن دعامة|قتادة]] سألت [[أنس بن مالك|أنس]] كيف كانت قراءة النبي قال: كانت مدا<ref>البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، الجزر الرابع، الطبعة الأولى، دار القلم، بيروت، لبنان، 1407هـ -1987م، ص 1925.</ref>، وفي لفظ كان يمد مدا<ref name=":12" />، وفي لفظ كان يمد صوته مدا<ref name=":14" />، أي كانت ذات مد<ref name=":15">{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/1673|عنوان=كتاب فتح الباري لابن حجر - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=دار المعرفة، بيروت، لبنان، 1379م|صفحات=91،200|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=العسقلاني|الأول=أحمد بن علي بن حجر|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230501125023/https://shamela.ws/book/1673|تاريخ أرشيف=2023-05-01}}</ref>، فيطيل الحروف الصالحة للإطالة يستعين بها على التدبر وتذكير من يتذكر.<ref name=":2" /><ref name=":7" />

== ‌‌مراتب الترتيل ==
وعلى هذا فإن مراتب الترتيل بالمعنى العام ثلاثة: ومحور تقسيمها وحيثيته هو مدى التأني والتؤدة، مع بقاء الأركان الأخرى للترتيل كما هي، فللتأني وللطمأنينة المقبولة في [[قراءة (القرآن)|علم القراءة]] أعلى وأوسط وأدنى.

* فالأعلى اصطلح عليه بالتحقيق أو بالترتيل (بالمعنى الخاص).
* الأوسط يدعى بالتدوير.
* الأدنى يدعى بالحدر.

ولكنها تشترك في جميع أركان الترتيل (بالمعنى العام)، وتتفاوت في ركن واحد هو التأني والتؤدة، كما أنها تتفق جميعاً في الركنيين الأولين من أركان التجويد العملي، وتتفاوت في مدى الإشباع الجائز للحركات والحروف والصفات العارضة التي تتعلق بالركن الثالث من التجويد العملي، ولذا قال العلماء في الفرق بين مراتب الترتيل بعد أن جعلوها كيفيات جائزة للقراءة:<ref name=":2" />

=== ‌‌الأولى: التحقيق ===
وهو إعطاء كل حرف حقه من إشباع المد، وتحقيق الهمزة، وإتمام الحركات، واعتماد الإظهار والتشديدات، وبيان الحروف وتفكيكها، وإخراج بعضها من بعض بالسكت والترتيل والتؤدة، وملاحظة الجائز من الوقوف بلا قصر ولا اختلاس ولا إسكان محرك ولا إدغامه، ويكون لرياضة الألسن وتقويم الألفاظ، ويستحب الأخذ به على المتعلمين من غير أن يتجاوز فيه إلى حد الإفراط بتوليد الحروف من الحركات، وتكرير الراءات، كما قال حمزة لمن سمعه يبالغ في ذلك، أما علمت أن ما فوق البياض برص، وما فوق الجعودة قطط، وما فوق القراءة ليس بقراءة، وكذا يحترز من الفصل بين حروف الكلمة كمن يقف على التاء من نستعين وقفة لطيفة مدعيا أنه يرتل، وهذا النوع من القراءة يظهر في بعض طرق الإمام حمزة و[[ورش]] بصورة جلية.<ref name=":2" /><ref name=":9" />

‌‌‌‌وقد صرح بمصطلح التحقيق في حديث عزيز، أسنده الداني مما يدل على تعليم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر بدقة بالغة، فأسند الداني إلى ورش التحقيق، قال:

قرأ على نافع التحقيق، قال [[نافع المدني|نافع]]: إنه قرأ على الخمسة (ذكر خمسة من مشايخه) التحقيق، قال: وأخبرني الخمسة أنهم قرأوا على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة التحقيق، وأخبرهم عبد الله أنه قرأ على [[أبي بن كعب]] رضي الله عنه التحقيق، وأخبره أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم التحقيق، قال: وقرأ رسول الله علي التحقيق، ثم قال أبو عمرو: هذا الخبر الوارد بتوقيف قراءة التحقيق من الأخبار الغريبة والسنن العزيزة التي لا توجد روايته إلا عند المكثرين الباحثين، ولا يكتب إلا عند الحفاظ الماهرين، وهو أصل كبير في استعمال قراءة التحقيق وتعلم الاتقان والتجويد، لاتصال سنده وعدالة نقلته، ولا أعلمه يأتي متصلاً إلا من هذا الوجه.<ref name=":10" />

=== ‌‌الثانية: الحدر ===
هو إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل والإدغام الكبير وتخفيف الهمزة، ونحو ذلك مما صحت به الرواية مع مراعاة إقامة الإعراب، وتقويم اللفظ، وتمكن الحروف بدون بتر حروف المد، واختلاس أكثر الحركات، وذهاب صوت الغنة، والتفريط إلى غاية لا تصح بها القراءة، ولا توصف بها التلاوة، وهذا النوع يظهر بصورة جلية في بعض طرق مذهب ابن كثير وأبي جعفر، ومن قصر المنفصل كأبي عمرو ويعقوب<ref name=":2" /><ref name=":9" />، ويظهر الفرق جليا بين الترتيل والحدر:

يما يسمعه الناس من الأذان والإقامة، فإن الترتيل يكون في الأذان، والحدر يكون في الإقامة، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان رسول الله يأمرنا أن نرتل [[أذان|الأذان]] ونحدر [[الإقامة]]<ref name=":15" /><ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/9771|عنوان=كتاب سنن الدارقطني - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، الطبعة: الأولى، ١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤م|صفحات=238|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=الدارقطني|الأول=أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230510211147/https://shamela.ws/book/9771|تاريخ أرشيف=2023-05-10}}</ref>، ومثله من فعل [[عبد الله بن عمر بن الخطاب|ابن عمر]]<ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://shamela.ws/book/4407|عنوان=كتاب مسند ابن الجعد - المكتبة الشاملة|موقع=shamela.ws|ناشر=مؤسسة نادر، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، ١٤١٠هـ- ١٩٩٠م|صفحات=318|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=البغدادي|الأول=علي بن الجَعْد بن عبيد الجَوْهَري|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230510211146/https://shamela.ws/book/4407|تاريخ أرشيف=2023-05-10}}</ref>، ومعنى الترتيل كأنه يقطع الكلام بعضه عن بعض، والحدر هو الإسراع من الحدور ضد الصعود<ref name=":11" />، فالترتيل هنا بالمعنى الخاص هو المبالغة في التأني، وعلى المرتبتين لا بد من إعطاء الحروف حقوقها كما قال [[خاقاني|الخاقاني]]، فذو الحذق معطر للحروف حقوقها إذا رتل القران أو كان ذا حدر.

=== ‌‌الثالثة: التدوير ===
وهو التوسط بين المقامين من التحقيق والحدر، وهو الذي ورد عن أكثر الأئمة، وهو مذهب سائر القراء، وهو المختار عند أكثر أهل الأداء<ref name=":9" />، وكل هذه المراتب يصحبها الترتيل إلا أنها تختلف في مدى التؤدة والتأني، ولذلك أشار بعضهم فقال حدود حروف الذكر في لفظ قارئ بحدر وتحقيق ودور مرتلاً، فإني رأيت البعض يتلو القران لا يراعي حدود الحرف وزنا ومنزلا.<ref name=":2" /><ref>{{استشهاد ويب|مسار= https://quranpedia.net/book/20695|عنوان=نهاية القول المفيد في علم تجويد القرآن المجيد|موقع=quranpedia.net|ناشر=دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2003م 1423هـ|صفحات=19|لغة=en|تاريخ الوصول=2023-05-10|الأخير=الجريسي|الأول=محمد مكي نصر|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230510211145/https://quranpedia.net/book/20695|تاريخ أرشيف=2023-05-10}}</ref>

== انظر أيضا ==
{| width="100%"
|
* [[شروط المفسر (القرآن)|شروط المفسر (قرآن)]]
* [[علم الوجوه والنظائر]]
* [[الخصومة في القرآن]]
* [[مراتب التلاوة]]
|
* [[تجويد]]
* [[مجاز القرآن]]
* [[السلم في القرآن]]
* [[المصنفون في النسخ في القرآن]]
|
* [[الاعجاز البلاغي في القرآن]]
* [[تفسير القرآن بأقوال الصحابة]]
* [[تفسير القرآن باللغة العربية]]
* [[علم المجمل والمبين في القرآن]]
|}

== مراجع ==
{{مراجع|2}}
{{التجويد}}

{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|الأديان|الإسلام|القرآن|محمد}}

[[تصنيف:قراءة القرآن الكريم]]
[[تصنيف:مصطلحات إسلامية]]
[[تصنيف:القرآن]]
[[تصنيف:معجزات محمد]]
[[تصنيف:علوم القرآن]]
[[تصنيف:الإسلام]]