عرض مصدر الغارة القرمطية على قافلة الحجاج (924)

{{معلومات نزاع عسكري
| اسم_النزاع = اَلغَارَّة اَلقُرْمُطيَّة عَلى قافِلَة اَلحُجَّاج (924)
| جزء_من = هجمات القرامطة
| التاريخ = [[ذو الحجة]] [[311 هـ]] / [[مارس]] [[924]]م
| الموقع = [[الهبير]]، شمال [[المدينة المنورة|اَلمَدينَة اَلمُنَوَّرة]]، وِلايَة [[الحجاز]]،{{صورة رمز علم|Abbasid Caliphate Caliphal Banner.svg}} [[الدولة العباسية|اَلخِلافَة اَلعَبَّاسِيَّة]]
| نتيجة = اِنتِصار اَلقَرامِطَة
| خصم1 = [[القرامطة|اَلقَرامِطَة]]
| خصم2 = {{صورة رمز علم|Abbasid Caliphate Caliphal Banner.svg}} [[الدولة العباسية|اَلخِلافَة اَلعَبَّاسِيَّة]]
| قائد1 = [[أبو طاهر الجنابي|أَبُو طَاهِر اَلجَنَّابِيّ]]
| قائد2 = [[عبد الله بن حمدان التغلبي|أَبُو اَلهَيْجَاء اَلحَمَدانِيّ]]{{أسير حرب}}
| قوة1 = 1,800 مقاتل
| قوة2 = غير معروف
| سبقه = [[هجوم البصرة (923)|هُجُوم اَلْبَصْرَة (923)]]
| تبعه = [[هجوم مكة (930)|هُجُوم مَكَّةَ (930)]]
}}

في مارس 924، هاجم [[قرامطة]] [[إقليم البحرين|البحرين]] قافلة للحجاج كانت في طريق عودتها من من [[مكة]] إلى [[بلاد الرافدين السفلى|العراق]] فتغلب القرامطة على حراسة القافلة وأسروا العديد من الحجاج ومعهم قائد الحراسة [[عبد الله بن حمدان التغلبي|أبو الهيجاء الحمداني]] قبل أن يفرجوا عنهم مقابل فدية، وقد أدت الغارة إلى جانب الفشل في منع [[هجوم البصرة (923)|نهب البصرة]] قبل بضعة أشهر إلى اضطرابات شعبية في [[بغداد]] وإقالة وإعدام وزير [[الدولة العباسية|الخلافة العباسي]] ابن الفرات.

== الخلفية ==
في عقد الـ890 م، أسس الدعوي [[إسماعيلية|الإسماعيلي]] [[أبو سعيد الجنابي]] دولة [[قرامطة|القرامطة]] المستقلة في إقليم [[إقليم البحرين|البحرين]].{{Sfn|Halm|1991|pp=37–38, 58–60}}{{Sfn|Daftary|2007|pp=116–117, 121}}{{Sfn|Kennedy|2004|p=287}} وفي خلال حكم أبو سعيد، ظل قرامطة البحرين هادئين وغير مشاركين في الانتفاضات الإسماعيلية التي تصاعدت في عقد الـ900 ضد [[الدولة العباسية|الخلافة العباسية]] في كلّ من [[بلاد الشام (ولاية إسلامية)|الشام]] [[بلاد الرافدين السفلى|والعراق]]، وبصرف النظر عن الغارة على [[البصرة]] عام 912، حافظوا على السلام مع العباسيين، كما تلقوا تبرعات من المال والأسلحة من قبل الوزير العباسي [[علي بن عيسى بن الجراح]].{{Sfn|Kennedy|2004|p=287}}{{Sfn|Halm|1991|pp=176, 225–226}}

في يناير 923، نجح أصغر أبناء أبو سعيد والذي عرف بإسم [[أبو طاهر الجنابي]] بعد أن بلغ من العمر 16 عاماً في قيادة القرامطة.{{Sfn|Daftary|2007|pp=121, 147–148}}{{Sfn|Halm|1991|p=226}} في الوقت نفسه فقد علي بن عيسى منصبه الوزاري وحل محله منافسه الأكثر تشدداً ابن الفرات والذي فضل العمل العسكري.{{Sfn|Halm|1991|p=226}}{{Sfn|Kennedy|2004|p=191}} كان أبو طاهر شاباً طموحاً ورُبما كان يريد ترك بصمة له والقيام بشيء مُغاير عن أبيه{{Sfn|Halm|1991|p=226}} فكان أول عمل له هو [[هجوم البصرة (923)|مهاجمة مدينة البصرة]] التي استمرت لسبعة عشر يوماً في أغسطس 923.{{Sfn|Halm|1991|p=226}} وبدلاً من الرد على تهديد القرامطة ظل ابن الفرات مهتمًا بتأمين منصبه، ونفي أو تعذيب وقتل العديد من منافسيه المحتملين.{{Sfn|Kennedy|2013|pp=33–34}}

== مداهمة القافلة ==
في مارس 924 انطلق [[الحج في الإسلام|الحجاج]] في رحلات العودة من [[مكة]] باتجاه [[بغداد]] حيث كان فيها أعداد كبيرة من أهالي [[بغداد]]، تعرضت القافلة الأولى المتجهة إلى العراق للهجوم والذبح من قبل أبو طاهر ورجاله في الهبير.<ref name="ReferenceA">{{استشهاد بكتاب|عنوان=الكامل في التاريخ|مؤلف=ابن الأثير|صفحة=سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة}}</ref>{{Sfn|Halm|1991|p=226}} وصل هذا الخبر إلى القوافل اللاحقة والتي ضمت العديد من كبار المسؤولين وأعضاء البلاط العباسي، عند وصولهم إلى منطقة جنوب الهبير تُدعى فَيْد، وهناك توقفوا مؤقتاً بسبب التردد في مسار عملهم ومن ناحية أخرى للسماح للقوافل التي تتبعهم بالانضمام حتى يتمكنوا معاً من الحصول على فرصة أفضل وحشد أكبر عدد ممكن لمواجهة القرامطة.{{Sfn|Halm|1991|p=226}}{{Sfn|Amedroz|Margoliouth|1921|p=134}} اقترح قائد حراس الحجاج الزعيم [[بدو|البدوي]] أبو الهيجاء الحمداني قيادتهم عبر طريق بديل إلى [[وادي القرى]] شمال [[المدينة المنورة]]، لكن الحجاج رفضوا اقتراحه لأنه سيترتب على ذلك مخاطر مثل أن بدأت تنفد الإمدادات التي لديهم، فقررت القوافل الاتجاه نحو الحبير، ولما كان مكلفاً بحمايتهم تبعهم أبو الهيجاء بنفسه. {{Sfn|Halm|1991|p=226}}{{Sfn|Amedroz|Margoliouth|1921|p=134}}

في الحبير باغت [[أبو طاهر الجنابي]] مع 800 من الفرسان و 1000 من المشاة بسرعة على قافلة الحجاج وقتل العديد منهم وأسر العديد منهم بمن فيهم أبو الهيجاء ووالدة عم الخليفة [[جعفر المقتدر بالله|المقتدر بالله]] وأعضاء آخرين في البلاط العباسي.{{Sfn|Kennedy|2004|p=288}}{{Sfn|Amedroz|Margoliouth|1921|p=134}} تم نقل الأسرى إلى عاصمة القرامطة [[واحة الأحساء|بالأحساء]] قبل الإفراج عنهم مقابل فدية كبيرة.{{Sfn|Halm|1991|pp=226–227}} تُرك الحجاج العاديون إلى حد كبير وراءهم كل شيء كان معهم بسبب احتجاز القرامطة لإمداداتهم وجمالهم وبسبب ذلك لقي الكثيرون حتفهم من العطش والإرهاق أثناء محاولتهم الوصول إلى المناطق المستقرة.{{Sfn|Amedroz|Margoliouth|1921|pp=134–135}}{{Sfn|Halm|1991|p=227}} بالإضافة إلى ذلك أخذ القرامطة كنزاً هائلاً من النقود والمجوهرات والأشياء الثمينة بما في ذلك مظلة احتفالية الخليفة. {{Sfn|Halm|1991|p=226}}

== ما بعد الكارثة ==
جعل [[هجوم البصرة (923)|هجوم البصرة عام 923]] والهجوم على قافلة الحج هذه الذين سقطا في نفس [[العام الهجري]] (311 هـ) أن يُسميها المؤرخين "عام الدمار". {{Sfn|Kennedy|2013|p=33}} كما اندلعت أعمال شغب في شوارع [[بغداد]] ضد الوزير ابن الفرات الذي فقد أنواع الدعم، بسبب تعذيبه لمسؤولين سابقين لانتزاع الأموال كما فشل في ضمان رواتب الجيش، كما أنهى الهجوم على قافلة الحج دعم عامة الناس للوزير.{{Sfn|Kennedy|2004|pp=191–192}}

وقد استدعاه الخليفة العَبَّاسيّ [[جعفر المقتدر بالله|جَعْفَر اَلمُقتَدِر بِالله]] ووجَّه تُهَم إلى ابن الفرات، وقد حلف الأخير بأنه لم يُكاتب القَرامِطة ولم يُهادِنهُم وكان [[جعفر المقتدر بالله|اَلمُقْتَدِر]] مُعرَض عَنه ولَم يُصَدِّقه وقد وصلت الأنباء بأن جَيش القَرامِطة مُتَّجِهين إلى [[الكوفة]] فخَرجَ الخليفة بنفسه مع قاداته في جيش كبير ولكن عَلِمت القَرامِطة بتجهيزات الجيش العَبَّاسيّ واِنتظار مجيئهم فخافوا وعادوا حينئذ، ليُكملوا مخططهم في الهجوم على [[الكوفة]] من نفس السنة.<ref name="ReferenceA"/>

وفي 16 يوليو، تم عزل الوزير وإعدامه مع ابنه المحسن، في ما يرقى إلى حد الانقلاب العسكري.{{Sfn|Kennedy|2013|p=35}} يمثل الحدث هيمنة الجيش على الحكام المدنيين، مع عواقب وخيمة على المستقبل.{{Sfn|Kennedy|2013|p=35}}

واصل القرامطة مهاجمة قوافل الحج على مدى السنوات التالية ، وشنوا غزواً كبيراً للعراق في عام 927، والذي هدد [[بغداد]] نفسها في وقت من الأوقات وامتد حتى [[الجزيرة الفراتية]].{{Sfn|Halm|1991|pp=227–229}}{{Sfn|Kennedy|2013|pp=35–39}}

وفي عام 930، قام القرامطة [[هجوم مكة (930)|بالهجوم على مكة]] ونهبها{{Sfn|Daftary|2007|p=149}}{{Sfn|Halm|1991|pp=229–230}} ولكن بسبب الاضطرابات الداخلية هدأ التهديد القرامطي في النهاية وأقيمت علاقات سلمية بين القرامطة والخلافة العباسية.{{Sfn|Daftary|2007|pp=149–151}}{{Sfn|Halm|1991|pp=230–236}}{{Sfn|Kennedy|2004|pp=288–289}}

== مراجع ==
{{مراجع|30em}}

== مصادر ==

* {{استشهاد بكتاب|عنوان=The Eclipse of the 'Abbasid Caliphate. Original Chronicles of the Fourth Islamic Century, Vol. IV: The concluding portion of The Experiences of Nations by Miskawaihi, Vol. I: Reigns of Muqtadir, Qadir and Radi|ناشر=Basil Blackwell|سنة=1921|مسار=https://archive.org/details/eclipseofabbasid04ameduoft|مكان=Oxford|محرر1=Amedroz|محرر1-الأول=Henry F.|محرر1-وصلة=Henry Frederick Amedroz|oclc=557740738|محرر2-الأخير=Margoliouth|محرر2-الأول=David S.}}
*  
* {{إمبراطورية المهدي}}
*  
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=Crisis and Continuity at the Abbasid Court: Formal and Informal Politics in the Caliphate of al-Muqtadir (295-320/908-32)|مؤلف=Kennedy|مؤلف1-الأول=Hugh|ناشر=Brill|سنة=2013|صفحات=13–47|isbn=978-90-04-25271-4|مكان=Leiden|الفصل=The Reign of al-Muqtadir (295–320/908–32): A History|مسار الفصل={{كتب جوجل|cUodAAAAQBAJ|page=13|plainurl=y}}}}
{{شريط بوابات|الإسلام|العراق}}

[[تصنيف:924]]
[[تصنيف:الدولة العباسية في القرن 10]]
[[تصنيف:حوادث موسم الحج]]
[[تصنيف:مذابح القرن 10]]
[[تصنيف:معارك الدولة العباسية]]
[[تصنيف:معارك القرامطة]]
[[تصنيف:نزاعات في عقد 920]]