عرض مصدر الحيرة

{{عن|3=الحيرة (توضيح)}}
{{ميز|ناحية الحيرة}}
{{Cal coor}}
{{معلومات موقع أثري قديم
| صورة = File:Kamal-ud-din Bihzad - Construction of the fort of Kharnaq.jpg
| تعليق = منمنمة من القرن الخامس عشر من مخطوط "خمسة" [[نظامي (توضيح)|لنظامي]] بريشة بهزاد تصور بناء [[قصر الخورنق]] في الحيرة
| نوع الخريطة  =
| اسم_بديل =
| الموقع = {{العراق}}
| المنطقة = [[ناحية الحيرة]]،  [[قضاء المناذرة]]، [[محافظة النجف]]
|الإحداثيات =
| الباني =[[عمرو بن عدي]]
| بُني = {{حوالي}} 300 م
| هُجِر = {{حوالي}} 1258م
| الحضارات =
| تواريخ_الحفريات =1931، 1932، 1938
| الحالة = [[موقع أثري]] ومدينة تاريخية {{سعة|حل محلها [[ناحية الحيرة]]}} 
}}
'''الحِيرَةُ''' (بالآرامية:ܚܝܪܬܐ Ḥīrtā، بالبهلوية: [[ملف:InscriptionPahlavi-h.png|7px|لاإطار]] [[ملف:InscriptionPahlavi-y.png|7px|لاإطار]] [[ملف:InscriptionPahlavi-r.png|7px|لاإطار]] [[ملف:InscriptionPahlavi-t.png|7px|لاإطار]] Hērt) هي مملكة عربية بائدة وموقع أثري تقع في الجزء الجنوبي من وسط العراق على مقربة من مدينة الكوفة. فهي أحد أركان المثلث الحضاري ما تُسمي ب[[النجف]]-[[الكوفة]]-الحيرة ب[[الفرات الأوسط]] من [[الهلال الخصيب]]. والحيرة الحالية هي مركز [[ناحية إدارية]] [[قائمة نواحي العراق|عراقية]] تحمل [[ناحية الحيرة|نفس الاسم]] في [[قضاء المناذرة]] ب[[محافظة النجف]].

تضارب آراء المؤرخين وعلماء الآثار حول مؤسسها وتاريخ نشأتها. قد برزت في أيام [[عمرو بن عدي|الملك عمرو بن عدي]] في أوائل القرن الرابع م حيث اتخذها [[مناذرة|اللخميون]] عاصمةً لهم فأصبحت في عهدهم مركزًا سياسيًا وعسكريًا وأدبيًا مرموقًا. فتحها المسلمون عام 633. واللخميون أو المناذرة هم سلالة عربية حكمت أجزاء من العراق من حوالي منتصف القرن الثالث للميلاد إلى مطلع القرن السابع. كانت على تحالف مع [[الإمبراطورية الساسانية|الفرس الساسانيين]]، وفي حرب مستمرة مع [[غساسنة|الغساسنة]] المتحالفة مع [[الإمبراطورية البيزنطية|الروم البيزنطيين]]. من أشهر ملوكها [[المنذر بن امرئ القيس|المنذر الثالث ابن ماء السماء]] (503 - 554م) وابنه [[عمرو بن المنذر|عمرو بن هند]] (554 - 569 م) و[[النعمان بن المنذر|النعمان الثالث أبو قابوس]] (580 - 602) وقد اعتنق المسيحية وتمرّد على الساسانيين فخلعوه عن العرش، وبذلك زالت دولة المناذرة. ولكن عاصمتهم الحيرة واصلت حياتها ونشاطها في العصر الإسلامي حتى اندثرت بانقراض الدولة العباسية بعد [[سقوط بغداد (1258)|سقوط بغداد 1258م/ 656 هـ]] فأصبحت مدينة بائدة.<ref>[http://arab-ency.com.sy/detail/3254 الموسوعة العربية | الحيرة<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20210121155800/http://arab-ency.com.sy/detail/3254 |date=21 يناير 2021}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.britannica.com/place/al-Hirah|عنوان=Al-Ḥīrah / ancient city, Iraq<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2021-01-21|لغة=en| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190403071909/https://www.britannica.com/place/al-Hirah | تاريخ أرشيف = 3 أبريل 2019 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://maxvanberchem.org/en/scientific-activities/projects/archeology/11-archeologie/27-archaeological-survey-of-al-hira|عنوان=Archaeological Survey of Al-Hîra/Iraq: Fieldwork campaign 2015 - Fondation Max van Berchem<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2021-01-21| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201020002051/https://maxvanberchem.org/en/scientific-activities/projects/archeology/11-archeologie/27-archaeological-survey-of-al-hira | تاريخ أرشيف = 20 أكتوبر 2020 }}</ref><ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://iranicaonline.org/articles/hira|عنوان=ḤIRA – Encyclopaedia Iranica<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2021-01-21| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20201129072713/https://iranicaonline.org/articles/hira | تاريخ أرشيف = 29 نوفمبر 2020 }}</ref>

== تسمية وأسماء ==
أغلب الظن أنها سميت ''الحيرة'' اشتقاقًا من الكلمة السريانية ''حارتا'' Harta وتعنى المخيم أو المعسكر وبعد ما تمتعت هذه المدينة بمكانة كبرى، فعرفت بـ«الحيرة مدينة العرب»، كما اشتهرت أيضًا بـ«حيرة النعمان»، حيث سكنها أكثر من ملك سموا بالنعمان.<ref>عبد المحسن الشطي (1998)، ص.21</ref> اختلف العلماء اللغة في معنى اسم الحيرة فمنهم من قال أنه عربي مبنى ومعنىً. قال الهمذاني أنه مشتق من الحيرة لأن تبعًا لما اقبل بجيوشه ضلَّ دليله فتحير في هذا الموضوع. ومنهم من قال أنه من الحير بمعنى الحمى والملجأ كما تقول البقعة من البقاع. ومنهم من ذهب إلى أنه مشتق من فعل حار الماء أي تردد لا يدري كيف يجري بالنظر إلى ركود مياه [[بحر النجف]]. وعرف الآراميون بحيرة النجف باسم فرثا، بمعنى البثقة وأطلق اليهود عليها اسم حاشير ومعناه مجموع المياه وهذا اللفظ والحشر بالعربية بمعنى الجمع من أصل واحد.<ref name="مولد تلقائيا6">يوسف رزق الله غنيمة (1936)، ص.11</ref>

وقد وصفت الحيرة بالبيضاء تعبيرًا عن حسن عمارتها، ووضوح اللون على سائر أبنيتها، كما وصفت بالامتداد والاتساع، فقالوا الحيرة الروحاء.
<ref>محمد سهيل طقوش (2009)، ص.411</ref>

== الجغرافيا ==
كانت الحيرة القديمة على ضفة [[الفرات]] الغربية بقرب موضع [[الكوفة]] على ثلاثة أميال شمالًا في موضع سمي [[النجف]]، وتقع الآن في الجنوب الشرقي منها ب[[ناحية الحيرة]] اليوم. وتسمي الجعارة/الجعرة قرب [[بحر النجف]] وتشمل أبا صخير ب[[قضاء المناذرة]] ب[[محافظة النجف]] وما جاوره من المقاطعات وما زالت مسكونة بإحصاء سنة 2014 حوالي 37,933.<ref>علي ظريف الأعظمي (1920)، ص.122</ref>

تبلغ مساحة الحيرة الحالية مع القرى التابعة لها بحدود 133 دونم وفيها مجموعة من الجوامع.<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://najafchamber.com/dalel/3056.html|عنوان=غرفة تجارة النجف الاشرف - قضاء الحيرة<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2021-01-21|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210121153422/http://najafchamber.com/dalel/3056.html
|تاريخ أرشيف=2021-01-21}}</ref> ألغت بلدية الحيرة سنة 1990 واندمجت مع بلدية أبي صخير.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://wiki.dorar-aliraq.net/iraqilaws/law/13651.html|عنوان=صادرة عن وزارة الحكم المحلي الغاء بلدية وتوحيدها مع اخرى<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2021-01-21| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210121144616/http://wiki.dorar-aliraq.net/iraqilaws/law/13651.html | تاريخ أرشيف = 21 يناير 2021 }}</ref> واليوم لها بلدية مستقلة.

وقد نشأت الحيرة في المنطقة الجغرافية التي تعرف بـالنجف فهي أحد أركان المثلث الحضاري ما تُسمي بالنجف-الكوفة-الحيرة. وقد اكتسبت النجف أبعاداً حضارية لارتباطها بها وارتبط تاريخ مدينتين النجف والحيرة ارتباطًا تاريخيًا وحضاريًا وثيقًا حتى حلت محلها.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://alhikmeh.org/yanabeemag/?p=4181|عنوان=الصلات التاريخية والحضارية بين النجف والحيرة<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2021-01-21| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210121153923/https://alhikmeh.org/yanabeemag/?p=4181 | تاريخ أرشيف = 21 يناير 2021 }}</ref> تقع الحيرة في منطقة [[السهل الرسوبي (العراق)|السهل الرسوبي لبلاد ما بين النهرين]] عند الأطراف الشمالية الغربية لبادية [[السماوة]]، وهي تبعد عن مسافة 15 كم إلى الجنوب الغربي من [[الكوفة]]، ونحو 10 كم جنوب شرقي [[النجف]]. وقد نشأت مدينة الحيرة في منطقة سهلة [[مسطح (تضاريس)|مسطحة منبسطة]] على حافة البادية فيما بين نهر [[الفرات]] و[[بحر النجف]].<ref>{{استشهاد ويب|مسار= http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=11&depid=1&lcid=84365|عنوان=University of Babylon<!-- عنوان مولد بالبوت -->|تاريخ الوصول=2021-01-21|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20210121153902/http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=11&depid=1&lcid=84365
|تاريخ أرشيف=2021-01-21}}</ref>

والحيرة التاريخية هي مفتوحة على [[شبه الجزيرة العربية]] لذا كانت قبائل العربية تستطيع التوغل فيه دون أن تصادف حاجزًا جغرافيًا. ولم يكن يعيق تحرك القبائل إلا نهر [[الفرات]] الذي يفصل الصحراء عن المناطق الخصبة. لقد كان لموقع الحيرة وقربها من الصحراء أثر في مناخها، فهواؤها جاف عذب صحي، ويجري بالقرب منها نهر الفرات الذي يتفرع في أطرافها إلى عدة فروع وتأخذ منه جداول وترع تروي تلك المنطقة، فتجعلها من أخصب مناطق العراق وأكثرها إنتاجًا.<ref>خالد صالح العسلي (1988)، ص.357</ref>

{{موضع جغرافي
 | شمال غربي =  [[الكوفة]] و[[النجف]]
 | شمال      = [[العباسية (مدينة)|العباسية]]
 | شمال شرقي = [[الصلاحية (ناحية)|الصلاحية]]
 | غرب      = ''[[بادية الشام]]''
 | وسط      = الحيرة
 | شرق      = [[الشامية (العراق)|الشامية]]
 | جنوب غربي= ''[[بادية الشام]]''
 | جنوب     = [[المشخاب]] و[[القادسية (مدينة تاريخية)|القادسية]]
 | جنوب شرقي= [[غماس]]
}}

== التاريخ ==
موقع الحيرة له تاريخ قديم، الأرجح أنه يرجع إلى زمن [[مملكة تدمر]] حيث ورد اسمها في نص مؤرخ لعام ([[132|32]]م)<ref>CIS, II, III, I, P. 157</ref> - أو إلى ما هو أقدم من ذلك، ذكرها من الروم كلوكوس واسطفانوس البيزنطي،<ref>Glaucus, Fragmenta, P. 409, Muller, Stephen Of Byzantium, Ethnica, P. 276, Meineke, Paulys –Wissowa Elfer Halbbend, 1907, S. 552</ref> ومن السريان يوحنا الأفسوسي<ref>John Of Ephesus, 352, 10, 13</ref> ويوشع العمودي<ref>Rothstein, S. 13</ref>، ولكن فترة ازدهارها لم يبدأ إلا مع حكم سلالة المناذرة الذين عمروها واهتموا بها، ولاسيما [[النعمان بن امرئ القيس]]. أقدم أبنية كشفت في الحيرة ترجع إلى القرن الثالث الميلادي. وبعد ظهور [[الإسلام]] فتحت الحيرة صلحًا، ودخلت تحت سلطة الخلافة الإسلامية، وفي عام [[691]] م في عهد الخليفة [[عبد الملك بن مروان]] أُدمجت كثير من ضواحي الحيرة مع [[الكوفة]].

=== بداياتها ===
لا يعرف مؤسس الحيرة معرفة أكيدة ولهذا تضاربت آراء المؤرخين وعلماء الآثار في بانيها وتاريخ نشأتها. نسب العرب القدماء بناءها إلى [[نبوخذ نصر الثاني]] كما جاء في ''[[معجم البلدان]]''، وقالوا أنها خربت بعد موته وانتقل عربها إلى [[محافظة الأنبار|الأنبار]] وبقيت خرابًا إلى أن هاجر رهط من أولاد [[معد بن عدنان]] وطنهم [[تهامة]] من بلاد اليمن سواء أكان لحروب لو لأحداث حدثت فنزلت قبائل منهم [[إقليم البحرين]]. وكان بين المهاجرين من تهامة [[مالك بن فهم|مالك]] و[[عمرو بن فهم|عمرو]] ابنا فهم بن تيم الله من [[قضاعة (توضيح)|قضاعة]]. فاتفقت الأزد وقضاعة على التحالف فسموا [[تنوخيون|تنوخًا]] وبهذا تمّ التكون التاريخي لاسم تنوخ في أيام ملوك الطوائف. فتطلعت أنفس من كان بالبحرين من العرب إلى ريف العراق واهتبلوا ما وقع بين ملوك الطوائف من الاختلاف ونزل كثير من تنوخ الأنبار والحيرة وما بين الحيرة إلى طف الفرات وغربيه إلى ناحية الأنبار وما والاها فتملك على تنوخ العراق مالك بن فهم وجعل منزله الأنبار وأتخذ في الحيرة قصرًا وبستانًا وأقطع رجاله الأقطاع فيها. وعظم اسم الحيرة في أيام [[عمرو بن عدي|الملك عمرو بن عدي]] من آل نصر اللخميين وبقيت عاصمتهم حتى [[الفتح الإسلامي لفارس|الفتح الإسلامي للعراق]].<ref name="مولد تلقائيا6" />

=== ازدهارها ===
[[ملف:Hira Ruined Entry.jpg|تصغير|أنقاض أحد المباني في مدينة الحيرة القديمة.]]
يعد [[عمرو بن عدي]] مؤسس إمارة اللخميين [[مناذرة|المناذرة]] في الحيرة، وإليه ينسب ملوك نصر اللخميون. وهو ابن أخت [[جذيمة الأبرش]]، ولد سنة 268 م وتربى في بيت خاله وعلى يديه، وشاركه في بعض أعماله الإدارية، وخلفه في الحكم وبخاصة أنه لم يكن لجذيمة ولد يرثه.<ref>محمد سهيل طقوش (2009)، ص.390</ref> وقد استفاد عمرو من سقوط [[مملكة الحضر]]، الدولة العربية في شمالي العراق، فأصبح أعظم أمير عربي فيها في عصره، تحالف مع الفرس [[الإمبراطورية الساسانية|الساسانيين]] متبعًا خطى سلفه. وبعد وفاته في 288 م خلفه ابنه [[امرؤ القيس بن النعمان|امرؤ القيس الأول]]، وهو أول من تحول من ملوك آل نصر إلى المسيحية.<ref>محمد سهيل طقوش (2009)، ص.391</ref>

تولى [[النعمان بن امرئ القيس|النعمان الأول ابن امرئ القيس الثاني]] (403 - 431 م) بعد وفاة والده، وحظى بشهرة كبيرة بين ملوك الحيرة لم ينلها أحد قبله فهو لقب بالأعور والسائح، لأنه زهد في الدنيا في آخر حياته فتخلّى عن الملك، ولبس المسوح وساح في الأرض. وهو مؤسس قصري [[قصر الخورنق|الخورنق]] و[[قصر السدير|السدير]]. فاهتم النعمان بالعمران، بنى الخورنق بتكليف من الملك [[يزدجرد بن سابور]]. وقد انتشر المسيحية في زمنه في الحيرة.<ref>محمد سهيل طقوش (2009)، ص.392</ref>

اشتهر بلاط الحيرة في عهد [[النعمان بن المنذر]] بالترف، وكان يضاهي بلاط كبار الملوك، فقد وفد عليه الشعراء ومدحوه، كان من بينهم [[حسان بن ثابت]] و[[النابغة الذبياني]]. وأشاد الإخباريون بالقوة العسكرية التي توفرت للنعمان والتي تألفت من كتائب مشهورة منها الرهائن والصنائع والوضائع والأشاهب والدوسر التي ضرب بها المثل في البطش، فقيل أبطش من دوسر.<ref>محمد سهيل طقوش (2009)، ص.404</ref> انتهي بوفاة النعمان في 613 م حكم اللخميين المناذرة في الحيرة، لأن كسرى عيّن مكانه رجلًا من طيء وهو [[إياس بن قبيصة الطائي|إياس بن قبيصة]]. وحدث في عهد [[النعمان بن المنذر]] (628 - 632 م) أن خرجت جيوش الراشدين لفتح فارس.<ref>محمد سهيل طقوش (2009)، ص.405</ref>

=== عصر إسلامي ===
بدأ أهمية الحيرة تخفض منذ أنشأت [[الكوفة]] سنة 17 هـ/ 638 م. مع ذلك بقيت مأهولة عهدًا غير قليل في عصر إسلامي ووقع فيها حوادث منها القتال وقع بين مضرية الكوفة والحيرة ولم يصلحوا ويصبح أمرهم واحدًا إلا بظهور [[الضحاك بن قيس الفهري]] سنة 127 هـ/ 785 م كما ذكرت في ''[[تاريخ الطبري]]''.<ref name="مولد تلقائيا5">يوسف رزق الله غنيمة (1936)، ص.12</ref>

نزلها غير واحد من الخلفاء، منهم [[أبو العباس عبد الله السفاح]] سنة 134 هـ/ 752 م وانتقل منها إلى الأنبار في ذي الحجة من تلك السنة، نزلها [[أبو جعفر المنصور]] سنة 137 هـ وحلّ بها [[هارون الرشيد]] سنة 180 هـ/ 796 م فسكنها وابنتى بها المنازل واقطع من معه الخطط فوثب به أهل الكوفة واساؤوا مجاورته فارتحل إلى بغداد، ونزلها ثانية في محرم سنة 187 هـ/ 803 م برجوعه من مكة وأقام في قصر عون العبادي. وكان معه [[بختيشوع]] الطبيب وفي سنة 227 هـ / 842 م ماتت بها أم الخليفة الواثق ودفنت في الكوفة، والخليفة [[هارون الواثق بالله]] نفسه زارها ودخل دير هند ودير مارت مريم وكان معه [[إبراهيم الموصلي]]، وقد زارها وأقام فيها غير واحد من الوزراء العباسيين.<ref name="مولد تلقائيا5" />

ومن شخصيات إسلامية، زارها [[الشريف الرضي]] سنة 392 هـ/ 1001 م فطافها ونظر آثارها وبنائها {{اقتباس مضمن|ورأى الظباء ترتع في عراصها فأنشد القصيدة العصماء}} مطلعها: ما زلت اطّرق المنازل بالنوى/ حتى نزلت منازل النعمان.<ref>يوسف رزق الله غنيمة (1936)، ص.13</ref>

وفي سنة 315 هـ/ 927 م قصد الأعراب سواد الكوفة فنهبوه وخربوه ودخلوا الحيرة ونهبوها. فسير إليهم [[جعفر المقتدر بالله]] جيشًا فدفعوهم عن الحيرة. يظهر عند الآثاريين أنها امعنت في الخراب في هذه المطاوي حتى كان النصف الأخير من القرن العاشر الميلادي/ النصف الأول من القرن الرابع الهجري فبقي سكانها قليلين مع أن مساحتها كانت واسعة واندثرت بانقراض الدولة العباسية بعد [[سقوط بغداد (1258)|سقوط بغداد 1258م/ 656 هـ]]. سميت محلة في [[نيسابور]] القديمة ب[[خراسان (توضيح)|خراسان]] بعد أن هاجر بعض أهاليها إليها وتوطنوا فيها. واندثرت هذه الحيرة أيضًا بسقوط نيسابور بعد [[الغزو المغولي لخوارزم]] في 1221 م/ 618 هـ.<ref name="مولد تلقائيا1">يوسف رزق الله غنيمة (1936)، ص.15</ref>

== اقتصاد ==
اشتغلوا الحيريين بالفلاحة والزراعة وتربية الماشية. وكانت أسواق تجارية تقام فيها واشتركوا بسوق [[عكاظ (توضيح)|عكاظ]] أيضًا. كان فيها النسّاج والقيون والصاغة. وكان القماش أحيانًا موشى بالقصب أو مطرزًا بخيوط الذهب. والقيون فكانوا يصنعون لوازم العمارة من الحديد والسلاح والسيوف والسهام ونصال المراح وغيرها. وكان لهم مهارة في النجارة لبناء العمارات والقصور والديارات، وكانوا أيضًا يصنعون أواني الفخار ويطلون بضعها.<ref>يوسف رزق الله غنيمة (1936)، ص.82</ref> واشتهرت الحيرة بصنع الخمور ولا سيما خمور العباديين المسيحيين واليهود.<ref>يوسف رزق الله غنيمة (1936)، ص.90</ref>

تخرج القوافل من الحيرة محملة ببضائع الهند والصين وعمان والبحرين إلى [[تدمر]] وحوران في [[بلاد الشام]]. وأثرى الحيريون من الحركة التجارية الإقليمية نتيجة تدفق الثروات عليهم، وتجلّى هذا المظهر بالترف الذي ساد عمارة بيوتهم، واللباس الفاخر.<ref name="مولد تلقائيا2">محمد سهيل طقوش (2009)، ص.409</ref> وقد بلغت الصناعة فيها درجة عالية من الإتقان حتى أنها أضحت تُنسب إلى الحيرة، وأهم الصناعات التي اشتهرت بها هي النسيج بخاصة الحرير والكتان والصوف. واشتهرت الحيرة بصناعة الأسلحة من سيوف ونصال ورماح، واكتسبت السيوف الحيرية شهرة عربية، وكانت صناعة التحف المعدنية والحلى من أرقى الصناعات فيها. وقد تفنَّن الصاغة في صناعة أدوات الزينة من ذهب وفضة ورصّعوها بالجواهر واليواقيت، وذاعت شهرة الخزف الحيري وصناعة الجلود والدباغة والتحف المصنوعة من العاج.<ref name="مولد تلقائيا2" />

== اجتماع ==
=== سكانها ===
سكنها [[عرب|العرب]]، نظرًا إلى موقعها الجغرافي القريب من [[بادية الشام]] محط رحال البدو من العشائر والقبائل والبطون العربية. ونظرًا إلى السلالتين العربيتين اللتين سادتها فيها وهما التوخيين واللخميين، وذكر في تاريخها قبائل العرب أخرى من [[مذحج]] و[[طيء]] و[[كلب]] و[[بنو تميم|تميم]] ومن التنوخيين مما أطلق عليهم عرب الضاحية. وقدم قسّم المؤرخون العرب سكان الحيرة ثلاثة أصناف: تنوخ، العباد، والأحلاف، وهم الذين لحقوا بأهل الحيرة ونزلوا فيها.<ref name="مولد تلقائيا1" />

العباديون من الحيريين فهم على رأي [[ابن عبد ربه]] من الجمرات، بطن في جزيلة من لخم، وأنهم من النصارى من قبائل شتّى انفردوا في قصور ابنتنوها في الحيرة، وسبب تسميتهم بالعباد أنهم لما قاتلهم [[سابور الثاني]] اتخذوا شعارًا لهم «يا آل عباد الله»، فسموا العباد وقيل لأنهم كانوا يعبدون [[الله]] وسموا بهذا الاسم لزهدهم. وقد اشتهروا العباديون بنصرانيتهم وبمعرفتهم القراءة والكتابة. واشتهر من الشعراء العباديين [[عدي بن زيد العبادي|عدي بن زيد]]، ومن المترجمين [[حنين بن إسحاق]]، ومنهم أيضًا حنين بن بلوع المغني الملحن. وكان العباديون يبيعون الخمرة في الحيرة ويُذكر أنهم كانوا صيارفة، وكانوا أكرياء [[سعد بن أبي وقاص]] بعد الفتح الإسلامي وكان لهم رأي في الفلسفة [[قدرية|القدرية]] أخذه عنهم أعشى قيس.<ref>يوسف رزق الله غنيمة (1936)، ص.16</ref>

ومن أهل الحيرة، بنو مَرِينا النصارى الذي ينتسبون إلى [[بنو لخم|لخم]] وهم من الأشراف العباديين، وكانت ديارهم بين دير هند والكوفة. ومن سكان الحيرة [[نبط (توضيح)|النبط]]. وقد أطلق المؤرخون العرب هذا الاسم «[[نبط العراق]]» على بقايا الكلدانيين والبابليين والآراميين في العراق الذين يتكلّمون اللغة الآرامية، وأطلق الفرس على بلادهم [[سورستان]]، وعرفها كتبة النصارى باسم بيت ارمايا أي ديار الآراميين. والحيرة كانت بين هذه الديار. سكنوا [[يهود|اليهود]] الحيرة وكان لهم فيها بعض الشأن وبالقرب من الحيرة وبنواحي الكوفية كانت بانيقيا وفيها مقبرة شهيرة للهيود ينقلون إليها موتاهم.<ref name="مولد تلقائيا4">يوسف رزق الله غنيمة (1936)، ص.18</ref>

إلى جانب العرب والنبط واليهود، سكن الحيرة [[الفرس (توضيح)|الفرس]] وكان الأكاسرة يبعثون المزاربة والدهاقنة من قبلهم ليحكموا الحيرة في فترة من ملوكها آل نصر اللخميين حتى ضرب العرب المثل ب«تيه دهقان الحيرة». وكان الحيريون يهاجرون إلى البلاد المجاورة.<ref name="مولد تلقائيا4" />

== ثقافة وفنون ==
[[ملف:الخط الحيري.jpg|تصغير|نموذج من الخط الحيري المشتق من [[أبجدية آرامية|الخط الآرامي]] وهو أساس [[خط عربي|الخط العربي]].]]
نشطت الحركة العلمية في الحيرة وازدهرت بتشجيع ملوكها، وتعددت فيها مدارس، وتلقى عدد من كبار المفكرين واللاهوتيون والشعراء والأدباء دراساتهم العلمية فيها، منهم إيليا الحيري و[[المرقش الأكبر]]. وكان الصبيان في الحيرة يتعلمون القراءة والكتابة في النقيرة، وهي إحدى قراها، والخط الحيري هو أساس [[خط عربي|الخط العربي]]، وقد اشتق من [[أبجدية آرامية|الخط الآرامي]]. وبفعل موقع الحيرة بين العراق والشام والجزيرة، جرى احتكاك ثقافي بين أهلها وبين الشعوب المجاورة، فقد تأثر الحيريون بالثقافات الفارسية والسريانية واليوناية، وأخذوا عن شعوبها كثيرًا من آدابهم وعلومهم. وكان حكام الحيرة يشجعون الشعراء والأدباء ويمنحونهم الهبات والعطايا، لذلك تردد كثير منهم على البلاط الحيري.

كانت الحيرة مركزًا علميًا هامًا وملتقى الأدباء العرب في الجاهلية، وكان [[النعمان بن المنذر]] يجتمع بهم في [[قصر الخورنق]] ويقيم مهرجانًا عربيًا. وقد اشتهرت الحيرة أيضًا بالعلوم الطبية، وظلت محافظة على هذه الشهرة حتى في العصر الإسلامي، فأنجبت [[حنين بن إسحاق]].<ref>محمد سهيل طقوش (2009)، ص.407</ref>

=== الديانة ===
[[ملف:Church of the East provinces 10 c.svg|تصغير|الولايات البطريركية لكنيسة المشرق في الشرق الأوسط بالقرن العاشر في أقصى حدودها. وقعت الحيرة ضمن مقاطعة سلوقية قطسيفون في وسط العراق.]]
كان بين الحيريين من يدين ب[[الدين في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام|الأديان جاهلية العرب]]. كان ل[[جذيمة الأبرش]] صنمان يقال لهما الضيزنان وكان جذيمة قد تنبأ وتكّهن ويستقسي بهما ويستنصر بهما على العدو. وكان هذان الصنمان حتى أيام [[المنذر بن امرئ القيس]] اتخذهما بباب الحيرة ليسجد لهما من دخل الحيرة امتحانًا للطاعة. وكان في الحيرة صنم اسمه سبد وكانوا يحلفون به ويقولون «حق سبد» كما أنهم كانوا يعبدون [[العزى|العُزّى]]. عرفت الحيرة الديانة [[المندائية]] كما أن [[المانوية]] انتشرت بينهم وبعد أن ظهرت [[مزدكية|المزدكية]] سنة 529 م في فارس دان بها جماعة من العرب منهم [[الحارث بن عمرو الكندي]]. وكان [[يهود|اليهود]] يسكن الحيرة وحواليها.<ref>يوسف رزق الله غنيمة (1936)، ص.30</ref>

أما [[المسيحية]] فكانت الدين السائد فيها ودان بها معظم أهاليها وهي دين كثير من ملوكها وأمرائها وأميراتها ووزارئها. وقد انتشرت [[المسيحية في العراق]] في القرن الأول والثاني من حياتها ودخلت بين عرب الجزيرة والبحرين والحيرة. ذكر [[محمد بن جرير الطبري|الطبري]] أن [[امرؤ القيس بن عمرو (الأول)|امرؤ القيس]] أول من تحول إلى المسيحية من ملوك [[مناذرة]] ووالاه في قوله [[ابن خلدون]]. وكان معظم مسيحيو الحيرة من [[نسطورية|نساطرة]] واجتهد [[اليعاقبة (توضيح)|اليعاقبة]] مرارًا أن ينشروا مذهبهم فلم يتمكنوا من ذلك.<ref>يوسف رزق الله غنيمة (1936)، ص.36</ref> كانت الحيرة أسقفية تابعة لكرسي جاثليق [[المدائن]] وقد جاء ذكر أساقفتها في مجامع الكنسية الكلدانية. وقد روي أن العرب والفرس كان يقصدون الحيرة بدافع ديني ويتفقون فيها بالمبادئ المسيحية.<ref>يوسف رزق الله غنيمة (1936)، ص.39</ref>

ذكر المؤرخون العرب عددًا كبيرًا من الديرة في الحيرة والكوفة والنجف وضواحطها. من المحتمل أن أول دير بني في الحيرة كان في عهد [[النعمان بن امرئ القيس]] وقبل سنة 410 بناع عبد يشوع وهناك أسطورة عن بناء هذا الدير أثرت في العرب ولقّب رؤساء هذا الدير بعد ذلك بأسقف. وقد خرّجت هذه المدينة كثيرًا من الرهبان الذين التحقوا بأديار أخرى أو أسسوا في البلدان الأخرى.<ref>يوسف رزق الله غنيمة (1936)، ص.41</ref>

كانت الحيرة مقرًا لأسقفية [[كنيسة المشرق]] من القرن الرابع حتى القرن الحادي عشر الميلادي وكانت تابعة للمقاطعة البطريركية سلوقية - قطسيفون. اليوم هي أبرشية كاثوليكية اسمية-لقبية في العراق. شهد الحيرة لأول مرة توثيق أبرشية شرق سوريا فيها سنة 410 م، لكنها ربما كانت مؤسسة قبلها في القرن الرابع م. أصبح آخر أسقفها المعروف، يوحنان بار نازوك، بطريركًا في عام 1012.

=== العمارة ===
[[ملف:Kamal-ud-din Bihzad 001.jpg|تصغير|المناذرة يُشيدون قصر الخورنق ل[[كمال الدين بهزاد]] رسمت حوالي 1495 م.]]
برزت الحيرة في العمارة بقصورها وأديرتها وقد تأثر العمارة الحيرية بالعمارة الهيلينة والساسانية وطوّروه بشكل أبعده عن أصوله الأولى فأضحى فنًا قائمًا بذاته. وظل الطراز الحيري في بناء القصور معروفًا في العصر الإسلامي، فقد اتبعه معمارو عباسيون في بناء قصور متوكل.<ref name="مولد تلقائيا3">محمد سهيل طقوش (2009)، ص.410</ref>

وبنى الحيريون الكنائس والأديرة متأثرين بالفن المعماري الشائع في معابد آشور وبابل، {{اقتباس مضمن|وهي لم تكن مزودة بجنبات وإنما كانت تنتهي بفتحات مربعة الشكل، والجدران مسكوة بكسوة جصية نقشت فيها زخارف نباتية تتجلّى فيها التقاليد البيزنطية والساسانية، وبعضها مدهون بالألوان الزاهية والأصباغ، ويتكرر فيها رمز الصليب محاط بدائرة، وهي تخلو من صور الإنسان والحيوان.}}<ref name="مولد تلقائيا3" />

الطراز الحيري في البناء، والذي يسمى «الصدر والكُمَّين»، يعتبر أشهر الخصائص المعمارية للعمارة في الحيرة ؛بني به أشهر قصور الحيرة: [[قصر الخورنق|الخورنق]] والسدير و[[قصر الصنين|الصنين،]]{{#وسم:ref|[[ياقوت الحموي]]، [[معجم البلدان]]، الناشر، دار الفكر، بيروت، ج3، ص431. انظر أيضًا: [[جواد علي]]، [[المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام]]، ج9، ص318. }} ومن القصور الإسلامية [[قصر المشتى]] الأموي، وقصور المتوكل العباسي، فانتشر حتى بلغ المغرب،<ref>راجع بحث الدكتور ميخائيل عواد، المنشور في مجلة "الثقافة" المصرية عدد 199 و200 سنة 1942.</ref> ولايزال النظام الحيري مستعملًا في بعض مناطق العراق.

يتكون الطراز الحيري من ثلاثة أقسام متداخلة قد تكون مسطحة أو مقببة، وهي [[إيوان|الإيوان]] في الوسط «الصدر»، وبناءان في الميمنة والميسرة «كمَّين»، كما هي هيئة تشكيلات الجيش في الحرب،<ref>بحث للدكتور مصطفى جواد بعنوان (الإيوان والكنيسة في العمارة الإسلامية) منشور في [[مجلة سومر]] مجلد 15.</ref> وعادة ما يفتح بابا البنائين الملحقين على الإيوان مباشرة، ويكون لمدخل القصر ثلاثة أبواب: باب كبير وبابان صغيران في جانبين. العناصر المعمارية التي كشفت في الحفريات هي أنظمة تسخين المياه، وأنظمة التصريف (للحمامات)، والتبليط بالجص والتبليط بالآجر، ومن أنماط تزيين الجدران الرسوم الحائطية، ولوحات الجص مختلفة الأشكال، منها ما هو على شكل أوراق، ومنها على شكل عناقيد العنب وسعف النخيل، ومن أنظمة تسقيف الإيوان للممرات والعقود البرميلية للقاعات.<ref>Mesopotamian civilization: the material foundations, Daniel T. Potts. p.203</ref>

== موقع أثري ==
=== التنقيبات الأثرية ===
ذكرها العالم الأثري الألماني رونو مايسنر في العام 1902، وتم التنقيب العلمي لأول مرة بواسطة بعثة [[جامعة أكسفورد|جامعة اوكسفورد]] عام 1931،<ref>D. Talbot Rice, The Oxford Excavations at Hira (1931). راجع</ref> ثم البعثة الألمانية عام 1932،<ref>[https://almanar.com.lb/newsSite/NewsDetails.aspx?id=116640 المجموعة اللبنانية للإعلام -المنار] {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200510210356/http://www.almanar.com.lb/newsSite/NewsDetails.aspx?id=116640 |date=10 مايو 2020}}</ref> ثم قاد الدكتور [[طه باقر]] في العام 1938 بعثه عراقية نقبت في الموقع، وبعدها تم التنقيب بواسطة البعثة اليابانية في السبعينات والثمانينات.<ref>The Sāsānids, the Byzantines, the Lakhmids, and Yemen بواسطة Ṭabarī, [[كليفورد إدموند بوزورث]]. p.22 (the margain)</ref> تم العثور على عديد من اللقى الأثرية، من بينها عملات معدنية، وحلي ذهبية، وجرار تحمل علامة الصليب،<ref>[http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=95523 جريدة الصباح العراقية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180116135237/http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=95523 |date=16 يناير 2018}}</ref> وصلبان من البرونز، ومصابيح زجاجية،<ref>يوسف رزق الله غنيمة، ص49-53</ref> وأوان وجرار فخارية، وقناني زجاجية، وخرز من العقيق،<ref>[http://www.aladalanews.net/index_lite.php?show=news&action=download&id=26379 جريدة العدالة] {{وصلة مكسورة|date= يوليو 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150518082141/http://www.aladalanews.net/index_lite.php?show=news&action=download&id=26379 |date=18 مايو 2015}}</ref> وقطع فخارية من لونغتشيوان الأخضر،<ref>[http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/203a1n12/2003n11/11b3.htm مجلة الصين اليوم عدد نوفمبر 2003] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170605020737/http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/203a1n12/2003n11/11b3.htm |date=05 يونيو 2017}}</ref> وبعض الكتابات نشرتها د. إريكا هنتر.<ref>Hunter, Erica (1996) 'Syriac Inscriptions from al Hira.' Oriens Christianus, 80. راجع</ref> وفي الفترة القريبة الماضية تم الكشف عن عدد من القصور،<ref>[https://classic.aawsat.com/details.asp?section=20&issueno=8251&article=45361&feature=1 جريدة الشرق الأوسط] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120118110539/http://www.aawsat.com/details.asp?section=20&issueno=8251&article=45361&feature=1 |date=18 يناير 2012}}</ref> والأديرة،<ref>[http://www.alsumarianews.com/ar/1/1035/news-details-اكتشاف%20أديرة%20مسيحية%20جنوب%20النجف%20يرجح%20أنها%20تعود%20لعهد%20دولة%20المناذرة.html السومرية نيوز]{{وصلة مكسورة|تاريخ=مايو 2019 |bot=JarBot }} {{استشهاد ويب |مسار=https://www.alsumaria.tv/Alsumaria-news/1035/%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%81%20%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%B1%D8%A9%20%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9%20%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%81%20%D9%8A%D8%B1%D8%AC%D8%AD%20%D8%A3%D9%86%D9%87%D8%A7%20%D8%AA%D8%B9%D9%88%D8%AF%20%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF%20%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B0%D8%B1%D8%A9/ar |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=31 مايو 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200510210403/https://www.alsumaria.tv/Alsumaria-news/1035/%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%81%20%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%B1%D8%A9%20%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9%20%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%81%20%D9%8A%D8%B1%D8%AC%D8%AD%20%D8%A3%D9%86%D9%87%D8%A7%20%D8%AA%D8%B9%D9%88%D8%AF%20%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF%20%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B0%D8%B1%D8%A9/ar |تاريخ أرشيف=10 مايو 2020 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> واللقى الأثرية في الحيرة،<ref>[http://www.alnajafnews.net/najafnews/news.php?action=fullnews&id=28351 أخبار النجف] [http://www.burathanews.com/news_article_101930.html وكالة براثا الإخبارية] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20180116135450/http://www.alnajafnews.net/najafnews/news.php?action=fullnews&id=28351 |date=16 يناير 2018}}</ref> وهي ترجع إلى زمن المناذرة.

== انظر أيضًا ==
{{روابط شقيقة}}
* [[مناذرة|المناذرة]]
* [[النجف]]
* [[الكوفة]]
* [[الحيرة (الشارقة)|الحيرة]]

== المراجع ==
=== فهرس المراجع ===
{{مراجع}}

=== معلومات المراجع ===
{{بداية المراجع|2}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=الحيرة، المدينة والمملكة العربية|مؤلف=يوسف رزق الله غنيمة|وصلة مؤلف=يوسف غنيمة|طبعة=الأولى|سنة=1936|ناشر=مطبعة دنكور الحديثة|مكان=بغداد، العراق}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=تاريخ ملوك الحيرة|مؤلف=علي ظريف الأعظمي|وصلة مؤلف=علي ظريف الأعظمي|طبعة=الأولى|سنة=1920|ناشر=مطبعة السلفية|مكان=القاهرة، مصر}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=المدينة والحياة المدنية|الجزء= الأول|مؤلف=خالد صالح العسلي|طبعة=الأولى|سنة=1988|مكان=بغداد، العراق}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=شعراء إمارة الحيرة في العصر الجاهلي|مؤلف=عبد الفتاح عبد المحسن الشطي|طبعة=الأولى|سنة=1998|ناشر=دار قباء|مكان=القاهرة، مصر|ردمك=9775810825}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=تاريخ العرب قبل الإسلام|مؤلف=محمد سهيل طقوش|وصلة مؤلف=محمد سهيل طقوش|طبعة=الأولى|سنة=2009|ناشر=دار النفائس|مكان=بيروت، لبنان|ردمك=9789953184654}}

{{نهاية المراجع}}
{{شريط بوابات|جغرافيا|مدن|العراق|مسيحية|إسلام|تاريخ آسيا}}
{{ضبط استنادي}}

[[تصنيف:أماكن مأهولة سابقا في العراق]]
[[تصنيف:تاريخ الشرق الأوسط]]
[[تصنيف:محافظة النجف]]
[[تصنيف:مدن قديمة]]
[[تصنيف:مدن وبلدات مفقودة]]
[[تصنيف:معالم مسيحية]]
[[تصنيف:مناذرة]]
[[تصنيف:مواقع أثرية في العراق]]